الحكم على الشيء يكون من الداخل كما يكون من الخارج... و بحكم أنني من الخارج فسأنقل لكم المشهد السياسيي بصدق و أمانة و أركز على المشهد المرأي منه أي صيرورة الحملة الإنتخابية... الجو السياسي عموما باردا برودة تصل إلى حد التجمد أي تحت الصفر... فلولا بعض الصخب المتقطع عبر فترات طويلة لسلمت بعدم وجود حملة انتخابية أصلا.. القاعات التي تقام فيها المهرجانات الخطابية تكاد تكون فارغة إلا من بعض الفضوليين... المترشحون أنفسهم لاحظوا ذلك و انتهجوا طريقة عكسية يطلبون فيها من الشعب ضرورة الانتباه و الذهاب للإنتخابات بحجة سرقة أصواتكم تارة و بحجج واهية تارة أخرى... معظم الشعب الجزائري أصبح لا يؤمن بالأحزاب و لا ببرامجهم و لا برجالاتهم لأن التجربة الطويلة نسبيا علمتهم بأن لا فائدة ترجى من هذه الأحزاب و لولا الدرس الدموي غير البعيد لخاض الشعب ربيعا ثانيا... بعض الأحزاب تكتل في تكتل عسى أن ينقذ شيئا من ماء حيائه بعدما تلوثت يداه في الفترة السابقة في إطار ما يسمى عندنا بالتحالف الوطني و لكن هيهات هيهات... و البعض الآخر لا يزال يعوّل على العائلة الثورية و التاريخية و الذاكرة الوطنية و كأن هذة الشرعية ملك لهذه الأحزاب ليس إلا... أغنية سمعها الجزائريون و ملوا من سماعها... و البعض الآخر جعل من الإسلام ورقة تخويف و تهديد متهما الأحزاب ذات الإنتماء الإسلامي بالإرهابيين و بمصاصي الدماء و بأن الشعب سيرفضهم و هلم جرا... بعض الأحزاب ممن عفا التاريخ عنهم من التروستكيين و الشيوعيين لا يزالون متمسكين بأوهام أكل عليها الدهر و شرب ... من منا أصبح يسمع بالإشتراكية و بعدالة التوزيع و الطبقات الشغيلة و و .... خرافات لا تسمن و لا تغني من جوع.. يبدوا أن الشعب الجزائري قد وعى الدرسجيدا وليس بحاجة إلى هؤلاء المهرجين المطبلين ...
و يوم الاقتراع تكرم الأحزاب أو تهان....كتبت هذه الخواطر بعفوية و مباشرة على المكان المخصص بإنشاء موضوع جديد لذا فليعذرني إخوتي إن شطّ قلمي ... هي مجرد خربشات أردت أن أضعها بين أيديكم و لا يزال منها الكثير و ما خفي أعظم و أستغفر الله تعالى...