تدوق الشعر

[احمد عوام]

كانت زوجتي ممن أمدهم الله بذلك الدوق الشعري الرفيع .الذي يفرق بين امرئ ينظر إلى الشعر نظرة سريعة ويحكم عليه .
إنها تسبر أغواره ثم ينطلق قلمها هينا مترفقا .أما أنا فقد بدأت أتحسس الشعر .ولكنني ما زلت أمر بقراءة الشعر مرا سريعا .وأقول :إنه جميل دون أن أدري سر جماله
ولذا أتخدت من زوجتي اليوم مرشدة لتنير دربي لمعرفة أسرار الجمال في الشعر ولتدلني كيف أتدوق الشعر وذلك بمناسبة زيارتنا لأحداللقاءات الشعرية فسلمتني قصيدة بعنوان شرنقه.فألقيت عليها تلك النظرة السريعة التي عرفت بها ثم أقرأ قصيدة أخرى .واما هي فقد وقفت تسرح الطرف وترجعه وكأنها جوهري ينقد عقدا من اللؤلؤ فينظر فيه حبة حبة
وطال بي الوقوف .والضجر .وبانت بي رغبة في أن أمسك بيدها وأصيح .ولا أدري كم وقفت .ولكن يخيل لي أنها أنفقت في التطلع دهرا .ثم التفت إلي وقالت :هيا بنا إلى قصيدة أخرى فقلت :لا إلا أن تبيني لي جمال هذه القصيدة التي بيدك .فانا أعلم أنها تضيق بالكلام والشرح .كما أضيق بالنظر الطويل
قالت :أنظر .وتمعن في هذه القصيدة - الصور الشعريةوكيف وزعها الشاعر توزيعا عادلا منسقا .وانظر مليا خلف هذا السطر .أترى النغمة الموسقية .وانظر في البيت الذي يلي هذا الشطر .مزج الفلسفة التي اكتست القصيد استقراراوتوازنا يجعلنا نحس بذوبان الشاعر .ورقة عواطفه إنه شعر مطلسم
ثم بدأنا في تفحص قصيدة أخرى من ديوان دمعة .وتعمدت أن أطيل القرءة حتى أشعرها أنني قد استفدت من درسها .والحق إني لو لم أقرأ ما على الورقة التي كان فيها النقد ما عرفت ما ترمز إليه القصيدة
قلت : أظن أنك لم تقفي وتطيلي القراءة
قالت :ولم
قلت :إنها غيرجميلة
قالت :أخطأت ففي الشعر جمال
قلت :وما وجه الجمال في هذه القصيدة
قالت باسمة : أظنك تعرف أن مداهب الشعر قد تعددت .وهذا الاسلوب في الشعر يسمى الشعر الحر
قلت :لقد سمعت هجوما على هذا الضرب من الشعر .وسأكون .بعد الآن واحد من المهاجمين
قالت :هناك هجوم عليه .ولكن ألا تظن ان الناس يحبون أن يروا أنفسهم في الشعر .ولا يحبون أن يروا الشاعر .ألا ترى أنه أسلوب يجهلونه والناس أعداء لما جهلو ا
قالت :ستراه بعد مران ..وأن ترى قوة الإنفعال .وأن الشاعر في هذه القصيدة يذيب داته كما تحرق الشمعة نفسها فتخيل ما شاء لك الله وسترى أنك ألممت بالكثير من الجمال والصور الشعرية
بتاريخ 19/11/2007
أحمد عوام