الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2015, 01:53 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي قراءة في "جن جنوني..!" لهارون غزي المحامي.

قراءة في "جن جنوني..!" لهارون غزي المحامي.

http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=61608

تعجبني هكذا نصوص شهية تقدم مادة دسمة للقارئ بدون أن تهضم متعة القراءة أو تأنفه منها.
النص المثبت لفت نظري، ولأن العنوان يوحي بهطول صاعقة قلت: قد يدركني مطر
هكذا ضغطت على الموضوع، وقد عودني كاتبه بقيمة قرائية يقدمها في نصوصه فلا أخرج من نصوصه بالخواء
وقد رأيت من خلال تجاربي القضاة والمحامين ومن مثلهم لهم قدرات قصصية شيقة خاصة عند توفر الموهبة والقصة
لن أخفي أن عدم طول القصةـ أية قصة ـ يشجعني دومًا لإكمالها، وشجعني حينها لأقرأ القصة سريعًا في جولتي، قصة حظيت باختياري من بين كثير قصص

إذًا لنبدأ في قراءة القصة معا
رسالة سم هاري .. توقفت عند أول خطأ إملائي فيها .. هكذا ظننت، هاري اسم نكرة منقوص يحذف آخره عند التنوين .. سم هارٍ
التعبير بكلمة رسالة ذكاء من كاتب يشوقك للقصة و يجعلك تتساءل عن فحواها لتكمل ...
اختيار الكلمات في محله فتتابع.. وفيما بعد تأملت زغلل التي ظننت إنها عامية لأجدها على غير ما توقعت..

أسهب الكاتب ببراعة في وصف الدقيق الملون
ربما توقفت عند الأزرق! مبالغة ليست مستهجنة في نص أقترح الجنون!
انتقلت من وصف للثاني..
من جحافل الدود إلى كف الرجل المربرب .. وجوفٍ كالشوال
المربرب... كلمة أخرى توقفت عندها من جديد .. ربرب: قطيع البقر الوحشي أو الغزلان. يبدو أن لهذه الكلمة التي نتداولها دلالة عن كثرة اللحم والشحم أصل مكين في اللغة الفصيحة
قراره وتوقيعه يبدو ملفتًا لنا ، هل حقًا سيستعمل الدقيق الفاسد في صابون الأرضيات؟
جشع تعودناه من التجار يجعلنا نشك في هذا .. وذلك الفساد الذي ما نراه استشرى في الدقيق وحده!
وتخطى الشاري للبائع! والمانح والقابض و الطامع والمسئول..!
"أنت" بأحماله لورياته، = أَنَّتْ

"نهارا جهارا عيانا بيانا" التوكيد هنا خدم النص

فنجل عينيه : فتّحهما ووسَّعهما
في أكياس مبرقشة عليها علامة الجودة تطلع لسانها.
" مُبَرْقَشٌ" توظيف الكلمات في محلها أضاف للنص مسحة من الحيوية، وجمال كان رائعًا.. التعبير السابق موفق وجميل جدًا
وجميل أن الجملة هنا انتهت بنقطة ...!
فهكذا أنتهى كل شيء.. على مرأى الجميع! وكاتبنا نفسه الذي ليس بيده حيلة ولا بد له أن ينسى الموضوع!

لكنه يشاهده.. سيبقى ذاكرًا جرمه.. المهول .. وكيف لذاكرته أن تتغاضى !
هنا موقف آخر أنتقل له الكاتب بسلاسة
فنرى شاري الدقيق وصانع معكرونة الجودة!في هيئة الرجل النبيل الزكي الكريم ذو المنح والرأفة والصدقة الجارية! لإطفالٍ مرضى وعملٍ خيري!
هكذا هي مسرحيات الحياة بفصول لا تتوقف...

جميل أن صاحبنا قذفه بالريموت..!
علَّ أعصابه تهدأ .. وحتى وقت لاحق ليلتقط الريموت من جديد ويغير القناة!

القصة أوجزت تفشي الفساد في المجتمعات بصيغة أدبية سهلة شديدة الامتناع أمتعت ذائقتنا بالقاموس اللغوي للكاتب
سًجلت خلاله كلمات مصرية فصيحة تأملناها بشغف قراءة
وعرضت لنا كيف يسرق بعضهم الجمل في وضح النهار مدعيًا أنه من التجار الأخيار، أوبئة تستشري في جسد الوطن.

القصة بمشهدين اثنين محكمين اقتربت من أقصوصة رائعة، ولو أنها ذات مشهد واحد لرشحت لقصة قصيرة جدا
النهاية سريعة باغتتنا .. وجعلتنا نفكر لماذا وكيف ومتى..
لا تأخذ القصة من وقت القراءة الكثير لكن قصة هادفة ومتقنة تبقى في التفكير
مع التقدير لكاتبنا الكبير..

النص الأصلي:


إنها رسالة سم هاري ضخمة! دقيق قمح منتن. مرتع لألوان القرف تعكر بياضه: يزغللك الأزرق والأحمر والأخضر المعفن ويروعك جحافل الدود.
أعلنت اللجنة عن مزايدة لبيعها بشرط أن تستعمل لغير غذاء الآدمي أو الحيواني..
تلقي التهاني برسو المزاد بكفه الفسيح المربرب، وقامته المديدة، ومنكبيه العريضين، وجوفه الممتد بين جنبيه كالشوال يكاد ينفجر من التخمة.
أقسم بأغلظ الأيمان؛ قرر وأقر، وتعهد، ووقع عن رضا، وقبول:
- "أن أستعمل هذا الدقيق الفاسد في صناعة صابون الأرضيات "
وبعد سداده الذي منه، والذي ليس منه.
أنت بأحماله لورياته، ومقطوراته.
نهارا جهارا عيانا بيانا، وعلي مرآي من عشرات العيون المفنجلة- لكنها مغضية حرصا علي لقمة عيشها المرة-
صنعت الحمولة عيني عينك (مكرونة) وعبئت- لإبهار الزبون- في أكياس مبرقشة عليها علامة الجودة تطلع لسانها.
استرخيت أتابع (التليفزيون والريموت) بقبضتي.
- هو؟!
- نعم هو بجرمه المهول!
يحتضن أطفالا أبرياء: صبيانا قرعا وبنات صلعا في مستشفاهم في منظر جن له جنوني فقذفته (بالريموت)....






 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2015, 05:11 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هارون غزي المحامي
أقلامي
 
إحصائية العضو







هارون غزي المحامي غير متصل


افتراضي رد: قراءة في "جن جنوني..!" لهارون غزي المحامي.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
قراءة في "جن جنوني..!" لهارون غزي المحامي.

http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=61608

تعجبني هكذا نصوص شهية تقدم مادة دسمة للقارئ بدون أن تهضم متعة القراءة أو تأنفه منها.
النص المثبت لفت نظري، ولأن العنوان يوحي بهطول صاعقة قلت: قد يدركني مطر
هكذا ضغطت على الموضوع، وقد عودني كاتبه بقيمة قرائية يقدمها في نصوصه فلا أخرج من نصوصه بالخواء
وقد رأيت من خلال تجاربي القضاة والمحامين ومن مثلهم لهم قدرات قصصية شيقة خاصة عند توفر الموهبة والقصة
لن أخفي أن عدم طول القصةـ أية قصة ـ يشجعني دومًا لإكمالها، وشجعني حينها لأقرأ القصة سريعًا في جولتي، قصة حظيت باختياري من بين كثير قصص

إذًا لنبدأ في قراءة القصة معا
رسالة سم هاري .. توقفت عند أول خطأ إملائي فيها .. هكذا ظننت، هاري اسم نكرة منقوص يحذف آخره عند التنوين .. سم هارٍ
التعبير بكلمة رسالة ذكاء من كاتب يشوقك للقصة و يجعلك تتساءل عن فحواها لتكمل ...
اختيار الكلمات في محله فتتابع.. وفيما بعد تأملت زغلل التي ظننت إنها عامية لأجدها على غير ما توقعت..

أسهب الكاتب ببراعة في وصف الدقيق الملون
ربما توقفت عند الأزرق! مبالغة ليست مستهجنة في نص أقترح الجنون!
انتقلت من وصف للثاني..
من جحافل الدود إلى كف الرجل المربرب .. وجوفٍ كالشوال
المربرب... كلمة أخرى توقفت عندها من جديد .. ربرب: قطيع البقر الوحشي أو الغزلان. يبدو أن لهذه الكلمة التي نتداولها دلالة عن كثرة اللحم والشحم أصل مكين في اللغة الفصيحة
قراره وتوقيعه يبدو ملفتًا لنا ، هل حقًا سيستعمل الدقيق الفاسد في صابون الأرضيات؟
جشع تعودناه من التجار يجعلنا نشك في هذا .. وذلك الفساد الذي ما نراه استشرى في الدقيق وحده!
وتخطى الشاري للبائع! والمانح والقابض و الطامع والمسئول..!
"أنت" بأحماله لورياته، = أَنَّتْ

"نهارا جهارا عيانا بيانا" التوكيد هنا خدم النص

فنجل عينيه : فتّحهما ووسَّعهما
في أكياس مبرقشة عليها علامة الجودة تطلع لسانها.
" مُبَرْقَشٌ" توظيف الكلمات في محلها أضاف للنص مسحة من الحيوية، وجمال كان رائعًا.. التعبير السابق موفق وجميل جدًا
وجميل أن الجملة هنا انتهت بنقطة ...!
فهكذا أنتهى كل شيء.. على مرأى الجميع! وكاتبنا نفسه الذي ليس بيده حيلة ولا بد له أن ينسى الموضوع!

لكنه يشاهده.. سيبقى ذاكرًا جرمه.. المهول .. وكيف لذاكرته أن تتغاضى !
هنا موقف آخر أنتقل له الكاتب بسلاسة
فنرى شاري الدقيق وصانع معكرونة الجودة!في هيئة الرجل النبيل الزكي الكريم ذو المنح والرأفة والصدقة الجارية! لإطفالٍ مرضى وعملٍ خيري!
هكذا هي مسرحيات الحياة بفصول لا تتوقف...

جميل أن صاحبنا قذفه بالريموت..!
علَّ أعصابه تهدأ .. وحتى وقت لاحق ليلتقط الريموت من جديد ويغير القناة!

القصة أوجزت تفشي الفساد في المجتمعات بصيغة أدبية سهلة شديدة الامتناع أمتعت ذائقتنا بالقاموس اللغوي للكاتب
سًجلت خلاله كلمات مصرية فصيحة تأملناها بشغف قراءة
وعرضت لنا كيف يسرق بعضهم الجمل في وضح النهار مدعيًا أنه من التجار الأخيار، أوبئة تستشري في جسد الوطن.

القصة بمشهدين اثنين محكمين اقتربت من أقصوصة رائعة، ولو أنها ذات مشهد واحد لرشحت لقصة قصيرة جدا
النهاية سريعة باغتتنا .. وجعلتنا نفكر لماذا وكيف ومتى..
لا تأخذ القصة من وقت القراءة الكثير لكن قصة هادفة ومتقنة تبقى في التفكير
مع التقدير لكاتبنا الكبير..

النص الأصلي:


إنها رسالة سم هاري ضخمة! دقيق قمح منتن. مرتع لألوان القرف تعكر بياضه: يزغللك الأزرق والأحمر والأخضر المعفن ويروعك جحافل الدود.
أعلنت اللجنة عن مزايدة لبيعها بشرط أن تستعمل لغير غذاء الآدمي أو الحيواني..
تلقي التهاني برسو المزاد بكفه الفسيح المربرب، وقامته المديدة، ومنكبيه العريضين، وجوفه الممتد بين جنبيه كالشوال يكاد ينفجر من التخمة.
أقسم بأغلظ الأيمان؛ قرر وأقر، وتعهد، ووقع عن رضا، وقبول:
- "أن أستعمل هذا الدقيق الفاسد في صناعة صابون الأرضيات "
وبعد سداده الذي منه، والذي ليس منه.
أنت بأحماله لورياته، ومقطوراته.
نهارا جهارا عيانا بيانا، وعلي مرآي من عشرات العيون المفنجلة- لكنها مغضية حرصا علي لقمة عيشها المرة-
صنعت الحمولة عيني عينك (مكرونة) وعبئت- لإبهار الزبون- في أكياس مبرقشة عليها علامة الجودة تطلع لسانها.
استرخيت أتابع (التليفزيون والريموت) بقبضتي.
- هو؟!
- نعم هو بجرمه المهول!
يحتضن أطفالا أبرياء: صبيانا قرعا وبنات صلعا في مستشفاهم في منظر جن له جنوني فقذفته (بالريموت)....
====
القديرة فاطمة أحمد / شد انتباهي دراستك ل (جن جنوني) هنا فدخلت أتملي وأتحلي بقراءتك الواعية .
وفقك الله ودام لنا ابداعك.
مع عاطر تحياتي.






 
رد مع اقتباس
قديم 22-03-2015, 10:24 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي رد: قراءة في "جن جنوني..!" لهارون غزي المحامي.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هارون غزي المحامي مشاهدة المشاركة
====
القديرة فاطمة أحمد / شد انتباهي دراستك ل (جن جنوني) هنا فدخلت أتملي وأتحلي بقراءتك الواعية .
وفقك الله ودام لنا ابداعك.
مع عاطر تحياتي.
الأستاذ القدير هارون غزي، كان من دواعي سروري إلهام نصك ليبعت قلمي من عميق سباته
وقد لا أكون أوفيت النص قراءة من كل جانب
وعسى أن أكون بلغت المقصد ولو باليسير
ممتنة لمرورك الكريم..
أرقى تحية.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط