أعلم أن ما سأكتبه هنا قد يثير المشاعر، وقد أُتَهَم، أو حتى أُلْعن، لكن الحق أحق أن يتبع.
الطفل ريان كان ضحية التخلف والمكابرة. ولا شك عندي في أنه قضى في الحفرة قبل أن ينتشل من البئر بساعات طويلة، ولربما لم يصمد فيها غير يومين أو ثلاثة. والسلطات كانت تعرف هذا لأنهم أنزلوا له كاميرا صورته، ثم غابت صورها عن الإعلام في الأيام الأخيرة. ولعل هذه الحقيقة التي علمها المسئولون أخفيت عن المنقذين، لاستماتهم في محاولة إنقاذه. وكان هم السلطات في إخفاء موته أن تظهر للناس نجاحها في إنقاذه، فأسلموا جثته للمسعفين، وينطلقوا به، ثم يعلنون وفاته، وكأنه مات بعد إخراجه. أما قصدي من التخلف، فهو أنه كان من اليسير إنقاذ الطفل حياً لو قبلت السلطات المساعدة الخارجية. أما أن يصروا على الاكتفاء بالوسائل البدائية التي انتهت بالحفر بالأيدي خوفاً من انهيار التربة، فهذا هو عين التخلف. التكنولوجيا التي وصلت لأدق دقائق الجسم البشري، بكاميرات تصور، ومشارط ومعدات جراحة تتمم عملية جراحية كاملة لعضو بشري، أو جنين في رحم أمه، قادرة على إخراج بشري من بئر مهما كانت عميقة. ولأننا نفتقر إلى العلم الذي يوصلنا لهذا التقدم، كان يجب أن نقبل مساعدة من لديهم الوسائل والمعدات.
قد يقول قائل: هذا انبطاح للغرب. نقول: بل هذا إدراك لحجمنا الحقيقي بعد أن تركنا لغيرنا العمل الذي أمرنا به ربنا في كتابه العزيز.