الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2009, 01:47 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ميس نايف الكريدي
أقلامي
 
إحصائية العضو







ميس نايف الكريدي غير متصل


افتراضي عالم جثث تتقاتل

عالم جثث تتقاتل
((مجلة ثرى ))ميس نايف الكريدي

يتمتع الإنسان في منطقتنا العربية بواقع مؤلم مع الأسف من حيث قدرته على ممارسة إنسانيته ومقدار احترامهاوالمعروف أن مفهوم المواطنة ومعايير الإنسانية ترتبط بالوعي العام والأيديولوجيا التي يتمتع بها الأفراد ولا نقصد النخبة في هذا الكلام وإنما نقصد البنية الكاملة للمجتمع المبني على الكرامة الغير منقوصة وحيث أن هذه الأفكار لم تزل مجرد أحلام وتطلعات فإن الواقع ينسحب على الأطفال خاصة وهم الفئة الأكثر احتياجا لحشد طاقة المجتمع والدولة في خدمتها بكل السبل والوسائل المتاحة........
وإذا كان العنف الأسري ظاهرة ملموسة إلا أن نسبتها تصبح أضعف في المناطق التي تتمتع بقدر أعلى من الانفتاح هذا إضافة إلى جملة المشاعر التي تؤمن في الحالة العامة غطاء للطفل وتصبح الانتهاكات في هذه الحالة محدودة وإن كانت بلا شك موجودة ولكن الخطر المتربص في الزوايا هو الذي يشكل الكوارث الحقيقية خاصة مع انتشار التحريض الغرائزي و ممارسة الجنس بل وحتى الشذوذ فيه دون تقديم أي نوع من الثقافة الجنسية فيصبح أطفالنا في مرمى المنحرفين هدفا يستحق حقا الانتباه والوعي لهذا النوع من العنف وآثاره التي لاحصر لها على الصعيدين النفسي والجسدي خاصة وأن هذا النوع من الجرائم يكتنفه الكتمان وحتى عندما تعلم العائلة به فإنه غالبا مايعالج بالطرق الخاطئة والتي تؤدي إلى آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
فإذا حصل الاعتداء على طفلة يلجأ كثير من الأهل إلى التكتم أو الثأر بالطرق العشائرية ليمسحوا عن أنفسهم مالحقهم من عار ويحصلوا على مايبرأ ساحة طفلتهم الضحية والتي ينسى الجميع مقدار الشرخ الذي حدث بينها وبين المجتمع وانعدام ثقتها بكل المفاهيم ويتحول الأمر في حال اتخاذ الإجراءات إلى مجرد حالة ثأر وانتقام، أما بالنسبة للطفلة الكبيرة فإن الأمور تأخذ عددا من المناحي التي تتراوح بين مشجع على القتل فمنطق غسل العار لاينتفي عند كثير من الفئات حتى لو كانت الحادثة اغتصاب وأي ممارسة جنسية لفتاة تحت سن الثامنة عشرة كان يفترض أن يتم اعتبارها اغتصابا ..ومن جهة أخرى نجد مجموعة الإصلاحيين الذين يشجعون زواج الطفلة الكبيرة من الفاعل والذي عندها سيتمتع بسقوط العقوبة حسب القانون ..
أما إذا كان المعتدى عليه ذكرا فإنه من النادر التعريف بهذه الحالات إلا إذا كان هناك عنف أدى إلى إصابات خطيرة أو وفاة وذلك للعار الذي سيلحق بهذا الطفل الذي لا ذنب له إلا أنه وثق بمجتمع الوحوش ..ولاأحد يستطيع التكهن بالكم الهائل من الأمراض النفسية التي ستهاجم هذا الكائن المقدس والذي مع الأسف يشكل صيدا للمنحرفين المختفين خلف ستار المجتمع تحركهم غرائز منحرفة وغير سوية وينجون بفعلتهم في كثير من الحالات .. ومع أني لا أملك أجوبة إلا أن ثقافة المجتمع بلا شك هي العامل الذي يمكن أن نحاول اعتباره خط الردع الأول ومع الانتباه ومطالعة الواقع فإن الأمر يبدو أكثر من معقد في ظل هذا الغزو المنزوع القيم والذي يحاصرنا من كل مكان كملحق لتيارات العولمة التي تلعب بثقافتنا لتمرير مايناسبها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى جملة الصراعات الطائفية في كثير من الدول العربية والتي يصبح الطفل أول ضحاياها مع الأسف فحالة الهمجية التي تتمتع بها موروثاتنا الجمعية والتي لم تتهذب منذ ملايين السنين بل دائما كانت تجد من يغذيها ويعرف كيف يستنهضها جعلتنا لا نسقط من حسابات قذرة أطفالنا ودائما يدفعون ضرائب صراعات لم يكبروا بعد ليس ليكونوا أطرافا فيها وإنما لمجرد أن يفهموها ...
كانت صورة الطفل الذي قضى ليلته تحت السرير وقد شهد ذبح العائلة بالكامل في إحدى القرى بالجزائر تلك الصورة التي نال من أجلها بطل رواية عابر سرير لأحلام مستغانمي جائزة فرنسية حيث اختصر تلك المأساة بنشوة المصور في الحصول على لقطة استثنائية من أجل معرض ..ليكتشف بعد حين أن الجائزة لم تكن لنظرة الطفل الذي أخذته الدهشة والرعب من هول واقع أكبر بكثير من أن يستوعبه أو يجد حلا لنسخته التي محت ذاكرته او خربتها واحتلت ما احتلت في عقله المهزوم الصغير..
وإنما قدم الفرنسيون الجائزة لصورة الكلب الميت بجانب الطفل فيبدو أننا بالنسبة للغرب مجموعة من البشر من نوع لا يشبههم ولذلك لا يتعاطفون مع هذا الطفل الذي يعتبرونه من عالم آخر عالم جثث تتقاتل لكنهم يتعاطفون مع الكلب لأنه يذكرهم بكلبهم فيتألمون معه ..أما نحن فصار قتل الأطفال مسلسلنا اليومي على شاشات الفضائيات لأن صغارنا مستهدفون من أعدائنا الذين لا يرحمون ومن عصابات الخطف في العراق ومن كل منحرف لايجد طريقة لممارسة عقده البشرية إلا على طفل في ظل حالة اللاقيم في بلاد الجهل والعنف والرغبة.....






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط