الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2006, 06:05 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قلم ما
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي مصداقية الإعلام و وسائل ( الإعدام ) المختلفة

غادا فؤاد السمان

مصداقية الإعلام ووسائل الإعدام المختلفة

من مقرّ عزلتي المُستعار في بيروت أنا الدمشقية الغريبة في كلّ العواصم المنتهكة بطرق مختلفة، وبدون إلزام الدعوة لزمت البيت بطبيعة الحال حيث لا ملاذ ولا منفى سواه، لأتابع بتوقٍ مضاعفٍ حسبما يقتضي الإعلان المتكرر على غير العادة وعلى مدار اللحظة عبر شاشة "المستقبل" المختصّة بتصدير الشغف أحيانا والشغب أخرى، وقائع اللقاء المُنتظر مع شاعر العصر والأوقات الخمس "محمود درويش"، وإذا كنت فيما مضى قد قادتني هواجسي النضالية الفارهة إلى محاكاة نصّ درويش بحدقة حادّة، وعقليّة صوانيّة لا تبحث إلا عن مثيلها لإحداث الشرر وكان ما توقعت وربّما أقل بحكم انتشار قطّاع الطرق عبر أروقة الإعلام، واستحكام المُستزلمين في مفاصل الحركة الثقافية مما أعاق سيرورة إصداري "إسرائيليات بأقلام عربية" من حيث التناول بحريّةٍ كتب لها الحذر الشديد تطييبا للخواطر، وفُرض عليها حبس الأصداء وكتمها بشدّة مُتناهية إكراما للمقامات العالية التي يصعب مقاربتها بأي حرف سوى حروف الرفع والإعلاء والتبجيل، وهكذا ارتضيت الصمت فضلا عن أن يتابع المتهامسون نميمتهم المنمّقة على مسمعي عن درويش وهم يتلفّتون ذات اليمين وذات اليسار خشية تسريب خواطرهم الجيّاشة بالسخط والغلّ والغيرة منه، ولندرة الذين شاركوني المجازفة بإبداء الرأي والمُصادقة عليه، ولوفرة الذين عارضوا الإصدار بمن فيهم صاحب دار الهادي الذي أبدى عند الاتفاق على أمر النشر حماسة منقطة النظير بعدما قرأ المخطوط وقتها أكثر من أكاديمي جامعي مكلّف ومحلّف من قبل الدار المذكورة لتقييم المخطوط الذي تلطخت وقتها حوافهّ وهوامشه بأحسن الملاحظات، ليصبح بعد ذلك كتابي الإصدار الشؤم على الرغم من انتشاره الواسع حسب رأي صاحب دار الهادي وعلى الرغم مما وفّر للدار من لفت أنظار برأي، أوقعت الدار ودائما حسب رأي صاحبها بإرباكات شتّى أحدثها الوسط الثقافي في لبنان والدول المجاورة، مما أرغمني على الاقتناع أنني في زمن ليس زمني وارتضيت عدم الاكتراث وكأنّ كتابا لم يكن!

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ إذ صرت كالمصابة بمرض الجذام حيث كُتب الحجر على حرفي في كل منبر تألّق به سابقا حتى بلغتُ الفاقة وقريبا العدم إن لم يتلطّف الله، تماما كما أُحكم كتم صوتي عبر الشاشات العربية، وإذا كان من متسع للمفاخرة فأنا الأكثر حضورا ووقعا وتمايزا لفضائيات خَلَت، ورصيدي من الساعات والندوات التلفزيونية يفوق حضور أي شاعر أو شاعرة تُذكر في العالم العربي. واستوقف عنوة تداعيات الذاكرة لأسترد المناسبة التي قادتني إلى هذا المستهل الطويل.
بدقةٍ مُتناهية استعيد المشهد الذي بدأ بقطع الأنفاس حفاوة بحضور الشاعر، الإنسان، الرجل، الستيني، الدرويش، المحمود الذي يفوق مضيفه رشاقة وحيويّة وحياة.

مآخذي أضعها جانبا، أفكاري المسبقة بصفاقة أرفضها، خارج الغرفة أخلع نعليّ الذاكرة ، حافية الفضول وعلى أطراف حواسيّ الأكثر رهافة استجمع حميميّتي ووداعتي وشغفي وكامل أعضائي، اقتربت من الشاشة، أناشد الله أن يمنحني حسن الإصغاء، اقتربت اكثر حتى التصقت ملامحي وأحاسيسي ومشاعري قاطبة للإحاطة بالحوار الذي لا ترتقي لسواه ذهنيّة إبداعية على امتداد خطوط الشعر والنثر والثرثرات حسب رأي المضيف وكل المنافقين في العالم العربي. نعم كل حرف يتلفّظ به الشاعر وزنه إعجاب ودهشة وانبهار، وأنا كالبلهاء كنت أحاول أن أصفّق ما استطعت في ذلك اللقاء إليه سبيلا.

هكذا ظلّ الحال وأنا على عهدي من الإنبهار اللازم والإعجاب المستفيض ككل الحالمات في طابور الشاعر، إلى أن أخرجني السؤال المُفاجىء عن سياق الأسئلة الرتيبة جدا والأديميّة جدا والفقيرة في الصياغة من استكانتي، لاستنهض جيشا من النبض الجرّار "استاذ محمود درويش يقول الشاعر غسان مطر في مقالة منشورة عبر صحيفة الإتحاد الظبيانية بتاريخ 30 تموز 2002/ محمود مأزوم فكريّا، وإلى أنّه في قديمه هو غيره في جديده، وإلى أنّ في جديده إشارات ركون ومهادنة، يردّها هو إلى النضج ولا ألتقي معه، وإلى أنّ في تلميحاته ما هو أقسى من التصريح في معنى التعايش والتفاهم/

بماذا ترد على قول الشاعر غسان مطر؟". وقبل أن استرقّ السمع للإجابة أهرع إلى موقعي عبر الأنترنيت وأفتح صفحة "إسرائيليات" أتابع نصّ الشاعر غسان مطر وأتذكّر جيدا وأنا أقرأ، أنّ الزاهي واحد من عشرات رفضوا رفضا باتا مجرد فكرة اجتزاء السياق من نصوص درويش وغيره ممن وردت نصوصهم في الإصدار لأي غرض يكون وأنّ كل ما ورد في كتابي "إسرائيليات بأقلام عربية" باطلا بحكم الإجتزاءات المُشار إليها والتي صارت محطّ إدانة وتشهير بي، علما أنّ الإجتزاءات وقتها كانت لمواقف ومقاطع وحالات وأفق لا أسماء فيها ولا كيانات فكيف بهذا الزاهي يجتزأ من نصّ أعدّ خصيصا لكتاب "إسرائيليات بأقلام عربية" وضمن ندوة حوارية شارك فيها أهم النقّاد في لبنان إلى جانب الشاعر غسان مطر، وهم الدكتور رضوان السيد، والدكتور محمد علي شمس الدين والشاعر لامع الحر وأنا بكل فخر، وكان الحضور حينها نخبويّا صِرفَا.

وأن نصّ الشاعر غسان مطر يبدأ بالشكل التالي: "أبدأ بإعلان انحيازي إلى الخلفية الفكرية السياسية التي منها انطلقت غادة لتكتب ما كتبتْ" ويستمر بالقول: "من هنا انحيازي، ومن هنا أطلّ على كتاب غادا فؤاد السمان، باعتباره كتابا سياسيّا بامتياز، وتحذيرا وقائيّا استباقيّا لكل الأقلام، ولكل النخب، من أن تقع في فخّ الضجر والتعب والواقعيّة أو العولمة الثقافيّة، لكن الخطير فيه والجديد والمثير "والوقح" هو أنّه صوّب على "الرؤوس" كما يسميهم مارون عبود". ويتابع: "في قناعتي إنّ ما ذهبت إليه غادا من خلال النصوص التي شرّحتها كلّها علامات تبيح لغادا أن تطلق النار وهي غير متجنيّة، وهذه كلّها علامات تبيح لنا أن نتساءل عما دهى الناس؟" ويواصل القول: "هذه كلّها علامات تجعل من كتاب غادا السمان صرخة موجعة في الزمان والمكان، تحاول أن توقف هذا التداعي القاتل الذي يصيبنا في أعصابنا وفي مفاهيمنا وفي ثقافتنا". وختم بالقول: "وفي يقيني أنّ هذا الهاجس هو ما تملّك غادا حين كتبت ما كتبت. وهي الشاعرة الملتزمة الخائفة على الأرض والناس والمستقبل". وإلى جانب هذا النص ارتصّت النصوص الأخرى في صفحة كاملة تصدرّها عنوان عريض على امتداد الصفحة غادا صرخة موجعة في الزمان والمكان، وعلى أثر اهتمام الإتحاد الظبيانية المميز وقتها، استبسلت بقية الصحف والمجلات، ومختلف المطبوعات في تمييز حضوري رغم أنف كل قطّاع المنابر الثقافية التي حاولت وتحاول أن تحول دون تسليط الضوء حول تجربتي ناسين أن الضوء بالضوء يذكر.

وأتساءل هنا كم من البهلوانية لزمت هذا الشاعر الحصيف أن يتقافز عبر النص ليتصيّد كلاما ليتمترس خلفه ويواجه الشاعر بأسلوب يبدو متّفق عليه، رافضا وشاعره مواجهةٍ غير متّفقٍ عليها كنت قد أعددت العدّة لإعلانها، بنيّةٍ تحتفظُ بسلامتها لواقعٍ لا سلم فيه. يبتسم الزاهي ابتسامته الصفراء ويتابع مغمغما: "يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالقول: إذا كان الشعر بهذه الأهمية فلتسقط الأرض وليبق الشعر" متجاهلا هذا الزاهي أنّ البعض هم "أنا" وأعود للكتاب للتدقيق والمقارنة حيث أقول في الصفحة 119 في كتابي إسرائليات بأقلام عربية: "إذا كانت الأرض قربان موهبة شعرية مثل محمود درويش، فلتذهب الأرض وليبق محمود" أتابع مباشرة: "ولا أغالي بوضع أسس نظرية كهذه". وشخصيّا ومن خلال قراءات متواصلة لمدة ثلاثة أعوام في مؤسسة الدراسات الفلسطينية أكاد أكون فيها قد فزت بحصيلة وافية من الآراء ووجهات النظر عن محمود درويش، لم أتعثّر قط برأي مماثل وأنا عندما أقول ذلك فلا أخفي أنّ أسلوبي ليس دائما مغرقا في الجديّة بل في أغلب الأحيان يجنح إلى الحس الساخر، فأعجب تماما كيف يتورّط ذاك الزاهي بنظرية اعتباطية كهذه!

بقي المحور الأكثر أهميّة الذي أثاره الزاهي في أواخر الحلقة حيث أشار بشكل ركيك جدا عن حرج الشاعر درويش إذ تتقاطع مواضيع نصوصه مع نصوص لشعراء إسرائيليين، وأشار الشاعر درويش مؤيّدا للفكرة ومؤكّدا حرجه في المشترك الشعري والإنساني بينه وبين الشاعر الراحل منذ وقت قريب /يهودا عميحاي/، وهنا أستطيع التأكيد بدوري أنني أول من أوجد هذه المقاربات وأوضحها، وبيّن سبل التناص بين المناخين الشعريين المتقاربين عند درويش وعدة شعراء إسرائيليين حسبما توفر لدي من ترجمات في مؤسسة الدراسات الفلسطينية وقتها أذكر منها: //دافيد أبيدان- أوري بيرنشتاين- يهودا عميحاي// وعن يهودا عميحاي أقول في الصفحة 175:
"ولو أنّ المنطق الذي يستحثّه درويش في مجازفته الشعرية تلك بقصيدة /عندما يبتعد/ ينطوي على مصداقية أخذ البادرة الصادقة بعين الاعتبار من قبل الضحية للعدو الضيف، لكان في الأمر وجهة نظر قابلة للتفهّم والتداول والمحاولة، إلا أن /العدو/ الضيف لا يكتفي بحسن الضيافة ولا يقيم وزنا لقيمة العهد المُتعارف عليه بين العرب، وللعدو رؤية مختلفة تماما وهذا مقطع من قصيدة /يهودا عميحاي/ يتحدّث عما ينبغي أن ننتبه إليه تماما تماما". واكتفي هنا بهذا القدر، لأقتطف مما جاء في نصّ الدكتور محمد علي شمس الدين حول هذه النقطة بالذات والمنشور في صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 27 تموز 2002 "تحلل غادا القصيدة مقطعاً ومقطعاً، وتورد مقارنات جيدة بينها وبين نصوص لشعراء إسرائيليين، تصل أحياناً لحد التطابق، مثل قصيدة للشاعر يهودا عميحاي عن سارة "سارة تخط الرسائل دون رحمة في بريد البحر/ عن عينيها الجميلتين..".. هل يجدي أن أضيف السؤال الأخير عن الأم؟! ولا أدّعي هنا فرديتي في تلك الإشارة فقد سبق لغيري سؤال درويش عن أمه واقتطف من الصفحة 196 "نعم شربت قهوة أمي، كانت شاهدة على ابنها العائد، وكأنها تعترف بأنه ليس ابنها وحدها بل هديتها إلى الناس".

لاشكّ أن وضوح درويش في إعلان قناعاته أخرجته من دوائر استفهامي الشرس لتضعه على أعلى درجات الإحترام لدي وربما لتزجّ به في أعمق زنزانات الإدانه لدى المشاهد العربي عموما والفلسطيني خصوصا، من جهتي كنت قد بلّغت في كتاب استهلك وقتي وجهدي وألقي ونجاحاتي ليضعني في زاوية معتمة جدا، كدت أكفر بها بكل قضية، وبكل الأوطان، غير أنّ الرسائل التي تلقيتها من الشاعر الفلسطيني أيمن اللبدي وكان السبّاق مشكورا لنشر مقالة عبر موقع الحقائق اقتطف منها: "عليَّ أن أسجِّلَ أولاً اعتذاري للصديقة غادا فؤاد السمان عن جملة المراسلات التي دارت بيننا منذ نحو أربعة أعوام دفاعاً عن درويش ومنجزه الشعري الذي كان متهماً ظنناهُ بريئاً فأدانهُ اليومَ صاحبهُ بنفسهِ، فاعذرينا أيتها الصديقة وليتك تفعلينْ".

أيضا ماكتبه الشاعر العراقي عبدالكريم الكيلاني في موقع موقع دنيا الوطن أورد بعض ما جاء فيه: "ولعل الأديبة غادا فؤاد السمان حاولت إخبارنا وإقناعنا بهذا الأمر الجلل وهي تستعرض بعض الخطوط الحمر التي تخطتها ثلة من الأقلام العربية في كتابها الموسوم (إسرائيليات بأقلام عربية) ومما ورد في كتابها هذه الرسالة التي أرسلها درويش الى إحدى اليهوديات "السيدة شيرلي هوفمان أميريكية- إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في "(..السيدة شيرلي هوفمان أميريكية- إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في مهرجان الشعر العالمي في روتردام. قرأتُ شعرا عن أزقّة القدس، وهي قرأت شعرا عن حجارة القدس. قرأتُ عن تيهنا الجديد، وهي قرأت عن تيهها القديم. ولكنّها عرفتْ ما لم أعرف، قالت: إن أسباب الحروب الدائمة في الشرق الاْوسط هي غيرة النساء، الغيرة التي اندلعت نارها بين جدتهم سارة، وجدتنا هاجر.. ضحك الجمور طويلا.!!!) إلا أننا لم نشأ إيقاظ واستفزاز الوحش النائم في دواخلنا إملا بأن تكون الزميلة غادا مخطئة ولكننا بعد أن سمعنا باذاننا ورأينا بأم أعيننا ماقاله الشاعر الوسيم حد الأقناع محمود درويش لمحاوره زاهي وهبة ليحدث فينا شرخا لا يمكن له أن يوارى وجرحا سحيقا لا يندمل.. والذي زاد الطين بله عن المحاور لم يتطرق للأاتهامات الموجهة للمحاور بل كان يروج لمجموعته الشعرية (لزهر الوز أو أبعد) أملا في لفت الأنظار اليها ومن ثم بيع نسخ أكثر منها متعكزا بدرويش الماضي، وكنا نأمل أن تناقش فيها سيل الاتهامات الموجهة لدرويش من قبل الأديبة غادا فؤاد السمان والواردة في كتابها (إسرائيليات بأقلام عربية) لتبيان وجلاء الحقائق وإقناعنا بعكس ماجاء فيها إلا أنا رأينا تحاشيا متعمدا من قبل الاثنين مكتفين بالمجاملات والألفاظ المنمقة والأيحاءات السلبية فأصبنا بخيبة أمل.. لنستيقظ بعدها حاملين بأعيننا الصور البشعة التي نراها كل يوم في الاراضي المحتلة لنعود بخفي حنين".

أيضا اتصال الشاعر الفلسطيني محمود صالح بعد انتهاء الحلقة مباشرة من مدينة دبي متسائلا: "غادا برأيك ما الذي دفع بزاهي إلى تجاهل كتابك؟ علما أنني تنبهت للربط بين كتابك وسياق الحلقة الذي بدا ردّا على ما جاء في إسرائيليات وليس سوى ذلك، أجبت شخصيا لا أستطيع الجزم سوى أنّ زاهي استطاع أن يتمّ سلسة الإغتيالات بدم بارد ويبدو أن القتل ليس بالسلاح فقط يُمكن أن يكون بالتجاهل كما أخبرني ذات مرّة في نقابة الصحافة عندما استفسرته قائلة زاهي: أذكر أنني أدين لك بالضوء في عدة لقاءات ومحطات وأذكر دائما خطابك اللطيف لي "غادا هل يسمح وقتك لقبول استضافتي في برنامج كذا أو كذا، كنت أجيب وقتها زاهي أنت صاحب فضل كيف تستأذن؟ فما بالك منذ أكثر من عام وأنت تتحاشى مجرّد السلام ما قصّتك؟ أجاب وقتها يعني انتبهت، قلت: بالتأكيد أستطيع الإدعاء أنني على درجة من الذكاء، قال: كنت أبلّغك رسالة المقاطعة عما اقترفته يداك بحق محمود درويش، قلت هنيئا لمحمود درويش بكم، وكان عليه أن يشكرني مليا فلولا هذا الإصدار كيف كان بوسعه أن يدرك استبسالكم في عداوة الآخرين". بقي الإعتراف أنني أدين بالنهوض لأيمن، لعبدالكريم، لمحمود، لسوسن البرغوثي التي كتبت مؤخّرا في العربية نت: "هناك نقاط حقيقية كشفت عنها الأديبة غادا السمان، لتقتحم “التابو” المصطنع في زمن الخرس الجماعي. هذه المحرمات ندركها جيدا ولكن لا نريد أن نظهرها حتى تبقى النجومية تستطع في سماء الأدب العربي، وإنّ الفصل بين الإبداع وبين الوطنية ضروري وهام، وغادا السمان والتي حاولت بعض الأقلام التعرض لها شخصيا، لم تأتِ بهذه المعلومات من كوكب آخر، إنما بناءاً على معلومات استقتها من كتب ومؤلفات نُشرت فعلاً. للأسف نحن أمة نقرّ ونعترف بالنجوم التي عمل الإعلام على إظهارهم، وننسى أن الذهب في باطن الأرض أثمن بكثير مما ظهر. فغادا السمان ليست من الأسماء المشبوهة في عالم الصحافة اللبنانية، دمشقية تعمل بصمت، وقد واكبتُ الظروف القاسية التي عاشتها في مرحلة العكوف على تأليف كتابها المذكور، ولكنها صدقت بالتحري، وفشلت مع العامة التي ارتبط الأدب العربي بشكل عام بأسماء امتلكت البريق"، لي ولاحترام قناعاتي، ولكثيرين بالتأكيد لم يجدوا وسيلة بعد للتواصل معي ليقولوا كلمتهم الفيصل فلولاهم لما كان بوسعي أن أدوّن هذه الطائفة من القرائن الموثّقة، وكنت اكتفيت بموتي المقدّر، وإن لحين. على شاشة رفعت شعار الحقيقة مصداقيّة لها، ويالها من مصداقيّة عندما وضعت على المحكّ.

...
نقلتُ لكم ما كتبته الأديبة الشاعرة / غادا فؤاد السمّان ، و لي تعليقٌ لكن ليس قبل أنْ أقرأ آراءكم ، و قد قمتُ بدعوة الأخت الكريمة للمشاركة الفعلية معنا في المجلة و المنتديات ، و هي تقرأُنا الآن ، على أملِ أنْ تلبّي الدعوة ؛ و إنْ لم تفعل فنحن مِمّن يُحسن الظن و يعذُر ...


...
أشكر بدوري الحبيب / د.حقي على إنهائه مشكلة الدخول بالنسبة لي - عندما طلبت مساعدته - و ذلك بسبب الظروف الفنيّة المعروفة .






 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2006, 06:20 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قلم ما
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي

أنقلُ لكم - أيضـًا - رأيًا يتعلّق بالموضوع لــ

أيمن اللبدي

نائب رئيس تحرير صحيفة الحقائق - المشرف العام على «الحقائق الثقافية»



محمود درويش
أنت يا صديقي شاعر جائزة !!



المسألةُ الآن لم تعد تحتمل كثيراً من الاختلاف حولها لاسيَّما وقد بدتْ واضحة في ثوبها الأخير كرمشِِ العينِ أو أقربْ...!، فبرنامج "خليك بالبيت" للزميل الشاعر والإعلامي زاهي وهبة ليلة الثلاثاء 3 يناير العام 2006 قد وضعنا في البيت فعلاً، طبعاً ليسَ البيت"المنفي" والذي لا علاقة له بأيٍّ من المدن التي سأل عنها زميلنا وهبة شاعرنا محمود درويش الذي بدا في هذه الحلقة محاميَ إدانة أكثر منه محاميَ دفاع ٍ وقد فتح له زاهي المجالَ واسعاً لتقديم دفوعه عن جملة ما أثير حولَ مسلكه الشعري مؤخراً في الناحية الأكثر خطراً معَ اقترانها باسمه ردحاً من الزمن ألا وهي مسألة المقاومة !

هناك قضايا كثيرة سأل عنها زاهي ونقرُّ لهُ أنه استخدمَ دماثةً وحنكةً ليست بغريبةٍ عنه على أيِّ حال وحاولَ أن يضعَ أمامَ درويش فرصاً واضحةً لكي يقولَ وينهي جلبةً عاليةً من حولهِ وهي ذات شعب وأهمها وما يعنينا في مشروع القصيدة المقاومة التي حمل درويش مع غيرهِ شرفَ لقبها طويلاً بما وضعهُ من أثرٍ فيها، ولا شكَّ أن زاهي أيضاً ضمن حساباتهِ كانَ أن يفسحَ المجالَ أمام محمود لتسويق كتابهِ الأخير "كزهرِ اللوزِ أو أبعد" وهذا مما لا غبارَ عليهِ ولن نعلِّقَ كثيراً حولَ معظمِ ما جاءَ في هذا الحوارِ الذي قادهُ زاهي مع درويش بحنكة حيثُ بدا الأخيرُ مهزوزاً عندَ الضغطِ على نقاطٍ معيّنة أثناء الحوارِ دارت حولَ شبهةِ العلاقة بينَ نصِّ درويش وبينَ الطلاقِ مع قصيدة المقاومة.

يحقُّ لزاهي الذي شعرتُ فلسطينيتهِ في هذه الحلقة ربما أكثر مما لدى صاحبنا درويش ليقدمهُ عنها أن يستقدمَ شهاداتٍ حولَ درويش من المطران خضر إلى طلال سلمان إلى الروائي خوري إلى الزميلة الشاعرة الدمثة جمانة حداد ومن شاءَ ولكن عندما أرادَ أن يسألَ في أهمِّ محاورِ هذا اللقاء قرأ واقتبسَ عن مقالٍ للزميل غسان مطر وكنتُ أحسبُ أنَّ زاهي لم يرد كثيراً أن يستقدمَ ملاحظاتٍ هامة في هذا الشأن كتبَ بعضها مؤخراً عدد من الباحثين في بيروت نفسها مثلاً: الزميلة غادا السمّان وفي فلسطين "الجليل" منها الزميل أحمد أشقر في كتابه الأخير "التوراتيات في شعر محمود درويش " والذي قدّم له الصديق بشّار إبراهيم من دمشق وأثارَ عاصفةً مدوية، ولكنَّ زاهي اكتفى بإشارة على أمل أن تنهي جلسة درويش هذه كومة الأسئلة التي كانت لدى هؤلاء لو ُسألوا عمّا لديهم.

حسناً، لا يهمُّ التفصيلُ كثيراً ولسنا في معرضِ الحديثِ عن البرنامجِ ولا آلياته التي يرتضيها ولا في مجالِ تقييم عمل الزميل الشاعر وهبة وكلُّ ذلكَ جميلٌ وبصمةٌ مميزة على أيِّ حال، ولكنَّ المفزعَ المفجعَ هو ما وردَ على لسان صديقنا الشاعر محمود درويش في هذه الجلسة الحوارية وهذه المرة لا يقولنَّ لم أقلْ...أو انتزعت من السياق ..أو وجاءت خطأً في الترجمة..أو جاءت عبر وسيط...!، فالجملُ لم تكن ملتبسة وكانت واضحة إلى أبعد الحدود ولا تحتاجنَّ لكثير من الإضافات تالياً من حولها فالقصّة أصبحت جليةً بلسان صديقنا درويش الذي تمنينا فعلاً أن لا يقولَ ما قالَ وليتهُ سكتْ، وكنا نأملُ حقيقةً أن يضعَ حداً لمزيدٍ من الأسئلة حولَ ما هو ذاهبٌ إليهِ في مشروعه الشعريِّ وعنوانهِ الأبرز الذي كانَ مكرّساً للنهوضِ بهِ من حيثُ تعلم ومن حيث لا تعلم!

دعونا نكونُ واضحينَ تماماً في مسألة الناحية الفنية الشعرية عندَ درويش فهذه مما لا تحتملُ أولاً الإنكارَ ولا التقليلَ من شأن هذه التجربة الغنية ولا هي في ذات الوقت بمنأىً عن النقد الفني الخالص في درس النقد الأدبي من غيرِ تهويلٍ في مكانةِ هذا المنجز باتجاه التصنيم ولا في تقليلٍ من شأنهِ باتجاهِ الإنكار وغبنِ الرجلِ في حقِّه بما أنجز، وهذه على كلِّ حال ليست مجال حديثنا هنا معَ ملاحظةٍ جانبية ٍ أسجِّلُها لدرويش بأنّا من الذينَ كانوا يعدونهُ شعرياً رقماً مميزاً ويعجبونَ بمنجزهِ الشعري على كلِّ حال، وأستطيعُ أن أفرِّقَ بينَ النظرةِ الفنية المحض في هذا الإعجابِ وبينَ النظرةِ العامةِ التي تتقدّمُ فيها مشروعية وقداسة القضية التي تحدَّثَ عنها هذا النصُّ ولا أنكرُ أني من الذين لا يحفلونَ كثيراً بنصٍّّ مهما كان بليغاً وجميلاً ومتقناً إذا تراجعَ أو توارى فيهِ الغرضُ إلى مراتبَ دنيا تستهوي بعضهم في تنميقها بشعارِ الفنِّ للفنِّ أو حسبَ زاهي في حوارهِِ زبدة الشعر "البلدية"! جماليات أيّ فن بالدنيا ليست مقدمة على القضية ولا هيَ تساوي

درويش ردَّ على ما جاءَ في مقال الزميل غسان مطر والذي تلا بعضَ سطورها عليه زاهي بأنه لا... لم يكتب في هذا الاتجاهِ الآن أو مؤخراً كما فهمَ خطأ ربّما غسان مطر وآخرونَ، بل في الواقع هو كتبَ القصيدة صاحبة مشروع "أنسنة العدوَِّ" منذ عام 1967 بالجنديِّ الذي يحلمُ بالزنابقِ البيضاء..!! ولذلكَ فمن وجهة نظر السيد درويش فإن هذه الحملة عليه مؤخراً مجحفةً بحقهِ، فهو لم يتغيّر مؤخراً في نصوصه الأخيرة التي وصفها زاهي مثلاً بالذهاب إلى النثرية والسردية والخفوتِ في لغتها الشعرية ذات النكهة الواضحة في مسارِ المقاومة، وأوضحَ أنهُ صاحبُ مشروع "أنسنة العدوِّ" الذي امتدحهُ عليه الزميل طلال في شهادتهِ، الدفوع التي قدّمها درويش الذي بدا مرتبكاً ومهزوزاً في هذه المسألة تحديداً باعتبارها مربط الفرسِ هي دفوع مضحكة ومبكية في آن..!!

كنت أودُّ سؤال صديقي الشاعر درويش من الذي قالَ بأن مهمة قصيدة المقاومة هي "أنسنة العدوِّ "؟! أو حتى الشعر عموماً عليهِ أن يبدأ من حيثُ الإستراتيجيا ؟ وإذا كانت أقسام الدراسات الإستراتيجية والإعلامية والأبحاث السوسيولوجية القائمة أو التي من المفترض أنها قامت في هذا العالم العربي لم تبدأ من أنسنة هذا العدوِّ فمن أينَ ابتدأت إذاً ؟ وهل وظيفة قصيدة المقاومة هي أنسنة العدوِّ لنعرفَ من نحاربُ ومن نصالحُ !؟ ومن قالَ أن أنسنة العدو- "الشرِّ المطلقِ" كما استعارها زاهي عن الإمام الصدر في محاولةٍ لجعل درويش يصحو من غفوته – هيَ مهمة عاجلة للشعر العربي والشعر الفلسطيني بخاصة في ضوء مجازر هذا العدوِّ الأخيرة ومشاهد الانتفاضة والجدار والعنصرية والتهويد ؟ هل صمت درويش طيلة الانتفاضة لأنهُ كانَ مشغولاً باستكمال مشروع "أنسنة العدو"؟...عليكَ أن تعذرهُ يا إبراهيم طوقان ويا عبدالرحيم محمود ويا أبا سلمى ويا راشد حسين ويا غسان كنفاني ويا كمال ناصر وياعلي فودة ويا ناجي العلي ويا ماجد أبو شرار، فصديقنا درويش اكتشف ما لم تكتشفوهُ بدمائكم..لقد اكتشف أنا بحاجة لأنسنة العدوِّ حتى نفهمَ نوع قاتليكم فهم لم يكونوا من الفضاء الخارجي !؟

مشروع أنسنة العدوِّ في شعر درويش بدا قديماً ولم ننتبه لهُ كثيراً واليوم محمود ينبهنا إليهِ وعلينا أن نعود ونقرأ ما كتبهُ محمود درويش ضمن هذا الإطار أولاً فهو مشروعه الذي أخفاه وميض فلاشات الكاميرات ولعبت بعضُ القوى في الثورةِ الفلسطينية دوراً في استخدام هذا المشروع المقنّع في هذه القصيدة ليوم ما تدارُ فيه معركةُ المساومة بدءً من الاقتراب من أكذوبة "اليسار الصهيوني" التي وظّفت عدداً من الأدوات للقيام بها ويبدو أن أداة محمود درويش الشعرية كانت ضمن هذه الأدوات، هذه مفاجئة من النوع الذي يحسن تسميته بمفاجئة اللامفاجئة ولو كانت من عيارٍ ثقيل.

لماذا ؟! لأّنا في الواقع كنا من الذين رفضوا أن يُصدِّقوا عملية انتزاع عناصر مفاجئيتها تلكَ مبكراً ومنها التي قادتها كتابات الصديقة غادا السمان والصديق أحمد أشقر وغيرهم، يبدو أن عليَّ أن أسجِّلَ أولاً اعتذاري للصديقة السمان عن جملة المراسلات التي دارت بيننا منذ نحو أربعة أعوام دفاعاً عن درويش ومنجزه الشعري الذي كان متهماً ظنناهُ بريئاً فأدانهُ اليومَ صاحبهُ بنفسهِ، فاعذرينا أيتها الصديقة وليتك تفعلينْ!

إذاً يا عزيزي محمود علينا أن نقرأ ريتا من جديد على أنها تحت مشروعكَ أنسنة العدوِّ وكذا الجندي النابغة الذي يحلمُ بالزنابقِ من فوق مجنزرتهِ وهو يطيحُ برؤوس شهدائنا! ويسفكُ دماءَ أطفالنا ويقتلعنا من أرضِ الزنابقِ ؟ وما نشره أخيرأً بعضُ المهتمينَ حولَ نصِّ محادثةٍ هاتفيةٍ بين الشهيد ناجي العلي وبينَ درويش لا يخرجُ عن سياقِ مشروع الدرويشية المؤنسنة للعدوِّ والمقتربة من لعب دورِ السمسرة في قصّة اليسار التي فضحها الشهيد النبيل الفنان ناجي العليّ ! وكذا علينا فعلاً أن نقرأ سجّل أنا عربي على اعتبار أنها اعتراف بمصطلحات العدوِّ المؤنسن عندك! فهي لم تكن للعروبة بقدر ما كانت للابتعاد عن سجّلْ أنا فلسطيني..!!! على كلٍّ تبقى النصوص الخالية من مشروعكَ هذا إن وجدت ملكاً لجدارنا الثقافي الفلسطيني وسنبقيها في هذا الإطار ولكن سنقرأ بتدقيق وتمحيص وعلينا أن نفعل، أترك قضية البيت المنفى والمنفى البيت وأحسب أن "رأيت رام الله" قد سبقت هذه المقاربة أكثر نضجاً بكثير مما وردَ على لسانكَ يا صديقي درويش وليتكَ استعرتها للإجابة عن هذا السؤال.

أتركُ أمرَ مشروعِ "أنسنة العدوِّ" هذا تحت وابلِ الأسئلة التي يجب أن تثار منذ الآن إلى مشروع لازمة أقوى هذه المرة لهذا المشروع وهي لازمة استخدام التوراتيات ضمن سياق طويل فيما يبدو على حساب هذا المشروع، فهيَ بعدَ الأنسنة ستضفي بعداً أخلاقياً من نوعٍ ما على هذا المؤَنْسَنِ حيثُ هو ينتمي إلى هذه التوراة التي تصيحُ مستخدمةً إياها الحركة الصهيونية كقناع منذ بدأت ونحنُ نجهدُ أنفسنا في التفريقِ بينَ هذين النقيضين فعلياً كما تجهدُ مثلاً حركة "ناطوري كارتا" نفسها في القولِ بعكسه، والمفجع في دفوع درويش الساذجة بلغت ذروتها في ردِّهِ على استفسار الزميل زاهي بأن المسلم لا يكونُ مسلماً إن لم يؤمن بالتوراة فهي كالقرآنِ وطالما نقتبسُ ونضمِّنُ من القرآنِ فلمَ لا نفعلُ من التوراة؟! هذه لا يقولُها من لديهِ ثقافة إسلامية بدرجة "مؤلّفة قلوبهم" ومجيئها على هذه الصفة في هذا الحديث أحدثت ارتجاجاً لديَّ في زاوية رؤية هذا الرجل حقاً، يبدو أن درويش لم يسمع بحديث عمر بن الخطاب الشهير مع رسول الله محمد بن عبد الله يوم لقيهُ وفي يديهِ صحيفة من التوراة فاحمرَّ غضباً وألقاها من يدهِ وقالَ لهُ: "يا عمر والله لو أنَّ موسى بن عمرانَ بيننا لما وسعهُ إلا أن يتَّبِعني" !، أسوق هذا في معرض القيمة المعرفية التي تحملُها هذه التوراة حتى لو كانت صحيحة فما بالكَ وهيَ على ما هوَ مثبتٌ من تحريفها أو تزويرها؟!ّ

قضيةُ الإيمانٍِ بالتوراةِ والإنجيل من حيثُ هو ابتداء الرسالة السماوية جزء من عقيدة المسلم لا شكَّ في ذلكَ، وقضيةُ الإيمانِ بالرسالةِ التي نزلت واسمها الإنجيلُ والتوراةُ - بل وأزيدُ درويشَ علماً زبور داود وصحف إبراهيم- هيَ من صلبِ العقيدة الإسلامية، وهنا مسألتان: الأولى أن الإيمان هو إيمانُ توكيد وقبول والثانية: أن الإيمان بالصحة في المنقول المعرفي هو إيمانٌ قائم على الأصل القديم النازلِ قبلَ التحريفِ وعلى ما نسخَ فيهِ تالياً بالقرآن، هذا من الناحية الشرعية التي أملتُ أن يكونَ درويش لديه إطلاع ما حولَها، أم أن يتحوَّل إلى مفتي الديار المؤنسنة للعدوِّ بشعاراتٍ يبدو أنهُ اعتادَ عليها جاءت بحيثُ أكّدت ليَ ما أوردتهُ الصديقةُ غادا في إحدى رسائلها لي وهيَ تنقلُ عن درويش التالية " السيدة شيرلي هوفمان أميريكية - إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في مهرجان الشعر العالمي في روتردام. قرأتُ شعرا عن أزقّة القدس، وهي قرأت شعرا عن حجارة القدس. قرأتُ عن تيهنا الجديد، وهي قرأت عن تيهها القديم. ولكنّها عرفت ْ ما لم أعرف، قالت: إن أسباب الحروب الدائمة في الشرق الأوسط هي غيرة النساء، الغيرة التي اندلعت نارها بين جدتهم سارة، وجدتنا هاجر.. ضحك الجمهور طويلا.!!! مع الاحتفاظ للصديقة غادا بملاحظتها عن تسخيف الصراع إلى حد وصفه بهذه الصورة الساذجة أنه كيد نساء ومساواة الضحية بالجلاد بل تقديم الجلّاد في الأسبقية حقوقاً، لا أستبعدُ إذاً أن سفيرَ الأنسنة للعدوِّ كانَ أيضاً سفيرَ التوراتيةِ في شعرِ المقاومةِ استكمالاً لهذا المشروع.

لا يعنيني كثيراً من أمر إجابات درويش الأخرى حولَ فلسطين الوطن بأنه لا يطربهُ أن يكونَ فلسطينياً ولكنهُ يشعرُ بالفخرِ لأنه فلسطيني طالما لفلسطين قضيّة عادلة وأن فلسطين وطن حملناهُ بالحنين وهيَ ليست الفردوس المفقود !، ولا مسألة كلُّ المدنِ سواسية لديهِ من رام الله إلى باريسَ ولا يجدُ بينَ أيٍّ منهنَّ ونفسهِ رابطاً !، ولا مسألة البيت المنفى ولا مسألة الحرية والسلام معاً ولو تحقَّق ذلكَ وفلسطين التاريخيةُ ناقصة طالما أن هناكَ واقعاً تاريخياً –لا نحبهُ نعم- ولكنهُ قد حدثَ اسمهُ "إسرائيل" وعلينا الاعتراف به !، ولا إجاباته حولَ تشبيه علاقته بعرفات مع علاقة المتنبي بسيف الدولة والشعر بالسياسة وأيٌّ من السلطتين أقوى، ولا أيضاً مسألة أن يُترجمَ ويقرأ أو يكونَ لهُ معارفَ من الشعراء "الصهاينة" يحرجونهُ بكلامهم عن المكان وسوقهم الأدلة على امتلاكهم هذا المكان بلغة شعرية مفحمة ! ولا موضوعة أن ينهضَ إلى مشروع شعريٍّ جديدٍ تختفي فيه الغنائية "الحماسية" والتحريضية وتظهرُ فيه أجواء أخرى ! ولا مسألة أن يتحرر من فلسطين التي تأسرهُ طالما بقيت محتلة – طبعا ولو من الضفة وأريحا- ولا يعني لنا كثيراً عدد من المسائل الأخرى أمام مسألة بالغة الخطورة هي أمُّ الكبائر هنا، مسألة إدانة قصيدة المقاومة من داخلها والانقلاب عليها باسمها.

مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة ليسَ أنسنة العدو بل تعريفه كما هو شيطان من أكثر الشياطينِ خبثاً ودهاءً وطغياناً وسفالةً، مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة تعرية أقنعة هذا العدوِّ وبدءً من يسارهِ المدّعى والذي إن كانَ حقاً يسارياً فلماذا يقبل أن يقيمَ ظلماً وعدواناً مكاني صاحب البيت، فلماذا لا يرحل ويثبت هذه اليسارية أو الطيبة التي وصفها "درويش" ؟، مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة أن تتحدّث عن فلسطين كلّها وتطلبها كلَّها حتى لو تمت عملية تسوية ما لردِّ جزء من المنهوب المغصوب فهذا عملُ سياسة لا نشاط ثقافة ووعي ووجدان، مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة أن تروي التاريخ كما هوَ وأن تفحصَ الحاضرَ كما يجبُ أن يردفَ بشدِّ العزائم وشحذ الهمم وأن ترى المستقبلَ من نافذة الانتصار ونافذة الحرية الحقيقية وليسَ المسوّقة في مشروع "أنسنة" درويش وغيره، وجماليات الشعر وزبدته ليسَ في سكن اللغة المجرَّدة بل في حملِ اللغة المستعدة للانتقال إلى مسرحِ الفعل كما أثبتها أصحابها من عبدالرحيم محمود قائل "سأحمل روحي على راحتي " إلى ناجي العلي صاحب لوحة "محمود خيبتنا الأخيرة"، مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة هو مشروع المشي مع أرجل الصبية الصّغار قاذفي الأحجار ومع أغصانِ اللوزِ وهيَ تأنُّ تحت هدير الجرافات وليسَ أبعدَ من زهرها الذي لم تدعهُ جرافات العدوِّ يزهر أصلاً اللهمَّ إلا أن يكونَ زهركَ اللوزيُّ هذا في بورتوريكو؟! هذا هو مشروع القصيدة الفلسطينية المقاومة ومن عندهُ لها ذبالٌ فليضيءَ به وإلا فليصمتْ.

على درويش ومن يطربُ لما يقولُ أن يفهم تماماً أن شعرَ المقاومة وشاعر المقاومة هي قضية لا تحتملُ البراغماتيات والفذلكات الحزبية والمشاريع الجوائزية الصغيرة، وعيه أن يتذكّرَ كثيراً أن مبتدأ قدميهِ كانَ بفضلِ شعرِ المقاومة لا العكس، وأنَّ جدارنا الثقافي الفلسطيني ليسَ قائماً على رواياتٍ شخصية لأيٍّ من حجارته الصغيرةِ أو من أعمدته –حتى وقت احتسابها كذلكَ - مهما كانت صفتهُ والطريقةُ التي أصبحَ يعدُّ هكذا عليها، وأنَّ مشروعَ أنسنة العدوِّ وتمريرَ توراتياتهِ وحججهِ للعنصرية والبهتان والطغيان والعدوان في قصيدة تحمل اسم فلسطين وما تبقّى من غطاء المقاومة الذي نكثهُ درويش هو خيانة ثقافية وطنية مزدوجة ليس لشعرية القصيدة فقط حيثُ هذه المواضيع تحديداً هيَ منَ السخفِ بمكان أن تشغلَ حيِّزاً في الفضاء الشعري سيما وهذه الشعرية أداة الإدهاش التي يبدو أنها استخدمت في هذا المشروع الموبوء، وليسَ لدماء الشهداء وبالذات من أبناء الحركة الثقافية الفلسطينية من غسان كنفاني إلى ناجي العلي وفودة* الذي كانت أمنية درويش يوم خرج من فلسطين أن يرى الشهيد فودة، بل هيَ سقوط من النوع القاتل - إن استمرأ الإصرارَ عليهِ - والذي يستلزمُ أن نعودَ لما ثبتناهُ عنهُ فنزيلهُ بأنفسنا بحقِّ البحثِ الجادِّ والنظرِ المستفيقِ منَ الطربِ الطارئ، نحنُ لم نسلِّم يوماً بالصنمية على أيِّ حال في المسألة الثقافية والأدبية منها لأحد ولا دعونا لذلكَ وإن كنا سنذهبُ لهذه القداسة فلتكن للشهداء أولاً وأخيراً في ضمير الحركة الثقافية الوطنية الفلسطينية.

محمود درويش لا أصدِّق ما تقول حولَ نوبل وأخواتها، محمود درويش أنت منذ اليوم عندي على الأقل لست كما كنا نحسبكَ من مقدمي فرسان شعر المقاومة إنما أنت الآن بما قلتَ وحتى إشعارٍ آخر شاعر جائزة!

* حسب بعض الأصدقاء هو الشاعر الراحل فواز عيد وليس علي فودة .







 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2006, 06:24 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قلم ما
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي

و أيضـًا أنقل لكم لــ عبدالكريم الكيلاني

الحداثة الدرويشية المؤنسنة

انقشع الغبار وظهر زيف الكلمة المغلفة ببقايا أنين ووجع أمة كاملة اتخذها درويش قناعا ليخفي خلفه وجهاً لم نألفه من قبل ولايمكن القبول به من شاعر كبير كان يوما لسان حال قضية وصوتاً من أصواتها حتى خيّل لنا أن لاقضية فلسطينية بدون محمود درويش ولا محمود درويش بدون قضية فلسطينية .. كنا نراهما وجهان لعملة واحدة .. وتوأمان لانكاد نفرّق بينهما .. أصبنا بالاحباط وبالحزن حين ظهر لنا الشاعر الكبير في برنامج (( خليك بالبيت )) زاهي وهبة ليلة الثلاثاء 3 يناير العام 2006 لمقدمّه زاهي وهبة وهو يتباهى بما لا يكاد يصدق ممتطيا صهوة السراب بدلا من صهوة المجد ممتشقا سيف المراوغة والتظليل بدلا من امتشاقه سيف البطولة والخلود ..
خسرت محبيك وخذلت قرّاءك ومعجبيك ايها ( الرمز ) الذي كنت يوما ما تتوسد شغاف القلوب وتلتحف بالاروح الهائمة من خلال نصوصك المقاتلة كنت فيما مضى تسكرنا حتى الثمالة بكلماتك الصادقة والنافذة كالرصاص في صدور المحتلّين .. فلم آثرت الترّجل عن صهوة المجد ؟ .. لتنزل الى درك مظلم حيث اللا مكان في ضمائر الشعوب العربية ..
(( أنسنة العدو)) مصطلح دافع عنه وروج له بعض من الأدباء الفلسطينين ومنهم غسان كنفاني وإميل حبيبي ومحمود درويش كانت تنظيراتهم في هذا المجال مربكة وغير مفهومة بل غير مقنعة رغم أن التنظيرات قد تخرج الى أرض الواقع بلا وعي وهذا المفهوم لايمت للواقع بصلة والواقع الفلسطيني كان حقلا للتجارب فلو كان العدو حافظا للعهود والمواثيق الدولية والانسانية إتجاه من يحارب نستطيع أن نؤنسنه بأطر لاتخرج عن التقاليد والأعراف المتبعة في هذا المجال إلا أننا على طول الخط وعلى مدى السنين الماضية وجدنا ان العدو الاسرائيلي معبأ بالكامل لمحو فلسطين شعباً وتاريخاً بكل الطرق المتاحة .. لافرق .. فمن القتل الجماعي الى التهجير الى بناء المستوطنات وصولاً الى شراء الذمم والأقلام .. والآن تيقّن لنا هذا بعد ان سمعنا درويش هو يحاول ايهامنا بحداثوية القضية الفلسطينية أدبا على طريقته الخاصة .. ولعله يحسب إنه يستطيع الضحك على الملايين من خلال تنظيراته الهلامية وتحليلاته السفسطائية لواقع ملموس لايحتاج الى منظّر يغيّر من آيدلوجيته أو يشكّل تراكيب التواصل بين الشعوب حسب مفهومه .. فكان بحق جرسا من أجراس عدة تدق ناقوس الخطر لينذرنا بنجاح المخطط الامريكي بعصرنة القضية الفلسطينية مفهوما استعماريا وبالتالي الرضوخ والخنوع لهذا المخطط المسمى بالشرق الاوسط الكبير لتمرير المآرب والمطامع وتوسيع هالهيمنة الامريكية وهذا مانخشاه ..
وقد يقول قائل إن العقل والقلب متلازمان عند الأنسان الوعي لكننا نقول بأن هذا صحيح لكن يمكن للشاعر والقاص والكاتب أن يفرق بينهما حين نعي حجم المخاطر وحجم التحشيد والتعتيم الأعلامي الذي يتمارسه إسرائيل بأياد أخرى لحجب الحقائق ولإسكات الأصوات التي تناهض الأحتلال من خلال شق صف المثقفين العرب واختلافهم على مفهوم المقاومة وهذا ما نراه جليا في الساحة الادبية حاليا

ولعل الأديبة غادا فؤاد السمان حاولت إخبارنا وإقناعنا بهذا الأمر الجلل وهي تستعرض بعض الخطوط الحمر التي تخطتها ثلة من الأقلام العربية في كتابها الموسوم (( إسرائيليات بأقلام عربية ))ومما ورد في كتابها هذه الرسالة التي أرسلها درويش الى إحدى اليهوديات " السيدة شيرلي هوفمان أميريكية - إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في "(( ..السيدة شيرلي هوفمان أميريكية - إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في مهرجان الشعر العالمي في روتردام. قرأتُ شعرا عن أزقّة القدس، وهي قرأت شعرا عن حجارة القدس. قرأتُ عن تيهنا الجديد، وهي قرأت عن تيهها القديم. ولكنّها عرفت ْ ما لم أعرف، قالت: إن أسباب الحروب الدائمة في الشرق الاْوسط هي غيرة النساء، الغيرة التي اندلعت نارها بين جدتهم سارة، وجدتنا هاجر.. ضحك الجمور طويلا.!!!)) إلا أننا لم نشأ إيقاظ واستفزاز الوحش النائم في دواخلنا إملا بأن تكون الزميلة غادا مخطئة ولكننا بعد أن سمعنا باذاننا ورأينا بأم أعيننا ماقاله الشاعر الوسيم حد الأقناع محمود درويش لمحاوره زاهي وهبة ليحدث فينا شرخا لايمكن له أن يوارى وجرحا سحيقا لايندمل .. والذي زاد الطين بله عن المحاور لم يتطرق للأاتهامات الموجهة للمحاور بل كان يروج لمجموعته الشعرية ( لزهر الوز أو أبعد )) أملا في لفت الأنظار اليها ومن ثم بيع نسخ أكثر منها متعكزا بدرويش الماضي .. درويش سجل أنا عربي.. بينما كان المراقبون يأملون أن تكون هذه المحاورة مدخلا لنقاش فكري واسع الثراء يشمل كل المسائل العالقة في خضم أدب المقاومة وكنا نأمل أيضا أن تناقش فيها سيل الاتهامات الموجهة لدرويش من قبل الأديبة غادا فؤاد السمان والواردة في كتابها ( إسرائيليات بأقلام عربية) لتبيان وجلاء الحقائق وإقناعنا بعكس ماجاء فيها إلا أنا رأينا تحاشيا متعمدا من قبل الاثنين مكتفين بالمجاملات والألفاظ المنمقة والأيحاءات السلبية فأصبنا بخيبة أمل .. لنستيقظ بعدها حاملين بأعيننا الصور البشعة التي نراها كل يوم في الاراضي المحتلة ونعود بخفي حنين الى واقع مزر يهان فيه الدم الفلسطيني كل يوم وتستباح فيه الحرمات ونحن لازلنا نناقش ونحلل للتطبيع وننشر مفهوم (( أنسنة العدو )) ليصبح الجلاد إنسانا لايمكن لنا المساس به وخدش شعوره حتى بالكلمة أما الفلسطيني فهو الجاني ويجب عليه السكوت والخنوع امام الغطرسة الاسرائيلية كي لاتخدش أحاسيسه وبالتالي كي يحظى درويش بامتيازات سلطوية ويزيد من رصيده في البنوك السويسرية والاوربية وكل هذا على حساب الانسان العربي الفلسطيني وتحت غطاء الأدب المقاتل والحداثة الدرويشية.







 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2006, 06:30 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قلم ما
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي

علمتُ للتوّ بأن الأخ الكريم / عمر سليمان سبق و أنْ تحدّث عن الأديبة الشاعرة / غادا فؤاد السمان في وقت ليس بالبعيد في أقلام ( تحديدًا في منتدى الأدب العام ) ... فله الشكر الجزيل و لكلّ من حاوره في تلك المساحة المعشبة ، و الشكر موصول للأخ الشاعر / مردوك الشامي لتوضيحِ لبسٍ وقع فيه بعض الأحبّة هناك ...


...
لستُ أنقلُ إلاّ عن قناعة
و بانتظار آرائكم ....







 
رد مع اقتباس
قديم 27-01-2006, 10:45 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي

عودة بعد قراءة مفصلة ان شاء الله







 
رد مع اقتباس
قديم 31-01-2006, 07:07 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قلم ما
ضيف زائر
 
إحصائية العضو






افتراضي

التفت حولك / نحن في أقلام ...

تردّدت كثيرًا في نقل هذا الموضوع ؛ لِما سيحدثه من تباين في الآراء ، و مداخلات ، و مشاكسات ، و وقتُ ( العبد لله ) لا يستوعب و لا لقطرة مِمّا ( توقعتُ من سيل الردود ... ؛ لكنّني قرّرت نشره ، لقناعة شخصية ، عندما وصلني رابطه على البريد من مقرّب .

و لا أُخفيكم ، و لا يخفى على عاقلٍ : أنّني حاولت استدراج البعض مِمّن أثق بقدراتهم للتحاور في هذا البياض بـ بطاقات الشكر ( المستحقة / القاصرة ) ، علّها تكون أوّل قطرات الغيث ... لكنّ شيئـًا من هذا أو ذاك لم يحدث ؛ فأسِفت كثيرًا .

لا ألومُ من فضّل السكوت ، و لا ألوم من انشغل باختبارات جامعية أو مدرسية ، و لا ألوم مَنْ لم يفهم ( و أظنّهم قلة ) ، و لا ألوم من لم يسعفه الوقت لقراءة طويلة ، لكنّني ألوم ( إدارة أقلام ) و المشرفين على هذا القسم خصوصـًا ، و ألوم الشاعر ، و الكاتب ، و المتلقي المثقف بيننا . أنتَ / أنتِ يا من تقرأُ الآن : التفت حولك ، أنحن في أقلام !؟ ، أقلام الثقافة ، و الحوار المثقف ، و الشعر ، و الكتابة ، و الفن ، و الثقافة ، و الوطن ... مرورُ مرآة بصفاء صورة ما تعكس يُعدُّ خللاً في شيء ما حولنا ...

أنا لا أريد من الإدارة أن تقيم مهرجان احتفاء بهذه الحروف ؛ لكنّ من واجبها متمثّلة بمشرفي أقسامها التواصل مع مَنْ يقتطعون مِن أوقاتهم في سبيل التواصل معكم ... إن كنتم أدباء فنحن كذلك ، و إن كنتم شعراء فنحن أيضـًا ، و إن كنتم أهل ثقافة فنحن من تلك العائلة ، و إن كنتم بُسطاء فنحن أبسط ...

لا أجد تفسيرًا ( في أقلام تحديدًا ) لظاهرة التحاور في مواضيع الهامش و إغفال مواضيع المتن في أكثر من موضع ، حتى و إن كنتُ مِمّن شارك في تلك ( التصبيرات ) حتى نجد مواضيعـًا بحجم تطلّعاتنا ، التفت حولك : فـ كم من موضوع مُهم / غاية في الأهمية تراجع للصفحات الخلفية دونما ردّ يتيم يمسح عرقَ حبرِ مَن وشمه على جبين الإبداع ...

لن أُطيل ، فلم يعد هنالك من داعٍ لحرف جديد ، و لم أعد في انتظار ( طبطبة من أحد ) فلو كُنّا على قناعة بجمال المنشور لمَا تأخّرنا ... و لا أريد أن أحْرف مجرى النهر ؛ فالموضوع لو تركناه كما هو - دون تعليق -لما نقص بريقه ، لكنّني وددت أن تزيده حروفكم جمالاً ، حتى و لو اختلفنا فيه ...


رسالة لكلّ قلم اقتنع بالمضمون و لم يُعلّق : درويش و البقية مشغولون بــ أنسنة الشيطان عنك ، فلا تخف مِنْ أنْ يقوم - بعد أنْ تصرخ في وجهه رافضـًا ما آل إليه - أقول لن يُعيق وصولكَ ...

و لا أعتقد أنّ الإدارة الموقّرة لو شارك أحدٌ منها هنا أنّ أحدًا سيقول : أقلام تهاجم درويش !! ، فكلّ كاتب لا يُمثّل إلاّ نفسه ...



...
الأخ / إيهاب أبو العون
عسى أنْ يكون المانعُ خيرًا
فقد طال انتظارنا ....







 
رد مع اقتباس
قديم 31-01-2006, 09:20 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عيسى عدوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عيسى عدوي
 

 

 
إحصائية العضو







عيسى عدوي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى عيسى عدوي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عيسى عدوي

افتراضي

[quote=قلم ما]التفت حولك / نحن في أقلام ...

تردّدت كثيرًا في نقل هذا الموضوع ؛ لِما سيحدثه من تباين في الآراء ، و مداخلات ، و مشاكسات ، و وقتُ ( العبد لله ) لا يستوعب و لا لقطرة مِمّا ( توقعتُ من سيل الردود ... ؛ لكنّني قرّرت نشره ، لقناعة شخصية ، عندما وصلني رابطه على البريد من مقرّب .

و لا أُخفيكم ، و لا يخفى على عاقلٍ : أنّني حاولت استدراج البعض مِمّن أثق بقدراتهم للتحاور في هذا البياض بـ بطاقات الشكر ( المستحقة / القاصرة ) ، علّها تكون أوّل قطرات الغيث ... لكنّ شيئـًا من هذا أو ذاك لم يحدث ؛ فأسِفت كثيرًا .

لا ألومُ من فضّل السكوت ، و لا ألوم من انشغل باختبارات جامعية أو مدرسية ، و لا ألوم مَنْ لم يفهم ( و أظنّهم قلة ) ، و لا ألوم من لم يسعفه الوقت لقراءة طويلة ، لكنّني ألوم ( إدارة أقلام ) و المشرفين على هذا القسم خصوصـًا ، و ألوم الشاعر ، و الكاتب ، و المتلقي المثقف بيننا . أنتَ / أنتِ يا من تقرأُ الآن : التفت حولك ، أنحن في أقلام !؟ ، أقلام الثقافة ، و الحوار المثقف ، و الشعر ، و الكتابة ، و الفن ، و الثقافة ، و الوطن ... مرورُ مرآة بصفاء صورة ما تعكس يُعدُّ خللاً في شيء ما حولنا ...

أنا لا أريد من الإدارة أن تقيم مهرجان احتفاء بهذه الحروف ؛ لكنّ من واجبها متمثّلة بمشرفي أقسامها التواصل مع مَنْ يقتطعون مِن أوقاتهم في سبيل التواصل معكم ... إن كنتم أدباء فنحن كذلك ، و إن كنتم شعراء فنحن أيضـًا ، و إن كنتم أهل ثقافة فنحن من تلك العائلة ، و إن كنتم بُسطاء فنحن أبسط ...

لا أجد تفسيرًا ( في أقلام تحديدًا ) لظاهرة التحاور في مواضيع الهامش و إغفال مواضيع المتن في أكثر من موضع ، حتى و إن كنتُ مِمّن شارك في تلك ( التصبيرات ) حتى نجد مواضيعـًا بحجم تطلّعاتنا ، التفت حولك : فـ كم من موضوع مُهم / غاية في الأهمية تراجع للصفحات الخلفية دونما ردّ يتيم يمسح عرقَ حبرِ مَن وشمه على جبين الإبداع ...

لن أُطيل ، فلم يعد هنالك من داعٍ لحرف جديد ، و لم أعد في انتظار ( طبطبة من أحد ) فلو كُنّا على قناعة بجمال المنشور لمَا تأخّرنا ... و لا أريد أن أحْرف مجرى النهر ؛ فالموضوع لو تركناه كما هو - دون تعليق -لما نقص بريقه ، لكنّني وددت أن تزيده حروفكم جمالاً ، حتى و لو اختلفنا فيه ...


رسالة لكلّ قلم اقتنع بالمضمون و لم يُعلّق : درويش و البقية مشغولون بــ أنسنة الشيطان عنك ، فلا تخف مِنْ أنْ يقوم - بعد أنْ تصرخ في وجهه رافضـًا ما آل إليه - أقول لن يُعيق وصولكَ ...

و لا أعتقد أنّ الإدارة الموقّرة لو شارك أحدٌ منها هنا أنّ أحدًا سيقول : أقلام تهاجم درويش !! ، فكلّ كاتب لا يُمثّل إلاّ نفسه ...



...
الأخ / إيهاب أبو العون
عسى أنْ يكون المانعُ خيرًا

فقد طال انتظارنا ....

أخي الكريم سامحك الله
لقد كنت على وشك مغادرة الشبكة حتى ورطتني بالدخول الى فخك المنصوب فهذ االموضوع ومواضيع أخرى مماثلة كانت تحوم على صدري منذ مدة طويلة... ضاغطة بعنف شديد ولكن الخوف من إثارة الزوابع لن يمنع حدوثها ,,,,والحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال تعرف بالحق ...فشكرا لك على حملي على الدخول الى ساحتك واستميح أخي عذرا أذا ما أطلت وسنبدا بإذن الله

بخصوص انسنة العدو فهذا فكر مطروح على مستوى العالم أجمع وهو نتيجة طبيعية للعولمة المتصدرة وللهزيمة المتكررة لأديولوجيات السلالات الحاكمة المتداعية... الهية كانت أم بشرية ..فترى الأنسان قد تمطى أن رآه استغنى....ولكن لننظر من الزاوية الأخرى لإنني كمسلم ليس عندي أي مشكله مع أي كائن بشري على الأطلاق ...لإن مشكلتي هي فقط مع إبليس واعوانه (الشر المطلق) وهذا لاامل فيه وموعده يوم الدين أما المشكلة الأخرى فهو مع أبناء السلالات الألهية وأنصاف الألهه ... اماالأنسان بشكل عام فهو إما أخي في الأسلام ..وإما على وشك أن يكون... أي انه مجال الدعوه.... ولو افترضنا جدلا.....وهذا سيفتح علينا أبواب جهنم ....لو افترضنا جدلا أن سيد البيت الأبيض او صديقه الذي ينام في غيبوبه قد استيقظا صباح الغد فشهدا أن لا اله الا الله محمد رسول الله ....فلن تكون لي أية مشكلة مع أي منهما.... لهذا اقول إن أنسنة العدو جعلت من السهل وضع استراتيجيات للحوار معه وللسيطرة عليه إذا كان ذلك متاحا...فلم لا...ولنتقدم قليلا لنسأل أنفسنا ماو الذ ي سنخسره نحن كفلسطينيين إذا أنسنا هذا العدو وخلعنا عنه هالة السلالة الألهية المقدسة ....لماذ علي انا كفلسطيني لاجيء طرد من أرضه أ ن أفتخر بداوود المحتل ....وأسب جدي جالوت ....المدافع عن أرضه وعرضه في ذلك الزمن السحيق.. نعم داوود نبي كريم وأنا مسلم ...لكن هل سمعتم او قرأتم ...أن الأسلام قد عرض على جالوت فرفضه ...هل سمعتم أو قراتم أن أهل أريحا شرحت لهم أيات الله فأعرضو عنها....؟ لذا أرى أن نحاول أن ننظر الى المشكله من الزاويه الأنسانية البحته ومحاولة البحث عن الحلول في هذا ألأطار بعد فضح المنطلقات العنصرية المتعالية التي يننطلق منه هذا العدو....فهو لا يعتبرنا بشرا ...و لا يعتبر نفسه كذلك بشرا...فهو من السلالة الألهية المختارة ..ونحن من المسخوطين..المخلوقين لخدمته...لذا وجب وضع الأمور في نصابها والتركيز على انسانية البشر ...واجبار العدو على قبول هذا المنطق هو في الواقع هزيمة ساحقة لكل تراثه الفكري......لذا أرى وجوب التريث في مهاجمة من يطرح مثل هذه الأفكار وانما يجب مقاربتها بالأصرار علىحبس العدو في دائرة البشر وعدم السماح له بارتداء ثوب السماء..مهما كان شكل هذا الرداء....لأننا أصحاب الرداء وورثة الأنبياء جميعا ...لأنهم جميعا كانوا من البشر...مثلنا
أخي الكريم أنا لا أعارض أنسنة العدو من هذا المنطلق....فقط لاغير لنزع هالة السلالة المقدسة عنه وعن أمثاله ليظهر عاريا في صورته الحقيقية محتلا مغتصبا ....لا يلبس من عباءات السماء الآ ثوبا به ألف ثقب

ولنا عودة واسلم لأخيك







التوقيع

قل آمنت بالله ثم استقم
 
آخر تعديل عيسى عدوي يوم 01-02-2006 في 12:47 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط