|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-08-2015, 06:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
عوالم
بعد معاناة طويلة مع العمل، قررت أخذ إجازة طويلة، لأعانق الفراش نهائيا. ها أنا مستلق على سريري، أنظر بإمعان متجدد إلى السقف، أكتشف تفاصيله، وأرنو إلى بيت العنكبوت الذي نسج في الزوايا على غفلة مني. لا شيء يعدل متعة البقاء ممددا على الفراش، تترك لمخيلتك حرية نقلك إلى عوالم جديدة وغريبة، كأن تركب ظهر طائر ضخم يذهب بك إلى مناطق لم تزرها، وتقابل كائنات غريبة. تكون متحررا من عبودية المنبه الذي يصر على ايقاظك باكرا حتى تتوجه لعملك، لكون العمل عبادة؟ لا أراه كذلك، إنه عبودية واستعباد، تذهب من دون تناول الفطور، فقد قضيت وقتك الليلي في متابعة شريط سينمائي، أو مسرحية مثيرة، تستهلك وقت نومك، وتستنزفك بمتعة بالغة. وحين تصل، تجد المدير بالباب ، بقامته القميئة، وبذلته الداكنة التي لا يعيرها إلا في المناسبات، عابسا، وجهه ينذر بالشر، ينتظر منك ان يبادره بالسلام كعنوان طاعتك، بل خضوعك، والويل إن لم تفعل، ستكون من المغضوب عليهم والضالين، وهو يمتلك قوة خارقة على مسخ الخارجين عن طاعته، يقول لك انمسخ، فتصير قردا أو سلحفاة، أو كلب حتى، نعم، تصير كلبا لتتعلم التمسح بالسيد، وتعرف معنى الوفاء. هو ساحر فاتن، يضرب بيده غتصير بيضاء لا شية فيها، ثم يضرب بها جيبه فتخرج عامرة بالأوراق المالية، تسيل لعاب الموظفين والعمال، يقوم بنثرها أرضا، فترى الانبطاح بأروع معانيه. ما أروع أن تتصالح مع ذاتك، تحررها من عبودية التسلط، ترفعها إلى مقام المتعة العظمى التي حرمت منها زمنا طويلا. لن تهتم بما سيقوم به المدير حين يكتشق غيابك، ستمنحه بذلك فرصة الانقضاض عليك، يفرسك، يسفح دمك، وإن أنا لم ألتحق بعملي الأيام القادمة، سأتركه يزمجر غيظا حتى النزف، لأني سأكون قد حرمته متعة هو بأمس الحاجة إليها ليظهر سلطانه. أحس بتفكك أطرافي، وهذه حجة إضافية لعدم ترك الفراش، أنعم براحة أبدية شبيهة بالموت، أو لأقل إني أتدرب على الموت لأدخل من بابه إلى ذلك العالم الغريب. أحيانا كثيرة، تنتابني أفكار هوجاء غريبة، كأن تكون الحياة الأخروية مجرد إعادة تجربة في هاته الحياة بشكل مختلف، عبر التجسد في كائن ليس بالضرورة الإنسان، أو قد يكون إنسانا بمسار ومصار مختلفين. هذا أمر يؤلمني، أن أموت لأتخذ شكل حياة جديدة، كأن أكون عنكبوتا، أو أسدا، أو عجلا، أو ثورا، أو إنسانا مشردا، يعيش ظروفا صعبة، أو رجلا مختلا...لا، لا أريد هذا، تكفيني حياة واحدة على هاته الأرض. وأنا أتابع برنامجا حول الحيوانات، شاهدت ثورا ضخما تحيط به مجموعة من الأسود تقوم بافتراسه بداء من الخلف، منظر فظيع أن يتم التهامه على دفعات وهو حي يشعر، تخيلت نفسي في ذلك الوضع فزاد ألمي، إنه شبيه بذلك الألم الذي يشعر به من غرد السكين من وريده إلى وريده. لم يخرجني من حالتي البئيسة سوى طرق بابي. قلت في نفسي: من يكون الطارق؟ أنا لا أكلم أحدا من حيي، ولا أحد من حيي يكلمني، الكل ينظر إلى نفسه أنه كون مستقل يدور حول نفسه. ثم تذكرت: هذا صديقي الوحيد الذي سيكون خلف الباب، الوحدي الذي يسأل عني، أكيد أنه هو، يعرف حالتي، وكثيرا ما نبهني إلى ضرورة ترك فكرة الاستنساخ، فالحياة مقدمة لربح الآخرة. سعى بكل قواه، ولم ييأس، لإقناعي بأن بعد الحياة بعث، وأن الناجح سيدخل الجنة حيث النعيم الأبدي. صحيح أنني كنت أشعر وهو يحدثني ببعض الأمل، هو الشعاع الذي يضيء حياتي التعيسة. سأوقم لفتح الباب له. تبا، لا أجد العصوين.
|
|||||
10-08-2015, 06:31 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: عوالم
قصة متكاملة وفيها كثير من الصور المثيرة، على كونها خالية من عناصر القصة الأساسية التي دائما ما يحدثونا عنها. |
|||
10-08-2015, 06:49 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||||
|
رد: عوالم
اقتباس:
شكرا لك على تعليقك الحصيف. سعيد برضاك عن النص. من أعطبني؟ حقيقة هي فجوة النص التي على القارئ ملأها. لا أهتم بتلك العناصر، فالنص هو الذي يحدد مواصفاته وطريقة تشكله، وأدوات بنائه. مودتي
|
||||||
11-08-2015, 02:23 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: عوالم
اقتباس:
ومودتي أنا الآخر (ورد) |
||||
17-08-2015, 06:02 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: عوالم
ما بين متعتك و متعة المدير أنتَ |
|||
|
|