|
|
منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر للخاطرة سحر و للنثر اقتدار لا ينافسه فيه الشعر، فهنا ساح الانتثار.. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
#صرخة مُضْنى في زمانِ الزيف# يا أسفاهُ على عصرٍ تولّى بهِ الوفاءُ، وأسلمنا لدنيا تسودُّ بالرياءِ الخَفِيِّ، نفوسٌ تائهةٌ في دروبِ الضلالِ، تخطو بعيدًا عن سبيلِ الحقِّ فتنهارُ الخُطى. قلوبٌ أضناها الشكُّ، أحرقتها ظنونٌ مُظلِمةٌ، ما أنارتْ لنا الدُّجى، بل زادتْ عتمةً. غصنا في بحرِ أوهامٍ عميقٍ، غرقتْ فيه ظنونٌ كالحةٌ، تاهت بنا الأمواجُ، وسرنا في متاهاتٍ مُبهمةٍ، فضاعَ منا اليقينُ، وأصبحَ السرابُ هو الهادي. لجأنا نحو أنهارٍ ظننّاها ارتواءَ، لكنّها خذلتنا، فأصغرَنا التخاذلُ، وأفقدنا العزاءَ، وتركنا في وحشةِ الفَضاءِ. غرّتنا أباريقُ زُجاجيَّةٌ، تلمعُ بوهمٍ كاذبٍ، خُضِبنا بالمكرِ، وارتدينا أقنعةَ الزيفِ، وركبنا صهوةَ حذرٍ مُتردّدٍ، فصدمنا بالهجرِ، وذُقنا مُرَّ الجَفاءِ دَانا. يا أسفاهُ على قلبٍ، بهِ أفنى الرجاءُ، ذوى كزهرةٍ ذابلةٍ، وعلى أملٍ تكسّرَ، ما عادَ لهُ بقاءُ، تحوّلَ إلى ذكرىً باهتةٍ في ثنايا الذاكرةِ. بحثنا عن وميضِ صدقٍ خافتٍ، يُضيءُ ظلمةَ زمانِنا الحالِكِ، ونقبنا عن وفاءٍ نادرٍ، في عالمٍ قد أهانَ سِوانا، وأرخى سِتارَ الخيانةِ. فتشنا عن عِتقٍ من قيدِ هذا الوباءِ، عن طُهرٍ يغسلُ أرواحَنا المُثقلةَ، وعن عبقٍ يفوحُ بالعدلِ والإخاءِ سَناءَ، يُنعشُ النفوسَ ويُزيلُ الشَّقاءَ. طلبنا الديمقراطيةَ، حُلْمَ الأحرارِ، والصفاءَ في التعاملِ، والنّزاهةَ في القولِ والفعلِ، ونقبنا عن عدلٍ شامِلٍ، يرفعُ الظلمَ والإذاحةَ، ويُعيدُ الحقَّ إلى نصابِهِ. يا أسفاهُ على سعيٍ مُضنٍ، بهِ لم نجنِ إلا عناءَ، وخيبةً مُتكررةً، فلم نجدْ غيرَ زيفٍ يغشانا، وولاءً رياءَ، يُخفي وراءَهُ ألفَ غَرَضٍ. غصنا في لُجَجِ كذبٍ مُتلاطِمةٍ، فاصطدمنا بالخداعِ المُتقَنِ، وسرنا في دروبِ وهمٍ مُزخرفةٍ، بها انزلقتْ قِلاعِي، وتهشّمتْ آمالي. غرّتنا أباريقُ كذبٍ مُبرّقةٌ، فتعثرنا بأنانيةٍ مُفرطةٍ، ولجأنا نحو نفسٍ مُتضخّمةٍ، بها اكتوينا بنرجسيةٍ حارقةٍ. يا أسفاهُ على عصرٍ، بهِ النرجسيةُ تسودُ، وتتمددُ كالأخطبوطِ، وعلى زمانٍ فيهِ الوصوليةُ تجودُ، ويُكافأُ المُنافقُ ويكرمُ الوصوليُّ. زمنٌ تحكمهُ الزبائنُ، والمحسوبياتُ الضيقةُ، وتطغى فيه مصالحُ شخصيةٌ، على كلِّ الغاياتِ النبيلةِ. أجدُّ نفسي تائهاً، بصحراءِ القحطِ وحدي، وحيداً في العراءِ، أفتقدتُّ كلَّ سعدي، وأحنُّ إلى واحةِ الأمانِ. ظمآناً لماءِ عدلٍ يروي الفُؤادَ، ولنسيمِ الحريةِ يُنعشُ الروحَ، سئمتُّ حياةً جرداءَ قاحلةً، خاليةً من النيّةِ الصادقةِ. يا أسفاهُ على زمنٍ، بهِ الحقُّ قد ضاعَ، وأصبحَ سرابًا خادعًا، وعلى ضميرٍ غابَ عنهُ فينا الإشعاعُ، وانطفأَ نورُهُ في ظُلماتِ الجشعِ. #نور الدين بليغ# |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|