الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-2008, 09:04 PM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: عندما تقرأ أمريكا من التوراة... البعد الديني في السياسة الأمريكية

عندما تقرأ أمريكا من التوراة


المؤلف: يوسف الحسن
الكتاب: البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي- الصهيوني

الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
الطبعة: الأولى
سنة النشر: 1990
عدد الصفحات : 222
(موقع الإسلام اليوم)


عرض / نبيل البكيري

ستون عاماً مضت حتى اليوم من ميلاد مآساة اسمها "القضية الفلسطينة" وأخواتها كفلسطين المحتلة، واللاجئيين الفلسطينيين، والمخيمات الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية، وفلسطينيي الشتات، وفلسطينيي الداخل، وحركات التحرير الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقرارات التقسيم والقرارات الأممية، وهلم جراً من المفردات والمصطلحات التي غدت مادة إخبارية دسمة على امتداد ستة عقود مضت، وهي لم تتغير ولم تتبدل باستثناء المفردات الجديدة التي دخلت هذا القاموس، فيما بعد أوسلو من مفاوضات السلام، وعملية السلام، ومؤتمرات السلام، واتفاقيات السلام، وما هنالك من أسماء لا تدل عل مسمياتها.
وخلال الستين عاماً هذه أيضاً شهد العالم الكثير من الصراعات والحروب والأزمات الكبيرة، والتي لم تعد اليوم مجرد ذكرى تاريخية تدل على حقبة زمنية بكل تفاصيلها وأحداثها، بينما تظلّ قضية ومأساة الشعب العربي الفلسطيني كما هي وعلى حالها، كيوم وُلدت لا حل لها ولا أفق ولا رؤية، على الرغم من كل ما قيل ويُقال من على كل منابر الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية والعربية، باختلاف أسمائها ومسمياتها عن حق شعب سُلبت أرضه وتهجر أبناؤه، وقُتل من قُتل، وأُسر من أُسر منهم.
ومن هنا، يأتي كتاب الباحث والدبلوماسي الإماراتي الدكتور يوسف الحسن ليقف من خلال كتابه هذا "البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي- الصهيوني" الذي يُعدّ رسالته لنيل شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، على بعد رئيسي وشبه غائب عن أذهان الكثيرين من سياسيين وصُنّاع قرار في العالم العربي والإسلامي، والذي وقف، ويقف حجر عثرة أمام تحقيق أي حل أو حتى مجرد أمنية للحل في قضية الصراع العربي- الصهيوني، ذلك هو البعد والخلفية الدينية لحقيقة هذا الصراع القائم، والذي سيستمر على المدى البعيد مالم يطرأ متغير إيجابي ما في الطرف العربي من هذه المعادلة المعقدة.
ويركز الكتاب بشكل رئيس على البعد الديني لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب بشكل عام والصراع العربي- الصهيوني بشكل خاص، وذلك من خلال عرض وتحليل للاتجاهات الصهيونية في الحركة المسيحية الأصولية الأمريكية التي تشكل عنصراً أساسياً في توفير بيئة ملائمة للنفوذ الصهيوني اليهودي، وترسيخ مجموعة من الآراء المتحاملة على العرب في شعور الرأي العام الأمريكي وثقافته، وفي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية "الشرق أوسطية"، الأمر الذي أدى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الانحياز لإسرائيل وحركتها الصهيونية.
ومما يميز الكتاب عن غيره من الكتب في هذا المجال هو المعايشة المباشرة لمعظم أنشطة وفعاليات الحركة المسيحية الأصولية من قبل المؤلف الذي قضى مابين عامي( 1978 -1986 ) كدبلوماسي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ مما أضفى على هذا البحث بعداً موضوعياً أكبر. ومما لفت انتباه الدكتور يوسف لهذا الموضوع الذي أولاه جلّ اهتمامه هو ذلك التركيز من قبل الأصوليين المسيحيين في فهمهم للعهد القديم (Old Testament) على موضوع مركزي منتشر في كل كتبهم من التوراة أو أسفار موسى الخمسة والكتب التاريخية والنبوية، وهو موضوع إسرائيل المحوري وشعبها المختار من قبل الله كعنصر مقدس، وطلب إغاثة الرب له، بالإضافة إلى ملكية هذا الشعب الأبدية للأرض الموعودة المقدسة وهي فلسطين.
وقد تمسك هؤلاء بالنصوص الحرفية للكتاب المقدس وسيّسوا رؤيتهم الدينية، معتبرين أن إسرائيل الواردة في العهد القديم هي إسرائيل المعاصرة في فلسطين، وأن ميلاد إسرائيل عام 1948 في فلسطين هو تأكيد لصلاحيات التنبؤات التوراتية، وعلامة على اقتراب العودة الثانية للسيد المسيح، ويرتكز هذا الإيمان الذي أفرزته عملية الربط التاريخي واللاهوتي بين إسرائيل الواردة في التوراة وإسرائيل المعاصرة على عدد من المعتقدات التي غدت رافداً قوياً لثقافة الشعوب المسيحية الغربية في أوروبا وأمريكا تحديداً، ومن جملة هذه المعتقدات الإيمان بأفضلية الشعب اليهودي المختار، وكذا الإيمان بحقه في أرضه الموعودة في فلسطين، بالإضافة إلى المقولات والتنبؤات المستقبلية، كالعودة الثانية للمسيح والمشروطة بقيام دولة لليهود في فلسطين.
ويرى هؤلاء الأصوليون أن إنشاء وقيام إسرائيل في فلسطين عام 1948، ووجود القدس كاملة تحت الحكم الإسرائيلي لأول مرة منذ أكثر من ألفي عام هما أبرز الإشارات الدالة على أن العودة الثانية للمسيح على وشك الحدوث، وبالتالي فإن كل الأشخاص والمجموعات والدول التي تعارض أو تناهض دولة إسرائيل أعداء الله لأنهم يعوقون النبوؤات التوراتية.

الإنجيليون والصهيونية المسيحية
يشير الكتاب إلى أن الإنجيليين هم المؤمنون بعصمة التوراة، وقبول المسيح منقذاً، وبقدومه الثاني، ومعتقداتهم لا تختلف كثيراً عما يعتقده الأصوليون، كما لا يوجد فروق بينهم تجاه إسرائيل، ودورها المبشر بقدوم المسيح الثاني، وبالتالي ضرورة دعمها والدفاع عنها بكل الوسائل، واعتبار مباركتها من رضا الله "الذي يلعن معارضيها ومنفذيها". ويرى الإنجيليون أيضاً كالأصوليين أن تجميع اليهود في فلسطين وإقامة إسرائيل هو "أعظم إنجاز حدث في التاريخ الحديث" وهو دليلٌ أيضاً على نبوؤات التوراة التي صارت حقيقة.
ويرى المؤلف أن الصهيونية المسيحية عبارة عن مجموعة المعتقدات الصهيونية المنتشرة بين مسيحيين، وبخاصة قيادات وأتباع كنائس بروتستانتية، والتي تهدف إلى تأييد قيام دولة اليهود في فلسطين بوصفها حقاً تاريخياً ودينياً لليهود، ودعمها بأي شكل من الأشكال على أساس أن عودة اليهود إلى الأرض الموعودة "فلسطين" هي برهان على صدق التوراة، وعلى اكتمال الزمان وعودة المسيح ثانية.
ومن هنا انصب اهتمام الكتاب بشكل رئيس لا إلى طبيعة الصهيونية كفكرة ودعوة وحركة يهودية، بل في طبيعة الصهيونية في الفكر المسيحي الغربي، وجذورها في التاريخ الأوروبي، وبعده التاريخ الأمريكي، وصولاً إلى التركيز على كونها وجهاً من وجوه التاريخ الأوروبي والحركة المسيحية الأصولية في كنائس أمريكية معاصرة حيث يسود الاعتقاد مثلما ساد في الماضي، بأن حكم المسيح على الأرض لألف سنة ستسبقه استعادة اليهود لفلسطين.

إعلان بال 1985
يعد إعلان بال الصادر عن مؤتمر قيادات الصهيونية المسيحية المنعقد في آب/أغسطس 1985 على غرار مؤتمر القيادات الصهيونية اليهودية الأول عام 1897 أفضل توضيح لمفهوم الصهيونية المسيحية وطبيعتها وبرنامجها؛ إذ يشير هذا الإعلان إلى أي مدى وصل التأثير اليهودي على العقل المسيحي الذي ظلّ إلى زمن قريب لا يرى في هذا اليهودي إلاّ مجرد مرابٍ قذر ملطخة يديه بدم السيد المسيح. ففي مقدمة إعلان (بال) أعلن المسيحيون الصهيونيون ما يلي: "نحن -الوفود المجتمعين- هنا ممثلون لكنائس عدة، وفي نفس هذه القاعة الصغيرة التي اجتمع فيها منذ (88) عاماً مضت الدكتور ثيودور هارتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الأول، والذي وضع اللبنة الأولى لإعادة ميلاد دولة إسرائيل، جئنا معاً للصلاة ولإرضاء الرب، ولكي نعبر عن ديننا الكبير وشغفنا العظيم بإسرائيل "الشعب- الأرض- العقيدة"، ولكي نعبر عن التضامن معها.. وإننا كمسيحيين ندرك أن الكنيسة لم تنصف اليهود طوال معاناتهم واضطهادهم، وإننا نتوحد اليوم في أوروبا بعد مرور أربعين عاماً على اضطهاد اليهود في الهولوكست- لكي نعبر عن تأييدنا لإسرائيل ونتحدث عن الدولة التي تم إعداد ميلادها هنا في بال".

لماذا كل هذا التصهين؟!
لم تعان طائفة على مدى التاريخ من ظلم واضطهاد وتمييز ما عاناه اليهود في المجتمعات الأوروبية؛ فكما تقول المؤرخة اليهودية (بربارا تشمان) أن جذور الكراهية لليهود في أوروبا وُجدت خلال فترات الحروب الصليبية لأسباب دينية واقتصادية؛ فاليهود في نظر مسيحيي أوروبا هم أعداء المسيح وقتلته، وهاجمتهم الجماهير الشعبية، وبخاصة في انجلترا وأعملت فيهم ذبحاً وتنكيلاً، ومن نجا منهم قام بذبح زوجته وأطفاله ثم قتل نفسه بيديه، كما كانت هذه الجماهير تصادر ممتلكاتهم، ففي تلك الفترة لم تكن فلسطين تُذكر إلاّ على أنها أرض المسيح المقدسة، وظلت كذلك طوال مئات السنين القليلة التالية، وهكذا استمرت فلسطين كأرض مقدسة تحتلّ مكاناً بارزاً في خيال أوروبا المسيحية وطموحاتها سواء لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دينية، في الوقت الذي تبلور فيه الكره المسيحي لليهود عن تشكل ما عُرف بعد ذلك بنظام (الجيتو) أي اعتزال اليهود وفصلهم عمّن يحيطهم من المسيحيين. فذكر لنا التاريخ حملات الطرد التي تعرّض لها اليهود في أوروبا بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر. فطوال هذه الفترة الزمنية لم تكن أوروبا الغربية تنظر إلى اليهود- قبل حركة الاصلاح الديني فيها- على أنهم شعب الله المختار، كما لم تكن تقول إن فلسطين هي أرضهم التي وعدهم الله بها، ولم تكن هناك أية فكرة تدور حول إسرائيل أكثر من كونها "اسماً لدين سماوي وليست كياناً وطنياً".
وبانتهاء القرون الوسطى في الفترة الممتدة على مدى خمسين عاماً قبل وبعد عام 1500 شهد التاريخ عدة أحداث فاصلة قبل فتح القسطنطينة عام 1453، واختراع الطباعة عام 1454، واكتشاف أمريكا عام 1492، وهو نفس العام الذي سقطت فيه الأندلس من يد العرب، وطُرد على أثرها اليهود مرة أخرى إلى فرنسا وهولندا وبريطانيا، وقد كان اليهود أصحاب تجارة كبيرة، مشكّلين بذلك طبقة من الإقطاع التجاري، مما جعل دول أوروبا تتنافس على خطب ودهم.
وفي هذه الأثناء كان هناك انبعاث لحركة إحياء وإصلاح ديني في إطار الكنيسة المسيحية الكاثوليكية عُرفت فيما بعد بحركة المعارضة أو (المحتجون- البروتستانت) (protestants)، وقد سمحت هذه الحركة لأتباعها بفهم الكتاب المقدس مباشرة دون الرجوع إلى رجال الدين في الكنيسة، وهو ما سهّل تحرير الكثير من الأساطير الصهيونية التي تسربت عبر التفسير الحرفي للتوراة، وساعد على تناميها دوافع اقتصادية وسياسية واجتماعية عديدة.
ففي هذه الفترة أمر ملك بريطانيا هنري الثامن ترجمة التوراة إلى الإنجليزية عام 1538 لإتاحة قراءتها من قبل العامة، وبهذا يكون قد وضعت اليهودية تاريخاً وعادات وقوانين لتكون جزءاً من الثقافة الإنجليزية، وتشير في هذا الصدد المؤرخة اليهودية (تشمان) أنه من دون هذا التراث التوراتي كان من المشكوك فيه صدور وعد (بلفور) باسم الحكومة الإنجليزية عام 1917 أو انتدابها على فلسطين، على الرغم من وجود العوامل الإستراتيجية الخارجية حينها.

الأصولية المسيحية الأمريكية المعاصرة
يشير الكتاب إلى أن دور الكنيسة في الحياة الأمريكية وتأثيرها في الثقافة العامة والسياسات العامة تختلف تماماً عما هي في أوروبا؛ ففي أمريكا ترتدي الكنيسة كساء من نسيج وزخرفة أمريكيين؛ فمثلما يتصف الأمريكي بأنه في حالة تغيير وإصلاح مستمرة، فالكنيسة كذلك أيضاً.
ففي هذا المجتمع الحر والمتعدد المذاهب تجد الكنيسة نفسها أكثر انطلاقاً في التعبير عن نفسها في قضايا المجتمع المختلفة، كما أنها تستخدم نفس الأساليب والوسائل التي تستخدمها المنظمات والمؤسسات غير الدينية للتأثير على السياسات العامة، وبخاصة ممارسة الأساليب المسماة بممارسة الضغط (Lobbying).
ولا تقف الكنيسة الأمريكية في تحديد إطارها عند مجرد قادتها من رجال دين وأساتذة لاهوت وإداريين ومشرفين أو عند أتباعها، بل هي نظام (Organism) شمولي الأغراض والنشاطات والعلاقات ورسالتها الدينية غير منفصلة عن الحياة العامة، وغدت حياتها الداخلية مجتمعاً سياسياً له القوة الاجتماعية الضرورية في صنع القرار السياسي، فهي تزود الناس بالمبادئ والإرشادات لمساعدتهم في اتخاذ قراراتهم، ولكونها منظمة مؤسساتية (Institutional)، فهي تساعد أتباعها ومستمعيها في تنمية تعاطفهم وتعاملهم مع المسائل السياسية.
ومن هنا، أتت المقولة التي تصف المجتمع الأمريكي بأنه من أكثر المجتمعات الغربية تديّناً مما يعكسه كثرة عدد المعاهد والمدارس والجامعات الدينية، فضلاً عن العدد الهائل من وسائل الإعلام المختلفة من مقروءة ومرئية ومسموعة، والتي كلها تخضع لملكية الكنائس المسيحية لدرجة أن الحركة المسيحية الأصولية تسيطر على أغلبية شبكة محطات الكنيسة المرئية والمسموعة، ويتلقى نجمان من نجومها، وهما (جيري فولويل) و(بات روبرتسون) أموالاً أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما الحزبان الديموقراطي والجمهوري.
وهكذا فإن الفكر الديني له تأثيرٌ على صانع القرار السياسي، ويساهم في صياغة السياسة الخارجية، وبخاصة من خلال نشاطات بعثات الكنيسة الخارجية، وبرامج مساعداتها في العالم الثالث، ولقد لعبت الكنيسة طوال التاريخ الأمريكي دوراً في السياسة الأمريكية، وأعطت طريقة الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية ولنظامها "صفات مقدسة".

الأصولية المسيحية وصناعة القرار السياسي
لقد انعكس تأثير الحركة المسيحية الأصولية على عدد من صُناع القرار السياسي الأمريكي في فترات زمنية مختلفة، فالرئيس الأمريكي رونالد ريغان تحدث بعبارات توراتية عن إسرائيل، وحقوقها التاريخية في فلسطين، وعبّر عن إيمانه باقتراب نهاية العالم، وحدوث معركة بين الخير والشر (هرموجدون)، مشيراً إلى دور إسرائيل في هذه المعركة واقتراب العودة الثانية للمسيح.
وقد أدى تأثير الكنيسة المسيحية الأصولية في الثقافة العامة للأمريكيين إلى تصوير الصراع العربي- الإسرائيلي في المخيال العام الأمريكي وثقافته على أنه امتداد للصراع التوارتي بين داود وجليات(جالوت) (David & Goliath)، فإسرائيل الفقيرة الصغيرة هي داود الذي انتصر على العرب الأغنياء الأقوياء- جليات- ونادراً ما ذُكر اسم إسرائيل في البيانات الرسمية والصحافة دون وصفها بالصغيرة والفقيرة المحاصرة. فها هو ذا الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر يتحدث أمام الكنيست الإسرائيلي في آذار/ مارس 1979 قائلاً: "لقد آمن سبعة من الرؤساء الأمريكيين وجسّدوا هذا الإيمان بأن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل هي أكثر من علاقة خاصة، بل هي علاقة فريدة؛ لأنها متجذِّرة في ضمير وأخلاق ودين ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه، لقد شكّل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مهاجرون طليعيون ونحن نتقاسم تراث التوراة".






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2009, 04:04 PM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: زاوية الكتاب السياسي

(بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح)
ترجمة وعرض: علاء البشبيشي
الكتاب: بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة: خطة ستنجح
المؤلف: جيمي كارتر
ترجمة وعرض: علاء البشبيشي
الناشر: سيمون أند شوستر
تاريخ النشر: 20 يناير 2009
عدد الصفحات: 256
اللغة: الإنجليزية




تدفع كل المؤشرات في الآونة الأخيرة باتجاه صعوبة تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، على الأقل في المدى المنظور، إلاّ أن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بدا متفائلاً، بشكل رآه البعض مفرطًا، حين أكد أنه (بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة)، مشيرًا إلى إمكانية التوصل إلى تسوية خلال فترة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما.
ربما هو عصر التفاؤل؛ فعلى الرغم من التحديات الجسام التي تواجه أمريكا، على المستويين الداخلي والخارجي، والعنصرية المتأصلة داخل هذا المجتمع، خرج أول مرشح أسود للرئاسة ليؤكد (نعم.. نستطيع)، وها هو كارتر يحذو حذوه، ويرفع شعار (بوسعنا تحقيق السلام في الأرض المقدسة)، بل يستطرد في لهجة الواثق ليؤكد أن هذه الخطة "ستنجح".
أنسب الأوقات

ويرى الرئيس الأمريكي السابق- والحائز على جائزة نوبل للسلام- جيمي كارتر، في هذا الكتاب أن اللحظة الراهنة هي الأنسب لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، لذلك يطرح خطة وُصِفت بـ "الجريئة والشاملة" للوصول إلى هذا الهدف.
ومما يؤهل كارتر للقيام بهذا الدور –وضع خارطة طريق للحل- أنه على دراية وثيقة بكل ما يتعلق بالأرض المقدسة التي كان اهتمامه بها ملحوظًا طيلة حياته، وخاصة خلال العقود الثلاث الأخيرة، وفي سياق عمله كرئيس لأمريكا. وكمؤسس لمركز كارتر، درس الرجل القضايا المعقدة والمتشابكة في صراعات المنطقة، وكان منخرطًا بشكل فعّال في تسويتها.
أضف إلى ذلك معرفته الوثيقة بكل قادة الأحزاب والفصائل في الإقليم.
والرئيس إذ يرى إشارات مشجعة في هذه الأوساط، يصف جهود السلام السابقة، ويشخص الأسباب التي أدت إلى إخفاقها، ويؤكد أن طريق السلام مفتوح الآن، ويحتاج إلى دعم دولي وإقليمي أوسع.
ولأنه لن يكون هناك تقدم في مسار السلام بدون قيادة أمريكية تتسم بالشجاعة والتصميم؛ يرى كارتر أن وقت التحرك قد حان، لا سيما وأن الرئيس أوباما تعهد ببذل جهد شخصي من أجل تكريس ذلك.
جولة تاريخية
أول جملة في الكتاب يقول فيها كارتر: "إن الطريقة المثلى لفهم الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط هي استعراض سريع لتاريخ المنطقة". لذلك تحدث ابتداءً عن تاريخ الصراع بين إسرائيل وجيرانها، مضمنًا ذلك انخراطه الذي استمر (35) عامًا في عملية السلام، آملا أن يتمكن الرئيس الجديد من تحقيق اختراقٍ في سلم المنطقة.
وبجانب درس التاريخ الذي استغرق خمس صفحات ونصف كاملة، حول منطقة الشرق الأوسط، وشمل فترة تقارب الأربعة آلاف عام، ما بين رحلة سيدنا إبراهيم إلى أرض كنعان وحرب الأيام الستة، ركز معظم الكتاب على الأربعين عامًا الماضية من المفاوضات بين إسرائيل وجيرانها. وقد كُرِّست فقرات طويلة ومفصلة للحديث عن الدراما المكثفة للمفاوضات في كامب ديفيد، والتعقيد الذي اتسمت به الانتخابات الفلسطينية عام 2004، وهما الحدثان اللذان كان كارتر على صلة وثيقة بهما.
ويتحدث الكتاب أيضًا عن ريجان، بوش الأب، كلينتون (1981-2000)، ثم يتناول أيام بوش الابن الأولى (2001-2005)، ثم يتطرق للانسحاب الإسرائيلي من غزة، ويسلط الضوء على نتائجه، ثم يتساءل: إلى أي مدى إسرائيل قريبة من أهدافها الكبرى؟! هل يمكن لحماس أن تلعب دورًا فعالًا؟ وهي الأسئلة التي تساهم في تقييم ما وصل إليه الإقليم.
كما مرّ كارتر مرور الكرام –أو المجبرين- على لحظات تاريخية لم يكن بيديه الكثير ليفعله بشأنها؛ فعلى سبيل المثال لم يتجاوز حديثه عن أوسلو- هذا الحدث المفصلي- سوى بضع فقرات، كما لم يعطِ سوى بضع جمل لـ "قمة بيل كلينتون الفاشلة" – على الرغم من أهميتها – مع إيهود باراك وياسر عرفات.
عنوانٌ أكثر دبلوماسية

وكان كتاب كارتر قبل الأخير حول الشرق الأوسط قد أثار هياجًا كبيرًا؛ ويرجع ذلك بشكل كبير إلى عنوانه الذي اعتبره البعض استفزازيًا (فلسطين.. سلام لا أبارثايد). ولسوء الحظ لم تُتَح الفرصة لمناقشة الأفكار المعتدلة التي طُرحت خلال الكتاب. وقد ساهم في ذلك أن مؤلفه هو الرئيس الذي وُصِف بالكاذب والمعادي للسامية والعنصري والمناصر للإرهاب!
كان على الرئيس أن يتعلم الدرس، وقد فعل.. فقد اختار الرجل عنوانًا أكثر دبلوماسية هذه المرة لكتابه الأخير حول الشرق الأوسط، آملا – ربما – أن تتركز النقاشات حول محتوى الكتاب هذه المرة، وليس عنوانه.
ويبدو أن الرجل نجح في ذلك؛ فقد وُصِف الكتاب الجديد بأنه عمل متوازن وعميق، يُعنى أساسًا بالمفاوضات الدبلوماسية منذ العام 1967، حينما فرضت إسرائيل سيطرتها على قطاع غزة والضفة الغربية.
قالوا عنه أيضًا: إنه إضافة عميقٌ فكرُها، ضروريٌ طرحها في هذا السياق، نجح -رغم نحافة حجمه- في تجنب الاتهامات الحزبية المضادة، والخلافات التاريخية التي تشتعل في معظم النقاشات حول الصراع. ووصفه آخرون بأنه كتاب استطاع من خلاله كارتر تقديم حلٍ براجماتي عمليّ للمشكلة، محاولًا أن يقنع الأطراف بأن السنوات القليلة القادمة ربما تكون هي الفرصة الأخيرة لحل الدولتين، قائلاً: "ها قد حان الوقت"، ومطالبًا الرئيس الجديد بالتقدم، مطمئنًا إياه بأن "السلام يمكن تحقيقه".
بعيدًا عن طاولة المفاوضات
وعلى الرغم من تأكيده على أهمية الدبلوماسية الطموحة والسياسات الخارجية، أتت أكثر لحظات الكتاب إمتاعًا بعيدة عن طاولة المفاوضات؛ فقد استشهد كارتر كالعادة بجمل من مذكراته الشخصية، معطيًا القارئ نظرة عن قرب حول كيفية صياغة السياسة الخارجية. بعد مقابلته مع ملك الأردن حسين في أبريل 1977، كتب الرئيس: "دعوا (وزير الخارجية) يقوم بجولة حول المنطقة لاستشارة القادة، وليكن استماعه أكثر من حديثه، ثم بعدها نقوم بوضع أكبر ضغط ممكن على مختلف الأطراف من أجل القبول بالحل الذي نؤمن بعدالته".
هذه التعليقات الصغيرة الشخصية، مزجها الرئيس بدموع مناحم بيجن، وأسلوب خالد مشعل، وعلَّق فوقها سحابة من دخان السجائر الذي كان مكتب رئيس المخابرات المصري معبأ به، ليوصل لنا في النهاية رسالة مفادها: (إن الرجال والنساء المنخرطين في هذا الصراع هم بشر بقدر بشرية من تأثروا به).
خلاصة الحل

هذا الكتاب الذي صدر لتوِّه، يطرح فيه كارتر حلًا بسيطًا ومباشرًا، يتلخص في ضرورة تبني إسرائيل ما يُسمّى "شروط الرباعية"، التي قابلتها إسرائيل بتشكك، وتبنتها مجموعات السلام الفلسطينية، وناشطو حقوق الإنسان في الإقليم (كما يعتقد الكثيرون).
وتتلخص خطة كارتر في اعتناق شروط الرباعية لحل مشكلة الشرق الأوسط، مؤكدًا ضرورة تضمين حزب الله وحماس، وسوريا وإيران في العملية التفاوضية من أجل تحقيق السلام في الأرض المقدسة. كما يرفض الحصار الذي فرضته أمريكا وإسرائيل على حكومة حماس، مطالبًا بضرورة التعامل معها باعتبارها حكومة أفرزتها انتخابات ديمقراطية أشرف عليها الرئيس كارتر بنفسه، وآخرين.
وفي الوقت ذاته لم يتجاهل الرجل الحقائق التاريخية التي تؤكد تجاهل إسرائيل للقرارات الدولية، مستشهدًا بقرار الأمم المتحدة رقم (194) على أحقية عودة اللاجئين، الذين قدرتهم المنظمة بـ (710) ألف فلسطيني، غادروا وطنهم طوعًا أوكرهًا، ثم لم يُسمح لهم بالعودة.
يأتي هذا بالتوازي مع أطروحة أخرى يرى كارتر أنها ستكون ناجعة في تحقيق السلام لكل الأطراف، ألا وهي المبادرة العربية التي يتم بموجبها تطبيع (22) دولة عربية علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
برنامج السلام

وفي الفصل الأخير من الكتاب، المعنون بـ (برنامج من أجل السلام)، يضع كارتر حدود خطته الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من تأكيد الرجل في البداية أنها خطة لابد وأن تنجح، وإشارته في النهاية إلى أنها سهلة ومباشرة، لم تأت أطروحاته بجديد في سياق هذا الصراع، اللهم سوى جعل الأمور أكثر تحديدًا، ووضع مقاربة أكثر براجماتية، وتبني وجهة نظر أكثر انفتاحًا. وهو الأمر الذي أقره كارتر نفسه حين قال إن خطته ترتكز بشكل كلي على الوثائق المنشورة، والتي يعتقد أنها حظيت بقبول كبير لدى مختلف الأطراف، مثل قرار مجلس الأمن رقم (242)، وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية من أجل السلام.
قيمة خطة كارتر، والكتاب عمومًا، تكمن في أنها بداية نقاش، أو باعتبارها نقطة للقفز إلى النقاشات حول كيفية "استبدال البهجة والاحتفال بالألم". وهو ما لا يمكن تحقيقه إلاّ إذا كان كل المعنيين في هذا الصراع بنفس تفاؤل السيد كارتر.
وقفات مع السيد الرئيس

يوصف كارتر بأنه أحد المؤمنين بـ (قوة الدبلوماسية)، وهي الجملة المحورية التي يمكننا بوساطتها الحكم على أطروحاته في هذا الكتاب، بل هي مفتاح شخصية الرجل.
و"قوة الدبلوماسية" التي يؤمن بها كارتر هي التي دفعته إلى اعتناق مبدأين أحدهما: الانفتاح على المقاومة (حماس وحزب الله)، ودول الممانعة (سوريا وإيران)، والآخر "الانخراط في العملية التفاوضية"، وهما الطريقان اللذان يريد كارتر لهما أن يتوازيا، ليصلا في النهاية إلى نقطة الحل الذي يشمل كافة الأطراف.
ومن الإنصاف أن نذكر للرجل مطالبته بإشراك كافة الأطراف في العملية السياسية، بما فيها المنظمات التي تعتبرها أمريكا "إرهابية"، والدول التي تنظر إليها بوصفها "راعية للإرهاب". كذلك اعتباره إسرائيل دولة احتلال، وتأكيده ضرورة إقامة دولة فلسطينية تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
لكن كارتر ينطلق من بعض المفاهيم التي يعتبرها من المسلمات، ويرى أن جميع الأطراف في المنطقة مجمعة عليها، كعرضه شروط الرباعية باعتبارها الحل الذي حظي بمباركة الجميع، والمبادرة العربية بوصفها ضامنة الالتحام بين المتنازعين. وعلى الجانب الآخر يوجد الكثيرون في عالمنا العربي والإسلامي- وخاصة فصائل المقاومة داخل فلسطين- ممن ينظرون إلى هذه الشروط والمبادرات على أنها محل جدل كبير، يحتاج بعضها إلى التشذيب، وبعضها الآخر إلى الإعدام! أضف إلى ذلك مسألة حل الدولتين، والمفاوضات، والتخلي عما يعتبره الغرب عنفًا، ويعتبره أبناء فلسطين المحتلة مقاومة ودفاعًا عن المقدسات. كذلك مطالبته الفصائل المعنية بالتخلي عن قناعة إزالة إسرائيل من الوجود، مقابل منح الفلسطينيين دولة مستقلة، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في عام 67. وهي الأمور التي ربما يتفق كثيرون معها باعتبارها مناورة تكتيكية، وليس إستراتيجية عامة


عالم الكتب / الإسلام اليوم






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 27-02-2009, 04:47 PM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: زاوية الكتاب السياسي

غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان



ديفيد روز

الكتاب:
غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان

المؤلف:
ديفيد روز

ترجمة:
وسيم حسن عبده

الطبعة:
الطبعة العربية الأولى 2007 م

الصفحات:
224 صفحة من القطع المتوسط

الناشر:
دار الأوائل للنشر والتوزيع ـ دمشق ـ سورية

عرض:
محمد بركة


ما أنْ خَلَفَ أوباما بوش الابن على سدة الحكم في أمريكا؛ حتى أصدر تصريحات بشأن معتقل "غوانتانامو"، حيث أنه أكثر السجون إثارة للجدل على مستوى العالم، وعزمه على إغلاقه خلال عام..

ورغم مرور ما يزيد على سبع سنوات على إنشاء معتقل "غوانتانامو"، حيث أنشئ عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فإن هذا المعتقل مازال يثير الجدل والانتقادات من جانب المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية، كما يُطالب كثير من المهتمين بأوضاع حقوق الإنسان بإغلاق هذا المعتقل الذي يرون فيه رمزًا للتعذيب والخروج على القانون الدولي.

وفي هذا الإطار يأتي كتاب: غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان، الذي يحاول مؤلفه ديفيد روز الصحفي في مجلة الأوبزيرفر، إلقاء الضوء على هذا المعتقل، من خلال لقاءات ميدانية أجراها مع حراس ومسؤولين، وكوادر طبية بالإضافة إلى آمر المعتقل.

مؤلف الكتاب هو الكاتب والصحفي البريطاني "ديفيد روز" الحائز على العديد من الجوائز الصحفية، ومنها جائزة "العالم الواحد" لصحافة حقوق الإنسان، وهو من الكتّاب الدائمين في مجلتي: المراقب، وذا أوبزيرفر، فضلاً عن صحيفتي: متاع الدنيا، وفانتي فير البريطانية.

وقد بدأت قصة تأليفه الكتاب عندما زار معتقل "غوانتانامو" ضمن وفد مكون من 250 صحفيًا في أكتوبر 2003م، وكتب عنه مقالة نشرت في صحيفة فانتي فير؛ ثم تابع قضية معتقلي "غوانتانامو" عبر مصادر متعددة حتى تجمعت لديه الخيوط الكاملة للقضية، فنسج منها الكتاب الذي بين أيدينا تحت عنوان: غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان؛ والذي صُدرت طبعته الأولى المترجمة إلى العربية على يدي وسيم حسن عبده عام 2007م، عن دارالأوائل للنشر والتوزيع بدمشق في سوريا؛ ويقع الكتاب في (224) صفحة من القطع المتوسط، مدعومة بملحق صور مكون من ثمان صفحات تؤكد الكثير من الحقائق التي أوردها المؤلف في ثنايا كتابه.

جاءت الطبعة العربية للكتاب مكونة من مقدمة للمترجم قدم فيها لمحة تاريخية موجزة عن تاريخ هذا المعتقل، وسرد روايتين لكيفية سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على هذه القاعدة في الأراضي الكوبية. تقول الرواية الأولى إن قاعدة "غوانتانامو" كانت إحدى غنائم الولايات المتحدة بعد انتصارها على أسبانيا، التي كانت تستعمر كوبا سنة 1898.

أما الرواية الثانية فتقول إن سلطة أمريكا على هذه القاعدة تعود إلى سنة 1903 فقط، حين قبلت كوبا التخلي عنها مقابل إيجار سنوي قدره نحو أربعة آلاف دولار؛ وذلك تعبيرًا عن امتنان كوبا للولايات المتحدة التي ساعدتها في التحرر من أسبانيا. وبغض النظر عن صحة هذه الرواية أو تلك، فإن "غوانتانامو"، التي تبلغ مساحتها 117 كم مربعًا، وفيها نحو 2300 جندي أمريكي، باتت وصمة عار على جبين بلادهم الَّتي تدعي أنها دولة السيادة والقانون.

ثم تأتي بعد ذلك مقدمة المؤلف التي يستعرض فيها بإيجاز كيفية القبض على بعض البريطانيين، الذين كانوا متواجدين لأسباب اجتماعية خاصة، في باكستان وأفغانستان عند بدء الحرب الأمريكية على أفغانستان، وكيف تم نقلهم بصورة لا إنسانية مكبلين بالسلاسل، مغمضي العيون، مسدودي الآذان على متن إحدى طائرات سي 17 العسكرية الأمريكية إلى "غوانتانامو"، بعد رحلة استغرقت 27 ساعة، ليودعوا زنزاناتهم الفولاذية المكشوفة، ذات الأرضية الأسمنتية الصلبة، فيما كان يسمى آنذاك بمعتقل أشعة إكس، والذي تم تحويله فيما بعد إلى معتقل دلتا، ليستكملوا مسلسلاً طويلاً من الإهانة والإذلال والتعذيب.

ويذكر المؤلف في المقدمة الأسباب الكامنة وراء تأليفه لهذا الكتاب، بقوله: يحاول هذا الكتاب الإجابة عن سؤال "رسول" وهو أحد المعتقلين البريطانيين، وكان سؤاله عندما وصل إلى "غوانتانامو" هو: ما هذا المكان بحق الجحيم؟ وأن ينظر في أسئلة أخرى: من هم سجناء غوانتانامو؟ وما هو سبب احتجازهم؟ وما هو موقع "غوانتانامو" فيما يسمى بالحرب على الإرهاب؟ وإلى أي حد كان فعالاً في إنجاز المهمة المرجوة منه؟ وما مدى توافقه مع مزاعم الرموز البارزة في إدارة (جورج بوش) حوله وحول نزلائه؟

وقد سعى المؤلف إلى الإجابة عن هذه الأسئلة عبر صفحات الكتاب، التي جاءت في أربعة أجزاء على النحو التالي:

بدافع الشرف


في الجزء الأول الذي جاء عنوانه "بدافع الشرف" يستعرض المؤلف الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في حق الشعب الأفغاني، بمساعدة قوات رشيد دستم، الحليف الأفغاني للقوات الأمريكية في أفغانستان معتمدًا على مصادر عديدة ممن عملوا في أفغانستان آنذاك تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن خدموا في القوات الأمريكية، فضلاً عمن التّقاهم من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من "غوانتانامو".

وتناول ما دار في لقائه مع آصف إقبال وأصدقائه، الذين كانوا ضمن الدفعة الأولى التي دخلت المعتقل، وصور كيف دخل أولئك السجناء المعتقل فاقدي الوعي، ليصحوا وهم فوق كومة من الأجساد يستنشقون روائح دمها. وروى كيف حاول المحققون إلصاق التهم بهم، وإقناع الآخرين بأنهم قابلوا أسامة بن لادن. لكن جهاز الاستخبارات البريطانية نفى تلك المزاعم بعد ذلك.

وأشار المؤلف في هذا الجزء إلى نقطة مفصلية في أداء السياسة الأمريكية، عندما عرض لشهادة المقدم أنتوني كريستينو الذي تقاعد من الجيش الأمريكي سنة 2004، حيث رأى هذا الأخير أن الجيش الأمريكي وقع في خطأ جسيم بعد حرب فيتنام، حين أهمل ما يسمى بالاستخبارات البشرية، وأهمل أيضًا المهارات المتعلقة باستجواب السجناء، وبدلاً من ذلك ركز على ما يسمى استخبارات الحرب الإلكترونية.

وقد تحدث كريستينو في شهادته أيضًا عن نقطة مهمة، وهي أن الجنود الأمريكيين كانوا يجدون صعوبات كبيرة في التعامل مع سجناء جاؤوا من ثقافة مختلفة عنهم تمامًا، ولاسيما أن المترجمين الذين كانوا يقومون بدور الوسيط بينهم لم يكونوا محترفين أو عسكريين، بل كانوا على الأغلب سائقي سيارات وعمالاً استعان بهم الجيش الأمريكي لكونهم يعرفون لغة بعض السجناء.

وقد تم نقل الأسرى بعد استجوابهم في قندهار أو بغرام بأفغانستان، إلى معتقل أشعة اكس (دلتا) فيما بعد بـ "غوانتانامو" لمواصلة (سيناريو) التعذيب والإهانة والإذلال المخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية، وخصوصًا اتفاقية (جنيف) الثالثة لحقوق الأسرى لعام 1949م، والتي تجرّم كافة الأفعال المهينة لإنسانية الأسرى ..

لماذا غوانتانامو ?


"غوانتانامو" هي قاعدة للقوات البحرية الأمريكية، تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة الكوبية، تبلغ مساحتها (55،116) كلم2 من الأراضي والمياه الكوبية، وقد حصلت الولايات المتحدة على هذه القاعدة كغنيمة حرب انتصرت فيها القوات الأمريكية على القوات الأسبانية التي كانت تستعمر كوبا عام 1898م، حسبما تشير إليه بعض الروايات؛ فيما تشير رواية أخرى إلى أن سلطة أمريكا على "غوانتانامو" تعود إلى عام 1903م، عندما قبلت كوبا التخلّي عنها لجارتها الصديقة آنذاك كبادرة امتنان من الكوبيين على الدعم الذي قدمه لهم الأمريكيون أثناء مقاومتهم للمستعمر الأسباني، وذلك مقابل إيجار سنوي (2000) قطعة ذهبية، تبلغ قيمتها آنذاك (4085) دولارًا أمريكيًا.

وبعد انتصار الثورة الكوبية، وتولي فيدل كاسترو حكم كوبا، طالب الأمريكيين مرارًا باستعادة الجزيرة، ورفض استلام قيمة إيجارها، إلاّ أن الأمريكيين رفضوا طلب كاسترو استنادًا إلى الاتفاقية القديمة، مما جعلها نقطة خلاف رئيسة بين الدولتين.

وقد حرصت الإدارة الأمريكية على أن تجعل "غوانتانامو" مقرًا لاعتقال من وصفتهم بالإرهابيين، لأهداف سياسية أفصح عنها مسؤول رفيع المستوى في البنتاجون، ممن عملوا مع وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد بقوله: جاءت المشورة القانونية بأننا يمكننا فعل مانشاء بهم هناك، فهم سيكونون خارج الصلاحيات القضائية لأي محكمة.

وقد أكّد الرئيس بوش نفسه ذلك الأمر عندما أصدر أمرًا عسكريًا رئاسيًا في نوفمبر 2001م يعلن فيه أنه ستتم محاكمة إرهابي القاعدة من قبل لجان عسكرية خاصة، لا تخضع لأي من القيود المفروضة على المحاكم المدنية؛ كما أكد أنه لن يتم التعامل مع هؤلاء كأسرى حرب بل كمقاتلين خارجين على القانون؛ وبذلك أصبح المعتقلون في "غوانتانامو" مسلوبي الحقوق القانونية، سواء التي يمنحها لهم القانون الأمريكي لأنهم غير محتجزين في سجون تقع في الأراضي الأمريكية أو القانون الدولي، لأن الرئيس الأمريكي لم يعتبرهم أسرى حرب، تسري عليهم اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م، والتي تنص في مادتها 17 على حقوق أسرى الحرب ومعاملتهم.

وقد كان هذ الموقف من الإدارة الأمريكية تجاه المعتقلين مفاجئًا، حتى للأمريكيين أنفسهم لمخالفته للقوانين الأمريكية والدولية؛ ويشير المؤلف إلى أن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول جادل إدارته في هذا الخصوص؛ موضحًا لها مخالفة ذلك لما تسير عليه السياسة الأمريكية، منذ أكثر من قرن من الزمن، كما أنه قد يؤدي إلى تقويض الحماية التي يتمتع بها الجنود الأمريكيون أنفسهم في ظل قانون الحرب، فضلاً عما قد يؤدي إليه من إضعاف الدعم الذي تلقاه أمريكا من الأوروبيين؛ إلاّ أن أيًا من أفراد الإدارة الأمريكية أعار جدال "باول" أهمية، حيث كان صوتًا فرديًا ضد تكتل عزم على انتهاك حقوق الإنسان.

ورغم حرص الإدارة الأمريكية على مخالفة القوانين الأمريكية والدولية بشأن معتقلي غوانتانامو، إلاّ أن ذلك لم يمنع تلك الإدارة من أن تضلل الرأي العام الأمريكي والدولي بشأن ما يحدث في "غوانتانامو" من انتهاكات صريحة ومخالفات واضحة، حيث كان الرئيس الأمريكي يصرّح أمام وسائل الإعلام بالقول: "كمسألة سياسية، فإن القوات المسلحة للولايات المتحدة ستمضي في معاملة الأسرى بشكل إنساني؛ وذلك في مدى يتناسب ويتسق مع الظروف العسكرية، وبأسلوب ينسجم ومبادئ اتفاقية جنيف".

ويختتم المؤلف هذا الجزء من كتابه بالحديث عن الأخطاء الفاحشة التي ارتكبتها الاستخبارات العسكرية الأمريكية بشأن من تم اعتقالهم في أفغانستان، ونقلهم إلى "غوانتانامو"، حيث يشير إلى أن عمليات التحرّي عن المعتقلين، وعمليات استجوابهم من قِبل المحققين الأمريكيين، كانت تفتقر إلى المهارة والدقة والحرفية والموضوعية، نظرًا لأن من قاموا بهذا العمل في أفغانستان كانوا من الخريجين الجدد في مدرسة الاستخبارات العسكرية في ولاية (أريزونا)، ولم تتجاوز فترة تدريبهم 16 أسبوعًا فقط، فضلاً عن اعتمادهم على مترجمين تم التعاقد معهم عن طريق شركات خاصة، وكان أغلبهم ردئ المستوى عديم الخبرة العسكرية. فضلاً عن دافع الكسب المادي، الذي دفع حلف الشمال بقيادة دستم إلى زج آلاف الأبرياء للحصول على المكافأة المالية. ويصل المؤلف مما سبق إلى أن أغلب من تم اعتقالهم ونقلهم إلى "غوانتانامو"؛لم يكونوا إرهابيين كما زعمت الإدارة الأمريكية، وحاولت أن توهم العالم بذلك، بل كانوا أبرياء لم يرتكبوا جرمًا.

أقل الأماكن سوءًا

وفي الجزء الثاني "أقل الأماكن سوءًا" يعرض "ديفيد روز" صورًا تجسد الحياة القاسية التي كان يعيشها سجناء معتقل "غوانتانامو"، حيث يتم انتهاك كل بنود اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحرب، وكل الأعراف والشرائع التي تمنع انتهاك حقوق الإنسان حتى داخل السجن.

وقد خصص هذا الجزء لوصف معتقل "غوانتانامو" بكل ما فيه من: زنزانات، ومساجين، وحراس، ومراكز صحية، وأطباء، ومسئولين. وقد مكّنته زيارته التي قام بها إلى المعتقل ـ ضمن وفد مكون من 250 صحفيًا في أكتوبر 2003م ـ من دقة الوصف، كما مكنته حرفيته الصحفية من الحصول على ما يحتاج إليه من معلومات عبر حواراته مع العناصر البشرية المتواجدة بالمعتقل باستثناء المعتقلين، الذين كانت هناك تعليمات مشددة على الصحفيين بعدم الاقتراب منهم أو الحوار معهم، ورغم أن زيارة المؤلف للمعتقل قد تمت بعد الانتهاء من الأبنية الدائمة له، وتغيير اسمه إلى معتقل دلتا، إلاّ أنه وضع أمام القارئ صورة للمعتقل عند افتتاحه في يناير 2002م، تحت مسمى معتقل أشعة إكس، واستقباله للأفواج الأولى من المعتقلين، الذين قضوا أربعة أشهر ثقيلة في زنزانات الفولاذ المكشوف قبل نقلهم إلى الزنزانات المعدنية سابقة التجهيز، التي ضمها معتقل دلتا.

كما صور للقارئ معتمدًا على مقالة نشرتها صحيفة ميامي هيرالدز، للصحفية كارول روزنبرغالتي، سمح لها مع بعض زملائها الاطلاع على ما يدور داخل المعتقل عند افتتاحه من أعلى تلة مجاورة له عبر مناظير الرؤية؛ وعلى ما صرح به أحد المعتقلين الباكستانيين المفرج عنهم، ويدعى "محمد صغير" إلى صحيفة الغارديان البريطانية، ما كان يحدث في معتقل أشعة إكس عند افتتاحه، حيث كان الأسرى ينقلون من زنزاناتهم إلى مكان استجوابهم وهم مقيدون بالسلاسل على نقالات حديدية، فإذا عادوا إلى الزنزانات حُرّم عليهم الاستناد إلى جدرانها الفولاذية، أو التحدث مع من بجوارهم من السجناء، كما كان يُحرّم عليهم تغطية أيديهم أثناء النوم، الذي كان يتم تحت كشافات ليلية شديدة الإضاءة. كما مُنعوا من الأذان أو الصلاة داخل الزنزانات، وإلاّ تعرّضوا للضرب وتكميم الأفواه. ولم يكن يسمح لهم بإغلاق باب المرحاض أثناء تواجدهم فيه، إذ إن أيديهم اليمنى تكون مكبلة، ويمسك بها الحارس.. إلى غير ذلك من الممنوعات.

ولم يفت المؤلف أن يصف الحالة النفسية المتردية للحراس المتواجدين بالمعتقل، حيث إن أكثرهم يشعرون بالملل، والوحدة، والقلق على أسرهم بالخارج؛ وبعضهم يشكو من كثرة العمل الذي يصل إلى 8 ساعات يوميًا على مدى خمسة أيام في الأسبوع، كما يشكو سوء الخدمات التي تقدم لهم داخل المعتقل، فعنابر النوم ضيقة، ويتكدس فيها ثمانية أفراد، وأماكن الترفيه منعدمة، والاتصال بينهم وبين أهاليهم ليس ميسورًا لارتفاع ثمن المكالمات، ولوجود كبائن الاتصال في أماكن مكشوفة معرضة للشمس.

ويذكر المؤلف أن الحراس كانوا يسلون أنفسهم على هذا الوضع غير الجيد؛ أنهم في هذا المكان بدافع الشرف و دفاعًا عن الحرية.. وعن علاقاتهم بالمعتقلين، نقل المؤلف عن بعضهم أنهم يتعاطفون معهم كونهم بشرًا، ولأن بعضهم يبدو لطيفًا نوعًا ما، ولكنهم عند التعامل معهم ينطلقون من قناعة: أنهم إرهابيون، وأن هناك سببًا وراء وجودهم هنا.

معلومات استخبارية قيمة بشكل هائل

أما الجزء الثالث من الكتاب فقد جاء بعنوان: "معلومات استخبارية قيمة بشكل هائل"، وأوضح فيه المؤلف أن الحصول على المعلومات الاستخبارية من خلال استجواب السجناء هو المبرر الرئيس لوجود معتقل غوانتانامو، علمًا أنه حتى يونيو 2004، أي بعد سنتين ونصف على إنشاء المعتقل لم تتم محاكمة أي سجين. وينقل المؤلف عن اللواء جيفري ميللر، قائد قوى المهام المشتركة، أنه فخور بما تحقق في غوانتانامو؛ إذ استطاع المحققون كشف الهيكلية القيادية لتنظيم القاعدة، وإذا كان ميللر يسهب في الحديث عن سياسة الجزرة التي اتبعها في السجن للحصول على المعلومات، فإنه أغفل الإشارة إلى سياسة العصا والبطش التي مُورست على السجناء أيضًا، وإلى الانتهاكات التي كان الجنود يمارسونها على السجناء مستغلين وجود المعتقل خارج الأراضي الأمريكيّة، وهو الأمر الذي يحرم المعتقلين من كثير من حقوق الاعتراض على ما يلاقونه من وحشية في التعامل.

وقد أورد المؤلف على لسان رجل الاستخبارات الأمريكي ميلتون بيردين يقوم فيه باستجوابات "غوانتانامو" حيث يقول عنها: كانت تستقي عن طريق الأيديولوجية، أي الحاجة إلى تبرير الاعتقالات بحد ذاتها، أكثر مما تعلمته وكالات الاستخبارات من وسائل فعالة لاستخلاص المعلومات من الأشخاص. وقال المؤلف: لقد زعم ميلر و رامسفيلد أن معتقلي غوانتانامو جميعًا كانوا إرهابيين أو داعمين للإرهاب، وهكذا كانت إحدى مهام المحقق الأساسية: أن يوجد أدلة تبرهن صحة ما زعما.

معاني خليج غوانتانامو

وفي الجزء الرابع يحاول المؤلف إبراز الأثر السلبي لمعتقل "غوانتانامو"، وما ألحقه من أذى بسمعة الولايات المتحدة؛ حيث بات لدى سجناء "غوانتانامو" معاني مختلفة لقيم الديمقراطية والحرية والعدالة الإنسانية؛ لأنهم رأوا الوجه الآخر لما تدعيه الولايات المتحدة من إرساء لهذه القيم.

لقد شكل "غوانتانامو" مثالاً نموذجيًا لمحكمة الكنغر أو المحكمة المجحفة. وبات السؤال المهم هو: كيف أمكن للإدارة الأمريكية أن تتصور وتنفذ أفعالاً كهذه؟ وكيف تمكنت من أن تدير ظهرها للقيم التي تأسست عليها الأمة الأمريكية؟!

كما يطرح المؤلف في هذا الجزء من كتابه أمرا في غاية الأهمية، وهو ما يتعلق بصورة المسلم التي شوهتها الإدارة الأمريكية عالميًا، وحاولت إقناع الرأي العام بأنه ذلك الدموي الإرهابي المجرم المدمّر للحضارة والمدنية، وهي مشاعر ساهمت فيها أكثر من جهة، وعلى رأسها اليمين الأمريكي المتطرف المدعوم كنسيًّا لإظهار الرئيس بوش في صورة المخلص أو المنقذ، من خلال دعاية القسس له في الكنائس والبرامج التلفزيونية بأنه يقود حربًا يؤيدها الرب، بل إنه نفسه قد نصب رئيسا من قِبل الرب؛ كما يزعم وليم بوكين معاون، وكيل وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، أحد المسيحيين الأصوليين المؤمنين بتفوق المسيحية على الإسلام، وبالطبيعة المقدسة لمهمة أمريكا في الحرب على الإرهاب حيث يذكر المؤلف أن بوكين هذا وقف واعظًا في ولاية وريغون في يونيو 2003م، مرتديًا لباسه العسكري الكامل، وزعم أن الإسلاميين الراديكاليين يكرهون الولايات المتحدة لأننا أمة مسيحية؛ ولأن أساسنا وجذورنا يهودية مسيحية، أما العدو، فهو الشيطان، وأن الإرهابيين قدموا من إمارات الظلام، وأنهم شياطين .

إن "غوانتانامو" يعكس، حسب المؤلف، معارك أخرى تخاض من أجل روح المجتمع الأمريكي وتوجهاته، فمن جهة هناك المبادئ الدستورية والعلمانية للجمهورية الأمريكية، ومن الجهة الأخرى هناك الاستبدادية المسيحية التي يتحرك بوش من خلالها.

خلاصة القول سيظل غوانتانامو وصمة عار في جبين الولايات المتحدة، حتى لو استفادت منه استخباريًا، لأنها بالتأكيد كانت قادرة على الحصول على ما تريد بطريقة أفضل، ولكن ما فعلته في "غوانتانامو" لا يندرج إلا في خانة واحدة، هي تأجيج معركة صدام الحضارات التي بشر بها هنتنجتون.






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 01-03-2009, 12:45 PM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان




نظرات في مذكرات المرأة الصهيونية الرجل



أحمد بن عبدالرحمن الصويان

الدارس لتاريخ الحركة الصهيونية الحديثة يجد عجائب وغرائب كثيرة جداً، فمن شعب مهين مستضعف مشتت في كلّ أنحاء العالم، يتحول اليهود خلال سنوات قلائل إلى أمّة قوية مهيبة، يتساقط تحت أقدامها قادة المشرق والمغرب.
جولدا مائير ( رئيسة وزراء إسرائيل 1969-1973م) إحدى النساء اللواتي ساهمن مساهمة قوية في قيام دولة إسرائيل، قال عنها بن جوريون أول رئيس للوزراء- عندما عادت من أمريكا محملة بخمسين مليون دولار بعد حملة تبرعات واسعة : " سيُقال عند كتابة التاريخ : إن امرأة يهودية أحضرت المال، وهي التي صنعت الدولة"[ ص 171 من مذكراتها]، بل قال عنها ثانية :" إنها الرجل الوحيد في الدولة!"[ ص 97]، عندما قرأت مذكراتها وجدت دروساً عملية جديرة بالتأمل والنظر، منها:
الأول: ضرورة الإيمان الراسخ بالهدف الذي يدفع للبذل والعطاء، وتحويله من حلم إلى حقيقة واقعة .
الثاني: أن آمال الإنسان لا تتحقق إلا بالإصرار والصبر وطول النفس، واستسهال الصعاب.!
ودعونا الآن نقرأ بعض هذه المقاطع التي لا تحتاج إلى تعليق :
" لقد شعرت أن الرد الوحيد على قتل اليهود في أوكرانيا هو أرض فلسطين، يجب أن يكون لليهود أرض خاصة بهم، وعليّ أن أساعد في تحقيق هذا، لا بالخطب والتبرعات ، بل الحياة والعمل هناك معهم في أرض فلسطين"[ ص 54].
" لقد كانت مسألة العمل في حركة العمل الصهيوني تجبرني للإخلاص لها ونسيان همومي كلها، وأعتقد أن هذا الوضع لم يتغير طيلة مجـرى حياتي في الستة عقود التالية"[ص56].
" لقد كانت ( فلسطين) هي السبب، ولأجلها حضرنا جميعاً، ولأجلها تحملنا المشاق!.. لقد كنت شغوفة في شرح طبيعة الحياة في إسرائيل لليهود القادمين، وأوضح لهم كيف استطعت التغلب على الصعاب التي واجهتني عندما دخلت (فلسطين) لأول مرة، ولكن حسب خبراتي المريرة التي مارستها كنت أعتبر أن الكلام عن الأوضاع وكيفية مجابهتها نوع من الوعظ أو الدعاية، وتبقى الحقيقة المجردة هي وجوب إقامة المهاجرين وممارستهم للحياة عملياً. لم تكن الدولة الإسرائيلية قد أُنشئت بعد، ولم تكن هناك وزارة تعنى بشؤون المهاجرين الجدد، ولا حتى من يقوم على مساعدتنا لتعلم اللغة العبرية، أو إيجاد مكان للسكن، لقد كان علينا الاعتماد على أنفسنا، ومجابهة أي طارئ بروح بطولية مسؤولة!" [ص 71].
" كان الروّاد الأوائل من حركة العمل الصهيوني هم المؤمنون الوحيدون الذين يستطيعون تحويل تلك المستنقعات أو السبخات (!!) إلى أرض مروية صالحة للزراعة، فقد كانوا على استعداد دائم للتضحية والعمل مهما كان الثمن مادياً أو معنوياً..!"[ص 74].
" عندما أتذكر وضع ( السوليل بونيه) [ منظمة يهودية) منذ زمن – أي : منذ 1927م – في مكتبها الصغير في القدس يوم كانت لا تستطيع دفع أجور العمال ، ثم أفكر في وضعها الحالي، والخمسين ألف موظف وموظفة، وبمدخولها الذي وصل إلى 5.2 مليون ليرة إسرائيلية، عندها أحتقر أي شخص يقول أو يُنكر على الصهيونيـة تفاؤلها" [ص95] .
" إننا في اجتماعنا هذا لن نُعيد المسيح إلى الحياة( في زعمهم)، ولكن لا بد لنا من القيام بمجهود لنقنع العالم بما نريده وبما نحن عليه !!" [ ص 99].
" أعتقد أن هناك سببين فقط يمثلان المحنة القومية التي مررنا بها ، أحدهما: الانهيار والاستسلام، والقول: لا أستطيع أن أتابع. والثاني: أن تكشر عن أنيابك وتحارب بكل ما أوتيت من قوة على كل الجبهات التي تواجهك مهما كانت المدة صعبة وطويلة، وهذا بالضبط ما قمنا به في السابق، ونحن قائمون به الآن!" [ ص 120] .
" أدركت أنه لا يكفي لشعب ضعيف أن يثور لكي ينـال عـدلاً مطالبه، أما مبدأ ( نكون أو لا نكون) فعلى كل أمة أن تعمل به وبالتالي تقرر مصيرها بطرقها الخاصة، وعلى اليهود ألا يعتمدوا على أحد من أجل تقرير مصيرهم"[ ص 130].
" لم يُقدم لنا الاستقلال على طبق من فضة، بل حصلنا عليه بعد سنين من النـزاع والمعارك، ويجب أن نـدرك بأنفسنا ومن أخطائنـا الثمن الغالي للتصميم والعزيـمة" [ص 238].
" أخبرت اليهود في جميع أنحاء أمريكا أن الدولة الإسرائيلية لن تدوم بالتصفيق ولا بالدموع ولا بالخطابات أو التصريحات!، إنما يجب توفر عنصر الوقت لبنائها، قلت في عشرات المقابلات: لن نستطيع الاستمرار دون مساعدتكم؛ فيجب أن تشاركونا بمسؤولياتكم في تحمل الصعاب والمشاكل والمشقات والأفراح، صمموا على المساعدة وأعطوني قراركم، لقد أجابوا بقلوبهم وأرواحهم بأنهم سيضحون بكل شيء في سبيل إنقاذ الوطن!!" [ ص 185] .
أرجو من القارئ الفطن أن يقرأ هذا المقطع بتمعُّن شديد، ثم يقارنه بالشعارات الثورية – التي ملأت الأمة بضجيجها وصخبها- لعبد الناصر ومن بعده من قادة التحرر العربي ...!! .
تردد الجموع بكل بلاهة :
من الخليج الثائر .. إلى المحيط الهادر.. لبيك عبد الناصر!
فتجاب بكل استهتار ومهانة: سنرمي إسرائيل في البحر !
والنتيجة هي تحطيم الطيران المصري كله على أرض المطار.. فالقادة يعبثون ويشربون حتى الثمالة، ويتراقصون على أنغام الموسيقى، ولا يدركون ما حدث إلا حينما انتهى كل شيء ..!!
وبعد هذا الإحباط.. حتى تلك الشعارات الثورية سقطت .. وتحركت القلوب الرحيمة تندد بالفدائية ، وتنادي بالسلام وحقن الدماء.. فلا بد أن نتفرغ للبناء، فقد أنهكتنا الحروب .. !
إنها حرب عقيدة، ولن تنتصر الأمّة بشعاراتها النفعية وإعلامها الرخيص، فمتى يدرك الناس أننا قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ؟!. فإما نكون أو لا نكون ..!!
وأحسب أنني في خاتمة هذا المقال في حاجة إلى التأكيد على أن هذا العرض لأقوال هذه اليهودية ليس سببه الإعجاب بها – معاذ الله تعالى -؛ ولكن الهدف هو الإشارة إلى جَلَد هؤلاء الفجار على نشر باطلهم، وتضحياتهم الكبيرة لمبادئهم، على الرغم من كفرهم وضلالهم؛ فأين نحن معاشر الدعاة..؟! ولماذا يُكبل بعضنا بآسار من العجز والضعف..؟! قال الله – تعالى- : " ولا تَهِنُوا في ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُون مِنَ اللهِ مَالا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً"[ النساء: 104].
وها هو ذا عمر الفاروق – رضي الله عنه – يقول : " اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعَجْز التقي !" .






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 26-03-2009, 01:07 AM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان

باراك أوباما ومستقبل السياسات الأميركية



ما هو مستقبل السياسات الأميركية في عهد اوباما؟ الإجابة على هذا السؤال هي موضوع كتاب الباحث والكاتب السياسي الأميركي المعروف بول ستريت. وهو ينطلق من التأكيد أن الكثير من الأميركيين يرون أن باراك اوباما يمثّل «المستقبل» بالنسبة لبلادهم. لكن إلى أي مدى سوف يبقى متأثرا بالسياسات التي سلكتها الإدارات السابقة؟ سؤال يترك المؤلف الإجابة عليه إلى المستقبل.


ويرى المؤلف في وصول اوباما إلى الرئاسة دلالات عميقة تتجاوز ما عداها في التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية، وهو يحلل المسار الصاعد الذي عرفه من أسفل الهرم الاجتماعي وصولا إلى ذروته على ضوء الرهانات المطروحة أمامه على مختلف الأصعدة الطبقية والعرقية والموقف من الحرب ومن مفهوم التوسع الإمبريالي.


ومن أجل توضيح عمق هذه الرهانات وطبيعتها وأثرها الحاسم في رسم المستقبل السياسي للقوة الاميركية العظمى في العالم، يقوم المؤلف بتحديد مكانة اوباما في سياق التاريخ السياسي للأمة الأميركية. ولكن أيضا بتحديد ذلك على خلفية المقارنة بين الرئيس الحالي ورؤساء أميركيين آخرين كانوا قد تركوا بصماتهم على تاريخ أميركا، وفيما هو أبعد منها على التاريخ الإنساني عامة.


مثل روزفلت وجون كندي وغيرهما. كما يتم التركيز على مقارنته مع الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلنتون، على أساس أنه كان آخر رئيس من المعسكر الديمقراطي، وأنه قد قيل الكثير عن إمكانية اعتماد اوباما على الإرث الذي تركه بل وعلى العديد من الشخصيات التي لعبت دورا رئيسيا في ظل إدارة كلنتون.


على صعيد الواقع، تشير التحليلات المقدّمة أن المتغيرات الأساسية التي ستعرفها حقبة اوباما سوف تكون بشكل خاص على صعيد النموذج «الموديل» الاميركي في التعامل مع العالم، وأيضا على صعيد الولايات المتحدة في هذا العالم. وسوف يحرص الرئيس الجديد، بنوع من الاستجابة لما كان قد لقيه من تعاطف لدى شعوب العالم قاطبة تقريبا، على أن يعطي وجها أكثر إنسانية وأكثر شعبية فيما يخص سياسات «الإمبراطورية الأميركية».


الهدف الرئيسي من هذه التوجهات على صعيد السياسة الخارجية الاميركية هو إيجاد المنظور الذي يمكن أن تكتسي فيه الطموحات الرامية للاحتفاظ بمركز القوة العظمى الدولية صيغة «تصالحية»، على غرار شخصية باراك اوباما نفسه. وهو سيقوم، بمعنى ما، بتسويق الفكرة التي كان قد جعلها أحد المحاور الرئيسية في حملته الانتخابية، وهو أنه مرشح «السلام». لكنه لم ينس بنفس الوقت أن يذكّر الجميع أنه ملتزم حتى النهاية بالمحافظة على دور أميركي «راجح» في العالم.


هكذا، وبالإضافة إلى التأكيد على المسار السلمي لأوباما، يؤكد المؤلف أن النهج الاميركي حيال روسيا سوف يتابع في منحى «التشدد» ونفس النهج المتشدد حيال التوجهات القومية - اليسارية في أميركا اللاتينية، أي حيال الخط الذي ينتهجه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والذين يسيرون على خطاه.


ولا يستبعد مؤلف هذا الكتاب أن يصل الموقف المتشدد حيال إيران، رغم اللهجة الجديدة الداعية للحوار المباشر، قد يصل إلى استخدام مختلف الوسائل، بما في ذلك خيار اللجوء إلى القوّة. وهذا ما عبّر عنه اوباما نفسه عندما تحدث عن «جميع الخيارات»، وهذا ما يمثّل استمرارا لنهج الإدارة الاميركية السابقة، ولكن ب«ثوب» آخر.


وما يؤكد عليه المؤلف هو أنه يسعى إلى «الكشف عن آليات ممارسة السلطة» في ظل إدارة اوباما كما تبدو مؤشراتها في الواقع، وليس كما ربما يتمناها أصحاب الدعوات المفرطة في التفاؤل بخصوص توجهات السياسة الاميركية في الفترة القادمة.


ولعلّ أحد أوجه تميّز هذا الكتاب هو القيام بنوع من التقييم النقدي لـ «ظاهرة اوباما» والتأكيد على أنها تأتي في سياق عودة الحياة إلى اليسار الاميركي ممثلا بالحزب الديمقراطي. هذا مع التأكيد على ضرورة فهم ظاهرة «اوباما» عبر سياقها التاريخي والاجتماعي.


وفي المحصلة يؤكد بول ستريت أن اوباما هو نتاج طبيعي ومنطقي للثقافة السياسية الأميركية، كما أنه ليس بعيدا عن الأطروحات الإيديولوجية الديمقراطية. لكن السياق الذي جاء فيه انتخابه بعد السنوات الثماني «العجاف» لجورج دبليو بوش، وما رافق ذلك من ميول «توتاليتارية» على يد المحافظين الأميركيين الجدد، يعطيه، أي لأوباما، العديد من الأوراق الرابحة من أجل القيام بعملية «التحوّل الديمقراطي» الحقيقي في حياة الولايات المتحدة وفي علاقاتها مع العالم الخارجي.


ويرى بول ستريت أن هناك أهمية خاصة اليوم في الولايات المتحدة لردود أفعال المواطنين الأميركيين على عمل رئيسهم الجديد. ذلك أن القوى الاجتماعية و«التاريخية» التي دفعته إلى المقدّمة وأعطته الهالة الكبيرة التي يتمتع بها، لها أيضا الكثير من النفوذ على توجيه مساره. وبالتالي مطلوب منه الذهاب أبعد في سياسات الإصلاح بحيث يتم التوجه نحو «التغيير» الحقيقي الذي كان قد رفعه أثناء حملته الانتخابية. ذلك على خلفية تأكيد المؤلف أن «النظام الاميركي مريض».


وتحتوي الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب عددا من النقاط تشكّل نوعا من «الخطة لما ينبغي عمله»، حسب رؤيته كي لا تبقى الوعود بالتغيير مجرّد كلمات. وهي خطة قريبة من توجهات اليسار بعيدا عن الخطاب «الليبرالي» الذي يرى المؤلف أن الرئيس باراك اوباما يردده، بينما أن المطلوب هو أن يكون مستقبل السياسات الاميركية «تقدميا»، وذلك بمعنى أن يكون «التغيير» نحو إعادة أميركا إلى العالم.. وإعادة العالم إلى أميركا.


المؤلف في سطور


بول ستريت، مؤرخ وكاتب سياسي، يعيش في ايوا بالولايات المتحدة الأميركية، عمل مديرا للأبحاث ونائب رئيس رابطة التخطيط العمراني في شيكاغو خلال سنوات 2000-2005.


من كتبه: «التمييز العنصري في التربية خلال فترة ما بعد الحقوق المدنية» و«الإمبراطورية واللامساواة: أميركا والعالم منذ 11 سبتمبر 2001».


يساهم المؤلف بالكتابة في العديد من الصحف والدوريات الأميركية مثل «شيكاغو تريبيون» و«كابيتال تايمز» و«زد ماغازين» وغيرها.



الكتاب: باراك أوباما ومستقبل السياسات الأميركية


تأليف: بول ستريت


الناشر: باراديغم نيويورك 2009


الصفحات: 272 صفحة


القطع: المتوسط







 
رد مع اقتباس
قديم 26-03-2009, 01:15 AM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان

نساء قائدات سياسيات في إفريقيا




«نساء قائدات سياسيات في إفريقيا» كتاب لمؤلفه روز ماري سكاين عن دور المرأة الإفريقية في الحياة السياسية كما يدل عنوانه. وعلى عكس الصورة السائدة تؤكّد المؤلفة منذ البداية على أن المرأة قد لعبت في إفريقيا دوراً سياسياً مهماً، وهي بالتالي تمتلك «تراثا عريقا» في هذا المضمار.


وتدرس روز ماري سكاين هذا الدور منذ عهد الفراعنة القدامى حيث كانت المرأة قد احتلّت المراكز الأولى في الحياة العامة وفي مقاليد السلطة مرّات عديدة وحتى دور النساء في حركات التحرر الوطني لبلدانها في إفريقيا الحديثة ومرورا بتجارب الملكات، والأمهات الملكات في التاريخ الإفريقي بمجمله.


وتركز المؤلفة في تحليلاتها بشكل خاص على دور النساء اللواتي وصلن إلى احتلال مراكز هامة في الهرم السياسي بالبلدان الإفريقية عن طريق الانتخاب أو اللواتي جرى تعيينهن في تلك المراكز من قبل الحكومات الوطنية. والنهج الذي تتبعه المؤلفة هو تقديم النساء ذات المواقع السياسية على صعيد عموم القارة الإفريقية، ثم على صعيد هذا البلد الإفريقي أو ذاك.


هكذا تقوم بتقديم «تجارب» 11 امرأة إفريقية في مقدمتهن اللين جوهنسون، رئيسة ليبيريا المنتخبة ولويزا دييغو رئيسة وزراء الموزمبيق. وتتبع المؤلفة تحليلاتها بملحقين أحدهما يخص التمثيل النسائي في الكثير من البرلمانات العالمية والآخر يخص بالتحديد عدد النساء ونسبتهن في مختلف البرلمانات الإفريقية.


ولا تتردد المؤلفة في اعتبار وصول السيدة «اللين جوهنسون- سيرليف» إلى رئاسة ليبيريا عبر الانتخابات الرئاسية التي عرفتها البلاد في شهر نوفمبر- من عام 2005 بمثابة منعطف كبير نحو نوع من «الثورة الهادئة» على صعيد القارة الإفريقية كلها. ذلك أنه كانت هي المرّة الأولى التي تصل فيها امرأة إلى هذا المنصب الرفيع خلال التاريخ الإفريقي المعاصر الذي تميّز بسيطرة ذكورية واضحة على الحياة السياسية.


كذلك تقدّم روز ماري سكاين عددا من البراهين انطلاقا من الواقع الملموس في ما يزيد عن عشرة بلدان إفريقية على أن المرأة بدأت «بإثبات وجودها على صعيد المؤسسات العامة» وتخفف بالتالي من ضغط «القبضة الذكورية» على الحياة السياسية.


والملفت للانتباه أن أحد الحجج الرئيسية التي تستخدمها النساء في «معركتهن» السياسية تتمثل في الإشارة إلى واقع «الفساد» الذي جلبته سيطرة الرجال على السلطة في إفريقيا، بالإضافة إلى نشوب العديد من الحروب الأهلية ومن حالة التردّي الاقتصادي وغياب مشاريع وخطط التنمية الحقيقية في إفريقيا منذ عدة أجيال.


إن وصول امرأة إلى الرئاسة في ليبيريا عام 2005 وما تبع ذلك من تنشيط المساهمات النسائية السياسية في عدد من بلدان القارة الأخرى. لم يكن بعيدا عن فكرة سائدة يتم نقلها بما كانت قد أكّدت عليه جمعية نسائية إفريقية تدافع عن حقوق المرأة وجاء فيه: «إذا أقرضتم المال لامرأة إفريقية فإنها سوف تستخدمه في تأمين العيش لأطفالها، وإذا أقرضتم المال لرجل إفريقي فإنه سوف يبدده بلا طائل».


هذا في معرض التأكيد على أن النساء الإفريقيات لديهن «أولويات» غير الرجال.مع ذلك تقيم مؤلفة هذا الكتاب تفاؤلها على أساس مجموعة من المعطيات، وقبل ذلك من الأرقام، التي تدل على تعاظم دور المرأة الإفريقية في الحياة السياسية لعدد من البلدان الإفريقية.


هكذا وبعيداً عن التأملات والتوقعات والتمجيد أحيانا بما تكتبه الصحافة أو ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة عن هذا «الرمز النسائي» الإفريقي أو ذاك، نفهم أنه في شهر فبراير- من عام 2007 كانت نسبة النساء اللواتي يجلسن على مقاعد ممثلي الشعب في بلد مثل رواندة، التي كانت قد عرفت قبل حوالي عشرة سنوات فقط المجازر الشهيرة التي ذهبت ضحيتها مليون شخص، هي 80. 48 بالمائة من مجموع عدد النواب.


هذا يعني أن تلك النسبة كانت أعلى من تلك التي يعرفها بلد مثل السويد، وتعادل أربعة أضعاف ما تعرفه الجمعية الوطنية الفرنسية حيث لم يكن يزيد التمثيل النسائي عن 20. 12 بالمائة. وعبر عملية بحث دقيق تقيم روز ماري سكاين نوعا من التقييم بالوقائع الأرقام عمّا حققه كل بلد من البلدان الإفريقية ال54 على صعيد مشاركة المرأة في الحياة السياسية للبلاد.


وتجدر الإشارة إلى أن هذا القسم من الكتاب يمثل مائة صفحة كاملة زاخرة بالتعليقات وبالإشارات المرجعية. ويبدو في المحصلة أن هناك «صعود» في مشاركة المرأة، وعلى الأقل تقدير هناك نوع من «المراوحة في المكان».


لكن روز ماري سكاين مع تأكيدها على أهمية الإحصائيات، تشير إلى أنه لا ينبغي الإفراط في التفاؤل حول التفسيرات المقدّمة لها. ذلك أن وجود امرأة على رأس المجلس التشريعي في موزمبيق لا يمنع واقع الأحوال المعاشية المتردية في البلاد. ويبقى هناط خطير يتمثل، كما تقول المؤلفة، في أن ينتهي الأمر بالنساء الإفريقيات «الرائدات» اليوم إلى تقليد آبائهن أو إخوتهن أو أزواجهن. وبالتالي تعود إفريقيا إلى «الدورة المفرغة» التي عرفتها منذ أجيال عديدة.


الكتاب: نساء قائدات سياسيات في إفريقيا


تأليف: روزماري سكاين


الناشر: مكفارلاند جيفرسون كارولينا الشمالية 2008


الصفحات: 206 صفحة


القطع: المتوسط







 
رد مع اقتباس
قديم 25-04-2009, 08:51 PM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان

معاهدة وادي عربة




طارق ديلواني


الكتاب: معاهدة وادي عربة .. دراسة تحليلية

المؤلف: محمد عصام عايش

الناشر: دار البيارق – عمان
منذ توقيعها في السادس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1994 لم تلتفت كثير من الدراسات والأبحاث إلى تحليل مضمون المعاهدة ونتائجها وسلبياتها وإيجابياتها إن وجدت.
لكن الصحفي والباحث محمد عايش واحد من الذين بحثوا بحثاً مستفيضاً في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية وإمكانية إلغائها من قبل الجانب الأردني.

وحديث المؤلف في كتابه هذا ليس حديثاً عاطفياً بل دراسة تحليلية موضوعية يتناول بكثير من التفصيل العملية التفاوضية السابقة لمعاهدة وادي عربة الأردنية –الإسرائيلية، والتساؤل الذي يحاول الإجابة عليه مدى نجاح المفاوض الأردني في تحقيق الأهداف المرسومة له في محادثاته مع الطرف الإسرائيلي من مكاسب، وماذا قدّم من تنازلات.

ويقارن محمد عايش ما بين المرتكزات والثوابت والأهداف التي ذهب المفاوض الأردني إلى مؤتمر السلام على أساسها وبين ما حققه في معاهدة وادي عربة معرجاً في لمحة سريعة على الصراع العربي الإسرائيلي.

والمثير في هذا الكتاب القيّم أنه يعرض للدوافع والظروف الدولية والإقليمية التي دفعت الأردن إلى التوقيع على معاهدة وادي عربة، بينما ثمة هناك فصل كامل يتحدث بإسهاب عن مشروعية إلغاء المعاهدة من جانب واحد هو الجانب الأردني، وقد تناول هذه المسألة على الصعيدين الداخلي أي من وجهة النظر الدستورية، والخارجي أي مشروعية القرار في القانون الدولي ووفقاً للمعاهدات الدولية.

وفي الداخل عناوين فرعية كثيرة من قبيل قضية القدس والسلام العادل والشامل وإزالة المستوطنات وعودة اللاجئين، وفي ثنايا بنود المعاهدة مصطلحات ومفردات مهمة من قبيل الاعتراف والأراضي المؤجرة والأمن ومكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

والخلاصة التي يخلص إليها المؤلف أن خيار التطبيع الشعبي مرفوض تماماً
وإن مكاسب هذه المعاهدة جاءت أقل من التوقعات بكثير، لكن الأهم هو أن (12) سنة من التطبيع الرسمي لم تفلح في حث الأردنيين على تقبّل الإسرائيليين بقدر ما أخرجت الأردن من دائرة الصراع مع العدو الصهيوني وحيّدته تماماً، فكانت هذه المعاهدة التي ظلت حبراً على ورق بمثابة إعطاء شرعية لإسرائيل مجاناً دونما أي مقابل .
وخلافا للموقف الشعبي الرافض للمعاهدة وفي اتساق مع الرأي الرسمي يرى البعض أن " وادي عربة" منحت الأردن نصراً إستراتيجياً بعيد المدى تمثل بإبعاد فكرة الوطن البديل وترسيم حدوده لأول مرة مع "إسرائيل" التي ترفض الإقرار بحدود جغرافية، مدفوعة بنوايا توسعية منذ بسطت هيمنتها على فلسطين، وأعلنتها الأمم المتحدة دولة عام 1948.
والاهم أن المعاهدة أخرجت الأردن "من عزلته السياسية منذ حرب الخليج الثانية، وجعلت منه حليفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة من خارج منظومة حلف الأطلسي بعد أن كان في دائرة السهام الأمريكية.

وفي الحديث عن المكاسب الأردنية من هذه المعاهدة يبدو أن الأمور بقيت على حالها خاصة فيما يتعلق بالقضايا الشائكة بين الطرفين؛ فاقتصادياً مثلاً ذهبت عشرات الوعود بإقامة مشاريع ضخمة وإحداث انتعاش في السوق الأردني أدراج الرياح بعدما اكتشف الأردنيون أن الطرف الوحيد المستفيد اقتصادياً من هذا السلام هم الإسرائيليون.
فلم تتحقق مشاريع المطار المشترك في العقبة ومحطات تحلية المياه ومشروع سحب مياه الأحمر إلى البحر الميت، كما لم يحصل الأردن على حصته من المياه والتي تُقدّر ب (50) مليون متر مكعب سنوياً بحسب المعاهدة .

أما داخلياً فقد انعكست معاهدة السلام مع"إسرائيل" سلباً على الداخل الأردني من جميع النواحي؛ إذ تراجعت الحريات، وانخفض هامش الديموقراطية على أساس أن القضية المركزية للمعارضة الأردنية وقوام مبادئها هو رفض التطبيع مع إسرائيل .
وأصبحت تداعيات المنطقة وحراكها مسوّغاً على الدوام للتضييق، وهاجساً للحفاظ على الأمن .
فتعرضت قوانين متعلقة بالحريات العامة للتعديلات، من أهمها قانون الاجتماعات العامة الذي يحظر التظاهر إلا بضوابط، وقانون المطبوعات والنشر، وقانون الانتخابات (الصوت الواحد) الذي هدف لتحجيم الإسلاميين والمعارضين في الساحة الأردنية .
هذا فضلاً عما أسهمت فيه هذه المعاهدة المشؤومة من إلغاء وتغيير للعديد من القوانين الأردنية لتنسجم مع واقع السلام واستحقاقاته في المنطقة ككل من قبيل دخول الأردن في بعض الاتفاقيات الدولية، كالاتفاقيات المتعلقة بالإرهاب ومكافحته، والتي برزت كظاهرة قانونية وسياسية عقب عملية السلام.


عالم الكتب: الإسلام اليوم






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 10-05-2009, 01:53 AM   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان

كتاب ـ السلام الممكن في الأرض المقدسة ـ الحلقة (1)
وصول أوباما للرئاسة يوفر فرصة حيوية لتسوية الصراع
تأليف :جيمي كارتر



يكتسب هذا الكتاب أهميته من الدور الذي لعبه المؤلف جيمي كارتر خلال توليه مهام الرئاسة في البيت الأبيض بالولايات المتحدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث نجح في جمع قيادات مصر وإسرائيل على نحو أسهم في التوصل إلى أول اتفاقيات لتسوية الصراع وهي اتفاقية كامب ديفيد والتي كانت بمثابة المدشن الحقيقي لسلسلة من التسويات على المسارين الأردني والفلسطيني كان لها تأثيرها في تغيير طبيعة الصراع. فضلا عن ذلك فإن المؤلف لم يكتف بما اعتبر ـ من قبل جهات عديدة ـ نجاحاً خلال فترة رئاسته وإنما واصل اهتمامه بالصراع الأمر الذي يبدو واضحاً في إنشائه مركزاً للأبحاث واصل من خلاله دراسته لكافة أبعاد القضية، إلى جانب معرفته بكل القادة الفاعلين تقريباً في المنطقة على النحو الذي يجعله يقدم رؤية أقرب إلى المنطق بشأن مسار الصراع في المنطقة.




وإذا كان كارتر لم يكد يرتاح من العاصفة التي أثارها كتابه السابق حول فلسطين.. سلام وليس فصلا عنصريا الذي أغضب إسرائيل ومؤيديها فإنه يستغل فرصة وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض ليقدم ما يراه ملامح خطة عريضة لتحقيق السلام تتمتع وفق رؤيته بإمكانية التنفيذ على أرض الواقع. من عنوان الكتاب نبدأ فنشير إلى أنه نظراً لطوله بشكل قد لا يكون مستساغاً لقارئ العربية فقد فضلنا ترجمته على النحو المشار إليه السلام في الأرض المقدسة.. خطة قابلة للتطبيق ما يشكل جوهر رؤية المؤلف في إمكانية تحقيق السلام على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي من خلال التوفيق بين مجموعة الجهود والمبادرات التي قدمت على هذا الصعيد بالشكل الذي يحاول معه استخلاص ملامح خطة يرى أنها قد تكون مقبولة من أطراف الصراع المختلفة.




وفي معرض شرحه لمهمته من خلال الكتاب يذكر المؤلف أنه من خلال مؤلفه الذي نعرض له يقدم كتابا آخر عن الشرق الأوسط في ضوء حقيقة أن هناك رئيسا جديدا ؟ باراك ـأوباما - يتولى مقاليد الأمور في الولايات المتحدة ويواجه فرصة رئيسية ـ فضلاً عن المسؤولية ـ لقيادة الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى وضع حد للصراع بين إسرائيل وجيرانها العرب، مؤكدا على حيوية تلك الفرصة بأن وقتها الآن وسط ظروف عديدة تقول إن تحقيق السلام بات أمرا ممكنا.




دور أميركي محوري ... ويشير المؤلف في معرض توضيحه لفكرته أن الطريق الطبيعي لحل النزاعات في صندوق يجب أن يكون عبر الزعماء السياسيين في إسرائيل وسوريا ولبنان بمساعدة لا بد منها من قبل مصر وبعض الأقطار العربية الأخرى والمجتمع الدولي. ومع ذلك فإنه على مدى الخمسين عاما الماضية فإنه جرى الاعتراف بالولايات المتحدة كمحاور رئيسي يمكن لها أن تقدم الدليل والتشجيع والمساندة لأولئك الذين يريدون الوصول إلى أرضية مشتركة. ولسوء الحظ، فإن معظم القادة في واشنطن لم يتسموا بالفعالية في مساعدة الأطراف المختصة على الوصول إلى سلام فيما بينهم. فيما جعلوا من الصعب على أطراف أخرى وسطاء مثل أوروبا والشرق الأقصى والأمم المتحدة التدخل والتوسط من أجل حل النزاع.


ويؤكد كارتر على أن الجهود التي تبذل من أجل السلام يجب ألا يتم النظر إليها على أنها أمر ميئوس منه، مشيرا إلى أن خمس الحاصلين على جائزة نوبل للسلام هم قادة من المنطقة من 1979 وفي عام 1993 ومنهم زعيم مصري وثلاثة إسرائيليين وآخر فلسطيني. غير أن الحقيقة المرة أو غير السارة حسبما يشير كارتر تتمثل في أنه لا يوجد تقدم ملموس خلال العقد الماضي والنصف رغم الجهود البارزة خلال الأعوام الأخيرة لحكم كلينتون وجورج بوش.


غير أن الغوص في فصول الكتاب واستعراض رؤى المؤلف يجعلنا نلمس مسحة مثالية قد تكون بعيدة عن أرض الواقع وإن كان يحكمها تصور كارتر بأن ما نجح في تحقيقه هو خلال رئاسته تجربة يمكن أن تتكرر رغم اختلاف الظروف والأشخاص.


اهتمام خاص بالصراع


وتكشف لنا قراءة الكتاب عن المحورية التي احتلها الصراع في عقل مؤلفه منذ مراحل مبكرة من عمره حتى قبل توليه مهام الرئاسة في الولايات المتحدة في ضوء التربية الدينية التي نشأ عليها وجعلت للأرض المقدسة مكانة خاصة في تفكيره.


وفي إطار الإقرار بالطبيعة الخاصة التي تحكم القرار الأميركي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي منذ نشأته حتى الآن لا يمكن إنكار الدور المتوازن الذي حاول كارتر لعبه بغض النظر عن مدى نجاحه التام في هذا الدور منظورا إليه من زاوية عربية، غير أن الميزة في الرجل أنه رغم سنوات العمر التي مرت به ورغم المواقف الصعبة التي يواجهها نتيجة ثباته على رؤيته، إلا أنه ما زال مصرا على مواصلة طرح ما يراه ضرورياً من أجل تحقيق تسوية في صراع يرى ضرورة وحيوية التوصل إليه.


من المقدمة والصفحات الأولى لكتابه يبدو شعور المرارة لدى المؤلف على الحملة الشرسة التي يواجهها لمحاولته تقديم رؤية تتسم بقدر من الموضوعية بشأن النزاع، فيما يشير إلى أن اليهود يسعون إلى السيطرة على العقل الأميركي بالكامل دون أن يتركوا فرصة ولو محدودة للخروج عن مساندة إسرائيل بالكامل، وهو ما تجلى بوضوح في الهجوم البشع الذي ناله إثر تأليفه كتابه الذي أشرنا إليه في المقدمة وقدمنا له مراجعة سابقة على صفحات «البيان».. بعنوان «فلسطين سلام لا فصل عنصري».


يحاول المؤلف من البداية التأكيد على أهليته لخوض موضوعه فيذكر في معرض تناوله للأساس الذي ينطلق منه بشأن إمكانية تحقيق السلام العربي الإسرائيلي أنه على مدى ثلاثة عقود، انصب تركيزه الرئيسي على مستوى اهتماماته الشخصية، ونشاطه السياسي تمحور حول المساعدة في الوصول إلى نهاية للصراع فيما بين إسرائيل وجيرانها.


فكرئيس للولايات المتحدة ومركز كارتر ـ يذكر المؤلف ـ أنه أتيحت له الفرصة لكي يدرس القضايا المعقدة والمتداخلة وأن يتشاور مع القادة من مختلف المشارب في المنطقة الذين انغمسوا في هذه القضايا ويمكن أن يكون لهم دور محوري في التوصل إلى الهدف النهائي.


وهو في هذا الشأن يشير إلى أنه تلقى من خلال تلك التجربة مجموعة من الدروس المستفادة والتي يأمل من خلالها في أن يساعد القارئ على تفهم الموقف الحالي بشكل أكثر وضوحاً. ورغم ذلك فإن هذه الخبرة لم تشفع له لدى البعض إثر مجرد انتقاده إسرائيل.


مذكرة تفسيرية بمواجهة العاصفة


وفيما يبدو مذكرة تفسيرية للظروف التي صدر فيها كتابه الذي أثار كما أشرنا غضباً إسرائيلياً ويهودياً عليه، يقول المؤلف إنه عندما أنهى هذا الكتاب في صيف 2006 لم يكن هناك محادثات سلام على مدى أكثر من خمس سنوات، بالإضافة إلى ذلك لم يكن هناك نقاش في الولايات المتحدة بشأن القضايا الأساسية التي ينبغي مناقشتها، وسط اهتمام محدود بالقضية.


ويضيف أنه وآخرين في مركز كارتر راقبوا ثلاثة انتخابات في الأراضي المحتلة وتمكنوا بناء على ذلك من تحقيق معرفة وثيقة بحال المواطنين في الضفة الغربية وغزة والقضايا التي تشكل محور حياتهم. وأنه كان يريد منبرا جيدا لتقديم وجهات نظره وقد شعر بأن شرحها من خلال الكتاب يمكن أن يحقق هذا الهدف على المستوى الأميركي.


ويوضح كارتر أنه كان يعرف من واقع خبرته إلى أي مدى تصل صعوبة مساندة أي تحليل سياسي موضوعي في الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع المهم بشكل أساسي بسبب قلة من المرشحين السياسيين أو المسؤولين والتي ستوجه اللوم لأي انتقاد للسياسات الحالية للحكومة الإسرائيلية. ويضيف أنه خلال زيارته للمنطقة وجد أن المراسلين الصحفيين الغربيين على اطلاع كبير بتطورات الوضع في المنطقة وأنهم يشاركونه الكثير من قلقه وقد شعر بمسؤولية شخصية بوصف الموقف، بأفضل شكل يمكنه للشعب الأميركي ووسائل الإعلام وأعضاء الكونجرس.


يقول كارتر: لقد أردت أن أثير نقاشا وربما بعض الاهتمام من خلال إعادة إحياء السلام الذي يحتضر، وكان هذا هو الهدف الأساسي من كتابه.


بالنسبة لمعظم الأميركيين ـ يقول المؤلف ـ كان كتابه الأول الذي يطلع من خلاله القراء الأميركيين على وجهات النظر الخاصة بطرفي النزاع بشأن القضايا المعقدة للنزاع بما في ذلك نقد نادر للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.


ويعتبر كارتر أنه فقط من خلال شرح التصورات المختلفة على الجانبين يمكن رؤية أن الاختلافات في المواقف يمكن حلها وتحقيق السلام، مشيراً إلى أن توصيف «العنصرية» الذي ورد في عنوان الكتاب، استغرق منه الكثير من الوقت للتوصل إليه باعتباره أفضل توصيف لما كان يجري وصف السياسات الإسرائيلية به.


ويوضح أنه جرى استخدام المصطلح بشكل أكثر حدة من قبل آخرين أكثر مما استخدمه هو في كتابه. وقد وصل الأمر إلى حد إدانة العنوان من قبل أعضاء بالكونجرس. وخلال مئات اللقاءات والكثير من الخطب التي ألقاها يشير كارتر إلى أنه كان يثار التساؤل والانتقاد لعنوانه غير أن ما أثار دهشته وأزعجه هو اتهامه من قبل البعض بمعادي السامية، الكذاب، الرجل الذي أصابه الخرف، المنتحل لآراء آخرين العنصري، غير العارف بقضايا المنطقة المساند للإرهاب.


غدر الأصدقاء


ويذكر المؤلف أن تلك الاتهامات جرى إعلانها في لقاءات عامة وعلى صفحات كاملة في الصحف في شكل إعلانات، الأمر الذي ألم المؤلف بشكل كبير نظراً لأن بعض الإعلانات التي هاجمته كانت من قبل أصدقاء يهود ومنظمات كانت مساندة له عندما كان رئيسا وفي السنوات التي أعقبت ذلك.

وفي محاولة لاستعادة الماضي ؟ يقول كارتر ؟ أدركت أن استخدام كلمة عنصرية خلال المناقشات أثارت حساسية الكثيرين من المساندين لإسرائيل في أميركا بشأن معادلة إسرائيل مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا.


ويشير إلى أنه قد يكون من بين أسباب الحملة عليه الانطباع الذي خلفته فترة رئاسته من شكوك بشأن التزامه تجاه إسرائيل. لقد كان كارتر في معرض دفاعه عن موقفه لا يجد أمامه سوى دعوة كل من ينتقده إلى زيارة فلسطين والتحقق بنفسه من صدق ما ذكره في كتابه بشأن فلسطين وهو ما تحقق بالفعل من خلال الزيارات التي نظمتها جماعات مسيحية إلى بيت لحم ومناطق فلسطينية أخرى داخل الأراضي الفلسطينية حيث جرى إدراك الآثار المدمرة للاحتلال على حياة الفلسطينيين المسيحيين.


ويعزي كارتر نفسه بأنه رغم ما واجهه من انتقادات تركت آثارها السلبية عليه إلا أنه يعتبر أن كتابه السابق نجح في إثارة حالة من الحوار بشأن فلسطين والأوضاع فيها وهو ما مثل الهدف الرئيسي من كتابه.


من هذا المدخل الذي يضعنا في قلب الموقف الحرج الذي يواجهه كارتر بسبب كتابه السابق يصحبنا في جولة على تفاصيل الصراع من خلال الدور الذي لعبه في كامب ديفيد والصعوبات التي أحاطت بالنجاح ومتابعته للصراع خلال الفترات التي تلت رئاسته، حيث لم يفتر اهتمامه بالصراع، وعلى وقع هذه الخلفية سنلمس ويلمس القارئ معنا ما قد يبدو تراجعا من المؤلف في بعض رؤاه أو محاولة التزام أكبر قدر من الحذر في التعاطي بشأن القضايا المطروحة بشكل لا يثير في وجهه عاصفة أخرى غير مرغوب بها.


المؤلف في سطور


ولد في بلينز بولاية جورجيا الأميركية في أسرة تتسم بالوازع الديني وتولى مهام الحكم في البيت الأبيض باعتباره الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة. وقد أسس هو وزوجته مركز كارتر وهو منظمة غير ربحية تستهدف الحيلولة دون تطور النزاعات والعمل على تعزيز الحرية والديمقراطية وتحسين الأوضاع الصحية حول العالم. وقد ألف كارتر العديد من الكتب منها كتاب فلسطين سلام لا فصل عنصري كما حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002.


الصفحات: 228


الكتاب: السلام في الارض المقدسة


عرض ومناقشة : مصطفى عبد الرازق


الناشر: سيمون اند شوستر







 
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2009, 12:06 AM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي..غوانتانامو.. حرب أمريكا على حقوق الإنسان




في فرنسا برنامج تلفزيوني ساخر اسمه «الغينيول» ومعناه «الدمية» يقدم يومياً صورة للغبي الذي يحكم العالم متمثلاً بشخصية بوش وإلى جواره الممثل الشهير سلفستر ستالوني الذي يأمره بالقوة على اتخاذ القرارات الحاسمة. وكتاب «داخل الصورة.. خارج الإطار» للكاتب والشاعر ظاعن شاهين الحديث الصدور، يعالج الصورة التي استقاها العالم من السياسة الأميركية التي قادها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وفي جوهره يريد أن يقول لنا عبر 72 صفحة ما معناه: كيف تمكن هذا الرجل المتوسط الذكاء أن يفرض صورته على العالم؟ بل كيف استسلم العالم بكل استرخاء إلى هذه الصورة؟

تأتي أهمية هذا الكتاب كونه يأتي بعد هدوء العاصفة وأغلقت سيرة حكم بوش لقراءة نتائج هذه السياسة. ومنذ مقدمة الكتاب والتي أطلق عليها المؤلف «دخول» يحدد لنا البصمات التي تركها بوش على الحياة الأمريكية» كل الألوان أصبحت حمراء وزرقاء وكل ألأطعمة أصبحت هامبرغر وأصابع البطاطا وكل السيارات تحولت إلى دوج». وهذه الصورة لم تقتصر على الولايات المتحدة ولكن أريد لها أن تعبر الحدود وترافق الهيمنة العسكرية التي سعى بوش إلى فرضها على العالم.

ولكن السؤال المطروح: هل انتهت هذه الصورة بانتهاء ولاية بوش؟

هذا ما يحاول ظاعن شاهين أن يلقي عليه الضوء لا بعين الاستراتيجي الجامدة بل بعين الكاتب والشاعر والمحلل الذي يرى تجسيد هذه الصورة في الواقع اليومي والمعيشي أكثر مما يراها في النظريات الإعلامية التقليدية. فهو يستعين بالتلسكوب الفلكي للعالم جاليليو لكي يرى فيه هذه الصورة التي قلبت الموازين وكرست سياسة بوش «رئيس ضد العالم». فهو بعد أن أجبر العالم على قبول هذه الصورة، يطلب منه ترديد مقولة جاليليو كما أوردها المؤلف، «الأرض لا تدور».

وينتقل الكاتب إلى حقيقة أن العالم كله يسير وفق هذه الصورة حتى لو انتقدها» أغلبنا يدور في فلك الصورة الأميركية مهما حاول الابتعاد... فالصورة الأميركية عالقة شئنا أم أبينا في الذاكرة والوعي والثقافة، مثلما متسربة في الأكل والشراب..... ».

تمكن بوش أن يفرض هذه الصورة ليس على الذاكرة الأميركية بل على ذاكرة العالم وجزء منها أحداث 11 سبتمبر لاستخدامها غطاءً لاحتلال بلدين هما العراق وأفغانستان. الإعلام الأميركي معروف بتضليل الرأي العام وتسويق الأكاذيب، أبرزها أسلحة الدمار الشامل!

ومعظم المواطنون الأميركيون البسطاء يطرحون هذا السؤال على الدوام: لماذا تتزايد كراهية العالم لأميركا يوماً بعد آخر؟

ثم ينتقل المؤلف إلى السياسة الأميركية تجاه العالم العربي والإسلامي التي لا تنفع معها «الرتوش ومساحيق التجميل» لتسويق صورة أميركا وجعلها مقبولة. ويورد المؤلف شواهد تثبت أن بوش رجل سيئ المزاج وجاهل وفي أمس الحاجة لنيل إعجاب والدته.. على حد ديفيد فروم، كاتب خطاباته. و«المجنون» الذي «يتولى إدارة القوة العظمى الوحيدة في العالم «حسب صحيفة الميرر» البريطانية. ويركز المؤلف على اللوبي النفطي شركة هالبرتون وشيفرون الذي قاده بوش مع رموز إدارته ديك تشيني وكونداليزا رايس. ولا يتردد على تسميتها بـ «مملكة بوشستان الأميركية»!

ويستند المؤلف في رسم صورة بوش إلى مقارنته بالرؤساء الأميركيين السابقين، ويستنتج أنه ينتمي إلى «النمط الفاعل السلبي» أمثال ولسون وجونسون ونيكسون.

هل أصبح البيت الأبيض استوديو من استوديوهات هوليود بدخول رونالد ريغان؟

بوش الابن كما يرى المؤلف «استطاع أن يتحايل على الأمة الأميركية ويكسبها مثلما تفعل أفلام هوليود فتحول الصعاليك إلى أبطال». ويستنتج المؤلف بسخرية «هكذا يصنع الأميركيون رئيسهم، يحولون الإعاقة إلى فعل والتأتأة إلى فصاحة وينقلب الأبيض أسود ويتحول الكذب إلى حقيقة».

وفي فصول الكتاب اللاحقة: قل لي ماذا تقرأ.. وراء الأبواب الخلفية، ميكي ماوس والهيبة الأميركية، أوراق أخرى، وكلاب أميركا. يقوم المؤلف بسرد الحقائق والاستشهادات من أجل تدعيم فكرة الصورة التي «فبركتها» الآلة الإعلامية الأميركية. ويطرح أسئلة منطقية مثل: هل كان للقراءة أو المحيط الثقافي العام تأثير على تفكير الرئيس أو صانع القرار؟ ويجيب بروح فكاهية» أخيراً قل لي ماذا يقرأ بوش، أقل لك لماذا حلّ الخراب بالعالم»؟

ومن أجل توضيح الصورة، يضع المؤلف أميركا في صورة ميكي ماوس وبوش في صورة كلبته سبوت.يزخر هذا الكتاب بمعلومات مكثفة وواسعة الاطلاع على كواليس صناعة الصورة، من خلال أبرز رموزها، في أكبر حملة تضليل يشهدها عصرنا. إنها أشبه بالحفريات الهادئة بعيداً عن الرؤية الأيديولوجية. ويمكن القول ان المؤلف تمّكن بأسلوب تحليلي وبعيد عن «اللغة الخشبية» و«القوالب الجاهزة» أن يفك أسرار الصورة التي هيمنت على العالم طيلة ولاية بوش، وما بعدها من خلال إدخالنا إلى «الصورة» ووضعنا فيما بعد «خارج الإطار» دون أن ينسى أن يرفق تحليلاته بروح الفكاهة الذكية أو بالسخرية اللاذعة.

وضع جورج بوش العالم في قبضته بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عام 2001 وكانت أميركا في ذلك الوقت بحاجة إلى عدو بعد انهيار العدو السوفييتي، فوجد ضالته المنشودة في الحركات الإسلامية المتطرفة. ومنذ ذلك التاريخ تبلورت شخصية بوش الذي أشعل النيران في كل من أفغانستان والعراق. واستطاع من خلال أيديولوجية المحافظين الجدد أن يحبسس أنفاس العالم طيلة عقد من الزمان بحجة محاربة الإرهاب كما نجح في إلحاق نصف العالم وتعليقه بأذيال الولايات المتحدة.

الكتاب: داخل الصورة.. خارج الإطار

تأليف: ظاعن شاهين

الناشر: البيان 2009

الصفحات: 72 صفحة

القطع : الصغير

شاكر نوري







 
رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 05:02 PM   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

جديد رد: زاوية الكتاب السياسي..داخل الصورة.. خارج الإطار

الإرهاب الغربي

روجيه جارودي

الكتاب:
الإرهاب الغربي
المؤلف:
روجيه جارودي
ترجمة:
سلمان حرفوش
الناشر:
دار كنعان ـ دمشق 2008 م‏
عرض:
محمد بركة

بعد انهيار الاتّحاد السوفيتي بدأ الغرب (الولايات المتّحدة وبريطانيا وحلف الأطلنطي) وإسرائيل والصهيونيّة العالميّة، حملة تشهير عالمية متعددة المستويات والمجالات والأساليب ضد الإسلام والمسلمين؛ باعتبارهم العدو الجديد للحضارة الغربية.. بالطبع كنا ـ شعوبًا وحكامًا ـ في غفلة تامة عن ذلك.. واليوم بلغت الحملة مبلغها عسكريًا وسياسيًا وثقافيًا، وكل ما نفعله الآن محاولات متقطعة لنفى الإرهاب عن الإسلام.. مع استغلال بعض حكومات الشرق الأوسط تلك الحملة العالمية لزيادة القمع والبطش ضد المعارضة بزعم محاربة الإرهاب.

وكتاب الإرهاب الغربي الَّذي قدمه المفكر الفرنسي المسلم "روجيه جارودي" عام 2003 م بباريس، وأصدرته دار الأمة الجزائرية باللغة الفرنسية بعد أن رفضت كل دور النشر الفرنسية طباعة الكتاب خوفًا من اللوبي اليهودي في فرنسا.
هذا الكتاب يتناول جذور الإرهاب الثقافي والسياسي والاجتماعي بالعودة إلى 3 آلاف سنة مضت، وصولاً إلى الحضارة الأمريكية الحديثة، الَّتي تستخدم الآن مقولة محاربة الإرهاب لضرب كل أعداء الولايات المتحدة.
يبدأ الكتاب بمقدمة أشبه بدراسة سياسية عن تداعيات أحداث 11 سبتمبر، ثم ينتقل إلى توْطئة تشكل سيرة صغيرة عن تاريخ تحولات جارودي الفكرية وأسبابها حيث ‏يقول: "نعم أصبحت مسلمًا، دون أن أتنكر ليسوع أو إلى ماركس، على العكس فقد أردت أن أبقي على إخلاصي لهما، وكما في جميع الأديان (والتي هي طريقة من طرق الاعتقاد، بينما الإيمان طريقة من طرق الفعل)". ‏
فيشبع فضولنا تجاه أسباب تغيرّاته، وتؤسس هذه التوطئة لكتاب مذكرات ورؤية شخصية لحياة كونية يكرس فيها تلازم المعنى المادي والمعنى الروحي: ‏
(فهل كان من الواجب حيال آلاف الخيانات في ديانات الوحي تحول الناس إلى ملاحدة متصوفين هجرانًا لإبراهيم، أو يسوع، أو محمد، أم كان عليهم مواصلة معركتهم؟ إن الطريق حافلة بالأحجار الجارحة للأقدام الحافية، وبكتل الجرانيت الَّتي هي فوق قدرة ساعدين بمفردهما.. فهم جميعًا كائنًا ما كان إيمانهم، شهدوا بأن الله لم يكن كائنًا ولا سيدًا مهيمنًا، وإنما هو فعل ودعاء..). ‏
هذا التلازم بين المادي والروحي عند جارودي لخلق مجتمع جديد، يقيم علاقة عقلانية لا تفتقد للروح، ولا تنحط في مهاوي العبثية، وضياع معنى الحياة الحقة: ‏
(يمكن لكل فرد منا اجتياز هذا الدرب.. غير أن هذا الأمر يتطلب التّخلي عن التعليم الَّذي جعلنا نرى العالم على طريقة الإلحاد الهابطة عن المستوى الإنساني، تلك الطريقة الَّتي لا ترى في الطائر سوى ريشه، وفي الإنسان سوى المؤامرة الَّتي تراوده أو الجريمة الَّتي يتحضر لها، وفي السماء محض غيمة عابرة تعلن عن عاصفة الشتاء أو حر الصيف الخانق). ‏
ـ يبدأ الفصل الأول بعنوان الّغرب حدث عارض ببحث تاريخي عن الوجود اليهودي في بلاد كنعان، ويفند فيه كلام التوراة حين يضعها مع التاريخ والمكتشفات الأثرية، ويبين مدى تأثرهم الكبير بالكنعانيين عبر الحكايات المقدسة والآلهة.. ‏
كذلك يبين مدى تشوه سمت الأسطورة الإغريقية عبر فصلها عن حضارة الشرق ـ تلك الصورة الَّتي يروج لها الغرب ـ مع أن هذه الحضارة هي ـ وبرأيه ـ من صميم الشرق. ‏
ـ أما الفصل الثاني فيبين جارودي فيه لنا مدى إنسانية رسالة المسيح والرسالة المحمدية ومدى انحيازها للفقراء والمستضعفين في الأرض من خلال دلالات من الإنجيل ومن القرآن. ‏
ـ ثم يدخل في الفصل الثالث إلى جوهر انقلاب الديانة المسيحية ـ من رسالة أسس لها المسيح لتكون انقطاعًا كاملاً عن العهد القديم ـ إلى ديانة يهودية، وتحول الإله من إله للمحبة إلى إله ـ كإله روما «جوبيتر» ـ على مقاس مخيلة الإمبراطور الروماني قسطنطين، فأصبحت الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة: ‏
(قال لي ذات يوم الأب دانييلو ـ وهو الاختصاصي الفذ في تاريخ الكنيسة البدئية ـ: جميع هرطقات الأجيال الأولى تولدت من محاولتهم ترجمة تجربة مسيحانية إلى لغة الإغريق وثقافتهم مع أنها غريبة كليًا عن تلك اللغة وعن تلك الثقافة). ‏
ـ أما في الفصل الرابع من الكتاب فيدخل جارودي في صلب المبادئ الَّتي تأسست عليها النهضة الأوروبية، وكيفية تحولها إلى وحش يفتك بسكان العالم الآخر من سكان أمريكا الأصليين إلى بلاد الهند.. فيبين المبادئ السامية لهؤلاء الأقوام الَّتي أطلق عليها الغرب لقب البرابرة والهمج، ليختزل لنا الفكر الأوروبي في ثلاث مسلمات: ‏
1ـ مسلمة آدم سميث الَّتي ألَّهَت السوق. ‏
2ـ مسلمة ديكارت الَّتي حولت الإنسان إلى إنسان الحاسوب. ‏
3ـ مسلمة «فاوست» (الدكتور الَّذي باع روحه للشيطان مقابل العلم في رواية) الَّتي أدخلت الإنسان في عالم اللامعنى. ‏
فتلك المسلمات أسست لقوانين رأسمالية كولونيالية خلقت تنافسًا وحشيًا دون حد شرعي، أو أخلاقي، ما ساعد على اختفاء الحيوان والنبات بالمليارات، والمعذبين بالملايين، والمشاريع الصغيرة بالآلاف. ‏
ثم يدخلنا جارودي عبر قراءة أكاديمية، في تحليل فلسفة ذلك العصر من آدم سميث، وديكارت، ثم فيخته، وهيغل، إلى أوغست كانط؛ الَّذي قال عنه في آخر الفصل: ‏ (وعلى هذا فقد استطاع أوجست كانط أن يُكون في الوقت ذاته التعبير المجيد عن ذروة فلسفة الوجود، وعن وفاتها وإقامة مأتمها). ‏
ـ ويقدم «روجيه جارودي» صورة أكثر دقة عن فلسفات الشرق في الفصل الخامس من كتابه، فقد قسمه لعدة أقسام أفرد فيه لكل حضارة قسمها الخاص.. وشرح فيه إضافة إلى فلسفة الشرق إبداعهم للفنون.. حيث ابتدأ بحضارة الهند ثم انتقل إلى التاوية في الصين، ثم الزردشتية في بلاد فارس وصولاً إلى هيراقليطس، وإلى الحضارات الإفريقية.. ‏
هذه الدراسة أوصلته إلى نتيجة أنَّ الشيوعيّة الَّتي كانت تلك الشعوب تعيشها لهي شيوعية حقة على عكس الشيوعية ـ الفارغة من الروح والمعنى ـ الَّتي عاشها في السابق.. ‏
ـ «جيوبوليتيك القرن العشرين» عنوان الفصل السادس من كتاب الإرهاب الغربي، حيث يرصد النتائج الكارثية الَّتي حققتها الرأسمالية، في السنوات الأخيرة الماضية، من زيادة في عدد العاطلين عن العمل، إلى زيادة الجريمة وتعاطي المخدرات كنتيجة لهذه السياسات، فيقدم احصائيات تعود في معظمها إلى أواخر التسعينيات.. ‏
ثم يعود إلى الفرص الَّتي ضيعتها البشرية في طريقها.. كالنظرية الماركسية ـ الَّتي تحجرت عبر تطبيقاتها في الاتحاد السوفييتي ـ والنظرية الإسلامية ـ الَّتي تحجرت فقهيًا ـ حيث أفرد فقرتين مهمتين لكل من تجربة الاتحاد السوفييتي، والتجربة الإسلامية الحديثة (عبر آيات وأحكام فقهية أصيلة) من محاولات النهضة أيام محمد عبده إلى يومنا هذا.. ‏
ـ أما الفصل السابع والأخير فقد خصص لاستشراف عصر جيوبوليتيكي جديد يختلف عن كل ما تأسس عليه العصر السابق منذ اكتشاف أمريكا عام 1497 وحتى يومنا هذا.. ‏
كتاب مليء بالتساؤلات الَّتي قد نتفق مع بعضها، أو نختلف، ولكن الاختلاف لا يلغي أهمية كتاب كهذا ومؤلف كهذا. ‏ومما يذكر أن الكتاب صَدرت له ترجمة عربية في مصر من قبل عن مكتبة الشروق الدولية.
جارودي ورحلة البحث عن الحقيقة
وجارودي مفكر وكاتب، كرس حياته للتدريس بالجامعة، وللتأليف في النظرية السياسية وفلسفة الحضارات، وظل لعدة سنوات كأحد الرواد الفرنسيين في النظريات الماركسية (ماركسية القرن العشرين)، ثم زاد اهتمامه بتعاليم الإسلام واعتنق الإسلام عام 1982.
ولد في 17 يوليو 1913 م في مرسيليا (فرنسا)، خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب في الجلفة بالجزائر. كان جارودي شيوعيًا، لكنه طرد من الحزب الشيوعي سنة 1970 م، وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وبما أنَّه كان عضوًا في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذبًا للدين، وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، ثم ما لبث ان اعتنق الإسلام عام 1982 م متخذًا الاسم "رجاء".
يقول جارودي عن اعتناقه الاسلام، أنه وجد أن الحضارة الغربية قد بُنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده إلا في الإسلام. ظلّ ملتزمًا بقيم العدالة الاجتماعية الَّتي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق. ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، و بالذات لأمريكا.
بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان؛ أصدر جارودي بيانًا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 يونيو1982 من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان)، وقد وقع البيان مع جارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو. وكان هذا البيان بداية صدام جارودي مع المنظمات الصهيونية الَّتي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم. في عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين.
اعتناقه للإسلام
في الثاني من يوليو عام 1982 أشهر جارودي إسلامه، وقبلها اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1945 انتخب نائبًا في البرلمان، ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1953، وفي عام 1954 حصل على الدكتوراة في العلوم من موسكو. ثم انتخب عضوًا في مجلس الشيوخ، وفي عام 1970 أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية، وبقي مديرًا له لمدة عشر سنوات.
وبعد ذلك وعندما شرح الله صدره للإسلام تكونت لديه قناعة بأن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب، بل إنَّه دين الله، دين الفطرة الَّتي خلق الله الناس عليها، وهو يعني أن الإسلام هو الدين الحق منذ أن خلق الله آدم.. في هذه المرحلة اختلطت الكثير من القناعات لدى جارودي، لكن بقي الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة، وظل يبحث عن النقطة الَّتي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، ويعتبر أنَّ الإسلام مكنّه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما، ففي حين أن الأحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمي والعنف، في حين يقوم القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة. يكتسب فيها الدور الَّذي يُسهم به الإنسان معنى، وأن نسيان الله خالق هذا الكون يجعلنا عبيدًا هامشيين، خاضعين للعديد من الاعتبارات الخارجية، بينما ذكر الله في الصلاة فقط يكسبنا وعيًا بمركزنا وبموردنا: الَّذي هو أصل الوجود، دين المستقبل.
ورغم حداثة إسلام جارودي وكثرة المصاعب الَّتي واجهته، سواء من حيث اللغة أو الثقافة، استطاع أن يؤلف أكثر من أربعين كتابًا منها: وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، حوار الحضارات، كيف أصبح الإنسان إنسانيًا، فلسطين مهد الرسالات السماوية، مستقبل المرأة وغيرها..
وفي كتاب «الإسلام دين المستقبل» يقول جارودي عن شمولية الإسلام: أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقد كان أكثر الأديان شمولية، في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد، وكان في قبوله لأتباع هذه الديانات في داره منفتحًا على ثقافاتهم وحضاراتهم، والمثير للدهشة أنه في إطار توجهات الإسلام، استطاع العرب آنذاك، ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش تماذج مع هذه الحضارات. بل أيضًا إعطاء زخم قوي للإيمان الجديد (الإسلام)، فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق، وأفريقيا والغرب، وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد أن هذا الانفتاح هو الَّذي جعل الإسلام قويًا ومنيعًا.
وعن التقدم الحضاري والحضارة الإسلامية يقول "جارودي": إنه لن يحدث الفصل والتجزئة بين الأشياء في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالإيمان، والفلسفة مستوحاة من النبوة، والنبوة متصلة بالعقل.. هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء، وهذا ما جذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود..
وعلى جانب آخر يقول جارودي: إن ما يجعل الإنسان إنسانًا هو إمكانية تحقيقه للمقاصد الإلهية، وفي استطاعته أن يلتزم بالعهد أو أن ينقض العهد، فعلى حين أن الإسلام لا يدخل في نطاق إرادة المخلوقات الأخرى من نبات وحيوان وجماد. إذ لا تستطيع الهروب من القوانين الَّتي تسوسها. نجد أن الإنسان وحده يستطيع الامتثال. فيصبح مسلمًا بقرارٍ حر، وباختيار كامل عندما يعي نظام الوحدة والكل، الَّذي يكسب الحياة معنى. وهو مسؤول مسؤولية كاملة عن مصيره طالما باستطاعته أن يرفض، أو يستسلم للواجبات المفروضة عليه، ويؤكد جارودي على أن القرآن خالد وأبدي، ويستطيع في كل وقت وزمن من التاريخ أن يُفهمنا ويوضح لنا الطريق، أو الصراط المستقيم، وأن يرينا الهدف ويفند ادعاءات الغرب ضد الإسلام..
موضحًا أن روحانية الإسلام تجلت في صورة عديدة بقوله: إن الإسلام وضع اللبنه لحل مشاكل الإنسان الروحية. ولكنه لا يحلها بنفسه، إنهم الأشخاص الذين يحلون المشاكل ويبحثون عن الحلول لها..
وواجه جارودي حملة ضارية في أوروبا بعد صدور كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية) الَّذي فند فيه مزاعم الإسرائيليين؛ فيما حدث لهم أيام الحرب العالمية الثانية من اضطهاد، وأكذوبة الرقم الذهبي الَّذي يبتزون به الضمير العالمي، ورغم ذلك تزداد صلابة الرجل الَّذي تجاوز الثمانين من عمره وتمسكه بما أورده في كتابه، وهو يواجه اللوبي الصهيوني الأوروبي، والمحاكمة الَّتي خضع لها وفق قانون جيسو الفرنسي؛ الَّذي يُحرم المساس أو تكذيب الاضطهاد النازي لليهود.. ويقف جارودي وحيدًا إلا من إيمانه بالله وبالإسلام، ويقينه من أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.
من مؤلفاته
هل نحتاج إلى إله؟!، والأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، والمسجد مرآة الإسلام، وفلسطين مهد الرسالات السماوية.. وغيرها من المؤلفات.
نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام، وذلك عن كتابيه ما يعد به الإسلام، والإسلام يسكن مستقبلنا.. ولدفاعه عن القضية الفلسطينية.
*استخدمنا حرف الجيم في كتابة روجيه جارودي، ونود أن نذكر أن المترجمين في بعض البلدان العربية يستخدمون حرف الغين في كتابة مثل هذه الأسماء فيقولون غارودي.






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2010, 04:21 AM   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي.. الإرهاب الغربي.. روجيه جارودي

لماذا أميركا ليست روما جديدة؟




ظهرت أميركا بعد نهاية الحرب الباردة التي استمرت عدة عقود بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي وكأنها القوة العظمى الوحيدة في العالم. وبدت من القوة والهيمنة أن البعض قارنوا بينها وبين روما القديمة في أوج قوتها. لكن الباحث فاكلاف سميل يطرح في كتابه الأخير السؤال التالي: «لماذا أميركا ليست روما جديدة»؟ وهذا السؤال هو أيضا عنوان الكتاب.

[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpe g&blobkey=id&blobtable=CImage&blobwhere=1288543066 812&cachecontrol=0%2C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*% 2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]
ويبدأ المؤلف بالإشارة إلى أن مثل هذه المقارنة فقدت الكثير من مضمونها بعد الحرب الطويلة التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان دون القدرة على حسمهما. وكذلك بعد الأزمة الاقتصادية التي نشبت منذ خريف عام 2008 والتي هي الأكبر منذ الكساد الكبير الذي عرفه عام 1929. الإمبراطورية الأميركية تعاني إذن من قدر كبير من عدم الفعالية، هذا إذا لم يكن من التقهقر.وفي هذا الكتاب يشرح المؤلف «لماذا أميركا ليست روما جديدة». وهو يذهب في واقع الأمر إلى ما هو أبعد من المقارنات «السطحية» التي تتردد في الصحف والمجلات. إنه يبيّن «مواطن الاختلاف» العميقة بين أميركا اليوم وروما القديمة. ويرى أنه إذا كانت هناك نقاط تشابه «على السطح» بين الحالتين فإن هناك فروقا جوهرية حول أربعة مسائل جوهرية تتمحور حولها تحليلات هذا العمل.

هذه المسائل ـ المحاور تتمثل في معنى الإمبراطورية نفسه ومدلولاتها، وفي مدى وطبيعة السلطة في روما القديمة وفي أميركا الحالية، وفي دور المعرفة والتجديد في الدولتين، وأخيرا في أهمية الآلات ومصادر الطاقة والاقتصاد والواقع السكاني الديمغرافي. ومن خلال مناقشة هذه المسائل كلها يعيد المؤلف رسم المسارين التاريخيين في منظور المقارنة بينهما.

ولا يتردد المؤلف في القول إنه من «الاستسهال كثيرا» القول إن الولايات المتحدة اليوم هي «شبيهة» بروما القديمة. كذلك لا يتردد في القول إن مثل هذه المقارنة «ينقصها التأمل العميق» فالتشبيه «خادع» بل و«خارج سياق التفكير الجدّي». وبعد وصف المقارنات المقدّمة أنها «ذكيّة» أحيانا يتم التأكيد أن التدقيق المعمّق يبيّن «هشاشة» مضمونها.

هذا إلى جانب التأكيد أن أوجه الشبه «المزعوم» تقوم على أساس مجموعة من المظاهر «الانتقائية» التي تشير إلى النزوع الكوني - يونيفرسال - في حالة روما القديمة وأميركا الحديثة.

وكان قد جرى «تشجيع» إطلاق صفات إمبراطورية عديدة على الولايات المتحدة بعد انهيار القوة العظمى الأخيرة التي كان يمثلها الاتحاد السوفييتي السابق. وهناك سمة أخرى يتم التأكيد في سياق القول بالتشابه بين روما القديمة، وأميركا اليوم وهي أن القوتين أرادتا نشر مظاهر قوتهما وسيطرتهما خارج حدودهما الجغرافية.

لكن هذه أيضا ليست خصوصية يتفردان بها، كما تقول التحليلات المقدمة، إذ تواجدت نفس «الإرادة» لدى المغول ولدى الصين في زمن سلالة كينغ ولدى نابليون وهتلر. هكذا إذن ظهرت مشاريع التوسع قبل روما وأميركا.

و«الفساد» ليس سمة تتفرد بها أميركا اليوم وروما القديمة، إذ كان هناك قدر كبير من التشابه يمكن إيجاده لدى عدد من الدول الحديثة أو القديمة. وحالات «قصر النظر» للعالم ليست سمة لدى «روما» وحدها وليست حصرا بأميركا اليوم.

والاتحاد الأوروبي في نظرته «المحدودة» و«القلقة» لحدوده ليس أكثر تبصّرا ودقّة في النظرة إلى العالم. وهناك من يقول إن التشابه بين روما القديمة وأميركا الحالية يأتي من كون أن القوتين تفردتا بأخذ قرارات زادت من «تعقيد» الكثير من المشاكل بدلا من إيجاد الحلول لها. مثل هذه الحجة تدل على ظاهرة كونية ويمكن القول بها حيال جميع القرارات الخاصة بمسائل كبرى لها بالضرورة تداعياتها. ثم إن جميع الخيارات الجوهرية تنطبق عليها نفس القاعدة.

ومن خلال عمليات المقارنة وعرض الحجج القائلة بالتشابه بين روما القديمة وأميركا الحالية وتفنيدها، يصل المؤلف إلى نتيجة أساسية مفادها أن وجه التشابه الأكثر بروزا والأكثر وضوحا بين الحالتين يتمثل في قدراتهما «المبالغ بها» ضمن سياق عصريهما.

أما في جميع المظاهر الأخرى، فإن التحليلات المقدّمة تؤكد على أنهما تمثلان «عالمين مختلفين بعمق» في واقع الأمر. إن أميركا لم تشكل، برأي المؤلف، إمبراطورية في أي يوم من الأيام، بل إنها لم تنتهج أبدا سياسة يمكن وصفها ب«الإمبريالية». أما هيمنتها على الصعيد العالمي فهي من «نوع خاص». ذلك أنها «أقل فاعلية» و«أكثر هشاشة مما يسود الاعتقاد».أما روما القديمة فلم تكن تمتلك أي «فضول» على صعيد التقنيات والتجديد.

هذا ليس بالمقارنة مع أميركا الحالية فحسب، ولكن أيضا مع الصين في ظل سلالة «الهان». ثم إن أميركا التي تميّزت على صعيد الاختراع والتجديد التقني خلال القرن العشرين تستهلك ضعفي ما تستهلكه اليابان أو الاتحاد الأوروبي من الطاقة وخمسة أضعاف ما يمثل متوسط الاستهلاك العالمي بينما استهلاك روما من الطاقة لم يكن أكثر من الهند أو الصين.

النتيجة التي يتوصل إليها فاكلان سميل من تحليلاته مفادها أن المقارنات بين روما الإمبريالية وأميركا الحديثة يمكن أن تظهر بعض «التوازي» المترتب على ما تفرضه أنماط السلوك الإنساني وآلية عمل المجتمعات. لكنها، أي المقارنات، تكشف عن «عالمين لا يمكن المقارنة بينهما».

الكتاب: لماذا أميركا ليست روما جديدة ؟

تأليف: معهد مازاشوزتا التكنولوجي 2010

الصفحات: 232 صفحة

القطع: المتوسط


Why America is not



a new Rome



Vaclan Smil



MIT Press- 2010


. p 232






 
رد مع اقتباس
قديم 07-12-2010, 12:15 AM   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: زاوية الكتاب السياسي.. الإرهاب الغربي.. روجيه جارودي

سورية ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط





يركّز مؤلف الكتاب، على تناول محادثات السلام، التي جرت بين عامي 1991 و1996، بوصفها الفترة الحاسمة في محادثات السلام بين العرب والإسرائيليين، وعلى الدور الذي لعبته سوريا في هذه المفاوضات، لذلك يقدم خلفية تاريخية، تبدأ مع وصول الرئيس حافظ الأسد إلى السلطة في العام 1970 وحتى العام 1991، ثم يحدد أهداف سوريا في الصراع مع إسرائيل.



[IMG]http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpe g&blobkey=id&blobtable=CImage&blobwhere=1288543961 440&cachecontrol=0%2C4%2C12%2C16%2C20%3A00%3A00+*% 2F*%2F*&ssbinary=true[/IMG]

والخلفية التاريخية في السياسة السورية تجاه إسرائيل حتى عام 1991، مع الأخذ في الاعتبار التغييرات الإقليمية والدولية والأحداث الرئيسية التي حصلت منذ عام 1970، بما في ذلك حرب أكتوبر 1973، وأول مفاوضات سلام دولية في جنيف، ومعاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ونتائجه حتى عام 1985، تاريخ استعادة سوريا لنفوذها في لبنان بعد حرب «بالوكالة» مع إسرائيل بين عامي 1982 و1985. ويستند المؤلف في مادة كتابه إلى أعمال المؤرخين المختصين في شؤون الشرق الأوسط وفلسطين وسوريا والتاريخ العربي الحديث، مثل هنري لورانس، ونيكولاس فان دام، وريمون هينبوش، وآلاسدير دريسدال، وأبيرهارت كينلي، وباتريك سيل وغيرهم. ويستخدم أسلوب تحليل الخطاب السياسي للمسؤولين السوريين والإسرائيليين في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.

كما يأخذ في الاعتبار المقابلات مع المسؤولين والمحللين والصحافيين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين لتحليل مجريات الأحداث، لأن الدول العربية وإسرائيل لم يسبق لها أن نشرت أي وثائق تتعلق بسياساتها الخارجية. كما أن الدول الغربية لا تكشف عن وثائقها قبل مرور عقود عدة. ولأن الموضوع حديث بامتياز، توجب على المؤلف الاستعانة بالتحليلات السياسية والتصريحات التي نشرتها في الصحف.

ويعتبر المؤلف أن حرب أكتوبر 1973 أذنت إلى نهاية فصل من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وبداية فصل آخر، إذ في عام 1975، وقعت مصر معاهدة سيناء الثانية للفصل بين القوات المسلحة الإسرائيلية والمصرية، معلنة انسحابها من الصراع مع إسرائيل، ما أثر في موقف الدول العربية، بما فيها سوريا، في مواجهة تل أبيب. واتخذ النزاع مع إسرائيل معنى آخر بالنسبة إلى سوريا.

وعند استعراض المؤلف لمجريات المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، يتبين طوال مدة هذه المفاوضات، أن الطرفين كانا فيها يقومان «بحرب مفاوضات»، وكانت تكمن المشكلة الحقيقية في من الذي سيلعب الدور الإقليمي الأبرز في المنطقة. ولم يكن الجولان هو المشكلة ولا الفلسطينيون، بل من هو الذي سيتمكن من فرض هيمنته على سوريا الطبيعية بالدرجة الأولى، سوريا أم إسرائيل؟.

وعلى الجانب الآخر، فإن الجولان هو بالقدر نفسه من الأهمية بالنسبة لإسرائيل، كونه هضبة تشكل حاجزا دفاعيا ضد هجوم سوري محتمل على إسرائيل. وقد ارتكزت الإستراتيجية السورية في التفاوض بشكل رئيسي على الحصول على التزام أو تعهد إسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان حتى خط الرابع من يونيو، وأمام هذا الهدف النهائي الاستراتيجي يمكن قراءة جميع التكتيكات السورية أو التنازلات السورية في مجالات الأمن والمياه والتطبيع.

فالأمن على سبيل المثال، عليه أن يكون متكافئاً وتبادلياً لدى الطرفين، لكن شرط ألا يمس السيادة السورية في الجولان، وهو مبرر الرفض السوري الدائم لوجود محطات إنذار مبكر إسرائيلية في الجولان، بوصفها أدوات تشعر السوريين بانتقاص سيادتهم على هضبة الجولان.

ثم تبدد أي أمل بالتفاوض مع وصول جورج بوش الابن إلى السلطة في الولايات المتحدة، حيث اتخذت السياسة الأميركية منحى جديداً، فزاد نفوذ اليمين الأميركي المتطرف والعسكريين داخل الإدارة الأميركية.

وقد استفادت سوريا من الدعم الإيراني لها للوقوف في وجه الضغوط الأميركية، إذ مع حلول العام 2004 كانت إيران محاصرة من قبل القوات الأميركية الموجودة على غربها في العراق، وعلى شرقها في أفغانستان، وقد كسبت سوريا، بالتالي، أهمية جديدة بالنسبة لإيران، بغية تحسين موقعها لمواجهة الولايات المتحدة. وكذلك، فإن وجود القوات الأميركية في العراق كان يشكل تهديداً لسوريا.

كما استفادت سوريا من الامتعاض التركي حيال السياسة الأميركية الحديدة في العراق، خصوصا وأن تركيا تشكك بالنوايا الأميركية بشأن إقامة دولة كردية في شمالي العراق، الأمر الذي من شأنه التأثير في استقرارها الخاص، بغية إقامة تحالف مع تركيا.

الكتاب : سوريا ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط

تأليف: جمال واكيم

الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر بيروت 2010

الصفحات: 367 صفحة

القطع: الكبير

عمر كوش






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السياسة وواقع العمل السياسي الاسلامي عبدالله شاكر منتدى الحوار الفكري العام 1 15-01-2008 02:11 PM
حوار مع نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الأديب ابراهيم درغوثي شجاع الصفدي منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 0 30-11-2007 04:35 PM
الاستشراق .. اتساع أم أفول؟ البعد السياسي وصناعة القرار سعاد شهاب منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 4 06-04-2007 09:11 PM
نص كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" لمحمد خليفة التونسي مروة دياب منتدى الحوار الفكري العام 17 20-08-2006 01:54 PM
غلبة السياسي المحترف على المثقف عامل في تخلف المجتمع د. تيسير الناشف منتدى الحوار الفكري العام 1 08-05-2006 12:17 AM

الساعة الآن 12:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط