الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر > قسم الثنائيات الأدبية

قسم الثنائيات الأدبية قسم جديد يعنى بتوثيق الإبداعات الثنائية التي يقودها نخبة من الأقلاميين الأدباء.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-2012, 11:57 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
إبراهيم محمد شلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم محمد شلبي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم محمد شلبي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم محمد شلبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إبراهيم محمد شلبي

افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

سأكون صريحا صادقا ولو لمرّة!

في نُزُل الذاكرة هذا، أتوه لشدّة تشعّب الممرّات والدهاليز، كلّ الغرف تفضي إلى بعضها، وألوب مثل القطا في الصيف بحثا عن سرير، ولولا وجودك معي الآن على ذات المائدة في صالة الحنين، لما استطعت أن أحتسي شاي الغياب الأخضر هذا وحدي، لو لم تكن يدك الخضراء تمسح وجع كفّي برفق لما حملت الكأس أبدا.

هيّئي لنفسك سريرا دافئا، سأروي لك حكاية النوم عن طفل علّق قلبه جرسا للماعز قبل أن أنام.

هيّئي فراشا وثيرا فشوك الحنين يجرح المنامات، سأروي لك حكاية شتاء علّم طفلا كيف يرعى مجازات البكاء في حقول القصيدة.

هيّئي قلبك وأصغي يا أميم!

لم تكن البداية أكثر من شتاء مرّ على عجل، في العقد –كما كنّا نسمّيه- كان كانون الجدّ يعلّم الكستناء أبجدية العشق احتراقا، كانوا أطفالا ثلاثة: أكبرهم ساهم النظرات خجول، وأوسطهم طيّب القلب شرس الطباع، وأصغرهم شديد الذكاء بالغ الدهاء، يتلقفون الكستناء بنهم ولا يعلمون أنّ عشق الشتاء والنار سيسري في دمائهم كما تسري الكستناء في مريئهم! كبروا، ولا زالوا يجتمعون حول نار الجد ويتلقفون الكستناء!

ذاك شتاء مرّ سريعا لم يبقَ منه إلاّ الكستناء، تعاقبت الفصول وصاروا أطول بضعة سنتمترات يتناوبون رعي الأغنام والماعز مع الجد، أكبرهم كان أشدّهم خجلا، كلّما مرّ في شوارع القرية طأطأ رأسه خجلا من أترابه، لم يعد في القرية حينها أغنام سوى في بضعة بيوت، بدأت القرية تشهد تحوّلا في الشوارع الطينية الوحلة وبات الإسفلت يغزو شرايين القرية، ولم يعد يحتاج جزمته البلاستيكية ليتّقي الوحل والماء. بدأت القرية تختفي، وكلّما كبر بضعة سنتمترات أخرى كبر فيه الوعي بالنقص العجيب في الصبّار والطين والحواري الضيّقة المزدحمة برائحة الغسيل المنشور على حبال الشمس. كان حنينه أكبر منه وهو طفل، يكبر سريعا، وأصبح يرعى الأغنام مع أحد أخويه أو وحده، يرافقه الرعي دوما قنينة ماء وكتاب في يده، لم يرعَ يوما دون كتاب.

هاتي رشفة من عينيك لتنتعش الذاكرة.
أتعلمين؟
حديثُك المتمرّد يشبه بيوت الصنيبعة في حقول القمح! حنينك لذيذ وشائك مثل السنارية! ها أنتِ دون وعي منك تدخلين غرف ذاكرتي، كل تلك الصور على جدرانها أحفظ أسماءها. من علمني الأسماء؟ جَرْيُ الماعز في مرج ابن عامر علّمني، ففي حين كان أترابي يربّون كسلهم في مشاهدة التلفاز كنت أحفظ الأسماء في رعي المواشي.

لا زال في الحكاية متسع لإبريق شاي آخر، صبّيه محلّى ساخنا فالطفل يكبر مثلما يعلو الشاي في الكأس! دون وعي كان يكبر، يتعلّم لغة الغيم والريح، وأنّ للشتاء لحنا لا يدانيه لهيب الصيف، يرقب في تأمّل ناسك تجرّد اللوز، ويشهد تفتق الأرض بالعشب، ويرى في مشهد بطيء التصوير تبرعم اللوز وتفتّح زهره، يرشد النحل إلى مخابئ الشهد، يساند الطبيعة في تجدّدها السحريّ ويُلبس اللوز عباءته، يرعى عُقَد اللوز وينمّي ثمارها الخضراء كي يطيب له حمل الملح في جيبه ويأكل كيفَما شاء! يشهد تحوّل السنابل وامتلاء رحمها بالحبّ وانتفاخات بطونها المغرية، يدرس تكوّر الحبّ في الزيتون ويُعدّ القمح للحصاد ليَعّد أبناءَهُ... مسرح مليء بالتجدّد والحياة، وهكذا كان يشهد دورة الكائنات من شرفة الماشية، يقرأ كتابا ويتأمل.

ما أثقل جفوني الآن، هزّيني برفق إن غفوت في ظلّ الحكاية، أخشى يحملني الحلم لابن عامر ذاك، لم أعرف ملامح فلسطين إلاّ من خلاله، علّمني لغة الكائنات، فحفظتها عن ظهر قلب، ولذلك أنقسم الآن بين رجل يجالس امرأة على مائدة، وطفل ينمو في قواميس الحقول، ولعلّ أعجب ما يحمل في حقيبته شحرورا صرخت بنات المدرسة المدنيّات في مدرسته الخاصة ذات يوم مستغربات من لونه وهو يتقافز على زيتون الحديقة: "ياي، حمامة سودا!!"، فرمقهنّ باستهزاء وطار مع الشحرور إلى عشّ بين السرو في سفح الجبل، كان أول عشّ لشحرور يراقب دورته في حياته، وحينها تعاظم في قلبه حبّ رأى نفسه يمتاز فيه عن الآخرين، وازداد قناعة بحكمته: "يا حوينتُه اللي مش فلاّح!".

سأغطّيك بلحاف من الصوف قبل أن أمضي لنومي، سأحرس منامك إن استطعت، أخاف أن يسرق البرد منك رائحة الكستناء.






 
رد مع اقتباس
قديم 18-02-2012, 03:18 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

طفلةً أنام على سرير الذكريات ، أصغي بقلبي لتغريد بلابل حكاياك على غصن روحي ، ومن شرفتك القمرية أطلّ سنونوة تشهق رائحة الوطن برئتها اليمنى ، وتزفر باليسرى الغياب ، فتسري في شرايينها دماء جديدة ، وتعكف على قراءة عمرها المرتقب الجميل المكتوب في الأفق الممتد بين عينيك ووجه القدس .

هي ذي ذاكرتي المرتجفة ، التي كانت تتوسل دفء الوطن ، تضطجع الآن هادئة على سكون الأمس ، وتنتظر أن يعلن بياض الفجر مولدها ، فمتى تشرق الشمس شهيةَ الضوء ليزهو بها فضائي ، فأطلق العنان لجناحيّ ، وأرسم على أفق الصباح ملامحي ؟!

سأنثر بذور أحلامي في تراب حقولك ابراهيم وأنتظر أن تزهر تحررا بين جفنيْ صباحي ، تمطرني سماؤك فأغدو كجنة آتت أكلها ضعفين !

ذاك الشتاء المارّ على عجل تفوح منه رائحة الكستناء هيّج في قلبي رائحة الحنين ، والإخوة الثلاثة فتحوا نافذة روحي على أخوات ثلاث : كبراهن بارعة في امتصاص الضوء وتركيب الأحلام ، والوسطى ثرية القلب ندية اليدين ، أما الصغرى فشعلة غيرة وذكاء .

ثلاث زهرات يانعات نمين على ذات ساق ، ثم حملت الريح رحيق كل واحدة منهن في اتجاه ، كبرن ولا زالت تنتثر فوق براعمهن حمرة الخجل ، ما زلن يختلن على وقع هدهدة أنفاس أم حنون تفرش روحها عشبا تحت شرفاتهن ، ويتهن دلالا بين يدي والد يقف كشجرة الكافور على أطراف أحلامهن .

لم يبخل عليهن القدر بحارسيْ عطر ولون : أخوين ودودين يشرقان في سماء حياتهن شمسًا وقمرًا ، من هذا ينبعث الدفء ، ومن الآخر ينبثق ضياء .

لم تخل الشتاءات التي مرت عليهن معًا من رائحة الكستناء ودفء الموقد الشتوي ، غير أن كستناءهن لم تحمل رائحة الوطن ولا علمها كانونه أبجدية عشق .

وكبرن كما يكبر الحلم كبرن !

سأصب الشاي الآن في قدحك المختال على طاولة الذكرى ، وأعود لأحلم بالصباح ينسكب حلوًا في كأسي ، سأرتدي غلالة من فرح وآوي إلى فراشي الوثير بعيدا عن وخز الحنين ، سأهزك برفق كي تكمل لي الحكاية بدءًا من أوسطها ، فربما نقترب من النهاية .

هأنا أغفو الآن ملتحفة صوف أغنامك ، منتظرة يدك توقظني ذات صباح وقد آن لي أن أغسل عن ملامحي شكل الغربة !









 
رد مع اقتباس
قديم 18-02-2012, 08:15 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
د.سامر سكيك
المؤسس
 
الصورة الرمزية د.سامر سكيك
 

 

 
إحصائية العضو







د.سامر سكيك غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

هذا مشروع مدهش يا رفاق.
وقفت أمام عمق في الدلالات ورقي في الأسلوب وإبداع في التصوير واستخدام اللغة..
بدأنا بعبدالسلام وهيا والآن بإبراهيم وأميمة ولنشحذ اليراعات فلا بد من أن نستجيب!

سيكون لكم حاضنة مستقلة فهذا جهد يستحق الإشادة..







 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2012, 12:54 AM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
إبراهيم محمد شلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم محمد شلبي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم محمد شلبي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم محمد شلبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إبراهيم محمد شلبي

افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"


النهايات أقرب من البدايات دوما، ما همّ ما شكلها، لونها، طعمها، هي الأقرب دوما.

لو كان لي أن أقفز في الحلم لقفزت إلى عينيك، مغمضتين على وطن سياجه جفناك، ستكون هذه نهايتي الأجمل، من يسكن وطنا يسكنُهُ لا يحتاج لأكثر من عينيّ أنثى ليجتاز البرزخ بين الحقيقة والمجاز، ولينتهي في قبر في قصيدة، لا بأس ولا بؤس ما دام عنوانها فلسطين.

في الليل الطويل مثل انتظار المسافر أرعى غزالات الظلّ في شمعة تضيء وجهك من صحن على طرف منضدة، أرى فراشات ابن عامر تحلّق من ابتسامتك، فأقرأ في عينيك المغمضتين حلما يشبه الشعر: طفلة وطفل في غابات تصعد نحو القدس من الغرب، قافلة جمال من الشرق، عنب من الجنوب ومدرج طائرات في الشمال، والقدس وحدها أمّ الجهات، قصيدة لا شاعر لها، قصيدة لها مليون شاعرة وشاعر!

كنتَ تكبُرَ في ابن عامر مثل هذا الحلم، أقول لنفسي، لن تنسى يوم سقطتَ عن الدرج الرخاميّ لنزاع على حبة فجل! من المخجل أن تفكّر في هذا الآن، لكنّك فتقت حاجبك وتركتَ ندبة تذكّرك فيه إلى الآن! وكأنّ حاجبك الآخر لم يعجبه فسقطت من على شرفة الجيران ليلة العرس ففتقت حاجبك الآخر وتركتَ ندبة أخرى!

ذات يوم تلقيت لكمة عن غير قصد وأنت تدافع عن أخيك فتورّمت عينك أسبوعا، لكنّهم عيّروك بالضعف عمرا، ولم تستطع إقناعهم يوما –حتى بعد أن كبروا- أنّ اللكمة كانت أصلا موجهة لأخيك، وحين أتيت من الخلف لتمسك الغريب عن أخيك اصطدمَتْ يده وهو يعيدها للخلف استعدادا للكمة بعينك، تلقيت الضربة عن أخيك بغير قصد! لكنّهم عيّروك بالضعف.

لم لا تعترف؟

لم تكن يوما قويا في شجار، لم تخض في شجار أصلا! إلاّ مرة واحدة تجرأت فيها على مستضعف متهما إياه بسرقة مجموعة من المفاتيح كنت تجمعها كما يجمع الناس طوابع البريد، جاءت أمّه المسكينة تولول فوبّخك أبوك، وقال لك أمّه مطلّقة لا أحد لها، ولم تقتنع، أحسستَ بقوّتك وقدرتك لأول مرّة، لكنّك ندمت وبكيت كثيرا حين علمتَ بعد خمسة وعشرين عاما أنّ ذلك المستضعف قد أصيب باللوكيميا، كأنّك أنت والدنيا عليه، كأنّك أنتَ السبب في سرطان دمه، فما أضعفك حقا! لا تكبر أبدا.

أتوقّف عن مخاطبة نفسي قليلا لأرقب خيط الشمس المتسلل من نافذة الضباب وهو يضيء وجهك، أشهد تململ جفنيك بين الصحو والنوم، وأتأمّل شفتيك وهما تنفرجان عن ابتسامة ندية، ستقولين صباح الخير، وأقول بقيت صاحيا طوال الليل، كنتُ أذكّر نفسي بمن كنت! ستتثاءبين وتحنين قلبك مثل سنبلة. فأردف: وكنتُ أتجسس على منامك.

أقف أمامك مثل أستاذ أمام طالب، أنظر في عينيك لأرى نفسي فيهما، وأقول لي: أتذكر حبّك الأول؟ كنت صغيرا لا تعرف الحب فكنت تقول عن أجمل بنت في الصف حبيبتي، وفي مدرستك الأهليّة فيما بعد استهوتك المدنيّات بدلالهن فحاولت أن تحبّ أول من طلبت التعرّف عليك! من غير دينك كانت، قلت الدين لله، قصيرةٌ كانت، قلتَ العيب بي، أنا طويل، فصرت تسرق من دواوين نزار وتوقّعها بتوقيع قرويّ أبله: X y z، العاشق من بلاد الله الواسعة! فكم كنت أحمقا!! أحببتَ الحبّ في الحب ولم تحبّها! لكنّ ذات العين الزرقاوين، لعبة الباربي الأكبر منك سنا كانت تجربتك الأولى في الارتعاش العاطفيّ، أخوك وهو أصغر منك كان أجرأ منك على البنات، كنت خجولا مثل حمامة ترقد على نافذة بيت، فصار صديقها وأنت تحبّها عن بعد مثل غيم في سماء ابن عامر، وفي زحمة الدخول إلى قاعة الاحتفال بعيد الميلاد لامستك، احتكّ كتفها بكتفك فصعقك البرق لأول مرّة في حياتك، وأظنّها كانت آخر مرّة!

هذا أنا اثنين: واحد أمامك وآخر في عينيك. صباح الخير يا أميم، أناي يخاطبُ أناه الآخر في عينيك، يقول له: كنتَ تكبر مثل منامها، كان عليكَ أن تنتقل فجأة من مدرستك القروية الصغيرة إلى مدرسة الراهبات الخاصة في الناصرة، سألك أبوك ذات ليلة: أتريد أن تدرس في مدرسة أهليّة؟! أجبت بالإيجاب ولم تكن تعرف ما تلك المدرسة أصلا! ثم اصطحبك للتسجيل فيها، وكان عليكَ أن تجتاز امتحانات الدخول فخفت أن تخفق فيكون تفوّقك القروي مجرّد مزحة. بأعجوبة قُبلت فقفزت فوق البرج مثل أذان الفجر، لم تكن قد رأيت راهبة من قبل، وكان وقار الراهبات مخيفا فنشأت تهابهنّ وترهبهنّ حتى بعد تخرجك، كنّ ذوات سطوة لم تجد مبررا لها إلى اليوم، ولكنّك أحببتهن مع ذلك، فقد وهبنك مكتبة تنهل منها على حساب حصص الدراسة، وصار لديك أكثر من كتاب يرافقك في حقيبة ظهرك حين تذهب لرعي الماشية، صار لديك مع ابن عامر علة أخرى اسمها القراءة الكتابة.

رويدك يا أميم، سأترك أناي فيكِ وأخبرك الحقيقة، كبرت مثل منامك، وكبرَتْ في قصيدتي السنابل والحقول، تزاوجت فراشاتي، وازدهر جنوني بالظباء، أزهر اللوز في قلبي، وصار كلّ شيء فيّ كابن عامر، لكنّني لم أنتهِ بعد، ما زال في ابن عامر أبناء يكبرون، حقول تتجدّد، فلسطين تجدّد نفسها مثلما يجدّد المنام نفسه في عينيك، مثلما يجدّد الشاعر نفسه في قصيدة. أكتب، قال لي أستاذي يوما، ففي الكتابة ألف حياة. فكتبْت، وسأظلّ أكتب حتّى يملّ ابن عامر من تناسل السنونوات في بيوت قُراه، سأظلّ أسرُدُ حتّى تملّ الريح من حمل الغمام ليبكي في حضن ابن عامر، فإذا ملّ العشب من قلائد الشمس، وملّت الطبيعة من تطبيع ابن عامر، فحينها، حينها فقط، سأنتهي.






 
رد مع اقتباس
قديم 20-02-2012, 10:24 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"


أحلامي الباحثة بين أنقاض المنفى عن ملامحي التائهة تتراءى لي كخيوط النور بين عهن الغمام في عينيك ، وأنا الآن خارج الوقت أنتظر ، على عتبات الحلم أقف ، أراك تصنع أفراحي بيدين من نور ، وعلى مسافة بركان من هدوئي أبصر القدس أميرة بتاج ذهبي ، جبينها سامق كالحور ، وثغرها يقطر شهدًا ، أما عيناها ففي اتساع الحلم !

تمسك يدي ونمتطي معًا صهوة القمر ، نجمع ما تناثر من نجوم ، ثم نقرر العبور ، وهناك لحظة الوصول ، نشهق بنفس واحد عبق عصف السنين ، نعتمر أنفاس القدس وطنًا .. نلتقط من ملامحها ابتسامة نلتحفها مدى الحياة ، وبكفين من وله أراك تفك عني أزارير التيه ، فنمضي طفلين في ربوعها ، على شباك روحينا تعشعش عصافير !

بخيوط من قزح ترتق غيوم أحلامي ، وتسد ثقبا في جدار الروح ! ما أروعك ابراهيم !

الآن أعرفني .. فلسطينية الملامح والهوية ، مقدسية الهوى ..
الآن تدهشني النهاية وأصغي بشغف إلى أهازيجها ..
الآن تزهر حدائق روحي بعد أن عجزت أمطار الصبر طويلا أن تروي صحرائي ..
الآن ألملم ما تبعثر مني بين البداية والنهاية ، وأكف عن الاختباء خلف جدران ذاكرتك ..
الآن تتكاثر بي براعم الأشياء والأسماء وأغدو طفلة ملائكية الملامح ..

لحظة ..
أما زلت أحلم ؟!

عصافير الصباح تنقر زجاج نافذتي ، وعيناي المغمضتان على وطن تفتحان سياجهما لأبصر وجهك ، تبتسم لي عيناك ..
عيناك قطعتا سكر أخفف بهما مرارة الحنين ..
عيناك رائعتان مثل فراشة حطت على أوراق زنبقة ..
قلبك المحب مزيج حزن وادع عذب تكلل بالجمال ..
وحديثك الشهي حملني إلى فلسطين .. زرعني على أبواب القدس ، وتركني هنالك ليلا أتصوف زهدا في عينيها !

كنت تحرس منامي إذن ؟! ما أنبلك ابراهيم !

طفلين كنا في الحلم .. وكانت يدك الندية تقود روحي لتعبر بها جسر العودة ، وهأنا أصحو الآن على عينيك ، فأهمس : صباح الخير

وقبل أن ترد التحية .. أنهض ، فقد حان وقت الرحيل !

سأحمل القدس على عيني وأمضي والأصيل بازغ في كفيك .

طائرتي ستقلع من مطار روحك ، بعد أن أحزم حقائبي بخصلة من خيوط الضوء المنبثقة على أطراف الحلم من مرج ابن عامر ..

سأتنفس القدس حتى آخر شهيق وأمضي ، لكنني لن أكف يومًا عن تتبع درجات الحرارة لأقيس كل صباح حرارة الحنين !

إلى اللقاء في حلم آخر ...






 
رد مع اقتباس
قديم 20-02-2012, 06:05 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

كل التحية والتقدير للفارسين الذي أحيا هذه الثنائية وفق أرفع مقاييس الأدب وأكثرها رقياً وإبداعًا في القدرة على التصوير والتعبير بطريقة جميلة جداً
شكراً إبراهيم محمد شلبي,شكراً أستاذنا المبدع
شكراً أستاذة أميمة وليد,شكراً لك أختنا المبدعة
تحياتنا للجميع.







 
رد مع اقتباس
قديم 23-02-2012, 12:28 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عبير هاشم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبير هاشم
 

 

 
إحصائية العضو







عبير هاشم غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

صباح بالياسمين يتغنى
صباح يروي الحكاية في أجمل معنى
عن أرض
عن تراب
عن ألم
...
لا يبارح
المسجد الأقصى
.
.
...........................

ربما غبت مطولا لكني متابعة
تترقب هطولكما الجميل كل يوم
ما أجمل مساحة الذاكرة بل ما أروع التحدي الجميل فيها
ما أروع أن نسكن الحروف وتسكننا بل الأجمل من ذلك أن تترك فينا ذاك الأثر الجميل
عن وصف لا يتوقف فيك يا مرج بن عامر ذاك السهل أذكره جيداً
زرته مرة واحدة ربما مررت حتى به كان بهي الطلة كان يلبس اللون الأخضر بجدارة
ويرتقي يرتقي كلما اقتربنا منه في السيارة التي كانت تنقلنا ..... واجهته مرة حين زرت أحد هم في سجن مجدو لحظتها أذكر أني كنت مثقلة بالألم كان وشاح الدموع لا يحملني للفرح بقدر ما كان يحملني للألم
رغم ذلك أبصرته جيدا............سبحان ربي ما أبدعه من مشهد .

الذاكرة تحيد الغياب اليوم كان كل ما باستطاعتها أن تمرررنا لمشاهدة شريط ذكريات من خلال مسرح من الحكايا ..........حكايا برغم من رزانة أحداثها كان فيها شيئ أشبه بالرفض وأشبه بالإستكانة...
بكل أحوالها كانت جميلة ....جميل أن نصطحب دوماً ذاك الطفل الجميل بداخلنا أستاذ إبراهيم لنشعر أننا ما زلنا على قيّد الحياة عفوا على قيّد الكتابة.....
كنتما رائعين حد الإبداع
أما أنتِ يا أميم جميلة جميلة الحضور والكلمة
كنتِ تستفزين مشاعري لحظة هذه الغربة التي أثقلت حروفك هنا
أعجبني حنينك للأقصى آـخرها أحببتها أكثر
كان الرقص على الألم أشبه بالجنون الذي هو المهرب الوحيد أحيانا
أبدعتِ يا أميمة

نشكركما معاً
كل التقدير والإحترام
تحياتي وباقات من الياسمين


لا ننسى الشكر أيضا للأستاذ الكريم عبد السلام الكردي راعي هذه الزاوية
كل التحايا







 
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2012, 02:15 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"

عبير هاشم

أيتها الجميلة القابعة في فؤاد أقلام

أعتذر أن تأخرت في الرد عزيزتي

مرورك هنا شرف كبير لنا

وكلماتك الطيبة في حقنا وسام نتقلده ونعتز به

كوني بالقرب دوما








 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب" عبد السلام الكردي منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر 18 22-02-2012 02:51 PM
سنابل من حقول الذاكرة"تعليقات" عبد السلام الكردي منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر 51 22-02-2012 02:38 PM
الحب فى شعر فـــاروق جــويدة ابراهيم خليل ابراهيم منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 0 16-06-2008 11:25 PM
الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة ابراهيم خليل ابراهيم منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 7 25-04-2008 01:03 AM
ولادة تفكك فلسفي جديد في لغة الشعر دراسة نقدية رحاب حسين الصائغ منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 1 18-08-2007 01:22 PM

الساعة الآن 01:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط