الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2014, 06:24 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي الديماسي
أقلامي
 
إحصائية العضو







فوزي الديماسي غير متصل


افتراضي في رواية " الباقي " لآمنة الرميلي - أو أرخبيلات الحبر/ بقلم فوزي الديماسي

" الباقي " نصّ تداعيات ، أو مساحات تمارس فيها الشخصيّات حريّة الحديث عن هموم الذات والموضوع . تدور كلماته حول حدث واحد رئيس / صراع ( إبراهيم / سلمى ) . يغلب عليه الطابع القصصيّ ، من حيث مناخات الكتابة ، وطرق تصريف الأحداث ، ونحت الكيانات . ولقد تعدّدت القصص الفرعيّة فيه ( قصة سلمى ، قصة نادية ، قصّة سلمى الكحلة ) . لا خيط ينتظم هذه المساحات ، ولا وجود لمنطقة تقاطع تربط بين هذه الأرخبيلات إلاّ الإنتماء لذات الأرض ( النصّ ) ، ووجودها بين دفّّتي الكتاب . و لعلّّ الاستغناء ( القصص الفرعيّة ) عليها لا يؤثّر في الخطيّة السرديّة ، لا من بعيد ، ولا من قريب ، ولا يعرقل عمليّة الدفع بالسرد نحو تخوم تخدم الرواية من حيث بنيتها ، أو شخصياتها ، أو تطوّر أحداثها . ولعلّ ما يبرّر ذلك الخطّ الأجناسي المتداخل بكثافة في الرواية ، والمراوح مكانه بين تقنيات القصّة ، ونواميس كتابة الرواية هو تمكّّن السيدة آمنة الرميلي من فنّ القصّ ، وقد أثّر فيها أيّما تأثير من حيث طرق الصّياغة.

. خرج علينا الكتاب في شكل جزر لا ينتظمها خيط فاصل ، واصل كما أسلفنا القول ، فهو إلى فنّ القصّة أقرب ، وبه ألصق ، حيث لم تستثمر الكاتبة في بناء الرواية شخصيات كان دخولها إلى ساحة النصّ دخولا أبيض / غير مؤثّر ، ولم نر لوجودها أثرا ، أو صدى ، كشخصيّة الكاهنة ، أو شخصّية الأب ( والد سلمى ) ، أو شخصية الأمّ ( أمّ سلمى ) ، أو شخصيّة أمل / هذا المولود / الميت منذ البدء ، والمفعم بالرمزيّة ، والشاغل لحيّز هامشيّ في مساحات السّرد ، ممّا جعل حضورها ( الشخصيات المتحركة مع ثنائي الصراع ) مجتمعة باهتا ، غير وظيفيّ على خشبة الرّواية في تعايش الشخصيات ، وتفاعلها مع بعضها البعض ، ومع عوالم السّرد ، ومقتضياته ، فلا هي بالشّخصيات المعرقلة ، أو بالأخرى المساعدة ، وما هي بالعلامات ، أو الرموز الحمّالة لقرائن تؤدّي بنا إلى بلوغ الضفّة الأخرى للخطاب القابع خلف ملامح الشخوص المتحرّكة في فضاء الكتابة . وقد توهمك بدايات النصّ ، أو الفصول البدايات ( الإبرام /النقض ) بأنّك إزاء عمل سرديّ ، ينتمي بالضرورة إلى عالم " الرواية " ، من حيث مكانة الرّاوي / العليم منه ، ومن حيث مسك الرّاوي برقاب شخصياته ، وخاصّة منها ( سلمى / إبراهيم ) منذ إعلانه عن بداية الرّحلة ، ولكن خاتمة " الباقي " سفّهت أحلام الراوي ومقدّماته ، ومن بعده المتقبّل ، وقد كانت على مذهب تقنيات القصّة في مخاتلتها ، وتسفيهها لإنتظارات المتقبّل ، وغير متجانسة مع أفقيّة الأحداث ، ومعقوليّتها ، وتفاعلها السببيّ فيما بينها ... ولنضرب على ذلك مثلا شخصيّة " سلمى الكحلة " / العاشقة الفاشلة ، المعاقرة للخمر والكتاب ، والمرتمية حديثا في أحضان المقدّس ، إذ لم يكن وجودها داخل النصّ محرّكا ، ومساعدا في علاقتها ببناء ملامح بقيّة الشخصيات ، وخاصّة منها سلمى ونادية ، حيث جاء ذكرها في النصّ ذات ليلة حمراء عقدنها في غرفتها في " الوكالة " ، وكانت ليلة تحدّثت فيها ( سلمى الكحلة ) عن خيباتها العاطفيّة ، كما كان انتقالها من حال إلى حال لم يكن نسقيّا ، بل كان مفاجئا ، وغير مؤسّس ( من الفجور إلى التّقوى ) ، وكأنّنا بالكاتبة على قارعة حروفها مزدحمة المواقف ، والرؤى التي أنقضت ظهرها ، فأجرتها على لسان شخصياتها ( علي / سلمى الكحلة / الكاهنة ) . إنّ النصّ على صخبه ( كثافة استعمال الجمل الفعليّة) يبدو ثابتا ، لا يريم ، يطوف حول ذات الحكاية ( إبراهيم / سلمى ) ، ولولا تبدّل الأمكنة ( الوكالة /الجريدة/ المنزل / قصر الجمّ / المقهى ) ، ولولا التفتّح على أحداث أخرى (علاقة إبراهيم / أحلام ذات مساء شبقيّ ) لكان النصّ على شاكلة قطعة قصصيّة ، لايربطها ببقيّة الحلقات رابط ، إذ كانت هذه القصّة العرضيّة ( منزلتها في المتن ) خادمة للسرد مؤثّرة فيه ، وفي بناء شخصيّة إبراهيم وتحديد ملامحها على إمتداد الحيّز السرديّ وشاهدا على هزّاته ، وبالتالي كشفت عن مواطن التطوّر في ملامحها العامة والنفسيّة ، وكذا كانت محدّدة لبقية الخطّ السرديّ لها ، إلاّ أنّ شبكة العلاقات في مجمل النصّ لم تكن موفّقة النسج ، ولو تمّ تكثيف الحديث عن ( إبراهيم / / سلمى ) ( سلمى / الكاهنة ) ( إبراهيم - سلمى / أمل ) ) (إبراهيم / أحلام ) لكان العمل متماسك البنى ، ومتين الصلة بعالم الرواية ، ولكفانا كثيرا من الحديث ( قصص جانبية عرضيّة ) في النصّ ، ولكان " الباقي " عملا روائيّا . إنّ ما يحسب للسيدة آمنة الرميلي أناقة لغتها التي لا تستطيع منها فكاكا إلاّ لحظة إتمام قراءة الأثر ، وهو عمل جدير بالإهتمام والدراسة من اكثر من زاوية ، ويعدّ من النصوص العلامات في المدوّنة السردية التونسيّة






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط