|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-10-2007, 06:12 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
بين الحلم واليقظة
بين الحلم واليقظة دخلت فراشي ليلا كالعادة ، أخذت من الحائط متكأ، تناولت قصة للأديب مصطفى جباري أريد منازلة استفزازها لي في تعرية الواقع ، بأسلوبها الشيق وكشف خباياه،ومن جملة السطور التي جذبتني: عبارة يصف فيها ذيل قطته قائلا:" « فتلويه بعصبية فيبدو كعلامة استفهام « .على إثر كلمة "عصبية " رحلت بي سفن الذكرى إلى عالم طفولتي،لتوقفني في محطة كلب وقطة ،كانا يتقاسمان معي شدف الرغيف ، وقطرات النبض .القطة اسمها *ميمي*. والكلب * نيكسن* وقد سميته * نيكسن * لأنه والرئيس الأمريكي يتقاطعان في ضخامة الجسم، والحنكة في الافتراس، والدقة المتقنة في تطبيق قانون الغاب ، والتصويب البارع للسهم نحو الهدف المطلوب ،واللون الخوخي المتضرج من دم المفترسين...كنت أجول بناظري بين أفنان شجر التين لقطف الناضج ، و*ميمي*تتربص بالعصافير بين أعشاب *مريوت* لتطعم صغارها ... إذا *بنيكسن *الكلب وليس الرئيس، ينقض عليها قبل أن تنقض هي على العصافير ..يعني الحكاية كلها افتراس في افتراس ،وافتراس بعد افتراس ..وخابت عبارة الكاتب * فتلويه بعصبية* بل الكلب هو الذي لوى عنقها بعصبية ، كمن لعبت بعقله العفاريت ..تعالى مواء القطة بذعر حاد ،انشق على إثره مسمعي ،فانطلقت كالغبرة أفك أسرها من قبضته المجنونة،فرماها بين دفتي الموت والحياة وهرب ،حملتها لأنقذ ما يمكن إنقاذه، ففارقت الحياة دون إذن مني ،أو إذن من صغارها... وبينماأشرطة الذكرى تتقافز إلى ذهني ،إذا بي بلباس مذيل أمشي كالملائكة بخطى أنيقة في طريق ضيق ،على جانبيه بنايات شاهقة ...منمقة بمزهريات رملية تحتضن أزهارا من الشوك سوداء .تتقاطرمنها حبات الندى بنفس اللون وكل قطرة تسقط تتفرخ حشرات .الى أن تكاثرت... تابعت السير وثعبان الطريق يتمدد ويطول , والشمس تبسط في ديوانها ذيولها الساخنة ..العرق ينز من خلاياي ...أحسست بالعياء ،داهمني العطش، أخيرا وصلت بابا مقوسا,زُيّن مدخله بِدثمى بشرية يرتدون لباسا موحدا ,تحت وطأة من الجمود,ربما لا يتنفسون مخافة خلخلة الديكور النضيد.."ما أروع أن نتخذ من البشرمرسما نبدع من لحمه ودمه وكرامته لوحة نزين بها أروقتنا لتسحر العيون" ...أمامه حراس شاهرون بنادقهم ,إنذارا بالمباشر بعدم الإقتراب ...تدلى من شواهق الحيرة سؤال مشاغب ,ما الذي على هذه الدرجة من الأهمية حتى تتخذ الحيطة بهذا المعنى؟ . دنوت من الباب ،أومأوا بالدخول ,دلفت بخطى مثقلة على إيقاع التردد والخوف معا ,تعذرت ركبتاي على حمل جسد لبسته قشعريرة,وكأن الزبانية تجدبني نحو الجحيم ... فناء كرقعة الشطرنج تحيطه أربعة جدران ,كسجن أبي غريب ,خالية من النوافذ ،مفروش بأرائك فاخرة ،وكراس تتوسطها موائد مستطيلةو كبيرة ,تغطيها كثل من الغبار ,توحي بعدم تجدد هذا المقر ,أو إعادة هيكلته منذ عهد بعيد ...حثالة من البشر يتحركون يجلسون ,يقفون ,حوار يتابع ,مواضيع هامة لا تثار ,أخرى غير هامة تُحدِث ضجة ,أيدي تمتد,أشياء تُكوّم لا أفهم شيئا,لا أدري هل هذا المكان إدارة ,مكتب ,أو قاعة الإنتظار ..سمعت جلبة غير طبيعية تشبه القوقأة,لا بل زعيقا ,أصواتا مختلطة مبهمة ,التفت فجأة ,سرب غربان ,هم غربان وليسواغربانا ,غربان بأجسام البغال وعقول الضفادع ,لهم قوائم عفوا أخفاف جمال ,ذيول الثعالب ,أنياب الذئاب,تطير ,تحط ,تنقر ,تدهس تَمَلّكني العجب كيف تعددت أجزاء هذه المخلوقات بهده الحماقة ؟ ..المهم أنهم غربان أو خلق في صورة غربان ,يتحركون ,يتداولون داخل دائرتهم وفق اتفاقيات ،بأيديهم ملفات متنوعة ,,المبصومة منها والمختومة ,باهتةالألوان .يحملون هذه ,يضعون تلك ,أوراق مكدسة ,غيرها تتطاير في الهواء ,صناديق حديدية مغلقة ,أخرى مفتوحة .الغربان يوشوشون ...الغربان يتفقون ..صناديق تفرغ جيوت تمتلئ ..أوراق متطايرة ,أخرى طالها النسيان أنا أحدق تارة أجحظ عيني أخرى ,لم أفهم شيئا أتأمل ,أفكر ,يا لها من مفارقة يد تمسك رملا، أخرى وردا ,والثالثة تتوجع لتلد فأرا ،مطارق، أسئلة تنهال لم الحراسة مشددة؟ ,كيف اقتحمت الغربان قلب الدائرة؟ دب إلي التوتر ,فأحكمت قبضتي اليمنى وضربت بها كفي اليسرى صارخة,,كفوا كفوا ,ردوا الأشياء إلى مكانها.....تمددت سويت المخدة ثم جلبت اللحاف ... الدار البيضاء بتاريخ 15/1/2004 |
|||
09-10-2007, 02:37 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
مشاركة: بين الحلم واليقظة
قصة ممتعة و ذات دلالات عارمة |
|||
11-10-2007, 12:55 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
مشاركة: بين الحلم واليقظة
أحييك أخي عبد الهادي على ردك الجميل |
|||
12-10-2007, 05:52 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
مشاركة: بين الحلم واليقظة
دمت تلك النخلة الباسقة السامقة التي تستقطر شهد الكلام من مزن الأحلام ، ومعين الإبداع الرقراق .. |
|||
13-10-2007, 12:04 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
مشاركة: بين الحلم واليقظة
تحية رقراقة أخي المحترم حسن |
|||
24-10-2007, 07:02 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
مشاركة: بين الحلم واليقظة
يد تمسك رملا، أخرى وردا ,والثالثة تتوجع لتلد فأرا ،مطارق، أسئلة تنهال لم الحراسة مشددة؟ |
|||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طائر الحلم السجين | محمد عسران | منتـدى الشعـر المنثور | 6 | 28-03-2010 02:57 PM |
الحلم البريء | سارة سلام | منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر | 1 | 05-01-2007 04:15 PM |
هم اقترفوا الحلم | محمد ـ دراز | منتــدى الشــعر الفصيح الموزون | 4 | 15-10-2006 11:20 PM |
الحلم .. الشِعْر .. الحُرِّيَّه ... | د. حورية البدري | منتــدى الزجل والشــعر العــامي والنبـطي | 25 | 13-04-2006 08:15 PM |