بساتين مهجورة

[عبدالحليم مدكور]

بساتين مهجورة

(1) تَبَيَّنَتِ الإنس

- قفي من فضلك
= " وِشّك منور ، لكن متحير "
- حدثيني إذن عن خبأ القدر
= " إرمي بياضك "
- خبريني وسأعطيك أكثر مما تطلبين
= " قدامك سكة سفر "
- إلى أي صحراء ؟
= " خضار في خضار ، مُلك وعمار ، أموال وديار "
- ثم ماذا؟
= " شابه سنيورة ، حلوه وأمورة ، ريداك وخايفه عليك ، وتتمنى تراب رجليك "
- و ماذا عن الأغرام ؟
= " منغاظ ومنكاد ، يحرسك ربي من عين العباد "
- علام يحسدونني ؟
= " جايلك خير ، وفلوس كتير ، بعد نقطتين ،ممكن سنتين ، شهرين ، أسبوعين، أو يومين "
- على الله السداد ، أشكرك
= " بياضك فين ؟"
- هلا أخبرك من يخبرك عن بياض جيوبي ؛ تعالي بعد نقطتين !

[عبدالحليم مدكور]

(2) منادياً ينادي

- قف من فضلك
= إسأل عما يريبك
- سمعت هاتفاً منذ قليل ؛ ما مغزى قوله ؟
= لا شيء
- كيف ؟
= لم يقل شيئاً ، وأنت لم تسمع
-معذرة ! عن أي شيء كنت أسألك ؟
= لم تسأل ، وأنا لا أسمعك
-كيف ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله !..! .. صاحبي أين أنت ؟!

[عبدالحليم مدكور]

اللُب والقشرة (أ)

- قف لأسألك .
= سل ما شئت ؛ فأنا موسوعي ولا فخر .
- ماذا تعرف عن كافور الإخشيدي ؟
= كافور .. الإخشيدي ؟! ربما كان حاكماً على روما قبل ميلاد المسيح ؛ أو هو خادم الحجاج الثقفي .
- لا عليك ، سؤال آخر : ماذا تعرف عن المتنبي ؟
= أبو الطيب المتنبي ؟! الشاعر .. الشاعر.
- هل تحفظ شيئاً من شعره ؟
= نعم قصيدته في عتاب سيف الدولة .
- حسناً ، أيهما أشهر تاريخياً : المتنبي أم سيف الدولة ؟
= الملك طبعاً !
- طيب ، أيهما أرفع مقاماً ؟
= الملك طبعاً !
- ليتني ما سألتك !!

[هارون غزي المحامي]

استاذ عبدالحليم مدكور، واحدة واحدة علينا:
1- اما "تبينت الإنس" ‘ فهي جميلة في قفلتها المفاجئة لحظة تنوير رائعة.تتفق مع عقيدتنا الإسلامية في عدم الإعتقاد في التنجيم.
2- اما مناديا ينادي ‘ فأنا اسميها تهيؤات . و"معذرة" تكتب بالذال.
3- اما "اللب والقشرة" فممتازة وقد وفقت في اختيار العنوان، وللأسف كما بينت فعلا تنتشر القشور ونفتقر للباب. ولك باع متقن للحوار‘ دمت مبدعا.

[عبدالحليم مدكور]

أخي : هارون غزي

أشكر مرورك الكريم

ولي عود في رد مطول على مداخلتك الطيبة .

[سيد مدكور]

اخى الكريم والصديق المحترم عبدالحليم مدكور
انه لمن دواعى السرور ان اجدك هاهنا مجددا فى ظل هذا الصرح الرائع فلتقبل خاص تحياتى وتقديرى
وشكرى الدائم لما تسطره اناملك من ابداعات نعتز بها

[محمد داود العونه]

بعد التحية الطيبة..
حكايات تستحق التأمل..
شكرا أديبنا ودام مدادك..
كل الاحترام والتقدير

[عبدالحليم مدكور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحليم مدكور

بساتين مهجورة

(1) تَبَيَّنَتِ الإنس

- قفي من فضلك
= " وِشّك منور ، لكن متحير "
- حدثيني إذن عن خبأ القدر
= " إرمي بياضك "
- خبريني وسأعطيك أكثر مما تطلبين
= " قدامك سكة سفر "
- إلى أي صحراء ؟
= " خضار في خضار ، مُلك وعمار ، أموال وديار "
- ثم ماذا؟
= " شابه سنيورة ، حلوه وأمورة ، ريداك وخايفه عليك ، وتتمنى تراب رجليك "
- و ماذا عن الأغرام ؟
= " منغاظ ومنكاد ، يحرسك ربي من عين العباد "
- علام يحسدونني ؟
= " جايلك خير ، وفلوس كتير ، بعد نقطتين ،ممكن سنتين ، شهرين ، أسبوعين، أو يومين "
- على الله السداد ، أشكرك
= " بياضك فين ؟"
- هلا أخبرك من يخبرك عن بياض جيوبي ؛ تعالي بعد نقطتين !

في مسرح المدرسة الثانوية حيث اكتب لطلابي
كانت هذه الاقصوصة بذرة لمسرحية من فصل واحد أدتها الطالبات بصورة متقنة جعلت الجمهور يستمر في التصفيق لأكثر من ١٠ دقائق متواصلة
كنت ابتسم ملئ قلبي كلما اعدت مشاهدة الفيديو
و كانت المسرحية تبدأ بالقاء زجلية تبشر بما في المسرحية
القتها طالبة خمرية ذات ملامح حادة، أضفت على الموقف كله نوع من الجدية و هيأت طقسا جذب انتباه الجميع
كتبتها لها قبل الحفل بيومين و أثناء البروڨات.
انشدت تقول بلهجة صعيدية خليجية نوعا
- مسكت قلمي و قولت اكتب
الصدر ضاق و الكون شاسع
يا جرح ساكن بين لحمي
قول انت فين انا مش سامع

و بربرية معدية
قولت لها اقري لي الطالع
رسمت خطوط في الرمل.. بيوت
رسمت مداين و شوارع
قولت لها : ايه طالع عندك
قالت لي : نازل مش طالع
مركب شراعه محالفة الريح
ان راح يروح و ان عاد راجع

و ماله لو يحالفني الريح
و يطوف بي في الكون الواسع

قالت : و عارف جرحك فين؟
عملت نفسي مش سامع

[عبدالحليم مدكور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه

بعد التحية الطيبة..
حكايات تستحق التأمل..
شكرا أديبنا ودام مدادك..
كل الاحترام والتقدير

الاستاذ الكريم محمد داوود العونة
اشكر مرورك و يسرني أن يكون ما سطر هنا قد راق لك
دمت بود و تقبل تحيتي و امتناني

[عبدالحليم مدكور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هارون غزي المحامي

استاذ عبدالحليم مدكور، واحدة واحدة علينا:
1- اما "تبينت الإنس" ‘ فهي جميلة في قفلتها المفاجئة لحظة تنوير رائعة.تتفق مع عقيدتنا الإسلامية في عدم الإعتقاد في التنجيم.
2- اما مناديا ينادي ‘ فأنا اسميها تهيؤات . و"معذرة" تكتب بالذال.
3- اما "اللب والقشرة" فممتازة وقد وفقت في اختيار العنوان، وللأسف كما بينت فعلا تنتشر القشور ونفتقر للباب. ولك باع متقن للحوار‘ دمت مبدعا.

الاستاذ الفاضل هارون غزي
قلت انتي ساعود للرد و ها انا قد عدت
تاخرت قليلا (١٤ سنة ) اليس كذلك؟!
سنترك متصفحنا هذا لتقيمه أجيال لا نعرفها و ربما لم يولد احد منهم يوم كنا ننشر و نتناقش
- بالنسبة للومضة المعنونة ب مناديا ينادي
كان المنادى ينادي بالإيمان و كان صاحبه هذا شيطان هرب حين ذكر بطل قصتنا اسم الله بالتسبيح
كان ينوي صده عن السماع لكن الله هداه لذكره
- ربما اخل الإفراط في الاختزال بإيضاح الدلالة المرجوة.
دمت بود
و في انتظار عودتك للنص حتى و لو بعد عقد اخر او عقدين.

[راحيل الأيسر]

مرحبا الفاضل / عبد الحليم مدكور


قد يهمك أن تعرف أن شيخنا الجليل أخي المكرم / هارون المحامي كان شيخا سبعينيا يوم كان يكتب معنا هنا ..

وكتب قبل ثمان سنوات أنه أجرى عملية لقلبه
ثم ظهر بعدها لمرتين أو ثلاث وغاب
أرجو أن يكون بخير وعفو وعافية
هو الآن شيخ ثمانيني أناله الله بر أبنائه وبناته
وكتب له من كل خير ..



نصوص ماتعة

للتثبيت
احتفاء بعودتك ..

لك التقدير ..

[عبدالحليم مدكور]

أسأل الله تعالى أن يبارك اثرنا و أن يكتبه لنا و ألا يخزنا يوم ان نلقاه.
كنت أتمنى يوما أن التقي كل الأخوة و الأساتذة ممن التقيتهم في فضاءات هذا المتصفح.
يوما ما رأيت شخصا بالمنام و عرفت انه استاذ عبد السلام الكردي و احتضنته كطفل يتعلق بوالده.
قمت يومها في قمة الفرح، فربما ابعدتنا المسافات بعد أن جمعنا الحرف و الكلمة.
لكن عزاءنا انها ليست الدار الأخيرة.
التقيت بالشاعر و المبدع / محمد عبد السميع نوح أثناء عودتي من الإسكندرية يوما، و كنت حريصا على لقاءه ففاجئني بأنه كان يظنني شيخا طاعنا في السن و أهداني رواية للأستاذ محمود عبيد الذي لم تتيسر لي رؤيته التهمت الرواية على طولها في وجبة واحدة.
كم هو ممتع أن تلتقي مبدعا و كم هو مبهج أن أجد هنا نصوصا حديثة للأستاذ حسن سلامة و غيره من المبدعين ممن تمنعنا المسافات من اللقاء، لكن لعله يتيسر يوما ما.