عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

[زياد هواش]

جامعة الدول العربية ..

محفل استعماري وبناء تقسيمي .

صارت العودة إلى التاريخ , حتى الحديث منه , عودة لا معنى لها .
لقد تغير العالم في السنوات العشر الأخيرة كثيرا , وعلى أبراج وأقمار ثورة الاتصالات والإعلام الكوني ضاعت الحقائق وتلاشى المنطق حتى الإنساني منه , ولم يبقى إلا الخداع الذي يقود إلى العبث , أو الكذب الذي يقود إلى الحروب , أو التزييف الذي يقود إلى الانتحار الجماعي .

الحديث عن المستقبل هو الحديث العاقل والمطلوب بشدة اليوم غدا .
الحديث عن مستقبل الإنسان العربي , وحتمية تلاقي الشعوب العربية , (على أرضية التحديات الوجودية للمستقبل القريب والمفصلي أولا ) , هو العمل الفكري الحضاري الطبيعي في "الحقبة التاريخية" ذات الطبيعة الكونية فوق الجغرافية , التي نعيشها اليوم بضياع عربي خطير وغير مبرر .

الإنسان العربي يمتلك كل الأدوات العلمية للقيام بفعل التغيير .
والحقبة التاريخية هي حقبة التغيير العابر للجغرافيا , ولكن فعل التغيير التاريخي والعملي والحتمي لا يزال غير قادر على إطلاق حركته الطبيعية بالرغم من توفر البيئة الحاضنة له كونيا وجغرافيا وإنسانا عربيا يتراجع فرديا وجماعيا وجماعاتيا وعلى كل الأصعدة , ومن ضمن رؤية صحيحة وغير مختلف عليها لهذا التراجع .

التعطيل القاتل للمستقبل , لفعل التغيير عربيا , قضية معقدة .
الإنسان العربي لا يزال يعيش داخل كيانات سياسية ذات منشأ استعماري أعاق رؤيته لتاريخه وتراثه , وأربك هوياته , ونجح في إقامة "جدران عزل" غير طبيعية على جغرافيا متصلة ومترابطة , ليس فقط بين الشعوب العربية المتقاربة بل وأيضا بينها وبين جوارها الجغرافي والتاريخي والطبيعي والحتمي .

جدران العزل العربية _ العربية , تحولت إلى هوية عربية واحدة .
بمعنى أن الإنسان العربي , "نحن" , نلتقي على هويتنا التقسيمية أو القطرية , فنكرس قطريتنا من خلال شعاراتنا التي تكرس تحديدا (رفضنا لبعضنا البعض) وخروجنا من هويتنا الطبيعية , وتراثنا المشترك , وتاريخنا الحقيقي , وخياراتنا المستقبلية العلمية , وحتمية مواجهتنا جميعا لتحديات استعمارية ملحة ومستمرة ومتوحشة ويومية .

الهويات القطرية الاستعمارية حولتها بنية العقل العربي إلى هويات مقدسة .
وإذا كان الاستعمار قد نجح في توظيف بنية العقل العربي تاريخيا في خلق بيئة جغرافية وسياسية ودينية ومذهبية تقسيميه قادت إلى صناعة أوطان _ أقطار بلا حول ولا قوة .
كيانات سياسية قادرة تماما على تعطيل أي "عملية تنمية" قد تشكل يوما ضمانة مستقبلية لإنسان هذه الكيانات المتداعية .

ولا تزال بنية العقل العربي فرديا وجماعيا بنية قادرة على البقاء والاستمرارية .
ولذلك لا تزال هذه الكيانات السياسية الاستعمارية , والهويات القطرية المقدسة , وبالتالي النظام الرسمي العربي الخالد إذا جاز لنا التعبير , (لا تزال هذه الثلاثية الشيطانية) , قادرة على البقاء والاستمرار , وقادرة على تحطيم الهويات , وقادرة على قتل عملية التنمية الطبيعية , وقادرة على حرق المستقبل .

ستبقى عملية التنمية العربية المُلحة , معطلة تعطيلا قسريا وحادا وانتحاريا .
ما لم تبدأ , وبعكس كل عملية تنمية عبر التجارب الإنسانية كلها , من تنمية العقل العربي نفسه , بحيث يمتلك أدوات تغيير بنيته التقسيمية السلبية الفردية والجماعاتيه والجماعية , العدو الأول والاستراتيجي , بل والوجودي , للهوية العربية الحضارية الإنسانية , وللمستقبل العربي المُستحق .

جامعة الدول العربية هي المحفل الاستعماري لتكريس جدران العزل العربية .
وهذا البناء التقسيمي لا يزال وبنجاح يكاد يكون دائما , قادرا على تقديم (المشهد السياسي العربي) :
إلى العالم على انه مشهد صراعات عربية _ عربية خالصة .
وإلى العقل العربي على أن العمل العربي المشترك هو رهان مستحيل وخيار غبي
وأضغاث أحلام وشكل متخلف ولا يخدم العرب أنفسهم .

البنية السياسية لجامعة الدول العربية , هي بنية تقسيميه (ضامنة للكيان اليهودي) .
وهي على أية حال "الهدف الحقيقي" من قيام هذا الكيان السياسي العربي على يد الاستعمار وعبر الأنظمة التابعة له مباشرة في النصف الأول من القرن الماضي .
بمعنى امتصاص ردود الفعل الطبيعية للشعوب العربية على قيام وتوسع إسرائيل , وتحويلها إلى (سلاح تقسيمي تفتيتي بيد إسرائيل نفسها وحلفائها العرب) .

"قمة القدس" , هي العنوان الصريح والفاقع "لهوية هذا المحفل الاستعماري" .
وردود الفعل العربية عليها , هي التعبير الأكثر صراحة , عن درجة انعزالية بنية العقل العربي المعاصر , وسلبيتها وقدراتها التعطيلية .
بمعنى ميل العقل العربي المعاصر فرديا إلى الهوية الغرائزية والبدائية "الهوية المتوحشة" .
وميل العقل العربي الجماعاتي المعاصر إلى الهوية القبلية والعشائرية "الهوية الوثنية" .
وميل العقل العربي الجماعي المعاصر إلى الهوية الاستعمارية التقسيمية "الهوية الانتحارية" .

كيف يتحرر الإنسان العربي بهوياته من بنيته العقلية الخانقة له ..؟؟
هذه القضية ترتبط بإرادة ورغبة هذا الإنسان الحر والواعي أولا وأخيرا .
وهي تتمثل اليوم بالإنسان العربي المقاوم في فلسطين في التاريخ العربي الحديث .
وتتمثل إلى جواره بالإنسان العربي في لبنان والعراق في التاريخ العربي المعاصر .
هذا يقودنا إلى تلمس بدايات الجواب الوجودي :
يبدو وكأن العقل العربي (لا يمتلك بذاته) قدرات القيام "بفعل التغيير" من داخل بنيته المتهالكة , بل يحتاج إلى محفز خارجي , إلى تحدي وجودي , حتى يطلق عملية التغيير الطبيعية والملحّة , فرديا وجماعيا .

هذا يعني انه علينا أن ننتظر حربا كونية إقليميا "محفزا خارجيا" هي وحدها القادرة على أن تكون (أداة التغيير غير الواعية) لإطلاق عملية التغيير في الجغرافيا العربية , وعبر الإنسان العربي .

(العقل العربي المعاصر غير قادر على إطلاق عملية التغيير الواعية) .

أو انه علينا أن ننتظر (موسم الجوع الكافر) والقادم حتما , على خلفية الفشل العربي (فشل النظام والشعوب) في إطلاق عملية التنمية .

(وهذا بحد ذاته دليل على "عقم نهائي" في بنية العقل العربي المعاصر) .

في طول جغرافيتنا العربية وعرضها , وخلال هذا العرض المسرحي في "سرت" .
كيف يمكن لنا جميعا أن نقبل أن هناك اجتماعا , أو أن هناك قرارات , أو أن هناك شيء ما إسمه "عمل عربي مشترك" ..!!
هناك صراعات وكذب ورياء وتسويف .
وهناك مهرج اسمه المعبّر (الأمين العام لمصالح أمريكا وإسرائيل وعرب النفط والسلام) يعمل تحت إدارة "لانغلي" مباشرة .

من الطبيعي أن يكون لهذه الجامعة ايجابياتها وساحات عملها المطلوبة .
ومن الطبيعي أن يكون هذا البناء الاستعماري , قابلا للتطوير , باتجاه خدمة الحد الأدنى من التلاقي العربي الطبيعي .
ولكن ليس عبر هذا المهرج بكل تأكيد .
وليس والأغلبية الرسمية العربية تدار من القاعدة العسكرية المركزية الأمريكية في قطر , ومباشرة .

ولذلك يعطي كل اقتراح لتطوير عمل (جامعة التقسيم العربي) , فرصة لتكريس القطرية , وليس غير ذلك .
ويكون الرد الطبيعي على هذا العرض المسرحي , هو في رفض استمرارية هذا الجامعة الاستعمارية , أو هذا "المحفل اليهودي" بكل بساطة , من حيث أن :
( الاستعمار في زمن العولمة صار يسمى "مملكة إسرائيل" , والاستعماريين الملحدين في حقيقتهم الإنسانية صاروا يسمون أنفسهم "يهود" ) .

العرب المقاومون مطالبون , وتحديدا الفلسطينيين منهم , والمستهدفين وجوديا من "جامعة العرب اليهود" , بتحطيم هذا البناء ورفض هيمنته على قضيتهم .
عبر كل الوسائل الممكنة , قد يكون أولها (تهشيم صورة هذا المهرج التعيس والمُستهلك) , ربما يكون هناك أمل في تحويل الأمانة العامة إلى سكرتاريا .

والعرب المقاومون لبنيتهم العقلية أولا , وقبل كل شيء , مطالبون برفض الجانب السياسي من هذا البناء الاستعماري , والإصرار على دور إنساني تنموي عام , ودور اقتصادي اجتماعي على الساحة الفلسطينية تحديدا .

28/3/2010

..

[سعيد الأمير الشهابي]

الاستاذ زياد هواش
قرات بتمعن كل المقالات الواردة
واتقدم اليك بالشكر والتقدير على
ماتقدمت به من روائع الكلم...
بصدق انا لااريد اصطفافا ولااريد
نقاشا او جدالا لايغني ولايسمن من
جوع..لان الكثير عندما يتحاورون
يتحاورون بلغة من ليس معنا فهو
ضدنا ...لااريد استعراض الواقع
العربي منذ عهود الخلافات المتعاقبه
الى ماوصلنا عليه اليوم ولااريد ان
اجعل الاستعمار والكيان الصهيوني
الغاصب شماعة لكل اخفاقاتنا التي
تلازمنا ردحا طويلا من الزمن حتى في
ظل الانظمة التي ادعت التقدميه في
الخمسينيات والستينيات...واعذرني
ان اسجل نقطة نظام في استعمال مدلول الاغتصاب بمفهموم الدوله
في كتاباتك ...استاذي العزيز لايوجد
لدى احد عصا سحريه كعصا موسى
للخروج من ازمة مزمنه في التاريخ
والجغرافيا العربيه ..ولم يعد مانتحدث عنه احيانا ولو انه في
صلب الحقيقة غير هذيان يسجل هنا
وهناك والفعل صفرا بصدق ...نعم
للمقاومه في ظل قيادة وطنيه واهداف واضحة تحدد ماتريد المقاومه ...فقط المقاومه شعار نطرحه دون ان نقف على ارضية
المعطيات للفعل المقاوم ...ان المقاومه نهج الشعوب وليس نهج
احزاب تتقوقع في الاطار الحزبي
والمقاومة شعارها طالما يخدم الشعار اهداف الحزب وبدون تسميات ..المقاومه ليست شعارا
بل هي ممارسة نضاليه تسكن كل بيت ..كيف لنا ان نقاوم ولايوجد
ملجأ يلجأ المواطن اليه من القصف
الذي يطاله ..كيف نبني مقاومه ونحن نفاوض العدو ليفتح لنا المعابر لمستلزمات الصمود اليس في هذا تناقضا ..بصدق انا لا افهم
مقولة المقاومه التي واكثر من نصف شعب المقاومه لايقاوم وهو في الشتات مستثنى من ادارة القرار
الوطني ..المقاومه قرار وطني جامع
وليس سلاحا نستعمله متى اردنا
فنحن اليوم في مفاوضات والجانب
الاخر في تهدئه وهلم جرا...ان اي
فعل نضالي وعلى اي مستوى غير
قادر على حماية جماهيره من الفعل
الانتقامي للفعل المقاوم لايكون قادرا
على الاستمرار ...نعم نكون مقاومه
عندما نهيء كل مستلزمات المقاومه
بداء من البنى التحيه والاعداد النفسي لان نكون شعبا مقاوم وليس
حزبا وحركه وفصيلا هكذا ننتصر
وهكذا نقاوم

[ساره الروقي]

اخ زياد

كنت اتمنى ان تعلق على موضوع "حكام العرب عملاء وخونه " وتطرح رأيك حتى لو كان نقداً فاني اتقبله

لكنك للاسف لم تفعل..


بالنسبه نسب ال سعود لليهود فقد بحثت كثيراً عن منبع هذه الاشاعه ...

بالاخير اجدها لعدو شديد لآل سعود ويعتبر اكبر معارض للدوله السعوديه ..

لناصر السعيد...



ان كنا سنأخذ برأي وقول كل شخص عن عدوه اللدود كحقيقه لا غبار عليها فعلى هذا كل الناس من اصل يهودي..

زياد اقولها لك ولقرائك ولكل من يوافق ما طرح بموضوعك واعلم انهم كثيير...

متى سنتوقف عن نقد الحكام ونشر الاشاعات عنهم لننظر الى انفسنا ونبداء بها لنصلحها حينها ستنتصر الامه بكل تأكيد لكن ....


متى...متى...متى يكون ذلك.!!!!


الله يعين المسلمين ويفيقهم من غفلتهم وينصرهم اللهم امين

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره الروقي

اخ زياد

كنت اتمنى ان تعلق على موضوع "حكام العرب عملاء وخونه " وتطرح رأيك حتى لو كان نقداً فاني اتقبله

لكنك للاسف لم تفعل..


بالنسبه نسب ال سعود لليهود فقد بحثت كثيراً عن منبع هذه الاشاعه ...

بالاخير اجدها لعدو شديد لآل سعود ويعتبر اكبر معارض للدوله السعوديه ..

لناصر السعيد...



ان كنا سنأخذ برأي وقول كل شخص عن عدوه اللدود كحقيقه لا غبار عليها فعلى هذا كل الناس من اصل يهودي..

زياد اقولها لك ولقرائك ولكل من يوافق ما طرح بموضوعك واعلم انهم كثيير...

متى سنتوقف عن نقد الحكام ونشر الاشاعات عنهم لننظر الى انفسنا ونبداء بها لنصلحها حينها ستنتصر الامه بكل تأكيد لكن ....


متى...متى...متى يكون ذلك.!!!!


الله يعين المسلمين ويفيقهم من غفلتهم وينصرهم اللهم امين

الاخت الفاضلة ..

النص هنا سياسي وليس ديني .
وانا اعتقد انكم في بلاد الاسلام بلاد الحرمين تستحقون نظام آل سعود وادعو الله ان يبقيهم حكاما عليكم الى يوم الدين .

..

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد محمود

الاستاذ زياد هواش

قرات بتمعن كل المقالات الواردة
واتقدم اليك بالشكر والتقدير على
ماتقدمت به من روائع الكلم...
بصدق انا لااريد اصطفافا ولااريد
نقاشا او جدالا لايغني ولايسمن من
جوع..لان الكثير عندما يتحاورون
يتحاورون بلغة من ليس معنا فهو
ضدنا ...لااريد استعراض الواقع
العربي منذ عهود الخلافات المتعاقبه
الى ماوصلنا عليه اليوم ولااريد ان
اجعل الاستعمار والكيان الصهيوني
الغاصب شماعة لكل اخفاقاتنا التي
تلازمنا ردحا طويلا من الزمن حتى في
ظل الانظمة التي ادعت التقدميه في
الخمسينيات والستينيات...واعذرني
ان اسجل نقطة نظام في استعمال مدلول الاغتصاب بمفهموم الدوله
في كتاباتك ...استاذي العزيز لايوجد
لدى احد عصا سحريه كعصا موسى
للخروج من ازمة مزمنه في التاريخ
والجغرافيا العربيه ..ولم يعد مانتحدث عنه احيانا ولو انه في
صلب الحقيقة غير هذيان يسجل هنا
وهناك والفعل صفرا بصدق ...نعم
للمقاومه في ظل قيادة وطنيه واهداف واضحة تحدد ماتريد المقاومه ...فقط المقاومه شعار نطرحه دون ان نقف على ارضية
المعطيات للفعل المقاوم ...ان المقاومه نهج الشعوب وليس نهج
احزاب تتقوقع في الاطار الحزبي
والمقاومة شعارها طالما يخدم الشعار اهداف الحزب وبدون تسميات ..المقاومه ليست شعارا
بل هي ممارسة نضاليه تسكن كل بيت ..كيف لنا ان نقاوم ولايوجد
ملجأ يلجأ المواطن اليه من القصف
الذي يطاله ..كيف نبني مقاومه ونحن نفاوض العدو ليفتح لنا المعابر لمستلزمات الصمود اليس في هذا تناقضا ..بصدق انا لا افهم
مقولة المقاومه التي واكثر من نصف شعب المقاومه لايقاوم وهو في الشتات مستثنى من ادارة القرار
الوطني ..المقاومه قرار وطني جامع
وليس سلاحا نستعمله متى اردنا
فنحن اليوم في مفاوضات والجانب
الاخر في تهدئه وهلم جرا...ان اي
فعل نضالي وعلى اي مستوى غير
قادر على حماية جماهيره من الفعل
الانتقامي للفعل المقاوم لايكون قادرا
على الاستمرار ...نعم نكون مقاومه
عندما نهيء كل مستلزمات المقاومه
بداء من البنى التحيه والاعداد النفسي لان نكون شعبا مقاوم وليس
حزبا وحركه وفصيلا هكذا ننتصر

وهكذا نقاوم

سيدي الفاضل ..

فعل المقاومة فعل ثلاثي الابعاد , وعلينا جميعا ان نقف خلف التجربة ونوسع افاقها ونحتضنها ونطورها ونكمل ساحاتها لتشمل عملية التنمية العربية وصناعة المستقبل العربي .

بكل احترام .

..

[زياد هواش]

..

اعتقد أن الإنسان الفرد مطالب بصناعة الأمل دائما .
بمعنى صناعة المستقبل , والإصرار على صناعته , هي هنا فلسفة التنمية الإنسانية , وثقافة التنمية المُستدامة .

صناعة المستقبل عمل جماعي جمعي , تحدي حضاري , فعل مقاومة منظم .
لذلك بالنسبة لي واحدة من أكثر المفاهيم القيمية العليا التي تحتاج إلى إعادة إنتاج هي "الحرية" كمفهوم وثقافة وفلسفة .

أنا هنا ارغب في طرح رؤية اعتقدها مستقبلية حول مفهوم الحرية :
اعتقد أن صناعة المستقبل الإنساني عموما والعربي تحديدا تحتاج إلى تراجع مفهوم (الحرية الفردية/حرية الكلمة) وتقدم مفهوم (الحرية الجماعية/حرية الفكر) .
وعلى أرضية الإحساس بالخطر الاستعماري الوجودي متجسدا بوضوح في القضية المركزية للأمة العربية , قضية فلسطين .

لذلك اعتقد أن الطريق إلى امتلاك القدرة على القيام بفعل التغيير المُلح تبدأ نسبيا من :
{إنتاج فكر قومي عربي متجدد يستند إلى رؤية واضحة لصناعة المستقبل العربي} .

الفكر القادر على امتلاك آليات التجدد يجب أن يبنى على مشروع مستقبلي .


صناعة المستقبل العربي تعتمد على انتقالنا من "الفكر الفردي" إلى "الفكر الجمعي" وصولا إلى الفعل العربي التغييري والمستقبل العربي المُستحق .

الحقيقة أنني أفكر باستمرار في صياغة ثقافة جديدة لمفهوم المقاومة :
تستند على أن هذا الفعل الحضاري والإنساني , (هو فعل تنمية أولا) , وهو لا يتجه إلى هزيمة عدو أو انتصار على محتل كهدف وحيد ونهائي .
بل هو تحرر تاريخي مستمر من البنية الاقتصادية الرأسمالية الاستعمارية في جغرافيا محددة من ضمن معركة إنسانية كونية حتمية ومستمرة .

المقاومة : هي فعل إنساني اقتصادي تنموي مستقبلي في جوهره .

لذلك أرى في المقاومة الفلسطينية : عملية صناعة الإنسان الفلسطيني القادر على القيام بفعل التنمية في أصعب وأحلك الظروف .
تنمية قدراته على ليس فقط الصمود , بل والإمساك بأبجدية صناعة مستقبل إنساني ينظر إلى الوجود اليهودي والكيان الإسرائيلي على أنه حالة استعمارية تستند في بنيتها الحقيقية وقدرتها على الاستمرار على :
(مقدار ما تنجح في تعطيل الإنسان الفلسطيني عن القيام بفعل التنمية المستقبلي) .

وأرى في خلايا وسلاح المقاومة في لبنان , ليس مجرد قوى ردع .
بل خلايا إنسانية تتشكل وتنمو على قاعدة حماية المستقبل وإطلاق عملية تنمية متعددة المناحي في بنية سياسية اجتماعية اقتصادية متخلفة ومتهالكة استطاع الكيان اليهودي أن يعطل تماما قدراتها التنموية .

الحقيقة أنني لا أرى في اغلب النظام الرسمي العربي "عدوا نهائيا" , ولا حتى في إسرائيل مضافة إلى حلفائها العرب .
ولا حتى بالرأسمالية الاستعمارية العالمية بقيادة أمريكا .
بل أرى أن كل ذلك "الصراع الرهيب" هو صراع تاريخي حتمي بين :
الأحرار في العالم الذين يريدون صناعة مستقبل إنساني مُستحق من ضمن عملية تنمية تشمل مناحي الحياة الإنسانية كلها , وبين القوى الاستعمارية التي ترى بوضوح في عملية التنمية هذه نهايتها الحتمية .

لذلك قد يكون اخطر ما يواجه صناعة المستقبل العربي عبر إطلاق عملية التنمية للإنسان العربي في جغرافيته , هو بنية العقل العربي المعاصر .
هذا العقل العربي الذي لا يزال ينجح في عزل الشعوب العربية وتسعير انقساماتها المتتالية .
ويتجه إلى بقوة إلى عزل هذه الشعوب عن دورها الطبيعي وحركتها التاريخية الحتمية من ضمن معركة أحرار العالم في مواجهة الاستعمار المتوحش .

التجدد المطلوب في بنية الفكر القومي العربي قد يبدو طبيعيا أن ينطلق من ضرورة تحطيم بنية العقل العربي المعاصر .



..

[ساره الروقي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد هواش

الاخت الفاضلة ..

النص هنا سياسي وليس ديني .
وانا اعتقد انكم في بلاد الاسلام بلاد الحرمين تستحقون نظام آل سعود وادعو الله ان يبقيهم حكاما عليكم الى يوم الدين .

..

اخ زياد ..ان كنت تفصل بين السياسه والدين..


فانا لاافصل بينهما ...بالحقيقه لا افصل بين اي جانب من جوانب الحياه والعلاقات عن ديني...

لان الاسلام ليس مجرد دين واعتقاد...

بل هو حياة بكل جوانبها وارتباطاتها اجتماعيه سياسيه اقتصاديه...

لذا اني احدثك من خلال الاسلام..

والذي يوجب علينا قول الحق وعدم التحييز ضد احد لاننا محاسبين على كل كلمه واتهام بغير الحق..

وحقيقه مشكلة الامه والتي لم تدركها الى الان مع الاسف انها ليست سياسيه بحته بل دينيه بحته..

ولن تنتصر الامه الا عند التزام شعبها بالاسلام..هذه حقيقه لا غبار عليها...

لكن اعتقد انه الغزوا الغربي الذي ادخل فكره غبيه وهي الرجل الخارق...

الرجل الخارق الذي سينقذ الموقف...

نعم للاسف ورغم انه مثير للضحك لكن شر البليه ما يضحك...

اسال اي شخص ما سبب تدهور الامه سيقول لك الحكام وفقط...فقط الحكام...

نحن الشعب ليس علينا ملامه لم نتسبب بتدهور حالنا ابداً ...فقط الحكام فقط..!!!

نسينا الاعتصام بحبل الله جميعاً ..
نعم جميعاً كشعب كأمه ان تتمسك بالاسلام جميعاً ..
تنقذ الموقف جميعاً..نسينا هذا كله...
لا اقصد بذلك ان يكون مجتمع مثالي..
بل مجتمع يبدوا على ظاهره الالتزام بتعاليم الاسلام..
وليس على ظاهره النسيان لتعاليم الاسلام...


فالشعب ينتظر سوبر مان -حاكم سياسي خارق - لانقاذ حالهم..



هل تعلم زياد ..

مره قرأت قصه لصلاح الدين الايوبي انه باحد المرات كان يتفقد جيشه بالليل قبيل المعركه بالغد
وراى بعض الرجال يسهرون الليل قياماً للصلاه...
فأمر ان يقدم هؤلاء الرجال بمقدمه الجيش والرجال النائمون يؤخرون ...

هل تعلم لما..؟؟ لان الاكثر التزاماً هو الاكثر قوه وعزم وقدره على النصر...

يظن الكثير ان الذي رد القدس وطرد الصليبين منها هو فقط البطل صلاح الدين الايوبي..

لكن الحقيقه ان الذي رد القدس وطردالصليبين صلاح الدين الايوبي الرجل البطل الذي قاد جيش ابطال..رجال التزموا بالاسلام حتى حرصوا على السنن فيه فقام بعضهم الليل للصلاه..ليله المعركه..



فما حال الشعوب الاسلاميه اليوم التي لم تلتزم بالوجبات والفرائض بالاسلام وليس السنن...


الله يعين...

[زياد هواش]

الحرية مفهوم جماعي ..

الحرية هي حرية تدفق ماء النهر في المجرى .

العقل العربي لا يزال غير قادر على التفريق بين فعل التنمية المستدامة وقضية الأمان الإنساني .

التنمية عملية حضارية معقدة تستند إلى أرضية فكرية متحركة ومرنة .
الأمان هو ذروة نجاح العملية التنموية في مجتمع .

واحدة من أهم ركائز النظام الرسمي العربي هو في استبدال فعل التنمية المُعطل بتسويق حالة الحفاظ على الأمان الزائف .

أحيانا يبدو مستحيلا تماما أن تقنع عقلا عربيا فرديا أو جماعاتيا بمشهد الخطر القادم على كافة المستويات .
وأن إحساسه من داخل بنيته السياسية القطرية ونظامه السياسي البائس بالأمان هو إحساس مخادع للغاية وقاتل .

يبلغ العقل العربي ذروة عبثية بنيته وتعطله في المشهد الفردي أو الجماعاتي "لقبائل النفط والسلام العربيين" .

كيف يمكن لقبائل السلام العربي (أن تنام بطمأنينة) إلى مستقبلها بتحالفها مع إسرائيل ..!!

كيف يمكن لقبائل النفط العربي يمتصه الأمريكي (أن تنام بطمأنينة) إلى مستقبلها القادم ..!!

كيف يمكن لقبائل السلام والنفط العربيين (أن لا تعي) أن أمانها مرتبط بقدراتها على قيامها بفعل التنمية للحفاظ على ثرواتها القومية وأمنها الاستراتيجي .

التمنية النفطية العربية هي بيد أمريكا والأمان الاستراتيجي العربي المسالم هو بيد إسرائيل ..!!

ويخرج عليك فقهاء النفط والسلام العربيين , فقراء الهوية , مطمئنين إلى مستقبلهم إلى جوار أمريكا وإسرائيل .
خائفين على مستقبلهم من فعل المقاومة , من بقاء الشعب الفلسطيني على قيد الحياة .

كيف يمكنك أن تقنع (إنسان عربي) هويته على اسم آل سعود , وبلاده طابو ملكي لهم , ويرى فيهم (أمويو العصر الحديث) , ولا يرى القواعد العسكرية الأمريكية الهائلة في بلاده ...
كيف يمكن أن تقنعه بأنه أشبه ما يكون بالهندي الأحمر في المحميات الهندية في ولاية نورث داكوتا (سجين يمتلك حرية الانتحار وفضيلة الخنوع) .

يمكنك أن تفهم حقد قبائل السلام العربية على الشعب الفلسطيني لأنها ترى في مقاومتهم وإصرارهم على الحياة إدانة لقيمتها الإنسانية وحقيقة عبوديتها لإسرائيل .

يمكنك أن تفهم حقد قبائل النفط العربي على تجربتي الجوار الإقليمي في إيران وتركيا لأنها ترى في نجاحها وصمودها إدانة لقيمتها الإنسانية وحقيقة عبوديتها لأمريكا .

ما لا يمكن تفهمه هو أن لا ترى قبائل النفط والسلام العربيين مستقبلها في حاضر أثيوبيا يسمونها الحبشة .

مذهل فعلا هذا العقل القبلي العربي وهو يمارس عملية خداع الذات بكل هذه التقوى وكل هذا الإيمان .

مهول هذا العقل القبلي العربي وهو يمارس عملية لعق المبرد بكل هذه النعومة وكل هذا الخبث .

..

[زياد هواش]

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ..

كعادته كان المفكر اللبناني الحرّ الدكتور حسن حمادة صريحا مطلعا واضحا وحاسما في تقديم توصيف علمي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق السيد رفيق الحريري .

النقاط الرئيسية التي أشار لها الدكتور حمادة هي (فرق التوصيف القانوني) لهذه المحكمة بين النصوص الثلاث لقرار مجلس الأمن ذو الصلة .
ففي النصين العربي والانكليزي جرى توصيف هذه المحكمة على أنها : (محكمة ذات طابع دولي) أي أنها لا تتجاوز السيادة اللبنانية والقضاء اللبناني .
وهو أمر طبيعي وتقليدي في تاريخ الأمم المتحدة , لأنه لم يحدث لمرة واحدة أن تنازلت دولة عن سيادتها .
أما في النص الفرنسي فجاء توصيف المحكمة بأنها : (محكمة دولية) أي أنها تلغي عمليا السيادة اللبنانية عليها .

وأشار الدكتور حمادة إلى أن النائب اللبناني السيد طلال أرسلان كان أول من تحدث مباشرة عن هذا الفارق بين النصوص الثلاث , وان الرد جاء من الأمم المتحدة مساء ذلك اليوم بان العرف الأممي يقول : أنه في حال حدث تضارب بين النصوص فان النص الانكليزي يُعتمد .

ولكن الدكتور حمادة يرى أنه قد جرى انزلاق هادئ باتجاه السير في توصيف المحكمة على أنها (محكمة دولية) , وأن الجميع عمليا اعترف بهذا الواقع أو استسلم له .

ويرى الدكتور حسن حمادة بان (المحكمة الدولية) صارت قريبة من أن تحسم خيارها بأن تكون : {محكمة قضائية أو محكمة سياسية} .

تحدث الصحفي حسن حمادة كما يفضل تعريف نفسه عن رئيس المحكمة الدولية القاضي "كاسيزي" .

أكد أن الرجل قاضي محترف وفقهي من الطراز الأول , وأكد ما هو أهم من ذلك فقال : أنه ليس لعبة بيد الأمريكان .

ولكنه أشار إلى ما هو أخطر من ذلك إذا جاز لنا التعبير ..
قال بأن الرجل يرفض فكرة "إرهاب الدولة" .
ويعرّف الإرهاب على أنه فقط من فعل "منظمات سياسية عقائدية" .

القاضي "كاسيزي" رفض محاكمات نورنبرغ الشهيرة على ذلك الأساس , أي على أساس الحروب العدائية وإرهاب الدولة , ليس من باب التعاطف مع النازية بل لأنه ينتمي إلى هذا "التيار الفقهي الخاص" .

القاضي "كاسيزي" لا يعترف بقانونية أو مشروعية حركات المقاومة في العالم , فهو يرى في المقاومة الفلسطينية على سبيل المثال إرهاب منظم في مواجهة استقرار وأمن دولة إسرائيل , ويعمم رأيه هذا عالميا بدون استثناءات .

يقبل الصحفي حسن حمادة فكرة أن تكون (الخلفية الفقهية الخاصة وغير المُجمع عليها) للقاضي "كاسيزي" سببا مباشرا في اختياره رئيسا "للمحكمة الدولية" .

أشار الدكتور حمادة أيضا إلى ظاهرة اختراق الموساد الإسرائيلي للبنية المصرفية اللبنانية .
وتحدث عن نوايا معلنة لإسرائيل في ضرورة تعطيل هذا النظام المصرفي لان الإسرائيليين يرون فيه منافسا لدورهم في التحول إلى خزان للمال النفطي العربي تحديدا .
وفي السياق ذكر الدكتور حمادة ما هو منشور في الإعلام الغربي وبدون أي نفي أو تكذيب رسمي عربي له من أن المال النفطي الليبي والسعودي ودول خليجية أخرى موجود في المصارف الإسرائيلية .

أكد الدكتور حمادة على أنه يجب أن لا ننسى حقيقة أن إسرائيل يمكن في أي لحظة أن تشن هجوما على لبنان , وأن أمريكا في أي لحظة من الممكن أن تشن هجوما على إيران , وان الاستعداد دائم ومستمر , ولكن المناورات الأمريكية لهذه الغاية أثبتت كارثية نتائجها بالنسبة لأمريكا وعربها , في حين أن زمن ألف ليلة وليلة الإسرائيلي انتهى إلى غير رجعة .

قرأ الدكتور حمادة التغير في المزاج التركي العام لصالح العرب بأنه يعود إلى "فعل الغطرسة الإسرائيلية" التي لا يمكن للقومية التركية تقبله أو التعايش معها .

وسجل التحول في الساحة القومية التركية باتجاه الانفتاح على العرب , على أنه ثاني أهم تحول بعد التحول الإيراني , وكلا التحولين الاستراتيجيين ليسا أبدا في مصلحة إسرائيل .

وأشار إلى أن ذلك إذا كان لا يؤثر عضويا على إسرائيل كما يجب أن يكون عليه واقع الحال , فلأن "الصهيونية العربية" تقف خلف إسرائيل .
و"الصهيونية العربية" برأيه تشكل الأغلبية , بل حتى الساحقة في النظام الرسمي العربي .

وهي في النهاية حال الأعراب كما جاء وصفهم في كتاب الله , بأنهم الأشد كفرا ونفاقا .


3/4/2010

..

[زياد هواش]

التردد العربي تجاه ايران!
محمد صادق الحسيني

مهما علا الصوت الاسرائيلي هذه الايام فان ثمة حقيقة باتت شبه ثابتة في المستقبل المنظور على الاقل الا وهي ان تل ابيب ليست بقادرة على فرض تسوية مع العرب وتاليا مع محيط الجوار الاسلامي المساند للعرب بشروطها هي، ولا هي بقادرة على فرض حرب عليهم لا منفردة ولا شاملة!
بالمقابل فان العرب الذين تداعوا لتوهم الى قمة سرت اثبتوا بالمقابل بما لا يقبل الشك والترديد، بانهم انما يلعبون في الوقت الضائع في لعبة الامم، وهم لا يملكون اي تصور واضح لموقعهم في المعادلة الدولية لا على المستوى القريب ولا على المستوى البعيد!
صحيح ان الاسرائيليين يستغلون الوقت الصعب الذي يمرون فيه لممارسة مزيد من الاستضعاف ضد الفلسطينيين لاسيما المقدسيين منهم، لكن الصحيح ايضا بان نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة اثبتت كذلك بانها عاجزة حتى على فرض تسوية هي مهينة بالاساس حتى على المراهنين عليها من الجانب الفلسطيني، رغم كل 'بهلوانيات' التحدي التي مارستها ضد سيدها الامريكي مؤخرا!
من جانبهم فان الامريكيين ومعه ربيبتهم اسرائيل الذين يحاولون منذ مدة حشد اوسع رأي عام ممكن ضد ايران واظهارها العدو البديل للعرب عن اسرائيل، بدأو يتعثرون باذيالهم، رغم كل مظاهر التفوق الاعلامي والمعلوماتي والمخابراتي الذي يحاولون تصويره في حروبهم النفسية ضد طهران!
لكن المشكلة التي يبدو ان لا حل لها في المنظور، هي في النظام العربي الرسمي الذي تكاد تنطبق عليه مقولة: 'لا يموت فيها ولا يحيى' اذ انه فضلا عن كونه لا يريد ان يظهر وكأنه تابع ومستسلم للبرنامج الامريكي الاسرائيلي، الا انه بالمقابل يتوجس خيفة ليس فقط من التضامن مع ايران الجارة المسلمة والشقيقة، في معركتها 'النووية' المشروعة مع الغرب، بل وحتى الحوار معها حول قلقه منها او من مشاريعها او حول الخلاف معها كما اقترح عمرو موسى ورفضتها قمة سرت امام دهشة عقلاء الامة من عرب وغير عرب!
اذ لا احد يستطيع ان يفهم مطلقا وكما قال عمرو موسى نفسه في القمة، كيف ان الاوروبيين والامريكيين ورغم كل خلافاتهم بل وخصوماتهم الحادة مع ايران الا انهم لا يزالون غير قادرين على مغادرة خيار الحوار مع طهران، فلماذا يتردد العرب في اللجوء الى مثل هذا الخيار؟!
قد يستطيع منظرو معارضة الحوار مع ايران، لاسيما تلك النخب المقربة من الحاكم لاغراض فئوية وانانية ذاتية، الاتيان بعشرات الادلة التي تجعل الحاكم العربي يتوجس خيفة من الرهان على فتح قنوات الحوار مع طهران، لكن ما لا يدركه المواطن العربي الحريص على امنه ومستقبله هو تلك الحملة المضللة التي تقودها هذه النخب عن وعي او دون وعي في تصوير ايران بمثابة العدو الاخطر على الامة العربية حتى من العدو الاسرائيلي نفسه والذي يجاهرنا العداء الوجودي نحن العرب والمسلمين لاسيما فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية!

اعرف ان اصوات المعارضين هؤلاء ستصدح باعلان قلقها من نوايا ايران في العراق مرة وحول الخلافات الحدودية مع هذا البلد العربي او ذاك مرة اخرى، وربما تصعيد اللهجة لتصل الى ما يسمونه بالخطر الايراني على الامن القومي العربي!
لكن ما لا يمكن قبوله باي حال من الاحوال، ولا يمكن لاي عربي حر شريف وصادق مع امته وشعبه ان يدركه هو ذلك الاصرار لدى البعض، بتصوير ايران وكأنها متواطئة مع اسرائيل وامريكا من اجل ما يسمونه اضعاف العرب او اذلالهم او تركيعهم ومن ثم التأسيس على ذلك بان ايران اخطر من امريكا واسرائيل على العرب، ذلك ان امريكا واسرائيل عدو ظاهر فيما ايران عدو باطن.
ان مثل هذا الكلام ليس فقط يجافي الحقيقة، بل انه يشكل في العمق طعنة قاتلة في جهود شرفاء العرب واحرارهم الذين يضحون بدمائهم وانفسهم من اجل رفعة العرب وعزتهم، بمساعدة جلية لا لبس فيها تتمثل فيما تتمثل فيها اعلى درجات التضحية والايثار من الجانب الايراني.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نقول ولمن نظن فيه حسن النية نقول : الا يعرف هؤلاء بان الشرط الحصري الوحيد المطروح على طاولة الحوار الغربي مع ايران لقبولها قوة اقليمية عظمى تسرح وتمرح في المنطقة وعلى حساب العرب، هو تخليها عن القضية العربية المركزية اي القضية الفلسطينية حتى من دون الاعتراف الرسمي والعلني باسرائيل؟!
بل ونزيد هؤلاء من الشعر بيتا، فنقول لهم بان عربا اقحاحا من النظام العربي الرسمي هم من بين من ينقلون هذه الرسائل، ويضيفون عليها بان واشنطن تقول لهم حاولوا ان تقنعوا ايران بانها وهي الامة الاكبر والاهم تاريخيا وحضاريا بعدم الاصرارعلى ربط مصيرها بقوى او منظمات عربية صغيرة مصنفة في دائرة الارهاب، فضلا عن انظمة متهاوية لا تملك اية مشروعية بين جماهيرها غير توظيف العامل الفلسطيني!
انها معلومات يا اخوان وليست تخمينات او تحليلات، وهي تتدفق على طهران باستمرار، والامر لا ينحصر باعطاء دور ايراني ريادي في هذه الساحة العربية او تلك بل في المنطقة ككل.

ولو كانت ايران تضمر العداء للعرب فعلا كما تقولون سواء كانظمة او كامة او انها 'تتاجر' بهذه القضية العربية او تلك او تستخدمها اوراقا للضغط للحصول على مكافأة الاعتراف بها كقوة نووية كما يروج آخرون، لكانت الصفقة مع الامريكيين اسهل مما تتصورون!!
لكن ايران تملك عقيدة سياسية نابعة عن عقيدتها الدينية لا مجال للتراجع عنها الا وهي بانها ومنذ عودتها لذاتها وتحولها الى جمهورية اسلامية اصبحت جزءا لا يتجزأ من استراتيجية النضال العربي ضد الصهيونية واسيادها وبذلك اصبحت هموم العرب واهتماماتهم جزءا لا يتجزأ من هموم الامن القومي الايراني، ايا كان شكل هذا النظام العربي او ذاك ملكيا ام جمهوريا ديمقراطيا ام وراثيا ... المهم انه عربي!

في العقود الثلاثة الماضية حاول الكثيرون من اتباع نظريات واستراتيجيات الامن القطري اولا اخراج ايران من العرب وابعادها عن فلسطين وباءت كل خططهم بالفشل، وخلال الستة شهور الماضية وايا كان شكل التعقيدات التي اخذها مسار الفتنة الايرانية الداخلية فان الهدف النهائي كان اخراج فلسطين من العقيدة الايرانية وفشلوا ايضا ولله الحمد.
الم يئن الاوان للعرب ان يلتقطوا الفرصة الذهبية الحالية التي توحي بقرب الفرار الامريكي من المنطقة ليرسخوا فرائض الحلال والحرام في التعامل مع دول الجوار وفي المقدمة منها ايران دفاعا عن مصالح العرب انفسهم قبل مصالح ايران او غيرها؟

..

[زياد هواش]

العقوبات الافتراضية على إيران ..

ما هو موقف الصين , وما هي احتمالات تبدله ..!!

العالم سيستمر هادئا هذا العام , مركز الثقل السياسي الحقيقي هو في السودان , في جغرافية نفط السودان , في تركيبة النظام السياسي الذي سيعطي للأمريكان هذا النفط , بل إن حدود الجنوب ترسم من جديد على أساس هذا النفط , ووحدة السودان ترتبط فقط بهذا النفط .

الصين لاعب اقتصادي رئيسي في أفريقيا عموما , وفي السودان على وجه التحديد .
العقوبات الافتراضية على إيران , بطريقة ما , هي اليوم ورقة مفاوضات على نفط السودان .

روسيا تبني المستقبل النووي الإيراني ولكنها لن توافق على مستقبل نووي عسكري إيراني بالقرب من حدودها الأكثر قلقا .

الياباني صنع ارخص من الأوربي , الكوري صنع ارخص من الياباني , الصيني صنع ارخص من الجميع .

كيف يمكن التحكم والسيطرة بالاقتصاد الصيني ..؟؟
عبر النفط .

نفط إيران وبحر قزوين (خط احمر صيني ) .

الشراكة الاقتصادية الأمريكية الصينية شراكة ذات طبيعة معقدة ومستقبل مفتوح على احتمالات لا نهاية لها .

الصين لا تستطيع أن تتجاهل الأمريكان ولا تستطيع أن تثق بهم .

الصين لا تريد أن تتجاهل الروس وتستطيع أن تثق بهم .

الخطر الحقيقي على إيران هو من الداخل , والضربة الوحيدة الممكنة على إيران هي من الداخل .

التجربة المخملية الأولى في إيران , فشلت , ولكن السؤال الاستراتيجي هو هل استطاع الثورة الإيرانية أن تصحح الخطأ البنيوي الذي سمح للطفيليين المخمليين بالتكاثر والتحرك والنمو ..!!


5/4/2010

..

[زياد هواش]

الإعلام العربي المخملي

السيد أحمد منصور نموذجا

في واحدة من أكثر زوايا بنية العقل العربي المعاصر صدءا , "تكمن" ملكة الاستثارة المنتجة لرد الفعل الانفعالي الاعتباطي الارتجالي الفارغ .

أمريكا الامبريالية لا تزال تضع العالم كله في ساحة رد الفعل هذا .
إسرائيل الأمريكية لا تزال تضع المنطقة النفطية الإقليمية كلها في ساحة رد الفعل هذا .

النظام السعودي النفطي الأمريكي لا يزال يضع العالم الإسلامي كله في ساحة رد الفعل هذا .

الإعلام المخملي العربي الذي يقوم بتمويل نفطي سعودي عبر بنوك إسرائيل لصالح الامبريالية الأمريكية صار حقيقة على الأرض (يجب مواجهتها بالفعل الفكري المباشر) وليس برد الفعل الانفعالي الساذج .

الوهابية الدينية نجحت إلى حد كبير في تحطيم الوحدة الإسلامية والتراث والتاريخ الإسلاميين وصولا بالمسلمين العرب إلى التحول التدريجي إلى "الإسلام اليهودي" .

الوهابية السياسية تعمل بقوة على إنتاج "فكر عروبي" يكون بديلا عن الفكر القومي العربي القائد للتجربة الوحدوية العربية , والرائد في مجال التنمية العربية المستدامة .

السيد أحمد منصور نموذجا للمفكر والإعلامي الرسمي العربي المخملي القادم من (خلفية وهابية دينية) إلى ساحة الصراع الوهابي السياسي مع الفكر القومي العربي .

في الشخصي ..
الرجل يستهدف نموذج الإعلامي الايجابي العربي المستقبلي السيد غسان بن جدو .
يستهدف أسلوبه وشفافيته وصدقه واتساع رؤيته وتفاؤله ويستهدف تحديدا انفتاحه على المستقبل وخروجه من التاريخ .
(ويبدو أن السيد أحمد منصور قد نجح إلى حد ما في توتير السيد غسان بن جدو) .

في الإعلامي ..
السيد احمد منصور يتبع المدرسة الإعلامية الانكليزية في الحوارات , ويمكن رؤية ملامحها في مذيعي الـ b b c وهي المحطة الأهم في عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية بطبيعة الحال .
الأسئلة السريعة والقصيرة , والتدخل غير المهذب , والاستفزاز المبطن , هي ليست في حقيقتها مقابلات وحوارات , إنها عملية تحقيق نفسي مدروس وله قواعده الاستخباراتية .
(إنتاج فكر إعلامي انفعالي عدائي سلبي) .

في التاريخي ..
يركز السيد احمد منصور على الشخصيات والمراحل التاريخية من ضمن بروباغاندا مخملية تريد (إعادة إنتاج التاريخ السياسي الحديث للعرب والجوار) وفق رؤية أمريكية بريطانية (تكون إسرائيل فيها ليست هي محور الحدث كله) .

في كيفية الرد ..
على السيد احمد منصور , عبر (إعادة إنتاج وتوثيق وأرشفة) التاريخ السياسي الحديث للعرب , حتى لا يتحول السيد احمد منصور ومن يمثلهم إلى الأرشيف التاريخي الوحيد .

في قضية النحلاوي ..
هذه الحلقات هامة للغاية لأنها تتضمن في تفاصيلها وبلسان الرجل الكثير من نقاط الاستناد للبدء بتأريخ هذه الحقبة الإستراتيجية من تاريخ التجربة القومية العربية .
وهي فرصة لتنشيط الذاكرة واستكمال المشهد وإبراز الحقائق ونشر الوثائق وإنتاج الفكر الدارس لهذا الحدث بحيث تتكشف (الآليات الاستخباراتية الغربية والتمويل النفطي العربي) في أخطر صدام على الأرض بين "القوى الوحدوية" وبين الثلاثي الاستعماري التقسيمي "الأمريكي والإسرائيلي والسعودي" .

في إشكالية إهانة الشعب العربي في سوريا ..
هنا ينغلق العقل العربي السوري وتستفز فيه جاهلية , ويتجه إلى رد الفعل العبثي عبر مسارات كل ما كتب .
السيد احمد منصور لا يستطيع أن يهين الشعب العربي في سوريا , ولا يجب وصفه "بالمصري" ولا هو يعبر عن أي جماعة في مصر وتحت أي مسمى إلا بمقدار ما نذهب في رد الفعل إلى تلك الساحة الانفعالية الحمقاء .
(السيد احمد منصور يعبر عن الطبقة المخملية العربية رسميا ونخبا وجماعات وإقطاعيات شديدة الحضور والقوة والتنظيم في مجتمعاتنا العربية) .

في قضية دور فضائية الجزيرة ..
نحن لا نمتلك لا في سوريا العربية ولا عبر جغرافية بلاد العرب الرغبة في العمل الفكري والتاريخي الهادئ والتراكمي والعلمي والمستمر .
يريحنا أن نجلس لنشاهد وننفعل ونشتم ونرفض ونعود في صبيحة اليوم الثاني إلى الحياة , وفي المساء إلى شاشة الفضائيات نفسها .
فضائية الجزيرة تقدم من ضمن (رؤية أمريكية) مشهدا إعلاميا كبيرا .
للمواطن العربي الحق في أن يناقش تفاصيل تهمه ولكن ليس عبر الهجوم على الفضائية نفسها بل على المادة الإعلامية .
وليس عبر رد الفعل الغرائزي , بل عبر الفعل الفكري العلمي الايجابي .

الإعلام المخملي العربي ..
والسيد احمد منصور نموذجا فاقعا له
يستبيح المشهد الإعلامي العربي , لأنه يعبر عن أغلبية النظام الرسمي العربي من جهة , ولان الأقلية العربية ذات الاستقلالية النسبية أعجز ولأسباب تتعلق ببنية النظام وعطالته القاتلة .
أعجز من أن تنتج مشهدا إعلاميا وطنيا وقوميا ايجابيا وفعالا وقادرا على رسم ملامح أوضح وإظهار تفاصيل أغنى وقراءة أعمق لما يقدمه المخمليون العرب من إعلام تسويقي تهديمي سلبي وأمريكي في نهاية الأمر .

المخمليون النفطيون السوريون ..
يا نيالهم , ونيال أمهاتهم بهم
يتلاقفون (إشكالية) السيد احمد منصور , كما تلقفوا (إشكالية) السيد وليد جنبلاط , عبر قراءة شخصانية سلبية ذات أرضية خبيثة فعلا .
الحقيقة التي يتجاوزها المجتمع المخملي السوري , تتعلق ببنيتهم الأمريكية الإسرائيلية القابلة للاهانة , والفردية في تركيبتها النفسية ذات الأعماق المتلبدة برواسب الهزائم المتتالية والانعزال الأسود .

الحقيقة الأولى هي أن السيد وليد جنبلاط عبّر يومها عن أخلاقه التي يدير بها شؤون تنظيمه السياسي وجماعته المليشياوية .
هكذا تعود الرجل مخاطبة نفسه أمام مرآته الإقطاعية الصدئة والاشتراكية .
هذه هي إمكانيته الفكرية والعقائدية وهو لاعب على الساحة السياسة اللبنانية ذات العمق الإستراتيجية لأمن سوريا الحيوي .

الحقيقة التالية هي أن السيد احمد منصور يعبّر كل يوم عن الفشل الذريع للمخمليين النفطيين العرب في تحطيم رمزية التجربة الناصرية في العقل والوجدان العربيين .
ومن الطبيعي أن يكون كل إنسان معادي للفكر القومي العربي مجرد إنسان أجوف فكريا , انفصامي يميل إلى الساحات الصفراء ساحات الحقد واليأس والغيرة والاكتئاب .

حتى الفرعونية المصرية , وهي وضعية تاريخية طبيعية في جغرافية أمة من أقدم وأعرق الأمم في الأرض , ليست هي الدافع الحقيقي لأمراض السيد أحمد منصور .
فالفرعونية ترى في الشعب المصري شعبا ذو خصائص حضارية عليا ثم يذهبون في طريق توظيفها خارج إطارها الصحيح كتراث إنساني إلى هوية مجتمعية .
في حين يرى السيد أحمد منصور في الشعب المصري عكس ذلك تماما يرى فيهم الهوية القومية العربية التي تثير عنده سعار مفهوم لبائس من قطيع أتباع أمريكا وإسرائيل .
والسيد احمد منصور عندما تحدث عن الشعب العربي في سوريا بهذه الطريقة عكس بصدق ووضوح رؤيته للشعب العربي في مصر , شعبه العظيم .
ولا مبرر لكلا الشعبين العربيين في سوريا ومصر من الإحساس بالإهانة على لسان تابع أو قفة .
هذا هو الرجل وهذه عقده وثقافته وإمكانياته .

المخملي النفطي السوري ..
الذي يتلطى على ناصية شارع في عتم ليله الانعزالي الذي لن ينتهي , ينتظر دبابة أمريكية لن تأتي أو طائرة إسرائيلية لن تقصف أو شيطانا أسطوريا لن يظهر لا من أعالي السماء ولا من أعماق الأرض .
يمكنك أن تستمر تبصق على ذاتك المنتهكة , ويمكنك أن تعوي كما تريد تلك لغتك التاريخية وستبقى , (ويمكنك أن تموت واقفا من البرد لن ينتبه لك أحد) .


8/4/2010


..