فلسطين_غزّة
عن تلك المفاوضات المخادعة !
المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تخوض حربها الوجودية على كامل التراب الفلسطيني كل الوقت وعلى كل الساحات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتخوض معارك شرسة ودموية في الضفة والقطاع، تعلم جيدا أن اسرائيل تراهن على الوقت لاحتلال كل فلسطين وتهجير كل الفلسطينيين، وأن أي معاهدات أو اتفاقيات أو تفاهمات هي مؤقته لشراء الوقت، تنطوي على الخداع اليهودي، وأن أي ضمانات يقدمها الراعي والمشغل الأمريكي لإسرائيل، هي ضمانات عبثية.....،،،
لذلك كانت 7th of October, حرب استباقية لتحطيم أخطر اتفاقية على القضية الفلسطينية (اتفاقيات أوسلو) التي حولت منظمة التحرير الفلسطينية إلى حاضنة محلية فعالة لإسرائيل !
ومع ذلك تخوض المقاومة الوطنية الفلسطينية بقيادة حماس جولات مفاوضات مخادعة ومكشوفة مع كيان العدو الإسرائيلي بمطالب عالية السقف وواضحة منذ اليوم الأول للمعركة، لضمان التغطية الإعلامية العربية والإقليمية والعالمية لحرب غزة والضفة والقدس، وإعادة الحياة إلى الثوابت الفلسطينية والحقوق الفلسطينية التي طمستها اتفاقيات أوسلو والسلطة اللاوطنية، ولتعود بالشعب الفلسطيني وأجيال ما بعد أوسلو في الداخل وفي الشتات إلى ما قبل اتفاقيات أوسلو، التي يمكن أن يبررها المراقب المحايد في زمنها ولكن أحدا لا يستطيع أن يبرر استمرارية التمسك بها !
بالنسبة للمفاوضات برعاية الأنظمة العربية الداعمة لإسرائيل من خلال معاهدات السلام الغامضة والضبابية، هذه المفاوضات المخادعة بطبيعة الحال، تحولت إلى ورقة نوعية مؤقتة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدامية، وهو تحول يشكل خطرا أكبر على الضفة وغزّة والقدس، ويشكل فرصة أكبر لاعادة الحياة إلى القضية الفلسطينية المجمدة في ثلاجات أوسلو !
الأيام التي تفصلنا عن نهاية الانتخابات شديدة الخطورة من زاوية ما، والأيام التي تفصل بين الانتخابات وتسلم الرئيس لمنصبه، أكثر خطورة من زاوية ما.....،،،
نتنياهو يدير حرب الإبادة اليهودية على غزّة والهجمات في الضفة والاعتداءات في القدس، بما يتناسب مع مصالح المرشح ترامب الانتخابية، والتي ترى في المفاوضات خطورة شديد عليها، المرشح ترامب يطالب نتنياهو بتعطيل الانتخابات مقابل أن يسمح له في حال فوزه وقبل تسلمه الرئاسة مطلع العام الجديد باحتلال غزّة وتهجير شمال القطاع وتدميره وإعادته إلى السيطرة الإسرائيلية المباشرة وإقامة المستوطنات بل المستعمرات اليهودية فوق أراضيه.
إدارة بايدن _ هاريس تبذل جهودا جبارة وضغوطا هائلة للوصول إلى أي شكل من أشكال الهدنة وتحرير بعض الأسرى الأمريكان الإسرائيليين مزدوجي الجنسية، بل قدمت اقتراحا بالتفاوض المباشر مع المقاومة الوطنية الفلسطينية لتحرير الأسرى الأمريكان الإسرائيليين فقط !
حماس التقطت اللحظة الاستثنائية وقدمت دائما موافقات وتسهيلات لمقترحات الرئيس بايدن لحشر نتنياهو في الزاوية، وإضعاف حظوظ المرشح العنصري ترامب.....،،،
نتنياهو الذي يربط مصيره ومصير حكومته اليمينية الأكثر تطرفا بمستقبل المرشح ترامب، وما يمثله من مصالح اولغارشية في الدولة الأمريكية العميقة، يربط بذلك أمنه الشخصي بمسار انتخابي دموي على الاغلب سيقتله ويقتل معه ظله في السلطة اللاوطنية !
المقاومة الوطنية الفلسطينية في الضفة ستقوم بتحييد بن غفير في اي وقت، بشكل منفرد.
الوسيط العربي القطري متعاطف مع المرشح ترامب، والوسيط العربي المصري متعاطف مع المرشحة هاريس، ما يضفي على هذه المفاوضات المخادعة المزيد من الضبابية والخداع.
13/9/2024
..