"العقل صفحة بيضاء"

[سليم إسحق]

السلام عليكم
هذه مقولة لإبن خلدون قالها وأكدها وحاول تفسير بعض الآيات كي يدعم رأيه هذا...فهو يقول أن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء خالية من المعرفة....فما رأيكم في مقولته هذه؟؟؟

[يونس كانط]

مقولة جيدة تعبر عن نبوغه لدلك وجب علينا الاعلاء من شانه
السلام

[سليم إسحق]

نعم هي صحيحة وإبن خلدون استشهد بآية النحل من قوله تعالى:"وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "...

[احمد حاتم الشريف]

اعتقد ان الفكرة تحتاج الى مفكر
ولولا وجود المفكر لما وجدت الفكرة
وبالتالي فالعقل هو المحلل للافكار والمعطيات
وهو يخزن بالتالي المعلومات
ومادام العقل موجود فلابد للافكار من وجود
فان كان العقل موجود لدى الطفل وهو في رحم امه فهذا لايعني خلوه من الافكار
ولكن ماقيمة هذه الافكار ومامدى اهميتها
هذا مالا اعلمه جيدا
وشكرا

[احمد حاتم الشريف]

بالنسبة الى الاية اخي الكريم
فالطفل لايعلم شيء عن معطيات الدنيا مادام في موجودا في الرحم
وبالتالي فعلمه يقتصر على معطيات رحم امه
ووجود الانسان في هذه الدنيا
يختلف اختلافا كاملا عن وجوده في رحم امه

[عبد العظيم هريرة]

السلام عليكم،
بالفعل: " يولد الإنسان صفحة بيضاء " وأنا مؤمن بهذا طبعا، و لكنني أرى أن الصفحة تكون بيضاء من حيث "معرفته وأفكاره" الدنيوية أي خارج رحم أمه.
ولكن ألا ترون معي أن الحياة الجنينية لا تخلو من تجارب طيلة تسعة أشهر، وهذا ما درسناه في علم نفس النمو، وهذه التجارب تخرج مع الوليد إلى الحياة الدنيوية وتبدو عليه آثارها سواء في حينها أو خلال سنوات نموه المستقبلية، هذا بالفعل ما يقال: المولود يبقى لمدة غير يسيرة متأثرا بالحياة الجنينية حتى وأننا نلاحظ مثلا عددا من الانفعالات على محياه كالابتسام وتحريك الوجنتين وكأنه داخل حلم وهذا يحدث له في أيامه الأولى، أي قبل حتى أن يكتسب القدرة على النظر والتعرف على أمه من خلال النظر أو على الأشياء المحيطة.

مجرد رأي يناقش.
مع مودتي واحترامي

[د. احمد حسونة]

للدماغ خاصيتان :

1- ربط المعلومات

2- استرجاع الإحساس

والعقل ليس هو الدماغ ، اي ليس كل من لديه دماغ لديه عقل

والدماغ عضو يمكن لمسه والعقل ليس بعضو يمكن تحديد موقعه

أما فيما جرى من نقاش أعلاه

أن الطفل يولد ابتداء خاليا من أي علم أو أية معلومات سابقة لذلك لا يستطيع التفكير وإن امتلك الدماغ الذي فيه صلاحية بدائية للربط لأن الدماغ يكون حينئذ غير مكتمل، وحتى يستطيع أن يكون قادرا على التفكير فهو بحاجة إلى تلقي وتعلم المعلومات السابقة من غيره بواسطة اللغة، فاللغة شرط في التلقي والتعلم حتى يستطيع أن يفكر، وهذا الطفل لو كبرت سنه وبلغ عشرين سنة، ولم يأخذ أية معلومات، فإنه يبقى كأول يوم، يحس بالأشياء فقط ولا يدركها مهما كبر دماغه ولكن إذا أعطيناه اسم كل منها تجاه واقعه، أو تجاه صورة الواقع، وربطناه بها فإنه يصبح قادرا على التفكير،

إن دماغ الإنسان فيه خاصية ربط المعلومات واسترجاع الإحساس. فيمكن للإنسان في ما يتعلق بالغرائز بتكرار الإحساس أن يسترجع الإحساس، ويمكنه بخاصية الربط أن يُكوّن من مجموع ما يحسه وما يسترجعه من إحساسات، معلومات، وأن يسترجع هذه الإحساسات بمعلوماتها فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فقط وهو يشبه في هذا العمر الحيوان، لكن دماغ الحيوان لا توجد فيه خاصية ربط المعلومات، وإنّما عنده تذكّر الإحساس والتمييز الغريزي. فأنت إذا ضربتَ الجرس وأطمعت الكلب عند ضرب الجرس، فإنه إذا تكرر ذلك يفهم الكلب إذا قُرع الجرس أن الأكل آتٍ ولذلك يسيل لعابه، أمّا ما لا يتعلق بالغريزة فلا يمكن أن يقوم به الحيوان طبيعياً إذا أحسه، ولكن إذا كُرر هذا الإحساس واسترجعه فإنه يمكن أن يقوم به تقليداً ومحاكاة وليس قياماً طبيعياً.

والمشترك بين دماغ الحيوان والإنسان هو وجود بعض "قوانين عمليات الدماغ" التي يستطيع باستخدامها أن يقوم ببعض العمليات الذهنية بدون الحاجة إلى المعلومات السابقة خصوصا فيما يتعلق بإشباع الغرائز والحاجات العضوية، ويستطيع الحيوان بهذه القوانين الربط بين إحساسه بحصول حدث معين كقرع الجرس بالتزامن أو التتابع مع حدث آخر كحضور الأكل إذا تكرر، أن يقرن الدماغ إحساسه بالحدثين ويخزن ذلك في ذاكرته ويستطيع أن يسترجع الدماغ إحساسه السابق بالحدث الثاني الأكل إذا أحس بالحدث الأول قرع الجرس، وهذا هو الاسترجاع. أما دماغ الطفل فهو أقدر من دماغ الحيوان على لأن فيه بجانب القدرة على استرجاع الإحساس بشيء إذا اقترن بشيء آخر القدرة على الربط.

والفرق بين التفكير والتمييز الغريزي يكون في أن التمييز الغريزي عند الحيوان والإنسان يقتصر استخدام الدماغ فيه على بعض "قوانين عمليات الدماغ" والتي هي مفطورة في هذا الدماغ ومنها القدرة على تخزين الإحساس في الدماغ واسترجاعه، في حين أن التفكير في الدماغ الصالح للربط عند الإنسان يستخدم بجانب قوانين الإدراك الشعوري جميع "قوانين التفكير" وخصوصا قدرته على تكوين النماذج الفكرية أي المعلومات السابقة وتذكرها والربط بينها وبين الواقع المحسوس والحكم على الواقع من خلال تحليله إلى أجزائه والتي لها معلومات سابقة في الدماغ ثم ربطها وتركيب أجزائها من جديد وتكوين نموذج ذي معنى في الذاكرة.

[احمد محمد قحموش]

الاخ العزيز سليم... ان اصحاب المذهب التجريبي اعتبروا" ان العقل صفحة بيضاء خالية من افكار فطرية.." هذا كلام غير صحيح....... اقول لك يا عزيزي : ان الله عندما خلق ادم عليه السلام علمه الاسماء جميعا قبل ان ينطلق ادم في رحاب ملكوت الله..فعرف ادم ان هذا قمر... وهذه شجرة...وتلك سماء..الخ..وعرف ماذا وكيف يتعامل مع هذه المخلوقات...
فالانسان ياعزيزي لا يستطيع ان يفهم الواقع ويفسره اذا لم يك لديه معلومات سابقة عنه...
وتذكر ما تفعله انت عند تعليمك الاسماءلابنك في بداية عمره بطريقة تعليم ادم الفطرية ..فتقول له: هذا باب...هذا قلم.. الخ

[احمد محمد قحموش]

اخي سليم ........ورد في سيرتك الذاتية الابداعية بانك منذ عشرين عاما وانت منكب على دراسة اللغة العربية ، وبلاغة القران الكريم ... فياحبذا لو تفضلتم بمشاركتنا السؤال المطروح تحت عنون " هذا هو الاعجاز البياني "

[سليم إسحق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد قحموش

الاخ العزيز سليم... ان اصحاب المذهب التجريبي اعتبروا" ان العقل صفحة بيضاء خالية من افكار فطرية.." هذا كلام غير صحيح....... اقول لك يا عزيزي : ان الله عندما خلق ادم عليه السلام علمه الاسماء جميعا قبل ان ينطلق ادم في رحاب ملكوت الله..فعرف ادم ان هذا قمر... وهذه شجرة...وتلك سماء..الخ..وعرف ماذا وكيف يتعامل مع هذه المخلوقات...
فالانسان ياعزيزي لا يستطيع ان يفهم الواقع ويفسره اذا لم يك لديه معلومات سابقة عنه...
وتذكر ما تفعله انت عند تعليمك الاسماءلابنك في بداية عمره بطريقة تعليم ادم الفطرية ..فتقول له: هذا باب...هذا قلم.. الخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز أحمد قحموش حيّاك الله ووجودك هنا...أخي بالنسبة إلى إعتراضك وقولك ((أن العقل صفحة بيضاء خالية من افكار فطرية.." هذا كلام غير صحيح...)) الحق أن الفطرة ليست من الفكر,فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على الفطرة ولا ينكر أحد هذا, لأن العقل يعني وكما قلتَ لا يمكن دون معلومات سابقة بينما الفطرة لا تستوجب المعلومات وإنما الغرائز التي غرزها الله في نفس الإنسان والحاجات العضوية,فتصرفات الطفل تصدر عن هذه الغرائز ومن هذه الغرائز تعلقه بإمه وصراخه عند جوعته أو عطشه.
وأما بالنسبة إلى آدم ...نعم فالله سبحانه وتعالى علمه الأسماء كلها ,والأسماء تعني المسميات والخاصيات للأشياء, مثل الإحراق للنار والأغراق للماء وغيرها.
لأن سيدنا آدم لم يمر بفترة الطفولة كغيره من بنيه.
وبالنسبة إلى موضوع "هذا هو الإعجاز البياني" ...إن شاء الله سوف نخوض معًا بحره ونمخر عبابه بأشرعة البلاغة.