البرادعي يحاصر قسم شرطة سيدي جابر داعياً لمحاكمة قتلة شهيد الداخلية

[احمد العتيبي]

البرادعي يحاصر قسم شرطة سيدي جابر داعياً لمحاكمة قتلة شهيد الداخلية

الفوضى تضرب مصر.. المحامون يرفضون التنازل والقضاة يصعِّدون

6/21/2010

القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبوطالب: استمرت الفوضى التي تعيشها القاهرة والعديد من المدن المصرية للأسبوع الثاني بين مظاهرات الغضب على مقتل شهيد الطوارئ خالد سعيد وبين اتساع رياح الفتنة بين قضاة مصر ومحاميها من جانب بنيما الحكومة تعيش فضائح تهدد عدداً من وزرائها المتورطين في قضايا فساد وعلى رأسهم وزير الإسكان وبين كل تلك العواصف يعيش جهاز الشرطة بمختلف أجنحته استنفاراً غير مسبوق بعد أن ضربت الفوضى أجهزة الدولة الكبرى، فبينما يدخل المحامون والقضاة في مواجهة هي الأولى من نوعها في تاريخ محراب العدالة منذ نشأة المحاكم المصرية مما أسفر عن حالة من الغضب العارم في صفوف أكثر من عشرة ملايين مواطن تعطلت مصالحهم بسبب الإضرابات المستمرة والتي طالت حتى قضية الملياردير هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل المطربة سوزان تميم مع شريكه محسن السكري.

وفي سياق الفوضى العارمة أمهل عمال عدداً من الشركات الحكومية أسبوعاً لحل مشاكلهم مهددين بعودة النزول للشوارع من السبت المقبل. وقد كلف عمال مصنع أمونستو زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وأحد أضلاع النظام الأكثر قوة بأن يتدخل لحل الأزمة أو الاستعداد لمواجهات في عدة ميادين وشوارع.

وطالب عزمي على الفور وزير الاستثمار محمود محيي الدين بحل الأزمة وتواترت معلومات عن توجيهات رئاسية للحكومة بحل ازمة العمال التي لطخت سمعة الحكومة وجعلتها في الحضيض.

وبينما يبلغ الاستنفار الأمني مداه حول العديد من المحاكم ونقابات المحامين بالقاهرة والمحافظات شهد يوم أمس فشلاً جديداً في تسوية الأزمة التي تهدد ملايين المواطنين المتنازعين امام المحاكم بتأجيل حصولهم على حقوقهم لأجل غير مسمى. واتهم رئيس نادي قضاة أسيوط جهة سيادية بأنها تقف وراء الفتنة بين القضاة والمحامين مشدداً على أن النار إذا لم تخمد سوف تسفر عن حرائق تقضي على القوى الحية في الدولة والمجتمع المصري.

وقد حقق رئيس البرلمان وعدد من كبار رموز النظام فشلاً جديداً في حسم الأزمة وتتجه الأنظار لقصر الرئاسة لإعطاء الأوامر بحل القضية وحتى ذلك الوقت فإن رجال الشرطة في حالة استنفار.

من جهة اخرى تأبى روح الشاب خالد سعيد إلا أن تمنح صاحبها الذي تحول لشهيد على أيدي الشرطة الدور الاساسي لإضرابهم للأسبوع الثاني على التوالي فرجال مكافحة الشغب أكثر إرهاقاً في يوم من الأيام كما هو حالهم اليوم ولم يكن بوسع مراقب طال انتظاره بقرب بزوغ فجر الحراك الشعبي أن يتوقع تكون لحظة المخاض على يد شاب سكندري في العشرين من عمره لكن هذا ما حدث بالفعل فقد حرك جثمان شهيد الشرطة خالد سعيد الذي يحاول النظام دفن الفضيحة بأي ثمن سيكون ثمناً لكي يحسم د.محمد البرادعي قراره ويقرر النزول لأول مرة للشارع لمواجهة الدولة المصرية بقبضتها الدموية فقد فاجأ البرادعي الرأي العام والشارع السياسي بقرار النزول لقلب الإسكندرية على رأس أنصاره لكي يندد بمقتل سعيد على يد الداخلية.

وقد اربك القرار المفاجئ للرجل الذي أصبح يمثل صداعاً في رأس النظام المصري القادة الأمنيين الذين طالما منحهم الرئيس مبارك كافة الصلاحيات من أجل ضبط الشارع والحفاظ على حالة الأمن وهم القادة الذين بقوا حتى ساعة متأخرة من مساء أمس يحتلون ومعهم الآلاف من جنود الشرطة وسط القاهرة لمنع مسيرة تندد بمقتل سعيد وشهدت العديد من شوارع وسط العاصمة عمليات كر وفر لملاحقة الناشطين واعتقالهم.

واحتشدت أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي بطول شارع 26 يوليو والشوارع المحيطة. كما قامت عناصر الشرطة السرية التي ترتدي ملابس مدنية بإيقاف المارة وسؤالهم عن أسباب تواجدهم في المكان والتحقق من شخصيتهم.

فيما خلت الشوارع بشكل ملحوظ من المارة تجنبا لمضايقات الأمن والقبضة الحديدية.

وكان عدد من النشطاء المتضامنين مع أسرة الشاب خالد سعيد قد دعوا إلى وقفة احتجاجية صامتة بالملابس السوداء الأحد في ميدان التحرير أمام كنتاكي.

وفي سياق متصل أدى قرار البرادعي النزول للشارع على رأس مظاهرة للترحيب من قبل شباب القوى الوطنية وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أشار البرادعي إلى أن مصر تشهد نوبة صحيان ينبغي استثمارها (ولتعلم الجماهير أن الحرية لا تباع ولا تشترى ولكن تنتزع فعلينا الآن أن ننتزعها من أولئك الذين قضوا على زهرة شباب العديد من الأجيال ولم تكن لديهم بضاعهة يبيعونها سوى القمع والتعذيب'.

وكان البرادعي وحرمه قاما أمس الأول بزيارة الى دار الخير للايتام بمصر الجديدة، حيث قام بالحديث مع الاطفال وقضاء ما يقارب من ساعتين معهم.

واهدى الأطفال الذين استقبلوا الدكتور البرادعي بالغناء بعضا من الورود بمناسبة عيد ميلاده الـ '68' الذي احتفل به في 17 من يونيو. كما قام البرادعي بصحبة الأطفال بتصفح ألبومات الصور الخاصة بهم.

وكان البرادعي قد احتفل بمولده، بمنزله على الطريق الصحراوي، مع عدد من الشخصيات البارزة من بينهم الكاتبة شاهنده مقلد، والكاتبة الناصرية نور الهدى زكي، والدكتورة رشيدة الريدي.

وعلمت 'القدس العربي' أن وزارة الداخلية لازالت تنتظر تعليمات عليا حول كيفية التعامل مع مظاهرة البرادعي التي من المتوقع أن يحاصر خلالها الرجل الذي يتمتع بسمعة دولية وتقدير مرموقين ومعه أنصاره قسم شرطة سيدي جابر الذي شهد مقتل الشاب خالد سعيد بمنع تلك التظاهرة، والتي تعتبر المواجهة الميدانية الأولى للبرادعي مع قوات الأمن منذ رجوعه إلى مصر فبراير الماضي..

جدير بالذكر أنه من المقرر أن يقوم الدكتور محمد البرادعي بزيارة إلى الاسكندرية وتنظيم 'تظاهرة صامتة' يوم الجمعة القادم احتجاجا على مقتل خالد سعيد على أيدي اثنين تابعين لقوة شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية، وهي القضية التي باتت تعرف بقضية 'شهيد الطوارئ'.

وفي سياق متصل طالبت الجمعية الوطنية للتغيير بضرورة توحيد كافة القوى السياسية والأحزاب لمواجهة الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب القادمة وذلك في المؤتمر الذي عقد بنقابة الأطباء بطنطا أمس وحضره الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية ومنسق الجمعية الوطنية للتغيير والمستشار محمود الخضيري والدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب وسعد الحسيني عضو مجلس الشعب عن كتلة الإخوان والمهندس فايز حمودة رئيس لجنة التنسيق بين الأحزاب بالغربية.
وقال الدكتور حسن نافعة ان المطلوب التغيير الشامل وليس الإصلاح فالتغيير بالشعب ومن أجل الشعب وليس بالإصلاح من الحزب الوطني في لحظة توهم البعض أن الإصلاح من داخل الحزب الوطني.

بينما أشار المستشار الخضيري الى أن المصريين باتوا أكثر رغبه في النزول للشارع من أجل دحر ذلك النظام الذي جوعهم ومارس عليهم كل صنوف الفساد والتعذيب من أجل صالح حفنة من أتباعه.

وكان الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة قد أعلن أن البرادعي يزور مساء امس الأحد الجبهة وسوف يستقبله قيادات الحزب، وذلك في الزيارة الأولى لمقرات أحزاب المعارضة.

وأوضح الغزالي أن تلك الزيارة جاءت بناء على رغبة البرادعي في الالتقاء بقيادات الحزب ليتحدث معهم عن دوره في المرحلة المقبلة وبعض القضايا المطروحة على الساحة الآن والتي سيكون تغييرها تغييرا لوضع مصر الحالي، ومنها التجاوزات التي حدثت في انتخابات الشورى الماضية وما سيترتب عليه من المشاركة في انتخابات الشعب. وأضاف الغزالي أن اللقاء سيتطرق إلى تجربة حزب الجبهة وقرارها بمقاطعة الانتخابات.

ومن المقرر أن يقوم محمد البرادعي بجولات داخل المحافظات بشكل 'شبه يومي' على أن تكون تلك الزيارات مفاجئة لقياس نبض الرأي العام تجاه معركة التغيير.

[ايهاب ابوالعون]

بشربة مي فاضت روح الشاب فقط لانه اعترض على لهجة مخبر في مقهى ..
وقانون الطوارئ منح الشرطة الحق في قتل الشاب و كسر فكه و ارهاق دمه و فتح راسه ..
كل ذلك يبين مدى عطش افراد الشرطة لضرب المواطنين و تفريغ حقاراتهم عن طريق هرواتهم
شاب في عمر الورود ذهب ضحية انه اعترض على لهجة المخبر مع المجتمعين
ويحاول النظام المصري دفن القضية هرباً من الحقيقة