الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2011, 12:10 PM   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

هذه سيرة سياسية لنظام فاسد، قام على ما تفرزه أعواد المشانق وأحبالها..
وليست قصصا أدبية
أما آن له أن يعي أن العالم قد تغير..
والأكثر أهمية من ذلك: أن الشعب قد تغير..
وأن ما كان ينفعه بالأمس، لن يكون اليوم إلا سببا في قذفه نحو مزابل التاريخ...؟؟!!

أرى أن مكانها في المنتدى السياسي..
فهي قصص تنقل أحداثاً واقعية..







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:45 PM   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

الأستاذ الفاضل محمد صوانة , أشكرك على تعليقاتك الصادقة , هذه هي حقيقة هذا النظام الذي حكمنا

هذا مستواه , ولكن الله شاء أن يفضحه أمام العالم كله , بجرائمه القديمة على يد حافظ الأسد والحديثة على يد

أولاده , ومن شابه أباه فما ظلم .

لي طلب صغير ممن له الصلاحية , أرجو تثبيت هذه القصص الحقيقية ليقرأها كل الناس , واحترامي لكم وتقديري

على ما تبذلونه من جهد ومشاعر نحو أخوتكم في العروبة والإسلام .







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:49 PM   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

20 آذار :

علاج مرضى السل مستمر، وجولات الدكتور سمير الذي قام بالعلاج أيضاً مستمرة، مرّ شهران كاملان لكن الاصابات في تزايد مستمر، وصل الرقم الى ألف وثلاثمائة إصابة في السجن حسب ما قال الدكتور سمير، الوفيات قليلة جداً.

كان الجميع هنا يعزي معالجة التهاب السحايا ومرض السل الى فضل طبيب السجن، الجميع يشيد بانسانيته وذلك حتى عشرين يوماً خلت، حيث وردت رسالة "مورس" مؤلفة من بضع كلمات:
" طبيب السجن قتل اثنين من زملاء دفعته. "
الرسالة واردة من المهجع السابع، بعد ثلاثة أيام وردت رسالة اخرى:
" طبيب السجن قتل ثلاثة من زملاء دفعته. "
الرسالة واردة من المهجع الرابع والعشرين.
أبو حسين، وهو شخص ديناميكي جداً بالاضافة الى انه ذكي، احس بالخطر، فدعا الطبيبن زملاء دفعة طبيب السجن لعنده، تحدث واياهما مطولا، سألهما عن أشياء كثيرة، كانت لديه خشية كبيرة من أن يقوم طبيب السجن بقتل كافة زملاء دفعته ومنهم هذان الطبيبان، استخدم أبو حسين كل لباقته ودهائه كيلا يدخل الخوف الى قلبيهما، وفي الوقت نفسه كان لا يريد أن يكذب عليهما. الحديث كان طويلا جداً، وأهم ما فيه قول أبو حسين لهما:
- أنا لا أريد أن أهون المسألة وأكذب عليكما، يبدو أن زميلكما قد بدأ هناك ومن المحتمل أن ينتهي هنا، - وأرجوا من الله أن يكون ظني خاطئاً - ولكن قد يكون دوركما قادماً - لا سمح الله - ، والآن هل استطيع أنا أو غيري أن نفعل شيئاً؟.
سكت الطبيبان قليلاً ثم تناوبا على الحديث بعد ذلك:
- ليس بيدك أو بيدنا يا أبو حسين إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وستأتي ساعة نقف فيها جميعا بين يدي الله، و يا ويله من تلك الساعة.
- ولكن قولا لي لماذا يفعل هذا؟ هل هو ينتقم؟ وممن؟.
- والله يا أبو حسين لا نعرف الكثير عنه، ما نعرفه ويعرفه جميع زملائنا أنه أتى الى الجامعة وكان فقيرا جداً، كان ريفيا بسيطا وخجولا، قد يكون زملاؤه أبناء المدينة قد تعاملوا معه بفوقية، وبعضُ منهم عامله باحتقار، عرف الجميع أنه من عشيرة الرئيس وهو لم يكن يخفي هذا، كان يدرس الطب على نفقة الدولة، قيل إنه كان يعمل مخبرا لدى الجهات الأمنية، كل أبناء المدينة تجنبوه، والقصة التي لها بعض المعنى في هذا المضوع هو حبه لزميلة من زميلاتنا من بنات المدينة، بقي حتى السنة الثالثة في الجامعة يحبها بصمت، لا يجرؤ على الاقتراب منها أو مصارحتها، في السنة الثالثة انتهز فرصة انفراده بها بأحد المخابر، أمسك يدها وصارحها بحبه، قال إنه يعبدها ... وإنه.... وإنه.
الفتاة وهي من عائلة مدينية محافظة عرفت بالغنى والقوة، كانت ردة فعلها عنيفة جداً، وقد تكون هي السبب في كل ما يحدث ، صدته باحتقار واشمئزاز، اشتكت الى عمادة الكلية، ثم أخبرت أهلها بما حدث.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:51 PM   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

عوقب من قبل الجامعة، ولكن ردة فعل الأهل كانت أعنف، ثلاثة من أخوة الطالبة ظلوا يتجولون في أرجاء الكلية بصحبة أختهم مدة ثلاثة أيام، وكان واضحا للجميع أنهم يخفون أسلحة تحت ثيابهم، كانوا يبحثون عنه وبنيّتهم قتله، هكذا قالت الطالبة فيما بعد، لكنه لم يكن موجوداً، لقد اختفى ولم يعد يحضر الى الكلية.
بعد أسبوع حضرالى الكلية وكأن شيئا لم يكن. إخوة الطالبة انسحبوا. عقوبة الإدارة ألغيت.
- راح جاب قرايبه المخابرات، ودخّل وساطات، باس الأيادي حتى عفا عنه أهلي.
هكذا راحت الطالبة تشرح الأمر للآخرين.
تابع دراسته منزوياً لايختلط مع أحد إلا طالباً أو طالبين من منطقته، الكل كان يعامله بعدها باحتقار، وبعض زملائنا الطلاب كانوا أحياناً يسلقونه بتعليقاتهم اللاذعة.
- لكن ... اقسم بالله يا اخي ابو حسين , نحن هذه المجموعة لم نكن ننتبه لهذه الامور لا من قريب ولا من بعيد , كنا في صف واحد أكثر من خمسة وعشرين شاباً مؤمناً بالله نحضر بعد الدوام دروسا دينية في المسجد، ولهذا السبب نحن هنا الان، كم من الاخوة قبض عليه وكم منهم نجا، لست أدري ... كان الله في عون الجميع.
- هم م ... قلت لنفسي إنه قد يكون في الامر امرأة. إن هذا الشخص يشعر بالعار، ولكن هل اذا قتل شهود عاره، يمحي هذا العار ؟... غبي ...
ولكني إعتقد أن هذا السبب على قوته لايكفي! أعتقد ان هناك سبباً اخرَ لا يعرفه احد!
اليوم في 20 آذار، قبل عيد الربيع بيوم واحد، كان موعد هذين الطبيبين مع زميلهما.
أخرج عناصر الشرطة الطبيبين وأغلقوا الباب، أسرعت الى بطانيتي والثقب، رايت الطبيبين يسوقهما عناصر الشرطة إلى أمام طبيب السجن الذي يقف على مبعدة أربعة او خمسة أمتار من المهجع. يقف الطبيب عاقداً يديه على صدره وهو يبتسم. رحب بهما: أهلاً وسهلاً، ثم التفت الى عناصر الشرطة وأمرهما:
- روحوا خلوكم جانب البلديات.
في وسط الساحة سبع من البلديات العمالقة. وقف عناصر الشرطة بالقرب منهم، اسمع الحديث بصعوبة، قال طبيب السجن:
- ايه ... هلق عم تقولوا لحالكم : سبحان مغير الاحوال ... طيب وانا كمان بقول هيك ... بدي اطلب منكم طلب، مين منكم بدو يجوزني اختوه ؟ .
لم يجب الطبيبان بشيء، رأساهما منكسان قليلاً، تابع طبيب السجن:
- ليش ساكتين؟! ... شو يا عدنان ... أنا عم أخطب اختك على سنة الله ورسوله، الزواج عيب شي؟.
- بس انا ما عندي اخت، والحمد لله.
هنا قال طبيب السجن لعدنان شيئاًً لم اسمعه. سادت فترة صمت ثم التفت الى الطبيب الآخر، وقال :
- طيب ... وأنت يا زميل سليم كمان ما عندك أخت؟.
- نعم ... عندي أخت.
- طيب خطبني اياها على سنة الله ورسوله.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:54 PM   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

- الزواج قسمة ونصيب، ونحن هلق بوضع ما بيسمح بنقاش هيك أمور، وأولاً وأخيراً أنا ماني ولي أمرها.
- هذا أسلوب تهرب ...
اقترب منه وبصوت أقوى:
- وإلا شايف انه نحن مو قد المقام، انتو ناس أغنياء وأكابر، نحن فلاحين، مو هيك؟
اقترب منه ولوح بيده أمام وجهه وبصوت حاد صاح وهو يصر على أسنانه:
- ولك شوف ... افتح عيونك وطلع لهون، شايف هذا البوط، بوطي أحسن منك ومن أختك وأهلك و كل عشيرتك وطايفتك ... ولا كلب.
ثم التفت الى حيث البلديات وصاح:
- بلديات... تعوا لهون ولاك... خذوهم عـ نص الساحة.
سحب البلديات الطبيبين. ومشى وراءهم وهو يصيح:
- هدول ناس أكابر ... يعني فوق ... فوق، وهلق نحن بدنا نطالعهم كمان لفوق أكثر وأكثر ... يالله لشوف.
في منتصف الساحة كنت أرى ولا أسمع، استلقى عدنان على ظهره وأمسك به سبعة من البلديات، من الرجلين، اليدين، الخاصرتين، ومن تحت الرأس. إنها عقوبة المظلة. والمظلة عقوبة تعني واحداً من ثلاثة أشياء: إما كسور مختلفة في سائر أنحاء الجسم وعلى الأغلب في الحوض، وإما شلل دائم عندما يكون الكسر في العمود الفقري، أو الموت وهو الاحتمال الثالث خاصة عندما يسبق الرأس الجسم في النزول، وغالبا هذا يحدث عندما يكون عنصر البلديات الممسك بالرأس أقل قوة من الآخرين.
رفع البلديات عدنان، وجهه الى السماء، ظهره مواز للأرض الاسفلتية، أرجحوه قليلاً ثم بصوت عال:
- يالله .. واحد ... اثنين ...ثلاثة.
وقذفوه الى الأعلى، ثم خبطة قوية على الأرض، لم يتحرك عدنان بعد أن صرخ صرخة ألم رهيبة.
انتظر طبيب السجن قليلا، أشعل لفافة تبغ وظهره لعدنان والآخرين، كان ينظر باتجاه باب مهجعنا، عبّ نفسا من اللفافة وزفره، التفت وأشار للبلديات الذين تقدموا ورفعوا عدنان مرة أخرى و ... واحد ... اثنين ... ثلاثة، هذه المرة لم تصدر أية صرخة.
أشار لسليم اشارة وهو يتكلم كلاماً لم أسمعه، اقترب سليم وانحنى فوق عدنان، وقف وقال كلاماً لطبيب السجن الذي انتفض وصفعه على وجهه صفعة سمعت صوتها وأنا جالس داخل المهجع ... وبدأ يصرخ ويشير بيديه.
تكرر نفس الأمر مع سليم.
تركوهما وسط الساحة في حالة استلقاء أبدي. غادر طبيبُ السجن، يحيط بهموكبه، الساحةَ.
مجموع ما قتله طبيب السجن من زملاء دفعته أربعة عشر طبيباً.
إذا كان بعض هؤلاء الأطباء أو أحدهم يعرف الأسباب التي دفعت زميلهم إلى قتلهم فإنه أخذ السر معه الى القبر، لأن القاتل لن يتكلم. وظل الأمر داخل السجن في إطار التكهنات ... فلا أحد يعرف السر الحقيقي.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:56 PM   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

6 ايار :

الدكتور سمير ومن خلال جولاته الطويلة داخل السجن استطاع أن يحقق بعض الأمور التي لم يحققها غيره، عرف تقسيمات السجن وتوزع ساحاته ومهاجعه، أصبح لديه كم هائل من المعلومات عن نزلاء كل مهجع، ينقل الأخبار بين المهاجع، فقد يكون هناك مجموعة من الإخوة من عائلة واحدة اعتقلوا سوية ولم يعد أحدهم يعرف عن الآخر شيئاً، يقوم هو بالسؤال عنهم وتطمين بعضهم ان الاخرين موجودون في المهجع كذا وكذا.
أهم أمر حققه انه نال امتياز التكلم مع الشرطة وهو مفتوح العينين، فنتيجة للاحتكاك الدائم تعود الشرطة ان يبدأهم هو بالحديث وهذا غير ممكن للآخرين.

الاثنين الماضي جاءت الهليوكوبتر، دخلت هيئة المحكمة الميدانية الى الغرفة المخصصة لها، سلمت اللائحتين إلى إدارة السجن، لائحة الذين سيحاكمون ولائحة الإعدام.
جلست أمام الثقب مغطى بالبطانية أتلصص على الشرطة وعملية الاعدام التي أصبحت روتينية بالنسبة لي، كالعادة حضر السجناء الذين سيتم تنفيذ حكم الإعدام بهم، تمت كل الاجراءات المعتادة، جهزت المشانق، البلديات جاهزون، وضعوا اول مجموعة ثمانية اشخاص تحت المشانق، لم يبق إلا انزال المشنقة والحبل، عندها صاح احد الذين لم يلصق فمهم بعد وكان الشرطي واقفاً امامه واللاصق بيده:
- ياسيدي ... دخيلك، نحن لسه ما تحاكمنا.
انهال عليه الشرطة بالضرب والشتائم، فلا يجوز له ان يبدأهم الكلام، ولكن صيحته وصلت الى المساعد الواقف عند آخر مشنقة، قال:
- اتركوه ... اتركوه.
ثم اقترب من السجين وسأله:
- شو عم تقول .. ولا؟
- ياسيدي نحن مانا محكمومين، لسه ما رحنا عـ المحكمة.
- شو ها الحكي !!.
التفت المساعد إلى الرقيب المسؤول. طلب منه اللائحة. تبين ان هناك خطأ ادارياً بسيطاً، لقد اخطأ الرقباء فأخذوا السجناء الذين من المفترض أن يعدموا الى المحكمة، وجلبوا الاشخاص الذين من المفترض أن يذهبوا الى المحكمة ليتم إعدامهم.
كل السجناء الذين جلبوا امام المشانق يعرفون انهم هنا بطريق الخطأ، ولكن لم يتجرأ إلا شخص واحد على تنبيه الشرطة على هذا الخطأ.
وبّخ المساعد الرقيب وتم اصلاح الخطأ.
بعد شهر تقريباً من مقتل الطبيبن عادل وسليم، عاد الدكتور سمير من جولته العلاجية، دخل المهجع، السلام عليكم، وقف قليلاً ثم جلس عند ابو حسين، بعد الاحاديث المعتادة قال ابو حسين:
- شو دكتور ؟... انا شايف انه عندك حكي.
- ايه والله ياابو حسين ... بدي نصيحتك.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 12:59 PM   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

شرح الدكتور لابو حسين ان لا نتائج ملموسة لكل العمل الذي يقوم به، ومع كل يوم جديد يتفاقم وضع مرضى السل اكثر فأكثر، "أنا كمن يحرث الماء"، وأن الدواء وحده لايكفي، فالغذاء الذي يتناوله المريض شيء اساسي، و:
- متل مانك شايف ياابو حسين ... الناس جوعانه، واذا ما تحسن الاكل بالسجن، مستحيل حدا يطيب من هالمرض، بالعكس المرض بدو يشتد اكتر، وعدد المرضى بدو يزيد. وانه يفكر جدياً بأن يطلب اعفاءه من هذا العمل.
امتد النقاش طويلاً، شارك فيه اخرون، اخيراً ختم ابو حسين النقاش مذكراً الدكتور سمير بواجبه امام الله وواجبه الانساني طالباً منه أن يجعل من يأسه منطلقاً لتحسين الشروط، عندها سأله الدكتور:
- وكيف بدي اعمل ؟
- اطلب طبيب السجن، اشرح له الأمر، وطالبه بتحسين الطعام.
- طبيب السجن ؟! هذا ... الجلاد!.
- نعم .. هذا الجلاد، انت اعمل اللي عليك واترك الباقي على الله.
في صباح اليوم التالي ، كالمعتاد فتح الشرطة والبلديات الباب وهم محملون بالادوية ، لم يخرج الدكتور وقال للرقيب :
- قبل الجولة ... لازم شوف طبيب السجن ... ضروري .
بعد قليل حضر طبيب السجن ، شرح له الدكتور سمير الأمر بلغة الاطباء ، وأنهى حديثه إلى نتيجة ان لا جدوى من العلاج كله اذا بقيت الشروط الغذائية كما هي عليه الان ، رد طبيب السجن :
- اترك لي موضوع الطعام شي يومين.. ثلاثة ، وروح انت تابع العلاج مثل العادة .
الزائد أخو الناقص !.
بعد أسبوع من هذه المحادثة فتح الشرطة الباب لادخال الفطور، واذا بتلٍ من الخبز والبيض المسلوق، أدخل الفدائيون الطعام، وزعوه، نصيب الشخص الواحد سبعة ارغفة مع خمس بيضات مسلوقات ... من سيأكل كل هذا ؟.
نبه الاطباء الى ضرورة الاعتدال بالأكل، لانه بعد كل هذا الجوع لايجوز للبطن ان يمتلئ كثيراً.
استمر الجوع عاماً كاملاً تقريباً، اسماه السجناء " سنة الجوع "، وهي سنة غيرت الناس كثيراً، وانأ أيضا تغيرت، وهذا التغيير أحسه جلياً من الداخل، بعد مضي الأسابيع الأولى من سنة الجوع، أصبح الأمر عادياً، أن تكون جائعاً أمر طبيعي لم يعد يستلزم الكثير من التفكير، ولكن مع تناقص وزن الجسد كلن يتامى داخلي إحساس عميق بالصفاء والنقاء.
اذكر أنني في بواكير المراهقة أخذ إحساسي بالجسد الإنساني عموماً وجسدي خصوصاً يكبر شيئاً فشيئاً، ومن همسات رفاق المدرسة والشارع تعلمت كيف أصل إلى انفجار اللذة الذي يعصف بالجسد كاملاً.
دخلت الحمام في منزلنا وقمت بتطبيق ما تعلمته من رفاقي ، كدت أصاب بالإغماء لذةً وخوفاً ودهشة، ولكن بعد مضي دقائق قليلة تلبسني إحساس بالإثم، إحساس بالتلوث، فقدت طهارتي ونقائي الى الأبد.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 01:02 PM   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

منذ ذلك الحين لازمني هذا الإحساس كظلي، إلى أن مررت بسنة الجوع والتي خلالها كنت اشعر أن هذا التلوث.. هذا الدنس قد بدأيزول تدريجياً، وانني اعود الى بساطة وبراءة الطفولة.
" اكثر ما امضني واحرقني هو عدم قدرتي على مشاركة أي انسان بما احسه واشعره، كان شعوري بعودة النقاء فرحاً رافق عذابات الجوع ".
حتى أحلامي تغيرت، أحلام اليقظة والتي كانت قبل سنة الجوع منصبة كلها تقريباً على المرأة، تغيرت وانصبت بمعظمها خلال هذه السنة على الطعام، الطبخات التي كنت احبها، ابتكرت بعض الطبخات، احلم بوجبة مليئة باللحوم والدسم ... وإذا كنت استطيع معالجة الحاجات التي تخلفها احلام اليقظة الجنسية، فانني لم استطع معالجة الحاجات التي خلفتها أحلام اليقظة الطعامية!.
اصبح الدكتور سمير بطلاً على مستوى السجن كله، ولكنه بتواضع اصيل قال لابو حسين:
- الفضل كله الك يا أبو حسين.
اليوم اجروا لي فحصاً، فتأكد خلوي من مرض السل.

14 تموز :

خلال الفترة الماضية تمت السيطرة على مرض السل بنجاح لابأس به ، الوفيات بسببه توقفت ، يقدر الدكتور سمير ان هناك حوالي الفي شخص يعالجون من هذا المرض ، أصبح هناك طبيب اخر يساعده في جولاته .
الطعام أصبح مشكلة كبيرة ، في الأيام الأولى من وفرة الطعام أخذ السجناء يحاولون تخزين مايمكن تخزينه خوفاً من العودة الى ايام الجوع ، ولكن تدفق الطعام استمر بمعدل يزيد عن حاجة او قدرة الانسان على الاكل بضعفين او ثلاثة اضعاف ، لم يبق فراغ في المهجع الذي هو مكتظ اصلاً الا وخزن فيه السجناء الخبز اليابس ، حتى اصبحت الحركة صعبة داخل المهجع ، ثم استحالت .
" في هذا السجن لايوجد قمامة ، ممنوع منعاً باتاً اخراج أي قمامة من أي مهجع " .
اشتكى السجناء لابو حسين :
- يا ابو حسين ... لاقي لنا حل ، شوف المساعد بلكي ياخدوا من عندنا بس الخبز اليابس.
ابو حسين طلب من الدكتور سمير ان يتحدث بالموضوع مع المساعد فقال سمير له في نفس اليوم :
- ياسيدي ... صار في عندنا خبز يابس كتير ... بلكي سيادتك تسمح للسجناء يطالعوه برات المهجع ، لانه زائد عن حاجتنا ... وممكن غيرنا يستفيد منه ... اذا في حولكم اغنام ... هذا ممكن يصير علف جيد للاغنام .
جاء رد المساعد حاسماً :
- شو دكتور !!... شايفك صرت عم تتمدمد اكتر من اللازم !.. شو شايفنا رعيان غنم !؟ بعدين نظام السجن واضح وصريح : ممنوع يطلع من المهاجع ولا ذرة زبالة . هذا اولاً ، اما ثانياً : انتو يللي طلبتوا نزيد الاكل ... زدناه ، وهلق كل شي موجود في المهجع لازم تاكلوه .
احتدم النقاش في المهجع. المكان ضاق، الخبز اليابس جلب معه قطعاناً جرارة من النمل والصراصير والجرذان.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 01:05 PM   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

كان السؤال كيف نسطيع التخلص من كل هذا الخبز ؟... وجاء الحل من عند ابو حسين:
- ياشباب ... خلونا نختصر، انا برأي ما في غير حل واحد، ننقع هذا الخبز بالماء وعلى دفعات، بعدين نمرسه حتى يصير سائل بعدين نصرفه عن طريق المراحيض.
وقامت قيامة المهجع :
- هذا حرام ... هذا كفر ... نعمة الله نلقيها بالمرحاض !!.
- هذا ما بيجوز من الله ... ياما احلى سنة الجوع !!.
- ايه والله صحيح ... ايه يكون طول سنة الجوع عشر سنين احسن من انه الواحد يكب الخبز بجورة المرحاض !!.
- يالطيف ... يالطيف وين وصلنا !!.
خلال السنوات الماضية وحتى قبل سنة الجوع كنت ألاحظ الاحترام الكبير الذي يعاملون الخبز فيه، كان واحدهم حريصاً جداً على ألا يوقع اية قطعة خبز على الارض، وإذا صدف وأن رأى قطعة خبز مرمية على الارض فإنه يرفعها باحترام ، ينفضها ثم يقبلها ثم يضعها على جبينه، اما ان يأكلها او يضعها في مكان عال ٍ ، فللخبز عندهم مكانة القداسة ، والآن يتجرأ ابو حسين ويقترح ان يرموا الخبز في المرحاض ، وهاج الناس هياجاً شديداً.
" للحقيقة فان الحل الذي اقترحه ابو حسين كان قد ورد الى ذهني وانا استمع الى نقاشاتهم، وبعد ان رأيت الهياج الذي عم المهجع، قلت الحمد لله اني ممنوع من الكلام، فلو انني كنت الذي قدم هذا الاقتراح لقتلوني حتماً ".
قابل ابو حسين هياجهم بهدوء شديد ، جلس مكانه ، لم يجادل ، لم يتكلم وتركهم يوماً اخر.
كل يوم يعني حوالي ألف رغيف خبز زيادة ، صار الجميع يمشي بين تلال من الخبز ، الوصول الى المغاسل او المرحاض أضحى صعباً جداً ، وأعيد فتح النقاش في اليوم التالي فلم يشارك فيه ابو حسين ، في الوقت الذي كان الجميع ينتظرون رأيه ومساهمته ، ضاق الناس ذرعاً بسكوته فتوجه اليه احدهم بالكلام ، قال :
- ايه ابو حسين ... شايفك ساكت ، ما الك رأي بالموضوع وانت رئيس المهجع ؟.
- طبعاً الي رأي ! لكن قبل كل شي لازم احكي شوي مع المشايخ ، ياريت الشيخ فلان ... والشيخ فلان ... يتفضلوا لعندي شوي.
عدد اسماء خمسة مشايخ كانوا في الحقيقة يمثلون الاتجاهات والتحزبات الموجودة في المهجع ، وكنت قد اصبحت أعرفها جيداً من خلال تلصصي الدائم ، كل واحد منهم هو الاكثر علماً واحتراماً في جماعته .
تكلم ابو حسين مطولاً ، بدأ حديثه بسرد مجموعة من ايات القرآن واحاديث النبي محمد ، ثم وصف الواقع والمخاطر ... أنهى حديثه قائلاً :
- نعم ... كلنا نعرف أن هذا نعمة من عند الله يجب احترامها ، لكن يجب ان لا ننسى ان الانسان اهم ، الانسان مخلوق على صورة الله ولذلك هو اعلى قيمة من أي شيء آخر على وجه البسيطة ، ولقد كرمنا بني آدم ... ثم الم يعلمنا ديننا ان " الضرورات تبيح المحظورات ؟ " .







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 01:08 PM   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

كان منطقه مفحماً ، ان هذا الرجل ثعلب ، ذو شخصية قيادية هائلة ، سكت قليلاً وعاد يتكلم :
- واخيراً يا أفاضل ... شو بنحسن نساوي ؟... مثل ما بقول المثل: كعكة بخمسة !! هذي النعمة ، اما نطالعها لبرات المهجع ، وهذا مستحيل ، أو بناكلها كلها ، وهذا كمان مستحيل ، أو إنه نصرفها عن طريق المرحاض ، ولا تنسوا إنه المرحاض هو المنفذ الوحيد النا هون على هـ الارض .
سأله احد المشايخ :
- ايه طيب ... شو المطلوب منا نحن يا ابو حسين ؟.
- فتوى... انتو مشايخ هذا المهجع ، هلق تجتمعوا وبطالعوا فتوى ، موبس لهذا المهجع ، فتوى لكل المهاجع .
وصدرت فتوى بأغلبية اربعة ضد واحد ، عممت الفتوى على السجن بكامله ، نظم مهجعنا طريقة التخلص من الأكل الزائد ، كل يوم عشرون شخصاً دورياً مهمتهم الوحيدة : نقع الخبز ، مرسه ، تصريفه في المرحاض ، هو وكل المواد الأخرى ، الرز والبرغل والبطاطا والبيض .
حدثت أزمة من نوع أخر ولكنها اخف، أصبح على الشخص أن ينتظر مدة طويلة حتى يأتي دوره في الدخول إلى المرحاض لقضاء الحاجة !.
29 أيلول :
عاد يوسف " مجنون القائد " لزيارتي ، لقد تحسن وضعي في المهجع قليلاً منذ شهر تقريباً ، خفت ممانعتهم له عن زيارتي .
استيقظت في الصباح الباكر قبل موعد الاستيقاظ العادي بساعة او ساعتين على أنين رجل يتألم بشدة. انه جاري في الفراش، كان يضع يده على بطنه وهو يتلوى ألماً، يحاول جاهداً أن يكتم أنّات ألمه، نظرت حولي... أنا الوحيد الذي أستيقظ على أنينه ، نظر الي مباشرة ، هي المرة الأولى التي تلتقي فيها أعيننا ، نظرته تحتوي على نداء استغاثة لرجل يتألم بشدة ، رغبتي بمساعدته شديدة ، ولكن كيف ؟!... تلفتُّ حولي حائراً، ورغم انه كان قد ترك مسافة أكثر من خمسة وعشرين سنتمتراً بين فراشي وفراشه إلا انه كان قريباً جداً، هممت أن أسأله عما به وماذا يريد، لكن لم أعرف كيف افعل ذلك !، وبنفس الوقت أشاح بوجهه الي الطرف الأخر ، دقائق كانت طويلة ... استيقظ العديد من السجناء ، اقتربوا منه ، طلب منهم أن يأتوه بطبيب ، حضر أحد الأطباء استفسر منه وسأله وهو يفحصه عما به:
- مغص ... مغص شديد يادكتور ... مصاريني عم تتقطع، ألم ما بينطاق ... راح موت يا دكتور!!.
خلال ساعة اجتمع ثلاثة من الاطباء عند ابو حسين رئيس المهجع :
- التهاب حاد بالزائدة الدودية، لا نعرف الزمن الذي يمكن أن تنفجر فيه، إذا لم يتم إسعافه سريعاً واجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة فهي حتماً ستنفجر وسيموت المريض.
نظر ابو حسين الى الأطباء، التفت الى المريض ... تساءل وكأنه يحادث نفسه :
- ايه ... والحل ؟ ... لازم نلاقي حل ... أظن ما في غير حل واحد ... منشان شيل خطيته من رقبتي! ... ندق الباب ونطلب طبيب السجن، هذا كل شيء اقدر اساويه ... بس ياهل ترى رح يردوا علينا ؟... ولك خلينا ندق الباب ويللي بدو يصير يصير !!... هي موتة وحدة !... وأكتر من القرد ما مسخ الله !... شو رأيكم بهالحكي؟.
- متل ما بدك يا ابو حسين.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 01:10 PM   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

دق ابو حسين الباب، الشرطة والبلديات في الساحة يوزعون طعام الافطار، جاء صوت الرقيب " ابو شحاطة ":
- مين هـ الكلب يللي عم يدق الباب ؟.
أخبره أبو حسين برقم المهجع، وان الدكتور سمير يريد طبيب السجن لأمر هام.
فوجئ الدكتور سمير بذلك لكنه وقف إلى جانب ابو حسين بانتظار طبيب السجن، قال أبو حسين لسمير:
- والله يا دكتور ... كيف طلع اسمك معي مابعرف !!... يجوز إلهام من الله، وانت صاروا يعرفوك ويجوز يسمعوا منك.
كان مرض السل في اواخره ولا زال الدكتور سمير يتابع علاج عشرات الحالات التي أسماها مستعصية، ولذلك فهو على احتكاك دائم مع الشرطة.
استغرق مجئ الطبيب اكثر من ساعة لأن الوقت لازال مبكراً، جاري يعتصر من الألم ويحاول كبح أنّاته، فتح الباب وظهر أمامه الطبيب والمساعد وبعض الشرطة، سأل الطبيب الدكتور سمير عن سبب استدعائه، شرح له سمير الأمر، لكن طبيب السجن لم يتكلم ابداً، أدار ظهره ومشى، المساعد رمق سمير بنظرة طويلة وقال:
- مشان زائدة دودية عملتوا كل هـ الضجة ؟!... صحيح هـ الكلب معه زائدة بس انت معك ناقصة، وأنا من زمان حاسس إنك ما تنعطى وجه ... طلاع لبره.
خرج الدكتور سمير الى خارج المهجع ، وخاطب المساعد أبو حسين:
- مين دق الباب ... ولا خرى؟
- انا يا سيدي دقيت الباب.
- طلاع لبره كمان يا كلب ... يا ابن الكلاب.
خرج ابو حسين ايضاً واغلق الباب، نصف ساعة كنا نسمع صراخهما، ومع مجئ الهليوكوبتر توقف الضرب وادخلوهما المهجع.
- مشان الله يادكتور لا تواخذني !... انا سببتلك هـ العقوبة، انا يللي ورطتك.
ضحك الدكتور سمير وهو يحجل في مشيته، ربت على كتف ابو حسين:
- بسيطة ابو حسين بسيطة ... هنن كم كرباج !... راح سجلن دين عليك واستوفيهن انشاء الله بره ... يعني قدام ام حسين، المهم هلق شو بدنا نساوي بالمريض؟.
طرح هذا السؤال على مستوى المهجع كله، كثرت الاقتراحات، كثرت التعليقات والتساؤلات:
- العمى ... بدي افهم !... ليش عالجونا من السل، وما بعالجونا من الزائدة الدودية؟.
- يا اخي ... لازم نفهمها منيح ... الزائدة شخص واحد، يعني فراطة، اذا مات ما بتفرق معهم، أما السل جماعي ، يعني جملة، اذا ماتوا كل الناس هون هذا مو من مصلحة هـ الحكومة بنت الكلب لانه نحن مثل الرهائن عندها، تضغط على الناس يللي بره بهالرهائن.







 
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2011, 01:13 PM   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
عبدالله الحلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالله الحلبي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالله الحلبي غير متصل


افتراضي رد: هذا ما يحدث في سجون سوريا

- لم يدم النقاش والحوار اكثر من عشردقائق، تقدم خلالها طبيب كهل اشيب الشعر وسيم القسمات، عيناه صغيرتان براقتان، جلس على فراش ابو حسين، قال:
- تعرف يا ابو حسين اني طبيب جرّاح، انا بحسن هلق ساوي عملية جراحية للمريض بستأصل الزائدة فيها، لكن يلزمني بعض الاشياء، وكمان لازم المريض يقول قدام الناس كلها إن العملية على مسؤوليته هو.
دون أن يجيب ابو حسين أمسك يد الطبيب وسحبه إلى عند المريض، انتقلا من يساري الى يميني، جلسا الى جانبه، قال أبو حسين للطبيب:
- احكي له، شو بدك منه.
- شوف يا اخي، راح كون صريح معك، انت معك التهاب حاد بالزائدة الدودية، وخلال فترة بسيطة اذا ما ساوينا عملية جراحية راح تنفجر وتموت، في عندنا فرصة نساويلك عملية جراحية، لكن بهذي الظروف خلينا نقول إنه نسبة النجاح أقل من خمسين بالمية، وهلق انت بدك تختار قدام الناس كلها بين الموت المؤكد، وبين الموت المحتمل.
واختار المريض الموت المحتمل، نفى امام الناس كل مسؤولية عن الطبيب.
ابلغ الطبيب ابو حسين بمستلزمات العملية:
- يوجد قماش نظيف، يوجد كحول، يوجد ملح، يوجد بعض حبوب المضاد الحيوي التي استطاع الدكتور سمير أن يغافل الشرطة عنها، يوجد ابر خياطة، يوجد خيطان، يوجد نار، لكن ما نحتاجه هو بعض الاشياء المعدنية لنحولها الى مشارط !!.
مع ظهور كل هذه الاشياء تبين أنني كنت غافلاً وأن تلصصي لم ير إلا ما يظهر على السطح.
التلييس الداخلي للمهجع كان ذا اسمنت خشن والجميع يدرمون اظافرهم بهذا الاسمنت – لا مقصات أظافر في السجن – الاسمنت يستخدم كمبرد، وعلى هذا الاسمنت تم صنع وابتكار العديد من الأشياء، فمن قطع عظم صغيرة تم صنع إبر الخياطة، يمسك احدهم العظم ويبدأ بحكه على الجدار ... يوم ... يومين.. ايام، إلى أن يأخذ شكل الابرة، وبواسطة مسمار يكون قد تم برده ايضاً على الحائط، يقوم الشخص وبصبر عجائبي بفتح ثقب الابرة ، " المسمار هنا يعتبر ثروة ، وتبين ان هناك عشرات المسامير في المهجع " ، الخيطان امرها سهل ، ينسلون قطعة قماش ، بصبر وهدوء يغزلون الخيطان الرفيعة من جديد وحسب الطلب .
وقتها انتبهت إلى ان معظم الثياب التي يلبسونها قد اهترأت ، " كيف لم يخطر على بالي أن اتساءل عن الوسيلة التي يرقعون بها ثيابهم ؟!" ، علماً أن بنطالي كان قد اهترأ عند الركبتين والورك وأضحى بأمس الحاجة الى ترقيع .
الكحول : بعض الاطباء – او بالاتفاق بينهم جميعاً – قاموا بتخمير المربى في بعض المرطبانات البلاستكية " كيف حصلوا عليها ؟؟!" وتحول السائل الى كحول ، قد تكون نسبته قليلة لكنه كحول .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط