|
|
منتدى أدب الطفل هنا يسطر الأدب حروف البراءة والطهر والنقاء..طفلنا له نصيب من حرفنا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-07-2006, 09:46 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
قرية المريخ
= قرية المريخ = قصة : جبير المليحان ناصر الولد الصغير ، ذو الجسم النحيف الخفيف ، ركض لمدة طويلة ، ركض حتى تعب ، وعندما تعب جلس قليلاً والتفت .. كانت دياره بعيدة ، شاهد لمعان المركبة الفضائية في الشمس ، قام و ركض بكل قوته ليلحق بها : ( إنه حلمه الكبير الذي راوده طويلاً ، أن يسافر و ويطأ تربة المريخ الحمراء ..) ، كانت المركبة تتلألأ مبتعدة ، وهو يحاول الطيران ؛ للحظة أحس أنه عاجز ، وكادت تفر من عينيه دمعة ، ولكنه صرخ منادياً صديقته الريح : - يا ريح تعالي ..بسرعة تعالي .. يا ريح ! لحظات والريح تلفه بردائها و تحمله خفيفاً مثل صقر ، الأرض تبتعد ، والمركبة اللامعة تقترب ، هاهي .. إنه يلتصق بها ، أغمض عينيه ……ذلك ما قالت له صديقته : - ستحتاج إلى عينيك في المستقبل ! ربتت على خده بنسمتها الخفيفة ثم عادت إلى الأرض لتلعب مع الأشجار و أمواج البحر . لا يدري ناصر كم بقي طائراً ، ولكنه شعر فجأة أن ريحاً ملونة - برتقالية أو حمراء تقريباً - تضعه بهدوء على تربة المريخ الحمراء الناعمة .. أوه.. - يا للفرح ! هكذا هتف …تلفت في كل الجهات ، ولم يشاهـــد غير ( سوجورنير* ) تفر من أمامه كخنفساء حديدية صغيرة ، وتلفّ لتختفي خلف الصخور .. قرر- بعد تفكير قصير - أن يأخذ الجهة الأخرى : ( تذكر قول جده الكبير : إذا احترت فالتفت .. ! ) استدار ، و مشى بشكل لين ، حتى تجاوز الكثير من الصخور و الحفر وبعض الأودية الصغيرة الجافة ، تراءى أمامه ، الآن تل متوسط الحجم ، بدأ يصعده على مهل ، أحس بسعادة غامرة ، لكنه أحس - وسط السكون المطبق - بأصوات بعيدة ، وعندما أشرف على قمة التل شاهد من تحته نهراً صغيراً وعلى ضفته قرية ، انحدر بسرعة حتى وصل إلى النهر ، و وقف مندهشاً : كانت مياهه ملونة ، بل أنها خيوط ماء ملون تجري بهدوء تام . قال في نفسه سأغامر و أتذوقها : شرب من الخط البرتقالي فإذا هو ماء برتقال ، كان بجانبه ماء أحمر فإذا هو ماء الفراولة ، ثم ماء التفاح ، ثم غطس يده في ماء أسود فإذا هو ماء الباذنجان : كانت آلاف المياه الملونة لفواكه و خضار ، و أشياء لا حصر لها ، ضحك لنفسه وقال : - لو درى بها صاحب البقالة لصنع منها المثلجات ! في هذه الأثناء وجد نفسه وقد قطع النهر دون عناء : - نهر صغير و غريب ! . قال لنفسه . القرية الآن أمامه ، استغرب أن يرى الكثير من الرجال الجالسين ، كانوا يرونه دون أن يثير ذلك أي حركة لديهم .. تقدم إلى أولهم وحياه ،فلم يرد . أومأ له بيده فرمش الرجل بعينيه ، ولم يتحرك . كان ناصر جائعاً ، ولذلك فقد أخذ صبره ينفد ، وبدأ يصرخ في القوم الجالسين دون حراك ..دار عليهم بصراخه ، وفجأة رأى مجموعة من الرؤوس الصغيرة ، تطل من خلف أحد البيوت . اقترب منها فهاله حجم الأذنين الكبير لهؤلاء الأولاد : أذنان مدورتان كطبقين في كل رأس ، التفت إلى الرجال الجاثمين في أماكنهم : فشاهد لكل منهم أذنين مدورتين كطبقين صغيرين … أصابه خوف مبهم ، وحب للمغامرة ، و شيء من الغضب ، فركض نحو الأولاد بكل قوته … حتى إذا وصلهم حياهم و هو يلهث : -أنا ناصر .. من هناك ! . و أشار إلى المدى الواسع حيث الأرض الزرقاء معلقة في أقاصي السماء ! . فتقدم ذو أكبر طبـقـين في رأسه وقال : - أهلاً ... هل شربت من ماء فواكهنا .. وخضارنا ؟ - نعم ! - ما رأيك !؟ - أنتم محظوظون . فلستم بحاجة إلى الشراء أو الطبخ .. إنكم لا تشترون هذه الفواكه .. أليس كذلك ؟ - نعم ولكننا مللنا منها ، لقد أكلناها طوال السنين ،أنتم في الأرض تعملون .. ألا ترى إلى آبائنا الجالسين ؟ - إنهم يجلسون هكذا من دهور ! - ألا يعملون ؟ - إن عملهم التأمل ! - كيف ؟ - إن هؤلاء هم مجلس القرية .. مجلس الحكماء ! - حكماء ؟ ولكنني حدثتهم و لم يردوا عليّ ! - آه .. ألا تعرف أن ما من حكيم في هذه القرية إلا و هو أصم ؟ - أصم؟ - نعم ، إن عاداتنا تقضي أن يقوم كبير القرية يثقب طبلتي كل من يريد أن ينضم إلى مجلس الحكماء ! - كيف؟ - يدعوه إلى النوم .. -إلى النوم؟ كيف؟ - يحضرونه ، ويجلسونه : ثم يبدؤون العزف له بأبواق خاصة حتى تترنح رقبته - بعد أن ينام رأسه ، و يصبح ثقيلاً مثل الحجر ! -ثم ماذا؟ -يقوم كبيرهم بخرق أذنيه .. فيفرّ مذعوراً من الألم ، ويظل يصرخ . ويصرخ حتى يخر في الأرض .. إن مات نُفِيَ ، وإن عاش قضى بقية وقته في سكون تام ! - كيف يُنفى الميتون ؟ - يُرمون خارج هذا الكوكب ! -و الألم .. ماذا تفعلون لمن تثقب أذناه ؟ - هو حياتنا ..لكن الحكيم ينساه بعد أن يتعمق في رؤية الأشياء ..فليــس لديه ، الآن ، غير عينيه . هكذا يقولون ! -و لكن هل يوافق جميع الرجال على ذلك ؟ - اسألهم بنفسك ، فلست غير طفل ! - و لكن لماذا هذه الطريقة العجيبة ؟ -يقول كبير الحكماء : إن الدنيا ضجيج ، و الأصوات ملهاة تصرف الحكيم عن التأمل و التفكير في الأمور الكبيرة ! - آه .. كان طفل بجانبه ، يهمس بطبقي جاره : ( انظر إلى عينيه ، إنه يستغرب أن ينبذ الموتى خارج المريخ ، قل له : أننا نقذف بهم نحو الشمس ليحترقوا ، و بعضهم يتساقطون على الأرض كشهب ملتهبة .. هل نسأله ؟ ) ، استدار الإثنان إليه ، وقالا ساخرين : -يا ناصر .. ربما كنت أحد الذين رماهم الأجداد !! استدار ناصر ليعود ، فاستوقفه أحدهم : - لا تغضب ! . نود أن تبقى معنا هنا طويلاً . - شكراً ، لا . . لدي مدرسة ؟ -مدرسة ؟ ما هي ؟ -إنها المكان الذي أتعلم فيه . -هل هي عملك ؟ -نعم إنها عملي ! -ما لونها ؟ و هل بها نهر ملون ؟ صرخ أحدهم بقوة : - لماذا لك أذنان صغيرتان ؟! ردّ بسرعة : - إنني أسمعكم بقوة ! و انهالوا عليه بأسئلة لا حصر لها ، كان الرجال الجالسين بجوارهم يهزّون رؤوسهم بصمت ، و هم يتأملون .. نظر في ساعته ، فرأى وقت عمله يقترب ، ودّ لو دعا بعض هؤلاء الأولاد للعودة معه ، ولكنه قال في نفسه : ( ماذا يحصل لهم عندما يرون فواجع أرضي ! ) ، قال لهم : - وداعاً ! صرخوا جميعاً بقوة : - لا .. لا .. لا .. سألهم باستغراب : - ماذا تريدون ؟! قال أحدهم : -أرنا ما في جيبك !! صاحوا جميعاً : -نحن نرى البذور .. أعطنا البذور .. أعطناها .. و علمنا الزراعة !! لبسه سرور لا يوصف ، أحس أنه مزرعة كبيرة واسعة ، غنية .. ومليئة بكل الأشجار ، و الثمار ، والجميع فيها يأكلون .. والطيور تأكل وتغرد ، والحيوانات .. حدق بعيداً ، فرأى قرص الأرض موغلاً ، وباهتاً ، ود لو بكى .. لكنه نفض نفسه بعزيمة ، وقادهم إلى النهر .. قسمهم إلى مجموعات و وزع عليهم البذور ، وعلمهم كيف يسقونها .. و مع اقتراب المغيب قال لهم : -وداعاً ! هزوا رؤوسهم ، و اصطفقت آذانهم … صفّـر ناصر لصديقته الريح الملونة ، حيث كانت تتلاعب فوق الرمال الحمراء ، فجاءته راكضة كغزال ، وضعت أمامه سريراً مرصعاً بنجوم صغيرة لامعة ، نام فوقه ، قالت له الريح : أغمض عينيك .. لمح مجموعة من الأطفال تندس في سريره ، وتغمض عيونها .. ابتسم ثم أغمض عينيه ، و قال لصديقته : سأحلم بنهر صغير ملون ، هزّت رأسها موافقة .. طار ، و طار .. وعندما فتح عينيه ، كان شبح المركبة الفضائية يقترب عائداً من الأرض ، هنأ نفسه قائلاً : -لقد سبقتها ! تلفت حوله فلم يشاهد غير أشباح أطفال بعيدين ، هناك في آخر الشارع ، ربما كانت آذانهم كبيره ، قال لنفسه ( سأتأكد من وجودهم غداً في غرفة صفي ، أو في المدرسة ) ، تذكر أنه رأى اثنين أو ثلاثة من قبل ، بل وكانت أذنا أحد المدرسين كبيرتين ، ضحك بصوت عال ثم جذب غطاءه ، و أغمض عينيه و هو يقول : - كيف للإنسان أن يعرف ما سيفعله الأطفال في المستقبل ؟؟! الدمام - الأربعاء 18/9/1997 م ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ ( سوجورنير ) هي فتاة حديدية ، ولدتها العربة ( باثفايندر ) على سطح المريخ يوم 4/7/1997م
|
|||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عقائد بعض الصوفية !!!!! | ياسر أبو هدى | المنتدى الإسلامي | 66 | 19-06-2017 07:33 AM |