الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-2012, 05:36 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي هل خانت القوى المدنية الثورة وتحالفت مع الذئاب ؟

أن تقوم بثورة فربما كان الأمرُ سَهلاً بالقياس بالصبر عليها وانجاحها والوصول بها الى بَر الأمان حتى تتحقق المطالب ويُهزم الطغاة عن آخرهم فهذا هو التحدى الحقيقى .
وقديماً سطر شاعر اليمن عبدالله البردونى هذه الحالة فى معرض تأمله مَصائر بعض الحركات الثورية العربية فقال :
والأباة الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
حين قلنا قاموا بثورة شعب قعدوا قبل أن يُروا كيف قاموا
ربما أحسنوا البدايات لكن هل يحسون كيف سَاء الختامُ
لم تنجح ثورة فى التاريخ الا باجراءات استثنائية لتصفية جيوب النظام القديم واضعاف مراكز قواه وانهاكها ؛ فمن المستحيل أن يبقى هؤلاء فى ظل النظام الجديد الذى نجح فى الثورة عليهم واقصائهم عن الحكم دون أن يتربصوا به ويتآمروا عليه ويسعوا لافشاله وهدمه .
وكان الطبيعى والواجب على جميع ألوان الطيف الثورى أن يتحدوا يداً واحدة ضد فلول ورموز النظام البائد وضد جميع الفاسدين المتنفذين منهم وغير المتنفذين .
ربما نجحت تونس الى حد بعيد فى مشروع التوافق لأن اليساريين والليبراليين والاسلاميين جميعاً كانوا يداً واحدة ضد الاستبداد ورموزه ومخلفاته ، وأجلوا خلافاتهم الى ما بعد التخلص من آثاره وانهاك فلوله بحيث لا تقوم لهم قائمة ولا تُسنح لهم الفرصة من جديد لتهديد الثورة والعهد الجديد ، وضرب المنصف المرزوقى الرئيس التونسى اليسارى وراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الاسلامى وحلفاؤهم من الليبراليين النموذج فى هذا السياق .
نحوُا خلافاتهم وتهارشهم وتنافسهم جانباً الى حين ، لأن هناك خطر داهم يواجههم جميعاً ويهدد ثورتهم ، وهو خطر بقايا ومراكز قوى عهد زين العابدين بن على .
وفى مصر كان هذا هو الأمر الطبيعى ؛ فالجميع شارك فى الثورة والجميع ضحى وقدم شهداء ، فكان لزاماً تنحية الخلافات جانباً والتوحد ضد خطر الفلول ومراكز قوى مبارك التى بدتْ أشرس وأقوى تنظيماً من مثيلاتها فى تونس .
لكن الذى حدث غير ذلك فقد تحالفت بعض القوى التى تزعم الثورية مع فلول مبارك ضد الثورة ، ولم يعد الخطر هو خطر نظام مبارك ونائبه العام ومراكز قواه ، انما صار خطر الاخوان والاسلاميين .
وأصبح هدف الكثير من المنتمين لتلك القوى سواءاً من اليسار أو من الليبراليين هو ازاحة الاسلاميين الذين وصلوا الى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع وبانتخابات ديمقراطية .
وصارَ هذا الهدف مقدماً على مطلب القصاص لشهداء الثورة ومحاكمة الفساد والفاسدين ، ولذلك تم افتعال الانسحاب الجماعى من التأسيسية مع التحالف مع رموز النظام البائد وكبار معاونيه فى مختلف المؤسسات للوصول بالبلاد الى نقطة التأزم بعد الاتفاق على اجراءات خطيرة تحدث حالة من الفوضى فى الشارع وحالة من الفراغ فى المؤسسات لتنجح الثورة المضادة أخيراً فيما سعت اليه قبل عام ونصف .
النظام البائد يخوض أشرس مراحل المواجهة مع الثورة المصرية ، وكان هذا يستدعى ويحتم بالضرورة أن يترك الجميع خلافاتهم جانباً وأن يتحملوا مسئولية اللحظة التاريخية بشرف .
لكن هناك من خان الثورة والشهداء وتنكرَ لمطالب الثورة الحقيقية ووضع يده فى يد الذئاب .
وهذه قصة عميقة الدلالة ، تثبتُ لنا أن بعض الكلاب – لا مؤاخذة – أوْفى لعهودها وأثبت على مواقفها وأكثر وعياً وادراكاً واستشرافاً للمستقبل وتجرداً واخلاصاً واتساقاًَ مع الذات وصدقاً من بعض البشر .
ربما لأن الكلاب لا يحملون أجندات ولا يعرفون شيئاً اسمه المصالح الشخصية .
فيروى محمد بن الوليد الطرطوشى فى كتاب " سراج الملوك " : أنه " بعد وفاة بعض الخلفاء المسلمين احتشدت الروم واجتمعت ملوكها وقالوا : " الآن يشتغل المسلمون ببعضهم بعضاً فتمكننا الوثبة عليهم .. وتشاوروا فيما بينهم ، وأجمعوا على أنها فرصة نادرة لا ينبغى تفويتها ، فعرضوا الأمر على رجل من ذوى الرأى منهم ففاجأهم بمعارضته الشديدة لهذه الخطوة وقال : " لا أرى ذلك صواباً " ، فسألوه عن السبب ، فقال : غداً أخبركم .. فلما أصبحوا غدوْا اليه ، فأمرَ باحضار كلبين ثم حرش بينهما وألبَ كل واحد على الآخر فتواثبا وتهارشا حتى سالت دماؤهما . فلما بلغا الغاية فتح باباً عنده وأطلق على الكلبين ذئباً قد أعده ، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه وتألف قلباهما ووثبا على الذئب فنالا منه .
ثم أقبلَ الرجلُ عليهم قائلاً : " مثلكم مع المسلمين مثل هذا الذئب مع الكلاب ؛ لا يزال الهرج والمرج بينهم ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم ، فاذا ظهر عدو من غيرهم تركوا العداوة بينهم وتآلفوا على العدو .. فاستحسنوا قوله وتفرقوا عن رأيهم .
نحن هنا لم نترك العداوة بيننا ولم نتآلف على العدو المشترك ، فقد ذهبَ البعضُ منا الى الذئاب وتآلف معهم ضدنا !
يا للعار !






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط