الاثنين مارس 23 2009 - حديث القدس
الاجتماع الذي طلب عقده الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية مع قادة الفصائل الفلسطينية على عجل امس اثر زيارته للولايات المتحدة وبعد ان وصل الحوار الى ما وصل اليه من مراوحة مكانية رغم التقدم الذي تم احرازه ، هذا الطلب يؤكد على استمرار الجهود المصرية الدؤوبة لتقريب وجهات النظر وصولا الى اتفاق الوحدة الى ساحتنا الفلسطينية.
ومما لا شك فيه ان مؤشرات دولية عدة قد صدرت من اوروبا وربما من الولايات المتحدة حول استعداد المجتمع الدولي للتعاون مع حكومة وحدة فلسطينية مما يعطي دفعة قوية وحافزا للاطراف المتحاورة لاستكمال الحوار والتوصل الى اتفاق شامل.
واذا كانت الولايات المتحدة معنية بعملية السلام وملتزمة باستمرارها فانها تدرك اليوم انها لا تستطيع القفز عن واقع الساحة الفلسطينية وان قيام واشنطن بدور فاعل في عملية السلام اكثر توازنا وبعيدا عن الانحياز لاسرائيل سيقابل بالتأكيد بترحيب فلسطيني الا ان مثل هذا الترحيب وهذا الدور لن يكون ممكنا في ظل استمرار السياسة الاميركية القديمة بل يجب على الادارة الاميركية الجديدة احترام الخيار الفلسطيني واحترام ما يتم التوصل اليه من اتفاقيات اثر حوار القاهرة ولعل هذه المعادلة كانت احدى النقاط الرئيسية للمباحثات التي اجراها الوزير عمر سليمان في واشنطن.
ومن هنا تتضح اهمية الدور المصري ليس فقط في مساعدة الاطراف الفلسطينية على التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام المأساوية وانما ايضا تنبع هذه الاهمية من وقوف مصر الى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته وقواه الوطنية والاسلامية لدفع المجتمع الدولي لاحترام خيارات الشعب الفلسطيني والتعامل مع ما يرتضيه الفلسطينيون لانفسهم من صيغ واتفاقيات للوحدة الداخلية.
وبالمقابل وبالرغم من استمرار بعض الخلافات الا ان الاطراف المتحاورة خاصة حركتي فتح وحماس بدأت تدرك اهمية هذا الدور المصري واهمية التجاوب مع هذه الجهود المصرية ونشير هنا الى تصريح رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الذي اكد ان المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام هو قرار استراتيجي اتخذته حماس وكذلك تصريحات الرئيس ابو مازن وعدد من مسؤولي حركة فتح التي تؤكد على التمسك بالوحدة وانهاء حالة الانقسام وهو ما يشير على اجماع فلسطيني على التجاوب مع الجهود المصرية باتجاه الاتفاق .
وبذلك فاننا نأمل ان تسفر الاتصالات التي تجريها مصر الشقيقة مع كافة الاطراف الفلسطينية عن الوصول في اسرع وقت الى اتفاق تستعيد فيه ساحتنا الفلسطينية وحدتها وقوتها الحقيقية وتتفرغ لمواجهة التحديات الجسيمة التي تفرضها اسرائيل بمواقفها وممارساتها التي اقل ما يقال فيها انها محاولة لتكريس الاحتلال والاستيطان وتصفية الحقوق المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال.
تعقيب
بعيدا عن الدور الأمريكي ورغباتها ،، وبعيدا عن التصريحات التي لم تغن يوما ولم تسمن جوع
هل حقا احترمنا نحن قراراتنا وصالحنا الوطني الفلسطيني !!!