الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-2007, 06:20 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مصطفى حامد
أقلامي
 
إحصائية العضو







مصطفى حامد غير متصل


افتراضي هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

ما هو برنامج الكمبيوتر ؟
انه يتكون من مجموعة من التعليمات المتعاقبة التي يؤدى السابق منها إلى التالي ولها بداية ونهاية وتتكرر نتائج البرنامج كلما شغلناه وللفرد أيضا ردود أفعال شبه ثابتة إزاء المواقف المتكررة .
وبرنامج الكمبيوتر له مدخلات INPUTS ومخرجات OUTPUTS ، وكذلك برنامج السلوك .
فمدخلاته هي ما يسميه علم النفس بالمثير ومخرجاته هي ما يسميه علم النفس بالاستجابة.
ففكرة البرنامج السلوكي لا تتناقض مع فكرة مثير - استجابة .. لكنها تقترح أن نضع بينهما البرنامج السلوكي الذي يشبه برنامج الكمبيوتر .
لكن مدخلات البرنامج السلوكي ليست فقط المثير المباشر لكنها تشمل كل ما يدركه الإنسان حوله في هذه اللحظة وكل ما يتذكره من خبرات .
والاستجابة تكون عادة مجموعة من الحركات المتتالية و التي لا يمكن تصور تكرارها إلا إذا كانت مخزنة ويتم استدعاؤها عند الحاجة .

و إذا نظرنا إلى برنامج الكمبيوتر فإننا نجد أنه يمكن أن يشتمل على أربعة أساليب برمجية :
1- أسلوب التوالي Sequential
ومثاله فى الكمبيوتر (سوف يتم كتابة الأمثلة بلغة BASIC )
10 x=10
20 y=20
20 z=x+y
فلا يمكن تحديد قيمة Z إلا إذا حددنا قيمة X و Y . وتتحدد قيمة Z من خلال علاقة رياضية محددة في الخطوة 30 .
ومثاله في السلوك :
1- يضغط السائق على دواسة البنزين
2- تزيد سرعة السيارة .
فلا يمكن أن تزيد سرعة السيارة إلا إذا ضغط السائق على دواسة البنزين . فالسرعة تتوقف على شدة ضغط دواسة البنزين وتربط بينهما علاقة ميكانيكية ثابتة .
2- الأسلوب الشرطي Conditional
ومثاله في الكمبيوتر
10 IF X = 3 THEN Y=10 ELSE Y=100
وهنا تتوقف قيمة Y على تحقق شرط معين هو قيمة X وليس على علاقة منطقية محددة .

ومثاله في السلوك :
- إذا نجحت هذا العام سأحضر لك هدية وان لم تنجح سأحرمك من المصروف .
ففي هذا المثال فإن الهدية أو الحرمان من المصروف يترتبان على تحقق شرط معين من عدمه ، وهذا الشرط ليس مرتبطا بهما ارتباطا مباشرا حتميا . فيمكن أن يحصل هذا الشخص على هدية في عيد ميلاده مثلا ، لكن السيارة في المثال السابق لن تزيد سرعتها إلا إذا ضغطنا على دواسة البنزين .
3- أسلوب التكرار : Looping
ومثاله في الكمبيوتر :

10 FOR I = 1 TO 10
20 PRINT “Good Morning”
30 NEXT
وهذا البرنامج سوف يطبع عبارة “Good Morning” عشر مرات
ومثاله في السلوك :
- كرر بيت الشعر عشر مرات لتحفظه .
ودائما التكرار مرتبط بشرط و إلا استمر إلى مالا نهاية . والشرط هنا هو بلوغ عدد مرات التكرار عشر مرات .


4- أسلوب البرنامج الفرعي : Subroutine
والبرنامج الفرعي في الكمبيوتر يؤدى عملية معينة تتكرر الحاجة إليها ولذا يتم تخزينها في برنامج فرعى ويتم استدعاؤها عند الحاجة بدلا من تكرار كتابته في كل مرة ومثاله في السلوك تعلم قيادة السيارة . فأثناء تعلم القيادة نكون كأننا نكتب البرنامج الفرعى للقيادة ونخزنه فى المخ ثم نستدعيه كلما جلسنا أمام عجلة القيادة.
فأساليب برامج الكمبيوتر مطبقة كما رأينا فى برامج السلوك .
و إذا رجعنا إلي البرنامج البسيط
10 X = 3
20 Y = 4
30 Z = Y + X
فإننا نجد أن كل خطوة من هذه الخطوات تمثل عملية عقلية . إذن فبرنامج الكمبيوتر ما هو إلا تسجيل للعمليات العقلية . والكمبيوتر حين ينفذ البرنامج فهو فى حقيقة الأمر ينفذ هذه العمليات العقلية بنفس الأسلوب الذى ينفذ به المخ مثل هذه العمليات .
فبرنامج الكمبيوتر تقليد للمخ . ولذا ليس من العجيب أن نعود فنقول أن المخ يعمل بأسلوب الكمبيوتر .
والسلوك منتج من منتجات عمل المخ ولذا من الطبيعى أن يتم إنتاج السلوك بنفس الطريقة.
وبرامج الكمبيوتر الخاصة بالذكاء الاصطناعى تحاول أن تضيف إلى الكمبيوتر قدرات مثل الإدراك والتعلم . فهى هنا تقلد السلوك . ولذا مرة أخرى ليس من الغريب أن نقول أن السلوك يتم بنفس الأسلوب .
فالفعل المنعكس الشرطى مثلا هو تماما برنامج كمبيوتر مكتوب بالأسلوب الشرطى
IF (الطعام) OR (الجرس) THEN (اللعاب)

لكن من يكتب هذه البرامج داخل المخ ؟

إن الكلب لم يولد ببرنامج الطعام / الجرس .
لكن يمكن أن نقول أنه ولد ببرنامج إشرافي له قدرة على كتابة البرامج السلوكية وتخزينها فى المخ وتشغيلها عند الحاجة .
والكمبيوتر له نوعان من الذاكرة:
النوع الأول
Read Only Memory (ROM)
وهذه الذاكرة بها البرامج الأساسية لتشغيل الكمبيوتر ولا يتعامل معها مستخدم الكمبيوتر ولا تمسح بإطفاء الجهاز
والنوع الثاني
Random Access Memory (RAM)
وهى الذاكرة التى يتعامل معها المستخدم فيضع فيها بياناته أثناء العمل وهذه الذاكرة تمسح عند إطفاء الجهاز .
وللكمبيوتر وسائل تخزين للبيانات هى الأقراص Disks يمكن أن تخزن عليها وتستدعى منها البيانات والبرامج .
ويمكن تصور أن المخ به تقسيمات مشابهة وأن ال ROM الخاصة بالمخ توجد بها البرامج الإشرافية التى يولد بها الإنسان أو الحيوان .
وفكرة برامج السلوك تحتاج منا أن ننظر إلى السلوك على أنه مجموعة من الحركات الدقيقة المتعاقبة التى تشكل الأداء السلوكى الذى نلاحظه .
كما تحتاج أن ننتبه إلى أن هذه البرامج يتم كتابتها وتخزينها واستدعاؤها بعيدا عن تدخل ما نسميه الوعى أو العقل الواعى .
فالنشاط البرامجى نشاط لا شعورى أو لعله هو ما يسميه علماء النفس اللاشعور .فالوعى هو قشرة إدراكية سلوكية قد يكون محتواها هو نفسه نتيجة من نتائج تشغيل برامج السلوك. والدليل على ذلك ما اكتشفه علماء النفس من أن الإنسان قد يصدق الفكرة التى تريحه نفسيا . فالتصديق هنا عملية عقلية واعية يعتقد الوعى من خلالها أن فكرة ما صحيحة . لكن هذا الاعتقاد قد يكون زائفا ولا يدرك الوعى هذا الزيف . ولذا يمكن أن نتصور أن عملية التصديق وعملية عدم إدراك الزيف هى قرار تم اتخاذه داخليا نتيجة عمل برنامج سلوكى داخل المخ . و الوعى هنا يشبه شاشة الكمبيوتر التى قد تظهر عليها نتائج عمل البرنامج بغير أن يظهر البرنامج نفسه .

وهناك سؤال :
إن برامج الكمبيوتر تحقق أهداف المبرمج . فما هى أهداف برامج السلوك ؟

إن هدفها هو مصلحة صاحبها فالبرامج الإشرافية التى يولد المخ بها لها هدف واحد هو حماية مصالح صاحبها . إذن فهذه البرامج هى رحمة من الخالق
لكن ما هو الجزء من المخ الذى يكتب الآن هذا الكلام ؟ لعله الجزء الأعلى فى البرامج الإشرافية وهو البرامج التحليلية التى تحلل كل شئ حتى نفسها ‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! وعندما تعمل هذه البرامج فان نتائج عملها تظهر على شاشة الوعى ، فيرى صاحبها فى هذه الحالة أعمق مما يرى غيره ، ويصبح كمستخدم الكمبيوتر الذى له بعض الدراية بالبرمجة .
لكن ما هى المصالح التى تحاول هذه البرامج تحقيقها ؟ يمكن أن نقول أن هذه المصالح قد تتمثل فى الغرائز والدوافع المعروفة فى علم النفس .
ويمكن أن نتصور أن الأمراض النفسية هى نفسها برامج طوارئ يتم تشغيلها عندما تعجز البرامج السلوكية العادية عن تحقيق الرضا لصاحبها .

ويمكن تقسيم برامج السلوك إلي أنواع مثل :
1- برامج التقليد :
وهذه البرامج تجعل الشخص يقلد الأشخاص المحيطين به ولعلها أول برامج يتم كتابتها . ومن خلالها يتعلم الطفل المشى والكلام والعادات السائدة .
2- برامج خبرات السرور : وهى تمكن صاحبها من استعادة السرور كلما سنحت الفرصة .
3- برامج خبرات الألم : وهى تمكن صاحبها من تجنب الألم بقدر الإمكان .
4- برامج التوافق الاجتماعى : وهى تجعل صاحبها مقبولا من المجتمع .


5- برامج المثل العليا :
وهى تجعل صاحبها يتجه إلى تحقيق أهداف عامة لها نفع غير مباشر مثل تجنب السرقة الذى قد يحرمك من الاستفادة مما يمكنك سرقته لكنة سيؤدى إلى صلاح المجتمع وهذا سيعود بالنفع عليك .
6- برامج الدفاع النفسى : مثل السخرية من الآخرين .
7- برامج التكيف المرضى وهى ما نعرفه بالأمراض النفسية . فلعلها برامج طوارئ تعد خط الدفاع الأخير لحماية الإنسان من عجزه عن التكيف .
8- البرامج الثابتة :
وهى برامج سلوكية يولد بها المخ وهى شبه ثابتة لدى كل أفراد النوع . ومنها برامج الإرضاء الغريزى . لكن هذه البرامج الثابتة يمكن أن يتم إدخال بعض التعديلات عليها طبقا لبيئة وظروف كل فرد .
9- البرامج الفرعية :
وهى برامج تخزن فيها خبرات متكاملة معينة ويتم استدعاؤها كلما دعت الحاجة مثل برنامج قيادة السيارة أو الكتابة على الآلة الكاتبة أو عزف آلة موسيقية .
10- برامج التقاليد الاجتماعية :
وعندما تكون التقاليد الاجتماعية مستقرة فان برنامج التقاليد الاجتماعية يتم كتابته بأسلوب تقليد الآخرين . أما عند نشأة أو تطور التقاليد الاجتماعية فان هذا البرنامج يتم كتابته تقريبا فى نفس الوقت عند كل أفراد المجتمع استجابة لتغيير الظروف العامة للمجتمع . والتقاليد هدفها مصلحة المجتمع بينما البرامج السلوكية الأخرى هدفها مصلحة الفرد مباشرة .
11- برامج إدارة الحياة :
وهى برامج النضج . ومن خلالها يدير الإنسان شئونه المختلفة بعد أن يكون قد جمع معلومات تمكنه من ذلك .
12- برامج الإبداع :
ولعلها أكثر البرامج السلوكية إثارة للحيرة , لان نتائجها غير كامنة بصورة واضحة فى مقدماتها . فلا هى تعتمد على التقليد أو على الخبرات السابقة أو على الاستنتاج المنطقى .وحتى إذا قلنا أنها إعادة توليف لعناصر سبق إدراكها ، فما مصدر هذا التوليف ؟ لو كان مصدره مثلا نظرية الاحتمالات لوجب على المخ تجربة آلاف وربما ملايين احتمالات التوليف حتى يصل إلى التوليف النهائي ‍! لكن لم لا ؟ ربما كان المخ يطبق عند الإبداع نظرية الاحتمالات فالمخ يعمل بسرعة فائقة . ولعل سرعة عمل مخ المبدع تفوق سرعة مخ الناس العاديين. ربما !!
13- برامج الضحك :
وهى نوعان : الأول هو برامج إثارة الضحك و الثانى هو برامج الاستجابة لإثارة الضحك.والنوع الثانى موجود لدى الناس جميعا تقريبا . أما النوع الأول فموجود لدى الظرفاء فقط. وبرامج إثارة الضحك هى برامج فى غاية الدقة فانك إذا تأملت شخصا وهو يلقى نكتة فان أقل زيادة أو نقص فى كلماته أو حركاته سوف يفسد النكتة فورا !

وهكذا فكما أن الكمبيوتر بدأ بتقليد المخ . فلعل صورة المخ قد تصبح أوضح إذا قارنا عمله بعمل مقلده ...... النشيط ...... الكمبيوتر .






 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 10:06 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

رائع أخي مصطفى حامد
لقد كانت ملاحظتك وافكارك واضحة في إظهار أن السلوك كل منا , هو نتيجة ماهو موجود في في دماغه , وهو إما موروث أو مكتسب .

نعم يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة في الدماغ .

لقد كتبت أنا عدة موضوعات تظهر ذلك ويمكن قراءتها في موقعي :

/nabeelnayef.com/

تحياتي







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 01:33 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مصطفى حامد
أقلامي
 
إحصائية العضو







مصطفى حامد غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

عزيزى المفكر نبيل نايف
اطلعت على بعض مقالات موقعك التى تكشف رؤية متعمقة فى أداء المخ
وهذا يشجعنى على عرض المزيد من تحليل فكرتى آملا أن نتعاون فى التوصل إلى نتائج مشتركة

هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!(2)

أوردنا فى المشاركة السابقة قرائن قد تجيز لنا أن نفترض أن المخ يعمل بطريقة تشبه طريقة عمل الكمبيوتر .
وافترضنا أن برامج المخ تتدرج كالتالى :
1- البرامج التحليلية : التى تحلل كل شئ حتى نفسها وتظهر نتائج تحليلها على شاشة الوعى .
2- البرامج الإشرافية : وهى البرامج التى تشرف على كتابة البرامج التنفيذية وهى تشبه ذاكرة القراءة فقط
Read Only Memory (ROM)
فى الكمبيوتر و التى توجد بها البرامج الأساسية التى تشغل الكمبيوتر ولا يتعامل معها مستخدم الكمبيوتر ولا تمحى بإطفاء الكمبيوتر .
3- البرامج التنفيذية : وهى التى ينتج عن تشغيلها تنفيذ السلوك الداخلى و الخارجى للإنسان.
ولنحاول معا تصور كيف تعمل البرامج الإشرافية .
إن هذه البرامج قبل أن تعمل تقوم بعدة عمليات رصد :
1- رصد غرائز ودوافع صاحبها و التى تمثل مصلحته .
2- رصد الواقع الخارجى المحيط بصاحبها .
3- رصد قدرات صاحبها على التأثير على ذلك الواقع الخارجى .
وبعد عملية الرصد تتخذ البرامج الإشرافية قرارا مثل :
1- تشغيل برنامج تنفيذي مخزن فعلا لديها ومن خلال هذا البرنامج يقوم الشخص بالتأثير على الواقع بحيث يتغير هذا الواقع ليحقق له مصلحته .
2- إنشاء برنامج تنفيذى جديد للتعامل مع الواقع حيث أن البرامج المخزنة لا يصلح أحدها للتعامل مع هذا الواقع

ونشاط إنشاء البرامج التنفيذية الجديدة يكون كثيفا فى مرحلة الطفولة ويقل هذا النشاط تدريجيا حتى يكاد ينعدم مع النضج حيث تكون البرامج الإشرافية قد أنشأت برامج تنفيذية متنوعة متكاملة كافيه للتعامل مع كل ظروف الواقع المحيط بالإنسان .
ويقتصر دور البرامج الإشرافية عندئذ على تشغيل البرامج التنفيذية أو تعديلها أو تحسينها لتقترب من الكمال والكمال فى نظر البرامج الإشرافية هو سعادة صاحبها .
وعندما تقرر البرامج الإشرافية تنفيذ برنامج تنفيذى فإنها تقوم بالتالى :
1- إعداد تصور ابتدائي للسلوك كما سيتم تنفيذه . ويمكننا ملاحظة ذلك إذا هممنا مثلا بالقيام لفتح الباب فلو أننا ركزنا انتباهنا لوجدنا أن تصور عملية النهوض وفتح الباب يظهر أمام الوعى قبل النهوض الفعلى لكن ذلك يتم بسرعة شديدة جدا بحيث لا نلاحظه عادة .
2- إيجاد حماس انفعالي مناسب للقيام بذلك السلوك . وهذا الانفعال يشبه الشحم الذى يسهل حركة التروس .
3- استثارة الطاقة اللازمة للأداء وهذا يشبه الوقود اللازم لحركة السيارة
ولنأخذ مثلا برنامج قيادة السيارة ولنحاول أن نتخيل "نص" هذا البرنامج كما تسجله البرامج الإشرافية :
1- أدر مفتاح السيارة .
2- اضغط على دواسة الدبرياج بقدمك .
3- أضغط على دواسة البنزين ببطء مع رفع قدمك من على دواسة الدبرياج .
تعليق " سوف تتحرك السيارة "
4- أمسك بعجلة القيادة وانظر إلى الطريق .
5- إذا وجدت عقبة فاضغط على الفرامل .
تعليق " سوف تقف السيارة "
6- إذا زالت العقبة اذهب إلي الخطوة (2)
والشخص المعتاد على كتابة برامج بلغة من لغات الكمبيوتر مثل Basic لن يجد فرقا بين هذه الخطوات و أى برنامج يكتبه للكمبيوتر .
لكن ما دور الوعى فى هذه العملية ؟


إن الوعى يشبه شاشة الكمبيوتر التى تقوم بالتالى :-
1- قد يظهر عليها نص البرنامج .
2- قد تظهر عليها نتائج تنفيذ البرنامج .
3- قد تظهر عليها البيانات أثناء إدخال هذه البيانات الى البرنامج من خلال لوحة المفاتيح keyboard لكن الشاشة لا تقوم بتصميم البرنامج ولا تخزينه ولا تشغيله كذلك الوعى هو واجهة للعمل العقلى.

ولننتقل إلى مثل أخر هو برنامج الفعل المنعكس الشرطى .
إن البرنامج الأصلي عند الكلب هو :
10 IF (الطعام) THEN (اللعاب)
و بافلوف قام بدق الجرس عند تقديم الطعام أى أن البرامج الإشرافية للكلب سجلت صوت الجرس أثناء رصدها للطعام .
والارتباط الشرطى لا يتم من أول مرة بل بالتكرار وهذا معناه أن البرامج الإشرافية تقوم بتعديل البرامج التنفيذية بعد دراسة الواقع المصاحب لتنفيذ هذه البرامج دراسة كافية .
ولو أننا كررنا دق الجرس بدون طعام فسوف يزول الارتباط الشرطى أى أن البرامج الإشرافية ستعود وتحذف التعديل الذى أجرته على البرنامج التنفيذى .
إذن فالبرامج الإشرافية تعمل وفق تكنيكات برمجية معينه ويمكن أن يكون من هذه التكنيكات :
1- تقليد الأشخاص المحيطين.
2- تنفيذ ما توحى به الغرائز.
3- الارتباط الشرطى.
4- محاولة تحقيق أهداف مثل :
- تجنب خبرات الألم .
- استعادة خبرات السرور.
- كسب احترام الآخرين.
- التفوق على الآخرين.
- صد هجوم الآخرين.
- اكتساب القوة.
- المحافظة على كرامة الشخص.

ولنأخذ مثالا لبرامج التقاليد الاجتماعية .
لقد اشتهر البدو بالكرم ويمكن أن نعزو هذا الى توقع البدوى لظروف شاقة فى تجواله بالصحراء بحيث قد يجد نفسه بلا طعام ولا ماء وحينئذ قد يقابل خيمة لبدوى آخر فيتمنى أن يكون ذلك البدوى كريما فيستضيفه و يطعمه ولعل هذا التمنى المبنى على الاحتياج هو مصدر تبجيله الشديد لصفة الكرم .
فالبرامج الإشرافية هنا تحلل الظروف الاجتماعية واحتياجات الشخص فى ظل هذه الظروف وكيفية تحقيق هذه الاحتياجات من خلال تلك الظروف ثم تصمم برنامجا جماعيا لتبجيل وممارسة التقليد الاجتماعى المناسب (الكرم هنا) . وقد يبدأ الأمر بشخص أو أكثر ثم يأخذ هؤلاء الرواد بالدعوة – ربما بالقدوة أو بالمدح أو بالنصيحة- لهذا التقليد فتستجيب البرامج الإشرافية لدى الآخرين بالتدريج حتى يعم التقليد الجماعة كلها .
ونلاحظ هنا أن البرامج الإشرافية تستعين بالبرامج التحليلية لكن بعيدا عن شاشة الوعى التى لا يظهر عليها القرار النهائى المطلوب تنفيذه أو البرنامج الجماعى بعد تصحيحه.
وقد نستغرب هذه الفكرة " إذ كيف تنبع التقاليد من داخلنا ؟ إنها فى نظرنا قواعد عامة موروثة!
لكن التقاليد تختلف من بيئة الى أخرى .
والتقاليد لم ينزل بها وحى من السماء .
فمن أين جاءت ؟
ليس هناك من مصدر آخر لها غير عقولنا !
نعم إنها بعد أن تنشأ تنتشر بين الأجيال الجديدة بتقليد الأجيال القديمة لكن حتى فى الأجيال الجديدة فإنه لو تغيرت البيئة فإن التقاليد سيطرأ عليها تغيير ، فمن أين يأتى هذا التغيير ؟ ..
ليس له من مصدر كما قلنا غير عقولنا !
تلك العقول التى تعمل بلا هوادة بعيدا عن شاشة الوعى سعيا لتحقيق السعادة لنا كأفراد وكأعضاء فى الجماعة !
ولنأخذ هدفا من الأهداف التى تحاول البرامج الإشرافية تحقيقها وهو هدف "القوة".
ولقد أوسع نبتشه هذا الهدف دراسة وتحليلا حتى أنه اعتبره الهدف الخفى الحقيقى الوحيد لكل أنواع سلوك الإنسان . حتى أنه رآه يكمن خلف الحب نفسه حيث قال أن الحبيب يسعى للتربع داخل قلب حبيبه ليستولى على قوته .
وإذا رأى البعض أن نيتشه بالغ فى رؤية طلب القوة وراء كل سلوك إلا أنه بالقطع قد وقع على كشف جديد هام فى مجال السلوك حين كشف الستار عن ذلك الهدف الخفى المستتر وهو "القوة" .
لكن ما هى عناصر القوة التى قد تضع البرامج الإشرافية برامج تنفيذية لتحقيقها ؟
لعلها مثل :
1 - القوة البدنية (خاصة فى الرجل).
2 - الجمال (خاصة فى المرأة).
3 – الذكاء.
4 – العلم.
5 – المال.
6- المنصب.
7- التفوق.
8-أن يكون المرء محبوبا من الآخرين.
9- أن يحتاج الآخرون إلينا.

ونلاحظ أن القوة التى يحاول الشخص امتلاكها إنما يسعى إلى امتلاكها ليكون قويا بالنسبة للآخرين . فلو تصورنا شخصا ما يعيش وحده تماما فلا معنى لأن يكون قويا .
إذن فالهدف ليس هو أن نمتلك "القوة" أى قوة .. لكن الهدف هو أن نكون "أقوى" !!

ولنحاول أن نقترب من مجال فى غاية الصعوبة وهو مجال "الإيمان بالله" .. إن الكافر يرى أن عملية الإيمان بالله هى اعتقاد فى خرافات وأساطير قد يكون مصدرها البحث عن الشعور بالأمن إزاء قوى الطبيعة القاهرة أو البحث عن الشعور بالعزاء عن الواقع الاجتماعى التعس أو سوى ذلك.
لكن المؤمن يرى بقلبه حقائق الإيمان الغيبية كأنها حقائق واقعة .
ولذا فالبرامج الإشرافية عند المؤمن تضع إرضاء الله كهدف أساسى يسبق كل الأهداف فتجد المؤمن يتخلق بالأخلاق التى يدعو إليها الدين طلبا لرضاء الله و للسعادة فى الدار الآخرة .
أما البرامج الإشرافية عند الكافر فلا تصمم له برامج تنفيذية إلا لتحقيق المصالح الدنيوية .
لكن البرامج الإشرافية ترصد الغرائز داخليا وترصد الواقع خارجيا فمن أين يأتيها الإيمان أو الكفر ؟

كما قلنا أن هناك نظريتان للإيمان ..
نظرية يعتقد بها الكافر ونظرية يعتقد بها المؤمن . ونظريه المؤمن مستمدة من نصوص دينه .
وحسب نصوص الدين فإن الإنسان مخير بصورة ما فى اختيار الإيمان أو الكفر بعد أن تأتيه الرسل بالبينات . وهو مسئول عن اختياره هذا ومحاسب عليه .
أما الكافر فيرى كما ذكرنا أن الإيمان هو مجرد اعتقاد بخرافات لتحقيق هدف نفسى ما .
ولنترك كلا منهما الى اختياره فما يهمنا هو توضيح أن هدف البرامج الإشرافية لدى كل منهما مختلف .

والآن فلنأخذ مثالا من مجال مختلف تماما وهو مجال الطب النفسى .. فهناك نوع من العلاج النفسى يعرف باسم " الإيحاء الذاتى" وفى هذا العلاج يكرر المريض عبارات معينة مثل "أنا اليوم أفضل" أو "أنا أحب الناس " فيؤدى هذا إلى تحسن أحواله النفسية
ويمكن أن نعتبر هذه العبارات كلمات مفتاح keywords تقوم باستدعاء برامج تنفيذية معينة تعمل عند الأسوياء وعندما يتم استدعاؤها بهذه الطريقة تحل محل برامج المرض النفسى التى تكون قد سيطرت على سلوك الشخص المريض .
ويمكن للشخص السوى أن يجرب مثل هذا الأسلوب فى حياته الطبيعية فمثلا عندما يتوتر يكرر كلمة "الاسترخاء" أو "الهدوء"
فتقوم هذه الكلمة المفتاح keywords باستدعاء البرنامج التنفيذى الخاص بالاسترخاء فيقل توتر الشخص .

ولننظر الآن إلى نوعية أخرى من البرامج التنفيذية هى برامج اكتساب الاحترام أو برامج الاعتداد بالنفس فكل شخص يعتد بنفسه بصورة ما لكن نفس الشخص قد يقبل أشياء فى موقف ولا يقبلها هى نفسها فى موقف أخر .
فالموظف مثلا قد يقبل أن ينهره رئيسه لكنه لا يقبل أن ينهره مرءوسه .
ومعنى هذا أن البرامج الإشرافية تشغل أمام الرئيس برنامجا للاعتداد لكنها أمام المرءوس تشغل برنامجا للاعتداد مختلفا عن البرنامج الأول . فنحن هنا أمام حسابات دقيقة للظروف الخارجية وصياغة دقيقة للبرنامج السلوكى التنفيذى المناسب .

وإذا انتقلنا إلى برامج تنفيذية من لون أخر هى برامج استيعاب المعلومات فإننا نجد أن استيعاب المعلومة قد يعنى :
1-حفظ المعلومة عن ظهر قلب .
2-حفظ مكان وجود المعلومة
3-حفظ طريقة استنتاج المعلومة من معلومات أخرى وهو ما نسميه الفهم .
فإذا لم يكن الشخص يحفظ المعلومة ولا يحفظ مكان وجودها ولا يحفظ طريقة استنتاجها فلا يمكننا أن نقول أنه يعرف شيئا عن هذه المعلومة . والبرامج الإشرافية تضع كل هذه الأهداف أو بعضها نصب أعينها حين تصمم برامج تنفيذية لاستيعاب المعلومات . وهذه البرامج تختلف من شخص إلى آخر فالبعض يتجه إلي الحفظ عن ظهر قلب والبعض يتجه إلى التلخيص كأنه يحفظ فقط كلمات مفتاح keywords تستدعى باقى المعلومات والبعض لا يحفظ إلا إذا فهم فتجده يجهد نفسه فى الفهم ولا يطمئن إلا إذا فهم .

والآن …. ماذا فعلنا فى السطور السابقة ؟

لقد تجولنا فى كمبيوتر المخ .. محاولين الاقتراب من بعض أسرار صناعة البرامج السلوكية التى تتم داخله ..
و التى لا نرى على شاشة الوعى .. إلا نتائجها .. فهل اقتربنا ؟
كلا بالطبع .. فما زال الطريق طويلا لسبر غور تلك البرامج العجيبة ..التى أبدعها الخالق داخل عقولنا .. لتحقق لنا السعادة .. ولتحمينا حتى من أنفسنا !







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 06:40 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

تحياتي أستاذي العزيز مصطفى حامد
لقد لاحظت المدى العميق الذي وصلت إليه , فأنت تحلل الأمور بشكل واضح وبدرجة دقة عالية .
ففي الواقع هناك تشابه كبير بين عمل الدماغ وعمل الكومبيوتر , ومعرفة عمل الكومبيوتر تسهل معرفة عمل الدماغ .
طبعاً مع وجود فروق أساسية وهامة , وأهم هذه الفروق هو أن في الدماغ السوفتوير والهاردوير متنامي ومتطور , بينما في الكومبيوتر الهاردوير ثابت والسوفتوير متغير .
والفرق الهام الآخر هو أن عمل الدماغ كهربائي كيميائي , فهناك الكثير من المواد الكيميائية ( أكثر من مئة ) التي تؤثر على السيالات الكهربائية الجارية في الدماغ , وكذلك هناك فروق متعددة في نظام التشغيل بينهم .
وهناك فروق هامة بينهم في طرق تخزين المعلومات وطرق استدعاؤها

المهم أن متفق معك على غالبية ما ذكرت , فما ذكرته علي الدقة بشكل كبير . وأنا أرحب كثيراً بالتعاون .

تحياتي ومودتي







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 06:46 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

تحياتي أستاذي العزيز مصطفى حامد
لقد لاحظت المدى العميق الذي وصلت إليه , فأنت تحلل الأمور بشكل واضح وبدرجة دقة عالية .
ففي الواقع هناك تشابه كبير بين عمل الدماغ وعمل الكومبيوتر , ومعرفة عمل الكومبيوتر تسهل معرفة عمل الدماغ .
طبعاً مع وجود فروق أساسية وهامة , وأهم هذه الفروق هو أن في الدماغ السوفتوير والهاردوير متنامي ومتطور , بينما في الكومبيوتر الهاردوير ثابت والسوفتوير متغير .
والفرق الهام الآخر هو أن عمل الدماغ كهربائي كيميائي , فهناك الكثير من المواد الكيميائية ( أكثر من مئة ) التي تؤثر على السيالات الكهربائية الجارية في الدماغ , وكذلك هناك فروق متعددة في نظام التشغيل بينهم .
وهناك فروق هامة بينهم في طرق تخزين المعلومات وطرق استدعاؤها

المهم أن متفق معك على غالبية ما ذكرت , فما ذكرته علي الدقة بشكل كبير . وأنا أرحب كثيراً بالتعاون .

تحياتي ومودتي







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 06:53 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

تحياتي أستاذي العزيز مصطفى حامد
لقد لاحظت المدى العميق الذي وصلت إليه , فأنت تحلل الأمور بشكل واضح وبدرجة دقة عالية .
ففي الواقع هناك تشابه كبير بين عمل الدماغ وعمل الكومبيوتر , ومعرفة عمل الكومبيوتر تسهل معرفة عمل الدماغ .
طبعاً مع وجود فروق أساسية وهامة , وأهم هذه الفروق هو أن في الدماغ السوفتوير والهاردوير متنامي ومتطور , بينما في الكومبيوتر الهاردوير ثابت والسوفتوير متغير .
والفرق الهام الآخر هو أن عمل الدماغ كهربائي كيميائي , فهناك الكثير من المواد الكيميائية ( أكثر من مئة ) التي تؤثر على السيالات الكهربائية الجارية في الدماغ , وكذلك هناك فروق متعددة في نظام التشغيل بينهم .
وهناك فروق هامة بينهم في طرق تخزين المعلومات وطرق استدعاؤها

المهم أن متفق معك على غالبية ما ذكرت , فما ذكرته علي الدقة بشكل كبير . وأنا أرحب كثيراً بالتعاون .

تحياتي ومودتي







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2007, 07:26 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
مصطفى حامد
أقلامي
 
إحصائية العضو







مصطفى حامد غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

عزيزى المفكر نبيل نايف
أشكرك على تشجيعك
وقد لاحظت من خلال مقالاتك أنك على خبرة عالية بتشريح المخ ودور كل جزء من أجزائه
ولعلك لاحظت أن أفكارى مبنية على تحليل ملاحظات السلوك دون التعرض لدور أجزاء المخ
فى حين أن تلك البرامج التى نفترض وجودها هى بالطبع موجودة فى المخ
وهذا ما أقصده بالتعاون بيننا فلعلنا معا يمكننا وضع تصور يربط أجزاء المخ بالأداء البرامجى الذى نفترضه من خلال تحليل السلوك

وفيما يلى جزء ثالث من تحليل الفكرة يحاول الربط بينها وبين بعض من أشهر نظريات علم النفس

هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!(3)

عرضنا فى المشاركةالأولى قرائن قد تتيح لنا أن نفرض إمكانية أن يكون السلوك راجعاً إلى تشغيل برامج فى المخ تشبه برامج الكمبيوتر التى نعرفها.
وعرضنا فى المشاركةالثانية بعض تطبيقات تفصيلية لهذه الفكرة على بعض أنواع السلوك الفردى و الجماعى .
وفى هذه المشاركة نود أن نحاول النظر إلى بعض من أهم النظريات المعروفة فى علم النفس من وجهة النظر الكمبيوترية .. إذا جاز التعبير !!
ولنتذكر معا كيف قسمت الرؤية الكمبيوترية نشاط المخ :
1 - البرامج التحليلية : التى تحلل كل شئ حتى نفسها .
2 - البرامج الإشرافية : التى تقوم بتصميم وتشغيل البرامج السلوكية التنفيذية .
3 - البرامج السلوكية التنفيذية : وهى التى يكون السلوك النتيجة الظاهرة لتشغيلها.
وقلنا أن كل هذه البرامج تعمل بعيداً عن الوعى و أن الوعى هو واجهة العمل العقلى وأنه يشبه شاشة الكمبيوتر التى تظهر عليها نتائج تشغيل البرامج.
وكذلك قلنا أن البرامج الإشرافية عندما تعمل تبدأ بعمليات رصد لما يلى :
1 - الميول الغرائزية للإنسان التى تمثل مصالحه.
2 - الظروف الواقعية المحيطة بالإنسان.
3 - قدرات الإنسان.
ثم تقوم بتصميم البرامج التنفيذية المناسبة لتحقيق مصالح صاحبها.
هذا هو مجمل النظرة الكمبيوترية للسلوك ولنحاول فيما يلى إعادة فهم بعض النظريات الشهيرة فى علم النفس من خلال تلك النظرة الكمبيوترية ! ولنبدأ بأشهر تلك النظريات وهى نظرية " التحليل النفسى " لصاحبها العبقري سيجموند فرويد.
تقسم هذه النظرية النفس الى ثلاثة كيانات :
1 - الهو : ويتألف من الميول الغرائزية.
2 - الأنا : وهو يسيطر على الحركات الإرادية ويقمع الغرائز التى لا تسمح الظروف الواقعية بإشباعها ويحقق التكيف مع الواقع بحثاً عن السرور وتجنباً للألم.
3 - الأنا العليا : وهو يمثل المثل العليا والأخلاق ومصدره تأثير الوالدين وتقاليد المجتمع والمعلمين والشخصيات البارزة فى الحياة العامة.
ولنقارن الآن الرؤيتين معاً .. رؤية التحليل النفسى والرؤية الكمبيوترية :
1 - أما " الهو " أو الغرائز فلن يختلف عليها أحد وهى تمثل فى الرؤيتين الدوافع الأصيلة مجهولة المصدر و التى تمثل المصالح الجوهرية للإنسان.
2 - فإذا نظرنا إلى نشاط " الأنا " وجدنا أنه يقابل نشاط البرامج الإشرافية . فالأنا هى المسئولة عن السلوك الإرادي للإنسان وهى توفق بين الغرائز وبين الواقع وكذلك فالبرامج الإشرافية هى المسئولة عن وضع البرامج السلوكية التنفيذية وهى تضعها بعد رصد بيانات الغرائز وبيانات الواقع .
وربما لو أن الكمبيوتر كان قد اخترع على عهد فرويد لما فاته ذلك التشابه الذى يكاد يكون تماثلاً بين نشاط " الأنا " وبين تصميم برامج الكمبيوتر !
3 - و" الأنا العليا " من وجهة النظر الكمبيوترية هى برنامج سلوكى تنفيذى داخلى تصممه البرامج الإشرافية لتدفع الإرادة الواعية إلى انتهاج أسلوب فى الحياة ظاهره التضحية وباطنه تحقيق مصالح للإنسان لا يدركها الوعى.
فمثلا النهى عن السرقة يحرمنا من التمتع بما يمكن أن نسرقه لكنه فى نفس الوقت يمنع الآخرين من سرقتنا أما بالنسبة للوعى فالنهى عن السرقة سلوك نموذجى يستحق المدح فى حد ذاته بغض النظر عن فائدته. فالوعى بالنسبة للعملية السلوكية هو مجرد أداة.
لكن ما دور الآباء فى هذا المجال ؟ إن الآباء ( مثل غيرهم ) يتبعون هذه البرامج الجماعية ثم يأتى أبناؤهم فيقلدونهم من خلال برامج التقليد و التى من خلالها يقلد الإنسان المحيطين به ليصير جزء من بيئته
والأمر لا يقتصر على القدوة بل إن الآباء ينصحون أبناءهم باتباع مثل هذه البرامج الجماعية التى تصممها البرامج الإشرافية لأنهم يدركون من خلال وعيهم الخاضع لهذه البرامج أنها برامج نافعة بل إنهم قد يرغمون أبناءهم على اتباعها من خلال الثواب والعقاب.

والنظرية الثانية هى نظرية " الشعور بالنقص" للعالم المعروف إدلر. فإن إدلر يرجع معظم النشاط السلوكى إلى الشعور بالنقص ومحاولة التغلب على هذا الشعور.
ومن وجهة النظر الكمبيوترية فإن السلوك الذى يهدف إلى التغلب على الشعور بالنقص هو نتيجة برنامج سلوكى قامت البرامج الإشرافية بتصميمه لاستعادة شعور الإنسان بكرامته إزاء الآخرين وإزاء نفسه.

والنظرية الثالثة هى " اللاشعور الجمعى " للعالم يونج. وهذه النظرية تقول بوجود موروثات لاشعورية جماعية متراكمة داخل عقولنا عبر الأجيال وتمتد هذه الموروثات إلى الإنسان الأول وتظهر فى الأحلام وفى بعض التصرفات التى لا نجد لها تفسيراً.
والبرامج الإشرافية عندما تشرع فى تصميم البرامج السلوكية فإنها تعمل من خلال البيانات Data المتوفرة لديها.
ويمكننا أن نتصور أن من هذه البيانات بيانات موروثة جيلاً بعد جيل.
وبالطبع لا تنتقل كل البيانات بالوراثة من جيل إلى آخر لكن بعضها ينتقل قطعاً مثل الطباع العامة التى نجدها متوارثة فى منطقة جغرافية معينة.

والنظرية الرابعة هى النظرية " السلوكية " التى تحلل السلوك على انه مثير ( خارجى أو داخلى) تتبعه استجابة
مثير استجابة
وهذه النظرية تتجاهل ما بين المثير والاستجابة بدعوى أنه لا يمكن رصد ما بين المثير و الاستجابة رصداً علميا موثقاً.
لكن الإنسان ليس آلة تعمل بأزرار بحيث يستجيب لضغط كل زر منها استجابة معينة مسجلة فى الكتالوج الخاص بالآلة فبين المثير و الاستجابة يقع ذلك النشاط العقلى المعقد الذى يجعل التنبؤ بالاستجابة شبه مستحيل.
والرؤية الكمبيوترية تضع البرامج السلوكية بمستوياتها المختلفة بين المثير و الاستجابة و بالتالى فهى لا تتجاهل النشاط العقلى بل تحاول وضع تصور لهذا النشاط.
وبعد فقد كانت هذه جولة سريعة بين بعض أهم نظريات علم النفس وقد حاولنا إعادة فهم هذه النظريات من خلال الرؤية الكمبيوترية التى طرحتها علينا التكنولوجيا الحديثة ‍.

ولعلنا لاحظنا أن الرؤية الكمبيوترية لم تهدم أى نظرية سابقة بل حاولت إعادة فهمها من خلال ما أملته علينا التكنولوجيا الحديثة من تصورات جديدة للنشاط العقلى.


فالرؤية الجديدة فى مجال العلوم الإنسانية - ولعلها فى كل العلوم – لا تهدم ما قبلها من نظريات لكن تحاول إعادة صياغته طبقاً لما تكشف للإنسان من معلومات جديدة عن ذلك العالم الغامض الذى يعيش فيه. ‍







 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2007, 10:58 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مصطفى حامد
أقلامي
 
إحصائية العضو







مصطفى حامد غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

عزيزى الأستاذ/نبيل نايف
أتمنى أن أعرف رأيك فى الجزء الثالث من المشاركة والمتعلق بالربط بين الرؤية الكمبيوترية للمخ وبعض نظريات علم النفس المعروفة
كما أتمنى أن أعرف نصيحتك فى كيفية نشر آرائى - إن كانت مفيدة - بحيث يعم الانتفاع بها







 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2007, 12:10 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نبيل حاجي نائف
أقلامي
 
إحصائية العضو







نبيل حاجي نائف غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

أستاذي العزيز مصطفى

في رأي إن أفكار فرويد ويونغ غير دقيقة . فالمستجدات التي حصلت في مجال معارف بنية الدماغ وعمله , في فترة التعينيات من القرن الماضي وما بعدها , أحدثت قفزة كبيرة في مدى فهمنا لعمليات التفكير والأحاسيس والانفعالات .
وما تم التوصل إليه يختلف بشكل كبير عما كان يعرفه فرويد وينوغ وغيرهم .
ونحن إذا اعتمدنا على معارف ومفاهيم فرويد ويونغ لن نحرز تقدماً .
فيجب معرفة ومتابعة المستجدات التي تحصل والاعتماد عليها .
هناك مقالات هامة جدا في مجلة العلوم ومجلة الثقافة العالمية , وأنت تستطيع متابعة ما يصدر في المجلات الأجنبية .

وبالنسبة لنشر أفكارك وأرائك يمكننا أن نتعاون . فأنا أحضر منذ سنوات كتاب عن الدماغ , وأتوقع أن أنجزه خلال سنة أوسنتان .
يمكن أن نتشارك في إنجازه , بأن يأخذ كل واحد مجموعة فصول يكتبها , ويصدر الكتاب بإسمينا .

تحياتي ومودتي
نبيل







 
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2007, 10:11 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مصطفى حامد
أقلامي
 
إحصائية العضو







مصطفى حامد غير متصل


افتراضي مشاركة: هل يمكن تفسير السلوك على أنه نتيجة برامج مخزنة بالمخ؟!!

عزيزى الأستاذ/نبيل نايف
لقد سعدت سعادة بالغة بعرضك مشاركتى لك فى كتابك عن الدماغ
فهذه ثقة أعتز بها
وخاصة أن تفكيرنا متقارب وربما متكامل
ولدى مزيد من التحليلات لفكرتى سأوافيك بها عن طريق المنتدى أو عن طريق موقعك أو البريد الالكترونى
تحياتى







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسس التفكير والتواصل نبيل حاجي نائف منتدى الحوار الفكري العام 1 26-03-2007 02:24 AM
أسس التفكير والتواصل نبيل حاجي نائف منتدى الحوار الفكري العام 0 26-03-2007 02:14 AM
.::: مكتبة برامج لعام 2006/2007 :::. أشرف عبد العاطي منتدى الكمبيوتر وعالم الإنترنت 5 27-02-2007 02:43 AM
آليات عمل الذاكرة نبيل حاجي نائف منتدى الحوار الفكري العام 0 16-02-2007 12:38 PM
بين الخير والشر - كيف نقيم ونبني أحكامنا - نبيل حاجي نائف منتدى الحوار الفكري العام 0 21-01-2007 11:57 AM

الساعة الآن 09:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط