رمضان..على ماذا يجمعنا..؟

[فاكية صباحي]

الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا
محمد الصادق الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا..
ولا نور إلا الذي جـُدت به علينا لتصحو ضمائرنا..
وتجلو بصائرنا..
إنك خيرُ من يهب بغير حساب
أيها الأعزاء
كم تدور عقاربُ الساعةِ لتعودَ الثانيةُ والدقيقةُ إلى
ذات المكان وذات الزمان .. سنةٌ أخرى تنساب من بين أيدينا كمياه
النهر .. وورقةٌ أخرى تسقط من شجرة العمر ذابلة من لفح الهجير..
فها نحن ذا أمام روضة من رياض
الجنة.. خضراء يانعة تفتح لنا أحضانها لنترع كؤوسنا،
ونروي أشجار أعمارنا ــ بالصبر والجلد وقوة الإيمان
حتى لا تذبلها مغريات الحياة ــ ونزود قلوبنا بما يرضي الله تعالى ..
فهل حقا أدركنا ما هو الزاد الحقيقي لرحلة في علم الغيب..؟
أم أننا قد ورثنا كلمة صيام عن أبائنا لنلبسها ثوب رياء نغطي به
ما خفي من ذنوب لا يعلمها إلا علاّمُ الغيوب..؟
سنةٌ أخرى تمر أيها الأعزاء وصدر العروبة ينزف .. وإخوة لنا
في الدم والانتماء حفاةٌ عراةٌ .. يستقبلون شهر الرحمة
والغفران بأيدٍ نازفة .. وقلوب كم تكابر إيماناً وصبراً.. فهل
سنقتدي بهؤلاء - الذين يموتون عزاً - ونطوي موائد
الإسراف ، ونغض الطرف عن كماليات نحن في أشد الغنى
عنها لنتصدق - ولو بقلامات منها - لمن أشاحت عنهم
الحياة بوجهها الباسم ..؟ أم سنفتح الأبواب المغلقة
للشهوات، والنزوات ،والسهرات التي ستقتل فينا الإحساس
بالآخر رويدا رويدا دون أن ندري.. ليأتينا يوم لا نشعر فيه
حتى بخطانا وهي تنساب نحو هاوية الضياع الأبدي
شهرُ رمضان أيها الأعزاء هو شهر الفضيلة والبصيرة والصحوة
من غياهب العبث والضياع..فهو دوحةٌ باسقةٌ كلما استرحنا
بغصن منها يهزنا الحنين لتسلق غصن آخر والتزود بنفحات
الجنة بين أوراقه التي تمد المؤمن بعمر جديد.. وسعادة
أكبر من أن تذبلها نوائب الدهر
فهلموا يا خير أمة أخرجت للناس.. هلموا لجمع ثمار
الخير بأيديكم المتوضئة بمسك الشهر الفضيل .. علكم توزعونها
- والناس نيام - على من أقفرت بساتينهم، وصدهم حياؤهم
عن مد اليد بالسؤال..
اطرُقوا الأبواب ..اسألوا عن عباد الله الذين ابتلاهم تعالى
ليختبر صدق سخائكم ..
ولا تشغلوا أنفسكم بسفاسف ضئيلة.. أقل من أن تُعبّدَ دروبكم
إلى الله تعالى
صِلوا أرحامكم تصلكم .. وتصدقوا بالقليل يغمركم الكثير
من حيث لا تعلمون .. فشهر رمضان هو المرفأ الذي
تستريح به الأرواح من رحلة العناء لتأخذ زادها لقابل أيام
لا يعلم منتهاها إلاه في علاه .. فاجنوا زرعا كم انتظرتموه ..
واعلموا أيها الأعزاء أن الحياة أقصر من أن نذبل أوراقها
في اللهو والعبث
استغفر الله لي ولكم
كل عام وأنتم البيارة والزرع والمُـزن
والأيدي التي لا تقطف الغلال إلا لتسخو بها
نضرة عطرة ..
وسلام من الرحمن تسكبه غيوم الرحمة

[سلمى رشيد]

وسلام من الرحمن للفاكية الغالية والتي ما تعودنا منها إلا كل خير وعطاء وكلمة صادقة ..
ما اجمل ما كتبت ,,
حروف من نور ،، شفافة كمياة النهر
أختي فاكية
نسأل اللح ان يبلغنا رمضان ويجعلنا مع قوافل الصائمين ،، وها نحن نلتقي هنا من جديد في مثل هذه الأيام المباركات تلفنا نسائم رمضان ونفحاته المباركة الندية ..
فلنحمد الله حمدا كثيرا كبيرا على هذه النعمة العظيمة .
بوركت وكل عام وأسرتك العزيزة ب|ألف خير .

[راحيل الأيسر]

رمضان وانتفاضة الروح ..


ومَن غيرُ رمضان يمتلك مقوِّماتِ الثورة الناجِحة على النفس والتي تنعكس آثارُها على الفرد والمجتمع - تألقًا في الرُّوح، ورُقيًّا في الأخلاق، واستقامةً في السلوك، وشعورًا تكافليًّا رائعًا، ووحدةً وتعاونًا ووئامًا وانسجامًا بينْ أفراد المجتمع في لوحةٍ فريدة بِريشة رمضان تؤطِّرها ليلةٌ فيها ابتهالات الراكعين الساجدين

ماذا يفْعَل رمضان في الرُّوح ؟ ينزل عليها كالماء العذْب الزُّلال فتنتفض مِن ركودها، وتجدِّد الاتصال بمَن به تستعيد بريقَها ولياقتها وأُنسها، تمامًا كالآلة التي صَدِئتْ مِن الإهمال، فإذا ما أُعيد تشغيلُها استعادتْ عافيتها ومعها دورها اللائِق بها، وكما الأرْض الجافَّة العطْشَى الهامدة التي تهتزُّ وتربو، وتنبت النبات الحسنَ عندما يلامِس الغيث صفحةَ وجودها؛ ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].

أمَّا كيف؟ ففي مفرَدات رمضان: مِن كَفٍّ عن الحاجات الأساسية المباحة: ((تَرَك شهوته لأجْلي))، ومِن حجْز النفس عن المذمومات وتعميق الفضائل في حسِّها: ((فإنْ سابَّه أحدٌ أو شتَمه فليقلْ: إني صائِم))، ومِن عبادة ممتدَّة في الليل والنهار مصحوبة بثمراتها: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، مشفوعة ببشارته سبحانه لعباده: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ((مَن صام رمضان... مَن قام رمضان... إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))، في كلِّ ذلك مقوِّمات الانتفاضة الحقيقيَّة للرُّوح على أهواء النَّفْس والشيطان وقيود المجتمع، وكل ذلك مشروطٌ بحضور القلْب وتسليم الفِكر وإشراق الرُّوح؛ ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

أجَلْ إنَّها انتفاضة للرُّوح ضدَّ عام كامِل مِن الإهمال تراجعتْ فيه مكانتها لتتقدَّم حاجات الجسَد وأهواء النَّفْس عليها بمراحِل.
إنَّها انتفاضة في وجهِ كل مَن ينظِّر للفِكر المادي الذي يعتبر الحديث عنِ الرُّوح مِن سذاجات العقْل.
إنَّها انتفاضة تسعَى لاستعادة مكانة الإنسان الحقيقيَّة في عالَم الرُّوح لتقول للماديِّين: مهما شوَّهتم الفِطرة وطمستموها بأغلفةٍ مِن بهارج الحياة، فسرعان ما تنتفض لتستعيدَ رونقها بمجرَّد أنْ تلامسها كلمة الله مصحوبة بعزيمة إنسانيَّة صادِقة؛ ذلك لأنَّ مقوِّم استمراريَّة الرُّوح قائم فيها وهو قابليتها الدائِمة لاستعادة دَورها ولممارسة مهمَّتها في الارْتقاء بالإنسان بمجرَّد أن يرفدَها بأنواع العبادات الخالِصة.

وفي رمضان تثور القِيَم التي جُعلت في آخِر سلم الأولويات، تثور على واقعٍ فقَدَ معه الإنسانُ معالِم إنسانيته، فلا رحمةَ ولا عدلَ ولا مساواة ولا خيْر إلاَّ في مواضِع رحمة الله، هنا في رمَضان تثور القِيم، فتبرز معاني التكافُل الاجتماعي، حيث نرَى قلوب الأثرياء وقد رقَّت فرَحِمَت الفقراء والمساكين، وتؤكِّد معاني الوحدة ذاتها في المساجِد وفي الخِدمات والأعمال الاجتماعيَّة التي تنشط في هذا الشَّهْر، وتتألَّق معاني الخير والبذْل والعطاء، وكلها صادِرة عن نفْس شفَّافة توَّاقة لتعديل ما انحرَف مِن مسارها طيلةَ العام، فإذا بها كريمة سمحَة تُنفق عن رِضًا دون نكد أو ضيق.


مقال طويل منقول بتصرف والكثير من الاختصار .

[د. محمد رأفت عثمان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاكية صباحي

أم أننا قد ورثنا كلمة

صيام عن أبائنا لنلبسها ثوب رياء نغطي به ما خفي من
ذنوب لا يعلمها إلا علاّم الغيوب..؟

أسعدك الله و أكرمك و جعلك في سلام و اطمئنان أ. فاكية
نعم، يا حسرة على من فرط في هذا الشهر العظيم المعظم، و ألبسه لباس الرياء و السمعة و التقليد الأعمى الأجوف.
بوركت و بورك شهرك و جعلك الله من عتقائه.

[يحيى ابوهجر]

رمضان يجمعنا
على السكون
من الإضطراب
لإعادة التوازن
على الصمت
عن الثرثرة
لإعادة النظر

[فاكية صباحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد

وسلام من الرحمن للفاكية الغالية والتي ما تعودنا منها إلا كل خير وعطاء وكلمة صادقة ..
ما اجمل ما كتبت ,,
حروف من نور ،، شفافة كمياة النهر
أختي فاكية
نسأل الله ان يبلغنا رمضان ويجعلنا مع قوافل الصائمين ،، وها نحن نلتقي هنا من جديد في مثل هذه الأيام المباركات تلفنا نسائم رمضان ونفحاته المباركة الندية ..
فلنحمد الله حمدا كثيرا كبيرا على هذه النعمة العظيمة .
بوركت وكل عام وأسرتك العزيزة ب|ألف خير .

بوركت أخيتي سلمى على عبق المرور ..
ونسأله تعالى أن يطهر قلوبنا من كل ما قد يرهقها ويؤخرها عن ركب التوابين ..
وهاهو ذا شهر رمضان يكاد يودعنا ..
نسأله تعالى أن يحقن دماء المسلمين وينير الدروب المستغلقة أمام كل من تاهت بهم الخطى ..
طيب الله أيامك أختي الغالية ورزقك الأنس بذكره

ممتنة جدا لطيب دعواتك ولك بمثلها أينما كنت
حفظك الله وأسرتك الصغيرة ..وكل عام وأنت إلى الله أقرب

[فاكية صباحي]

إضافة مهمة عزيزتي راحيل..
ومقال وفّى وكفى ..ليتنا نغسل أرواحنا بعبق هذه النفحات الطيبات التي تسمو بنا أفقا ..
وتملأ قلوبنا بالإيمان والرضا الذي هو الرواء الحقيقي لكل مسلم يسعى لتشييد مسكنه الأبدي
بدعائم التقوى والرضا بعيدا عن هذا الجسر الزائل الذي شغل الناس وألهاهم عن دورهم الحقيقي ..
ورسالتهم الكبرى في الوجود


بوركت يا راحيل ..طيب الله أيامك ..
ورزقك الطمأنينة والهناء مع كامل أفراد أسرتك الغالية

ولك مني دائما خالص الود

[فاكية صباحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد رأفت عثمان

أسعدك الله و أكرمك و جعلك في سلام و اطمئنان أ. فاكية
نعم، يا حسرة على من فرط في هذا الشهر العظيم المعظم، و ألبسه لباس الرياء و السمعة و التقليد الأعمى الأجوف.
بوركت و بورك شهرك و جعلك الله من عتقائه.

أشكر لك فيض مرورك أستاذنا الكريم د/ محمد رأفت عثمان
رزقك الله الأمن والأمان ..ومتعك بنفحات هذه الأيام المباركة
وجعلك ممن يقطفون ورد الآخرة بيد يغسلها ماء التقوى والرضا أينما ولت

طيب الله أيامك ..وجزاك خير جزاء..ولا أبعد لك خطوا عن هذا البيت الذي جمعنا أسرة واحدة
يربط بينها رباط الأخوة والصدق والوفاء

تقبل مني خالص التقدير

[فاكية صباحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى ابوهجر

رمضان يجمعنا
على السكون
من الإضطراب
لإعادة التوازن
على الصمت
عن الثرثرة
لإعادة النظر

طيب الله أيامك أستاذ يحيى أبو حجر ورزقك الأمن والأمان

وبلغك ليلة القدر

تقبل مني خالص التقدير

[فاكية صباحي]

أسأله تعالى أن يعبد الدروب ويوحد بين القلوب بهذه الأيام المباركة

أعاد الله علينا هذا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات..
راجية منه تعالى أن يجمعنا دائما على صدق المودة..
وعبق الوفاء والإخاء

[فاكية صباحي]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الموضوع للرفع ..

مع أرقى التحايا لكل إخوتنا الأجلاء بهذا البيت العتيد

كل عام وأنتم ترفلون بثياب الصحة والعافية ..
أعاد الله علينا هذه الأيام المباركة ونحن نتظلل ..
بغمائم الأمن والأمان

[يافا احمد]

عاد رمضان ليجمعنا من جديد بإذن الله على العبادة ومجاهدة النفس وتقويمها حتى نختم هذا الشهر على انقى وأجمل صورة .
اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا واجعله شهراً تتبدل فيه ذنوبنا إلى حسنات. اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه وارزقنا التوبة النصوحة وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم آمين