تعليقا على ما صرح به وزير خارجية السعودية حول قيادة المرأة للسيارة

[ايهاب ابوالعون]

تعليقا على ما صرح به وزير خارجية المملكة العربية السعودية حول قيادة المرأة للسيارة قرأت التالي :

المقال الأول بقلم نورة عبدالعزيز الخريجي :

رخصة قيادة السيارة للمرأة
لا شك أن قيادة المرأة للسيارة ليست هي القضية الأولى أو الأهم للمرأة في هذه البلاد ولكنها إحدى القضايا التي تثابر المرأة هنا على الإلحاح بحقها فيها طالما لا يوجد مانع ديني من ذلك، وأخواتها المسلمات في بقاع الأرض ملتزمات بحجابهن ويقدن السيارة، ومعلوم أن معظم قضايا المرأة هنا منبعها العرف والتقاليد مثل ألا يتزوج الخضري من القبلية وغير ذلك كثير، ولا أريد الخوض في مسمياتها حتى لا يسيل القلم دمعاً ودماً، وتنتهي المساحة المسموح لي بالكتابة فيها.
لكن الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو ما نشرته"الوطن" السبت 23 شوال الجاري في الصفحة الأولى من حديث الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني حول قيادة المرأة هنا للسيارة حيث قال (أعتقد أنهن ينبغي أن يقدن السيارات لكننا لسنا من يتخذ قراراً في هذا الشأن يجب أن يكون قرار الأسر) وقال إنه أمر يقرره الناس ولا تفرضه الحكومة.
وقد قال في ذلك سابقاً كبار المسؤولين هنا إنه قرار اجتماعي يقره المجتمع ونعلم أن هذا الموضوع قيادة المرأة في المدن بين مؤيد ومعارض له ولو نظرنا إلى الوراء لعلمنا مدى الاعتراض الشديد الذي كان عندما فتحت الحكومة مدارس للبنات وكان رأي الملك في ذاك الوقت أن الحكومة لا تجبر الأهالي على إدخال بناتهن للمدارس (وليتها الآن تجبرهم على ذلك فما زالت هناك فتيات وفي المدن لا يقرأن ولا يكتبن) وكلنا ما زال يذكر منذ سنوات الاعتراض من بعض المجتمع لدمج تعليم البنات مع الأولاد وقد ناح المتشددون على الفضيلة وأقاموا سرادق العزاء عليها، وقيادة المرأة للسيارة ستكون إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، إلا أننا نتمنى أن يتم السماح بها الآن في العصر الذهبي للمرأة هنا في عهد ملك الإنسانية الملك عبدالله الذي أعطى للمرأة كثيراً مما تطمح إليه، ورضا الناس غاية لا تدرك والمطلوب في البداية هو تأكيد الحكومة على أن قيادة المرأة للسيارة قرار أسري اختياري وأن تسمح بإعطاء المرأة رخصة قيادة، أما اختبار القيادة فيمكن أن يتم بحيث يكون مقره منفصلاً عن مقر الرجال والاستعانة من الخارج بالمدربات ومعلمات القيادة للتعليم والاختبار ويمكن في البداية تحديد سن معينة للمرأة لاستخراج الرخصة حتى لا نقرأ في الصحف حول دوريات المرور وهي توقف المرأة السائقة ومعها زوجها كما كان في آخر خبر قرأته عن ذلك في الأيام الماضية وكأنها قد فعلت جرماً تستحق عليه العقاب وكتابة تعهد من ولي أمرها بعدم تكراره، وكل شيء في بدايته صعب خاصة في بلد كبلدنا مترامي الأطراف ومتعدد الأعراف وقد تحدث بعض المشاكل والمعاكسات ولكن بالحزم في تطبيق العقوبات دون تفرقة بين الأفراد ستنتهي مع مرور الزمن حيث سيعلم الناس أن المرأة قد أخذت حقاً من حقوقها المشروعة وأنها إنسان يستحق أن نضع ثقتنا فيه وأن هذه المرأة هي الأم والزوجة والأخت والقريبة له من الأب أو الأم وأنها نصف المجتمع وبعد سنوات ستشكل الأكثرية تحقيقاً لنبوءة سيد البشر صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان.

المقال الثاني بقلم عبدالله ناصر الفوزان

هل هذا موقف الأمير سعود أم موقف الحكومة؟
وزير خارجيتنا الأمير سعود الفيصل قال كلاماً لافتاً للنظر في المقابلة التي أجرتها معه القناة التلفزيونية الرابعة في لندن يوم الخميس الماضي، وقد نوهت صحيفة الوطن إلى هذا في الصفحة الأولى يوم السبت، فقد سئل سموه فيما يبدو عن الموقف من قيادة النساء للسيارات في المملكة فأجاب بما يلي:
(بالنسبة لي شخصياً أعتقد أن من حقهن أن يقدن السيارات، لكننا لسنا الجهة التي تقرر ذلك، العائلات هي التي يجب أن تقرر ذلك)، وأضاف (بالنسبة إلينا هذه المسألة ليست قضية سياسية، بل هي اجتماعية، ونحن نعتقد أن هذا الأمر متروك للعائلات وهي التي يجب أن تتخذ قراراً في هذا الشأن، هذا الأمر يقرره الشعب ولا ينبغي أن تفرضه الحكومة، لا تفرض على النساء قيادة السيارة ولا تمنعهن).
وهكذا فالأمير سعود لخص الموقف في عبارته الأخيرة حين قال إن الحكومة لا تفرض على النساء قيادة السيارة ولا تمنعهن، وقد تحدث كما يلاحظ باسم الحكومة وليس باسمه الشخصي كما فعل عندما بدأ الحديث بقوله: بالنسبة لي شخصياً...إلخ.
إنه من الواضح جداً أن الأمير سعود الفيصل يتحدث باسم الحكومة ومن الواضح أن هذا الموقف الواضح الذي عرضه هو موقف الحكومة، ولكن الذي جعلني أتساءل في العنوان هل هو موقف الأمير سعود أم موقف الحكومة، أن هذا الموقف يختلف عن الموقف الذي تم التعبير عنه مرارا على لسان أطراف في الحكومة والذي يمكن تلخيصه في أن المجتمع في المملكة لا يريد الآن أن تقود المرأة السيارة، ولذلك فإن الحكومة لا تجيز للمرأة قيادة السيارة، أي أنها تمنعها، في حين أن الأمير سعود الفيصل الآن يقول إن الحكومة لا تمنع المرأة من قيادة السيارة وتترك الخيار لها، ولكنها كما يفهم من حديث الأمير سعود (هي وأسرتها) هي التي لا تريد ذلك ولذلك فالحكومة لا تستطيع أن تفرض عليها ذلك.
إذا كان هذا الموقف الذي عبر عنه الأمير سعود الفيصل للقناة الرابعة البريطانية هو موقف الحكومة فلا شك أنه موقف جديد وهو يعطي الفرصة لكل من ترغب في قيادة السيارة من النساء أن تذهب إلى المرور وتحصل على رخصة القيادة بالطرق المتبعة بالنسبة للرجال وتشتري سيارة وتحصل على رخصة الملكية وتباشر فوراً بقيادتها دون عوائق وبموافقة أسرتها بالطبع.
إن الموقف الذي عبر عنه الأمير سعود الفيصل موقف واضح يعطي الأسر الراغبة في قيادة بناتها للسيارات حق الحصول على الرخص اللازمة لذلك، بل ويعطي النساء أنفسهن الراغبات في ذلك حق استكمال الإجراءات للمباشرة في قيادة السيارات، ويفهم كما هو واضح من حديث الأمير سعود بالإضافة لإعطاء الراغبات في القيادة الرخص اللازمة أن الحكومة لن تمنعهن من القيادة كما كان يحصل سابقاً لا عن طريق الأجهزة الأمنية ولا الأجهزة الدينية أو أي أجهزة غير ذلك.
إن هذا الموقف الحكومي الذي عبر عنه الأمير سعود شديد الوضوح (الحكومة لا تفرض على النساء قيادة السيارة ولا تمنعهن) أي مثلما هو حاصل بالنسبة للرجال... فالحكومة لا تفرض عليهم قيادة السيارة ولا تمنعهم... ولكن هذا الموقف يحتاج بالتأكيد إلى تفعيل... وإلى متابعة من الأمير سعود أو غيره... متابعة مع أجهزة المرور في المملكة.. ومتابعة مع الأجهزة الأمنية في الشوارع... ومتابعة مع الأجهزة الدينية... التي لديها فيما يبدو حتى الآن ما يبرر منع النساء من قيادة السيارة.

هنا أتساءل حقيقة :
ما هو الذي يمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة ؟؟
هل هو :

1) مانع شرعي
2) عدم تقبل المجتمع لهذه المسألة

و اسمحو لي أن أورد المثال التالي :
كانت المرأة السعودية ممنوعة من أن تجيب على الهاتف في بيتها , و الكثيرون يشهدون على ذلك , و الآن لن تجد امرأة سعودية لا تمتلك الجوال بل و له خصوصية مقدسة لا يجرؤ أحدهم على المساس به .
فهل اختلاف الرؤية هنا كان سببه الواقع الذي فرض نفسه أم تقبل إيجابي لهذه المسألة من قبل المجتمع السعودي ؟؟

[نايف ذوابه]

د. إيهاب ...تحية طيبة مراسلنا الكريم....

ما يتذرع به دعاة حظر القيادة على المرأة هو قاعدة سد الذرائع .. يعني يرون أن قيادة المرأة مفسدة وفتنة ,, وأنا أرى أن الأمر لا حجة فيه سوى استهجان المجتمع لرؤية المرأة تقود السيارة وليس من محظور شرعي يحول دون قيادتها السيارة بالعكس لو أرادوا أن يقيسوه بمقاييس المصالح فهو مصلحة راجحة وأدعى لتجنب الشبهات عندما يقود السيارة سائق أجنبي وقد يكون غير مسلم والمرأة في السيارة توجهه .......
بإمكان الحكومة السعودية أن تكسر الحاجز النفسي وتبدأ بإعطاء رخص للنساء تسمح لهن بقيادة السيارة وخاصة السيدات العاملات والمتقدمات في السن ودرجة درجة يألف الإخوة السعوديون رؤية المرأة تقود السيارة ,, ولعل هذا يكسبهم ود زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم المحرومات من متعة القيادة ... ويدعون لهم في ظهر الغيب ...!!

[ايهاب ابوالعون]

استاذي الكريم نايف ذوابة

ما تفضلت به بالنسبة للمصلحة الراجحة مسألة تثير الجدل يوميا هنا في السعودية
و لعلي أضرب لك مثالا شخصيا :
بطبيعة عملي يتطلب على المريض الالتزام بمواعيد العلاج و الدقة في الحضور لتجنب فشل العلاج , و الكثير من النساء اللواتي لا يحضرن في موعدهن المحدد يكون سبب عدم حضورهن هو عدم توفر الوسيلة للحضور .. فالسبب الرائج هو انه لا يوجد أحد ليوصلها إلى المستشفى .

أنا اتحدث هنا عن منطقة الجنوب و ليس المناطق الشرقية حيث تستطيع المرأة أن تستقل سيارة أجرة و تذهب لقضاء حاجياتها .

الناس هنا بين متقبل للأمر و معارض له , المعارض له عندما تواجهه بحقيقة الأمر الحالي و الظلم التي ترزح تحته المرأة بسبب عدم قدرتها الخروج إلا مع سائق و تضطر أن يوصل سائق أجنبي ترى التوقف اللحظي في عين هذا الشخص و انعدام الرد المناسب

أما المتقبل للأمر يرى الكثير من العقبات أمام السماح للمرأة بالقيادة .. فالمطاعم هنا تعلق يافطة مفادها أنه يمنع على النساء الدخول بدون محرم , حتى في قسم العائلات .. طيب إذا سمح للمرأة بالقيادة و سنتجاهل نظرة الشارع و المشاكسات التي ستحصل من قبل البعض .. هل سيسمح للمرأة بدخول المحلات التجارية و المطاعم بدون محرم ؟؟

المسألة هنا أحادية قطبية , و هي عدم استساغة رؤية المرأة تمشي لوحدها بتاتا .. فكيف خروجها من بيتها ؟؟

[سلمى رشيد]

للسلام عليكم
لو أرادت الحكومة السعودية السماح للسيدات بقيادة السيارات فستبيح مثل هذا القانون وهذا يمهد الجو لتقبل المجتع لفكرة أن تقوم المرأة بقيادة سيارة لوحدها....
أما أن نقول أن القضية اجتماعية والعائلات لا تقبل ذلك ،، فمن باب أولى أن لا تقبل ركوب سيارة مع السائق مثلا ....
قيادة السيارة في أي دولة عربية يلزم من السيدات بعض الأمور والمحاذير مثل القيادة في نطاق المدينة أو البلدة التي تقطن فيها وتجنب القيادة في وقت متأخر مهما كانت الظروف والإلتزام بسلوكيات معينة مثل اللباس المناسب وعدم رفع صوت المسجل في الراديو..
وأنا شخصيا لا استغني أبدا عن قيادة السيارة في قضاء حاجاتي وخاصة مع تغيب الرجال لفترة طويلة .

كل التحية

[ايهاب ابوالعون]

[هشام اللاحم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب ابوالعون

هنا أتساءل حقيقة :
ما هو الذي يمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة ؟؟
هل هو :

1) مانع شرعي
2) عدم تقبل المجتمع لهذه المسألة

و اسمحو لي أن أورد المثال التالي :
كانت المرأة السعودية ممنوعة من أن تجيب على الهاتف في بيتها , و الكثيرون يشهدون على ذلك , و الآن لن تجد امرأة سعودية لا تمتلك الجوال بل و له خصوصية مقدسة لا يجرؤ أحدهم على المساس به .
فهل اختلاف الرؤية هنا كان سببه الواقع الذي فرض نفسه أم تقبل إيجابي لهذه المسألة من قبل المجتمع السعودي ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحلي استاذي العزيز ان ادلو بدلوي معك كشخصٍ عايش القضية في صميمها

اولاً المانع من قيادة المراة للسيارة في مجتمعنا السعودي هو المجتمع وصعوبة تقبله للفكرة
وهذا طبيعي جداً عندما يطرأ تغيير على المجتمع فمن حقه رفضه

المحاذير هنا هي في اغلبها الخوف على المرأة من نتائج هذه الخطوة
فلا احد في الحقيقة يريد ان يكون صاحب المبادرة وكبش الفداء في هذه الطريق
ناهيك عن بعض التقاليد الرعنة في الحقيقة والتي اكل الزمان عليها وشرب في مجتمعنا لكنه متمسك بها الى الان ،والحق يقال ليس كل المجتمع هكذا وليست كل العادات ايضاً هكذا ولي عودة معها

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه

د. إيهاب ...تحية طيبة مراسلنا الكريم....

ما يتذرع به دعاة حظر القيادة على المرأة هو قاعدة سد الذرائع .. يعني يرون أن قيادة المرأة مفسدة وفتنة ,, وأنا أرى أن الأمر لا حجة فيه سوى استهجان المجتمع لرؤية المرأة تقود السيارة وليس من محظور شرعي يحول دون قيادتها السيارة بالعكس لو أرادوا أن يقيسوه بمقاييس المصالح فهو مصلحة راجحة وأدعى لتجنب الشبهات عندما يقود السيارة سائق أجنبي وقد يكون غير مسلم والمرأة في السيارة توجهه .......
بإمكان الحكومة السعودية أن تكسر الحاجز النفسي وتبدأ بإعطاء رخص للنساء تسمح لهن بقيادة السيارة وخاصة السيدات العاملات والمتقدمات في السن ودرجة درجة يألف الإخوة السعوديون رؤية المرأة تقود السيارة ,, ولعل هذا يكسبهم ود زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم المحرومات من متعة القيادة ... ويدعون لهم في ظهر الغيب ...!!

وجهة نظرٍ سديدة استاذي نايف
فقاعدة سد الذرائع في السعودية قد عممت بشكلٍ لا يطاق حتى بلغت مبلغاً لا يطاقه الناس هنا
فكم حرمنا من أشياء لا تضر الدين بشيء الا ان فيها جزءاً صغيراً مشتبهاً فيه فيحرمونه من باب سد الذرائع ،وما اوسع بابهم
هنا لا اعمم ابداً على مشايخ المملكة لكن البعض منهم مؤثرٌ في المجتمع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايهاب ابوالعون

استاذي الكريم نايف ذوابة

ما تفضلت به بالنسبة للمصلحة الراجحة مسألة تثير الجدل يوميا هنا في السعودية
و لعلي أضرب لك مثالا شخصيا :
بطبيعة عملي يتطلب على المريض الالتزام بمواعيد العلاج و الدقة في الحضور لتجنب فشل العلاج , و الكثير من النساء اللواتي لا يحضرن في موعدهن المحدد يكون سبب عدم حضورهن هو عدم توفر الوسيلة للحضور .. فالسبب الرائج هو انه لا يوجد أحد ليوصلها إلى المستشفى .

أنا اتحدث هنا عن منطقة الجنوب و ليس المناطق الشرقية حيث تستطيع المرأة أن تستقل سيارة أجرة و تذهب لقضاء حاجياتها .

الناس هنا بين متقبل للأمر و معارض له , المعارض له عندما تواجهه بحقيقة الأمر الحالي و الظلم التي ترزح تحته المرأة بسبب عدم قدرتها الخروج إلا مع سائق و تضطر أن يوصل سائق أجنبي ترى التوقف اللحظي في عين هذا الشخص و انعدام الرد المناسب

أما المتقبل للأمر يرى الكثير من العقبات أمام السماح للمرأة بالقيادة .. فالمطاعم هنا تعلق يافطة مفادها أنه يمنع على النساء الدخول بدون محرم , حتى في قسم العائلات .. طيب إذا سمح للمرأة بالقيادة و سنتجاهل نظرة الشارع و المشاكسات التي ستحصل من قبل البعض .. هل سيسمح للمرأة بدخول المحلات التجارية و المطاعم بدون محرم ؟؟

المسألة هنا أحادية قطبية , و هي عدم استساغة رؤية المرأة تمشي لوحدها بتاتا .. فكيف خروجها من بيتها ؟؟

سيدي العزيز
المملكة واسعة متشعبة متعددة المجتمعات والافكار والمذاهب
لذلك ستجد كثير الاختلاف في كل منطقة
لا اعلم ان كنت قد عشت في منطقة غير الجنوب ، لكن ما تراه هناك لا يعكس اغلبية الشعب السعودي

نحن شعب محافظ بطبيعتنا ،لذلك فالتغيير صعبٌ معنا لكنه ليس بمستحيل
وكما أُسلِفَ من قبل فمدارس البنات لم تلق ذاك الترحيب ايام الملك فيصل رحمه الله ،لكنها الان لا يكاد يخلو حيٌ الا وفيه مدرسة بنات بجميع مراحلها

أما عن قضية عدم استساغة رؤية المرأة تمشي لوحدها فهو ليس بالصحيح تماماً ، فتجربتك سيدي في تلك المنطقة محدودة جدا اذا ما قورنت بباقي مناطق المملكة
فالجنوب عندنا معروف بتشدده الغريب خصوصاً ناحية المرأة
ولك أن تأتي سيدي للمنطقة الشمالية (الجوف تحديداً) حيث اعيش وترى بنفسك كيف تخرج امي الحبيبة لزيارة باقي صديقاتها في الحي دونما عقلياتٍ رجعية تنهرها حتى عن الخروج
ودعك من الحاضر ولنعد للماضي ، فالمرأة عندنا كانت عضد الرجل الأيمن في مشوار حياته ، حتى أنك تجد المرأة تزرع معه وتحصد وتربي ذريتهم باخلاص وتفانٍ. أيضاً كانت -وما تزال- أساس المجتمع حتى أنك تجد الحي بأكمله يعرف كل ربة بيت من هي ومن اهلها دومنا تحفظ او استحياء

كان حديثي هذا لأطرح عليكم سؤالاً يجول بخاطري "لماذا التركيز الآن على قضية قيادة المرأة للسيارة واعطائها كل هذا الزخم الاعلامي رغم وجود ألف ألف مشكلةٍ جوهرية تهم المجتمع؟ وهل القضية مصيرية في تاريخ المملكة؟"

ولنأخذ الشباب مثلاً كوني جزءاً من ذلك الجزء الغالب على المجتمع
فها أنا على وشك التخرج ، وهناك غيري ممن سبق لهم ذلك لا يجدون الى الان وظيفةً تضمن له المستقبل والاستقرار النفسي والمالي والاسري بالزواج
الاف من الشباب بلغت فيهم العطالة حدّ الملل والتأفف والانحراف أحياناً وانتم أدرى بما يفعله الفراغ ان لاقى عوزاً مالياً من الشاب


أقول في النهاية أن هناك أموراً جوهرية أثرت بالمجتمع بشكلٍ سلبي ولم تأخذ من الاعلام - تهم المرأة بشكلٍ أساسي - كقدر مسألة قيادة المراة للسيارة
فلماذا هذا التضخيم الاعلامي وتهميش باقي القضايا ، ومنها للتمثيل لا الحصر:
- بطالة الشباب والمتفشية بشكلٍ مرضي.
- حقوق المرأة عند طلاقها واين تشتكي اذا ظلمت من زوجها وسلبت حقوقها.
- سوق الأسهم واللعب والسرقة الواضحة والتي تأثر لها بلا مبالغة 80% من المجتمع ولا أحد تحدث عن أسبابها ومسببيها أو عاقبهم (نظرية من يحرس الحارس).
- ارتفاع اسعار المواد الغذائية الأساسية بشكلٍ خيالي حتى وصل كيس الأرز من 120 ريال للكيس الى 220 ريال للكيس الواحد!!!! والغريب انها صادفت رمضان وأنتم اعلم برمضان ، واين وزير التجارة من ذلك ؟ لا احد يعلم وهاهو يجلس بمقعده المريح الدافئ الى الان.
- الفساد الاداري الذي تفشى كالطاعون في الادارات الحكومية ، ولكم أن تتخيلوا أن معاملة والدي العزيز بشأن تعويضٍ عن أرضٍ اقتطعت الحكومة أغلبها من أجل الطريق الجديد أخذت في دهاليز الادارات أكثر من ثمان سنين لأن والدي - هداه الله - لم يدهن سير الماكينة

وعذراً للاطالة لكن الموضوع شدني وأحببت أن أضعكم في الصورة الحقيقية للوضع هنا
للجميع هنا جل ودي