الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-2013, 07:41 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي جهاد الاخوان بين القرضاوى والخرباوى

رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوى قال أثناء زيارته الأخيرة لغزة : سننتصر لأننا أصحاب حقوق ، وسينتصر هذا الشعب مهما جمعت اسرائيل من السلاح والأكاذيب ، سينتصر هذا الشعب كما انتصرت الشعوب العربية وتحررت من الطواغيت ، فهذه سنة الله ؛ انتصار الحق على الباطل والعدل على الظلم ، ونحن موقنون أن الغد لنا ولن يتخلى الله عنا أبداً " .
وقال الشيخ الجليل بكلمات مؤثرة وملامح مُعبرة عن مدى الاشتياق لبلوغ وحضور مشهد تحرير الأقصى وفلسطين من الأسر الصهبونى : " ان لم يمهلنى القدر للاحتفال معكم بالانتصار فسينوب عنى هؤلاء العلماء الشباب فى الاحتفال بالنصر باذن الله " .
فى المقابل وعلى النقيض تماماً قال أحد أشرس المنشقين عن الاخوان المسلمين من ذوى النشاط الاعلامى الملحوظ فى مهاجمتهم والنيل منهم وهو المحامى ثروت الخرباوى ، فى مقال له عنوانه " أئمة الشر " ، نشرته وكالة أنباء " أونا " : " لن ينفعلوا بتدنيس المسجد الأقصى ، سيستمرون على ما كانوا عليه عندما كانوا فى المعارضة ؛ الصراخ والتشنج ، أما فى الغرف المغلقة فالأقداح تلتقى وتتقابل بمودة ، من ذا الذى قال لهؤلاء السذج ان القدس عروس الاخوان ؟ القدس لعبة الاخوان من أجل وصولهم للحكم " .
وقد كان الدكتور القرضاوى حريصاً لأجل ذلك أن يعرج فى ثنايا أحاديثه فى غزة على ماضيه فى جماعة الاخوان المسلمين وعلى جهاد الاخوان قديماً وتاريخ عطائهم ونضالهم من أجل هذه القضية ؛ فالخرباوى وجميع التيارات المعادية للاخوان المسلمين وللتيار الاسلامى عموماً اليوم سواء فى الداخل أو الخارج يُروجون اليوم لهذه الاشكالية التى قد تنطلى سريعاً على المتحمسين ، والسؤال الذى يطرحونه قد يكون مقبولاً من حيث الشكل وامكانية فتح مجال للحوار بشأنه ، لكنه من حيث المضمون يحملُ محاورَ كثيرة وملفات متشابكة تحتاج الى نظرات أكثر عمقاً ؛ فهم يتساءلون عن الاخوان المسلمين اليوم بعد أن وصلوا للحكم فى مصر ؛ ماذا قدموه لقضية فلسطين وأين حماستهم القديمة عندما كانوا فى صفوف المعارضة للجهاد فى فلسطين لتحرير الأرض والمقدسات ، خاصة وأن القرار صارَ بأيديهم ، فما الذى يمنعهم ؟
خمسة وستون عاماً منذ مايو 1948م الى مايو 2013م ، هى عمر المآسى وتاريخ آلام وأحزان الشعب الفلسطينى الذى يعانى منذ عقود من تجبر المحتل الغاصب وظلم ووحشية المجتمع الدولى من جهة ، ومن تخاذل وضعف وتخبط وانقسام العرب والمسلمين من جهة أخرى ، فهل الاخوان المسلمون وسط التحديات الدولية والاقليمية والمحلية المعقدة قادرون خلال عام أو عامين من استلامهم مقاليد السلطة على تغيير الواقع والمستجدات التى رسختها اسرائيل بمساندة دولية سخية فى ظل واقع عربى واسلامى مُهترئ على مدى عشرات السنين ؟
اسرائيل سعتْ وتسعى لطمس معالم جرائمها فى حق الفلسطينيين الذين طردتهم قسراً من أراضيهم وبلادهم ، فهى تسوق لها كقضية " لاجئين " هاجروا طواعية من بلادهم وتنازلوا عنها من تلقاء أنفسهم حتى يضيع هذا الحق الأصيل وتندثر معالمه .
وبالتأمل السريع فى ملف " حق العودة " الشائك نجد أن الحقيقة أن هؤلاء الفلسطينيين المُوزعين فى بعض الدول العربية ما هم الا مقاتلين ومحاربين تركوا الميدان فى قلب فلسطين عندما نفذت ذخيرتهم فذهبوا يطلبون المدد والعون والأسلحة والذخائر من البلاد العربية كلبنان وغيرها .
والتاريخ والوقائع تثبتْ أن أنظمة الحكم العربية العَلمانية فى كل الدول العربية تقريباً قد اشتركت فى خذلان المقاتل الفلسطينى ، بل ان هناك أنظمة ذبحت الفلسطينيين ذبحاً على أراضيها وكانت أشد اجراماً ووحشية فى حقهم من الصهاينة .
والمسألة شبيهة بما يحدث اليوم على مستوى الثورة السورية ومحاولات اماتتها بتواطؤ دولى وعربى ؛ والأمر فى منتهى الوضوح وفى غاية البساطة ، فالثورة فى سوريا لكى تنجح تحتاج لسلاح وذخيرة وتحتاج الى سند عربى قوى ، وهذا لم يتوفر الى الآن ، ولو كان توفر للمقاومين والمحاربين فى فلسطين لما وصلت اسرائيل اليوم الى ما وصلت اليه من قوة ونفوذ خلال نصف قرن ، ولما طُردوا هم وصارَ يُطلق عليهم مصطلح " لاجئين " .
لماذا أكدَ الشيخ يوسف القرضاوى خلال زيارته الأخيرة على البعد الاسلامى للقضية الفلسطينية ؛ بوصفها صراع عقيدة وأكدَ على انتصار الاسلام فى هذه المواجهة ؟
لأن اسرائيل نجحت الى حد بعيد طوال العقود الماضية وانتصرت على الأرض عندما بلغت الذروة فى ربط مجتمعها وشبابها ومقاتليها بالعقيدة حتى صارتْ اسرائيل كياناً دينياً جاداً يحمل أطفاله وشيوخه ونساؤه السلاح الى جانب النص الدينى والتفسير الدينى للأحداث والمتغيرات ، وفى المقابل لكى ينزعوا هذه الجدية وهذا البعد من العرب ، اخترعوا عنوان " الصراع العربى الاسرائيلى " لحصر الخصومة فى اهتمامات بعض الدول العربية ذات الارتباط الجغرافى بالقضية أو التى فقدت أراضيها عام 1967م ، وكذلك تم تداول القضية الفلسطينية تحت عنوان " قضية الشرق الأوسط " للايحاء بأنها مجرد أزمة علاقات دبلوماسية تخص دول منطقة الشرق الأوسط واسرائيل ، وأن القضية لا تحمل أية أبعاد حضارية ولا عقدية ولا تهم العالم الاسلامى ولا تخاطب وجدان المسلمين ولا تستدعى مشاركاتهم واهتماماتهم وتفاعلهم مع كل جديد وكل تطور يطرأ عليها بوصفها قضية اسلامية فى الأساس .
وقد استغرقت اسرائيل بمساهمات سخية من أنظمة حكم علمانية فى بلاد العرب ، سنوات طوال لكى ترسخ هذه المفاهيم وتشيع هذه العناوين وتروج للقضية الفلسطينية عربياً واسلامياً ودولياً بأبعادها الجغرافية والحدودية ، لا بأبعادها العقدية والوجودية ، أما تصحيح المفاهيم وتربية النشئ المسلم من جديد على الأبعاد الاسلامية وتغذية الشعور الاسلامى من المحيط الى الخليج بقضية فلسطين والأقصى والقدس فمن الصعب أن يحدث خلال بضعة أشهر ، وسيحتاج الى جهود تربوية وتثقيفية واعلامية جبارة لكى نضعَ أجيالنا على الأرضية الصلبة المتماسكة فى مواجهة عدو يحاولُ اقتلاعنا وهدمَ مقدساتنا ويحاربنا بكل ما يملك من قوة وعتاد على أساس دينى ومن منطلق عقدى .
الدكتور اسماعيل رضوان وزير الأوقاف والشئون الدينية فى غزة أشارَ الى الأثر الايجابى لزيارة العلماء وعلى رأسهم الشيخ القرضاوى فى شحذ همم الفلسطينيين المحاصرين ورجال المقاومة ، ولكى يشعرَ الشعب الفلسطينى أنه ليس وحده فى المعركة .
وهذا التوجه الذى أشارَ اليه الوزير يُعاكس الارادة الاسرائيلية ويجهض المخطط الصهيونى الذى يُراهن على أن الأجيال اللاحقة ستنسى الأرض والجغرافيا والتاريخ ، وأن الفلسطينيين سيتأقلمون مع واقعهم الجديد بعيداً عن أراضيهم ومقدساتهم وأن الأحفاد سينسون القرى والبلدات التى دمرت وأقيمت عليها المستعمرات الاسرائيلية .
وربما كانت هذه الزيارة انطلاقة لجهود العلماء والدعاة والسياسيين والرموز الفكرية وقادة الرأى والمثقفين على طريق مساندة الشعب الفلسطينى المعتقل فى السجن الاسرائيلى الكبير ، لكى تفهم اسرائيلُ أولاً أن الشعوب العربية قد تحررت من سجون ومعتقلات الحكام العرب الجبابرة الذين ساهموا فى سقوط فلسطين وتمكين القبضة الصهيونية منها حتى لا تسقط أنظمتهم الشمولية ، وأن هذه الشعوب ستضغط فى اتجاه تحرر فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة واعدة الحقوق والمقدسات الاسلامية والعربية كاملة .
اسرائيل تصولُ وتجول فى أراضى فلسطين تفعل ما تشاء وفق ما تخطط له ولا شئ ولا أحد يستطيع منها أو صدها عن غيها ؛ فهى تفجر منازل الفلسطينيين وتجرف الأشجار وتستولى على الأراضى وتبنى المستوطنات وتسرق المياه الفلسطينية بدون رقيب وبدون اعتراض ولا مساءلة .
فضلاً عن اقامتها للجدار العنصرى الذى يخترق العمق الفلسطينى ليحبس الفلسطينيين فى سجن اسرائيلى كبير ، ولم ترتدع اسرائيل يوماً ولم تتوقف عن محاولات تهديد المسجد الأقصى بالهدم ولم تتوقف الحفريات الاسرائيلية الدؤوبة التى تهدف لخلق واقع استراتيجى يهودى تلمودى مخطط له ؛ مبنى على أن الانسان الفلسطينى العربى المسلم والممتلكات والتراث والمقدسات الاسلامية فى حكم العدم واللاوجود .
كل هذا يحدث كنتيجة طبيعية لاتفاقيات أوسلو الكارثية والتى مكنت اسرائيل من التملص من اعادة حقوق الفلسطينيين أو الالتزام بحلول جادة وعملية متوازنة ، وأتاحت لها على مدى السنوات الماضية التوغل فى تدمير الطموحات الفلسطينية فيما يتعلق بحقوق العودة وحقوق الوطن الفلسطينى الموحد واقامة الدولة الفلسطينية وحقوق الأسرى وعودة القدس ، ونتيجة قبل ذلك لاتفاقية كامب ديفيد التى عزلت مصر وكبلتها بحيث لا تستطيع القيام بدورها فى الدفاع عن القضايا العربية وعن حقوق الشعوب العربية ، وجميع هذه الاتفاقيات وقعتها أنظمة الحكم العربية العلمانية ، ولم يوقعها الاخوان المسلمون أو أى حزب من الأحزاب الاسلامية .
اسرائيل جادة فى التوسع والتوغل والارهاب وترسيخ سلطة الاحتلال بالقوة وفرض الأمر الواقع باغتصاب الحقوق والأسر والاغتيال والتهجير حتى بعد تحرر الشعوب العربية من الطواغيت الذين عاشوا رهن اشارتها ووفق ارادتها .
ولازالت تتعامل مع حركات النضال والمقاومة على اعتبارها حركات ارهابية ، والمتابعُ عن قرب لما يجرى فى ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلى وما يردده المحللون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون فى التلفزيون والراديو وعلى صفحات الجرائد يُدرك أن أسلوب تعامل اسرائيل مع السلطة الجديدة فى مصر لا يختلف كثيراً عن أسلوب تعاملها مع سلطة حماس ، حيث تعتبرها ارهابية وتمثل خطراً جسيماً على أمن اسرائيل ، ولذلك تقود اسرائيل حملة دولية – كما تردد على ألسنة كثير من المحللين والمسئولين الاسرائليين ومنهم سفير اسرائيل السابق فى مصر – لنزع الشرعية عن الرئيس محمد مرسى الذى ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين صاحبة التاريخ النضالى والقتالى فى مواجهة اليهود على أرض فلسطين .
القدس أيضاً تتعرض لحملة ممنهجة شرسة تستهدف استباحة مقدساتها واذلال شعبها وتهويد معالمها ومحو هويتها العربية الاسلامية والسطو على تاريخها وتراثها .
وقبل أيام وبالتزامن مع زيارة وفد العلماء برفقة الدكتور يوسف القرضاوى لقطاع غزة قام الاحتلال الاسرائيلى باعتداءات مدروسة ومخطط لها على المقدسات الاسلامية والمسيحية فى المدينة المقدسة ؛ حيث حاصرت قوات الجيش الاسرائيلى كنيسة القيامة بالقدس فى " سبت النور " و عيد الفصح ، ووضعت العراقيل أمام وصول المسيحيين الى الكنيسة لاقامة شعائرهم .
كما منعت سلطات الاحتلال المصلين المسلمين من الوصول الى المسجد الأقصى للصلاة ، وتم اغلاقه واستباحته من قبل المستوطنين الصهاينة ، وتم اقتحام المسجد الأقصى بصورة مستفزة وفجة واجرامية من باب المغاربة بحماية شرطة الاحتلال ، وذلك لآداء صلوات تلمودية فى ذكرى احتلال القدس ال46 .
كما تمت مداهمة منزل مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين واعتقاله ، كذلك اعتقلت القوات الاسرائيلية مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الاسلامية فى القدس .
ولم تسلم أشجار الزيتون العتيقة من اعتداء اسرائيل الذى يهدف لاقتلاع كل شئ من بشر وحجر وشجر وتغيير معالم وملامح فلسطين لينسى العالم والتاريخ أنه كان هنا وطن يسمى فلسطين ؛ فقد نشرت صحيفة " هآرتس " العبرية تحقيقاً حول تجارة أشجار الزيتون الفلسطينية العتيقة ؛ حيث تُسرق وسط عجز وبكاء أصحابها لتصل الى اسرائيل ، وهناك تباع بأسعار خيالية ليزين بها أصحاب الملايين حدائقهم الخاصة وواجهات منازلهم الأسطورية الفخمة .
فى هذه الظروف يعيش الفلسطينيون الذين اعتادوا على خوض المواجهات الشرسة وحدهم فى ظل تعتيم اعلامى وصمت دولى فاضح وخزى عربى مُهين .
واسرائيل التى لا تؤمن بالسلام العادل ولا بحل الدولتين ولا بقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة والحقوق وفى مقدمتها حق العودة وعودة القدس لتكون عاصمة للدولة ، أصدرتْ مؤخراً قانون " برافر – بيجين " الذى تم اقراره فى هذا الشهر مايو 2013م ، وبموجبه يتم تهجير أكثر من ثلاثين ألف فلسطينى يشكلون غالبية سكان القرى الفلسطينية البدوية فى النقب بعد تدمير بيوتهم واغتصاب أراضيهم ، وفى حال تم بالفعل تنفيذ بنود هذا القانون العنصرى فان أكثر من تسعين بالمائة مما تبقى من أراض بأيدى الفلسطينيين فى النقب معرضة للمصادرة ، حيث ينص هذا القانون على تحديد وتقليص المنطقة التى سيتم منح الفلسطينيين البدو أراض بديلة ممن تعترف سلطات الاحتلال بملكيتهم للأرض .
وتمتْ المصادقة على قانون " برافر – بيجين " يوم السابع من مايو الجارى 2013م فى غيبة تامة من المهتمين بالقضية الفلسطينية والمعنيين بحقوق الشعب الفلسطينى الذى يتعرض كل يوم للسلب والاغتصاب والطرد والاقصاء والتهجير .
وكذلك سعت اسرائيل هذا الأيام لاعادة الحياة لمشروع تبادل الأراضى المريب الذى تبنته اسرائيل مراراً ، ويهدف لتبادل أراض احتلتها عام 1984م بأراض احتلتها عام 1976م ، وليس الأمر بجديد ؛ فقد أثيرت القضية فى التسعينيات بصورة شبه سرية بقصد ايجاد تسوية دائمة ، وتقوم الفكرة على ضم القرى الفلسطينية داخل الأراضى المحالة عام 1948م دون أراضيها الزراعية بالكامل الى دولة فلسطينية ، وضم المستوطنات اليهودية الرئيسية قرب خط الهدنة لعام 1949م المعروف باسم حدود 1967 م الى اسرائيل ؛ حيث سيكون بمقدور اسرائيل الاحتفاظ بمناطق حيوية من الضفة الغربية مقابل اعادة جزء صغير من أراضى فلسطينية فى الشمال وأراضى قاحلة فى الجنوب لا تملكها اسرائيل أصلاً من ناحية قانونية .
كل هذا وغيره يؤكد على اصرار اسرائيل على ترسيخ هذا الادعاء الوهمى الذى ردده المحامى المنشق عن الاخوان ويردده الكثيرون من خصوم الاخوان من اعلاميين وسياسيين ؛ بأن الاخوان والاسلاميين عموماً ، وهم الذين كانت قضية فلسطين وتحرير المقدسات محور اهتمامهم وقاسماً مشتركاً فى خطاباتهم ، لم يفوا بوعودهم ولم يقدموا شيئاً يُذكر للقضية بعد أن تولوا الحكم ، بل ازداد الأمر سوءاً ، وها هى اسرائيل فى ظل ولاية مرسى تصادق على قانون " برافر – بيجين " ، وكادت تمرر مشروع تبادل الأراضى الخطير.
ما أشارَ اليه الشيخ القرضاوى صحيح ؛ فالاخوان أجادوا الجهاد وحاربوا من أجل القضية عندما كانوا تنظيماً وجماعة اسلامية معارضة لأنظمة الحكم العلمانية ذات الطابع العسكرى والديكتاتورى الا أن طريقة التعاطى مع القضية ستختلف بعد وصولهم للحكم .
والثغرة التى يُحاول المنشق عن الاخوان ثروت الخرباوى ومن لف لفيفه النفاذ منها تبدو مقنعة للوهلة الأولى بدون النظر الى تلك الأبعاد والتحديات التى ذكرناها ؛ وبالفعل يمتلك الاخوان اليوم سلطة القرار فى مصر وبيدهم فتح باب الجهاد فى فلسطين ، وهو الباب الذى طالما طالبوا بفتحه ، لكن وضع الاخوان المسلمين وهم فى المعارضة يختلف تماماً عن وضعهم فى الحكم ، وما كانوا يطالبون به وهم تنظيم وجماعة ، ليسوا بالضرورة قادرين على تلبيته والقيام به وهم بيدهم مقاليد السلطة . فالتركة ثقيلة جداً من جهة ، وحجم الانجازات الاسرائيلية لتكبيل الارادة العربية والحيلولة دون الوحدة الاسلامية كبير ، وفتح باب الجهاد أو اعلان مواجهة عسكرية مع اسرائيل – كما ينادى معارضو الاخوان – معناه هزيمة عربية مبكرة كهزيمة عبد الناصر ؛ فالمواجهة تتطلب تصحيحاً للأوضاع والمفاهيم والمصطلحات ، وتتطلب تحريراً للارادة وتحريراً لأنظمة الحكم العربية من التبعية الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية ، وقد بدأها الرئيس المصرى مرسى كمشروع نهضوى تحررى كبير بالاعتماد على الذات فى صناعة الدواء والسلاح والاكتفاء الذاتى من الغذاء والسلع الاستراتيجية ؛ حيث من غير المنطقى أن تدخل مصر مواجهة بهذا الحجم مع عدو يتحكم فى امداداتها ودعمها بالغذاء الاستراتيجى وتمويلها .
الشيخ القرضاوى بزيارته على رأس وفد العلماء الى غزة بدأ عملياً مسيرة النصرة والتحرر التى ستطول لا محالة ، وهذا طبيعى فقد طالت مسيرة الخذلان والاستسلام والمهانة والضحك على الشعوب برموز وقيادات من ورق ، وخطابات عنترية فارغة .
والاسلاميون تعلموا بالفعل من تجربة عبد الناصر الذى تم استدراجه مبكراً للحرب والمواجهة دون خوض مراحل الاستعداد بتدرج واتقان فوقع فى الفخ فكانت الهزائم الثقيلة .
والخرباوى ومن معه وكل خصوم التيار الاسلامى ربما بالفعل أرادوا ذلك ، أن يُسقطوا أصحاب المشروع الاسلامى بعد أن فشلوا فى اسقاطهم بشتى الحيل وبكل الطرق ، وذلك بالزج بهم فى مواجهات مبكرة وسريعة وخاطفة مع اسرائيل ، ليسقط الاسلاميون بنفس السيناريو الذى سقطَ به الناصريون .
انه باب الجهاد اذن .
لكن الباب الذى فتحه الشيخ القرضاوى فى غزة يفتح على مسيرة ممتدة ، وقد لا يدرك – كما أخبر هو – الاحتفال النهائى بالنصر ، نسأل الله أن يبارك فى عمره .
أما الباب الذى يقصده الخرباوى فهو يفتحُ على خراب مستعجل ، والقصد منه هزيمة الاخوان سريعاً ، لا تحقيق النصر على اسرائيل .






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط