الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي > منتدى رمضان شهر الذكر والقرآن

منتدى رمضان شهر الذكر والقرآن هنا نلتقي في الشهر الكريم شهر القرآن والذكر، شهر الصيام والقيام في أجواء روحية محلقة، من خلال حديث الغروب، وتراويح الروح، ورمضان في بلاد المسلمين ومفكرة الصائم ومسابقة رمضانية أعدت لهذا الشهر.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-2015, 06:16 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي استقبال شهر رمضان ..

الحمدُ لله، الحمدُ لله الملك الحقِّ المُبين، أوضحَ المحَجَّة للمُتبصِّرين، فاهتدَى بفضلِه المُهتدُون، وضلَّ بعدلِه الضالُّون، أحمدُه على إحسانه، وأشكرُه على إنعامِه، وأسألُه الثباتَ على دينِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكمةُ البالِغةُ في أفعالِه وأحكامِه، لا يُدرِك العبادُ أسرارَه في تدبير أقدارِه، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أرسَلَه بالهُدى ودين الحقِّ ليُظهِره على الدين كلِّه، أقامَ العدل، ورفعَ الظُّلم، وجاء بالرحمة، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابِه وأتباعِه بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -، اتَّقُوا الله حقَّ تُقاته، وبادِروا بالسعي إلى مرضاته، وأيقِظوا القلوبَ من غفَلاتها، وأرشِدوا النفوسَ في شهواتها.

لقد وضحَ الحقُّ لولا صممُ القلوب، وبانَ السبيلُ لولا كدَرُ الذنوب. إن السؤال عظيم؛ فاسكُبُوا دمعَ الخوف والخشية سائِحًا، والموقفُ عصيب؛ فادَّخِروا لأنفُسِكم عملاً صالِحًا. لقد أوردَت الأترابَ مصارِعُ المنايا، وجاءَت بالزواجِر قوارِعُ الرَّزايا.

فرحِم الله عبدًا أعدَّ العُدَّة لحسابِه، واتَّخذَ من العمل الصالِح زادًا لمآبِه، فطِيبُوا أنفسًا بمُعاملة الله، فأنتم الرابِحون، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

أيها المسلمون:
مع دورات الأفلاك، وتقلُّبات الأيام، ترتجِفُ قلوبُ المؤمنين، وتقشعِرُّ جلودُ المُخبِتين؛ فالأعمارُ قصيرةٌ مهما طالَت، والأيام سريعةٌ مهما أبطَأَت. الدنيا مُدبِرة، والآخرةُ مُقبِلة، فاستقبِلوا المُقبِل، ولا يشغلكُم المُدبِر، فاليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل، والكيِّسُ من دانَ نفسَه، وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأماني.

إن مُحاسبةَ النفس هي ديدَنُ العاملين المُخلِصين، ونَهجُ عباد الله الصالِحين. انظُروا ماذا ادَّخرتُم ليوم معادِكم، وماذا قدَّمتُم للعرض على ربِّكم؟! فلله كم من الأعمار أمضيتُم؟ وكم من الأحباب فقدتُم؟ وكم من الأقارِب دفنتُم؟ وكم من عزيزٍ في اللُّحود قد وارَيتُم؟ عاجَلتهم آجالُهم، وقطعَ الموتُ آمالَهم، ولعلَّ الله أن يُثيبَهم على صالِح نيَّاتهم، فإنما لكل امرئٍ ما نوَى.

يُقال ذلك - يا عباد الله - والأمةُ الإسلامية تستعِدُّ لاستِقبال هذا الشهر الكريم "رمضان العظيم".

تأمَّلوا هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، وصحَّحه الألبانيُّ - رحمهم الله جميعًا -: عن طلحة بن عُبيد الله - رضي الله عنه -، أن رجُلَين قدِما على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامُهما جميعًا - أي: في وقتٍ واحدٍ -، وكان أحدَهما أشدَّ اجتِهادًا من صاحبِه، فغزَا المُجتهِدُ منهما فاستُشهِد، ثم مكثَ الآخرُ بعده سنة، ثم تُوفِّي.

قال طلحةُ: فرأيتُ فيما يرى النائِمُ كأني عند بابِ الجنة، فإذا أنا بهما، وقد خرجَ خارِجٌ من الجنة، فأذِنَ للذي تُوفِّي الآخر منهما، ثم خرج، فأذِنَ للذي استُشهِد، ثم رجعَ إليَّ، فقال: ارجِع فإنه لم يأنِ لك بعدُ. فأصبحَ طلحةُ يُحدِّثُ به الناس، فتعجَّبُوا لذلك - أي: تعجَّبُوا كيف أن الذي لم يُجاهِد ولم يُستشهَد دخلَ الجنةَ قبل صاحبِه .

فبلغَ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: "من أيِّ ذلك تعجَبون؟". قالوا: يا رسولَ الله! هذا كان أشدَّ اجتِهادًا، ثم استُشهِد في سبيل الله، ودخلَ هذا الجنةَ قبلَه! فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أليسَ قد مكَثَ هذا بعدَه سنة؟". قالوا: بلى، "وأدركَ رمضانَ فصامَه؟". قالوا: بلى، "وصلَّى كذا وكذا سجدة في السنة؟". قالوا: بلى، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فما بينَهما أبعَدُ ما بين السماء والأرض".
الله أكبر يا عباد الله! بينهما أبعَد ما بين السماء والأرض.

إنه الشهر المُبارَك .. كنزُ المُتقين .. وبهجةُ السالِكين .. وراحةُ المُتعبِّدين .. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].

طاعةُ الله شرف .. والوقوفُ بين يدَي الله نعمة .. واغتِنامُ مواسِم الخيرات منَّة، وإن من لُطفِ الله ورحمته أن عوَّض بقِصَر الأعمار ما تُدرَكُ به أعمارُ المُعمَّرين بمئات السنين، وذلك بمُضاعفَة الأجور؛ لشرف الزمان، وشرف المكان، ومواسِم الطاعات.

وشهرُكم شهرٌ عظيمٌ مُبارَك، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِم خيرَها فهو المحرُوم.
إنكم تستقبِلون شهرًا عظيمًا مُبارَكًا، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغلَقُ أبواب النار، وتُصفَّدُ الشياطين، كما جاء في الحديث الصحيح.

وجاء في "السنن": "يُنادِي فيه المُنادِي: يا باغِيَ الخير أقبِل، ويا باغِيَ الشر أقصِر، ولله عُتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة".

معاشر المسلمين:
ومن أعظم صِدق الاستِقبال لهذا الشهر الكريم: مُجاهَدةُ النفس من الشيطان والهوَى والشهوات، والاجتِهادُ في طلب الخير، والتعرُّض لنفَحَات الربِّ الكريم، وفي الحديث: "اطلُبُوا الخيرَ، وتعرَّضُوا لنفَحَات الله؛ فإن لله نفَحَاتٍ من رحمته يُصيبُ بها من يشاء" (رواه الطبراني، وصحَّحه الألباني).

فترَون المُوفَّق - يا عباد الله - يُقبِلُ على ربِّه في ابتِهاجٍ، وفي انشِراح، وإقبالٍ على الطاعةِ، وفرحٍ بها، وأملٍ عظيمٍ من ربِّه بالتيسير والقبول.

ومن حُسن الاستِقبال - معاشِر الأحبَّة -: العزمُ الصادق، والنيَّةُ الخالِصة، وربُّكم مُطَّلعٌ على النوايا، وخبيرٌ بالعزائِم، (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 100].
فانْوُوا الخيرَ، واعقِدُوا العزم، واشحَذُوا الهِمَم؛ تُفتَح لكم أبواب التوفيق.

ويُعينُ على العزم الصادِق، والنيَّة الخالِصة: ما يعلمُه المُسلم من عظيم الأجر، وجزيلِ الثواب في انطِلاقةٍ جادَّة، وعزيمةٍ مُؤكَّدة، وتوبةٍ صادِقة، يُجدِّدُ فيها العبدُ العهدَ مع ربِّه، يأتمِرُ بالأوامِر، وينتهِي عن النواهِي، ويستقيمُ على الجادَّة، وإنما العِبرةُ بالخواتِيم. ومن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبِه.

ومن الاستِعداد - حفِظَكم الله -: التوبةُ الصادِقة النَّصُوح، إقلاعًا عن المعاصِي، وندمًا على فعلِها، وعزمًا على عدم العودة إليها، وتوجُّهًا إلى فعل الخير، واستِغلالُ مواسِم الطاعات، والاستِكثارُ من الأعمال الصالِحات؛ من صيامٍ، وصلاةٍ، وصدقاتٍ، وقيامِ ليلٍ، وقراءةِ قرآن، وذكرٍ، ودعاءٍ، وصِلةِ رحِم، وتفقُّد الأهل والذريَّة، وحفظٍ للوقت، وبُعدٍ عن المُشكِلات والمُلهِيات.

ومن حُسن الاستِقبال - وفَّقكم الله -: تصفيةُ القلب، وذلك بالصِّدق مع النفس ومع الناس، وحبِّ الخير للجميع، والبُعد عن أمراض القلوب؛ من الغلِّ، والحِقد، والحسد، والكِبر، والغِشِّ، والغِيبَة، والنَّميمة.

وفي الحديث: قيل : يا رسول الله! أيُّ الناس أفضل؟ قال: "كلُّ مخمُوم القلب، صدُوق اللسان". قالوا: يا رسول الله! صدُوق اللسان نعرِفُه، فما مخمُوم القلب؟ قال: "هو التقِيُّ النقِيُّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ، ولا غلَّ ولا حسَد"(رواه ابن ماجه).

شهرُ رمضان المُبارَك، شهرُ البرِّ والإيمان، والخير والإحسان، والصَّفح والغُفران، وهو فرصةٌ للتحلُّل من حُقوق العباد ومظالِمهم، فيرُدُّ العبدُ ما يستطيعُ ردَّه، ويطلُبُ المُسامَحَة من إخوانِه.

وفي الحديث: "رحِم الله عبدًا كانت عنده مظلَمة في عِرضٍ ومالٍ، فجاءَه فاستحلَّه قبل أن يُؤخَذ وليس ثمَّ دينارٌ ولا درهَم، فإن كانت له حسنات أُخِذ من حسناته، وإن لم تكُن له حسنات حمَلُوا عليه سيئاتهم".

واحذَروا - رحمَني الله وإياكم - ما يُوغِرُ الصدور، ويقصِمُ الظهور، ويُمرِضُ القلوب، ويُولِّدُ الأحقاد، ويُكثِر الحُسَّاد؛ وذلك لحبِّ الظُّهور، والتطلُّع للرئاسة، وابتِغاءُ الشُّهرة.

يقولُ الفُضيلُ بن عِياض - رحمه الله -: "ما من أحدٍ أحبَّ الرئاسةَ إلا حسَدَ وبَغَى، وتتبَّع عورات الناس، وكرِهَ أن يُذكَر أحدٌ بخير".

ومن حُسن الاستِقبال والجِدِّ في الاستِعداد: حِرصُ العبد على معرفة ما يحتاجُه من أحكام الصيام وفقهِه؛ ليسلَم له صيامُه من النقص، وما يُنقِّصُ ثوابَه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطِنة، والعناية في حُضور مجالِس العلم، والذِّكر والوعظ، وسُؤال أهل العلم فيما يجهلُه أو يُشكِلُ عليه.

معاشر الأحبَّة:
كم ترَون في هذا الشهر الكريم من المُشمِّرين؟! وكم تسمَعون من بُكاء المُتبتِّلين؟! وكم تلحَظُون من دموع المُبتهِلين؟! ما بين راكعٍ وساجِد، ولكتابِ الله تالِي، ولأعمال البرِّ مُشمِّر، في أعمالٍ دَؤُوبَة، لا تكادُ تنقطِع. من الذي قرَّبَهم؟! ومن الذي أعانَهم؟! إنه التوفيقُ من الله، والحِرصُ على الطُّهر والصفاء، والبُعد عن المعاصِي.

فيا لسعادة من مدَّ الله له في الأجل، ومتَّعه بالصحة، ووفَّقه لحُسن العمل؛ ليشملَه بعفوِه، ويُنعِم عليه بغُفرانِه.

وإذا كانت مفاوِزُ الدنيا تُقطَعُ بالأقدام؛ فإن مفاوِز الآخرة تُقطَعُ بالقلوب، (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177].

وما استعانَ عبدٌ على دينِه بمثلِ خشيةِ الله، ومن خافَ أدلجَ، ومن أدلجَ بلغَ المنزِل، (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46].

إن مقام العبودية - عباد الله - هو بتكميل مقام الذلِّ والانقِياد، وأكملُ الخلق عبوديةً أكملُهم ذُلاًّ وانقِيادًا وطاعة، فهو ذليلٌ لعظمةِ مولاه، وذليلٌ لربوبيَّته، ذليلٌ لإحسانِه وإنعامِه.

وبعدُ، يا عبد الله:
فاحرِص على هذه الغنائِم العظيمة، والتجارة الرابِحة، مع ثناءِ الكريم الجواد في الحديث القُدسي: "يدَعُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي".

واعلَم أن الله إذا أرادَ بعبدٍ خيرًا فتحَ له أبوابَ التوبة والعزم والانكِسار، والذلِّ والافتِقار، والاستِقامة، وصِدقِ اللُّجوء إليه، ودوام التضرُّع والدعاء والتقرُّب إليه.

أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وأقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفورُ الرحيم.




اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاةَ والملاحدةَ وسائرَ أعداء الملَّة والدين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتَّبَع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتَك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.

اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين، واجمَع كلمتَهم على الحق والهُدى يا رب العالمين.

اللهم بلِّغنا شهرَ رمضان، اللهم بلِّغنا شهرَ رمضان، وأعنَّا فيه على الصيام والقيام وصالِح الأعمال، وارزُقنا فيه الإخلاصَ والإحسان والتوفيق، اللهم اجعَلنا ممن يصومُه ويقومُه إيمانًا واحتِسابًا، ووفِّقنا فيه لقيامِ ليلةِ القدر، وأعظِم لنا فيه المثوبةَ والأجر.

اللهم اجعَله شهرَ خيرٍ وبركةٍ وعزٍّ ونصرٍ، واجمَع فيه كلمةَ المُسلمين على الحقِّ والهُدى والسنَّة، واحقِن دماءَهم، واحفَظ أعراضَهم، واجمَع شملَهم، ووفِّقهم لما تحبُّ وترضَى يا ذا الجُود والفضل والكرَم والإحسان.

اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمَّتَنا وأمنَنا ووُلاةَ أمرنا وعلماءَنا وأهلَ الفضل والصلاح والاحتِساب منَّا، ورِجالَ أمننا، وقوَّاتنا ووحدَتنا واجتماعَ كلمتنا بسُوءٍ، اللهم فأشغِله بنفسِه، اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه، واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.

اللهم يا وليَّ المؤمنين، ويا ناصِر المُستضعَفين، ويا غياثَ المُستغيثين، يا عظيمَ الرجاء، ويا مُجيرَ الضعفاء، اللهم إن لنا إخوانًا مُستضعَفين مظلومين في فلسطين، وفي سوريا، وفي بورما، وفي أفريقيا الوسطى، اللهم قد مسَّهم الضرُّ، وحلَّ بهم الكرب، واشتدَّ عليهم الأمر، تعرَّضوا للظلم والطُّغيان، والتشريد، وسفكِ الدماء، وقَتْل الأبرياء، وترميل النساء، وتتييِم الأطفال.

اللهم يا ناصِر المُستضعَفين، ويا مُنجِيَ المؤمنين انتصِر لهم، وتولَّ أمرهم، واكشِف كربَهم، وارفع ضُرَّهم، وعجِّل فرَجَهم، وألِّف بين قلوبِهم، واجمع كلمتَهم، اللهم مُدَّهم بمددِك، وأيِّدهم بجُندك، وانصُرهم بنصرِك، اللهم إنا نسألُك لهم نصرًا مُؤزَّرًا، وفرَجًا ورحمةً وثباتًا.

اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين، اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين، ومن شايعَهم، ومن أعانَهم، اللهم فرِّق جمعَهم، وشتِّت شملَهم، ومزِّقهم كل مُمزَّق، اللهم اجعل تدميرَهم في تدبيرِهم يا رب العالمين.

اللهم عليك باليهود الغاصِبين المُحتلِّين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم وأنزِل بهم بأسَك الذي لا يُردُّ عن القومِ المُجرمِين، اللهم إنا ندرأُ بك في نُحورِهم، ونعوذُ بك من شُرورهم.

اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة، وافتَح لنا أبوابَ القبول والإجابة.
اللهم تقبَّل طاعاتِنا، ودعاءَنا، وأصلِح أعمالنا، وكفِّر عنَّا سيئاتِنا، وتُب علينا، واغفِر لنا، وارحَمنا يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصِفون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.



بتصرف من خطبة الشيخ / صالح بن عبد الله حميد ..






التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2015, 06:36 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

_

يبدو لِي أنكَ قد استجمعت منَ الوصايا مالا عدَّ لهُ ولا احصاء.. فهاكَ مني ومضةً تُضيءُ لكَ الدرب حتى تبلغَ المراد ��: ٰ
اترك لذةَ الدُنيا وَاركنها جانبًا!
عامٌ تصرّم وأنتَ غارقٌ في وحل الهوى، مُتخبط في بحرِ شهواتك وَنزواتك.. أَتُراه يعجزك أن تؤثر الدار الآخرة الآن؟! هي ٣٠ يومًا، تمرُ عليكَ كالإغماض؛ فأقبِل بجنانكَ صادقًا.

بيداؤكَ قاحلة ماحِلة، خطواتكَ هدَّها الرَهقُ والإنهاك.. وَطرقاتك وشمها التيهُ والتخبط وَالضياع.. كلها تبغيكَ نحو سبل السلامة فعلامَ لا تجود عليها بذلك؟!
ٰ
يا تُرى كيفَ هي حال أقدامك وأنت تحثُّ السير؟!
هل تُراها تقلُّكَ إن صاح في الغد المُقبل، حاديك: (أن قد وصلنا.. قد بلغنا)؟! أتدرك أن كلُ الأوطار ستنالها حينَ الوصول.. حين تلّوحُ لكَ السواعدُ بأن "بشرى بُلغّت قبولًا"

إذْ ليس ينال هذا من اتخذَ الفُرُش له معتكفًا، إنما تنالها رواحلٌ قيّلت ثوانٍ ثم مضت في الطريق عابرة، ظلُّها الدنيا، وَمستراحها تذُّكر الآخرة. | ��



من رسائل وردتني ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 26-05-2017, 11:18 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

كل عام والجميع بخير وعفو وعافية ومعافاة دائمة وستر في الدنيا والآخرة وفقكم الله إلى الصالحات من الأعمال والأقوال وصرف عنكم السيء منها .. إنه قريب مجيب ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 27-05-2017, 03:30 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة
كل عام والجميع بخير وعفو وعافية ومعافاة دائمة وستر في الدنيا والآخرة وفقكم الله إلى الصالحات من الأعمال والأقوال وصرف عنكم السيء منها .. إنه قريب مجيب ..
كل عام وانتم بالف خير كل عام وجميع الاعضاء والاصدقاء بالف خير
اتمنى من الله انم يجعله شهر بركة ورحة على كل من يعاني من ويلات الحروب والدمار
في الوطن العربي لنا اخوة لا بد من تذكرهم والدعاء لهم في هذا الشهر تالفضيل
احتي الكريمة راحيل كل عام وانت والاهل جميعا بالف خير تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .اللهم اغفر للجميع






 
رد مع اقتباس
قديم 27-05-2017, 11:34 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاكية صباحي
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية فاكية صباحي
 

 

 
إحصائية العضو







فاكية صباحي غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

كل عام وأنت بخير عزيزتي راحيل

أعاد الله عليك ..وعلى أسرتك ..وعلى سائر الأمة الإسلامية هذا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات ..
أبارك لكل الأقلاميين نفحات هذا الشهر المبارك

ولكم مني جميعا أصدق الدعوات






 
رد مع اقتباس
قديم 24-02-2023, 11:32 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

اللهم بلغنا رمضان وأعنا على العمل والعبادة، وتقبل منا يا كريم
اللهم ارحمنا وفرج كربنا، واعف عنا واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا كريم
،
شكرا لك راحيل العزيزة،
بوركت وبورك طيب الكلام

كل عام وأنتم جميعا بخير







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 13-03-2023, 11:57 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

الأفاضل الكرام / عبد الكريم قاسم
فاكية صباحي
أحلام الغالية

جزيتم الخير على التعقيب واعذروا تقصيري إن جاءكم ردي متأخرا ..


والعذر عند كرام الناس مقبول ..


بلغنا الله شهر الصوم ووفقنا إلى كل خير وعمل صالح ونفعنا واستعملنا في كل لحظة من لحظاته بما يبلغنا رضاه ومحبته وجناته .



لا تنسونا من صالح دعائكم ..

بوركتم وسلمتم







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 17-03-2023, 08:42 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
يافا احمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية يافا احمد
 

 

 
إحصائية العضو







يافا احمد غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

إنه الشهر المُبارَك .. كنزُ المُتقين .. وبهجةُ السالِكين .. وراحةُ المُتعبِّدين .. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].

طاعةُ الله شرف .. والوقوفُ بين يدَي الله نعمة .. واغتِنامُ مواسِم الخيرات منَّة، وإن من لُطفِ الله ورحمته أن عوَّض بقِصَر الأعمار ما تُدرَكُ به أعمارُ المُعمَّرين بمئات السنين، وذلك بمُضاعفَة الأجور؛ لشرف الزمان، وشرف المكان، ومواسِم الطاعات.

وشهرُكم شهرٌ عظيمٌ مُبارَك، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِم خيرَها فهو المحرُوم.
إنكم تستقبِلون شهرًا عظيمًا مُبارَكًا، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنة، وتُغلَقُ أبواب النار، وتُصفَّدُ الشياطين، كما جاء في الحديث الصحيح.

نعم أختي راحيل والجميع
أيام ويهل علينا هذا الشهر الكريم ، شهر الطاعات والمحبة والعطاء
اللهم اهله علينا بالخير وبلغنا رمضان لافاقدين ولا مفقودين .
كل عام وأهلي في أقلام بألف خير .







 
رد مع اقتباس
قديم 17-03-2023, 09:33 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: استقبال شهر رمضان ..

مرحبا بيافا والجميع ..


*أسأل الله*
أن يقسم لكم من محبته وخشيته ، وفضله ، ورزقه ما قسم لأوليائه الصالحين ..
وأن يؤتيكم الخير من كل مكان وفي كل مكان ..
وأن يفرج عنكم ما ضاقت به صدوركم .. وأن يجعلكم دائمآ في حرزه ، وأمانه ، وضمانه ..
وأن يجعل الفردوس الأعلى مستقرآ لكم ، ولوالديكم ، ولأهليكم ، وذريتكم ، ومحبيكم ..
اللهم اجعلنا مقبولين بكرمك .. مكفولين بذكرك مشمولين بعفوك
اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم ...







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 12:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط