هذا هو الاعجاز البياني

[احمد محمد قحموش]

ورد في كتاب الله العزيز ، في احدى السور على لسان لقمان ،وهو يوصي بابنه : الاية " واصبر على ما اصابك،ان ذلك من عزم الامور " .... في حين، هناك اية اخرى وردت تقول: " ولمن صبر وغفر، ان ذلك لمن عزم الامور " صدق الله العظيم في الايتين..

نرى ان الاية الثانية فيها توكيدا واضحا ، ونحن نعلم ان كتاب الله ، هو اعجاز بياني، فما الاعجاز البياني في هذه الايات .

[احمد محمد قحموش]

اين اصحاب البحث والمعرفة ؟...اين محبي البلاغة...؟ ليتدبروا ويتعلموا...وليكتشفوا عذب البيان والحكمة من بطون كتب المعرفة الحقة.....اين اهل اللغة ؟اين مدعي فهم القصص الغامضة المبهمة.. ومطلقي احكام الابداع على هذا النص او ذاك ؟ ابحث ..فكر.. في كلام لايأتيه الباطل من فوقه ولا من تحته ...ان وعيت فلن يكون باكورة ردة فعلك الا ...ســـــبحان الله

[ريمه الخاني]

اسجل مروري وتحيتي وتقديري
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه

[احمد محمد قحموش]

اختلاف الصبر في الايتين كما ورد في خواطر الشيخ الشعراوي يرحمه الله:
يجب ان نيقن ان بلاغة القران في اختياراللفظ الذي يناسب المعنى تماما. ... وليس فيه تجاوز ولا مترادفات . ان المسلم حين يدقق في معاني القران الكريم يجد ان كل حرف فيه قد تم وضعه بحكمة بالغة ، دون مترادفات ... فلكل لفظ معنى يؤديه ولا يؤديه اللفظ الاخر رغم التشابه...فاذا دققنا في المعنى نجد مايلي : في الاية الاولى يقول الله سبحانه وتعالى (واصبر على ما اصابك..) والامر الذي يصيب الانسان نوعان: نوع للانسان فيه غريم ونوع لايوجد فيه غريم..عندما يمرض الانسان ( ليس له غريم ) او يقع عليه مكروه قضاءا وقدرا كأن يكون سائرا في الطريق فيسقط شيءعلى رأسه....ولـــــــــكن عندما يعتدي عليه انسان بالضرب فيــكون له غريم.
هناك نوعان من الصبر....صبر النفس فيما ليس لي فيه غريم..وهذا هين ، لانه ليس هناك انسان أنفعل عليه......كما لااملك ان ارد على شيء قد حدث لي ، فما حدث هنا هو قضاء الله وليس امامي الا الصبر، هذا النوع من الصبر لا يحتاج الى طاقة كبيرة ليمارسه الانسان لانه ليس هناك غريم استطيع ان ارد له ما اصابني.
والنوع الثاني من الصبر يحتاج الى جلد اكبر والى قوة وارادة...ويكون للانسان فيه غريم يستطيع ان ينتقم منه او يصفح عنه ويغفر..
اذن عندما يتحدث الله سبحانه وتعالى عن الصبر بنوعيه...يعطي لكل نوع ما يستحق من وصف للنفس البشرية...فهو عندما يتحدث عن الصبر على شيء ليس لي فيه غريم يقول: (واصبر على ما اصابك،ان ذلك من عزم الامور) وعندما يتحدث عن الصبر الذي لي فيه غريم بحيث استطيع ان انتقم..واكون منفعلا اذا لم انتقم.. يقول سبحانه وتعالى(ان ذلك لمن عزم الامور)...هنا اللام للتأكيد في نوع الصبر وما يحتاج اليه من جلد وضبط للنفس....ففي الحالة الاولى حينما لا تستطيع ان تعاقب بمثل ما عوقبت به يكون الصبر من عزم الامور ولـــــكن في الحالة الثانية فانك تستطيع ان تنتقم من غريمك ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (ولمن صبر وغفر) وهنا يظهر في كلمة غفر...ان هناك غريما يمكن الانتقام منه... وان هذا الغريم قد غفر الانسان له ، ومن هنا لا بد ان تأتي اللام للتوكيد..لتؤكد المعنى....وتؤكد الفرق بين عزم الامور في الحالة الاولى..وعزم الامور في الحالة الثانية...وهكذا نرى حرفا واحدا في القران الكريم يصنع معجزة.

[محمد الشعبان]

السلام عليكم
ما أجمل هذه اللفتة وما أروع هذا البيان
جزاك الله خير الجزاء .. اخي أحمد على هذا النقل الطيب
جعل الله ثواب ذلك في ميزان حسناتك
وأكرم الله مثوى إمامنا الشيخ الشعراوي
دمت بخير

[ريما المانع]

سلمت أحمد نقلك ينقلنا إلى الأبداع الحق ليذيقنا حلاوة التأمل في البلاغة الحقة والأعجاز الألهي الذي أختزله حرف واحد من لدن خبير عليم، في زمن عجز البشر عن أيصال المراد رغم تأليفهم لكتب أنهكتها الصنعة اللفضية وجانبها المعنى الأصيل الذي تزداد حاجتنا إليه يوما بعد يوم لك مني خالص الشكر والتقدير.