|
|
منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-07-2014, 04:43 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
دور التقديم و التأخير في الانسجام الصوتي في القرآن الكريم .
الرتبة مصطلح نحوي يعني الموقع الأصلي الذي يجب أن يأخذه اللفظ داخل الجملة بالنسبة للألفاظ الأخرى المرتبطة به بعلائق نحوية تركيبية . فالأصل في الجملة الفعلية في اللغة العربية مثلا : فعل و فاعل ثم مفعول به، و الأصل في الجملة الإسمية مبتدأ ثم خبر ...وهكذا ، حيث تلعب الرتبة دورا أساسا في تحديد الوظائف النحوية في اللغة العربية . غير أن هناك استثناءات تخرج فيها هذه الرتبة عن الأصل الموقعي إذا كان هناك ما هو أولى من احترام الرتبة . و بتعبيرآخر هناك عوامل تؤثر في البعد الموقعي للفظ ، فتكون سببا في الخروج عن الأصل . و لعلّ السبب في هذا الخروج عن الأصل أن القواعد النحوية العربية تتسم بالمرونة ، ولولا مرونتها لجمدت التراكيب ولكانت اللغة على وتيرة واحدة ولانْتفت الإبداعية داخل اللغة ، و لقد كان هذا فعلاً من أسباب موت الكثير من اللغات ، و صمود العربية و إعجازها الذي استمدته من إعجاز القرآن الكريم . لكنّ تجاوز القواعد الأصلية للألفاظ ـــ فيما يتعلق برتبة كل واحد منها ــ ينضبط بقواعد وضعها النحاة في منع أو إجازة تقديم وظيفة نحوية على أخرى : - فقد منعوا مثلا تقديم خبر إن و أخواتها على اسمها . - ومنعوا تقديم الحال على عاملها إلا إذا كان فعلا متصرفا : إذ تعتبر جملة {قائما هذا زيد } غير مقبولة نحويا ، لأن عاملها ليس فعلا و ليس متصرفا . - ومنعوا التصرف في الجملة التعجبية بتقديم أو تأخير لأن فعل التعجب غير متصرف ولا يصاغ منه مضارع و لا أمر .... إلى غير ذلك من الأمور التي قعّد لها النحاة في مسألة التقديم و التأخير. و ظاهرة التقديم و التأخير إحدى الآليات التي وظفها القرآن الكريم لتحقيق انسجامه الصوتي ليخلق تلاؤما و تناسقا صوتيا يناسب الحدث والسياق و المقام، و يبلِّغ مضمون الرسالة و يحدث التأثير المقصود في المُتلَقِّي ، و تُعد مراعاة الفاصلة القرآنية من أهم العوامل التي يفسَّر بها عدول القرآن الكريم عن الأصل : و هذه بعض الآيات القرآنية التي وظفت فيها آلية التقديم و التأخير مراعاة للفاصلة : * قال عز وجل : ( واجعلنا للمتقين إماما) الفرقان ٧٤ ، حيث أخر البيان القرآني ما حقُّه التقديم وهو لفظ "إماما" ( الفاعل في المعنى أو المفعول الثاني لفعل "اجعلنا" ) حفاظا على فاصلة الألف الممدودة التي تطبع سورة الفرقان . * وقال سبحانه : ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) يوسف٤٣ ، حيث نلاحظ تقديم المعمول "الرؤيا " على العامل " تعبرون " مراعاة لفاصلة النون الساكنة التي سارت عليها سورة يوسف كلها تقريبا . * وقال تعالى : (والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى ) الأعلى ٤ ، "فأحوى" تعني "مخضرا"، و "الغثاء " هو ما يحمله السيل من أوراق الشجر اليابسة . فأُخر ما حقه التقديم وهو اخضرار النبات وقُدم ما حقه التأخير وهو اصفرار النبات و يُبسه ، لأن الاخضرار أسبق من الجفاف . آخر تعديل خديجة إيكر يوم 21-07-2014 في 04:47 AM.
|
|||
28-07-2014, 01:04 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: دور التقديم و التأخير في الانسجام الصوتي في القرآن الكريم .
مشكورة جدا أ. خديجة.. |
|||
28-07-2014, 11:13 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: دور التقديم و التأخير في الانسجام الصوتي في القرآن الكريم .
شكرا جزيلا لحضورك الكريم ، أ. محمد لك من التقدير ما الله به عليم |
|||
19-09-2014, 08:53 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: دور التقديم و التأخير في الانسجام الصوتي في القرآن الكريم .
مشكورة أستاذة خديجة على هذه الإفادة الهامة ...
|
|||||
23-09-2014, 12:34 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: دور التقديم و التأخير في الانسجام الصوتي في القرآن الكريم .
|
|||||
|
|