*بسيطة هي الأشياء التي تسعدنا* - بوح

[أحمد فؤاد صوفي]

إلى جميع الأحبة ،،،
فكرت أن يكون ركني هذا منارة للبوح ، تظهر فيه مكنونات النفس ، التي تعكس بين سطورها تداعيات هذه النفس ورؤيتها وتجاربها في الحياة فتكون مرآة لحقيقة كل منا ، وفي ركننا هذا فالكل مدعو للمشاركة ، حتى نتعرف على بعض ، من خلال بوحنا الحر النابع من القلب ، وبالمناسبة فالبوح يمكن أن يكون سرداً أو نثراً أو شعراً ، لا قيود على ذلك ، وأرجو منكم مزيداً من التفاعل.
تحياتي واحترامي للجميع ،،،
---------------------------
بوح اليوم (1)
*بسيطة هي الأشياء التي تسعدنا*

كم هي بسيطة الأشياء التي تحيي ذاكرتنا وتسعدنا .. قد تكون وردة حمراء فاح عبيرها .. أو تكون كلمة ناعمة سمعتها من حبيب منذ أمد بعيد .. فتشبثت في القلب والوجدان ولم تتركهما مذ ذاك .. أو تكون قبلة بريئة طبعتها حبيبة على وجنة حبيبها في ساعة صفا .. أو قد يكون مشواراً مع الحبيب في بستان تحت شجرة .. علقت التفاصيل في مهجتك ولم تتركها أبداً ..
قد تكون رقصة لم تتجاوز دقائق معدودة .. ولكنها بقيت مسيطرة على تخيلاتك لأكثر من نصف قرن أو يزيد ..
قد تكون كلمة قالها الحبيب في ساعة بوح .. فتغلغلت عميقاً في الروح .. وصارتا معه صنوان لا يفترقان ..
هكذا هو الإنسان .. يعمل ويكد ويجاهد في هذه الحياة .. وتقبع سعادته في أشياء بسيطة .. وردة .. كلمة .. نظرة .. همسة واحدة قد تكفيه العمر كله .. مهما تباعدت المسافات .. ومهما تبدلت الأيام ..

أحمد فؤاد صوفي – اللاذقية - سوريا

[راحيل الأيسر]

جميل جدا ما كتبت هنا أخي المكرم/ أحمد فؤاد صوفي

كنت قد كتبت يوما :

وثق لحظاتك العادية بعدسة الرضا والحمد والشكر ستجد أنك في نعم عظيمة ، وأنك تحظى بالكثير من ركائز الترف والرفاهية التي تستحق منك الوقوف أمامها واقتناصها بعدسة التأمل الأبلغ ..

[راحيل الأيسر]

وكتبت من هذا المنطلق في كوب شاي الصباح :

الاندماج بالعناصر من حولنا
هي حرفة أولي القلم
أحب الشاي في كأس شفافة
كي أراقب امتزاج الماء
بحمرة الشاي ..
كامتزاج الغبش بحمرة الشفق ..
ثم عندما أضع النعناع على طرف الكأس
أشعر بها بدأت تتغنج تغنج الحسناء تزهو بعطرها ..
ويزداد غنجها مع كل ارتشافة
وهي تشعر بتلذذي بها ..

هي لحظات تصنع لي سعادة من نوع ما ، فأنا عيني من تشرب أولا
ثم تمتزج معها الروح برفاهية عالية ..
قبل أن تخرج زهرات المزاج من كمائهما و أشعر بها تتفتح
واحدة تلو الأخرى ..
ينتشر منها عطر نفاذ يجعل الدماغ عال العال ..

[راحيل الأيسر]

هناك أدوية أخرى لما نعانيه من أدواء ..
هناك أدوية أنا أؤمن بأنها ناجعة أكثر و دوما ..
هناك سجدة
هناك دعوة
هناك رضا الوالدين
هناك عناق يهديك عمرا بأكمله
كعناق طفل ، عناق أم ، أخ ، أخت ..
هناك نسمات ذكرى
تحمل لنا من أزقة الذاكرة روائح عتيقة ..
أجسادنا كالفخار
نحن والفخار من الطين ذاته ( ربما )
فخار أجوف مترع بالذكريات التي تحفظ برودتنا / حرارتنا
تحكي للشتاءات قصص الدفء
وتنضح في وجه القيظ زخات باردة ..

تماما كماء
في جوف فخار ..

[راحيل الأيسر]

هي بالتأكيد صفحة تشاركية ..


ضع فيها مشاركاتك أخي
لحظاتك الجميلة

وسأكون معك إن شاء الله

أرعى صفحتك كما كنت أفعل مع كل الزملاء هنا والزميلات ..



لك التقدير والاحترام وعميق الامتنان..


رأيت لك نصا في المنثور
سأدخل إليه إن شاء الله ما أن أفرغ
فالتمس لي العذر حتى حينها ..

[راحيل الأيسر]

ماذا لو كان الحفيف رسالة حب من الأشجار أنها أدمنت إليها خطونا ..
ماذا لو تخلينا - برهة - عن سنوات أعمارنا ..
واختزلناها في ابتسامة شغب
تشبه قفزات الأطفال
ساعة إياب آبائهم بعد عناء العمل .. !

[أحمد فؤاد صوفي]

بوح اليوم (4)

عندما تتعانق الأرواح ،
يسكت الكلام ، وبالصمت تتكلم الجوارح

[راحيل الأيسر]

حين تداعب أنسام المساء خد الدحنون ..
ويستريح يومنا تحت أفياء الأصيل ..

حين ترتعش الورد ما أن يلامسها ندى الأصباح ..
وينهمر النور يغسل حلكة الليل ..

حين تستيقظ التراتيل في جنح الدجى
وتنهض الذاكرة الخضراء
في شحوب الشتاء ..


تلك أشياء بسيطة تسعدنا ..

[أحمد فؤاد صوفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

حين تداعب أنسام المساء خد الدحنون ..
ويستريح يومنا تحت أفياء الأصيل ..

حين ترتعش الورد ما أن يلامسها ندى الأصباح ..
وينهمر النور يغسل حلكة الليل ..

حين تستيقظ التراتيل في جنح الدجى
وتنهض الذاكرة الخضراء
في شحوب الشتاء ..


تلك أشياء بسيطة تسعدنا ..

**
-----------------------------------
السعادة لا شك أنها قريبة من كل منا ، ولكن كثيراً من البشر لا يدركون كنهها ، ولا يستطيعون إيجاد طريقها ، فيبحثون عنها العمر كله ولا يجدونها ، وكأنها سراب غائب..

[أحمد فؤاد صوفي]

بوح اليوم (5)
*ذكرياتنا السعيدة*
آه من الذكريات .. هي ترتبط بقوة بشخص واحد أو أكثر ..
وترتبط بالزمان الذي قد يكون زمناً قريباً ..
أو قد يكون دهراً مضى .. وأما المكان فقد يكون في بستان ..
أو في ركن من أركان البيت ..
أو في قرية أعلى الجبل .. أو في منزل معزول على شاطىء البحر ..
أو في سيارة تتهادى .. أو أن يكون في مقهى دافىء في الشتاء ..
هذه الذكريات لا نصنعها.. ولكنها تصنعنا.. وتصنع لنا حاضرنا ومستقبلنا..
وهي لا تحتاج أية مناسبة خاصة حتى تستقر داخل النفس .. فهي تجتاح القلب فجأة .. فتستقر داخله .. بلا حول من صاحبه ولا قوة ..
هي نجوم مضيئة في حياتنا .. تتشبث بذواتنا .. دوماً في خيالنا ..
نعيش بها .. نكلمها وتكلمنا ..
نسهر بها .. ونعيش لها .. ولا يسعنا القول سوى أنها الحياة ..
تمدنا بقليل من السعادة .. نتجاوز بها ما يمر بنا من عوائق ومحن ..
فلتبحث في ذاتك عن سعادة شعرت مرة بها .. في همسة صدق من حبيب .. في لحظة حقيقة أحسست يوماً بها ..
في ود وقرب تشبثا يوماً بوجدانك وانهمرا ضياءً على روحك ..
فهكذا تدوم الحياة ..


أحمد فؤاد صوفي – اللاذقية – سوريا

[رابح مصطفي]

اللهم ارزقنا جميعا السعادة و راحة البال

[أحمد فؤاد صوفي]

بوح اليوم (6)

*من يسكن القلب لا يغادره أبداً*

سلام من القلب لأولئك الذين تجدهم أمامك كلما ألم بك خطب .. أو أصبت بطعنة في ظهرك .. أو سقطت في إحدى مجريات حياتك .. أولئك الذين لو شعروا بوجود حزن لديك .. فلا يتخلون عنك حتى يمسحونه .. ثم يلاحقونك بإلحاح حتى يَرَوْا بسمتك فوق شفتيك .. ولا يغادرونك حتى يطمئنوا عليك .. هؤلاء هم ميزان الحياة .. بدونهم يصبح العيش ثقيلاً ..