|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
01-11-2011, 01:00 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الخاتون مس غرترود بيل
(( الخاتون مس غرترود بيل ودورها في تقرير مصير العراق السياسي )) ورد ذكرها .. في تاريخ الوزارات العراقية للمؤرخ والباحث الأستاذ عبد الرزاق الحسني رحمه الله وكذلك تم ذكرها في الجزء الثالث من ( لمحات اجتماعية في تاريخ العراق ) للعلامة الأستاذ علي الوردي رحمه الله . وتم ذكرها في عشرات الكتب الأخرى من سير ذاتية ومذكرات الساسة العراقيين والعشرات من البحوث والتقارير . هذه الآنسة ( كانت لولب السياسة البريطانية في العراق ) الكثير لا يعرف عنها أي شيء هذه سيرتها الذاتية من البداية إلى النهاية وكيف وصلت إلى العراق وعاشت فيه ودفنت فيه .. هي عاشقة العراق وجدت من الأفضل أن اروي حكايتها لكي تكتمل الصورة إمام الجميع والفضل للمؤلف محمد يوسف إبراهيم القريشي الذي قدم كتاب ( المس بيل وأثرها في السياسة العراقية ) وكان التقديم للأستاذ الدكتور صادق حسن السوداني هذا بالإضافة إلى المصادر الأخرى من التقارير البريطانية ومذكراتها الشخصية وكم هائل من الصور والمعلومات التي تغني هذا الموضوع المتميز . حتى يكون الإعداد شاملا ويغطي مساحة شبه مكتملة حول هذه الشخصية المثيرة للجدل خالص احترامي وتقديري |
|||
01-11-2011, 01:16 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
(( الحلقة الأولى )) الآنسة بيل ... شخصية فريدة في تاريخ العراق الحديث والقصة تبدأ ... أني دخلت مقبرة قديمة في الباب الشرقي ( ساحة الطيران ) وهي مقبرة مسيحية وسبب دخولي المقبرة .. لأني وجدت بابها المواجه للكراج تحت ( خزان المياه ) كان دون مستوى الشارع ... عرفت أن هذه المقبرة قديمة .. لأنها خارج سور بغداد القديم والمعروف أن المقابر الجديدة تكون خارج المدينة وهي كذلك في ذلك العصر .... ومع مرور الزمن أصبحت هذه المقبرة في قلب بغداد دخلتها ... وتجولت فيها سألت حينها عن أبرز ساكنيها .... الأب انستساس الكرملي والكل يعرفه أشهر من نار على علم وماذا بعد ..... مس بيل نعم اعرفها .... ورأيت قبرها اعرف أن لها دور تاريخي في صنع الدولة العراقية بعد سقوط العهد العثماني واحتلال بغداد من قبل بريطانيا العظمى .. هذا اعرفه واعرف أنها من عائلة غنية .... لكن السبب في أن تعيش جزء من تاريخها في العراق وتموت فيه كان لغز في البداية .... تعرفوا معي على سر هذه المرأة وقصتها مع العراق (( مس بيل )) عرابة السياسية البريطانية في العراق على حلقات كثيرة .. هذا الموضوع يوثق تاريخها من ولادتها إلى يوم وفاتها معزز بالصور والوثائق (( الخاتون )) بهذا الاسم كان ساسة العراق وبسطاء الناس في بغداد ينادونها في عشرينيات القرن الماضي ... كان غريبا أن تمر من أمامهم امرأة سافرة تقول لكل من يصادفها ( سباح الخير ) و ( سلام عليكم ) و ( مرحبه ) وليس غريبا أن تسمع ( صباح الخير خاتون ) و ( وعليكم السلام ) و ( أهلا عيوني خاتون ) و الكثير من المفردات في اللهجة البغدادية المحببة والكثير ينادونها ( خاتون ) وهي كلمة تركية تعني السيدة المبجلة أو المرأة الحسنة صاحبة المكانة المرموقة وصاحبة الغنى ( خاتون ) كلمة تعني الاحترام التام لامرأة صاحبة حضوه وسلطة ومال وجاه كبير وكان غريبا على المجتمع البغدادي تقبل فكرة نساء سافرات يتجولن في الشوارع والمعروف عن النساء المكوث في المنازل والعمل في البيت والإنجاب وتربية الأطفال ... ولكن ظهور الخاتون في مجتمع شرقي متزمت لم يكن مقبول أبدا ... وكثرة خروجها والتعامل مع الرجال وفي بساطة متناهية وتتعلم لغتهم ولهجتهم والتحبب أليهم وهي تعرف طبيعة الحب العراقي للغرباء ونخوتهم .. جعل منها استثناء لكونها غريبة من بلاد الإفرنج وفي كل الأحوال هي امرأة ومن الواجب احترامها ... والواقع هي من فرضت احترام الناس لها ... شخصية فريدة وقوية وصاحبة حضور طاغي وشاعرية مرنة عرفت كيف تستغل مواهبها في كسب احترام وود الآخرين . أن الحديث عن أي شخصية .. ليس من السهل أبدا ولكن البحث عن مكنونها ربما يقربنا منها في حدود معينة ولكن شخصية مثل شخصية المس بيل ... لا يمكن أبدا الوصول أليها إلا لمن كان قريب منها وعاش معها لكي يعرف كيف يتعامل معها ولكن في مجتمع شرقي متزمت جدا والأنا الرجولية والفحولة هي السائدة عرفت مس بيل كيف تخترق الصفوف في كبرياء ومن هي هذه المرأة التي كان لها دور خطير في رسم خارطة العراق السياسية بعد العهد العثماني !!!!؟ ولي ملاحظة في غاية الأهمية : (( كل شعب كان في ظل حكم الخلافة الإسلامية العثمانية نال قسط من المدنية والحضارة .. إلا الشعب العراقي !!!!؟ وكان العراق في خراب تام ..... إلا بعض الإصلاحات التي كانت في حدود ضيقة وتخدم آل عثمان في الدرجة الأساس وسبب ذلك أن بغداد كانت عاصمة الخلافة وكان ينظر أليها بحقد وحسد ولابد من تحجيمها )) أكثر من 400 سنة مظلمة مرت على العراق ينهش فيها الجهل والتخلف والمرض ولم يعرف سوى بعض من المدنية والحضارة مع بداية الاحتلال البريطاني للعراق .. وكان تأسيس الدولة العراقية من الصفر تماما . وليس غريبا أن ترى الناس تتجمع حول سيارة تمشي على عجلات ثم تقف ..... ويتجمهر الناس حولها وهم ينظرون الى ما تحتها ... هل هي ذكر أم أنثى !!!! ؟ وليس غريبا أن يدخل التلفون وقبله التلغراف حتى يصرخ احدهم أن ... الشيطان يكلمني ويأخذ بركله وشتمه !!! ؟ وليس غريبا .... إلى ما شاء هذا كان حال العراق .. حتى زمن قريب لا يعرف الشبكة العنكبوتية ولا الهاتف النقال و لا القنوات الفضائية وإذا كان يسمع عنها ولا يراها كان أصلا لا يعرف معنى الحضارة برمتها خلال عهد الاحتلال العثماني للعراق . كان مرض الكوليرا له لقاح ... إلا في العراق غير موجود ويحصد الأرواح حصدا وكان يسمى ( الزوعة )بمعنى التقيؤ وكل من يتقيأ يعني الموت ولابد من الفرار منه وكان مرض الطاعون مثل الكوليرا ينهض ماردا مع كل فيضان يغمر بغداد وغيرها من المدن والبلدات . حتى أن ستانلي مود الذي قال أنه محرر وليس محتل مات بمرض الكوليرا ودفن في بغداد . ولو كان يعلم أن مصيره سيكون كذلك ما دخل بغداد قط . مثل ما سمعت ... من كلام فارغ ( عدم الجمع بين الطماطم والخيار ) ... عدم الخلط بين الذكر والانثى !!!!! هل يعني أن عمل سلاطة .. هو أثم كبير !!! ؟ كذلك تفكير البعض ... أن نرى وعاظ السلاطين يكبرون في الجوامع ... هذا مصير من يترك ولي الأمر ونسى الله وما علاقة الله ( عزوجل ) مع أمراض فتاكة في بلد مدمر أساسا إلى حلقة أخرى |
|||
01-11-2011, 03:19 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
(( الحلقة الثانية )) في الثالثة من عمرها هي ( غروترود هيو لوثيان بيل ) ولدت في 14 تموز عام 1868م في قصر على طراز فكتوري في مدينة درم وهي مدينة تقع في شمال بريطانيا من عائلة تعتبر من أغنى العائلات في المال والثقافة والعراقة وجدها من أبيها هو ( لوثيان بيل ) bell lowthian وكان رجل يعتبر من رواد صناعة الحديد في بريطانيا وله مصانع كبيرة وكان صاحب شهرة عريضة ولا منافس له حتى ذاع صيته في معظم إنحاء القارة الأوربية وعلى نفس الدرب سار أبنه ( هيو ) وكان من المبدعين في مجال عمله . تزوج ( هيو ) وكان عمره 23 سنة في 23 نيسان عام 1867م من فتاة أسمها ماريا وكانت من عائلة غنية ووالدها هو ( جون شيلد ) ويعد من أشهر تجار مدينة نيو كاسل وكانت في عمر ( هيو ) وأثمر الزواج عن ولادة طفلة نحيفة ودار جدل حول تسميتها وفي النهاية أطلق عليها ( غرترود ) وشاء القدر أن تكون يتيمة بعد وفاة والدتها ( ماريا ) التي توفيت في 9 نيسان من عام 1871م وبعد أحد عشر يوما من ولادة أخيها ( موريس ) الذي ولد في 29 آذار عام 1871م بسبب مرض ( ذات الرئة ) وكان وقع الصدمة شديد على غرترود وهي ترى أمها ميتة وأخيها موريس يبكي وهو طفل رضيع ولم يكن الأمر سهلا على طفلة وعت وهي صغيرة مدى حاجة أخيها للرعاية وعمرها ثلاث سنوات فقط لكي تحتضنه بقوة ومنذ تلك اللحظة أدرك والدها عناصر القوة والصبر والتصميم في قلب أبنته ... أرادة صلبة على تقبل ما لم تفهمه في حينها سوى مشاعر بكاؤها و بكاء أخيها لكي تحس في لحظة عطف شائكة أنها هي والدته إلى حلقة أخرى |
|||
01-11-2011, 02:26 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||||||||||||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
|
|||||||||||||||
03-11-2011, 03:53 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
أخي العزيز نايف شاكرا مرورك الكريم وبارك الله فيك يسعدني جدا ان يكون لك اطلاع متميز لتاريخ العراق الحديث والمعاصر هذا الدور الذي لعبته غرترود بيل هو جهد غير طبيعي ليس من السهولة أن تكون صاحبة نفوذ بل جهد سنين متواصلة .. حتى تصل إلى ما وصلت إليه شخصيا احترمها كثيرا ليس لمواقفها السياسية تجاه العراق فهي من البيئة التي تربت فيها .. ومنها بنت قناعاتها لكنها في النهاية تعادل الف رجل سترى قصتها كاملة واحكم عليها بنفسك خالص احترامي وتقديري اخي الكريم |
|||
03-11-2011, 12:46 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
الأستاذ العزيز المحترم |
|||
04-11-2011, 11:55 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
أخي العزيز سنان بارك الله فيك ... واسعدني جدا مرورك الكريم ومنك تلقيت اجمل تعقيب فأن كلامك فيه ذوق رفيع وادب جم ولا تهون عزيزي .. فان ما رغبت فيه ستراه مني وشكرا جزيلا على دعمك المعنوي خالص احترامي وتقديري الشديد |
|||
05-11-2011, 12:09 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
غرترود ( مس بيل ) وعمرها 19 سنة البيئة التي عاشتها غرترود ... بيئة فيها الرفاهية والسعادة وبعيدة عن حياة المشاق والعوز والمكابدة ووجدت في زوجة أبيها ... الأم الحنون التي لا غنى عنها تربية مثقفة راقية .. عرفت ( فلورنس ) سر قوة غروترد في ذكاءها ونبوغها الفكري .. ما لم تجده في فتاة أخرى وكان مؤهل لكي تدرس في أرقى المدارس والجامعات ...... كان من التقاليد في الأسر الأرستقراطية أن يكون التعليم داخل المنازل لعدم وجود مدارس خاصة للبنات ... وكان من الشائع جلب مربيات لهن حصة من التعليم الراقي ورغم مغامرات غرترود الطفولية التي تسبب الإزعاج كانت الآنسة ( كلوغ ) على قدر كبير من الصبر لكي تتحملها ونجحت في تدريس غرترود المشاكسة وكان لها أيضا قسط من التعليم من قبل زوجة أبيها ( فلورنس ) التي لم تبخل عليها وهي ترى فيها ذلك العنفوان الطفولي الذي يريد معرفة المزيد تأثرت غرترود كثيرا لسيرة المؤرخ والسياسي الانكليزي ( ماكولي ) ومنه عرفت تاريخ إنكلترا من خلال كتابه history of england وتأثرت كثيرا بقصة حياة الموسيقار موزارت .... حين عرفت أنه بدأ العزف وهو في سن السادسة من عمره ... وكان تأثير رجل التاريخ ( أدورد غرين ) ونظيره ( وليم بروس ) كان تأثير ( كلوغ ) و ( فلورنس ) .. كبير جدا حتى بلغت غرترود الخامسة عشر من عمرها ووجد والدها أن قدرات أبنته ..... أكبر من عمرها وحان لها أن تدخل مدرسة للبنات ذات مستوى عالي ... لكي تتطور أكثر وحالف الحظ غرترود ... حين عينت ( كاميلا كردوس ) وهي أحدى صديقات زوجة أبيها ( رئيسة لكلية الملكة ) queens college وهي من أشهرالمدارس في مستواها العلمي العالي على مستوى البلاد وبدأت مرحلة جديدة في حياة غرترود انغمست فيها في الدراسة والبحث ونالت المرتبة الأولى في مادة التاريخ الإنكليزي وحصلت على درجة 88 من أصل 88 درجة وحازت على المرتبة الثانية في قواعد اللغة الإنكليزية والثالثة في الجغرافية والتاريخ القديم والرابعة في اللغة الفرنسية وكان الأستاذ ( كرامب ) له الفضل في تشجيع غرترود على دراسة التاريخ وزاد حماسها .... في اندفاعها لكتابة العديد من البحوث التاريخية وكانت عند حسن ظن أساتذتها ومن أبرز هذه البحوث ( بحث أوليفر كرومويل ) الذي ولد عام 1599م وتوفي عام 1658م وكان عضو في البرلمان وقاد الثورة على الملك جارلس الأول ... الذي ولد عام 1625م وتوفي عام 1649م ليتولى أوليفر الحكم رسميا في إنكلترا لمدة خمسة أعوام وكان التقييم من قبل أستاذها قوله : (( بحث مشرف في الدفاع عن كرومويل )) إلى حلقة أخرى |
|||
06-11-2011, 02:01 AM | رقم المشاركة : 9 | |||||||||||||||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
اقتباس:
وماكرون وقد استغلوا بساطة البدو لكسب قلوبهم لحرب دولة الخلافة العثمانية .. خليلي هل فيما عشيتما هل رأيتما قتيلا بكى من حب قاتله مثلي من الصعب تصور إعجابك بها يا سيد محمد .. هذه مشاعر اختلطت عليك .. لأن هذه السيدة ممثلة لدولة مستعمرة وكانت تحمل لخدمة التاج البريطاني .. وساهمت في بسط بريطانيا على العراق وشبه الجزيرة العربية .. وكماقلت لك سابقا .. إنها ملكة العراق غير المتوجة ..
|
|||||||||||||||
07-11-2011, 02:00 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
أخي العزيز نايف شاكرا مرورك الكريم وبارك الله فيك طبعا بالمناسبة لا اعرف لماذا لا احب الاقتباس ورد في قولك الكريم : (( هذه المرأة كانت ممثلة الإمبراطورية البريطانية والتاج البريطاني )) الواقع سيدي الكريم وأن كانت تشبه لورنس وابو حنك ولكنها لم تكن ممثلة للإمبراطورية ولا التاج البريطاني في البداية سوى حبها للمغامرة فقط وولعها الشديد في معرفة اسرار الشرق وهذا ما سنتعرف عليه في الحلقات القادمة . قال جنابكم الكريم : (( من الصعب تصور إعجابك بها .. هذه مشاعر اختلطت عليك )) هو ليس اعجاب بقدر ما هو دهشة حين ترى امرأة من عائلة ثرية ومقام رفيع تترك كل شي خلفها وتجوب الصحراء والبراري فأن مجد عائلتها لا يهمها بقدر رغبتها في استكشاف ذاتها ومعرفة القوى الخفية التي هي موجودة في قلب كل إنسان .. المس بيل حالة فريدة من نوعها . هي ليست بحاجة للمال ولا الشهرة ولهذا اكتب هذا الموضوع عنها .. ذلك لأني كنت مقتنع بقولك ولكن عندما قرأت قصتها وتمعنت في سيرة حياتها الغامضة اكتشفت أن لها روح في التحدي وتحمل المشاق ليس من السهل التعبير عنه . قرأت الكثير عنها ودورها السياسي العاصف في العراق ولكني لم اتصور ابدا أنها توفيت في بغداد الا حين شاهدت قبرها وكنت اتصور انها توفيت بمرض من الامراض الفتاكة التي كانت تنهش بالجسد العراقي . ثم تبين لي انها قررت العيش في العراق والموت فيه طيب لماذا !!! ؟ تترك بلدها والعز الذي هي فيه .. لكي تموت غريبة في أرض هي ليست ارضها وبعيدة عنه كثيرا جدا .... هذا هو مفتاح البحث في سيرتها الذاتية خالص احترامي وتقديري |
|||
07-11-2011, 02:37 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
(( الحلقة الثامنة )) http://dc15.arabsh.com/i/03549/elhid2qeoscj.bmp غرترود بيل في نيسان عام 1902م رحلت غرترود بيل عن بريطانيا وحطت الرحال في حيفا ............. وبدأت مرة أخرى بدراسة اللغتين العربية والفارسية على يد شيخين يجيدان اللغتين وفي رسالة لها في 7 نيسان من ذات العام تعطينا صورة مدهشة للحيوية التي تابعت فيها دراستها اللغتين . ومن فلسطين سارت نحو سوريا وتجولت في العديد من المدن وهي تسجل ملاحظاتها وكل شاردة وواردة ...... وقامت برحلة أخرى إلى سوريا عام 1905م ولكنها هذه المرة قامت بدراسة عميقة للغة العربية والتاريخ والآثار البيزنطية وزارت جبل الدروز وحلب . وفي عام 1907م عادت إلى بلاد الشام وفلسطين باحثة عن المزيد من المعلومات وهي تدون تفاصيل الحياة العامة للناس . هذه الزيارات توجتها في إصدار كتاب دونت فيه كل مشاهداتها ومعلوماتها عن الآثار والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لسكان بلاد الشام وحمل هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1908م . بعنوان : ( سوريا الصحراء والأرض الزراعية ) Syria- The Desert and sown ثم عادت إلى المشرق العربي مرة أخرى عام 1909م وتجولت في حلب ودمشق والقدس والكثير من المدن الشامية ومنها بلدة ( مديات ) وهناك تعرضت للاختطاف في قرية ( خاخ ) التي تبعد عن تلك البلدة 6 ساعات ومن قام بخطفها هم جماعة من القرويين الذين قاموا بسرقة أموالها وحاجياتها الخاصة وكادت أن تلقي حتفها ولكنهم تركوها خوفا من عقاب الشرطة العثمانية القاسي والصارم. وعلى الرغم من ذلك عملت في مثابرة نادرة أن تجري مسحا للأراضي السورية وتدوين كل ما يتعلق بمعالم هذه الأرض ونجحت نجاحا باهرا . ويقال أن هذه الدراسة كانت بتكليف من المخابرات البريطانية لغايات بعيدة المدى وكانت المخابرات الفرنسية تعمل في نشاط بالغ خلال تلك الفترة أيضا مع بروز قوة ألمانيا العسكرية الهائلة وظهور بوادر صراع خفي في أوربا للهيمنة والسيطرة وكانت نتيجة ذلك ( الحرب العالمية الأولى ) وهذا الصراع الدموي أمتد في النهاية إلى ما حول أوربا في صراع محموم للسيطرة على طرق التجارة العالمية وكان اتجاه المخابرات الايطالية وألمانية والفرنسية صوب المغرب العربي في الدرجة الأساس وكان هدف المخابرات البريطانية الأول منصب نحو الشرق العربي حيث النفط والثروات المتنوعة ومفتاح بوابة الهند والسند وأفغانستان في حين الدور الألماني كان محصورا مع الدولة العثمانية على اعتبار أنها المسيطرة على الشرق العربي ولهذا وضعت كل ثقلها في مساعدة الدولة العثمانية بشتى السبل الاقتصادية والسياسية ولهذا نرى اليوم عمق العلاقة بين الأتراك والألمان حتى أن أكبر جالية تركية هي ألمانيا . في نهاية عام 1913م كانت غرترود بيل في دمشق وهي تستعد للقيام برحلة طويلة لاختراق صحراء الجزيرة العربية !!!! وقامت بهذه الرحلة ...... ومن هناك توجهت إلى العراق وكانت لها جولات في الكثير من مدنها ومن ثم غادرت العراق إلى دمشق التي وصلتها في أيار ( مايس ) في عام 1914م ومنها عادت إلى بريطانيا حين علمت أن بوادر حرب عالمية أوشكت أن تبدأ . ولم تعد إلى المشرق العربي إلا بعد قيام الحرب العالمية الأولى وكان هدفها هو ( العراق )الذي أصبح مجال عملها وفي نفس الوقت كانت تتابع الإخبار التي كانت تجري في بلاد الشام عن طريق أصدقائها من أبناء عشيرة عقيل الذين كانوا يتجولون بين العراق والشام لغرض التجارة . وبعد انتهاء الحرب كونت علاقات شخصية مع عدد من الضباط العراقيين الذين كانوا يعملون مع فيصل بن الشريف حسين في سوريا ومن بين هؤلاء الضباط نوري السعيد وياسين الهاشمي وجميل المدفعي وغيرهم ومنهم كانت تعرف بعض ما يجري وكان همها جمع أكبر كمية من المعلومات لأنها تعرف أهمية بلاد الشام واحتمال تأثير ما يجري هناك على الإحداث السياسية في العراق وكانت مصيبة في ذلك وهذه المعلومات التي حصلت عليها ثمينة في القدر الذي يمنحها الحرية في إبداء وجهة نظرها . وهذا يعني أنها كانت على علاقة وثيقة مع المخابرات البريطانية . إلى حلقة أخرى |
|||
08-11-2011, 02:38 AM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: الخاتون مس غرترود بيل
(( الحلقة التاسعة )) بدأت غرترود زيارتها للعراق عام 1909م وكانت تنوي للقيام بمسح الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها وتنوي التجول في المدن والقرى العراقية وزيارة المواقع الأثرية ومن أهم المواقع التي زارتها حصن وقصر الأخيضر الشهير وقامت بدراسة هذا الموقع دراسة علمية دقيقة فقاست طول وسمك الجدران والمواد الداخلة في البناء ......... ووصفت المباني التي يحتويها هذا الموقع التاريخي الفريد . http://dc14.arabsh.com/i/03552/k2ohae1lf2d1.jpg هذا الحصن يقع في الصحراء http://dc14.arabsh.com/i/03552/sxwh0jocnza3.bmp صورة نادرة لإطلال قصر الاخيضر من الجهة الشمالية الغربية تعود الصورة إلى عام 1920م وذكر ذلك العلامة محمود شكري الألوسي في مجلة ( لغة العرب ) العدد الثاني ص45 وقبل الوصول إلى بغداد زارت مدينة ( طيسفون ) والتي هي المدائن حاليا وكانت هذه المدينة عاصمة الساسانيين قبيل الفتح الإسلامي للعراق وأشارت إلى قصة فتح المسلمين للمدينة بقيادة سعد بن أبي وقاص وكيفية هروب الملك الفارسي يزدجرد بعد تطويق عاصمته ( طيسفون ) وما زال بعض من أجزاء القصر وطاقه الشهير ( طاق كسرى ) وتسمى اليوم ( المدائن ) أو ( سلمان باك ) لوجود ضريح الصحابي الجليل ( سليمان المحمدي ) . http://dc14.arabsh.com/i/03552/e679v0bfvtgy.jpg صورة قديمة نادرة لقصر يزدجرد في المدائن قصر يزدجرد ويظهر طاق كسرى ( وانشق إيوان كسرى ) الصورة تعود إلى العام 1916م وقيل 1926م وفي بغداد زارت غرترود بعض المدارس والمساجد القديمة المشيدة في العصر العباسي .... ثم أخذت طريقها إلى عاصمة المتوكل العباسي وهي مدينة سامراء أو ( سر من رأى ) وتفحصت القصور العباسية في هذه المدينة ودونت الكثير من الآراء والملاحظات عن الفن المعماري المزدهر في القصور العباسية . ولاحظت المس غرترود بيل أن هناك نظام عشائري فريد من نوعه في العراق فكان من جملة اهتمامها دراسة هذا النظام المتماسك فزارت عدد من التجمعات العشائرية التي لها ثقل سياسي مؤثر من ناحية الأهمية السياسية ومنها العشائر العراقية القاطنة في حوض نهر دجلة ومنها الجبور وقيس والموالي وطي والزبيد وبني تميم وغيرها الكثير كما زارت القبائل الكردية في شمال العراق والأقليات غير المسلمة والتي تسكن المنطقة الشمالية كالمسيحيين واليزيديين واليهود وغيرهم . هذه الزيارات التي قامت بها المس غرترود بيل مهدت لكي تكون لها شبكة علاقات واسعة برؤساء العشائر ووجوها البارزة وحتى أفرادها مستغلة الحفاوة الشديدة التي يتمتع الغريب فيها ولو ذهب فردا عراقيا من عشيرة ما إلى عشيرة أخرى ويقول ( أنا دخيل عندكم ) تقبل فورا ويكون في حمايتهم وإذا قرر البقاء معهم لا مانع لديهم من تزويجه بإحدى بناتهم ويعتبر واحد منهم و لا يفرطون فيه فكيف بامرأة غريبة من ديار بعيدة تحل ضيفة عليهم !! المس بيل أدركت معنى هذه الصفة التي يتحلى بها العرف العشائري ولهذا السبب استطاعت بفضل هذا العرف أن تتسلل إلى أغوار الشخصية العراقية العشائرية وكونت شبكة اتصال مع قادتها وكانت تحظى بالرعاية والاهتمام والحفاوة البالغة وكان هذا هدفها الأول الذي مكنها لكي تبدي اهتمام واسع في معرفة التفاصيل الدقيقة للحياة الاقتصادية في العراق ودونت كل معلومة تحصل عليها عن الزراعة في العراق وطرق السقي والمحاصيل التي تزرع وحتى عرفت غلة الدونم الواحد الإنتاجية وكان المسار الثالث تحديد أهم المعادن التي توجد في العراق مثل النفط والفحم والملح والحديد والكبريت وغيرها من المعادن الأخرى . وفي بغداد وأثناء أقامتها فيها تعرفت على السير برسي كوكس وهو ضابط ودبلوماسي بريطاني من مواليد عام 1864م وكان شابا عمره عشرون عام حين التحق بحكومة الهند وأسند له عام 1896م مراقبة الواقع السياسي في الخليج العربي ثم شغل في نيسان عام 1904م منصب المقيم السياسي في الخليج العربي حتى عام 1914م وكان برسي كوكس مكلفا بمهمة رسمية في بغداد وحل ضيفا في دار القنصل البريطاني في العراق ( ريشموند ) وهو نفسه الذي دعا المس غرترود بيل للتعرف إلى برسي كوكس . وطرحت عليه فكرة القيام برحلة لاختراق الجزيرة العربية وتبدأ من أحد موانئ الخليج العربي في اتجاه نجد . وكانت تلك نقطة البداية التي تقع ضمن حدود مسؤولية برسي كوكس الذي كان يشغل وظيفة المقيم السياسي البريطاني وكانت غرترود بيل واثقة من موافقة برسي كوكس ولكن الذي حدث أن الرجل أبدى اعتراضه الشديد على الفكرة و نصحها بتأجيلها لأن الظروف غير ملائمة بسبب النزاع الناشب بين قبائل الجزيرة العربية وحينها رأت المس غرترود بيل أن عليها العودة إلى بلادها وفعلا عادت إلى بريطانيا ولكنها لم تصبر طويلا وعادت إلى العراق مرة أخرى عام 1911م . إلى حلقة أخرى |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|