أقلام هذا الصباح(5) فضاء واسع من المواضيع المتنوعة،شاركونا.صباح الخير من أقلام

[نايف ذوابه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله مساءكم بكل خير

من أقلام هذا الصباح إلى أقلام هذا المساء رحلة في فضاء الإبداع الخلاق

الكلمة المسؤولة والتحليل الرصين الواعي

رحلة في سماء الثقافة .. من كل فن بطرف ومن كل قطر إغنية ومن كل بستان زهرة أو إضمامة ..

أيها المسكونون بالجمال .. تعالوا نعبد مساءاتنا بأفانين وأساليب الكلام الجميل .. نثر فني جميل يبوح بخواطر النفس وخلجاتها .. يحول نبضات قلوبنا وعواطفنا النبيلة إلى أساليب من البيان الرفيع وإن من البيان لسحرا ...

معكم يا أصدقاء الحرف ويا رفاق الاستنارة.. في دورة جديدة من أقلام هذا المساء..

مساء الخير من أقلام

الأقلام التي تعدكم بكل ما يمتع ويطرب ويثير ويفيد .. من خلال إبداعات أقلاميينا في هذه الزاوية .. النصوص التي يختارونها لكم من عيون الأدب والفكر والثقافة .. اختياراتنا تدل علينا ورب اختيار أصعب من تأليف و أجمل وأرقى ..

مع متابعات فريقنا للأحداث السياسية .. الثقافية .. على مدار الساعات التي تبث فيها الزاوية إشعاعاتها حتى منتصف الليل .. حين يودع الليل المساء ليصبح في عهدة الصباح


معكم أنا وفريقي تقوده الأستاذة سلمى رشيد في هذه الرحلة اليومية لمدة شهر كامل من الإبداع والألق والتميز ..

ستكون معنا على رأس فريق التحرير

أختنا الكريمة

الأديبة الشاعرة

الأستاذة فاكية صباحي

الأخ العزيز الأستاذ ياسر سالم

الأستاذة كفا الخضر

الأستاذة أميمة وليد

الأستاذة عبير هاشم

الأخ العزيز عبد السلام الكردي والأستاذة هيا الشريف

الأخ العزيز عبد السلام حمزة .. ننتظر عودته وهطول حروفه الجميلة ..

طبعا نتمنى من الدكتور أحمد حسونة أخي العزيز أن تكون ظروفه أكثر مناسبة مع أقلام هذا المساء

وأن يثري هذه الزاوية بقلائده الفريدة .. فكرا وعلما وطبا

أهلا بالأخ العزيز محمد الحارثي... نرجو أن يطول مقامك معنا في أقلام هذا المساء .. لا مجال للأعذار .. لا دوام ولا أولاد تصحبهم في رحلة الصباح إلى المدرسة ..

بانتظار أخواتي الكريمات وكريماتي .. مريم الوادي وهناء غازي ونورة الحوتي وآلاء النور وحياة نخلي وجيلان والمهندسة حلا ..

أما الأختان الكريمتان مقبولة ووفاء أمين فننتظر أن تحقتحما هذه الزاوية بإبداعهما الجميل ومشاركاتهما الفريدة الجديدة ..


وأما الابنة العزيزة راحيل فهي مسك الختام في هذه النخبة والكوكبة الفريدة من كتابنا وكاتباتنا ..
مساء الخير .. مساء الخير

مساء الخير من أقلام هذا المساء

مساء الخير

[سلمى رشيد]

أسعد الله يومك أستاذ نايف
ومساء الأنوار

سأقوم بتوجيه الدعوات للأخوات الحبيبات والزملاء الكرام

والأستاذ الحارثي ليس لديك عذر ،، قضي الأمر

[سلمى رشيد]

[سلمى رشيد]

التعريف بالقدس وبيت المقدس وأصل قدسيتهما

ذكر أهل اللغة وغيرهم أن معنى القُدْس والقُدُس – بسكون الدال المهملة وضمّها– هو الطهر والبركة، والتقديس هو التطهير والتبريك وتنزيه الله تعالى عما لا يليق بذاته العليّة عزّ وجلّ.

وبيت المَقْدس – بفتح الميم وسكون القاف – وكسر الدال المهملة، والبيت المُقَدَّس بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة – هو البيت المطهر الذي يتطهر فيه من الذنوب.

وأصل مكانة القدس والمسجد الأقصى من قدسية وبركة وطهارة ما ذكره الله تعالى في بدية سورة الإسراء:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُِ﴾ ] الإسراء : 1[
وفي تفسير البركة المذكورة في هذه الآية الكريمة ذكر المفسرون أن البركة حول المسجد الأقصى تقتضي باللازم أن يكون هو مباركاً ومكانه مباركاً، كما ذكروا أن معنى البركة فيه وحوله مباركته بالأنهار والأشجار والزروع والثمار ومقابر الأنبياء لأنه مقر الأنبياء وقبلتهم ومهبط الملائكة والوحي وفيه يحشر الناس يوم القيامة.

[سلمى رشيد]

صور متناقضة ما بين الأنفاق ما بين غزة إلى مصر على أمل بصيص من نور نحو الحياة ولكن مصيرهم الغاز السام

وما بين قوافل الأمل يسيرها من يؤمنون بعدالة قضية غزة

[نايف ذوابه]

للذين يترددون في التعبير عن مشاعرهم بلوحة فنية جميلة.. سواء كانت قصيدة أو خاطرة أو قصيدة أو حتى لوحة زيتية .. نقول لهم حاولوا ولا تدعوا رهاب الكتابة أو رهاب المحاولة الفنية الأولى يحول بينكم وبين أن تسكبوا مشاعركم في قوالب من الفن الراقي .. تغلبوا على رهاب الكتابة .. رهاب البدء بالمحاولة الأولى وبمجرد أن تمسك ورقة وقلما ويلامس القلم الصفحة سترون كيف ستنثال الحروف والكلمات انثيالا بقوالب من الجمال .. لا بد من المحاولة ولا بد من التدريب ..

قرأت مقالا للكاتبة هدية عبد الله بعنوان: في أعماقك أقلام فاكتب .. راقني المقال فاخترته لكم.

في أعماقك أقلامٌ، فاكتب !‏

هدية عبد الله

أنصح من يريد الكتابة الجيدة ولنقل المقبولة على أية حال، أن يؤمن بذاته، ولا يقلل من شأنها، يكفي أنك مشاعر وأحاسيس تكون في كثير من الأحيان شعلة منها لا تخبو ولا تخمد، لا تحتاج إلاّ إلى ورقة وقلم لتبدي روائعَ من طيب قولك وجميل شعورك، وإن لم تكن ممن يفيضون شعوراً وأحاسيسَ، وكنتَ عملياً إلى حدٍ يفصلك عن القلب عقلٌ مفكرٌ، فما يمنعك من كتابة مواقف الحياة التي تمر بها دروساً قطعاً تستفيد منها، و ترصها حتى وإن كانت في نقاط متتالية، لا يهم، المهم أن تكتب .
أنصحك بألا تخرق أثواب بداياتك بآراء من هب ودبّ، بل احترم لجلالة قلمك بعض الهيبة، و اعرضه على الثقات الثقات، ممن تتأكد أنت من نزاهة آرائهم، و صِدق علمهم، وبالمناسبة: قد يكون هذا الشخص الثقة بائعاً على بسطات الشوارع أيضاً!! لا يهم يهمنا الذوق والنَفَس الإنساني، و لا تستهن بالخبراء إن وجد من بينهم ثقة (لا يلوي عنقك فيما بعد بذكر جميله الدائم عليك!!) إلاّ أن هذا لا يعني قط أن نرفض مبادرات القرّاء إلى إبداء آرائهم، وذكر نصائحهم وتوجيهاتهم، لعل أحدهم يرى صورتك التي لا تراها فيرتب لك ما اعوجّ من ياقة قميصك حين تفتقر إلى مرآة.
كن واثقاً أنك تكتب لعامة الناس، فاكتب لهم بصدق، اكتب للإنسانية، للجمال، وستجد الكثير منه أنّى اتجهت و قصدت، و كن معهم حين تكتب لا في منازلهم وطرقاتهم، ولكن في نفوسهم وقلوبهم، وعقولهم و همومهم .

أطلق لنفسك عنان الحرية في التعبير، و لا تتردّد في ذكر ما تشاء وما يستولي على فكرك وشعورك، فإنّ تحجيمه و تحجيره فيما يليق أو لا يليق قد يسبب له بعض الجمود، و يشح فكرك فيما بعد عن الإنسيابية والسلاسة، فتضطر إلى قطع حبل الإفكار و خلط التسلسل، لكن هذا لا يعني أنه سيُعرض كما هو، علينا دائماً أحبتي أن نراعي ما يعتقده الآخر ونحترم ما يؤمن به. إننا لا نكتب لنهاجم بعضنا بعضاً، و لا لنفوز بسباق أو ليصفق لنا الراؤون، بل هي رسالة لن تصل إلاّ بك ومنك.

راجعْ ما كتبت مراراً وتكراراً، و احذف -غير آسف ولا نادمٍ- ما قد يجرح قارئاً أو يحرجه، فالموجّه لم يكن يوماً ليزاحم من يوجّههم في أزقة ضيقة لا يقدرون فيها على الحراك، يتصببون عرقاً، ويشتطون منه في قرارتهم غيظاً وكمداً.
ولا تستهن بعلامات الترقيم، وصحة الإملاء والنحو ما استطعت إليه سبيلاً، حتى لو اضطررت للجوء إلى مدقق لغوي، أو صديق متخصص أو هاوٍ مُجيد. كل ذلك يتيح لك الوصول إلى قلب قارئك بأبسط السبل وأسرع الطرق .
لا تتكلف في كتابة شيء، ولا تستجلب ما ليس منك، ولا تدَّع شعوراً لا يخالجك، كن أنت كما أنت، ومثل نفسك دون غيرك، باحترام بالغ للغير، واحترامٍ أكبر للذوق السائد في مجتمع إن شئت أو أبيت أنت منه وفيه، حتى وإن خالفناه، ولم نؤمن بمثل ما يؤمن به.
أنت حقاً لن تكتب للرافعي، أو تستجدي ثناء المنفلوطي، وغيرهم من الأسماء الحقيقية أو التي قد يرون نفسهم بمثابتها! أنت تكتب لي كقارئ تفيدني وتوجهني وتنصحني وتعلمني، وتوفر عليّ خبرةً لم أمرّ بها من قبل؛ فإن كان فشلاً جنبتني مثله، وإن كان نجاحاً مهّدت الطريق أمامي لبلوغه ...
فاكتب رجاءً ولا تتردّد، واعلم أن كل ما تجود به رائع وجميل بمعاني الإبداعِ كلها.
ولمن آمن و أثّر في قلبه و أنعمَ الفكرَ في عقله آيُ الله العظيم، فإنه جل جلاله وعزّ شأنه يُقسم بالكتابة ليبين لك عظيم قدسيّتها، ولعلي أعود للحديث عن هذه النقطة بالتفصيل في مقال قادمٍ بحول الله: (ن، والقلم وما يسطرون)!!

مساء الخير من أقلام هذا المساء



مساء الخير

ننتظر فريقنا الذي تأخر ..

لا بد أن نتغلب على الظروف ونسابق إلى التنافس في هذا المهرجان

حتى يظل متميزا متألقا

مساء الخير

[سلمى رشيد]

أسأل نفسي أستاذ نايف لماذا أكتب وأتابع ما يكتبه الآخرون، هل هو حب للأمرين أم أن هناك دافعا آخر؟؟
أكتشف دائما أن في داخلي روحا مؤمنة بما أفعله وإلا لتوقفت منذ زمن طويل، روح تقول لي اكتبي وجاهدي بالكلمة وتابعي مستجدات ما حولك حتى لا تكوني من أشباه المثقفين

لعلي أنجزت القليل مما أريد

[سلمى رشيد]

مضت أكثر من ساعة وفريقنا متغيب
مع أني استشرت الجميع في موضوع تغيير الموعد

إذا كان هناك إشكال في التوقيت سنعيده للصباح مع أني قد اضطر للتغيب أحيانا أستاذ نايف لارتباطات استجدت معي فترة الصباح

[ياسر سالم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طاب مساؤكم
ما زلت بالدوام .. اقتنصت هذا الفاصل لتحية الحاضرين
أين الحاضرون ؟

مساؤك خير أستاذ نايف
طاب مساؤك أم احمد
مساؤك خير أستاذ محمد الحارثي

سلام الله يغشاكم .:. وعين الله ترعاكم

[نايف ذوابه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد

مضت أكثر من ساعة وفريقنا متغيب
مع أني استشرت الجميع في موضوع تغيير الموعد

إذا كان هناك إشكال في التوقيت سنعيده للصباح مع أني قد اضطر للتغيب أستاذ نايف لارتباطات استجدت معي فترة الصباح

لعل الناس ما زالوا على رأس عملهم اليومي يا أستاذة سلمى في جملتهم

لا بد أن ننتظرهم .. ونصبر على ظروفهم ..

بالصبر نحقق أهدافنا ويدرك من ننتظرهم أننا لا ننتظر إلا من نحب حضورهم

وبحضورهم يزدان المتصفح وبمشاركاتهم يتألق

مساء الخير

مساء الصبر

التمس لأخيك عذرا بل سبعين عذرا

نحن وإياكم على موعد

في نهاية الدورة السابقة كنت على وشك الإعلان عن توقف الزاوية بانتظار ترتيب أوضاعها وتنظيم أسرة تحريرها لكن إصرار الكثيرين من محرريها وروادها أشعرني أن هذه الزاوية متنفس سعيد لهم وكوة لهم تدخل منها الشمس .. أشعروني بأن الزاوية مصدر راحتهم النفسية .. وأن هذه الأسرة هي أسرتهم التي يسعدون بالتواجد وسطها ..

مساء الانتظار الصعب ..

مساء الصبر الجميل

مساء الخير

[سلمى رشيد]

مساء الخير أخي وأستاذي ياسر وأسعد الله يومك

صابرة يا أستاذ نايف ،، دائما صابرة مع اني احيانا ابدو وكأني غاضبة وزعلانة بس والله ما في القلب عكس ذلك

[نايف ذوابه]

عندما يأتي المساء

عندما يأتي المساء، ونجوم الليل تُنْثر

اسألوا الليل عن نجمي متى نجميَ يظهر

عندما تبدو النجوم في السما، مثلَ اللآلئ
اسألوا هل من حبيبٍ، عنده علمٌ بحالي

كلُّ نجمٍ، راح في الليل بنجم يتنوّر
غيرَ قلبي، فهو ما زال، على الأفقِ محيَر

يا حبيبي، لك روحي، لك ما شئت وأكثر
إنَّ روحي، خير أفق فيه أنوارك تظهر

كلَّما وجَّهتُ عيني نحو لمَّاح المحيَّا
لم أجد في الأفقِ نجماً واحداً يرنو إليَّ

هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ
فأغني وحبيبي والمنى بين يديَّ

أبو الوفاء «أنابيش ثقافية»

عبدالله الناصر

محمود أبو الوفا، الشاعر المصري القدير، لم يكن له حظ من اسمه في وفاء الحياة، والثقافة له ومعه.. فلقد كان شاعراً مهماً، ولكنه قليل الحظ، سيئ الطالع.. ولعل إحساسه بالكرامة، وإحساسه بالكبرياء، وهو إحساس الفنان الأصيل بنفسه أبعده عن مركز الضوء.. ومراكز الضوء هي وسائل الإعلام في كل زمان، ومكان.. فلقد خمل ذكر كثير من الشعراء الكبار في العصور العربية السابقة بسبب عدم إجادتهم هذه اللعبة وعدم إلمامهم بقصور الخلفاء والولاة للمدح، والاطراء، والثناء.
ولعل الشاعر العظيم ذا الرمة - يعتبر نموذجاً لهذه الحالة - حيث كان ضحية لكرامته ولعدم إجادته تسويق نفسه وعدم إجادته فن المدح أيضاً. وحين اضطر إلى المدح قال قصيدة من ستين بيتاً تغنى فيها بمحبوبته، ووصف فيها الصحراء، ومدح ناقته «صيدح» بعشرين بيتاً، وأثنى على الممدوح ببيتين فقط، ولم يحسن الثناء، حيث قال في ممدوحه بلال بن أبي بردة:
رأيتُ الناس ينتجعون غيثاً
فقلت لصيدحَ انتجعي بلالا
فقال بلال لغلامه: يا غلام اطعم الناقة شعيراً وتبناً..!! رغم أن هذا الشاعر العملاق من أعظم شعراء عصره، حتى يقال إن الرشيد كان يحفظ ديوانه كاملاً، ويروى عن الخليفة هشام بن عبدالملك انه قال: لو سمعت العرب بائية ذي الرمة في جاهليتهم لسجدوا لها..
ولكن جهله باللعبة الإعلامية هو الذي أضعف شهرته، وجعل اسمه خافتاً في سماء المشاهير عند العامة، وإن كان عند النقاد والخاصة وأصحاب اللغة أهمهم جميعاً..
أعود إلى محمود أبو الوفا الذي عاش بائساً، وحزيناً، بسبب بعده عن سلطة الإعلام الثقافي التي كان يديرها أمثال: طه حسين، والمازني، والعقاد، فإذا كتب أحدهم عن أحد مادحاً، أو قادحاً، لمع اسمه وتناولته الصحف وتجاذبته أحاديث الناس.
وقرأ المطرب محمد عبدالوهاب ذات يوم قصيدة لمحمود أبو الوفا نشرت في زاوية صغيرة بإحدى الجرائد وكان عنوانها: «المساء» يقول فيها:
«عندما يأتي المساء ونجوم الليل تنثر
اسألوا لي الليل عن نجمي متى نجمي يظهر..؟
كل نجم راح في الليل بنجم يتنور
غير قلبي فهو ما زال على الأفق محير
فأعجبته.. ومحمد عبدالوهاب، فنان مرهف الحس، ذواقة للشعر، وكان ملقياً رائعاً، يلقي قصائد شوقي نيابة عنه لفصاحته وجمال إلقائه.
وسأل عن محمود أبو الوفا بإلحاح.. وتقابل الرجلان، وتم الاتفاق على أن يغني عبدالوهاب القصيدة مقابل خمسة جنيهات..!! فوافق محمود فرحاً، فالخمسة جنيهات آنذاك مبلغ جيد، سيسد بعض حاجات الشاعر الفقير.. «واشتغل» محمد عبدالوهاب على القصيدة. وخرجت الأغنية الشهيرة «عندما يأتي المساء..» والتي أحدثت دوياً هائلاً في زمنها، - ولا تزال واحدة من خوالد محمد عبدالوهاب -.. فقد راجت رواجاً عظيماً، ونال بسببها عبدالوهاب شهرة إضافية رفعت من قيمته كمطرب أصيل، فقد تم تصويرها في قلب باريس بالقرب من نصب «حجر رشيد» وفرح الشاعر أبو الوفا لهذا النجاح، وظن أن عبدالوهاب سوف يضاعف له الثمن اضعافاً كثيرة.. ومرت الأيام وأبو الوفا ينتظر المكافأة، أو الأجر على الأغنية، ولكن أحداً لم يأبه به ولم يطرق بيته طارق، ولم يصله البريد بشيء من مكافأته.. واعتبرها الشاعر البائس واحدة من عثرات الزمن.. ونسي الموضوع.
وذات يوم وبعد مرور سنوات طويلة، كانت الإذاعة المصرية تجري حواراً مع المطرب عبدالوهاب، واستفاض في الحديث عن مشواره الغنائي، وعن أجمل أغانيه، وقال: إن أغنيته «عندما يأتي المساء» للشاعر المرحوم محمود أبو الوفا هي من أجمل أغانيه وأقربها إلى نفسه!! وكانت سبباً إضافياً في شهرته. وقال: إنني اتفقت مع أبو الوفا على خمسة جنيهات في حينها، ولكنه مات ولم أدفعها..!!
وكان الشاعر محمود أبو الوفا لحظتها مستلقياً على فراشه في غرفة ضيقة في حي من الأحياء الفقيرة بالقاهرة، يسمع اللقاء من مذياع صغير كان بجانبه، وسمع كلمة المرحوم، إذ كان عبدالوهاب يعتقد أن أبو الوفا قد مات وشبع موتاً..
وفي الصباح زحف أبو الوفا من فراشه، وهبط إلى الشارع في بطء وإعياء، فقد كان مريضاً، وقد وجدها فرصة لتذكير محمد عبدالوهاب بمكافأته، وبحث عن تلفونه، وبعد عناء ومشقة اتصل بمنزل محمد عبدالوهاب.. وعندما رد عبدالوهاب متسائلاً عن المتصل.. قال له: أنا المرحوم محمود أبو الوفا..!! وضحك عبدالوهاب وقال: «يا خبر دأنت حي يا محمود؟ دنا حسبتك يا راجل مت من زمان» فرد أبو الوفا: «لا والله أنا ما متش ولا حاجة.. أنا لسه عايش بس أنا مريض وغلبان ومزنوء ومفلس يا محمد» واعتقد المسكين أن عبدالوهاب سيموت خجلاً ويبعث ما يعادل قيمة المبلغ القديم.. ولكن الأيام مرت، ولم يطرق أحد بيت أبي الوفاء، وظل يعاني من مرضه ومن الجحود. وبعد مدة يقال إنهم وجدوه ميتاً في غرفته بعد أن شم الجيران رائحة جثته المتعفنة..!!