عندما تعلق المشاركة السورية في هيئات ومؤسسات جامعة الدول العربية فهذا يعني بوضوح تعليق عضوية سوريا في الجامعة أخذ قرارت بها كما فعلوا مع ليبيا وما سيفعلونه مع دول عربية أخرى.
بداية إن جامعة بدون سوريا لن تكون عربية بالمطلق وأن تقوم الجامعة بتطليق سوريا فهذا يعني أن التوجه مضاد للعروبة والعرب فدمشق وعلى مدى تاريخها هي مركز العروبة والعروبية ففيها تبلور المفهوم العروبي في العصر الأموي ومنها انطلق إلى بقية الأصقاع....
عندما كانت مصر تتزعم الوطن العربي والجامعة كان الوضع العربي بحدود كبيرة بخير فكان من الصعب على الأجنبي معادٍ أم غير معادي أن يتدخل بشكل سافر بالوضع العربي...ولكن عندما أزاحت مصر نفسها عن زعامة العرب وأصبحت رهينة لأعراب الردة بالخليج وأصبحت عائلات الخليج الحاكمة وعلى رأسها حمد قطر تُقزم الدور العربي وأصبح تابعاً للسياسات الأمريكية والناتوية وأضحى يعمل لصالح أجنداتهم بالمنطقة وبالتالي لصالح المصلحة الصهيونية حيث أن الغرب الاستعماري يبني سياسته في المنطقة العربية طبقاً لمصلحة الكيان الصهيوني.
ولكن التحالف الثلاثي للمقاومة وسوريا وإيران يمتلك من عناصر القوة ما يجعله لا يُهزم........
فقد بدأ مسلسل التآمر على هذا الحلف الثلاثي فيما اعتبروه الحلقة الأضعف (المقاومة) فهاجموا المقاومة في لبنان وهُزموا وهاجموا المقاومة في فلسطين وهُزموا ثم انتقلوا إلى سوريا مقدرين أنهم سيهزموها بحرب افتراضية فتنتشر الفوضى وينقسم الجيش ويتجزأ الشعب ولم يستطيعوا تحقيق ذلك عبر شهور طويلة وفشلوا.....والآن تجد أعداء الأمة وأعوانهم أعراب الردة يتخبطون ويفتحون النار في كل الإتجاهات فقد فتحوا النار على ايران أيضاً عبر كذبة الإغتيال للسفير السعودي الملفقة ولم تنجح ففتحوا ملف النووي كما فتحوه كذباً مع العراق قبل أن يدمروه..وهذا يدلل على فشل وعدم وضوح رؤيا وتخبط.
ان العراق الآن يحتاج لعشرين عاماً حتى يستعيد بناءه وقوته وليبيا تحتاج لثلاثين عاماً حتى تستعيد أنفاسها واليمن كان يحتاج لزمن طويل للتطور والآن زاد هذا الزمن والسودان قسم ولا زالت الحرب فيه دائرة والصومال تحت الأرض ولا زال ينزل للأسفل....فكم دولة عربية ستدمر بما فيها السعودية ليتحقق مشروع العدو بالفوضى الخلاقة(التي يطلقون عليها ربيع الثورة) وللعلم فان الثورة التونسية والمصرية شتويتان فلذلك لم يعجب بهما الغرب ويحاول الإلتفاف عليهما..
إن تحقيق الفوضى الخلاقة في منطقتنا ودولنا سيعطي الكيان الصهيوني مدة خمسين عاماً ليعيش بأمان وسيحقق للشركات الغربية نشاطاً وعملاً في ظل الركود الاقتصادي العالمي ومزيداً من الهيمنة الاستعمارية والاستغلال على دولنا التي سيتضاعف عددها.