لوحتان لعيني فاطمة

[حنان بيروتي]

لوحتان لعيني فاطمة
(1 )

شعرها مهرجان فرح ، يمتدّ باشتهاء حتى يغطي ظهرها ، لا تكفّ عن رده للوراء بحركة نزقة تضج أنوثة ، تبعثره ، تضفره خوفاً من تأنيب المعلمة بشعرها الذي يشبه كومة قش رخيصة ، لكنه بقي مشاكساً متوهجاً نابضاً لا يهدأ . وارته مرغمة بغطاء رأس ، كانت تحس أنها تتدحرج مثل برميل معبّأ بالخوف والخطيئة وصوت أبيها يسوطها : لا يجب أن تظهر خصلات شعرك ، ملامح أمها المحملة بالانكسار ، والتلفاز ينزف أخباره ، وصوت أبيها يعلو فجأة : ما في فايده ! حواسها تتوثب ترتعش وعيناه تنصبان على أطيافه المتهدلة مثل حلم عنيد .

***
ظله قاتم مخيف يقترب ، يخيّـم على فرشتها ، يمتد مقص يجتزّ الضفيرة الغافية تتساقط جثة هامدة !
***

تشرعه للريح شعرها المبتور مثل صرخة محتضر ... وضفائر مشاكسة تنبثق، تستطيل داخلها بلا توقف !
***
( 2 )

بشراسة مستميتة أجاهد لأخرج ، شهقات ، دماء ، صراخ ويتلفقني العالم ببرودة كئيبة ، أتلوى بين يدي الطبيب زاعقة لأعود لأمي ... وحدها مألوفة لي ... يقلبني بإشفاق : البنت ضعيفة !

صوت مألوف يقترب " عملتيها يا ... " أتلقّـف الكلمة بفزع : بنت ؟ ! أبحث عما يدعونه ( بنت ) واكتشف بدهشة أنه أنا ! بكاء أمي ، أنا إذن لو أعود .. أعتذر لأمي عن مجيئي !

تتملكني رغبة بالعودة إلى رحم السكون أعبر عنها بصراخ متواصل تنفلت مني حلقاته بضعف تخفت احسني أشف أتراجع أنزلق ثانية إلى السكون صوت محايد : البنت تموت !

أتلقف الخبر بدهشة فرحة أنظر لأمي لعلها تكف عن البكاء فلا أرى شيئاً !

[محمد صوانه]

لوحتان مؤلمتان أخت حنان

تحتاج كثير من العادات والتصرفات الأسرية والاجتماعية إلى مزيد من التوعية والتثقيف المؤسسي عبر مؤسسات المجتمع المدني فضلاً عن المناهج المدرسية والقيم الاجتماعية التي تؤسس لنقاء أفضل وتفهم أكبر..
عذرا روح النص أخذني بعيداً عن حبكته وجماليات الإيحاء الرائعة..
تقبلي مزيدا من التقدير..