الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-2024, 04:17 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


Ss70016 *** هلموا بنا نتفق ***




يشغلني - منذ مدة طويلة - استفسار حول أسباب تخلفنا كمسلمين، رغم أن القرآن الكريم - إذا أحسنا فهمه - كافٍ لجعلنا رواداً حضاريين لسائر الأمم. والله - جل وعلا - لا يحابي ولا يجامل أحداً؛ فقد وضع أسس البناء، وعلينا العمل على رفعه، وإلا لاستبدل بنا غيرنا، وهذا ما حدث. قد تقدم الغرب وساد لأنه استغل القدرات البشرية، بينما نحن تخلفنا لأننا أهملنا شروط الخيرية التي تحقق وعد الله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) آل عمران 110.
ولا شك أن الأسباب كثيرة ومتشعبة، وليس هنا مكانها، لكنها خطرت لي وأنا أتابع اليوم عدداً كبيراً من المواضيع التي تحوي قضايا حيوية، فأدركت أن أحد أسباب تخلفنا أننا لا نعرف كيف نتناقش. هالني أن أرى كثيراً من تلك المواضيع تنتهي إما بالتراشق بالتهم، أو السباب. ويبدو أن كثيرين منا إذا أعيتهم الحيلة في الرد على فكرة أو رأي، وصم صاحبه بالخيانة أو الجهل أو الكفر، أو بأنه يُسَوّق لموقع أو جهة مشبوهة، أو، أو ...



(.....)







 
رد مع اقتباس
قديم 17-01-2024, 06:02 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي متصل الآن


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

نعم صدقت
إن وضغ أسس حضارية للنقاش لهو أمر نحن في أمس الحاجة إليه..دعوت إلى هذا الطرح عدة مرات وفي عدة غرف صوتية ثقافية..لكن الطرح كان في أحسن أحواله يلقى استهجانا واستخفاف به غير مبرر.
فانكفأت على نفسي في هذا الشأن وما عدت أعدت الطرح مرة أخرى.







 
رد مع اقتباس
قديم 17-01-2024, 07:55 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

اقتباس:
نعم صدقت
إن وضغ أسس حضارية للنقاش لهو أمر نحن في أمس الحاجة إليه..دعوت إلى هذا الطرح عدة مرات وفي عدة غرف صوتية ثقافية..لكن الطرح كان في أحسن أحواله يلقى استهجانا واستخفاف به غير مبرر.
فانكفأت على نفسي في هذا الشأن وما عدت أعدت الطرح مرة أخرى.

مشكلة أكثر المثقفين هي استسهال النقل. وإذا واجهتهم بفكر جديد رفضوك. الجمود نسج خيوطه في العقول بسبب أسلوب "التقلين" في التعليم الأساسي، واتباع الأساتذة في التعليم العالي. هل تجرؤ طرح فكرة مغايرة لأستاذك في الجامعة؟ هذا على أساس أنهم يعلمونك البحث واستقلالية الفكر. تعليمنا "سلطوي" في كل مراحله. لذلك يتشكل العقل العربي على الاتكال، لأن أستاذك نفسه عالة على المدارس الفكرية الغربية، إلا من رحم ربي.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2024, 03:53 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***





ما قصدته من هذا الموضوع أن نتفق على أخلاقيات الحوار؛ فمن الطبيعي أن يكون لكل منا أفكاره وآراؤه التي تختلف عن غيره في قليل أو كثير. والاختلاف ظاهرة صحية، لاختلاف الخلفيات الثقافية والاهتمامات الفكرية لكل منا. لكن التنازع والتصارع والتخوين ليست صحية. أنا أزعم أن لديَّ رؤية شاملة للدين قد تتعارض مع المألوف والموروث، ولا أطلب من أي أحد أن يوافقني عليها، لكن أطلب من الجميع أن يحترموا اختلافي دون الدخول في نواياي، وأنا أشهد الله أني أريد الخير للأمة وللدين.

لقد أزعجني - كما ألمحت في أول الموضوع - ردود الأفعال على أفكار رآها "المهاجم" أنها خاطئة، فهاجمها بعنف، ولم يرحم قائلها. وفي بعض المواضيع رد صاحب الفكرة على التجني عليه باتهام "المهاجم" بالجهل ونحوه من الصات السلبية، مما أشعل النار حتى وُضع القفل على الموضوع لإنهاء الصراع. هذا ما دفعني لكتابة هذا الموضوع، عسى أن نلتزم جميعاً بآداب الحوار مهما كانت الاختلافات بيننا.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2024, 05:38 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي متصل الآن


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

بجب علينا وضع أسس للاختلاف وايجاد طرق مناسبة لمنع الخلاف من الحدوث..كي نبقى في إطار الاختلاف الصحي
فإن التصارع والتراشق والدخول في غياهب الشخصنة..لهو خلاف وليس اختلاف..ما مبرره؟..هذا يختلف من سخص ألى أخر..لكنه من المؤكد..أن المبررات غير مقنعة..لا مبررات المهاجم مقنعة ولا مبررات المدافع مقنعة.
كل يزعم بأنه يرعى مثلحة الموضوع لكنه في الحقيقة يرعى مصلحة رغبته التي تتحاوز الصالح العام من القراء والمفكرين
لذلك أستاذي ارى أن نقنع أنفسنا والغير پألا ينصاعوالرغباتهم الشيطانية في التفوق على الغير
لا أرغب في التفوق على أحد، إنما أرغب وبشدة في طرح وجهة نظري التي أراها صحيحة..صمن حدود الفكرة المطروحة..هذا ما يجب علينا الاقتناع به.
عن نفسي أنا مقتنع بهذه الأفكار
فهل من مؤيد؟
وبعد استبيان الرأي.نطرح أمثلة للتدرب.







 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2024, 05:40 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي متصل الآن


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

سوف ادعو الأخوة للمساركة في هذا الموضوع ان شاء الله.







 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2024, 09:09 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبدالرحمن ا لخطيب
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبدالرحمن ا لخطيب غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

على فرض أن المتحدث عميل حقا أو أي مما يتهم به الناس في غضون نقاش، وأفكاره تخدم مصالح شريرة، ما الفائدة في القول بعمالته مقارنة بالفائدة في دحض الفكرة كلها التي انبثقت من العمالة، أو دحض العمالة نفسها، وقد ورد في التنزيل العزيز آيات كثيرة تشرح وتبين وتفند أفكار الكفر، من بعضها الآيات التي تتكلم عن عدم إمكانية تعدد الآلهة في العالم، فالآيات لم تقل للكفار أنتم الكفار فأين المؤمنون حتى أحدثهم، بل إن أي خطاب سابغ الحجة عليه أن يناقش كل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم ومصالحهم في أفكارهم، ذلك لأن المقام مقام مناظرة وليس مقام تنفيذ أحكام.







 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2024, 11:54 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

قال الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- :
( أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكر وإن ضل؛ لأنه سيعود إلى الحق. لكني أخشى على الإنسان الذي لا يفكر وإن اهتدى؛ لأنه سيكون كالقشة في مهب الريح).

وقال المفكر الإسلامي محمد عمارة-رحمه الله-:
( ضاع العقل الإسلامي بين تطرفين؛ قسم تطرف في قيمة العقل فجعله إلها (( كالمعتزلة))، وقسم تطرف في اقصاء العقل (( كالسلفية)).

وقال سفيان الثوري -رحمه الله- :
( تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر).







 
رد مع اقتباس
قديم 20-01-2024, 02:26 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

السلام عليكم ورحمة وبركاته
اعلموا إخوتي الكرام أن الإسلام دين متكامل أرسيت قواعده وثبت منهجه من لدن خبير بصير فلا يحتاج لتعديل أو تزيين فالقرآن منهج ثابت يشرح ويضع قوانين الإسلام والحديث الصحيح يؤازره فما بلك بالعربي(وهو القادر على فهم لغة القرآن) الذي يكفر بالإسلام ويتخذ الالحاد طريقا له وهل من سبيل الى مناقشته (وهو الملحد) والدخول معه في أقواله المنافية للعقل والدين والدين يأمرنا (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ غ— كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ألا ترون النقاش مع هكذا حالة هو مخالفة للشرع! هذا أولا
ثانيا: نحن نحسب تقدم الغرب في علوم الدنيا هي غاية الله في الأرض وهذا باطل لأن الله عز شأنه يقول(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
نعم تقدم الغرب بالتقنية فكان تقدمهم صناعة الموت للإنسانية جمعاء؛ فهم صنعوا النووية التي تقتل ملايين البشر في لحظة فيخالفون قول الله سبحانه(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )
إن تقدم الغرب دليل على جهلهم لأنهم يسعون فيه الى محو الحياة عن وجه الأرض أي في النهاية يقتلون أنفسهم بأنفسهم وتا الله هذا هو عين الجهل







 
رد مع اقتباس
قديم 20-01-2024, 09:01 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ناظم العربي
أقلامي
 
إحصائية العضو







ناظم العربي غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

المسألة لاتتعلق بالاسلام بل بالمسلمين وجهلهم بأدوات الحوار وغاياته
لم أر يوما متحاورين عربيين إلا وانتهى حوارهما بالسب والحقد والتخوين
لم أر تعليقا على أي فديو أي فديو كان إلا ورأيت المتعصبين للمذاهب يسبون ويشتمون الصحابة
لم أر يوما تعليقا لعربي على أمر ما في دولة أحرى إلا وتصدى له دعاة الوطنية بالتسفيه واللعن
هل هو التحزب البائس؟
هل هو التعصب الجاهل؟
هل هي القطرية التي شتتنا؟
اليوم حتى رجال الدين يكفر بعضهم بعضا رغم النصوص الحاضرة وهذا القران العظيم الحاضر في أرواحنا
ورجال العلم ينتقص أحدهم الآخر والتشكيك بعلميته
وكذا الادباء والشعراء والاختلاف والقتال وصل لحد الاختلاف على تصنيف نص أدبي
بصدق أحتار أين أضع هذا التساؤل وكيف أجيب عليه
هل هي لعنة عدم تحصيننا الحقيقي بديننا الذي لم يترك شيئا إلا وعلمنا إياه
هل هو الجهل الذي ينهشنا
هل لأننا شعوب مستلقية والعالم يهبها أسباب التطور فأصبحنا لانهتم إلا بكروشنا وأناقتنا؟
لعل افتقادنا للثقافة هو السبب
لعل تنوع مصادر تلقينا للمعلومة زاد في ارباكنا
لعلنا لم نتلقى دروسنا من اساتذة أكفاء
يقول أهل الزهد
من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان
وهنا أقف أمام هذا القول وأقول لعلنا لم نتلقى التربية الصحيحة الخلاقة التي تفهم وتعي وتدرك وتلتمس طرق الخير والفلاح بيقين وثقة.
بوركت أخي وربما كانت مداخلتي غير ملائمة مع طرح مهم
وعذري أنه الصباح ومازال النعاس يحاصرني
دمتم بخير وعافية







 
رد مع اقتباس
قديم 20-01-2024, 12:48 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***






تحية شكر وتقدير للأستاذ عبد السلام الكردي لتوجيه الدعوة العامة للمشاركة في هذا الموضوع الحيوي.
وتحية واجبة للإخوة المشاركين بآرائهم في الموضوع، وكل مشاركة تثري الدعوة وتشجع على "حرية الفكر" التي تقوي المسلمين، ولا أقول "الإسلام" لأنه قوي بنا وبغيرنا، طالما كتاب الله فينا، وما وافقه من أخبار وآثار رسول الله - عليه صلوات الله - ومن سار على هديه.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 20-01-2024, 02:18 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ميمون حرش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ميمون حرش غير متصل


افتراضي رد: *** هلموا بنا نتفق ***

السلام عليكم أستاذ عبد السلام يحفظه الله،

سابداُ من حيث انتهيتَ، رأي سديد ، ذاك الذي ختمتَ به هذا النص، ويتعلق الأمر برمي الآخرين، حين نختلف معهم، بالخيانة والقصور، والجهل ، و...
ساشارك بمقالة نشرتها عام 2011، وهي تخص هذه الفكرة :

دعه يقرأ دعه يكتب
تكتسح المنابر الالكترونية مجال السلطة الرابعة، وتتربع على عرش الشبكة العنكبوتية ملكة متوجة،وبما تشهده من إقبال غير مسبوق باتت تسحب البساط من تحت كل المنابر الورقية.. وهذا يعني ربما أن الناس يقرأون عكس ما هو رائج بأن القراءة تشكو القارئ الذي جافاها، ولعل اللافت للنظر في كل هذه المنابر الإعلامية الالكترونية هو أنها أصبحت تنساق مع موضة تركِ المجال مفتوحا لكل متصفحي الانترنيت لكتابة ردودهم حول ما يقرأونه من مقالات و أخبار، ولأنهم يعتبرون كل متصفح كما في القاعدة التجارية زبونا ملكا فهم يدعونهم يكتبون ردودهم كما يحلو لهم، بل أكثر من ذلك هم يتركون الحبل على الغارب في تقبل ردود غريبة أكثرها يثير الضحك والقرف ويبعث على القيء، لأن أصحابها يتركون النصوص ليهجموا على أصحابها من حملة الأقلام، فيردونهم في مقتل حين يملأون كتاباتهم سبا وشتما مغالين في إطلاق العنان في رسم لوحات يتبدى فيها ضميرهم على شكل تنين ينفث سمومه.. من حقهم أن يكتبوا ردودهم إذا كان الهدف هو التركيز على النص في فكرته، وقضيته، ومعانيه لا النيل من أصحابها في ردود مجانية ظنا منهم أنهم يكتبون نقدا، مع العلم أن أسوأ النقد ما كان متجها ليس للنص إنما لصاحبه. إن الحجاج أسلوب حضاري حين يعتمد على بسط فكرة الغير ودحضها للوصول إلى مرام يستفيد منها الجميع، في حوار أنيق تدعمه الحجج والبراهين بغية أن يساهم الجميع في فتح نوافذ هنا، وقنوات جديدة هناك، كل ذلك في أفق إضافة ما أغفله هذا،أو إنهاء ما بدأه ذلك لأن الأشياء لا تكتمل أبدا، أما إصدار أحكام قيمة مجانية بدعوى النقد، فهي أساليب رخيصة.
إذا تأملتم معي حالنا اليوم أمام الشاشات على اختلاف أنواعها- وشاشة الكمبيوتر تحديدا- ستجزمون بأننا كأطفال صرنا أمامها، نحن لا نكف عن الصراخ في غياب المصاصة، وهي ليست سوى جهاز التحكم عن بعد، أو هذه الفأرة اللعينة التي تجعلنا نستمريء شكلها وكما القطط نداعبها، وبغض النظر عن مناقب الانترنيت، فلا أحد يماري في هيمنة مثالبها، ولعل ما يعنيني هنا هو كيف يتحول مستعملها إلى شبح يقبع في غرفة مظلمة مثل بطل هتشكوك فيبدأ في النقر، ليس على الملمس ، إنما على صدره ليفرغ كل حقده على كل الأحرار من كتاب الآراء الذين يحاولون أن يدلوا بدلوهم في قضايا تهم مدنهم وكل ما له صلة بالشأن الذي يخص ناسها في محاولة للفت الإنسان إلى الأشياء من حوله.. ينقر على حروف الملمس ليبعث بتعليق غريب يفرغ فيه حقده، غالبا ما لا تكون له صلة بالنص، أما نصوص الكتاب فهي مجرد تَــعِلة لرسم كلمات على شكل "شخابيط" أطفال صغار حول نص تتراقص أمام عينيه حروفه دون أن يكلف نفسه استيعاب المعاني والدلالات المضمرة ولاسيما كثيرها الغائب في قليلها الحاضر، و هدف البعض( يجب دائما الإكثار من المزدوجتين عل كلمة بعض) هو النيل من أصحابها بوقاحة لا توصف.. يفعلون ذلك دون أن يعلنوا عن أنفسهم كخفافيش الظلام، يكرهون- مثل كل جلادي السجون العربية- النجاح، يكرهون من يخالفهم الرأي، ويكرهون كشف المستور، لا يرضيهم النور، إنما الظلام مثل دراكولا تماما، ولكنهم من حسن الحظ لا يخيفون أحدا..هم لا ينشغلون سوى بإظهار العيوب، وحتى لو لم تكن موجودة، فهم يعملون على اختراعها وبتفنن.
الحقيقة أن كتاب الردود، والذين ينشغلون بعورات الناس لا نصوصهم يفعلون ذلك في البداية كأمر من نفوسهم الخبيثة، ثم يتوهمون أنه واجب، وفي النهاية يحترفون، ويصبح قذف الآخرين بكل النعوت هو شغلهم الشاغل لا لشيء سوى أن أحدا من كتاب الرأي خالفه الرأي. وبدلا من ذلك أليس من الحكمة أن نضع اليد في اليد لننخرط في الواقع، ونعمل معا على كشف الحجب عن مكامن الشر، ونطرح الأشياء طرحا صحيحا بدون ماكياج، ولا مساحيق.. نفعل ذلك كرمى للرأي الحر.. ألسنا في حاجة لمن يأخذ بأيدينا ولمن يمنحنا الرؤية؟.
قال الكاتب الشهير بول إيلوار: " مهمتي أن أمنح الرؤية للناس"، والحق أنه حين تُمنح الرؤية للناس تصبح بالنسبة إليهم عملية التمييز بين الطرح الصحيح للقضايا، والطرح الخاطئ لها( وغالبا ما يكون متعمدا) ليست سهلة فقط بل منقادة لهم مادام هناك من يعينهم ويأخذ بأيديهم لقطع الطريق.
كتابات كثيرة، في منابر عدة، تعالج موضوعات مختلفة، وبالنظر إلى اختلافها وكثرتها وتنوعها نقر بأن أروع الكتاب هم الذين يمنحون هذه الرؤية التي تحدث عنها إيلوار، وأود أن ينتبه معي القاريء الكريم إلى كلمة الرؤية، وتبدو لي منتقاة بشكل رائع لأن الناس عموما في حاجة لمن يأخذ بأيديهم كما العميان تماما وأغلبنا لا يرى سوى ما يريد أن يراه هو لا غيره، من هذه الناحية أعتبر من يمنح الرؤية أحسن كاتب بدل من يعبد الطريق أمام القارئ لمجرد التسلية. من لا يمنح الرؤية للقارئ كاتب عابث وعائث.
دعوني أطرح السؤال الآتي:
كتاب الآراء، كل من موقعه، هل تنحصر مهمتهم في إيجاد الحلول لمشاكل لإنسان في صراعه مع الحياة؟
الجواب طبعا بالنفي لأن مهمة الأدب، والفن بشكل عام هي طرح القضايا طرحا صحيحا بحيث يعمل كاتب المقال، والقصة، والرواية،و... على لفت القارئ إلى الأشياء من حوله.
وبفضل الكتابة عن هذا الواقع تتبدى الوقائع شفافة ،عارية تماما كما السيف حين بجرد من غمده، ويصبح هدف حامل القلم هو حمل القارئ على أن يعرف ما لم يكن يعرف ، وينتبه لما غاب عنه هنا ، وهناك، ثم لا يفته أبدا أن يغمره بالحماس رغم كل شيء، ويعلمه تاليا ليس كيف يعيش، بل كيف يصح أن يعيش، أما القول بأن الأدب إنما تنحصر وظيفته في إيجاد الحلول لمشاكل الإنسان فهذا كلام لا يستقيم أبدا، ولو كان كذلك لاستطاع الشاعر الكبير محمود درويش رحمه الله أن يحرر فلسطين بمجرد قصيدة واحدة، ولتمكن قبله فيكتور هيجو، في مكان آخر، أن يغير من أحوال البؤساء في فرنسا منذ زمن.
مناسبة هذا الكلام هو أن كتاب الآراء، في كل الأعمدة، هم جزء من هذا الجيش الذي يحمل على عاتقه مهمة منح الرؤية للقارئ، وبدل الرد عليه بأسلوب التجريح، العمل على توسيع هامش ما بدأه من عمل لأن إحباطه، ووضع شخصه بدل نصه عل منضدة التشريح أمران يشيان بأن القارئ ليس عادلا في مثل هذه الحالات.
صحيح هؤلاء لا يملكون الحقيقة، لكنهم يعملون على إيصال رسالة ما من خلال ما يكتبون.
لست ضد النقد، ولكني ضد الأسلوب الذي ينقد به بعضهم، ثم من منا لا يخطئ، ألسنا بشرا مدنسين بكل الخطايا؟! ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) فلماذا نتلذذ إذاً حين نسيء لبعضنا البعض، أليس المؤمن مرآة أخيه؟واجبه أن يظهر عيوبه، هذا صحيح لكن بأريحية، وأدب، وليس بكلام لا يرضي الله، ولا عباده.
إن الاختلاف في وجهات النظر حالة صحية، وإلا ما نكون نحن غير قطيع ليس إلاّ، وهذا يعني أننا يمكن أن نختلف في الآراء، ولكننا قد نكون أصدقاء، فما المانع؟.






التوقيع

لم تحولني الريح إلى ورقة في مهب الريح
لقد سقت الريح أمـــامــي..
ناظم حكمــت

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط