حفظك الله يا ميسون من كل شر وحفظ قلبك النقي
مشاركة بسيطة مني من محاضرات الدكتور النابلسي
الآن العبادات عندما قال الإمام الشافعي معللة بمصالح الخلق، مثلاً كما تفضلتم:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)﴾
[ سورة البقرة: الآية 183]
جاءت العلة لعلكم تتقون و سنشرح هذا إن شاء الله:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾
[ سورة التوبة: الآية 103]
هذه علة الزكاة:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)﴾
[ سورة العنكبوت: الآية 45]
هذه علة الصلاة، الصلاة معللة بأنها تنهى النفس نهياً ذاتياً عن الفحشاء و المنكر، و الصيام علته أن تتقي الله عز وجل و الزكاة علتها أن تتطهر من الشح و أن تسمو بنفسك إلى الله عز وجل، بل إن الحج في بعض الآيات:
﴿ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ﴾
[ سورة المائدة: الآية 97]
و إذا علمت أن الله يعلم حلت مشكلاتك، الآن سأقول كلمة لكنها دقيقة جداً، العبادات الشعائرية من صوم و زكاة و حج و نحن في الصيام هذه العبادات لا يمكن أن نقطف ثمارها و لا أن نسمو من خلالها إن لم تصح العبادات التعاملية، إليك الأدلة:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))
[ البخاري، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ]
إذاً ليس لله في صومه حاجة:
((من حج بمال حرام وضع رجله في الركاب و قال لبيك اللهم لبيك يناديه مناد في السماء أن لا لبيك و لا سعديك و حجك مردود عليك ))
أو أنفق المال رياء الناس، أمام الناس، لينتزع إعجابهم يقول الله عز وجل:
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾
[ سورة التوبة: الآية 53]
حدثنا النبي عن أناس لهم أعمال كجبال تهامة:
((عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
[ ابن ماجه ]
إذاً العبادات الشعائرية و منها الصوم الذي نحن فيه لا يمكن أن نقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية من صدق و أمانة و عفاف و أداء واجب و إتقان عمل و إنجاز للوعد و وفاء بالعهد هذا إن لم يكن لا ينبغي أن نعول كبير أهمية على العبادات التعاملية، هذا مقدمة.
أما الصيام: الحقيقة الله عز وجل حينما قال:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾