إن كانت لك أخت فأكرمها، فإن اعتزازها بإكرامك إياها إكبار لها وامتنان وإسعاد، عينك عليها حمى لها لا يدانيه حمى،
وأصعب فقد تلقاه أختك ألا تجدك حيث تريدك،
تقطع قلب الخنساء على أخيها وما سلوانها إلا رؤيتها باكين مثل مصابها، قالت:
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي
عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نفسي
وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن
أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي
فلا يك عرض الدنيا عندك أعز من أختك، إياك تطمع فيما لها عندك، وليكن حقها زيادة و نماء ، أسعدها قدر وسعك بوصلك و ودك، فلا تستعيضك كزوجها وولدها ، و اعلم أن عاطفتها نحوك تغلب عاطفة زوجك وولدك لو* استبصرت، هى قبلهما، لحمك ودمك، ودينك الذى تستمسك،
أختك امتداد أمك ، وحبل وصلها الذى ألقت طرفه عندك ، فلا تعقها فتعق أمك، ولا تحزنها فتحزن يوم لقاك ربك، و انتبه