من رسائلي إلى والدي جعله الله في العليين ..

[راحيل الأيسر]

وسحبت آخر خيوط ضوئك من سماء عمري
لتتلألأ بدرا
ضمه القبر باشتياق العتمة إلى القمر ..
انسلت روحك
نشطت مثل نجمة من أفق لتضيء أفقا آخر ..
انسلت برفق السابحات سبحا
وظل قلبي بعدك تنازعه الروح نزعا كلما مر ذكرك
، كلما لاح طيفك
؛ فأغمض عيني
أستحضر ضحكتك
ثغرك الباسم
نفثاتك تمسد بها على وجعي بآي كتاب الله ..
فتستحيل ساحات الذكرى حقلا مشرقا بوجهك ، نديا بدمعي .
ينبعث في دمائي عطرك
أشتمه مع كل ضخة شوق
يتشكل طيفك غمامة تحملني
حيث المروج اليانعة من مساحة عمري تترقرق خضرتها
، تتباين بهجتها على سنا ضوئك المبارك ..
ألا ليتني ذاك التراب الذي ضمك
ألا ليتني استحلت ذرات تهال فوق قبرك .. !



اللهم رحمة وعفوا ومغفرة له وجنتك جنة النعيم ..





قد يكون نصا سبق وأدرجته في أحد زوايا أقلام 👆
لكنه تجميع لما كتبته من رسائل إلى والدي رحمة الله عليه..

[راحيل الأيسر]

وحدك من أبكيه حتى يربت على قلبي الفجر
حتى يسكن نشيجي ترانيمٌ صدحت بها مآذن الحي ..
حتى أمسح ب ( الله أكبر )
كل وجع ظل يكبر بعدك بين جوانحي
وحتى يأتيني من دفء الشمس التفاتة حانية
تجمع ما علق في أشفار عيني من لآلئ الدمع ..
؛ فأغفو وقد فرغ الفؤاد
لتعود تمتلئ آنية القلب من جديد لليلة القادمة .. !









اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح الجنان ، وأكرمك كرما يليق بجلالك وعظمتك..

[راحيل الأيسر]

( راحيل )

كان مختلفا هذا الاسم حين كان يمر من بين أوتار صوتك ثم ينبثق لحنا على شفتيك ..
كانت تخرج من عمق القلب حروفه ..

قلبك ساقية الرواء لجدب النفوس
دثار دفء يزمل ارتعاشة الروح
كم ضاق الكون بي على اتساعه ..
كم قريبا بات غريبا
كل الوجوه انطفأت
وحده وجهك قبس من حب
ما فتئ يشع حتى استحال قمرا
شاخصة أنا نحو السماء
يرفرف قلبي جريحا ندي الدمع
وعيناي نهر
وفي راحتيّ تشكلت منهما بحيرة
تلك مؤونتي وأنا أقطع صحراء عمر
أمسى بعدك قاحلا
صنعت نايي من قصب صوتك المخزون في الذاكرة
وكانت ترانيمي إليك أراجيز الحداء ..!



اللهم اجعله من ورثة جنة النعيم ..



--------------::::-----------------



أبي لم يكن يدانيني إلا راحيل
لأنه كان من اقترح هذا الاسم لي ، فهو اسم أمي
إلا أن أهل أمي كانوا معارضين له ..
أنا راحيل أبي

[راحيل الأيسر]

عيناك نجمتان
تفتآن تضيئان عتمة روحٍ مسها الفقد
كلما جن عليّ الشوق
لاحتا في سماواتي
أيقظتا ليلي
و دربا إلى حيث نشيج المراثي
ودمع الابتهالات
تفتحان ..

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الكردي

المشاعر الصادقة تخرج كلمات جميلة
يكتبها الكاتب المازوم بلوعة الفراق الحامحة..تنثر روحه على سطور..فتخرج عبارات أدبية ذات مستوى رفيع جدا
هذه النصوص أستاذة راحيل
جميلة جدا
رحم الله والدك واسكنه فسيح جنانه

نعم أستاذنا المكرم/ عبد السلام الكردي
وفي هذا كنت قلت يوما


لولا ذكريات فيها بريق وجوههم وعصف رياحينهم ..
لتوقف فينا النبض ..
أجلس على عتبة الأمس الوريف ..
يتحول قلبي إلى نافذة أشرعها للنور القادم من رواقهم شمسا ..
للمسك الذي يفوح من نسائم عبورهم ، يسكن شذاهم أناملي ؛ فأكتبهم ياسمينا ونرجسا ..
وقد سقيتُ من ذكرهم نميرا خالصا .. فأنى كتبتهم بسطت البلاغة يدها .. !




شكرا للمرور والثناء..
رحم الله موتانا وموتى المسلمين جميعا ..

[راحيل الأيسر]

وإذ ينطفئ الكون مع زفرات الغروب
وريح المساء
تتوهج روحي كشعلة نزقة
لن تطفئها نسمات عابرة
أو ريح نعور تمر من بين فتيلها المتمرد ..
أنا المسكونة بالمراثي
بدمع الحنين
بقصائد منثالة
من لواعج الفقد
وأنا المتخبطة في دهاليز الشوق الوعرة
أسمع في نشنشات سعف النخيل نحيبا يؤجج دمعتي ..
وفي ليل عميق السواد
غائر العينين
كجرحي
سحيق المخاوف
كجب
تفترسني حشرجات الوحدة
أيا حبيبٌ
كنت أكتفي بنفثاته دواءً
وبعينيه أمانا
وأغفو
يملأ روحي الندى
متوشحة صوتا دافئا
يدثر اللحظات الباردة
أتعلم ؟؟
ذبلت
وذوت بتلاتي
مذ غاب عنها نداك ..





------------------------------------:

أيا حبيبٌ : منادى ( نكرة مقصودة ) مرفوع

[راحيل الأيسر]

وكلما مر طيفك
لممت شظايا قلبي المفطور
ثم نثرتها وردا كما ينثر القوم ما غلا في مواكب عزيزهم ..
كما يحتفى بالعروس حين مروره ..

شاخت عيون كالرباب تستعصر الهتن دمعا ..
يا ملحي المنثال كُفّ السيح
هل يورق يباب من ملح جداولك ..؟؟
هذي الروح حيرى ضلت طريقها وصوابها
تصطلي إذ تصطلي بسعير الفقد
تروم شمسا وصبحا ينأى عنها بنوره ونوَاره
إذ تمج ضياءه بضبابها ..
وتميد سكرى بترانيمٍ لها في محاريبها
ففي كل ركن من الليل لها محراب
يفوح منه
عود مناجاتها
ومسك دعائها ..
إذ الأركان كلها تصغي إلى وجع النحيب بصدرها ..
ونزف عروقها وضجيجها وأنينها
بخفوت ليس يشعر فيه إلا ذو المواجع ذاتها ..
يا رب مقاما له محمودا ذكره وثناؤه
بين العباد
ويوم
تقوم فيه الأشهاد لربها ..

[راحيل الأيسر]

اخبريهم يا أماه
عن ذات قلب مذهول
كلما جاءها زائر النور طيفا في المنام
هذت بتمتمة : أجئت يا أبتِ ؟!

[راحيل الأيسر]

أنا لم أخبرك
أني بعدك حملت الحنين فوق ظهري وما انحنيت ولا انثنت خطاي .. وما تساقطت دمعا إلا في محراب الدجى .. !

[راحيل الأيسر]

الفقد روحان
واحدة تحت الثرى
وأخرى تحتضن دمعها / جمرها كل ليلة
وبناره تتلظى

واحدة فُنيت
وأخرى رغم اعتناقها الصبر بُليت ..!
..

[راحيل الأيسر]

هذا الفجر في تراتيله
نداوة حنجرتك
قصب رطيب
والحروف تنساب مغناة
تربت على الروح
تواسي المواجع شجوا / شجوا

هذا الصباح جاء مشرقا
كجبينك المتلألئ بماء الوضوء .
عبقا
كرائحة السواك
تفوح من شعيرات لحيتك البيضاء ..

هذا الصبح
كانت البحار تموج في عيني
حتى رُمِيت في غرقٍ أحياني ثم أماتني ..
و بصوت جاء من أقصى الذاكرة
بعثت من جديد ..
أيا وطنٌ
كمَثَل جنة بربوة
آصابها وابل شوقي
فمدت ظلها وارفا
تظلل ساحة الرمضاء
في غربتي ..
تعبر يا قرة العين كبرق خاطف
يستل قلبي من مهجتي
ويتركني خواءً ..
تمر ريح الحنين من بين الضلوع صرصرا عاتية
أغسل بدمعي كل صورة اعتلاها غبش الزمان ..
فتتجلى بهية نقية
أأشد على قلبي وأمضي ..؟
فأين تُراه ذا القلب يا قلبي ..







-------؛؛؛----------

أيا وطن منادى نكرة مقصودة مرفوع ..

[راحيل الأيسر]

مذ كان ارتحالك ضَلَّ ذا اللب
بالشرود صوابَه ..
يا من وهبتك الروح فداءً
يا أصل الهوى
يا كلَّ النهى
والرجال بعدك ماء وطين
محض حمأ مسنون
وحدك النور يتجلى مشرقا ..
ما وطئت سِنةً وساد ليلي
لا ، ولا أسكنت بجفني نعيم الوسن ..
بعدك مشيت في غربتي حيرى
يمزقني الحنين
ألملم من الدروب ما تناثر - ذات شوق -
مِزقاً من روحي الثكلى ..

أجبني ياليلي المديد
بحق انكسارات الدمع في هدب بليل
في أي واد لا زلت تبغيني أهيم ؟؟