السؤال السادس
- الشعر هو تعبير واضح عن حقيقتنا وهي أننا نكذب وربما نحن بارعون في ذلك فمارأيكِ؟ وماذا عن تجربتكِ الشعرية الرائعه؟
--------------------------------------------
الشعر طفلٌ صغير بريء يغتسل بالنقاء والصدق .. ينبض بوهج اللغة التي تمنحه دفئها و تمنحه جناحيها كي يحلّق إلى المدى الأبعد ... الشعر يجترح روح الشاعر والقارئ معاً ... يلتقيان على مائدة القصيدة التي تنمو هي الأخرى بتربة روح الشاعر و عالمه الجوّاني الخصب .. كلما تداخلت روح الشاعر وتنفّس القصيدة في العمق تداخلا ليشكلا حالة تمازج صوفي .. هذا التماهي يخيل للقارئ معه أنّ الشاعر أحياناً يكذب .. عالمه الشعري لايجعله يتنصل من واقعه فقط ليغوص في أمواجه، ولكن كي يمزجه ويصهره بتجربته الانسانية .. أحياناً يتماهى ليصبح وهو البعيد عن الوطن ، يصبح فيه ، يسكنه ، ويصبح في متاهات الحبيبة أيضاً يسكن فيها في القصيدة بل ويشعر بها كذلك ... هو لايكذب بل يتماهى مع الحالة الشعرية التي يعيشها..
لستُ مع مقولة: " أعذب الشعر أكذبهُ" بل أعذب الشعر أصدقه . ولعمري أصدق الشعر قد يبدو ضرباً من الخيال الجميل الخلاّق بل هو أكثر من ذلك!!
كل الأسطر التي كتبتها تعبّر بصدق عن تجربتي الشعرية . خذ مثلاً قصيدتي هذه:
بطاقة إلى الغجري
خذني إليك َ
خذني في قافلة ٍ خضراء َ
إلى أشجار ِ صوتك َ ...
مدّني عشباً
انثرني أقماراً
واصنع ْ لي تاجاً ,
من حلم ٍ
وياسمين ْ ! ....
* * *
هاهو العيد ُ ,
طير جريح ْ ...
أيُّ فوضى ,
ستجعلني أُضمّد ,
كلّ هذي الجروح ؟! ....
* * *
أيُّ جنون ٍ ,
سيقذف ُ بروحي
كي أكونَ معك ْ ؟! ...
أيُّ ربيع ٍ ,
سيهتزُّ في قلبي
كي أصيرَ غمامة ً ,
من نورٍ
تمطر ُ في أعماقك َ ؟! ..
* * *
ضُم َّ إلى روحك َ ,
أحلاميَ البيضاء
علمني أنْ أمسك َ الأقمار
الورديّة
وأضع الأحلام َ
على الأنجم ْ ! ....
* * *
علمني كيف َ أكون ُ فراشة ً
ناريّة
تحرق ُ المسافات ِ الممتدة ِ
بيني وبين زهورك َ !!...
أيّها العيد ُ
يا حبِّي ...
أقبل ْ ... أقبل ْ ! ...
* * *
اهطلي يا نجومي
وأنتَ أيها القلب ُ ,
أ نثر أزهارك َ الملونة ْ ...
موّجي يا بحاري الفسيحة َ
وادخلي ,
في اصطخاب ِ
دمهِ المضيئْ ! ....