الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-2006, 04:22 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فرج مجاهد
أقلامي
 
الصورة الرمزية فرج مجاهد
 

 

 
إحصائية العضو






فرج مجاهد غير متصل


افتراضي انشطار الذات دراسة فى رواية ظل الحجرة

انشطار الذات وتفتت الواقع الاجتماعى
دراسة فى رواية " ظل الحجرة " لسمير الفيل
فرج مجاهد عبد الوهاب


لا شك أننا فى زمن الرواية ...
يؤكد ذلك العديد من النقاد الكبار ، ويؤكده أيضا انزياح فن الشعر لتقدم فن الرواية ؛ حيث فن الرواية هو الفن اللفظى الذى استطاع أن يجمع فى تقنياته العديد من الفنون الأخرى فضلا عن استيعابه لأحداث التجربة الإنسانية بجميع تناقضاتها ، وخصوصياتها .
والرواية العربية بعد أن تخطت مرحلة الرواد وشكلت خصوصيتها لم تعد الجنس الأدبى المعبر عن الطبقة الوسطى أو الحدود المجتمعية البرجوازية كما كانت فى بداية نشأتها الأولى ، واستطاعت بنية الرواية الحديثة ، بزمنيتها التاريخية المتعددة المفتوحة ، أن تحتضن وأن تعبر بمستويات إبداعية ودلالية مختلفة عن هذا الفيض الإنساني الإشكالي المتدفق . وأصبحت بهذه البنية الزمنية أبرز الأجناس والأنواع الأدبية وأقدرها وأكملها تعبيرا عن زمننا الراهن " (1) .
وإذا استحقت الرواية أن يقال عليها الآن أنها ديوان العرب فذلك لأن " الرواية تستحق أن تكون هى الجنس الأدبى الأقدر على التعبير عن علائق الإنسان الحديث المعقدة ، سواء على صعيد الذات أو على صعيد فهم المجتمع والكون واستيعاب التحولات المتسارعة " *(2) .
وإذا كان لوسيان يرى أن الرواية ما هى إلا " قصة بحث متفسخ عن قيم أصيلة ، بطريقة متفسخة ، فى مجتمع متفسخ ، فإن هذا التفسخ بقدر ما يرتكز على البطل يتم التعبير عنه أساسا من خلال التوسط ، أى تقليص القيم الأصيلة إلى المستوى الضمنى ، وتلاشيها بوصفها وقائع معلنة " (3) .
وإذا كانت الرواية قد جذبت العديد من الشباب إليها كما جذبت عددا غير محدود من الشعراء ، وبخاصة بعد حصول نجيب محفوظ على نوبل ( 1988 م ) فذلك لأنهم قد أدركوا أن الرواية هى " ملحمة العرب المحدثين فى بحثهم عن المعنى والقيمة فى عالم يهتز فيه المعنى وتضطرب القيمة " (4) .
ومن هنا يمكننا أن ندلف إلى العالم الروائى للشاعر سمير الفيل ونتوقف عند روايته " ظل الحجرة " (5) لنعيش مع بطلها عبد العزيز راغب النجار الذى يسعى طوال رحلته للبحث عن المعنى والقيمة فتفتت روحه بين عنايات – أمه – وأخوته شكرى وفتحى وخالد ومنيرة من جهة وبين انتصاف – زوجته – ابنة عبد الحى والتى أنجبت له ولده الوحيد
( صالح ) والعلاقات المتباينة مع سوسن ومنى وأميرة و عواطف ونشوى وهاشمة من جهة أخرى .
وعبد العزيز ، الذى تصفه الخالة بأنه فيلسوف العائلة الذى أتعبنا ،أحد أبناء هذا الجيل الذى شارك فى مظاهرات الطلبة عام 1968 م وحارب فى سيناء ، حيث سقط العديد من الشباب .. " هنا قلب جيلى الذى توقف عن النبض " (6) .
ولكن .. لماذا توقف هذا الجيل عن النبض .. العطاء ؟

يقول عبد العزيز : " ولما كانت الدنيا لم ترنى سوى الصفعات والركلات والفقر والحفاء ، وزوج الأم القاسي ، والأخ الذى يخطف الفتاة التى أحببتها ليعبث بعفتها ، والعثور بصعوبة على فلقة رمان بعد النبش فى قمامة آخر الليل ، والزنزانة 14 ، وهجرة الأحبة كسمان مضروب بالتعب والغربة فقد رفعت رأسى محتجا ومتمردا " (7) .
ويخيم على الرواية منذ الفصل الأول شبح الموت ، بل إنه يتواجد بقوة فى الحجرة التى تخص الأم
( عنايات ) ويأتى ظل الموت ، أو ظل الحجرة ، ليلقى بظلاله على فصول وأبطال الرواية ؛ فالأم محور أحداث الرواية وهى الغائب الحاضر ، وهى التى تجمع أبطال الرواية التى تقع فى زمن لا يتعدى 24 ساعة ، ينجح سمير الفيل فى نسج أحداث الرواية ، التى تقع فى 130 صفحة ، مستعملا تقنيات مختلفة ، مثل التداخل ، والاسترجاع ، وتيار الشعور ، والقطع ، كما يستخدم عناوين للفصول تزيد من الأجواء القابضة للرواية ،
فنجد " ورد أسود ، دم فاسد ، سبت الحزن ، طلاء يتفتت ، سيف بشتاك ، قطعة الرخام .. وغيرها .
يرتبط عبد العزيز بالأم فى علاقة يتشابك فيها الخوف والكره والانتقام وتتصاعد هذه العلاقة بعد موت الأب وزواجها من فودة الخزرجى ، هذه الزيجة التى يرى أنها صفعة دامية " أحاول أن أسلط فى وجهها كشافات الضوء لتنقلب عمياء لا ترى شيئا فى حجرتها المظلمة إلا صورة الرجل الذى أحبته وذبحته ، ثم علقت على صدره النياشين الزائفة ، ولقد تسنى لها أن تبيعه عند أول مفترق طرق " (8) .
وعندما دخل الحجرة عليها بعد أن ماتت ليحكم وضع الملاءة حول جسدها يتساءل:" هل أنا فاسد وابن عاق لا مشاعر له؟" .
ولكن ماذا تعلم منها وماذا بقى فى وجدانه من الأم ؟
" لم تعلمنى أمى إلا أن أخوض حروبى الخاسرة فى مواجهة آخرين يخوضون فى دمى ، ويطعنون قلبى بخناجرهم.. " (10) .
هذه المرأة / الأم التى تلبس أفضل الملابس ، وتتعلل بزواجها من فودة الخزرجى بأنها تخشى الفتنة ، وتعتقد أن أهم ما فى علاقة المرأة والرجل هو الإشباع الجنسى ، فهى تسأل ابنها / عبد العزيز عندما يخبرها أن زوجته تركت البيت : ألا تشبعها ؟ " ابتسمت نصف ابتسامة ، إذن ستعود ثانية الأمور المعلقة بينكما سرعان ما تسوى " (11) .
هى امرأة شرهة ، وقوية ، عندما تزوجت فودة رفعت صورة عائلية كانت على الحائط ووضعت بدلا منها صورة لكلب يقبع تحت رجل سيدة .
أما عن علاقتها ببقية أبنائها فقد أغفلت الرواية الحديث عن هذه العلاقة والمرجح أنها كانت علاقة متوترة فى أكثر الأحيان . هذه العلاقة انعكست بوضوح وبشكل أكثر دلالة بين الأبناء بعضهم البعض ، فعلاقة عبد العزيز بأخوته تنم عن تمزق ظاهر ، فباستثناء شقيقته الوحيدة منيرة التى اتخذها بديلا عن أمه ، كأنما وجد عندها الصدر الحنون فهو يحبها ويخاف عليها من النسيم الرقيق ، يقول عنها : " أما منيرة فقد كانت أختنا الوحيدة وريحانة البيت التى لا تكف عن تعطيره " (12) .
باستثناء منيرة نجد خالد الذى سافر إلى دولة نفطية ، يقول عنه عبد العزيز : " انتبهت إلى حقيقة لم تخطر ببالى من قبل لم يحدث وأن تجاذبت أطراف الحديث مع شقيقى مرة واحدة ، كان يغوص فى نهر بمفرده ، أرى الدوامات تحاصره ، وأراقبه يسبح بعيدا عنها ، أما عندما يقترب منها فلم أكن أحذره ، أو أخاف عليه منها ، كنت أعتقد دوما أنه كائن غريب لا تربطنى به أدنى علاقة من أي نوع ! " (13)
والأخ الثانى شكرى استقل بمنزل بناه قبل عامين من وفاة الأم ويعترف عبد العزيز بكرهه له : " فشكرى أكرهه ويثير فى قلبى ذكريات مريرة " فقد ضبطه داخل العشة مع ابنة خاله أميرة التى أحبها واشتركت مع شكرى فى خيانته .
أما فتحى الذى استقر فى بور سعيد وتزوج هناك فيقول عنه : " وفتحى لا أبغضه ، يضايقنى فقط إنكبابه على ذاته وشغفه بأوراقه " وتحول فتحى بعد ذلك فامتصت التجارة ماء الحياة من روحه بعد أن " كان يأتى يقرأ صفحة أو صفحتين من أى كتاب يصادفه ، ثم يناقشنى بلا حماس لدقائق " (14) .
● الأسطى إسماعيل .
والعائلة فى رأي الخالة نوال لم تنجب رجالا بمعنى الكلمة إلا عبد العزيز والأسطى إسماعيل . والأسطى إسماعيل خال عبد العزيز ومرشده فى الحياة والمرفأ الذى يستريح عنده فإذا كانت منيرة هى العاطفة البديلة عن الأم فإن الخال إسماعيل هو العقل الأبوى للبطل وهو يختلف عن أخته عنايات كلية ..
" نظر إلى يديه المعروقتين : أنت ابنى الرابع . والدك صالح أوصانى بكم جميعا ، قلت : ولماذا انجذبت وحدى إليك ؟ قال وعقله شارد : لأنك تبحث عن الحقيقة " (15) .
وهو يملك محلا لخياطة الملابس " ترزى " تخرج على يديه فى المهنة أجيال عديدة فتحوا محالا لهم وراحوا ينفذون أحدث الموديلات بلمسات عصرية ، أما هو فقد " بقى وحده مخلصا للأصول التى عرفها ، فطحنته المهنة بعجلاتها " وحين عرض عليه بيع الدكان وقبول خلو الرجل الذي حدده السمسار بخمسين ألف يرفض بشدة ، يومها سقط مشلولا ، ورأى عبد العزيز أن الحكمة التى عرفها توشك على الأفول ..
وحين تزداد المحن وتتراكم الديون ، يفكر عبد العزيز فى مساعدته بطريقة غير مباشرة لا تجرح كرامته فيحدثه عن مشاريع قادمة ويسأله أن يحمل مبلغا كبيرا من المال عنده ، ولكنه يدرك غرضه جيدا " نظر فى عينى مباشرة ، وغاص فى أعماقى ، بدوت أمامه صغيرا ضئيلا ، قبل أن يرد ربت على كتفى : كلنا على كف الكريم ضع نقودك فى البنك . من فرط اضطرابي وضعت النقود بين يديه : لكننى اخترتك . قام من مقعده طلب من مندور الذى يفع عوده وكان يزوره ليطمئن على أحواله ، بأن يأتي بأوراقه من درج الماكينة . بسط الأوراق كلها : الفواتير والإيصالات والصكوك الموثقة. قال لى وحكمته تطوقنى وتغمر قلبى بالدفء : هذه اليد كم كسبت وكم أنفقت ؟ كل شيء زائل . حاولت أن افهمه :لا تحاول معى" (16) .


وحين يسأله عبد العزيز : لماذا يهرب الأمراء دائما بالجياد المطهمة بالياقوت والزمرد ، وصناديق المجوهرات تاركين الرعاع تحت رحمة الغزاة الفاتحين ؟ يهز رأسه فى يقين " لأنهم أمراء عندهم ما يخافون على ضياعه ؛ المال والنساء والذهب . قلت : لماذا لا يهرب الفقراء ؟ قال بحكمته التى طالما طببت نفسى : لأنهم لا يملكون سوى الأرض التى عليها بيوتهم ، وهى كل شيء لهم ، يبقونه ليحمونها من النهب والخطف " (17) .
وحين يغيب يصرح عبد العزيز " أين يمكننى أن أعثر عليك يا أسطى إسماعيل ؟ لقد أوجعنى غيابك ، كنت الملاذ وسط هذا الطوفان من الأنين " (18) .
●فى دمياط .
تدور أحداث الرواية فى مدينة دمياط ، وهى مدينة المؤلف ، التى ولد فيها ويعيش ويعمل بها ، ودمياط كما نعرف مدينة لها خصوصية لا يشاطرها فيها أحد ؛ على المستوى التاريخى ، وعلى المستوى الاقتصادى ، فقد كانت أول من واجه وحارب الصليبيين بعد أن فر الأمراء وتركوا دمياط ، وحارب جمال الدين شيحة معهم قبل أسر لويس ووضعه فى دار ابن لقمان بالمنصورة " كنت قد قرأت أن جمال الدين شيحة قد حارب الصليبيين بعد أن فر الأمراء وتركوا دمياط بلا جيش يدافع عنها ، وأن النسوة خفن من اعتداء الغزاة عليهن فكن يضعن العسل على وجوههن ليقف الذباب فيعافهم الجنود الظامئون للنسوة . انسحب الأمراء وبقى جمال الدين شيحة ومعه أولاد البلد والشطار والعيارون يدافعون بأسلحتهم البيضاء البسيطة وحيلهم المدهشة عن أهل المدينة العزل . كانت الأسوار محطمة والمدينة ترزح تحت سماء يجللها العار " (19) .
ودمياط تشتهر أيضا بصناعة الموبيليا والحلويات وفى صفحة [20 ] نقرأ وصفا للمدينة لا يقدمه إلا خبير بأدق أسرارها :
" يبدو أننى اعتدت أن أمضى فى الطرقات لأحدث نفسى فى هذه المدينة الصغيرة التى لها قلب عجوز . لا تعرف الراحة لأنها مدمنة للمال وعرق الصبية ورائحة الخشب الزان والسويدى والبياض ، وأوامر الأسطوات منذ الساعات الأولى للصباح تدب الحركة فى شريينها ، ويشعل الأولاد النار ، ويحركون ألواح ( الغراء ) داخل الأوعية الحديدية ، ثم يرشون الماء أمام العتبات . ينحنى الرجال على البنوك فى الورش يعرقون ويمتصهم تعب الشغل دون أن يعنى أحد بطرح سؤال واحد يؤرقه . كل شيء واضح ومفهوم . السراق يقطع الألواح ، والفارة تشطف الخشب ن والمبرد يسوى الأسطح وينعمها ، والشاكوش يدق المسامير وكتيبة الأوميجية والقشرجية والأسترجية والمذهباتية والمنجدين يقدمون فروض الطاعة والولاء للأطقم الطالعة فى جبروت وزهو ، يبجلون صاحب السطوة ( الجنيه ) يشترون الفيديو والسيارة والمسجل عالى الصوت والمعلمون كلهم حجوا البيت عشرات المرات وكل شيء فى النهاية ( بتاع ) ربنا .. " (20)
ودمياط تظهر فى الرواية بمعالمها وصفاتها المختلفة ، نقرأ صـ37 : " وحين ماتت جدتى وتركت المنزل كان يأتى بصوانى الهريسة والبسيمة وأقراص المشبك واللديدة والفولية .. " وفى نفس الصفحة : " من أين عرفت تلك الفلاحة (طنط) هذه وهى التى لم تركب وسائل المواصلات سوى الحمار ولم تسافر لأبعد من عزبة اللحم ! " وقرية عزبة اللحم إحدى القرى التابعة لدمياط مثل قرية " السنانية " .
" نظرت نحوى فى قلق : له مسكن مؤثث ، وسيارة ، وقد ابتاع قطعة أرض فى " السنانية " وحين يعود سيبنى عمارتين " (21)
وهناك المساجد والأولياء أيضا ، وأشهرها جامع البحر ، وسيدى أبو المعاطى : " كان على ذراعى وشم قديم دققته فى مولد سيدى أبى المعاطى " (22)
" ذكرنى على الفور بشكرى.سألته : هذا معرضك؟ تألقت ضحكته :لا معرضى بجوار جامع البحر " (23)
كما نقرأ : " .. وأن صالحا ثمرة خطيئة المجتمع ، والفراش الدافئ المدنس بوثيقة عقد القران ، وبمباركة من معارض الموبيليات المنبثة فى كل أنحاء المدينة ! " (24)
إذا فقد نجح سمير الفيل فى توظيف واستغلال البيئة دون افتعال لخدمة أحداث الرواية .
● ظل الحجرة .. ظل الموت
ونحن إذ نجد أجنحة الموت تلقى بظلالها على فصول الرواية وتترك آثارها على الشخصيات والأحداث فإن النهاية تأتي لتؤكد انتصار الموت على الحياة ؛ حيث الموت هو نهاية كل شيء ، بل إننا نجد أموات وهم أحياء بيننا بالجسد فقط ، مثل بطل الرواية الذى ماتت روحه ، وعندما تموت أمه يتواصل معها ، بل إنه يهب روحه للموت ، ثم يخاطبها قائلا : " ما بيننا شيء أقوى من الموت ، وأصعب من الحياة "
وفى ختام الرواية يتحقق هذا التواصل : " توسلت إليها والحمام فى دورانه يتبعنا وهديله يحزن القلب : هل تذهبين ؟ فى شبه ابتسامة وبغموض لم يكن باستطاعتى أن أفسره قالت : لن أتركك بعد الآن ، لن أتخلى عنك يا عبد العزيز . وقالت منيرة وهى تتبعنى والرعد يقصف فجأة : هى أمك حسمت أمرى : سوف اتبعك!" (25) .
ولابد أن نشير إلى نجاح الرواية أيضا فى التعبير بالرمز فى أكثر من موضع فهو يقول صـ106 : " انحنيت لأمسك بقطعة من طلاء الجبس الذى سقط من السقف على بلاط الصالة . تفتت فى يدى " فى إشارة إلى تلك العائلة التى تفتت بعد تماسكها ، وسقوطها بعد أن كانت عالية .
وفى بداية الفصل السادس صـ62 نقرأ " أما الصورة القديمة التى كانت تجمعنا قططا تحبو تحت أقدامها فقد رفعتها قبل أن يدخل فودة الخزرجى بهيبته رفعتها ، وعلقت صورة زيتية لكلب تحت أقدام سيدة " إشارة إلى أن الأم استبدلت فودة الخزرجى زوجها الثانى الذى سيكون عند قدميها كالكلب بدلا من أولادها الصغار الذين كبروا وأصبح لكل منهم حياته .
وفى نفس الفصل نقرأ صـ 64 : " رحنا نصعد الدرج الخشبي ، همدت أنفاسه ، كان يحاول لفت نظرى أن برصا صغيرا كان يتحرك ملتصقا بالسقف ، صرخت فيه وأنا أخلع فردة حذائى وأسحقه : يا شعبان يا أسوأ المخلوقات . سقط البرص يتلوى ، وتراقص الذنب المبتور فى اهتزازات جد سريعة " وشعبان هو زوج خالته هداية ، وهو تومرجى فى الصحة رفض مساعدة عبد العزيز حين أصيب صديقه يحيى وطلب منه الطبيب الراحة بالمستشفى وكأنه ينتقم منه لأنه لم يقترن بثريا ابنته التى تفتقد لأقل قدر من الجاذبية والجمال .
● على الهامش
حشد المؤلف العديد من الشخصيات لروايته لدرجة الازدحام الذى يمكنه التشويش أحيانا على متابعة المتلقى ، ويمكن أن نحصى :
شخصيات : عبد العزيز ، انتصاف ، عبد الحى ، صالح ، شكرى ، فتحى ، خالد ، منيرة ، عنايات ، فودة الخزرجى ، الأسطى إسماعيل ، محرومة ، متولى ، كامل ، الصفتى ، وصفى ، أميرة ، حسيبة ، سوسن ، منى ، عواطف ، نشوى ، هاشمة ، ثريا ، شعبان ، نوال ، مندور ، صبري ، المر ، الصول بركات ، معاز ، سليا ، المعلم نصحى ، عبد الحق الصريطى ، فايز ، منى ، باسم ، هداية ، عبد السلام ، زينات ، هاجر ، سلوى ،
فاطمة ، نجلاء ، زيزى ، حياة ، د.كريم ، الحاج فارس ، أميمة ، عبد الغفار ، عثمان جلالة ، شوقى القط ، يحي مختار ، إدريس.. وغيرها . كل هذا فى رواية لا تتعدى صفحاتها 130 تقريبا .
ختاما نشير على بعض الأخطاء المطبعية الكثيرة التى بلغت فى صفحة واحدة صـ 59 أكثر من عشرة أخطاء ، وأخطاء أخرى فى صفحات 67 ، 75 وكانت تحتاج إلى قليل من المراجعة .
ولا شك أن سمير الفيل استطاع أن يقدم رواية تفتت الواقع الاجتماعى وتشير إلى انهيار الطبقة الوسطى بعد أن انحسر دورها بفعل تداعيات النظام العالمى الجديد .


الهوامش :
[1] الرواية بين زمنها وزمنيتها ، محمود أمين العالم ، فصول ربيع 93 .
[2] الرواية أفقا للشكل والخطاب المتعددين ، محمد برادة ، فصول شتاء 93 .
[3] مشكلات علم اجتماع الرواية ، لوسيان جولدمان ، فصول صيف 93 .
[4] زمن الرواية ، جابر عصفور ، مكتبة الأسرة 99 صـ 18 .
[5] ظل الحجرة ، سمير الفيل ، مركز الحضارة ، القاهرة 2001 .
[6] الرواية صـ 126 .
[7] الرواية صـ 68 .
[8] الرواية صـ 77 .
[9] الرواية صـ 94 .
[10] الرواية صـ 123 .
[11] الرواية صـ 96 .
[12] الرواية صـ 75 .
[13] الرواية صـ .
[14] الرواية صـ 21 .
[15] الرواية صـ 70 .
[16] الرواية صـ 70 .
[17] الرواية صـ 109 .
[18] الرواية صـ 121 .
[19] الرواية صـ 109 .
[20] الرواية صـ 20 ،21 .
[21] الرواية صـ 91 .
[22] الرواية صـ 48 .
[23] الرواية صـ 110 .
[24] الرواية صـ 117 .
[25] الرواية صـ 129 .


* بطاقة تعريف *مؤلف الرواية : سمير مصطفى الفيل .
ولد فى 16 /1 / 1951 . شارك فى مظاهرات الطلبة عام 1968 م حصل على دبلوم المعلمين عام 1971، ثم ليسانس الآداب عام 1988 م ، وتم تجنيده فى القوات المسلحة فى 1974 بعد حرب أكتوبر وحتى 1976م وكانت شظايا الحرب لا تزال متوهجة وأجواء القتال تخيم على الجميع .
بدأ حياته بكتابة الشعر فقدم ديوانه الأول " الخيول " فى سبتمبر 1982 م ثم تعددت مجالات كتابته فى الإبداع والصحافة فقدم فى مجال الشعر " ندهة من ريحة زمان " 1991 م ، " ريحة الحنة " 1998 م ، " ونتهجى الوطن فى النور " أبريل 2000 م ثم " سجادة الروح " مايو 2000 م وفى أدب الحرب قدم " خوذة ونورس وحيد " مجموعة قصصية 2001 م " رجال وشظايا " رواية 1999م .
وللأطفال والطلائع قدم كتاب " الحكيم وحماره " 1999م .
عمل بالصحافة السعودية بين عامى 91 ـ 95 محررا ثم بين 1995 ـ 2000 مراسلا ثقافيا بجريدة اليوم فكانت له إسهاماته الفاعلة فى الواقع الثقافى والأدبى هناك .
وعندما عاد كثف نشاطه فى الثقافة المصرية وقدم كتاب مواجهات " 2000 وكتاب " تقاطعات ثقافية " 2001 وهما من أدب المحاورات أما آخر أعماله فهو كتاب " أرجوحة " ويضم مجموعة قصص قصيرة كتبها بين عامى 1991 و 1995 أثناء تواجده فى المملكة العربية السعودية .






 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2006, 06:44 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خالد جوده
أقلامي
 
إحصائية العضو






خالد جوده غير متصل


افتراضي

مرحبا أديبنا الكريم وأستاذنا الفاضل فرج مجاهد
دراسة نقدية ممتعة وشرح لأهم عناصر الرواية مع سلاسة التحليل ، وجودة تنظيم المعلومات ، مما يدل علي حبكم للترجمة ، وقراءة تاريخ الشخصيات الأدبية ، والنجاح بذلك لا يكون إلا لكاتب متميز وقاص هائل في الوقت نفسه
ملمح أخر هام جدا وهو حديثكم من قلب العمل الأدبي ، واهتمامكم بالنقول منها لتضع القارئ في جو العمل ، وتقربه من عوالم الرواية

لكم كل التقدير وننتظر بالطبع رؤيتكم النقدية ودراساتكم الممتازة وكذلك قصصكم .
وتفضل بقبول فائق التقدير







 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2006, 12:59 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فرج مجاهد
أقلامي
 
الصورة الرمزية فرج مجاهد
 

 

 
إحصائية العضو






فرج مجاهد غير متصل


افتراضي انشطار الذات

شكرا للاديب الباحث الكبير خالد جودة00







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كازنوفا الرياض وفهد الغانم - رواية جديدة د.أسد محمد منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 8 09-05-2007 12:12 AM
في ساحة الشاعرة العالمية آسيا جبار فاطمة الجزائرية منتدى الأدب العالمي والتراجم 1 26-03-2006 09:01 PM
هندسة الذات تطبيقات عملية بقلم :سعاد جبر ثريا حمدون منتدى الحوار الفكري العام 2 21-02-2006 08:35 PM
لا يمكن تأكيد الكيان العربي بدوت تحقيق الوعي بالذات العربية د. تيسير الناشف منتدى الحوار الفكري العام 1 26-12-2005 06:59 AM

الساعة الآن 09:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط