الاستاذ خالد الخزاعي
مع تطور الآلة و ارتفاع الجودة والدقة في النظم التكنلوجية والتسويقية بين الغرب والشرق , ومع تقلص حجم العالم وانحساره , ليتحول من مجهوله ومساحاته المذهلة الى قرية صغيرة , تكون فيها صيحات اطفالنا وضحكاتهم وبكائهم مرئيا اومسموعا لجميع سكانها , ومع تطور اعمارنا المستمر في حصاد ايامها , كانت البشارة بوصول الديمقراطية الى العراق , عن طريق صفقة عُقدت بين الشعب الامريكي وحكومته , بديلا عن النظام الصدامي الدكتاتوري المستبد , وقد اشترك في تنفيذ هذه الصفقة الكثير من متربحي الحرب وتجار الاسلحة من انظمة سياسية ومافيات وعصابات الحرب التي هي الدمار والقتل والتخلف والضياع للشعوب والانسانية .
والان وبعد وصول البضاعة الثمينة (الديمقراطية ) ومع كلّ ما صاحبها في البرنامج التسويقي من دعاية سياسية وغير سياسية , ومع الوسيلة العسكرية المعتبرة والمعتمدة للتنفيذ ومع كلّ مارافق هذه الفعالية في الانتاج والتسويق والتنفيذ , نقول للشعب الامريكي الذي كان العامل الاساسي في مشروع تسويق الديمقراطية للعراق , وازالة النظام الدكتاتوري الصدامي البعثي المجرم الفاسد و انّ مشروعكم الديمقراطي في العراق فاشل بدرجة ممتازة , وانّ ما واجهه الشعب العراقي في اثناء تاسيس هذا المشروع وبعد ذالك هو اضعاف ما واجهه في زمن الدكتاتورية البعثية من ظلم وفساد وخرق لحقوق الانسان , في فترة قصيرة مقارنة مع حكم البعث الطويل في العراق , فأين انتم ايها الشعب الامريكي من الشعب العراقي المنكوب بديمقراطيتكم ؟ واين اطفالكم من اطفالنا ؟ واين نسائكم من نسائنا ؟ واين رجالكم من رجالنا ؟ لماذ نسيتم واهملتم مسؤوليتكم الانسانية , وغضضتم الطرف عن اخطائكم الجسيمة مع العراق وشعب العراق , ونحن جميعا نعلم انّ العالم عبارة عن قرية صغيرة , لايغيب فيها او يختفي ما تبنيتموه من مشروع ديمقراطي ضخم وكبير , يحمل اهداف نوعية وشعارات رنانة وبراقة ؟ فلماذ انتم راضون بقتل ابناء العراق وترهيبهم وسرقت ثرواتهم , وانتم تعلمون انّ حكوماتكم المنتخبة من قبلكم هي المبادر الاول والراعي الاول والحامي والمتابع الاول لمشروع الديمقراطية في العراق , واعلموا انّ ما نزل على ارض الواقع هو القتل والخراب الفكري والمادي الذي حلّ بالشعب العراق بصورة عامة , وألّحق معاناة ومشاكل اضافية مضاعفة على فئات غير قليلة من ابناء العراق المنكوب , وخصوصا مرجعية السيد الصرخي العراقية , التي واجهت التهميش والاقصاء والاعتقالات والتعذيب والتغييب في زمن البعث الدكتاتوري الطاغي والان تواجه نفس المشاكل وتعاني نفس المعاناة , من قبل حكومة ديمقراطيتكم العراقية التي تحكم العراق الجديد تحت انظاركم ومراقبتكم .
وهذه اخبار قمع المظاهرات السلمية وضرب واعتقال المصليين من اتباع مرجعية السيد الصرخي العراقي :