الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتــدى الشــعر الفصيح الموزون

منتــدى الشــعر الفصيح الموزون هنا تلتقي الشاعرية والذائقة الشعرية في بوتقة حميمية زاخرة بالخيالات الخصبة والفضاءات الحالمة والإيقاعات الخليلية.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-2019, 03:34 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاكية صباحي
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية فاكية صباحي
 

 

 
إحصائية العضو







فاكية صباحي غير متصل


افتراضي قصيدة الشاعر "محمد شاوش" "أم البواسل" الفائزة بجائزة أول نوفمبر "54" لهذا العام



"أمُّ البواسل "


مِنْ عُتمةِ الأغـــــلال مِشـــــــــــكاةُ الضِّيـا *** قـد فَجَّــــــرَتْ للمُتــــعَبيـن المَنبعَــــــا
هي ثورة التـــــــــــحرير تاهَ بِمــــجدهــــا *** قلمٌ تـلــــــــفَّع بالرّصاص وفرقعَـــــــا
كمْ حلـــــّق الحـــــــرْفُ الصّــــغيرُ لعلّــــه *** يَجدِ المــــعاني الشّاهــــقاتِ ليسْطَعَــا
في جمرها غَــــــــــمس الفؤادُ شِــــفاهَـه ***حتّى ارْتوى مـــن حَـــــرٍّها وتجرّعَــا

************
وعلى خطى مفــــــــدي يَبــــــــُثُّ حريقَـه *** للثورة الكبـــــــرى سَـــــما وتطلّعَــــا
ذاك الذي قَــــــدَّ القــــــــوافـــــــيَ من دمٍ*** قبَسٌ على تـاج القصــــــــــيد تربّعَــا
في بربــــــروسَ نشيـــــد شـــــعبٍ مُوقِن *** للنّصر غنّى بالــــــدِّماء تبــــرَّعَـــــــا
نــــمْ فـــــــــي رحاب الله نـــمْ يا شاعرا ***لله درُّك مـــــــن يـــــــراعٍ أبدعَــــــــا
ستــــــــظلّ فذّا في هــــــــواك لثــــــورةٍ *** أبـدا لـــــهــا نبــــــقى جنـــودا تُبَّعَــــا

************

ريحٌ من الإصــــرار قد عصـــــــفتْ بِمَنْ *** طَمسَ الضِّيا حَـــرقَ السَّنا واستمتعَا
يا ثورةَ الأنــــــــوار فاضــــــتْ بالــــدِّما*** فاحْمــــرَّ بحرٌ أبيضٌ وتشبّــعَـــــــــا
فلطالما وقـــــــــفَ الزّمانُ لذكـــــــرهـــا *** يتلو صـــداها في الوَرى مُتزعزعَـا
مازلتِ في الظّلــــــــماء ضــــــوءَ منارةٍ*** ومحـــجّةَ الثـــوّار دومًـا مرجِـــعَـــا
في ليلة التّــــــــحرير مِــــــــــن أوراسنا *** لَمَعتْ بــروقٌ في الكَـرى فتـقطّعَـــا
ظـــنّ الغـــــزاةُ بأمّـةٍ قـــــــــــد أُقبِـــرت ْ *** وغدتْ مـتاعَ الغاصــبينَ ومرتَعَـــــا
شعــبٌ تَنـــــكّبَ بنــــــــــدقيـةَ صبــــــرِهِ *** يطوي الهوانَ ويُطــمِر المُستنقعَـــا
أزِفتْ حُـــــتوف الغاصـــــبـــــين لأرضه*** شعـبٌ مضى فـي ثأره لن يرجِعَــــا
ضَربت فــــــــــؤوسُ الثائــــرين قلاعهم *** دكّتْ غُرور الشرِّ، شـلّتْ مصـنعَـــا
واهـــــتزّت الأرضُ الطّــــــــهورُ بغضبةٍ*** واللهُ أيّـدَ مَنْ لــه مُتــضرِّعَـــــــــــا
وسرى إلى صمــــت الفـــــيـافي والرُّبى *** لَهَبُ النّفــــوسِ الثائراتِ ولعلعَـــــا
وتبـــــعثر الجـــــلاّدُ فــــــي ساح الوغى*** " الله أكبرُ "إذْ هَوى وتضعضعَــــا
مستــــدمرٌ متوحّــــــشٌ قــــــتل المَهــــا *** ذبح النّدى، نهبَ الهوا لنْ يشبِعـَـا
يا ويحـــــهمْ إذْ يحـــــرقون ســــــنابـــلا *** نَبت القِطافُ منَ الرّماد وأينعَــــــا
سَبْـــعٌ منَ النّـــــجْمات رصَّعــــــها الوَفا *** حَفرتْ لها في كلّ شِـبرٍ مَقطعَـــــا

************


أســـدٌ مــــــن الأوراس بالنّار احْتـــــَفَى *** إذْ أنطق البارودَ فـجرا شَعـشعَـــــــا
كــــم كان يبــــــكي حال شعـــــبٍ بائسٍ *** نذر القَصـاصَ من الغـزاة فأوجعَـا
في "الجُرْفِ" أَسقط مصـــــطفى جلاّدَه *** وأذاقـهُ ذلّ الهــــزيمة مُتْرعَـــــــــا
نَصَبَ السّيُـــــوفَ على رؤوسِ شوامخٍ *** في كلّ دربٍ يحصـدون الأذرُعَـــــا
الباسلُ المِـــــغوارُ أغـــــواه العُـــــــــلا ***بذل النّفيسَ ونفسَه مُتطوِّعَـــــــــا
هو ذاك بن بولعـــــــيد روعــــةُ ثائــرٍ*** في عُصْبة الأحرار خـطّ المطلعَــــا

************

أسدُ القــــــــبائل بالجبال مُحـــصَّنـــــاً *** ليفجّرَ الحدثَ الكبيرَ ويُفزِعَــــــــــا
زَعمَ العــــــــــدوُّ بأنّه لِصٌّ بغـــــــــــى*** قد جـــاء يقتل شـعبه متولِّعَــــــــــا
الثائرُ المِـــــــــــقدامُ أحبــــط كيدهـــم *** والضّابط المغرورُعَــضّ الإصـبعَـــا
إذْ صاد صقرُ الحـــرب ثعــــــبانا سعى *** فارْتـدّ نَبْـل الغَـدْر فيهمْ مَـصْرَعَــــا
هو ذاك داهيـــــة الجـــــــــــبال محنّكٌ *** سوستيـل صيّرهُ كـــريمٌ أجدعَـــــــا
قد خاب منــــــــظارُ الغـُزاة فــــما رأى*** إلاّ الذي أدْمـى الظَّلُوم وأفجَـعَـــــــا

************

قـــــد قالها العربيّ مختالَ الخُــــــطى*** كالبدر هبَّ مع النّـــجوم ليطلعَـــــــا
ألقوا بـــــــها يا إخوتي في حـــــضنه *** فالشّعب يُشـعلهــا يُلبّي مُسرِعَــــــا
متبسّما فــــــــي وجه ســــــفّاك الدِّما *** متيــقّنا من نصــــره متمنِّعَــــــــــــا
ساوريس، يا جـــــلاّد مَنْ سَكن العُلا *** هيـــــــهات أنْ تغتالَ شعبا أزمـعَــــا
أينَ الحقوق بني الحــــــضارة ..أينها ***ماذا جنيتَ ســوى انتصارا أبشعَا ؟؟
لله درّك مِن شــــــــــــهيدٍ مُلهِـــــــــمٍ *** في صبر أيّوبَ ارتــــــــقى وترفّعَـا

************

يا عاشــــــقَ التّحرير ثار لأرضــــــه *** متوثّــــبا لا لا يهابُ المِـــــدفعَــــا
أعددتَ بالأمل المتــــــينِ فــــــوارسًا *** وَهبــوا الجــزائرَعُمرَهُمْ والأضلعَا
أهْداك بوكركار مجـــــــــدَ شـــــهادةٍ ***إذْ عشـــــت عمرك بالوفَا متَشَبِّعَـا
أسندت رأســك بالنّجيع مكـــــــــلَّلا *** يوم التـقى الجمعان قُـدتَ المـطلعَا
سلّمتَ إرثك في الجـــهاد ليــــوسفٍ *** والإخـوة الأبــطال دكُّوا المَوقِـعَــــا
هو ذاك ديـــــــــدوش المراد بـذكره *** عَلَمُ الكــفاح عـلى الرُّبوع توزَّعَــا
سي الطيّبُ الوطنيُّ بالصّدق اكْتسى *** للوحدة الغيـــداء دوما قـد دعَـــــــا
الثائرُ المحــــــــمودُ في سِـفْر الأُلى *** خابـــت فرنسا أنْ يلـينَ ويخضعَـــا
آمنــــــــــتَ بالوطن الكبير مـــحرّرا *** وعن المــبادئ شـعبه لن يرجعَــــا
القائدُ الرّمزُ الحَصـــــــــيفُ بفــكره *** نَسجَ الخــلاصَ مـن الغزاة فأبدعَا
عشق القضـــــية فافـــتدى بشبــابه *** كم قارع الأهــــوال حـتّى شُيّعَــــــا
هيهات يا مسـتدمرا أن تحتـــــوي *** وطنَ الأسُــــــودِ الثائرين وتردعَــا

************

عينان ساخطــتان مِنْ قهْـر الدّجى ***منذ الصِّبا صــــــحِبَ النّجومَ اللُّمَّعَا
سُقِيَ النــضال من الصّخور بلهفةٍ ***وتفيّـأ العليـــاءَ فـــــجرا مطمَعَــــــا
في سجـــنه سَلَخَ الشّبابَ مـجاهِـدا *** لم تُثنِه القضـــــــبانُ بلْ ثـارا معَــا
القـــائدُ الفذُّ الخَــــدومُ لشعبــــــــه *** ما انفكّ يُرهِـــــق نفسه كيْ يُرفعَــا
حَمل القضيةَ في صُــــمودٍ واقتفى *** دربا تجـــــمّل بالنَّمَــاءِ مُرَصَّعَـــــــا
هوَ ذاك بيطاطٌ ســــعى في عُصبة *** ليبثّ في التّاريخ عــــهـدا أروعَـــا

************

ستـظلّ شمس الخالـدين تضيئنـــا *** وربوعُنا مـنها النّــــــجيعُ تَضوَّعَـــــا
فإذا الغـــوالي أمطرتْ زَهْر الرُّبى*** فلجيــــــشنا شعبٌ يـهبُّ متى دَعــَـــا
يا ثورة التّــــحرير أمّ بواســــــــلٍ *** حبلتْ بمـــجدٍ في الجـزائر مُــودَعَــا
فلطــالما كنـــــتِ الملاذَ لشعبنـــــا ***وعلى جِـباهِ الصّــــــخرِ عِـزّاً مُطْبَعَــا






 
رد مع اقتباس
قديم 24-01-2019, 03:52 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاكية صباحي
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية فاكية صباحي
 

 

 
إحصائية العضو







فاكية صباحي غير متصل


افتراضي رد: قصيدة الشاعر "محمد شاوش" "أم البواسل" الفائزة بجائزة أول نوفمبر "54" لهذا العام

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

من أي باب يمكن للمتلقي أن يلج عوالم هذه القصيدة الفارهة المتفردة ..وبناؤها المحكم يثير فينا كوامن الروح..ونحن نلاحظ ترابط نسيج أبياتها، وتسلسل أفكارها وتراكيبها..

فما أرقى أن نقف على مثل هذا القطاف الفني الذي بين أيدينا وهو يؤرخ لمرحلة زمنية خالدة في النفوس وما واكبها من تعاقب أحداث ما غفيَ صداها بالذاكرة الفردية والجماعية

فالملاحظ أن الشاعر قد اتكأ على المنهج التاريخي في بناء هيكل قصيدته الثائرة..

وقد أتاح له هذا المنهج رصد بعض الأحداث المهمة التي كانت بمثابة المحطات في تاريخ الثورة المضفرة ..
وبدءا من العتبة النصية نقف على أم البواسل

فمن هي أم البواسل ..فهو لم يذكر اسمها في العنوان بل ترك أبناءها يتحدثون عنها..

وبالتالي فهو يرصد مآثر البواسل الذين بقي أثرهم يحدث عنهم الأمداء ليتتبع خطاهم هذا الجيل، ويرصف أعمالهم البطولية الخالدة وينضد لآلئ ذكراهم في خيط التفرد والإبداع لنقف على مفاصل العلاقة القوية التي توطد الأدب بالثورة، وتربط الثورة بالأدب..ليبعث ذلك فتيا أبيا من رحم تلك.. وتنشقّ تلك من صلب ذاك صارخة..مستنكرة تمثل صوت الشاعر المكتوم الذي صاغ لنا غضبته عن واقع تنكّبه وحيدا ..لا أنيس له سوى سمو حرف يحدوه الإيمان المطلق بقضيته ..

يقول الشاعر :

مِنْ عُتمةِ الأغلال مِشكاةُ الضِّيـا ** قـد فَجَّــرَتْ للمُتعَبيـن المَنبعَــــــا

هي ثورة التحرير تاهَ بِمجدهـــــا ** قلمٌ تلفَّع بالرّصاص وفرقعَــــــــا

وها قد بعثت مشكاة الضياء من عتمة الأغلال ..فالشاعر يعود بنا إلى صورة ماضية ..صورة الأمس البعيد عندما بُعث الرصاص مدويا من ظلمة القيد المنيع ..ذلك الرصاص الذي أنار مشكاة الضياء وهي الثورة الخالدة ..حيث لعلعتْ وشعشعتْ بصدور بنيها.. تلك الثورة التي فجرت للعالمين المنبع أي فتحت سبل الحرية والسلام أمام كل المتعبين ليحذوا حذوها ويسيروا على نهجها حتى يظفروا بالنصر الحق


وبالتالي فالصرخة التي افتتح بها الشاعر قصيدته كانت موجهة إليه أولا ..فهو جزائري أبي جعل من ثورته الخالدة قدوة يقفو أثرها ليغدو أحد البواسل الذين سيعرج عليهم متتبعا أثرهم ليخلّدهم كما يجب أن يكون الخلود..

ومن هنا نقف على إقراره الضمني بأن ثورته اليوم لإثبات حقه المشروع لا تقل قيمة عن ثورة الأمس التي قادها البواسل بالزند والزناد..

وبدءا من المطلع نلاحظ كيف جمّل الشاعر بيته بالطباق بين كلمتي العتمة والضياء.. كما نلاحظ اعتماده المنهج التاريخي في قالب تصويري إيحائي.. ورغم كون هذا المنهج يتكئ على ذكر الأحداث والوقائع إلا أنه لم يغفل عن القيمة الأدبية والفنية والإبداعية مما يدل على قوة توظيف هذا المنهج من طرف الشاعر مع التحكم في زمام البناء الفني للقصيدة..

وبذلك تكتمل دائرة السمو الإبداعي الذي نضحَتْ به قريحة شاعرنا الكريم محمد شاوش..لندرك بأن لكل مبدع عوالمه الخاصة التي يمتطي صهواتها باقتدار لتتجلى ذاته وهي تمسك بزمام القصيدة مع البوابة الصغرى المتمثلة في العتبة النصية التي نستطيع أن نلج من خلالها إلى عوالم رحبة خلف البوابة الكبرى أي هيكل القصيدة ..حتى نقتفي أثر التسلسل الفكري للأبيات التي جاء سياقها متفردا مثل السياق الذي نما فيه شعر الثورة التحريرية ..لذلك فنحن نكاد نسمع صوت الشاعر في نسق كل كلمة أسست هذا البناء الشعري المتماسك..


وإذا تأملنا العنوان نجده يتألف من كلمتين اثنتين أم البواسل

فالكلمة الأولى تحيل على الأمومة والعطاء والحنان..

أما كلمة البواسل فتختزل في مضمونها البسالة والجهاد والنضال.. وبالتالي فنحن أمام أم ليست ككل الأمهات وهي تنجب كوكبة ممن خلدوا اسمهم مزهرا على ناصية التاريخ، وبقيت تلك الأم تفخر بمآثرهم ليختزلها الشاعر في قصيدته وهو يعدد أبناءها خشية أن تغفو عن بطولاتهم عيون هذا الجيل..
كما أن المتلقي لا يمكنه أن يغفل عن دور هذه الأم الفاعل وهي تحبل من جديد ..فكما أنجبت خيرة الأبطال بالأمس هاهي تنجب شاعرا ثائرا لا يقل قيمة عن أولئك وهو يمتشق قلمه صارما لا يُغمدُ

وبالتالي فالشاعر يمجد جهاده بالقلم مستنطقا التاريخ حتى يُخرج ما أُوْدِعَ طيّ أدراجه ليستحضر أولئك الشهداء ويبعثهم من السجلات المطوية حتى يقِفوا معه على مسرح الحياة الصامت لعلهم يستطيعون تحرير كوامن مادته اللغوية .. تلك اللغة التي عرجت عن مسارها لتتحدث بإسهاب مطلق معبرة عن الباسل الذي يقبع في ذاته..

وهكذا نلتمس نداء الشاعر الخفي وهو يدعو إلى اتحاد صوتين صوت بواسل الماضي وصوته هو حتى يستقيم الصوتان سيفا عادلا يعيد الحق إلى أصحابه ..

ومن هنا يطرق مسامعنا صدى البطولات وهو يمضي كفرس تجوب البيداء ما إن يصمت صوت حوافرها هناك حتى يعلو هنا مشحونا بدلالات جديدة يتصاعد فيها الوجع الذاتي مع كل بيت ينفثه الشاعر كجمرة حَرّى من مشكاة الألم ..



هي ثورة التحرير تاهَ بِمجدهـــــا ***قلمٌ تلفَّع بالرّصاص وفرقعَــــــــا


وإذا تأملنا هذا البيت نلاحظ ترصيعه بحرف الراء الانفجاري'' ثورة ، التحرير، بالرصاص ، وفرقعا''

ليشكل ظاهرة أسلوبية صوتية.. والترصيع هو من ألوان الموازنات الصوتية..والموازنات ظاهرة أسلوبية صوتية تعزز كيان القصيدة الثورية..

فالشاعر يشحذ وسائله التعبيرية حتى ينقل لنا صورا بصرية معتمدا على الانزياح الاستبدالي كما قد يبدو للمتلقي.. وهذا النوعُ مِن الانزياح هو الأشهر والأكثر دلالةً وتأثيرًا في القارئ خاصة في النصوص الثورية


ولا أظن أن المتلقي قد يغفل عن الصور الجمالية التي أثثت هذه القصيدة الفارهة التي نستطيع أن نُطبّق عليها عدة مناهج أدبية مما يدل على قيمتها الفنية العالية التي لخّصت همّة صاحبها الذي أراه من أصحاب الرسالات السامية، والأخلاق الرفيعة وهو يخلد للحق.. والجمال.. والوفاء.. والجهاد في قالب ثوري مركزا على الدال..

حيث يؤكد "أفلاطون" أن (العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة ضرورية أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي)

ويؤيده عالم اللسانيات الفرنسي "إيميل نفيست"الذي يرى في كتابه مشاكل اللسانيات العامة أن (علاقة الدال بالمدلول ضرورية وذاتية...فكل كلمة تدل على معنى وتستحضر صورتها في الذهن)

وهذا ما تجلى جيدا بين أبيات الشاعر القدير محمد شاوش..

حيث أدرج صور الدال بفنية عالية، ثم فتح كتاب التاريخ على مصراعية لنقف بأنفسنا على المدلول .. وهو يتسلسل أحداثا ورؤًى لم تغفُ عنها الذاكرة الجماعية

وبالتالي فنحن أمام لغة تمتطي صهوات مجدها وهي تصهل في نسقها متكئة على يقين راسخ، وإيمان قوي بما يجيش في صدر الشاعر وهو يرسم لنا ظلالا خلف حروفه لنقف على ما يسميه النقاد باللانص..وهو ما انطبقت عليه أفنان الحروف من ظلال قد تبدو أعلى مقاما كما هو الحال بهذه القصيدة التي استقامت ظلالها كجزر ومدائن تجلو وتغيب ..وكم يلزمها من إبحار حتى نقف على سلسلها وهو يغري المتلقي حتى يعُبّ منه أكثر ..فأكثر


أسأله تعالى التوفيق والسداد لمثل هذه الأقلام الشامخة التي سوف تترك أثرها غائرا على أحجار الحقب..

مبارك شاعرنا الكريم هذا النجاح الذي تحيزتَه عن جدارة واستحقاق


وفقك المولى لنسج مثل هذه الملاحم الثورية الخالدة

ولك مني دائما مفردات التقدير والثناء






 
رد مع اقتباس
قديم 10-11-2019, 01:31 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثناء حاج صالح
 

 

 
إحصائية العضو







ثناء حاج صالح غير متصل


افتراضي رد: قصيدة الشاعر "محمد شاوش" "أم البواسل" الفائزة بجائزة أول نوفمبر "54" لهذا العام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاكية صباحي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

من أي باب يمكن للمتلقي أن يلج عوالم هذه القصيدة الفارهة المتفردة ..وبناؤها المحكم يثير فينا كوامن الروح..ونحن نلاحظ ترابط نسيج أبياتها، وتسلسل أفكارها وتراكيبها..

فما أرقى أن نقف على مثل هذا القطاف الفني الذي بين أيدينا وهو يؤرخ لمرحلة زمنية خالدة في النفوس وما واكبها من تعاقب أحداث ما غفيَ صداها بالذاكرة الفردية والجماعية

فالملاحظ أن الشاعر قد اتكأ على المنهج التاريخي في بناء هيكل قصيدته الثائرة..

وقد أتاح له هذا المنهج رصد بعض الأحداث المهمة التي كانت بمثابة المحطات في تاريخ الثورة المضفرة ..
وبدءا من العتبة النصية نقف على أم البواسل

فمن هي أم البواسل ..فهو لم يذكر اسمها في العنوان بل ترك أبناءها يتحدثون عنها..

وبالتالي فهو يرصد مآثر البواسل الذين بقي أثرهم يحدث عنهم الأمداء ليتتبع خطاهم هذا الجيل، ويرصف أعمالهم البطولية الخالدة وينضد لآلئ ذكراهم في خيط التفرد والإبداع لنقف على مفاصل العلاقة القوية التي توطد الأدب بالثورة، وتربط الثورة بالأدب..ليبعث ذلك فتيا أبيا من رحم تلك.. وتنشقّ تلك من صلب ذاك صارخة..مستنكرة تمثل صوت الشاعر المكتوم الذي صاغ لنا غضبته عن واقع تنكّبه وحيدا ..لا أنيس له سوى سمو حرف يحدوه الإيمان المطلق بقضيته ..

يقول الشاعر :

مِنْ عُتمةِ الأغلال مِشكاةُ الضِّيـا ** قـد فَجَّــرَتْ للمُتعَبيـن المَنبعَــــــا

هي ثورة التحرير تاهَ بِمجدهـــــا ** قلمٌ تلفَّع بالرّصاص وفرقعَــــــــا

وها قد بعثت مشكاة الضياء من عتمة الأغلال ..فالشاعر يعود بنا إلى صورة ماضية ..صورة الأمس البعيد عندما بُعث الرصاص مدويا من ظلمة القيد المنيع ..ذلك الرصاص الذي أنار مشكاة الضياء وهي الثورة الخالدة ..حيث لعلعتْ وشعشعتْ بصدور بنيها.. تلك الثورة التي فجرت للعالمين المنبع أي فتحت سبل الحرية والسلام أمام كل المتعبين ليحذوا حذوها ويسيروا على نهجها حتى يظفروا بالنصر الحق


وبالتالي فالصرخة التي افتتح بها الشاعر قصيدته كانت موجهة إليه أولا ..فهو جزائري أبي جعل من ثورته الخالدة قدوة يقفو أثرها ليغدو أحد البواسل الذين سيعرج عليهم متتبعا أثرهم ليخلّدهم كما يجب أن يكون الخلود..

ومن هنا نقف على إقراره الضمني بأن ثورته اليوم لإثبات حقه المشروع لا تقل قيمة عن ثورة الأمس التي قادها البواسل بالزند والزناد..

وبدءا من المطلع نلاحظ كيف جمّل الشاعر بيته بالطباق بين كلمتي العتمة والضياء.. كما نلاحظ اعتماده المنهج التاريخي في قالب تصويري إيحائي.. ورغم كون هذا المنهج يتكئ على ذكر الأحداث والوقائع إلا أنه لم يغفل عن القيمة الأدبية والفنية والإبداعية مما يدل على قوة توظيف هذا المنهج من طرف الشاعر مع التحكم في زمام البناء الفني للقصيدة..

وبذلك تكتمل دائرة السمو الإبداعي الذي نضحَتْ به قريحة شاعرنا الكريم محمد شاوش..لندرك بأن لكل مبدع عوالمه الخاصة التي يمتطي صهواتها باقتدار لتتجلى ذاته وهي تمسك بزمام القصيدة مع البوابة الصغرى المتمثلة في العتبة النصية التي نستطيع أن نلج من خلالها إلى عوالم رحبة خلف البوابة الكبرى أي هيكل القصيدة ..حتى نقتفي أثر التسلسل الفكري للأبيات التي جاء سياقها متفردا مثل السياق الذي نما فيه شعر الثورة التحريرية ..لذلك فنحن نكاد نسمع صوت الشاعر في نسق كل كلمة أسست هذا البناء الشعري المتماسك..


وإذا تأملنا العنوان نجده يتألف من كلمتين اثنتين أم البواسل

فالكلمة الأولى تحيل على الأمومة والعطاء والحنان..

أما كلمة البواسل فتختزل في مضمونها البسالة والجهاد والنضال.. وبالتالي فنحن أمام أم ليست ككل الأمهات وهي تنجب كوكبة ممن خلدوا اسمهم مزهرا على ناصية التاريخ، وبقيت تلك الأم تفخر بمآثرهم ليختزلها الشاعر في قصيدته وهو يعدد أبناءها خشية أن تغفو عن بطولاتهم عيون هذا الجيل..
كما أن المتلقي لا يمكنه أن يغفل عن دور هذه الأم الفاعل وهي تحبل من جديد ..فكما أنجبت خيرة الأبطال بالأمس هاهي تنجب شاعرا ثائرا لا يقل قيمة عن أولئك وهو يمتشق قلمه صارما لا يُغمدُ

وبالتالي فالشاعر يمجد جهاده بالقلم مستنطقا التاريخ حتى يُخرج ما أُوْدِعَ طيّ أدراجه ليستحضر أولئك الشهداء ويبعثهم من السجلات المطوية حتى يقِفوا معه على مسرح الحياة الصامت لعلهم يستطيعون تحرير كوامن مادته اللغوية .. تلك اللغة التي عرجت عن مسارها لتتحدث بإسهاب مطلق معبرة عن الباسل الذي يقبع في ذاته..

وهكذا نلتمس نداء الشاعر الخفي وهو يدعو إلى اتحاد صوتين صوت بواسل الماضي وصوته هو حتى يستقيم الصوتان سيفا عادلا يعيد الحق إلى أصحابه ..

ومن هنا يطرق مسامعنا صدى البطولات وهو يمضي كفرس تجوب البيداء ما إن يصمت صوت حوافرها هناك حتى يعلو هنا مشحونا بدلالات جديدة يتصاعد فيها الوجع الذاتي مع كل بيت ينفثه الشاعر كجمرة حَرّى من مشكاة الألم ..



هي ثورة التحرير تاهَ بِمجدهـــــا ***قلمٌ تلفَّع بالرّصاص وفرقعَــــــــا


وإذا تأملنا هذا البيت نلاحظ ترصيعه بحرف الراء الانفجاري'' ثورة ، التحرير، بالرصاص ، وفرقعا''

ليشكل ظاهرة أسلوبية صوتية.. والترصيع هو من ألوان الموازنات الصوتية..والموازنات ظاهرة أسلوبية صوتية تعزز كيان القصيدة الثورية..

فالشاعر يشحذ وسائله التعبيرية حتى ينقل لنا صورا بصرية معتمدا على الانزياح الاستبدالي كما قد يبدو للمتلقي.. وهذا النوعُ مِن الانزياح هو الأشهر والأكثر دلالةً وتأثيرًا في القارئ خاصة في النصوص الثورية


ولا أظن أن المتلقي قد يغفل عن الصور الجمالية التي أثثت هذه القصيدة الفارهة التي نستطيع أن نُطبّق عليها عدة مناهج أدبية مما يدل على قيمتها الفنية العالية التي لخّصت همّة صاحبها الذي أراه من أصحاب الرسالات السامية، والأخلاق الرفيعة وهو يخلد للحق.. والجمال.. والوفاء.. والجهاد في قالب ثوري مركزا على الدال..

حيث يؤكد "أفلاطون" أن (العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة ضرورية أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي)

ويؤيده عالم اللسانيات الفرنسي "إيميل نفيست"الذي يرى في كتابه مشاكل اللسانيات العامة أن (علاقة الدال بالمدلول ضرورية وذاتية...فكل كلمة تدل على معنى وتستحضر صورتها في الذهن)

وهذا ما تجلى جيدا بين أبيات الشاعر القدير محمد شاوش..

حيث أدرج صور الدال بفنية عالية، ثم فتح كتاب التاريخ على مصراعية لنقف بأنفسنا على المدلول .. وهو يتسلسل أحداثا ورؤًى لم تغفُ عنها الذاكرة الجماعية

وبالتالي فنحن أمام لغة تمتطي صهوات مجدها وهي تصهل في نسقها متكئة على يقين راسخ، وإيمان قوي بما يجيش في صدر الشاعر وهو يرسم لنا ظلالا خلف حروفه لنقف على ما يسميه النقاد باللانص..وهو ما انطبقت عليه أفنان الحروف من ظلال قد تبدو أعلى مقاما كما هو الحال بهذه القصيدة التي استقامت ظلالها كجزر ومدائن تجلو وتغيب ..وكم يلزمها من إبحار حتى نقف على سلسلها وهو يغري المتلقي حتى يعُبّ منه أكثر ..فأكثر


أسأله تعالى التوفيق والسداد لمثل هذه الأقلام الشامخة التي سوف تترك أثرها غائرا على أحجار الحقب..

مبارك شاعرنا الكريم هذا النجاح الذي تحيزتَه عن جدارة واستحقاق


وفقك المولى لنسج مثل هذه الملاحم الثورية الخالدة

ولك مني دائما مفردات التقدير والثناء
السلام عليكم
قراءة جميلة ومتقنة من قلم مبدع ورصين
الأستاذة والأخت الشاعرة المبدعة فاكية صباحي
أحسنت الاختيار والقراءة
بارك الله فيك
ولك التحية والتقدير






التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط