الصحيح أنا مبتهج لما يدور في هذه الزاوية ...
شكرا للأستاذة القديرة يافا على هذا الموضوع الذي يستحق المداولة والبحث .. وشكرا للأستاذة فاطمة التي تابعته وثبتته ...
أقول ... هناك قيادة وهناك زعامة .. والزعامة من الزعم والزعم مطية الكذب والزعامات هي تلك القيادات التي فرضت نفسها بطرق ملتوية وجاءت بغير سوية ... لا تحمل المؤهلات الطبيعية للقيادة والقائد الذي يخرج بسلاسة وتلقائية وعفوية لأنه يحمل المؤهلات ولأن الأمة قد احتاجته وانتظرت ظهوره وقد يكون القائد تلميذا مميزا لفت الأنظار بمبادرته وروحه القيادية وتحمله المسؤولية من بين مجموعة كبيرة خاملة من التلاميذ الذين يؤثرون الانقياد لا تحمل تبعات القيادة ...
تمتاز الشخصية القيادية الإيجابية -والتي يكون صعودها طبيعيا في المجتمع وليس قسريا -تمتاز بحس مرهف بما حولها ... ولعل إحساسها بما حولها أضعاف إحساس الآخرين إن لم يكن أضعاف أضعاف إحساسهم ... لذلك فهي تستشرف الأمور قبل حصولها وتحس بالأنواء والزوابع قبل هبوبها وأصلا هذا ما يؤهلها لأن تكون شخصية قيادية، لذلك فهي تشعر بالتحولات الجديدة والتغيرات الطارئة التي لا يحس بها الآخرون .. كذلك فإن تفكير الشخصية القيادية تفكير خلاق يتسم بالتحليل في ظهور المشكلة أسبابها وأوانها وتداعياتها و حلولها ..
يا أستاذة يافا
القائد الكفء يفرض احترامه على من حوله بأهليته وقدراته ... ثقة الفريق الذي يعمل مع القائد به تجعلهم يحبونه ولو ألقى بهم في النار أو الجحيم... وإذا ما كان القائد قدوة في زهده وأمانته ودينه وصدقه فِإن الناس تلتف حوله التفافا قويا أكيدا ... انظري لما عزل عمر رضي الله عنه خالد بن الوليد لشدة فتنة الناس به وثقتهم به ,,, وأشعر أن عمر ندم ...لذلك حين فتح خالد فحل وأمر نفسه عليها بعد أن غادر الشام بعد عزله عن جيش الشام ...وقال عمر مسرورا بخالد وعمله وإخلاصه: أمّر خالد نفسه .. رحم الله أبا بكر لقد كان أعلم مني بالرجال ... ويوم وفاة أبي سليمان خالد بن الوليد نعاه عمر وقال: على مثل أبي سليمان فلتبك البواكي ...وقد علم أن النساء قد قصصن من جدائل شعرهن ووضعن على قبره حزنا عليه !!
أما عمرو بن العاص رضي الله عنه فقد قال عنه عمر رضي الله عنه :ما كان لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرا... كان عمرو بن العاص شخصية قيادية ملهمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ... وكأنه مؤهل بصفات فطرية وُلدت معه لكن الظروف والأجواء والتربية تصقلها وتسارع في ظهورها ...
وعمر بن الخطاب نفسه كان قياديا قبل أن يسلم فقد كان سفير قريش عند القبائل أي خطيبها وممثلها ...والرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله أن يؤيد دينه بأحد العمرين .. عمرو بن هشام (أبو جهل ) أو عمر بن الخطاب .. وللعلم عاش عمر بن الخطاب رضي الله عنه طفولة قاسية فظة ...
ويبقى الرجال أكبر ثروة للأمم الحية ,,, وحين قدم عمر بن الخطاب على قوم يتمنون قال لهم تمنوا وأنا أتمنى معكم ... تمنوا ...............ولما فرغوا قالوا له يا أمير المؤمنين تمن ...! فقال رضي الله عنه ... أتمنى ملء هذا البيت رجالا كأبي عبيدة عامر بن الجراح فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا إن لكل إمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ,,, وحذيفة بن اليمان وصهيب الرومي فإن صهيبا لو لم يخف الله لم يعصه ... !! وتلك عبادة الأحرار لا التجار كما عبر عنها أحد الكتاب ... يعني صهيب يعبد الله لأنه مستحق للعبادة جدير بها وليس بالضرورة خوفا من عذاب الله ...
شكرا لأسرة منتدى الحوار على هذا الألق ولعميدتيه كل الاحترام والتقدير ...