الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-2006, 11:20 PM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي

تتمنى أن أكون من عشاق المسلسل .. !!
يا هشام أنا أحببت التليفزيون لأجل هذا المسلسل ..
وهديتك التى تعرضها بكرم فائق ..
أنتظرها على أحر من الجمر وبارك الله فيك
لا سيما الجزء الأول والحلقات الأولى

هشام الحبيب
عندما تأتى سأخبرك من أين أتيت بهذه المعلومات ..
فلها قصة طريفة للغاية ..
وما كان جهد البحث عنها تعبا .
بل على العكس كان متعه

بارك الله فيك على التشجيع ..
وكل الشكر لكم بأقلام على هذا الاحتفاء







 
رد مع اقتباس
قديم 27-05-2006, 08:53 PM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
د.أيمن الجندي
أقلامي
 
إحصائية العضو






د.أيمن الجندي غير متصل


افتراضي

بصراحة في نفسي شيء من هذه المعلومات وعقلي النقدي يرفض قبولها رغم أن قلبي يتمناه ..اسلوب الشرقيين في الحماسة يجعلني متشككا في أن الأمور كانت بهذه الروعة.
لا دليل عندي طبعا سوى في أسلوب حياتنا ذاته والذي لا يتحري الصدق ولا يشجع العقل النقدي
أظن أن هناك الكثير جدا من المبالغات والله أعلم







 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 02:16 AM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي

حزنتُ كثيرا عندما فوجئت بإلغاء تثبيت موضوع كهذا ..
تم تثبيت الموضوع في بدايته ولما ازداد توهجا وائتلاقا ألغي تثبيته
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تحيتي أخي الحبيب محمد جاد .. وهديتك جاهزة .. بقي فقط بأمر الله أن أكون في القاهرة .. وساعتها سأتصل بك إن شاء الله تليفونيا إذ أن الياهو لدي معطل ويحتاج مني إلى إعادة إعداد برنامج تشغيل للجهاز ..
وياللكسل !!

الحبيب الدكتور أيمن
لعل أبلغ ما يؤكد صدق المعلومات في جوهرها أنه يعرض حقائق أثبتها التاريخ .. ولعل كثيرا من المحللين السياسيين من مصر وغيرها تحدثوا عنها ..
وليس من المعقول أن يبالغ الناس في معلومات في منتهى الخطورة كهذه ..
إنما تكون المبالغات فيما يُختلف فيه ..
وقد سمعت بنفسي أحد المسئوليين السوريين الكبار يتحدث عن واقعة اكتشاف الجمَّال لأمر الجاسوس الإسرائيلي ..
ولما عرضت قناة الجزيرة هذه المعلومات وأكثر منها عن رأفت الهجان كان من السهل أن ينكرها المسؤولون في مصر خاصة وإنها تعرض ما يقبح صورة الرئيس جمال عبد الناصر وجيشه .. بل إنني سمعتُ من أحد رجال المخابرات الإسرائيلية ما يؤكد معظمها وإن كان حديثه لم يخل من تقليل للشأن كدأب اليهود ..
لك التحية مؤتلفةً ائتلاق قلمك العجيب المبهر ..






التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 02:41 AM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أيمن الجندي
بصراحة في نفسي شيء من هذه المعلومات وعقلي النقدي يرفض قبولها رغم أن قلبي يتمناه ..اسلوب الشرقيين في الحماسة يجعلني متشككا في أن الأمور كانت بهذه الروعة.
لا دليل عندي طبعا سوى في أسلوب حياتنا ذاته والذي لا يتحري الصدق ولا يشجع العقل النقدي
أظن أن هناك الكثير جدا من المبالغات والله أعلم
مصادر الدراسة السابقة عن رفعت الجمال

1 ـ مذكرات " رفعت الجمال "
نشرت على يد زوجته فاتراود بيتون عقب اعلان قصته
" وقام مركز الأهرام للترجمة والنشر " بترجمتها من الألمانية الى العربية ونشرها فى كتاب صادر عن المركز لعام 1994 م ..
ويحتوى على الوثائق التالية من صفحة " 220 " الى صفحة " 238 "


أ ـ وثائق وأوراق رفعت الجمال قبل سفره من مصر
ب ـ وثيقة تقدمت بها وزارة الخارجية الاسرائيلية الى زوجة الجمال " فالتراود بيتون " بناء على طلبها قبيل كشف الأمر تشهد بنشاط زوجها بتل أبيب وبأنه كان أحد ركائز الاقتصاد الاسرائيلي
جـ ـ صورة من جواز السفر الاسرائيلى للجمال باسم " جاك بيتون " وجواز سفر مصري دبلوماسي باسم " رفعت الجمال "


2 ـ كتاب " الملف السري لرأفت الهجان "

تأليف الصحفي المصري " حسنى أبو اليزيد " والصادر عن الدار المصرية العربية للنشر والتوزيع لعام 1991 م

ويحتوى القصة كاملة من واقع الملف السري للجمال بالمخابرات العامة تم افراده للصحفي حسنى أبو اليزيد بصفة خاصة .. وهو نفس الصحفي الذى قام منفردا بتغطية وقائع محاكمة قتله السادات ولم يسمح لأحد غيره بتغطيتها وقد نشرها فى كتاب مستقل من نشر نفس الدار اسمه " وقائع محاكمة قتله السادات "

ويحتوى الكتاب على الوثائق التالية من صفحة " 180 " الى صفحة " 210 "

أ ـ كمية كبيرة جدا من الصور الشخصية تمثل مراحل حياة الجمال المختلفة ...
والأهم مجموعه الصور التى تجمع الجمال بقادة اسرائيل مثل جولدا مائير وموشي ديان .. ادناه مارش وادناه هذه هى التى تم تقديمها فى المسلسل باسم سيرينا أهارونى "
ب ـ صورتين شخصيتين .. واحدة للواء عبد المحسن فائق " محسن ممتاز " .. والثانية للواء محمد نسيم " نديم هاشم "
ج ـ وثائق الزواج الخاصة برفعت الجمال وبها اسمه المستعار الذى عاش به فى اسرائيل " جاك بيتون "

3 ـ مجموعه من الصحف الاسرائيلية مثل " جيروزاليم بوست " الاسرائيليلة .. وصحيفة " يديعوت احرونوت " وهى الأعداد الصادرة من 1989 الى 1991 م ... وتحتوى الآتى

أ ـ شهادات الذهول من رفاق الجمال السابقين باسرائيل مثل شركائه ووزراء ذلك العهد وانطباعاتهم عن شخصية الجمال بعد كشف الأمر فى مصر
ب ـ صور كاملة لكل صفحات جواز السفر الاسرائيلي الصادر للجمال من وزارة الخارجية الاسرائيلية ويحمل رقم " 268064 " صادر من تل أبيب
ج ـ حصل صحفيو جريدة جيروزاليم بوست على شهادة من وزارة الداخلية الاسرائيلية مفادها أن شخصية الجمال حقيقية وأنه كان يحمل بالفعل اسم جاك بيتون ومن نجوم المجتمع الاسرائيلي أيضا

والحق ما شهدت به الأعداء

د ـ تحقيق ؤصحفي أجرته الصحفية الاسرائيلية " سمادر بيري " مع مدير الموساد الاسرائيلي " هرتيل " .. وطالبته في التحقيق بنفي ما ورد عن الجمال فلم يعلق الرجل الا بتعليق واحد وبعدها رفض استكمال الحديث
قال المدير الأسبق للموساد " من حق المصريين أن يفخروا بالانجازات التى حققوها .. وهل ينبغى أن ننجح نحن فقط . لا وجود للنجاح الكامل فى عمليات المخابرات الا فى الخيال الروائي "

4 ـ كتاب " المفاجأة " للكاتب ماهر عبد الحميد ( أحد رجال المخابرات المصرية السابقين )
5 ـ كتاب " الانفجار " للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ..

وبه قصة سقوط عميل المخابرات الاسرائيلية " ايلي كوهين " الذى كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع فى سوريا باسم مختلق وهو كامل أمين ثابت
وهو الجاسوس الذى اشترك قبل ذلك فى عمليه " فضيحة لافون " بالقاهرة وتمكن من الهرب وحده هو وثعلب الموساد ومنفذ العملية " ابراهام دار " المعروف باسم " جون دارلنج "


6 ـ ـ لقاء مطول بينى وبين الصحفي الكبير " حسنى أبو اليزيد " مؤلف كتاب " الملف السري للهجان " فى مكتبه بشركته الخاصة بالقاهرة ـ حى مدينة نصر ـ 26 أ شارع أنور المفتى والذى يعد أقرب الصحفيين الى عمليات المخابرات العامة بعد الراحل " صالح مرسي "

هل من تعليق






 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 03:04 AM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
فاطمة الجزائرية
أقلامي
 
الصورة الرمزية فاطمة الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو







فاطمة الجزائرية غير متصل


افتراضي

..........السلام عليكم , نشكركم على هذه اللوحة المتنوعة الثرية بمختلف الألوان الشرقية النابعة من أعماق مصر .........بأهراماتها ..........بنيلها ..............بطيبة وعبقرية أهلها.............تحية لكم جميعا ونحن ننتظر جديدكم ونحيي اجتهادكم وحماسكم......................فاطمة.
...............لازلت أطلب و أكرر من لديه عنوان أو هاتف أو البريد الإلكتروني للأستاذ محمد حسين هيكل , نطلب منه أن يوافينا به حتى نحاوره ونعرف جديده لنخبر به تلاميذنا و ابناءنا...........وشكرا............فاطمة.







التوقيع

ملأى السنابل تنحني بتواضع*****و الفارغات رؤوسهن شوامخ

 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 09:26 AM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الشربيني
حزنتُ كثيرا عندما فوجئت بإلغاء تثبيت موضوع كهذا ..
تم تثبيت الموضوع في بدايته ولما ازداد توهجا وائتلاقا ألغي تثبيته
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تحيتي أخي الحبيب محمد جاد .. وهديتك جاهزة .. بقي فقط بأمر الله أن أكون في القاهرة .. وساعتها سأتصل بك إن شاء الله تليفونيا إذ أن الياهو لدي معطل ويحتاج مني إلى إعادة إعداد برنامج تشغيل للجهاز ..
وياللكسل !!

الحبيب الدكتور أيمن
لعل أبلغ ما يؤكد صدق المعلومات في جوهرها أنه يعرض حقائق أثبتها التاريخ .. ولعل كثيرا من المحللين السياسيين من مصر وغيرها تحدثوا عنها ..
وليس من المعقول أن يبالغ الناس في معلومات في منتهى الخطورة كهذه ..
إنما تكون المبالغات فيما يُختلف فيه ..
وقد سمعت بنفسي أحد المسئوليين السوريين الكبار يتحدث عن واقعة اكتشاف الجمَّال لأمر الجاسوس الإسرائيلي ..
ولما عرضت قناة الجزيرة هذه المعلومات وأكثر منها عن رأفت الهجان كان من السهل أن ينكرها المسؤولون في مصر خاصة وإنها تعرض ما يقبح صورة الرئيس جمال عبد الناصر وجيشه .. بل إنني سمعتُ من أحد رجال المخابرات الإسرائيلية ما يؤكد معظمها وإن كان حديثه لم يخل من تقليل للشأن كدأب اليهود ..
لك التحية مؤتلفةً ائتلاق قلمك العجيب المبهر ..
أخي هشام حفظه الله

لا تحزن ... سيعود الموضوع للتثبيت ... ألغينا تثبيت معظم المواضيع في منتدى الحوار وذلك لتسليط الضوء على بيان الأقلاميين من أجل حرية وفاء ومارية وماريان وتيريزا أحسن الله خلاصهما وفرج الله كربهما...

نريد أخي هشام وأخي محمد أن نحشد رأيا عاما للموضوع ونريد أن يتوجه الأقلاميون إلى التوقيع على البيان...
أرجو أن تتفهم أخي هشام مسألة إلغاء التثبيت...
واسلم لأخيك أيها الحبيب






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 03:06 PM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه
أخي هشام حفظه الله

لا تحزن ... سيعود الموضوع للتثبيت ... ألغينا تثبيت معظم المواضيع في منتدى الحوار وذلك لتسليط الضوء على بيان الأقلاميين من أجل حرية وفاء ومارية وماريان وتيريزا أحسن الله خلاصهما وفرج الله كربهما...

نريد أخي هشام وأخي محمد أن نحشد رأيا عاما للموضوع ونريد أن يتوجه الأقلاميون إلى التوقيع على البيان...
أرجو أن تتفهم أخي هشام مسألة إلغاء التثبيت...
واسلم لأخيك أيها الحبيب
لو تصورت لحظة أيها الحبيب أنكم من قمتم بإلغاء التثبيت لما تعجبت ..
يدهشني حرفك الذي يجعلني أنكمش حتى التلاشي ..
حفظك الله .. وبقيت لمحبيك نبراسَ ذوق ..

والتحية كل التحية للحبيب محمد جاد والذي جاد بمراجعه التي قد تؤكد الأمر ربما أكثر للحبيب الدكتور أيمن .. وما أحوج العقل لمثل هذه النقاشات !!






التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 28-05-2006, 11:18 PM   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي

فهد المخابرات الأسمر " محمد نسيم "

هذه الشخصية الفريدة .. اللواء محمد نسيم .. وكيل المخابرات العامة الأسبق بمصر .. ووكيل أول وزارة السياحة المصرية فى نهاية الثمانينات
هذا الرجل الأسطورة المجهول دورا وعظمة لدى الكثرة الغالبة من أبناء مصر .. مصر التى فداها وذاد عن حياضها كأكمل ما يكون الجهاد ..
رحمه الله من فارس .. ورحمه الله من عقلية جبارة ..

من هو .. ؟!!

هو أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة ..
ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسس والتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسق العالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضل الأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء ..
أسند الرئيس جمال عبد الناصر الأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقت ما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولة اسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالمية الثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون ..
لكن .. ولأن المقاتل المصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأول من الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتابات الخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر ..
وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى ..

ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسن فائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطورى .. وصلاح نصر
وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم
الفهد الأسمر ..

كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال ..
كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه ..

وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر رياسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت ..
وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق ..
فان انشاء الجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة ..

وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان "
كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهما لضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت ..
وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التى أمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل ..
وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغه الفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق ..
وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمض ساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. وقام بدورة باقتدار بالغ الفنان المصري نبيل الحلفاوى فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه اللواء محمد نسيم فى الشكل والأداء الى درجة مذهلة ..
لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال ..
وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش هم فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما ..
وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق ..
خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميل مدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز "
وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار
لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزارة الشهيرة ..
كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم


الصدمة ..

كانت نكسة 67 .. مدمرة فى آثارها الى حد رهيب على العالم العربي أجمع ..
الا أنها كانت ذات تأثير صاعق على الأسود الرابضة فى عرين المخابرات العامة المصرية الكائن فى حى حدائق القبة بالقاهرة الواقع خلف قصر القبة الشهير ..
ولكى تتأملوا الأثر وتقدروه ..
يكفي أن تعلموا أن مصر كلها ذاقت الهزيمة الا هذا الجهاز كان هو المنتصر على أى مقياس منطقي ..
فقد تكفل رجاله ونجومه وعلى رأسهم رفعت الجمال بمعرفة كل التفاصيل الدقيقة والخرائط لخطة الحرب العسكرية فى 67 .. وقاموا بارسالها الى قيادتهم السياسية المغيبة .. ليفاجئ الأبطال بالنكسة وهم الذين كادوا يعطون قياداتهم أسماء الجنود والقادة من العدو اسما اسما لو طلبوا اليهم ذلك ..
ولكن لعوامل كثيرة .. ليس هذا مكانها وقعت الواقعة وانهزمت مصر هزيمة ساحقة كادت تعبر بها حافة اليأس لولا توفيق الله والارادة الفولاذية التى قدت من الصخر ..
وبدأت معارك الاستنزاف .. وتزلزلت القوات الاسرائيلية بكم العمليات الصادمة التى انتقت عيون أسلحة ورجال العدو مع المعلومات الغزيرة التى تولاها الرجال فى المخابرات العامة .. وذلك بعد تطهير الجهاز من قياداته المنحرفة ..
وتولى محمد نسيم وأمين هويدى مسئولية اعادة الأمور الى نصابها فى جهاز المخابرات العامة عقب النكسة ..
وأرسل عبد الناصر الذى كاد الندم يقتله .. الى محمد نسيم .. وتواعدا بالحديث وتقاسما الهم سويا ليتذكر عبد الناصر مدى قدرة الأسد الرابض أمامه وذكره باحدى عملياته التى لاقت شهرة واسعة على الرغم من سرية أعمال المخابرات فى العادة ..

عملية عبد الحميد السراج ..
ولكن ما هى تفاصيل تلك العملية ..


عملية عبد الحميد السراج ..

على عبد الحميد السراج .. ضابط جيش سورى .. معروف جدا .. فهو أحد الضباط الوطنيين النوابغ فى سوريا والذى نأى بنفسه عن كم الانقلابات الرهيبة التى تتابعت فى سوريا على يد حسنى الزعيم .. وأدب الشيشيكلى .. وسامى الحناوى .. ومصطفي حمدون .. وغيرهم من نجوم انقلابات سوريا العسكرية فى الفترة التى أعقبت التحرير على يد شكرى القويتلى ..
وبدأ ظهور عبد الحميد السراج عقب التزامه بالخط الوطنى .. قبيل الوحدة مع سوريا .. ولمع اسمه فى مصر عند عبد الناصر نفسه عقب قيامه باسداء جميل العمر الى مصر كلها .. وهو الجميل الذى لم تنسه له مصر وقيادتها ..
فعبد الحميد السراج هو رجل المخابرات العسكرية السورى الذى تولى تدمير خطوط أنابيب البترول الممتدة من العراق عبر سوريا الى سواحل البحر المتوسط لتصب فى الناقلات البريطانية لتغذية احتياجات بريطانيا من البترول ... وكانت هذه العملية أثناء تعرض مصر للعدوان الثلاثي .. ليصبح تدمير خطوط أنابيب البترول الشعرة التى قصمت ظهر البعير وكان البعير هنا هو أنتونى ايدن رئيس الحكومة البريطانية والذى قدم استقالته عقب فشل عدوان السويس عام 56 ..
وكان طبيعيا مع بدء الوحدة المصرية السورية عام 1959م .. أن يلمع نجم عبد الحميد السراج أكثر وأكثر فتدرج فى السلطة حتى ولاه عبد الناصر نيابة القسم الشمالى وهو سوريا ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية السورية ومع العلاقة الوثيقة التى جمعته بعبد الناصر خاصة بعد عملية أنابيب البترول وأيضا كشفه للمؤامرة التى استهدفت حياة عبد الناصر أثناء زيارته لسوريا عقب الوحدة ..
من هذا كله تمكن عبد الحميد السراج من السيطرة ليس فقط على الأمن الداخلى كوزير للداخلية فى الاقليم الشمالى وتولى نيابة الرياسة بل سيطر أيضا على المخابرات وأجهزة الاقتصاد والتنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكى ليصبح عبد الحميد السراج أقوى رجل فى سوريا بأكملها ..
ولأن السلطة المطلقة مفسدة فى كل الأحوال .. فقد تغلبت أجواء السلطة على نقاء السراج .. لتتدهور الأمر أكثر وأكثر خاصة بعد فشل الوحدة المصرية السورية عام 1961 م .. وأتت نهاية عبد الحميد السراج على يد الانقلاب الذى أطاح به من قمة الحكم السورى .. عندما غفل عن ضابط الجيش السورى ومدير مكتب عبد الحكيم عامر الذى كان يتولى الرياسة فى الاقليم الشمالى للوحدة وكان هذا الضابط هو عبد الكريم النحلاوى .. والذى استهان به السراج فتمكن النحلاوى من قيادة تنظيم سري فى الجيشش ضده وأطاح به وطرد عبد الحكيم عامر من سوريا فى فضيحة مدوية .. ليتم اعتقال السراج فى أبشع المعتقلات السورية وهو " سجن المزة "
وكان وقع الصدمة مدمرا على عبد الناصر ..
الا أنه سلم بالأمر الواقع ونفض موضوع الوحدة مؤقتا وألقي بصره على مصير السراج المظلم فى أيدى خصومه المتعدديبن ..

فالسراج كان له أعداء فى القوات المسلحة السورية وهى منفذة الانقلاب عليه ..
وله عداوات رهيبة فى لبنان نتيجة لتدخله فى الشأن اللبنانى عندما اقتضت الظروف ذلك
وله عداء قديم وثأر رهيب عند أصحاب مؤامرة اغتيال عبد الناصر ..
اضافة الى عداء تقليدى من الموساد والمخابرات الأمريكية ورجالهما بلبنان ..
فلك عزيزى القارئ أن تتخيل كيفية المصيدة التى وقع فيها السراج .. ولك أن تتخيل أكثر .. كيف يمكن تحقيق المستحيل وانقاذه منها ..

أرسل عبد الناصر الى محمد نسيم وكلفه بانقاذ السراج مهما كان الثمن ..
وكلمة مهما كان الثمن فى عرف العمل المخابراتى تعنى أنه لا مستحيل ..
وسافر نسيم منفردا الى لبنان لهذا الغرض .. وفى تلك اللحظة كان السراج يهرب من سجن المزة الرهيب بمعاونة عدد من ضباط الجيش الذين كانوا لا يزالون على ولائهم للسراج .. وانتقل فيما يشبه المعجزة وعبر رحلة شاقة ووعرة الى لبنان ليلقي خبر هروبه قد سبقه الى لبنان وعشرات الذئاب الجائعة فى انتظاره ..
وكشف الموساد وجود نسيم فى لبنان .. وكذلك كشفه اللبنانيون .. وغيرهم ..
وتعرض فى تلك المهمة فقط لتسع محاولات اغتيال نجا منها جميعا كان آخرها عن طريق وضع قنبلة فى أنبوب العادم بسيارته وكانت تلك المحاولة غير قابلة للفشل لأن تلغيم السيارات كان من المعروف أنه يكون عن طريق تلغيم المقعد أو المحرك أو جسم السيارة السفلى ..
أما وضع القنبلة فى أنبوب العادم فهو الابتكار غير قابل للكشف .. ومع ذلك فقد اكتشفها نسيم .. وفشلت المحاولة .. بل ونجح فى الخروج بالسراج من لبنان الى مصر وللأسف الشديد فكيفية الخروج ما زالت قيد السرية الى يومنا هذا ..
ونال السراج مكانه فى مصر آمنا مطمئنا ..

تذكر عبد الناصر قصة هذه العملية وهو يتحدث الى نسيم .. وكان نسيم يتساءل عن سبب استدعائه ليقول له عبد الناصر أنه رقد طريح الفراش بعد اعلان اسرائيل عن بدء عمليات التنقيب عن البترول فى سيناء فى اشارة واضحة الى أن سيناء قد أصبحت اسرائيلية لتذل القيادة المصرية ..
وبرقت عينا نسيم غضبا .. وعاجله عبد الناصر وهو يقول له فى مرارة .. " الحفار يا نسيم " ..
فنهض نسيم واقفا .. وقال له فى حزم " أمرك يا سيادة الرئيس " ..
وبدأت عملية الحج ..


عملية الحج

كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيب وهو الحفار " كينتج " ..
وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمدا باستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل ..
ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحر الأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحماية الحفار ..
لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل ..
شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج
وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغ لهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمة الرئيسية للحفار لابطال مفعوله ..
وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد ..
وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقي مراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجرات بنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرف كيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات ..
وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصم أوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفار فى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرع المتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجير البريمة والأعمدة الثلاثة
وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاج واستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقة الترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان ..
وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان ..

لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ...
والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم ..
وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج "

هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج
اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر ..
أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة ..
ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الى جوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو ..
لتخرج المراجع العالمية معترفة بانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..


عندما يترجل الفارس

ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العمليات الناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطل العمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية كوكيل لوزارة السياحة المصرية ..
وفى عام 1998م ..
أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلة مثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا ..
وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحريرالذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل ..
وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل


ترى من يكون محمد نسيم ؟!!!!!







 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2006, 08:37 PM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
فاطمة الجزائرية
أقلامي
 
الصورة الرمزية فاطمة الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو







فاطمة الجزائرية غير متصل


افتراضي

...............السلام عليكم , نشكركم على هذه الساحة الغنية الشرقية الرائعة ....ولي طلبان :
1- أن نبحث عن عنوان محمد حسنين هيكل لنحاوره .
2- أن نعرف من هي جميلة بوحيرد ؟ لأنها ساعدتنا كثيرا في الثورة .........بالتوفيق......فاطمة.







التوقيع

ملأى السنابل تنحني بتواضع*****و الفارغات رؤوسهن شوامخ

 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2006, 11:05 PM   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل


افتراضي

بارك الله جهدك يا محمد .. ورحم الله هذا العملاق محمد نسيم وسبحانه هو فقط المعطي ..
ونضر الله أسلوبك الشائق والذي لو كتبتَ به ألف صفحة قرأتها دونما ملل ..







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2006, 01:39 AM   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي

الأخت الغالية فاطمة الجزائرية ...
وعد منى اليك أننى باذن الله سأبحث عن عنوان هيكل قدر المستطاع وسآتيكبه ان شاء الله لتراسليه
وأنا أعرف أنه يسكن بمنطقة الدقي بالقاهرة قرب فندق شيراتون القاهرة لكننى لا أعلم العنوان تفصيلا
سأحضره باذن الله من الصحفية الأديبة لميس الطحاوى الصحفية بالأهرام فهى صديقة وان كنت لم أحادثها من زمن طويل لكننى سأحادثها لأجلك ان شاء الله وسأتيك بالعنوان منها فهى واحدة من تلميذاته
وبالنسبة لجميلة بوحريد
فلك منى وعد أيضا . ان شاء الله أننى سأكتب عنها بعد استيفاء المصادر عن شخصيتها العظيمة
وذلك فى موضوع مستقل ... وأنتظر فقط اكتمال المراجع والمصادر لأنىلا أحبذ الكتابة وليس بيدى معلومت كافية عما أكتب أو عمن أكتب

أخى الحبيب النجيب
هشام الشربينى
ما زلت والله يا هشام تسكرنى بمدحك ومجاملاتك الرقيقة بارك الله فيك .
وأنت وأهل أقلام تزيدونى حماسة والله للمزيد .
فانى ككاتب ناشئ أطمح للتشجيع حتى أستمر
بارك الله فيكم







 
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2006, 02:41 AM   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
محمد جاد الزغبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد جاد الزغبي
 

 

 
إحصائية العضو






محمد جاد الزغبي غير متصل


افتراضي

مصطفي محمود..
بحـــّـــــــــار العلم والإيمان


من هو ..

هو الطبيب والأديب والمفكر المصري مصطفي محمود .. صاحب الرصيد الضخم من الأعمال الروائية والفكرية التى أكسبته مكانته فائقة التميز بين مفكرى عصره ..
بدأ رحلته مع الحياة العملية طبيبا متخصصا فى طب وجراحة الأعصاب . ومع بداية الستينات اتجه لنشاطه الروائي على نحو أكثر تركيزا فقام بالتفرغ تماما للأعمال الأدبية وصدرت أعماله المتنوعة فى أكثر من اتجاه .. بدء من القصة القصيرة والرواية والمسرحية وأدب الرحلات والأعمال الفكرية المختلفة خاصة مع اتجاهه الى قلعة دار أخبار اليوم ودار المعارف .. لا سيما بعد أن اكتسب الشهرة الواسعة كشخصية متعددة الأبعاد ومفكر من طراز خاص جدا ..

رحلة الفكر والايمان ..

فى بداية نشاط الدكتور مصطفي محمود الفكرى فى مطلع الستينيات .. كانت الأمواج قد تجمعت خلف السدود فى العالم أجمع مع الصراعات العنيفة الساخنة والباردة بين أقطاب العالم الجديد الذى انخرط الى أبعد مدى ممكن فى محاولة فرض المذاهب واستقطاب الدول تبعا للفكر الاستعمارى الجديد القائم على الاستعمار المذهبي والاقتصادى ..
كانت الساحة تحتدم بالصراع بين الشيوعية الممثلة فى الاتحاد السوفياتى .. والرأسمالية المتمثلة فى الفكر الأمريكى .. اضافة الى الصحوة اليهودية بدعوتها الصهيونية المتمثلة فى المؤسسة اليهودية أو ما يعرف باسم المجلس الصهيونى العالمى الذى أسسه تيودور هيرتزل وتبنى بناء الحلم على أرض الواقع .. لتخرج الى الوجود دولة بنى صهيون على الفكر العقائدى الموظف لأغراض سياسية فى مزيج لم يتحقق الا لاسرائيل .. والتى نبتت كشوكة فى ظهر العالم العربي .. وفى العالم العربي .. ومصر المعبرة عنه بصفتها التاريخية والقيادية الطبيعية .. كان الصراع على أشده بين الاشتراكية التى نادى بها عبد الناصر متبعا خطوات الشيوعية نوعا ما .. وان كان قد حاول ابعاد تلك الفكرة بقيامه بمحاصرة الأحزاب اليسارية المصرية وضربها ..
وطرف الصراع الآخر الممثل فى دعوة الأصولية الاسلامية والتى قامت بها فى ذلك الوقت جماعة الاخوان المسلمين ..
وكما هو معروف كان الصراع دمويا رهيبا .. لا سيما وأن الدعوة الأصولية التى انتهت الى الاخوان كانت تجد الفكر الاسلامى قد انحصر فى دور العبادة وغاب غيابا تاما عن ساحة العمل السياسي المحتدمة بين الشيوعية والرأسمالية ..
وكان مجمل نظرة الاخوان الى تلك الدعاوى كلها بما فيها الدعوة العلمانية التى استقطبت كبري الدول الاسلامية .. وموضع الخلافة العثمانية .. والتى احتلتها علمانية أتاتورك
فى ظل هذه الظروف كان الفكر مشتتا .. والمفكرين الشبان الجدد والذين مثلوا طليعة الفكر المصري مثل مصطفي محمود وخالد محمد خالد .. وجدوا أنفسهم فى قلب البحث عن هوية ضائعة بين ما هو عربي وما هو اسلامى بعد انفصال المفهومين بفعل التنابذ بين أطراف الحكم العربي .. ومع تراجع الفكر الاسلامى المستنير الذى بدأ مع القرن الماضي .. وكان سبب التراجع منطقيا بتداعى الحوادث لغياب رواد التجديد مثل محمد عبده وجمال الدين الأفغانى اضافة الى تراجع قوة الاخوان المسلمين بفضل ضربات النظام الحاكم التى لم تهن ضدها ..
ولم يبق من رواد الفكر الاسلامى المستنير الا عملاق الفكر عباس محمود العقاد .. ولم يكن باستطاعة الرجل فى مناخ العداء الحادث أن يتفوه الا رمزا .. وحصر نفسه فى الحديث عن التاريخ الاسلامى القديم دون اسقاط على الواقع الحال ..
وان كانت بعض كتاباته المميزة والنادرة أعطت دفعه مناسبة الى حد ما فى الدفاع عن الدولة الاسلامية وطعن المذاهب التى نادى بها من يطلقون على أنفسهم تقدميون .. مثل كتابه .. " لا شيوعية ولا استعمار "
الا أن المفكرين الجدد .. وجدوا أنفسهم رغما عنهم فى ظل الصراع الضباب الحادث .. ينزلقون الى معترك التدافع عن الاسلام والتماس الدعاوى القائلة بعدم صلاحية هذا الفكر للعالم المتقدم ..
فوقع خالد محمد خالد فى بداياته أسيرا للفكر الشيوعي .. وخرجت بعض كتاباته تطعن دون قصد فى الفكر الاسلامى وفكرة الدولة الاسلامية وهى الكتابات التى تبرأ منها فيما بعد بعد أن عاد لجادة الصواب .. وأصبح أحد أنبغ رموز الفكر الاسلامى فى تاريخه ..
وكذلك مصطفي محمود .. وان كان انزلاقه تمثل فى هاوية العقيدة والوجود الالهى ...
ومع تزمت الردود والاتهامات ..
انفرد مصطفي محمود بنفسه وفكره وخاض أصعب رحلاته على الاطلاق .. من الشك الى الايمان وهى التجربة التى خرج منها ليصبح عملاق العلم والايمان وعبر عن مرارة التجربة وقسوة الرحلة فى كتاباته .. منها " رحلتى من الشك الى الايمان " و" حوار مع صديقي الملحد " و " الوجود والعدم " و" الله " .. ونجا مصطفي محمود من أخطر مزالق حياته على الاطلاق ..

مفكر .. نسيج وحده ..

المتأمل فى هذا المفكر العبقري .. والنصف حقيقة لمكانته .. يجده واحدا من أندر العقول المصرية والعربية على الاطلاق .. مفكر من طراز شديد الخصوصية .. يطالع بعين الباحث ما حوله .. ويخرج ما لديه الى القراء وجموع مشاهديه .. فيستوعب البعض .. ويعجز البعض الآخر ..
فمن ناحية براعته الروائية والقصصية .. لا حاجة بنا الى اطالة الحديث عنها .. فهى مجال قابل للاستيعاب .. ومدى تمكنه وموهبته فى الصياغة تشهد بذلك ..
كما فى كتابه " حكايات مسافر " أو " أكل عيش " .. أو روايته " رجل تحت الصفر "
أما ما يستدعى التوقف عنده فهو أعماله .. فهو ما أخرجته جعبة الفيلسوف والمفكر الاسلامى فى شخصية مصطفي محمود ..

فان راعينا الانصاف عند الحكم على رحلة الرجل فى الكتابة والدفاع عن الاسلام .. لوجدناه قد أخرج لنا أثرا لا يقل بأى حال من الأحوال ان لم يزد على أثر كبار المجاهدين ودعاة الاسلام المميزون ..
فبداية .. تمكن مصطفي محمود وباعتراف الشيوعيين والماركسيين أنفسهم من زلزلة الحركة اليسارية العالمية والمصرية على وجه الخصوص بعد ضربات قاصمة تدرعت بالمنطق الأخاذ فى هدم تلك الدعاوى .. ولم يكن ذلك عسيرا مع الطريقة التى اتبعها مصطفي محمود فى ضرب الشيوعية فقد عكف أولا على دراستها باستفاضة وسعة صدر وعبر كتابها أنفسهم ليستخرج منها الباطل الذى تزيي بزى الحق وأعجزهم عن الرد تماما .. ولم يجدوا أمامهم الا الوقوف فى صف المواجهة القذرة ضده فشنوا عليه حربا من نوع آخر لا صلة لها بالفكر .. وهى حرب التشنيع واتهام العمالة المألوف فى العالم العربي .. فاتهموه بالعمالة للولايات المتحدة غير أنهم فشلوا وسقطوا سقوطا ذريعا .. كان أهم أسبابه أنهم افتقروا الى الذكاء تماما فى انتقاء الشائعة .. لأن مصطفي محمود ضرب الرأسمالية الأمريكية وسياسة المال والأعمال فى حكم العالم والهيمنه المطلقة بنفس المقدار الذى هاجم به الشيوعية وربما أشد ..
اضافة الى الشعبية الجارفة التى يتمتع بها الرجل فى وطنه وبين قرائه ..

وتعد كتاباته ضد الماركسية علامات كبري لمن يريد الفائدة واكتشاف التناقض التى وقعت فيه .. منها على سبيل المثال " الماركسية والاسلام " و" لماذا رفضت الماركسية "
وتأتى مجموعة مقالاته المجمعة والمنشورة عن دار أخبار اليوم كمثال صادق على مهاجمته للغرب السياسي الأمريكى مثل كتابه " الغد المشتعل " و " على حافة الانتحار "


وبالتزامن مع هجومه الدائم على المذاهب الفكرية المعادية أخرج مصطفي محمود للمكتبة العربية علامات كتاباته فى الدعوة والتبصير بالاسلام .. مثل كتابه " القرءان كائن حى " وكتابه " القرءان .. محاولة لفهم عصري " وكتابه " الله والانسان "

أضف لذلك برنامجه الشهير بالتليفزيون المصري " العلم والايمان " فحلقاته تقف شاهدة على رسالة الرجل الذى كان من أوائل دعاة المسلمين تبصيرا بمدى التطابق القرآنى بمعجزات العلم الحديثة فيما عرف باسم الاعجاز العلمى للقرءان .. ذلك البرنامج الذى حاز شعبية ساحقة لما يتميز به العالم والمفكر مصطفي محمود من سلاسة فى الشرح .. وعذوبة فى الالقاء .. وبراعة فى التعليق على المواد الفيلمية التى يضمنها برنامجه ..

ذلك البرنامج الذى توقف لسبب مجهول !!

واستكمالا لدعوته .. مزج مصطفي محمود كتاباته الاسلامية بالفكر السياسي وأسلوب الخروج من عنق الزجاجة التى أمسكت برقبه التقدم العربي .. فقدم العديد من المقالات التى تعالج قضايا السياسة العربية وتقدم حلولا خلاقة لمأزق السياسة العربية .. ولو حان الحين لاستيقاظ العرب من سباتهم فستكون كتابات هذا الرجل هى النجم والدليل الذى يهتدى به المصلحون ..
هذا بالطبع ان خلصت النوايا ..
تلك الكتابات التى تقدم حلولا عملاقة .. وتبسط الطريق لمن يريد الخروج من دوامة العبودية .. وكان مصطفي محمود .. من أوائل وأكثر المفكرين تشجيعا للعرب على استخدام الردع النووى فى أسلوب التفاوض والدفاع ..

تلك الدعوة التى لو تحققت لما احتاج العرب الى استخدام هذا السلاح قط .. فالقوى الدولية تدرك تماما أن السلاح النووى لا يصلح بأى حال من الأحوال كسلاح حربي .. بل خلف فقط للردع ..
وقدم الرجل فكره على أساس واقعى عندما ساق الدليل على هذه القاعدة الدولية غير المعلنة فالسلاح النووى تم استخدامه لمرة وحدة فقط .. وكان استخدامه فوق هيروشيما ونجازاكى للمرة الأولى والأخيرة للتبصير ليس أكثر ..

ومن الولايات المتحدة انتقل السلاح الى الاتحاد السوفياتى عبر أحد علماء الطاقة الذرية الأمريكية المعروف باسم " روزنبرغ " فى القضية الشهيرة التى حملت اسم الرجل..
ثم انتقل لفرنسا .. وبعدها انجلترا .. واسرائيل .. والصين وهم أكبر أعضاء النادى اللنووى
ثم تداعت الحوادث وانكسر الحجاب السري عن الشيطان النووى ولم يعد أحد بحاجة الى معرفة سر الختم لاستخراجه من قمقمه .. فقامت الهند بتجربتها النووية لاخافة وردع باكستان التى ردت باجراء تجربتها النووية أيضا ..


ولم تعد التحذيرات والمقاطعات الحروب تمارس ضد من يحوز الأسلحة النووية .. بل ضد من تريد القوة العظمى تلفيق هذا الاتهام له لضربه ..
أما من يمتلك السلاح النووى بالفعل .. فلا تجرؤ الدعاوى العظمى على الاقتراب منه فعليا أو استفزازه عسكريا .. وكوريا الشمالية تلك الدولة الصغيرة .. ذات الارادة خير شاهد على ذلك لأنها امتلكت السلاح النووى بالفعل وأعلنته .. فلم تستطع اللبؤة الأمريكية الاقتراب منها

كانت هذه القضية احدى قضايا المصير لمصطفي محمود ..
لكنها لم تصادف للأسف الشديد أدنى استجابة من أولى الأمر .. وعلى العكس تفاعل معها الجمهور العريض فى المحيط العربي المقهور ..

الأزمة والاعتزال

من الصعب أن ينزلق مفكر عبقري مثل الدكتور مصطفي محمود فى أزمة مثل تلك التى كادت تقضي على شعبيته ومكانته وتاريخه نهائيا ..
كانت أزمة والحق يقال صادمة وقاتلة لمحبيه ومريديه وتلاميذه الذين تعودوه منطقيا ومبارزا فكريا دوما يتمنطق بسيف المنطق .. ويدافع بمجن القناعة ..
تعودوه لا يوغل أبدا فى معركة فكرية الا وقد أشبعها دراسة وتمحيصا ليتمكن من الرد والدفاع عن وجهة نظره فيما بعد ..
الا أن أزمته الأخيرة والمعروفة باسم أزمة كتاب الشفاعة والتى وقعت عام 2000م ..
كانت المعركة التى لم يحسن الدكتور مصطفي محمود الاستعداد لها .. فأتت الهزيمة مؤلمة وصادمة
كانت البداية مع صدور كتاب بعنوان " الشفاعة " للمفكر الاسلامى الكبير مصطفي محمود .. وتلقفه القراء والناقدون .. وطالعوا فكرة الكتاب التى تتلخص فى أن الشفاعة التى سوف يشفع بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته .. لا يمكن أن تكون على الصورة التى نعتقدها نحن المسلمون ويروج لها علماء وفقهاء الشريعة والحديث !!
حيث أن الشفاعة بهذه الصورة تمثل دعوة صريحة للتواكل الممقوت شرعا .. وتدفع المسلمين الى الركون الى وهم حصانة الشفاعة والتى ستتحقق لنا لمجرد الانتساب الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ..
وعليه ظهر مصطفي محمود وكأنه منكر لوجود الشفاعة من أساسها .. !!
وانفجرت الثورة فى وجه مصطفي محمود من جميع الاتجاهات ..
وكان الريح كلها تصب فى غير صالحه لعدة عوامل جوهرية ..


الأول ..

أن مصطفي محمود لم يكن ذلك المفكر الذى يتعرض بالنقد لمجال عميق كالسنه المطهرة وهو خال من التأسيس المعرفي الكامل بجوانبه .. لكنه ارتكب اخطأ على حين غفله وأغلقت أمامه أبواب الرجوع مع الغضب العارم الذى قاده المفكرون الاسلاميون والفقهاء ..
فعلم الحديث لم يكن مذهبا انسانيا يحتوى أوجه القصور الطبيعية التى تتواجد فى أى عمل انسانى ,, كالشيوعية مثلا .. بل كانت السنة مذهبا دينيا وتشريعا سماويا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قائما فيها بدور الناقل المعبر فحسب .. وبالتالى فان تناولها يجب أن يكون ممن قضي عمره فى دراستها .. وهو مالم يتحقق لمصطفي محمود مهما تأتت له قدرة الاطلاع .. لأن الاطلاع منفردا وان زاد لا يفيد أمام التخصص بأى حال من الأحوال

الثانى ..

قام مصطفي محمود بمناقشة منطقية الأحاديث النبوية الشريفة التى تناولت الشفاعة وأخضعها للمنطق واللامنطق .. وعليه فهو يبدى عدم اقتناعه بصحة هذه الأحاديث ناسيا أن مسألة الجزم بصحة الأحاديث علم مستقل بذاته .. وله قواعده القاسية فى تصنيف الأحاديث اعتمادا على التصنيفات الثلاث المعروفة .. وهى الأحاديث المتواترة وهى مجزوم بصحتها .. وأحاديث الجمهور وهى الأقل مرتبة وان كانت تغلب عليها الصحة ,وأحاديث الآحاد وهى التى تتأرجح بين الصحة والبطلان .. ويأتى أخيرا فرع مستقل للأحاديث الغير صحيحة أو الضعيفة ..
كل هذه القواعد لم تكن وليدة الساعة .. بل هى علم متواتر ومعتمد على الصحاح الست لكبار فقهاء الدين الاسلامى كالبخارى ومسلم وبن ماجه والترمذى والنسائي .. اضافة الى عالم الأحاديث الضعيفة العلامة الألبانى رضي الله عنهم ..

الثالث..

كان مصطفي محمود فى معاركه الفكرية يكتسب الى جواره العشرات من تلامذته وقرائه ورفاق الفكر .. غير أن هؤلاء انقلبوا عليه جميعا بواقع الحال بعد صدور الكتاب الأخير الذى تضمن ما لم يكن كافيا لاكتساب جمهوره لجبهته ..

وهكذا كانت المعركة ضارية .. وبالقطع خسر فيها مصطفي محمود بحكم الجمهور الذى تأمل ردود علماء الشريعة الكبار على كتابه .. وكانت الردود قد تجاوزت أربعة عشر كتابا أهمها على الاطلاق كتاب الأستاذ الدكتور محمد فؤاد شاكر أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة عين شمس والمفكر الاسلامى الشهير والذى رد على انكار الشفاعة ردا مفحما وقاسيا للغاية على المفكر ..

وحاول مصطفي محمود الصمود والانتصار لفكره .. غير أن الدفاع فى معركة خاسرة لم يكن ليجدى
وحاول التراجع الا أن هذا التراجع تأثر كثيرا ..

بالرغم من أنه لم يكن يقصد اساءة للدين الذى قضي جل عمره حاملا راية الدفاع عنه .. مع الضوضاء المثارة والجو العام ضده ..
وفيما بعد .. كشف مصطفي محمود خطأه فى التناول الدقيق لعلم ليس خبيرا به .. ودافع عن تصرفه بحرية الفكر والرد والاعتراف بالخطأ .. الا أن تواجد الكثيرين من أعدائه أغلقوا عليه هذا الباب .. ونسي الجميع فى حمى الهجوم على الرجل .. أنهم بصدد خطأ حقيقي بيد أن الخطأ مردود .. ولا وجود لكتم حرية السؤال والاجتهاد .. طالما أن طريق العودة مفتوح الى الصواب لا سيما وأن المخطئ رجل فى حجم مصطفي محمود وتاريخه المشرف فى الدفاع والذود عن الاسلام وفكره وتاريخه وبطولاته ورسالته ..
وكانت المعركة كما لو كانت موجهة الى داعية شيوعية أو صهيونية ..


نسي الجميع أن الفارق ضخم بين الخطأ والجريمة ..
فالخطأ مغفور بتصير المخطئ لأنه كان حسن النية لا سيما فى الفكر الذى يعج بالتساؤلات الحرجة
أما الجريمة فهى تعمد الخطأ والترصد فيه بدافع خصومة قائمة كما فعل دعاة المذاهب الفكرية
المضادة للاسلام وكما فعل المستشرقون فى دراستهم للاسلام طمعا فى الوصول الى نقطة ضربه من داخله ..


وللأسف .. أدركت الدكتور مصطفي محمود العلة الشديدة من ضراوة الهجوم وجحود التراجع عن الخطأ .. وزاد من ذلك عوامل الزمن وتقدم العمر وذبول حيوية التأليف والكتابة ..
فاعتزل تقريبا الا من قليل من المقالات المحدودة فى مجلة " الشباب " المصرية وبجريدة الأهرام القاهرية ..
ومما لا شك فيه .. أنه خسارة فادحة والله لرجل بلغ القمة فى نبل الفكر وصدق النية ومضاء العزيمة والارادة والابداع ..
هذه لمحات بسيطة عن الرجل الذى أثار الدنيا .. ووهب نفسه فداء لعقيدته وفكره .. وأثري مجالات العلوم الانسانية بما لا يستطيع انكاره الا أعمى أو مكابر ..

بارك الله فيك ولك أيها العالم الكبير .. والمفكر القدير .. وغفر لك زلتك .. وجعل تاريخك فى ميزان حسناتك .. يوم تلقي الجزاء الحسن ان شاء الله عند من لا يظلم .. ولا يقسو ..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرقص علي طبول مصرية حسن غريب أحمد منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 3 29-04-2006 05:53 PM
إيلات أرض مصرية محمود الأزهرى منتدى الحوار الفكري العام 2 29-11-2005 01:08 AM

الساعة الآن 05:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط