|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-11-2014, 10:29 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
بكاء الحال ( 2 )
بكاء الحال ( 2 ) مقاربة سيميولوجية ل " دموع الأولياء " زجل عزيز محمد بنسعد مما أفقدها الثقة في الحياة فانعكس ذلك على رؤاها للحياة والوجود والوطن / لَبْلادْ ، ومن ثمة سوف لن يتأتى ذلك إلا عبر التطهير النفسي من هذه الإكراهات لأن في عالم الخلوة يتم الاتصال بالسماء ، العالم العلوي بوصفه عالم المعاني والتجريد ، والأسرار، منه يأتي المدد . من أجل امتلاك القدرة والمعرفة على توصيف عالم الواقع / النفوس التي أفسدتها الرذائل بكل أشكالها . فعنوان القصيدة " دموع الأولياء " المنتمي إلى عالم الخلوة ، يدعو فعلا إلى التساؤل ... باعتباره يتصادى مع تركيب آخر داخل القصيدة هو " دموع الأولية " ، لكن هذا الأخير ينتمي إلى عالم الواقع ، بحكم التوصيف التالي. ... تقول ذات الحالة : " يا خسارة دموع الأولية كابة ف الواد الحار " فالعنوان يمثل على مستوى الكثافة جمع كثرة ، أيقونة على فضاء الطهر والصفاء الروحي والنبل والأنفة ، لأن فضاءَ الولاية يعتبر فضاءَ المعاني في جلالها وجمالها ، حيث تمثل دموع ُ الولاية دموعَ الرحمة والتجلي والانكشاف ... الدموع التي تسقي الأرض طهرا وتوحد القلوب عفافا ... دموع مصدرها استشعار الذات لنبل القيم وكنه الحقيقة ... في حين أن " دموع الأولية " ، جمع قلة ، يضمر على مستوى الكثافة استصغارا ودونية ، بوصفه ملفوظا يحيل على فضاء التدنيس والتلوث القيمي الذي طال " دموع الأولياء " بعد ما عبثت بها خطايا " الهم " . فالدموع كما عاشها ويعيشها أولياء الله في فضاء الانكشاف تتجه إلى السماء إلى الأعلى .... عالم المعاني وصفاء الروح ، استمدادا للطاقة الروحية التي تنير طريق الإصلاح والرؤية الصافية في عالم الناس .. غير أنه قد طرأ تحول على هوية هذه الدموع الطاهرة في عالم الواقع / عالم الهم ، فق ، فأصبح مجراها متجها نحو الأسفل ــ " كابة في الواد الحار" ، بعد ما كانت منسكبة رحمة و خشوعا في قلوب الإنسانية ــ ، فقد لوثتها الخطايا البشرية في العالم الأرضي ، بفعل الاستغلال السيئ لفئة " الهم " لها ... حيث يصبح التقابل أفقيا وعموديا بين عالمين كما يلي : عالم دموع الأولياء ....... اتجاه إلى الأعلى / السماء ...... الطهارة . عالم دموع الأولية ....... اتجاه نحو الأسفل / الأرض ........الدناسة . حيث التقابل بين الطهارة/ التطهير والدناسة/ التدنيس ، ولا أقصد بهاتين بالسيمتين sémes بعدهما الأخلاقي بوصفهما قيميتين valeurs محققتين في ظواهر إنسانية فقط بل بوصفهما تثمينا قيميا مجردا axiologique (8 ) ، أي ' تسنينا سابقا عن التجلي النصي ، ذلك أن القيم تملك ، قبل أن تتحقق في فعل خاص ، وجودا مجردا ، ويعد هذا الوجود نقطة نهائية داخل سيرورة فعلية ' (9 ) ، سينتشر كقيم مرتبطة بظوهر إنسانية عبرجسد القصيدة ..... فالحرية والسعادة قيمتان طاهرتان ...في حين أن الاستعباد والشقاء والاستغلال رذائل .... تقول ذات الحالة : " سعداتك انت درت كلتة فين تعوم أما أنا فيا جوج هموم ... " ( ... ) دراهمي ت هي داروها ف الجيب ( ... ) . مما دفع ذات الحالة إلى محاولة إيجاد جسر للتواصل مع الولي عبر هذا الملفوظ الإرسالي ... بداعي الصلة الروحية التي تربطه ( الوالي ) بهذه الفئة " الهم " المدبرة لشؤون الواقع ، غير أنه سوف يقع نوع من التماهي بين أنا الولي وأنا ذات الحالة في فضاء الحال أو الخلوة الذي سيمتد من نداء ذات الحال : المََدد ....... إلى : وْيَبْدَى شَرْطْ السَّاكَِيَة مَنْ عَنْدِي.. حيث في هذا المسار الدلالي سوف يختلط تسنين التجربة الصوفية أو' الكود بتسنين التجربة الفنية ، لأن هذا التسنين بمميزاته وخصائصه ، لا ينفصل عن التسنين الأيديولوجي . ذلك أن خلق وقع جمالي ما هو إلا نتاج القدرة على إعادة صياغة القيم وفق مقاييس جديدة أو ضمن أشكال جديدة أو انطلاقا من رؤية فكرية أو وجدانية جديدة '. ( 10 ). . وأن أي تمييز بينهما سوف يكون إجرائيا فقط . لكن وبعد انتهاء التجربة ، ستصحو ذات الحالة / الزجال ، ابتداء من الملفوظ : أنَا اللِّي شْرَبْتْ مَنْ عَيْنْ مَاهْ حَتَّى رْويتْ كَاسْ وعْرَفْ يْصَرَّفْ لَكْلامْ مْعَانِي..... إلى نهاية القصيدة . وقد تشربت طقوس الحال لتشرع ، وفق تسنين الحال ، في توصيف آثار هذه التجربة بعد معاناة ومجاهدة ، لتتحول رؤيتها إلى رؤيا ثاقبة لذات عارفة ، لتوصيف عالم الواقع . تقول ذات الحالة وهي تتهيأ لخوض غمار التجربة : " إلى ولي الله في خلوته سيدي البرنوصي " . ملفوظ سيفتح جسر التراسل بين ذات الولي وذات الحالة . غير أننا سوف نكون أمام رسالة روحية ، وجدانية قبل أن تكون خطية ، رسالة ستحرك مشاعر الولي " سيدي البرنوصي " بوصفه علما على فضاء خاص طاله التهميش ، لكن كثافة الإيقاعات الدلالية على مستوى انتشار الأبعاد التصويرية في القصيدة ، وتعدد الأصوات ستجعله يقونة تحيل على فضاء عام " الوطن " / لَبْلاد .... تقول ذات الحالة : " هذا ما طار للبرنوصي ف الحساب " . ( ...) وتقول : " رهنا سيرة لبلاد " . على غرار باقي أولياء الله " سيدي مومن ..... سيدي بليوط .... رسالة إذن ستستفز ه في خلوته توقظ فيه مشاعر الغيرة والتنديد والكشف والإصلاح ، ومحاربة كل أشكال الفساد التي عبثت بالقيم الإنسانية ، وتلاعبت بالمصائر..وهي كذلك رسالة ذاتٍ تتوسل أسلوب المناجاة والتوسل والمكاشفة ... " بكيت، بكيت " ليس بوصفها ذاتا تلعب دور المريد مع شيخه ، فلا علاقة لها بعالم الخلوة ، ولا بالممارسة الصوفية أو شطحاتها ، ولكن بوصفها علاقة جمالية تمتح من الخطاب الصوفي تسنينه و طقوسه ، رموزه وتداعياته .. ( المدد ــ شجري ــ زهري ـــ الطين ـــ السهوة ـــ .... ) بل قد يكون لها عالم خلوتها الذاتي يتصادى مع عالم خلوة الولي ... ــ ولكن بوصفها ذات تلفظ / حال تسعى إلى إشعار الولي بواقع موبوء طال فساده حتى الدموعَ الطاهرة رمز النبل والتضحية ولإيثار ... فتصبح الرؤية الصوفية سندا للرؤية الفنية لذات الحالة.. في تشخيص هذا العالم المتعفن . ثم رحما لصفاء الرؤية وطهر المعاني لأن ذات الولي تنتمي إلى عالم المعاني والتجريد ،والمدد ... شاهدة على عبث " الهم " بقيم الولاية ، والتنكر لدموع الأولياء ، مما يُعزز موقف ذات الحالة لفضح مظاهر الزيف الذي طال القيم الإنسانية الطاهرة المهضومة التي تم تدنيسها ، بحكم تعدد مظاهر الإقصاء والتهميش والضياع والتفقير والاحتقان الصادرة عن ذات مستهترة بكل قيم عالم الخلوة... يقول صوت ذات الحال مشخصة : ضعنا ف كفوف لمداد ياويحي دعنا زغنا على طريق الكود ،،، حنا لمتاليف ويضيف الصوت مخاطبا ذاتا مسؤولة عن مظاهر التعفن والفساد ، كانت منذورة لتطهير لَبْلاد ومراعاة حقوق العباد : شكون القايد بحالك زرعت ف طريق الغبرة لعجاج ونخل يجري بتمر الجوع يلهت ف شارع شفوني ــ محمد مهيم ــ يتبع |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|