الأحلام والرؤيا ( الطرح الروحي المؤقت)
إن الإنسان عندما ينام يفارق جسده الأثيري الذي يقوده العقل فيتحول- سواء في عالم الروح - ويقابل أحباؤه هناك من موتاه -أو في عالم المادة- وسينعدم عندئذ الزمان والمكان ولكنه يظل متصلاً خلال ذلك بالجسد المادي بحبل أثيري مما يمكنه من العودة إلى الجسد المادي عند اليقظة وعندها يتذكر المرء ما رأى في منامه من أحبائه الموتى وما دار بينهم من أحاديث .
إن عملية النوم ( الطرح الروحي المؤقت ) عملية ضرورية لإنعاش الروح يومياً ليتسنى لها التزود من معينها الأول بالقوة الروحية اللازمة لها ليعينها على احتمال كثافة البدن وسجن الجسد .
إن الجسم الأثيري ليس هو الروح بل الحامل لها ويظل قائماً في عالم الروح طالما كانت الروح في حاجة إليه فإذا بطلت حاجته إليه طرح الجسم الأثيري وتحلل لعناصره الأولية وتصبح الشخصية كحزمة من النور وهذا هو الذي تقول عنه الكتب المقدسة ( الموت الثاني ).
إن الجسمين المادي والأثيري ليس فيهما حياة بطبيعة تكوينهما ولكن سر حياتهما هو الروح وهو جوهر راقٍ لا يدخل في نطاق البحث الروحي أما العقل فهو العنصر المفكر في التكوين الإنساني وهو يعمل عن طريق وسط مادي هو المخ , وعلى ذلك فالإنسان في مجموعه مكون من أربع عناصر مهمة هي الجسم المادي والجسم الأثيري والعقل والروح ,وإن الروح فعلاً لم يهتد الباحثون فيها حتى الآن إلى معرفة كنهها.