|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-04-2006, 10:22 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||||||||||||
|
دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
في التاسع من نيسان.. دمعة على خدّ الأسى يا بغداد!! سقوط القدس وسقوط بغداد .. بين حقبتين نايف ذوابه في مثل هذا اليوم الحزين سقطت بغداد تحت أقدام الصليبيين المحافظين الجدد، ولقد كان سقوطاً مجلجلاً يذكّر بسقوطها بيد هولاكو في التاسع من صفر سنة656هـ أو سقوط القدس بيد أحفاد المحافظين الجدد سنة492 حين خاضت الخيول بدماء الشيوخ والأطفال والنساء والآمنين العزل بعد أن أعطاهم أجداد بوش الأمان، ثم قتلوا سبعين ألف مستأمن في بيت المقدس؛ حيث لاذوا بحمى الله فانتهك أجداد بوش حرمة بيت الله وخفروا الذمة والعهد...!! سقوط بغداد لم يكن بأقل جللاً من سقوط القدس والجولان وسيناء عام 1967؛ لأن سقوط بغداد كان بعد مرحلة طويلة من التفريط والخنوع والتآمر على المنطقة، والدسّ عليها من الجار القريب قبل البعيد، ومن ذوي القربي قبل الغزاة الطامعين.. صحيح حين سقطت القدس 1967 لم تصدق العيون ما رأت، ولم تصدق الآذان ما سمعت، وهي التي كانت تنتظر أن تكتحل بمرأى حيفا ويافا واللد والرملة محررة، وأن تسمع النداء الجليل من مآذنها ومحاريبها...!! لكن الأمر يختلف؛ وحتى أكون واضحاً -على الرغم من الصدمة بسقوط قدس الأقداس- أقول: حين سقطت القدس لم يجرؤ أحد من الزعماء -بمن فيهم الذين تآمروا على فلسطين- أن يقول: نريد أن نصلح مع إسرائيل أو نتنازل عنها أوعن أيّ جزء منها لليهود مباشرة وجهاراً نهاراً، اللهم إلا ما كان من دعوة بورقيبة في مطلع الستينيات التي جوبهت بالاستنكار والغضب العارم في المنطقة؛ لأنها كانت دعوة غريبة على الأجواء التي كانت تعزف الأحداث عليها إيقاعها، بل اجتمع الزعماء في الخرطوم وأكدوا في المؤتمر مجاراة للرأي العام الغاضب الساخط لدى شعوبهم، والذي مازال ينبض بالحياة، ولم يقر بالاستسلام، فقالوا: لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات، وحاولوا أن يضمدوا جراح الناس، ويواسوهم باستئناف نشاط منظمة التحرير، وعلى رأسها منظمة فتح في تآمر جديد على القضية؛ لاستنزاف مشاعر الإخلاص عند الناس، واستنزاف الطاقات الشابة المخلصة التي كانت لا تزال تراودها أحلام العودة والتحرير، تحرير كامل التراب الفلسطيني.... حتى تنضج الظروف وتواتي للتنازل عن أرض فلسطين التي أبى خليفة المسلمين عبد الحميد -رحمه الله- أن يتنازل عن شبر واحد منها ليهود مادام على قيد الحياة، وصرخ في وجه هيرتزل: لن نسمح لكم بأن تشرحوا أجسادنا ونحن على قيد الحياة... ولكن إذا مُزقت الخلافة يوماً فستأخذونها بلا ثمن..!! وهكذا أخذوها بعد سقوط الخلافة على يد ربيبهم أتاتورك بلا ثمن... وهكذا كان، وغص القلب بالأحزان ولا يزال...!! كانت القوى الأجنبية والقوى المحلية تدرك أن ثمة طاقة وحيوية في النفوس، ولا بد أن يهدروها ليستنزفوا الطاقات والمشاعر حتى تصل الفريسة إلى حالة اليأس والاستسلام!! كانت المنطقة حين سقطت القدس -على الرغم من مرارة الفاجعة والصدمة- تمور بالغضب وتموج بتيارات المعارضة السياسية والقائلين: لا للخضوع، ولا للاستسلام، لن نهون.... بينما بعد ما سُمي بحركة تحرير الكويت صرح أحد الزعماء السياسين: أن هلموا إلى القضية الفلسطينية، مستنهضاً همم الأمريكان واليهود في النشاط السياسي لاستغلال حالة اليأس والقنوط والاستسلام التي أعقبت إخفاق صدام في ضم الكويت، وما اعترى المنطقة من حالة كفر بالوحدة والوحدويين، وشيوع المشاعر الإقليمية والوطنيات البغيضة... أنا ومن ورائي الطوفان...!! لم يكن الخامس من حزيران بأكثر أسى ووجعاً من التاسع من نيسان، في الأولى انسحبت الجيوش المظفرة قبل بداية المعركة، ولم تبق إلا حاميات قليلة، وعيّنات لذر الرماد في العيون، وسقطت القدس ولم تجد سوى ثمانية وعشرين أشم شهماً أبت كبرياؤهم، وأبى إخلاصهم أن يقول عنهم التاريخ إنهم سلموا القدس، فاختاروا الاستشهاد على أسوارها، واختاروا الموت بشرف على السلامة والعيش في عقدة الذنب وإسار الخزي والعار!!أما بغداد فكان سقوطها مختلفاً،صحيح أنها سقطت كما سقطت القدس والجولان بدون قتال وبشكل مذل ومهين، ولكنها سقطت بعد أن صدرت الأوامر للوحدات العراقية المقاتلة الرسمية والشعبية بالتخلي عن القتال، ودعوة الضباط والجنود إلى ترك أسلحتهم ومعداتهم والذهاب إلى بيوتهم...!! كنا نسمع من الجنود قبل سقوط القدس والجولان وسيناء يقولون لنا -وكنا حينئذ فتياناً يافعين- حين نسألهم: متى تبدأ المعركة الحاسمة؟ فيقولون: ماكو أوامر..!! ولقد سمعت بأم أذني -وقد كنت طفلاً في الثانية عشرة من عمري- الجندي يقول: بِدْنا نفضح اليهود أولاً عند الرأي العام الدولي، نريدهم أن يبدؤوا أولاً... هذه هي الثقافة التي كانت تشحن قياداتنا بها جنودنا لتضليلهم وتسويغ تخاذلهم وخيانتهم لله ورسوله!! سقوط بغداد جاء بعد مرحلة طويلة سادت فيها ثقافة الخيانة والعار، وأصبح لا يصل إلى رتبة إلاّ من ضمن ولاؤه للصنم، وتم استعراض ملفه، والاطمئنان إلى خلوه من النظافة والاستقامة والإخلاص واستقلال الشخصية!! لذلك كانت التعليمات لقطاعات الجيش العراقي واضحة ووقحة: اتركوا أسلحتكم ومعداتكم، واذهبوا إلى بيوتكم...!! بينما في سقوط قدس الأقداس لم تكن القيادات لتجرؤ على الإفصاح عن الخيانة، بل جرى دبلجتها وإخراجها، وكانت الجيوش في ذلك الوقت لا تخلو من رجال نظيفين مخلصين، لايمكن أن تجد لهم وجوداً الآن في هذه الأيام العصيبة في جيوشنا، بعد أن أصبح العسكري موظفاً ومرتشياً فاسداً، واندثر الجيل الذي كان يفهم العسكرية شرفاً وشجاعة.. كان سقوط بغداد تتويجاً لمرحلة من الأسى دخلت فيها المنطقة، بعد أن حط الكافر المستعمر رحاله، وأناخ، وأخذ يُذكّر أشباه الدول المحيطة بالعراق ألاّ ينسوا بأن الأمريكان قد أصبحوا جيراناً لهم، وقد أصبح هذا الجار بوسعه أن يكشف حرماتهم، وينتهك أستارهم، ويتلصص على غرف نومهم عن كثب، وبإمكانه أن يكشف حسبهم ونسبهم..!! هكذا خاطب باول المسؤولين الإيرانيين... كانت الأمة حين سقطت قدس الأقداس مازالت في قمة عنفوانها ورفضها، وحسبت أن ما وقع كان مجرد خطأ في الحسابات أو غلطة سرعان ما يجري تصويبها وتصحيحها، وأن السعي جارٍ على قدم وساق لإزالة آثار العدوان(كما كان يقول عبد الناصر) واستدراك الخلل الذي حصل، فكانت هناك مؤامرات جديدة لاستدراك المزحة أو الغلطة...!! أما سقوط بغداد فكان طعنة نجلاء وخاتمةً للأحزان، ونهاية للمسلسل الذي قام على التضليل والخداع وحملات التيئيس والدعوة إلى الاستسلام والرضا بقدر العدوان والنظام العالمي الجديد، ثم تشكيلة الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على الاستلاب الحضاري والتذويب للهوية الإسلامية للمنطقة. ولكن هل استكانت المنطقة لهم واستسلمت؟!! يتراءى ذلك للجبناء وجاهلي تاريخ المنطقة الذي يحكي صبرها الجميل، وجهادها الطويل لهذا الغازي مهما طال الزمان، ولقد ظل أجدادنا المجاهدون قرنين من الزمان يقارعون المحتل الصليبي حتى أخرجوه،ولم يخرج إلا على يد المسلمين حاملي رايات الجهاد وكان ذلك على يد المماليك.... وبالتأكيد هذا ما يقض مضجع عدونا الذي بدأ يعيد حساباته، ويود لو يتخلص من مأزقه بأي ثمن.
|
||||||||||||||
12-04-2006, 08:45 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||||||||||||
|
أما سقوط بغداد فكان طعنة نجلاء وخاتمةً للأحزان، ونهاية للمسلسل الذي قام على التضليل والخداع وحملات التيئيس والدعوة إلى الاستسلام والرضا بقدر العدوان والنظام العالمي الجديد، ثم تشكيلة الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على الاستلاب الحضاري والتذويب للهوية الإسلامية للمنطقة.
|
||||||||||||||
13-04-2006, 03:52 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
|
|||||
23-04-2006, 11:57 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||||||||||||
|
أخي ياسر حفظه الله
|
||||||||||||||
26-03-2007, 01:10 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||||||||||||
|
مشاركة: التاسع من نيسان.. دمعة على خد الأسى يا بغداد الرشيد!!
فعلا دمعة على خد الأسى يا بغداد ...
|
||||||||||||||
26-03-2007, 02:17 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
مشاركة: دمعة على خد الأسى يا بغداد الرشيد!!
الأساذ نايف:
|
|||||
09-04-2008, 04:03 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||||||||||||||||||||
|
مشاركة: دمعة على خد الأسى يا بغداد الرشيد!!
|
|||||||||||||||||||||||
10-04-2008, 01:07 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
مشاركة: دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
|
|||
10-04-2010, 04:48 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||||||||||||
|
رد: دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
في الذكرى السابعة لسقوط بغداد .. ما زال الجرح متعفنا ويتعذر على الطبيب علاجه ..
|
||||||||||||||
10-04-2010, 07:15 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
الأستاذ نايف ذوابة : شكرا ً على التذكرة وأسلوبك الراقي وعاطفتك الحارة وغيرتك على دينك وبلاد |
|||
10-04-2010, 08:38 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
بغداد والقدس علامتان جميلتان في تاريخنا |
|||
10-04-2010, 09:23 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: دمعة على خد الأسى يا بغداد !!
بسم الله الرحمن الرحيم أستاذنا الفاضل نايف ذؤابة كم هو صعب أن نتجرع غصة سقوط الأوطان تباعا .. ولا حيلة لنا سوى ضرب الكف بالكف جزعا وحسرة ..ونحن نتأمل جراحات إخواننا وهي تنزف على الملأ ..ودموع الثكالى تسقي التراب صباح مساء ولا مجيب سوى صوت الرصاص ودوي القنابل الذي سرق الربيع من أكمام الصبا لتلبس صباحات الأعياد خريفا لا شمس فيه تبشر بشروق جديد آه بغداد ..! ! وأي فرحة تنسي مقصلة ترتوي من أعناق الشرفاء .. ومهزلة يدفع ثمنها الأوفياء الذين لا ذنب لهم سوى التشبث بتراب ظنوا أنهم لا محالة مطهروه بالزند والزناد نِعم الذكرى وقعتها لنا .. ونعم المتذكر أنت سيدي عافاك الله وجعلك خير من يبعثر بيننا عبَرات الأوطان الراعفة لنمسحها بيد وجلة ..لاحيلة لها سوى حرف سئم تخليد الجراح على ناصية القوافي تحياتي مع عظيم تقديري |
|||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سارة ونافذة الآخر .... كاملة | احمد النوباني | منتدى القصة القصيرة | 23 | 02-05-2008 09:35 PM |
أقوال الأئمة الكبار في مسألة الأسماء والصفات | محمد التميمي | المنتدى الإسلامي | 5 | 22-03-2008 12:23 AM |
المؤامرة | ربيع عبد الرحمن | منتدى أدب الطفل | 1 | 19-03-2008 03:35 AM |
فلسطين لكي لا ننسى ( قرى الرملة المهجرة ) | اسراء عواوده | منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية | 2 | 02-01-2008 09:20 PM |
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى | محمد جاد الزغبي | المنتدى الإسلامي | 2 | 05-10-2007 04:16 AM |