الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية

منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية منتدى مخصص لطرح المواضيع المتنوعة عن كل ما يتعلق بالقدس الشريف والقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-2024, 11:21 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي السابقون السابقون.. عن الأوائل من كلّ فعل

25 نوفمبر 2023
السابقون السابقون.. عن الأوائل من كلّ فعل

سعد الوحيدي
من الشاب الفقير الذي صهر فولاذ "الميركافاة" إلى مهندس الصاروخ الأول، ومن الذي اقتحم حصن المستوطنة إلى الذي عبر البحر، ومن الذي طار في الهواء إلى الذي طيّر المسيّرة الأولى؛ من تلك اللحظات الأولى وحتّى الآن، بذل عشرات المقاتلين الفلسطينيين دماءهم وأرواحهم في مسيرة طويلة من اجتراح العمل العسكري، نقشت أسماءهم وأفعالهم في سفر الأوائل؛ أولئك الذين كان لهم السبق والبداية.

تطوف هذه المقالة على سيرة هؤلاء الأولين، من كافة ميادين الصراع مع الاحتلال، وترصد محطات من جهدهم وجهادهم، وأثرهم الذي أصبح اليوم وحدات وكتائب مدربة متخصصة، احترفت ما كان بالأمس حلماً، وقد صار اليوم حقيقية أنبتتها الدماء.

فُتحت حصون خيبر
لم تكد الانتفاضة الثانية تكمل شهرها الأول، حتى دوى الرصاص في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000 مُعلناً بدء زمن الاقتحامات، مسجلاً أول عملية اقتحام لمستوطنة إسرائيلية على أراضي قطاع غزة. كان بطلها الاستشهادي بهاء الدين سعيد، ابن مخيم المغازي وسط القطاع، الضابط في جهاز الأمن الوقائي، الذي التحق مقاتلاً في صفوف "ألوية الناصر صلاح الدين"، برفقة الشهيد جمال أبو سمهدانة وعدد من جنود وضباط الأجهزة الأمنية في حينه، تحت مسمى "لجان المقاومة الشعبية".

فجر الجمعة، تسلل بهاء الدين عبر فتحة حفرها تحت سياج مستوطنة "كفار داروم" في دير البلح، وعبر إلى الدفيئات الزراعية، وصولاً إلى غرف نوم جنود الاحتلال. اشتبك معهم من مسافة صفر، وأوقع فيهم 4 قتلى وعدد من الجرحى قبل ارتقائه شهيداً.

تعتبر هذه العمليّة الحلقة الأولى في سلسلة طويلة من عمليات اقتحام المستوطنات، التي ستتواصل حتى اندحار الاحتلال عن قطاع غزة بعد 5 أعوام من عمليته، وحتى العبور الكبير إلى مستوطنات "غلاف غزّة" بعدها بـ 13 عاماً.

من الشاطئ إلى "زيكيم"
في الثاني من مارس/ آذار 2000، كان الشاب حمدي نصيو ورفيق له، يشقون طريقهم نحو الضفة الغربية. اجتازوا حصار الاحتلال الذي كان معدّاً لخليتهم القسامية، التي وصلت من غزة إلى مدينة الطيبة في أراضي عام 1948، استعداداً لتنفيذ سلسلة عمليات استشهادية في المدن المحتلة، وكان وراءهم 4 من رفاقهم قد استُشهدوا في اشتباك عنيف مع قوات الاحتلال.

فور وصوله إلى الضفة، وقع حمدي ابن مخيم الشاطئ في قبضة الأجهزة الأمنية التي نقلته إلى سجن "نابلس المركزي"، ثمّ نُقل بعدها إلى غزة ليذوق في سجن "السرايا" ألواناً من التعذيب لانتزاع الاعترافات منه.

وما هي إلا شهور معدودة حتى انفجرت الانتفاضة الثانية، وقُصف سجنه في 23 تشرين الأول/ أكتوبر، ليكتب له عمر جديد. خرج حمدي من الزنازين والتحق برفاقه الذين شرعوا بإحياء العمل العسكري مجدداً، لكن هذه العودة لم تطل سوى أسبوعين، أمضاها حمدي في مراقبة قطع الاحتلال البحرية في عرض بحر غزة، حتى كان اليوم الموعود في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2000.

قاد حمدي زورقاً مفخخاً بـ 120 كيلوجرام من مادة (t.n.t)، واستهدف زورقأً حربياً إسرائيليّاً من نوع "دبور"، فأوقع طاقمه بين قتيل وجريح، مفتتحاً بأشلائه العملية البحرية الأولى في انتفاضة الأقصى، التي تبنتها كتائب القسام بعد عدة أسابيع، مدشنة زمن القوارب المفخخة التي ستطارد قطع الاحتلال.

وإن كان حمدي انصيو قد افتتح زمن العمليات البحرية بقاربه المفخخ، فقد شكل الشهيدان إسحاق نصار وزكريا أبو زور نواة قوات الكوماندوز البحري "الضفادع البشرية"، عبر عملية اقتحام مستوطنة "تل قطيف" البائدة جنوب قطاع غزة في 25 آذار/ مارس 2004، كردٍ أوليّ على اغتيال الشيخ أحمد ياسين بعد ثلاثة أيام فقط.

تمكن المجاهدين من وحدة "الضفادع البشرية"، من التسلل عبر البحر إلى داخل المستوطنة، وأسر أحد المستوطنين والعودة به إلى شاطئ البحر، قبل أن يصطدما بقوة من جيش الاحتلال، فيخوضها معها اشتباكاً عنيفاً انتهى باستشهادهما ومقتل المستوطن الأسير.

لاحقاً، أنبتت دماؤهم عمليات اقتحام أخرى: اقتحام قاعدة "زيكيم" العسكرية البحرية على شواطئ عسقلان عام 2014، ثمّ عمليّات الإبرار على سواحل الأرض المحتلة والاشتباك مع العدوّ في "طوفان الأقصى" 2023.

هدية طولها 60 سم
في مكان ما من مدينة غزة، حطّ نضال فرحات رحاله عند القائد العام لكتائب القسام في حينه، الشيخ صلاح شحادة، وقدم له هديته الفريدة من نوعها، قائلاً له: "لقد اخترعت صاروخاً". وأمام تعجب الشيخ، فتح نضال حقيبته وأخرج منها ماسورة معدنية لا يزيد طولها عن 60 سم، كانت نسخة لأول صاروخ فلسطيني محلي الصنع حمل اسم "قسام 1".

بتاريخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2001، أطلق نضال صاروخه الأول نحو مستوطنة "سديروت". رأس متفجر يزن 1 كيلوغرام، لا يزيد مداه عن 3 كيلومترات. وبالرغم من بدائيته والعوائق الكبيرة التي واكبت نسخه الأولى، إلا أنه كان فاتحاً لأسماء ومديات جديدة، وأجيال متطورة من الصواريخ، من "قسام 2" و"قسام 3"، وصولاً إلى "المقادمة 75" الذي كان أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع يضرب تل أبيب والقدس المحتلة، وليس انتهاءً بـ "العياش 250"، الذي دخل الخدمة لأول مرة في معركة "سيف القدس"، وشكّل إطباق شعاع النار والبارود على كامل التراب الفلسطيني، من أم الرشراش وحتى رأس الناقورة.

كان كلّ ذلك بجهد ودماء أجيال من المهندسين الفلسطينيين الذين حرسوا هدية نضال فرحات، وأفنوا أعمارهم في ورشات التصنيع وميادين الرماية والتجريب، لإتمام المهمة على أكمل وجه.

الفتى الذي صهر الفولاذ
كانت شمس ظهيرة اليوم الأخير من رمضان في بداية انكسارها، حينما حلقت طائرة "أباتشي" إسرائيلية في سماء غزة، بحثاً عن صيدها الثمين. مدّ مصطفى يده إلى المصحف لآخر مرة، ضغطت يد الطيار على مقبض إطلاق الصواريخ. كان الشاب الفقير مرتدياً معطفاً شتوياً منحه إياه والده رأفة بحاله في برد كانون، فيما شفتاه دافئتان بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. أما صاروخ الـ "هيل فاير"، فكان يصفر في السماء متجهاً نحو غرفة متنقلة في مجمع الدوائر الحكومية في غزة. دوّى الانفجار، ومزّق حارس الغرفة إلى أشلاء، لتعلن "إسرائيل" قبل ساعات من عيد الفطر في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2002، عن اغتيال الشاب الذي أذلّ أسطورة الـ "ميركافاة" الإسرائيلية، وصهرها بجنودها في قلب غزة.

مصطفى مهاب صباح، ذو الـ 34 عاماً، أب لثلاثة أطفال، يسكن حي "الشيخ رضوان" بمدينة غزة، وحارس لمواد البناء في أحد مواقع الإنشاء. خلف كلّ هذه المسميات، كان يخفي سيرة مقاتل شرس من "ألوية الناصر صلاح الدين"، رفيق درب أبو عطايا والنواة الأولى، الذي تمكن في شباط/ فبراير 2002، من تفجير أول دبابة "ميركافاة" قرب مستوطنة "نتساريم" البائدة جنوب مدينة غزة، فقتل 3 جنود من جيش الاحتلال بعبوة ناسفة وزنها 100 كيلوغرام.

صيّاد "الميركافاة" أصبح مولعاً بنسف "عربة الرب" كما يعني اسمها، فعاد وكرّر فعلته مجدداً قرب "نتساريم" وشرق مخيم "المغازي" وسط قطاع غزة، مدمراً في أقل من عام 3 دبابات، قتل داخلها 7 من جنود الاحتلال، علاوة على عشرات العبوات الناسفة التي طاردت آليات الاحتلال في خطوط التماس على طول القطاع.

حينما اعتلى حسن الهندي دبابة "ميركافاة" في "زيكيم" وألصق بها عبوته الناسفة من مسافة صفر، وحينما تطارد "المثلثات الحمراء" آليات الاحتلال ودروعه في غزة، وكلما صفّر "الكورنيت" وتراقص شعاع اللهب نحو هدفه، وعندما يعلو دوي انفجارات العبوات الناسفة في حارة "الدمج" وشوارع جنين ونابلس وطولكرم؛ يطلّ مصطفى صباح مجدداً ويلمع اسم من أذل الغول الفولاذي وصهره على رمال غزة.

حلم سلاح الجو
"هذه الطائرة تحمل عشرين كيلو غراماً من المتفجرات، يتم تحريكها عبر ريموت كنترول فوق المغتصبة المستهدفة، وإلقاء هذه المتفجرات ثم العودة إلى مكان الانطلاق".

كانت هذه كلمات نضال فرحات الأخيرة لأمه قبل استشهاده، حلم المقاتل الذي ارتبط بالسماء، فأنجز مهمة الصاروخ الأول وراح إلى مهمة جديدة، يُشكّل فيها نواة سلاح الجو الفلسطيني، حالماً بطائرة مسيّرة تقلع لقصف أهداف العدو، وتعود إلى مربضها مجدداً.

في السادس والعشرين من شباط/ فبراير 2003، أعلنت كتائب القسام ارتقاء 6 من مقاتليها، من بينهم نضال، إثر عملية اغتيال مدبرة، خلال عمل المجموعة على تجهيز طائرة صغيرة تعمل بالتوجيه عن بعد.

الشهيد محمود فارس أحد مهندسي مشروع الطائرات المسيرة في كتائب القسام.
اتضح لاحقاً أن مخابرات الاحتلال، وفي عملية معقدة، تمكنت من زرع عبوة ناسفة في المكان الذي يعمل فيه نضال فرحات ورفاقه من وحدة التطوير والتصنيع، فارتقوا شهداء على طريق إتمام حلم الطائرة المسيّرة.

بعد 11 عاماً، وخلال معركة "العصف المأكول"، كشفت القسّام عن سلاح الطائرات المسيّرة والتي حملت اسم "أبابيل"، بنسخ ثلاثة: استطلاعية وهجومية وانتحارية، وعرضت مشاهد مصورة لتحليقها في عمق الأرض المحتلة.

من نضال فرحات مروراً بالتونسي محمد الزوّاري وصولاً إلى مهندسي القسام وكوكبة "سيف القدس": محمود فارس وظافر الشوا وحازم الخطيب وغيرهم ممن عرفنا ولم نعرف، توالت أفواج مهندسي الكتائب على تطوير الحلم الذي أصبح حقيقة.

تقلع الطائرة من أرض غزة، وتحلق في سماء فلسطين، تنقضّ على تحشدات العدو تفجيراً وقصفاً في "نير عوز" ومواقع "غلاف غزة"، وتصطاد -في غمرة الطوفان- آليات العدو وجنوده أثناء توغلهم البري؛ يتوقعون شيئاً من الأرض وتحتها، فتُفاجئهم من السماء.

طار اليعسوب
أُنشدت في الانتفاضة الأولى أغنية خالدة، أرخت لواحدة من العمليات النوعية في تاريخ الثورة الفلسطينية. كانت عملية "قبيا" أو كما تعرف بـ "ليلة الطائرات الشراعية"، هدية المقاتلين العابرين للحدود، للانتفاضة الأولى قبل اندلاعها بأيام.

طار اليعسوب يا يما طار

وتعالى على جراحه بعزم وإصرار

طار اليعسوب يا يُما ورجع ع الدار

نزل على ترشيحا بالمعسكر

بطائرة شراعية بالعالي طار

وعلى دروبك يا بلادي يزرع نوّار

ليلة الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1987، استعد 4 مقاتلين (فلسطينيان وتونسي وسوري) من "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" ومن فوق إحدى "تلال البقاع" اللبناني، للإغارة على عمق شمال الأرض المحتلة، في عملية ستّشكل الظهور الأول للطائرات الشراعية كسلاح يهبط به المقاتلون الفلسطينيون والعرب من السماء على الاحتلال.

نتيجة لمشاكل فنية، لم تقلع طائرات المقاتلين الفلسطينيين، فأكمل السوري خالد أكر والتونسي ميلود بن ناجح المهمة، وحلّقا نحو فلسطين مُحمّلين بالسلاح والذخائر وثأر شهداء مجزرة قرية "قبية"، التي ارتكبها شارون عام 1953.

هبط خالد أكر على معسكر "غيبور" التابع للواء النخبة "جولاني" قرب قرية "ترشيحا"، وبمسدسه الكاتم للصوت ورشاش "الكلاشنكوف"، خاض معركة بطولية أردت 6 إسرائيلين قتلى و8 مصابين، وفق بيان الاحتلال الذي جاء بعد تراجعه عن بيان قبله أفاد بسقوط 32 جندياً بين قتيل وجريح.

أما رفيقه التونسي ميلود، فقد تحطمت طائرته في المنطقة الفاصلة بين فلسطين ولبنان، وأصيب بالتواء في الكاحل، فاتخذ مكمنه في أحد المواقع واشتبك مع جيش العملاء وقوات الاحتلال إلى أن استُشهد.

أمام المشهد الملحمي لهبوط مقاتل عربي من السماء على جيش الاحتلال، وإثخانه في جنود النخبة وحيداً قتلاً وجرحًا، أشعر مظفر النواب قصيدته الخالدة:

اهبط عليهم فإنك قرآننا

قل هي البندقية أنت

ومالك من كفو أحد



أين تعلمت تخصي الجيوش

وكيف اقتلعت المعسكر يا ابن ثلاثة وعشرين

اللّه أكبر والبندقية

عاد علي إلى باب خيبر

فجر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عاد خالد وميلود بالعشرات، حملوا اسم "سرب صقر" وشارات كتائب القسام، واحتضنوا طائراتهم الشراعية ليندلع الطوفان، وهبطوا من سماء غزّة على "الغلاف" المحتل، مدشنين أولى بشريات الفتح والتحرير.






التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط