الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد مهيم
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد مهيم
 

 

 
إحصائية العضو







محمد مهيم غير متصل


افتراضي بكاء الحال (3)

بكاء الحال (3) مقاربة سيميولوجية ل " دموع الأولياء " زجل عزيز محمد بنسعد
نحن إذن أمام نوع من التراسل الروحي لا الخطي الذي سيثمر حوارا بعد استكمال الذاتين لطقوس وشعائر العبور... فذات الحالة يحركها الحصول على موضوع القيمة الأساس objet du valeur principale ( 11) " ، توصيف الواقع المتعفن " في عالم الناس ، لكنها فاقدة لصيغتي الفعل : القدرة على الفعل ومعرفة الفعل وإن كانت تمتلك قوة الإرادة والرغبة في الفعل ، لذا ستلجأ إلى الولي من أجل استمداد هذين المصوغين / القدرة والمعرفة من جهة ولدفع الولي إلى الاحتجاج والتنديد بأعمال هذه الفئة ....وذلك عبر " عالم الخلوة بوصفه موضوع القيمة الاستعمالي "، لكونه فضاء الطهارة والنقاء ، عالم الفضيلة في مقابل عالم الرذيلة والدناسة ... عالم الخلوة إذن عالم السمو الروحي والقيم النبيلة التي ستتوسلها ذات الحالة بمعية ذات الولي في الاتصال بموضوع القيمة الأساس " توصيف الواقع المتعفن " ، لأن ذات الحالة تدرك بعمق أن البعد الروحي أساس في تشكيل الهوية ، وبناء دعائم الإصلاح .. لكن مع الأسف فقد أساء هؤلاء " الهم " توظيفها ، لذا فقد أدى العبث بالقيم الإنسانية المثلى إلى استشراء مظاهر الفساد ، مما حفزها لربط الاتصال الروحي بذات الولي في خلوته فضاء التربية الروحية والتطهير النفسي ...لامتلاك القدرة والمعرفة الروحية / الفنية للبوح بمخاض هذه الرسالة الإنسانية مصدر معاناتها بمعية الولي .
غير أن ذات الحالة تدرك جيدا كذلك أن توصيف حالة تجربتها الروحية المعيشة في فضاء الخلوة الروحي ، قد تعجز العبارة عن وصفها ، لأنه فضاء الإشارة ، لا فضاء العبارة ... ألم يقول الحلاج من قبل : " من لم يقف على إشارتنا لم ترشده عبارتنا " لذلك تقول ذات الحالة واصفة ومعترفة ... : ــ ولو أنني أوتيت كل بلاغة وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلا مقصرا ومعترفا بالعجز عن واجب الشكرــ . إنه ملفوظ اعتذار ذات الحالة التي تعي استحالة توصيف مشاعر وطقوس فضاء الخلوة بعد العبور إليها ، لأنها تجربة حال لا تجربة مقال ....وهذا ما سيحصل ، فعلا ، في نهاية الحال :
هَدَا عْلاشْ تَلِّيتْ
نْلالي بَمْدَادْ الكَتْبَة كُلْمَا الْحَرْفْ دْعَانِي فهذه النصوص الموازية( العنوان / الإرسال / الاعتذار ) شكلت ــ كما نرى ــ ، من جهة ، طقوسا لاستنفار الحالة الوجدانية لكل من ذات الولي وذات الحالة ، ثم عتبات لنمو مسار الدلالة ، من جهة أخرى ، عبر فضاء هذه التجربة الزجلية .. فكانت الاستجابة الفورية من خلال هذا النداء الذي صدر عن الولي جراء تأثير الرسالة الروحية فيه ، نداء يُعد مفتاحَ الطقوس الشعائرية لدى الأولياء ، المستبطن لتوتر حاد وكثافة دلالية قوية ، تجسدها ملفوظات الحالة التالية عبر هذا النبر القوي ، يصرخ الولي : المدد المدَََد يا الحافظ سري في لمداد.... يا الزارع الروح ف لمعاني إن هذا الاستهلال ــ الذي يمثل صوتَ الأولياء حين تلم بهم الحالة و تصبح الرغبة طافحة للاتصال بعالم القيم والفضيلة ، عالم المعاني والأرواح الطاهرة ــ سوف يكون بؤرة فيض للعوالم التي ستتخلق عبر مسار الدلالة ، سواء تعلق الأمر بصوت الولي أو بصوت ذات الحالة ، بناء على حالة التماهي بين الذاتين ، تنسجها الأبعاد التصويرية انطلاقا من رؤيتين وجدانيتين توحدتا لمواجهة قيم الرذيلة والدناسة .... إحداهما صوفية والأخرى فنية حازتها ذات الحالة بعد ما عبرت إلى عالم الخلوة .... فهي رؤية وليدة تجربة تعتمد الإخلاص والصدق وحسن النية وصفاء السريرة في تقبل طقوس الدعوة لاقتناص لحظة الصفاء الروحي وتجلي المعاني من خلال اغتنام لحظة الإشراق الروحي أو الفني من طرف ذات الحالة في فضاء الخلوة ، لإعطاء حروفها رهافة في التوصيف وشفافية في كشف الأسرار، لأن الحرف يعتبر ميزان صدق وإخلاص المبدع من المتصنع عبر تصوير وحفظ آثار التجربة المعنوية ، وإيحاءاتها الوجدانية ... تقول ذات الولي في التحسيس بقيمة أصالة التجربة : " كل وحرفو علاش كاد كاين اللي حاشاك حرفو زهواني مزرر عيني بالرماد وكاين اللي من حرفو تعرفو رعواني وما خاف يطفى مشهاب الله " فلحظة طلب المدَََد ، حالة ٌشعورية قصوى ، تنتاب الأولياء في الأزمات والشدائد ، ومؤشر كذلك على حالة هذه الذات " المضيومة " ، جراء أشكال الفساد التي طالت عالم الواقع / الناس . عزاؤها تصوير طقوس هذه الحالة عبر استغلال طاقات الحرف ودلالته على المعاني الباطينية " يا الحافظ سري ف لمداد " لنسج عالمه الفسيح بخيال خلاق تغذيه أسيقة وجدانية وروحية ...بعيدا عن عالم الرذائل ، لا هروبا منه ولكن من أجل العودة إليها وقد تسلحت بالمعرفة والقدرة على الفعل فيه حاملين آثار تجاربها عبر خطاباتها ، فأسرار الأولياء مودعة في المداد بوصفه السائل الذي ينبض بأثر الإشارات ... وطلب المدد من طرف الولي مؤشر على الرغبة الجموح للعبور إلى عالم المعاني ، والاتصال بعالم المعاني . كما أن تكثيف حالة البكاء لدى ذات الحالة ( تكرار الفعل خمس مرات ) يمثل نزوعا فياضا للعبور نحو الخلوة قصد الاتصال بالولي، وبعالم المعاني . فنحن إذن أمام نوعين من العبور إلى العوالم الاحتمالية لقيم الطهر الإنساني ، عالم القيم الإنسانية الطاهرة التي ستعمل على توصيف مظاهر التدنيس في عالم الواقع ،عالم الدموع المكبوبة في الواد الحار ، بعد ما تنكرت لها هذه الفئة التي وسمتها ذات الحالة في عالم الواقع بتصويفات الدالة منها : " بردعة احرش من بردعة " .
إنها قيم ومظاهر ستنسجها الأبعاد التصويرية المؤثثة لفضاء القصيدة ، وذلك عبر سيمتين ( 12) نوويتين تمثلان رحم الانتشار الدلالي : الفساد ( التدنيس ) في عالم الواقع // الإصلاح ( التطهير ) في عالم الخلوة ، سوف تشكلان البنية التكوينية التي سوف يتم تصريفها عبر فضاءات العالمين : عالم الواقع// عالم الخلوة .. فالعبور الأول : ــ عبور ذات الولي من عالم الخلوة إلى عالم المعاني ، تمثلها تلفظات الحال، حيث استمدادها للطاقة الروحية لمواجهة عالم الرذيلة : " المدد المََدد يا الحافظ سري ف لمداد يا الزارع الروح ف لمعاني ... " أما العبورالعبور الثاني فهو : ــ عبور ذات الحالة من عالم الواقع إلى عالم الخلوة حيث الاتصال الروحي بذات الولي ، عبر ملفوظات الحالة ، لتبدأ عملية التحريك نحو موضوع القيمة : " بكيت وانا ف بيت الله بكيت وانا ف ارض الله بكيت بحروف شادة حق الله بكيت آعباد الله بكيت ... حتى بارت الكلمة ف جامع لحديث ... "
إنه بكاء إدانة وتحسر لذاتٍ أورقت فيها ( اكواوي ) الخذلان وعدم الوفاء والغدر ، والنكوث بالعهود والمواثيق الصادر عن ــ الهُم ــ :

" كَالوُا زَّيْدٌّوا اللْوَاحْ للصَّلْصَالْ وْثقْنَا " .
( ....)
" زيَّدْنا الرْوَاحْ للدَّلاَّلْ وَثْوَثقْنَا"

ثم إنه بكاء يمثل ، من ناحية أخرى ، حالتي انفصال واتصال ، حالة انفصال عن عالم الناس تليها اتصال بعالم الخلوة ...ولإنجاز ذلك ، فلا بد أن تخلو الذات بذاتها قصد المكاشفة الوجدانية . وسياق البكاء ليس مصدره معاناة جسدية أو معنوية بل بوصفه سننا شعائريا و طقسا لإعداد النفس ،استجابة للإشارة الروحية المنبعثة من نداء الولي وهو يحاول الاتصال بعالم المعاني . ذاك ما سنلمسه على مستوى هذا التكثيف الذي يؤشر على حالة التوتر القصوى التي ألمت بذات الحالة وهي تحاول التبرؤ والتخلص من قيود المادة المدنسة لعالم الواقع جراء سلوكات هذه الفئة ، كما سبق ، لأن البكاء بهذه الكثافة يعد أيقونة المجاهدة والتطهير خاصة في تلك الفضاءات الطاهرة ( بيت الله ــ أرض الله ــ بحروف شادة حق الله ) ، ومؤشر على معاناة الذات من مظاهر الإقصاء والقهر والاستغلال.... من ناحية ، من ناحية أخرى ، فإن الدموع مدادُ العين نحو صفاء الرؤيا والتطهير ، للعبور إلى فضاء الخلوة حيث سيعمل الدمع على تعطيل الرؤية البصرية لتحل محلها الرؤيا القلبية فيتم الاتصال بفضاء الولي في خلوته بل بعالم معانيها الروحية التي ستصبح زادا ومددا لمداد ذات الحالة في مواجهة عالم الناس ...حين ستنتهي التجربة . ولذا ومن خلال فضاء صوت المََدد ( الولي ) وفضاء صوت البكاء ( ذات الحالة ) ، وكذا عبر تشاكلاتisotpies (13) الأبعاد التصويرية التي تؤثث لفضاء نداء الولي ولبكاء ذات الحالة ، فإننا نلمس هذا التصادي الإيقاعي بين حروف تعد أصولا في تخليق الَمْعاني / ( الميم و الدال ) الذي يؤشر على إيقاع دلالي بين ملفوظات تشترك في الخلق والإيجاد ــ المدد ــ المداد ــ الدمع / البكاء. فالمدد عدة روحية ، معنوية يستشعرها الولي روحيا لزرع الروح في المعاني حيث يتم توصيفها بالإشارة عوض العبارة .. والمداد أداة لخلق الحروف الحاملة لروح المعاني . أما الدمع فهو عدة ذات الحالة الحاملة لإشارة الباطن الوجدانية التي استشعرتها حين أحست بالحال التي ألمت بالولي ، وذلك لامتلاك القدرة على إبداع الحال ، ومن ثمة ستحل لحظة اللقاء بين الذاتين فتتوحد الرؤية لتصبح رؤيا اتجاه عالم الواقع / عالم الناس . حينها سيشرعان في عملية التوصيف بعدما حازت ذات الحالة مصوغات الفعل من ذات الولي : القدرة والمعرفة....ــ بعد العبور طبعا ــ حيث وقع تحول transformation في الوضعية الحالية لذات الحالة ،وذلك بعد انتهاء حالة البكاء التطهيري ، لتبدأ عملية الإنجاز عبر ملفوظات الفعل ، من خلال أفعال التوصيف الفردي ثم الجماعي خلال الحوار التراسلي الذي سينطلق بين ذاتين أصبحتا تنتميان إلى عالم الرؤيا والاستشراف والاستبصار والاتصال بعالم" المعاني " والنقاء ، للكشف عن حقيقة الزيف والفساد الذي يطال العلاقات الإنسانية في عالم الواقع . فالولي بإخلاصه وصفاء سريرته ... وذات الحالة / الزجال برهافة حسه وعمق تبصره ، كلاهما الآن سيعمل على كشف سر وحقيقة هذا العالم المادي ، عالم الواقع العفن ، حين تخلت فيه هذه الفئة " العاصية " عن مبادئ الخلوة ، فأغفلت جوهر المعاني وهمشت القيم الروحية وتاهت في فضاءات الفساد الأخلاقي والاجتماعي والسياسي .... فهي " تجربة معرفية ، عاطفية كما أنها تجربة في الكتابة والإبداع " . (14) ــ تقول ذات الحال ، مستهلة الحوار عبر رؤيا حزينة وتأمل هادئ ، لتوصيف علاقة ولايتها بمخاطب جماعي ، تم تغيب هويته عبر ضمير الغائبين ، تأشيرا على سخطه وعدم رضاه على ما آلت إليه " دموع الأولياء "في عالم الواقع / الناس ، وذلك بعد حالة الانفعال القصوى : والله ما اعجبهم ف شجري غير لوراق الطايحة منو وما عجبهم ف زهري غير الطين اللي خلقنا منو
ــ محمد مهيم
ــ يتبع






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط