الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-2005, 07:00 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نجوى اسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







نجوى اسماعيل غير متصل


افتراضي "سليم " جبران و " قبيح نيتشه"

في كتابه " العواصف: يتحدث جبران خليل جبران ، عن سليم افندي " ذلك الرجل الذي قرر ذات يوم ان يطبق على نفسه فلسفة معرفة الذات التي علمها سقراط لتلميذه افلاطون..
فما كان منه الا ان دخل غرفته وانتصب كالتمثال امام مراة كبيرة ،محدقا الى وجهه متاملا لساعات وساعات ، الى ان فتح شفتيه والنور مشع في عينيه قائلا:
انا قصير القامة وهكذا كان نابليون وفكتور هوغو!...
انا ضيق الجبهة وهكذا كان سقراط وسبينوزا!.
انا اصلع وهكذا كان شكسبير! ..
انفي كبير ومنحن وهكذا كان سفنرولا وفولتير!
فمي غليظ وشفتي السفلى ناتئة وهكذا كان شيشرون ولويس الرابع عشر .
جسدي نحيل وهذا شأن اكثر المفكرين الذين تتعب اجسادهم في مرامي النفوس...
ويتابع سليم ذكر الكثير من الصفات المعنوية والجسدية على هذا الشكل الى ان يتوقف و يلمس جبهته ويقول :
هذا انا ،هذه هي حقيقتي !
انا مجموع صفات كان حائزا عليها اعاظم الرجال من بدء التاريخ الى يومنا هذا ،وفتى جامع لهذه المزايا لا بد ان يفعل شيئا عظيما في العالم ...انا لا ادري ما هو العمل العظيم الذي ساقوم به ولكن رجلا جمع في شخصه الهيولي وذاته المعنية ما انا جامع لهو من معجزات الايام ومبتكرات الليالي .. لقد عرفت نفسي ، فلتحيى نفسي ولتعش ذاتي ....
لندخل الى تلك الغرفة ذاتها، لكن بعد مرور عقود طويلة وبعد تغير بطل الرواية ، ليتحول من سليم افندي ، الى فتاة تختزل بنات جنسها ،تحاول بدورها ان تعرف ذاتها من خلال فلسفة المنطق ...
تتامل وجهها في مرآتها قائلة :
انا قصيرة القامة ، أميل الى السمنة ، يجب أن اعترف بهذه العيوب التي تجعلني مختلفة وغير مرحب بي بين بنات جيلي، كأنني مخلوقة لزمن غير هذا الزمن ..
انا لا أشبه ولا واحدة من الفنانات اللاتي اعشق...
ورفيقاتي يعيرنني دائما أنني سمينة ، مع ان وزني لا يتعدى الخمسين كيلو ،ربما هن محقات فانا لا يصح ان اكون فتاة اعلانات او عارضة ازياء او مغنية ....
- انفي معقوف الى اسفل ،وهو متعرج بعض الشيء ، ربما هو قصاص من الخالق ، لانه لا يليق بوجهي بل يفسده ، ويواجهني بكل وقاحة عندما أحدق في مرآتي، لم اقدر حتى اليوم ان أتقبله، وان أتأقلم معه كجزء مني ،لا يمكنني ان احبه ، ولن اغفر له وقاحته ، واتمنى لو بإمكاني استبداله ، واتمنى اكثر لو كنا بلا أنوف !
- شفتاي رقيقتان ، تشعرانني بالخجل ، لا توجد مغنية واحدة تمتلك شفتين مماثلتين ، بل على العكس من ذلك، كل الشفاه منتفخة ، وهي مثيرة ، انا خارج دائرة الجمال والاثارة لرفيقاتي الحق ان تعيرنني انني مبتلية بهكذا شفاه ! ولا اشك لحظة واحدة ، ان اول ما سيعترض عليه حبيبي المقبل، هو المبالغة في تقلص شفاهي،لا شك سيخجل بي امام رفاقه ولن الومه ....
- لست انيقة ، لانني لا املك المال الكافي لاتمتع بهذه الميزة، مع انني ابتاع اشياء جميلة وعصرية، لكن الغريب انني لا أرضى ابدا، ولا اقترب من الصورة الموجودة في ذهني ، كأن الموضة لا تليق بي ،او كأنها تسير مسرعة حتى لا اقدر على اللحاق بركبها ! ألم اقل انني لا انتمي الى جيل العصرنة ولا أشبهه؟
انا مجرد فتاة سمينة ، لا تحسن عمل شيء،ولا تفهم فن الحياة وليس لديها الرأسمال الاهم ، الذي يضمن لها سعادتها الدائمة، الا وهو الجمال والجاذبية !
وتتابع هذه الفتاة ، التامل في وجهها وندب حظها ، محاولة ايجاد حل لهذه الازمة، لانها كما يبدو تشعر بالاحباط والكآبة، وربما هي مستعدة لان تهجر الناس والعالم ،من اجل ان لا يرى احد قبحها المزعوم ، فهي تتهم نفسها بالبشاعة ، والبدانة ، وتخلص الى نتيجة مفادها: لا مكان لي هنا !!
وفجأة، تتوقف فتاتنا عن الكلام ، ويشع في عينيها نور وهاج وتقول بحماس:
هذه انا، وهذا هو شكلي ، لا استأهل هذا الظلم ولن اقبل بهذا الغبن الذي سببته الطبيعة لي ، وهذا القبح الذي ورثته عن أجدادي ..
هناك حل واحد ، علي ان اجري عددا وافرا من عمليات التجميل ، فهي خلاصي الوحيد ، كما هي خلاص كل فتاة تعيسة مثلي، انها ضمانة محبة الناس وتقبلهم لي ، وأيمانهم بجمالي ، وهي السبيل الوحيد للفت أنظار الشباب وإثارة اهتمامهم ،وبذلك استعيد ثقتي بنفسي واحصل على وجه جديد لا يشبه وجوه القرويات ، وجه تتجسد فيه ملامح الجميلتين هيفاء ونانسي ،هما ليستا افضل مني ، وانا قادرة ان اكون الاجمل ...
سأطل بعد شهور ، بنيولوك جديد ، وسوف لن ينافسني احد ، ساكون مخلوقة جديدة جميلة وأنيقة ، ولا يهم بعدها شيء ، ربما سأتمكن من العمل في الإعلام او الأزياء او الغناء، كم سيكون هذا ممتعاً ، وكم سيوفر علي عناء الجد والسهر على مقررات دراسية آكل الدهر عليها وشرب !!
حقيقة لا مجال للنقاش فيها، ويصعب تبديلها رغم مرارتها وقسوتها ، وقوفهن جميعا امام المرآة، وعدم رؤية إلا ملامحهن الخارجية ، وعزفهن عن التأمل بجمال الروح والنفس...
والمؤسف ، قدرتهن على خداع أنفسهن ، وتباهيهن بذلك ، وإيمانهن بان من سبقهن الى إجراء عمليات التجميل ، هن اجمل واكثر إثارة وأنوثة ...
كيف يمكن ان احسد فتاة على جمالها ،و أنسى ان أبارك طبيب التجميل الذي أتقن رسم وجهها ؟
كيف اثني على اناقة فتاة ما، التي اكتسبتها من قدرتها على شراء اغلى الماركات، واتجاهل انها اناقة مصطنعة ، وانها تعود الى ان الله وفقها بالمال الكافي ...
وكيف احسد فتاة على جمال وجهها وعلى لون شفاهها الأحمر ، وعلى خديها الموردين ، وانا أدرك تماما ان ذلك يعود الى مهارة خبير التجميل والماكياج وان فضلها الوحيد في ذلك هو في خروجها من بيتها ودفع أجرة المواصلات واجرة الطبيب ، ليس اكثر!
يبدو هذا الكلام مثالياً وغير واقعي ، كأن من تكتبه لا تعيش في هذا الزمن ، تحاول ان تعيد عبثاً ما سبق ، كأنها لا تدرك أن الأوان قد فات ، وكل طبيعي هو شواذ واستثناء ..
ولا استغرب ، لان الزمن اليوم اصبح يعتمد على القشور ، لن أقول اكثر من اللب ، لان اللب أصلا لم يعد موجودا ...
يسيطر على عقول الفتيات هاجس الجمال والأناقة المبالغ فيها ، فيلجان الى مخلصهن ، دكتور التجميل ، ويوفرن المال للإنفاق على مظهرهن ،وهن لا يعتبرن هذا الإنفاق في غير محله ، او مبالغ فيه ، بل هو أساسي وضروري لكي يحافظن على أنوثتهن ومكانتهن في المجتمع ، والاهم على ثقتهن بأنفسهن ، التي أصبحت رهناً للمسات يد المجمل والمزين والمصمم ...
تناسينا ، جمالنا الداخلي وسماتنا الجمالية التي لو التفتنا اليها أغنتنا عن آلاف العمليات والجلسات المتعبة ، التي لا تجر سوى الآلام والعذاب ، لتتحول بعدها الى اجزاء دخيلة ..
ما زلت اذكر ، جملة علقت في ذهني ، منذ طفولتي ، عندما كنت أتسمر امام جهاز التلفاز ، أتابع أفلاما أجنبية على قناة ديزني ، تلك الفتاة الوحيدة التي لا تثق بنفسها والتي تسخر منها صديقاتها ، تصر عليها أمها ألا تكف عن ترداد العبارة نفسها في ذاتها الاف المرات وهي :: انا اجمل فتاة في العالم....
العبارة التي نكررها اليوم،هي :لست جميلة ، ينقصني هذا وهذا .. وقليل من هذا والكثير من هذا ... ويا ليتنا نصل الى غاياتنا والى القناعة الكاملة ....
كم كان محقا بذلك الفيلسوف الألماني نيتشه عندما قال : لا يتنكر او يتجمل الا القبيح!!
اين هي الصراحة؟ واين هو الصدق ؟ واين اعتزازنا ومحبتنا لانفسنا ، واين قبولنا وترحيبنا بما وهبتنا اياه الطبيعة من خلق كامل وسليم ؟ اين هي تلك الفتاة التي لا تهتم الا بتطوير عقلها وثقافتها واكتشاف اسرار وجمال الحياة الصادق غير المزيف ؟
الجمال ليس جمال الشكل، متى نفهم هذا؟ ونكف عن فعل تلك الحماقات والتفاهات ..متى نحب انفسنا، متى نعشق أنوفنا الوقحة فقط باعتبارها جزءاً منا ،واحدى ملامحنا التي رافقتنا في كل مراحل حياتنا ، متى نعلق صور طفولتنا على جدران البيت ،ونفتخر بكل ما فينا ؟ بدل ان نحاول محو تلك الصور وإخفائها ،ونصر على انها لا تخصنا وان الفتاة التي بداخلها ليست موجودة؟
عندما نتعلم الصدق ونحب الحياة ، سنكتشف ان للبشاعة جمالاً ، وان في عكوف الانف وبروزه سحر خفي لا يشعر به الا نحن ! وان في لون العيون ونعومة الشفاه رسالة من الله يخبرنا فيها اننا مميزات ويطلعنا فيها على أسرار وجودنا ...
ستفتخر كل واحدة منا ، أنها الوحيدة في كل العالم التي تملك هذا الوجه ، وهذه الصفات ، وستتحدى أهم جراح ان يرسم مثله ...
كيف نقبل ان نزيل هذا التميز وان نحتقر هذا الاختلاف؟
من سيقف في وجهنا عندما نقول اننا جميلات اكثر من هيفاء واخواتها ، واذا ما سخروا منا نقول لهم، لمسات الخالق اجمل وابهى من لمسات اكبر واشهر الاطباء الجراحين !!
لنحب أنفسنا إذا، ولنتوقف عن فعل تلك الحماقات .....
هل رأى احدكم ، وردة تترك الحديقة لتقف امام عيادة جراح التجميل ؟ هل راى فراشة تقصد الكوافير او مصمم الازياء ؟
شكلنا كما منحه ايانا الله هويتنا ، فلماذا نلجا الى التزوير ؟






التوقيع

يا ليل انجلي ... عتمك مش الي ....

مجــرد أفــق
http://najeeah.jeeran.com/

 
رد مع اقتباس
قديم 17-11-2005, 02:46 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مردوك الشامي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مردوك الشامي
 

 

 
إحصائية العضو







مردوك الشامي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى مردوك الشامي

افتراضي

نجوى اسماعيل
تعالجين بعمق وفطنة ولغة بليغة مسألة هامة تصيب مجتمعاتنا العربية المعاصرة بالعمق .
وأنت لا تمرين بشكل عابر على هذه القضية التي تشغل الاناث والذكور على السواء , بل تحملين مبضعك اللاسع لتعرية هشاشة الفكر السطحي الذي يسيطر على شرائح لا تحصى .
لغتك جميلة , لماحة , وفتنتها في هذه السخرية الخجولة التي تجرح وتداوي في آن ,
امتعينا بالمزيد .
محبتي







التوقيع

أنا ألـــف مخلوق غريب في جسدْ.
أنا كل هذا الكون حينـــأ ..
ثم حينا ى أحــدْ.
شرفات مردوك الشامي
http://mardoukalshami.jeeran.com/index.html
أرصفة مردوك الشامي
www.mardoukalshami.com
 
رد مع اقتباس
قديم 17-11-2005, 03:13 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نجوى اسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







نجوى اسماعيل غير متصل


افتراضي

لك مني جزيل الشكر استاذ مردوك
شهادتك اعتز بها وانا بحاجة الى تشجعيك وتشجيع الجميع ، فكل كلمة تعني لي الكثير
شكرا لك







التوقيع

يا ليل انجلي ... عتمك مش الي ....

مجــرد أفــق
http://najeeah.jeeran.com/

 
رد مع اقتباس
قديم 17-11-2005, 07:28 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منى عرب
أقلامي
 
الصورة الرمزية منى عرب
 

 

 
إحصائية العضو







منى عرب غير متصل


افتراضي

الجمال جمال الروح
أعجبني كبف نهيتي الموضوع
نجوي

تحياتي







التوقيع

[أتنفس عمري في الكتب القديمة
وأطير عصفورا ،
حنينه
يداك في هذي المدينة...
أبحث عن قلم ،
أستعيد به كتابة الوجود .

[/grade]

 
رد مع اقتباس
قديم 21-11-2005, 12:55 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
أقلامي
 
الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
 

 

 
إحصائية العضو






زاهية بنت البحر غير متصل


افتراضي

استمتعت بقراءة هذا الموضوع الجميل
شعرت وأنا بين السطور بالحزن العميق من أجل كل من تفكر يالجمال انطلاقاً من الشكل الخارجي فقط
متناسية الجمال الروحي الذي يدخل الكثيرين قلوبنا بيسر فيتربعون على عروشها ملوك جمال لاينازعهم عليها ملوكٌ للجمال الخارجي لايمتازون إلا بالقشور بينما هم محرومون من جمال الروح وصفاء الفكر والعقل الرشيد0
فعلاً لقد أصبحت هذه المشكلة مهمة للكثيرات أكثر من التفكير بما يتعرض له أهلنا في العراق وفلسطين وكل بقاع الأرض وتكاد المشاكل الملحة تهمش عندما تستيقظ إحداهن وترى وجهها والعياذ بالله من خلال مرآة نفسٍ جاحدة فضل الخالق الذي مامنع إلا ليعطي فليس هناك منعٌ كامل بل منع يظهر قيمة المُعطى ولكن غشاوة الجهل غطت الحقيقة وطمست معالم الجمال التي نحن بحاجة لها ولقيمها التي تسعدنا في حياة مادامت على حال واحدة وكما هو معروف فجمال الجسد إلى غياب بالذبول وأما جمال النفس والروح فإلى ازياد ورقي
ربما لم يخطر ببال من يغير ملامحه بعمليات التجميل أن هذا التغيير لن يورث للأولاد بل سيأتون كما خلق آباؤهم وأمهاتهم قبل التجميل وقد يسببون لهم مشاكل مستقبلية قد تكون قاتلة خاصة إن لم يملكوا المال الذي يحتاجونه لنفاق التجميل 0
كتبت ذات يوم قصة في حلقات تحكي عن هذا الموضوع وما يتركه فينا من آثار جانبية غير محمودة النتائج
شكراً لك أختي الكريمة عائدة على طرح هذا الموضوع بوعي أثمِّنه لك
أختك
بنت البحر






التوقيع

شكرًا للأخ الكريم عصام مشعل على التوقيع
 
رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 07:09 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نجوى اسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







نجوى اسماعيل غير متصل


افتراضي

اختي زاهية
اشكرك كثيرا على مرورك الذي اسعدني وخاصة انك زدت على الموضوع من معرفتك الخاصة
المشكلة هي ، ان البعض يعتقدون اننا نعظم الامور ونبالغ عندما نتحدث عن مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة تنتج عند القيام بمثل هذه العمليات ، وهم يرون انها عبارة عن تغيير بسيط يحصل في الوجه ، بينما برايي والذي انا متاكدة انك توافقين عليه ، هو ان لهذا التغيير البسيط ابعاد كثيرة ، تحتاج الى دراسات مفصلة في علم النفس والشخصية وغيرها ، ذلك لان الله لم يخلق شيئا عبثا ، من هنا ، فاننا نرى حجم المشكلة ، خطورة عدم قبول الانسان بشكله ، والذي للاسف اصبح من سمة كل فتاة تقف امام مرآتها لتقارن نفسها بفتيات الاعلانات وغيرهن..
كم جميل لو نقتنع بانفسنا ونحب مظهرنا بحسناته وسيئاته ، قليل من حب الذات هنا ينفع ، بحدود معينة ، اليس افضل من رفضها ؟
سعدت بردك ...
بالتوفيق
مع ودي
ملاحظة : أعدت تصحيح النص للضرورة , مع الاعتذار عن الالتباس , أحيانا انا وصديقتي نستخدم الكمبيوتر ذاته , وحدث ماحدث .







التوقيع

يا ليل انجلي ... عتمك مش الي ....

مجــرد أفــق
http://najeeah.jeeran.com/

 
رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 07:15 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
أقلامي
 
الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
 

 

 
إحصائية العضو






زاهية بنت البحر غير متصل


افتراضي

صديقتي نجوى أسعدني الحوار معك ويأقدم لك الآن النافذة الخامسة من المساسة وسوف تجدين فيها رأياً آخر

النافذة الأولى5


للحظات ساد الصَّمت أرجاء الغرفة وبهدوء تام سمعت صوتاً أنثوياً واثق النبرات يقول: إنكم تـُحـُِّملون الأمر فوق طاقته(نظرت إلى حيث مصدر الصوت ,كانت المتكلمة فتاة تقاربني سناً ترتدي معطفاً كحليَ اللون, وحجاباً بزرقة السَّماء ,لاأدري لماذا أحسستُ بالارتياح لحديثها وهي تتابع مابدأته قائلة فنحن للأسف لانعرف كيف نتعامل مع كلِّ جديد بل نلهث وراءه فيتعبنا وتكون النتائج في أغلب الأحيان عكسية0
فسألتها إحداهن: أهذه فلفسة جديدة؟
نظرتُ إلى المتكلمة وعجبتُ منها كيف توجِّه مثل هذا لسؤال للفتاة فتحرجها أمام الجميع وازددت منهاقهراً بطريقة نطقها لكلمة فلسفة بشكل خاطىء
فقلت لها : بل تقصدين فلسفة0
فقالت :ليس مهماً كيف أنطقها , مادامت قد وصلت إليك وفهمت ما أقصده منها,أرجو ألا تتدَّخلي بما لايعنيك فتسمعين كلاماً لايرضيك0
فقالت لها أمي : رويدك ياأخية لم تقل الفتاة مايزعجك0
فردَّت عليها بغلظة: وهل أنتظرها حتَّى تؤنِّبني أو تضربني؟
قطعت الفتاة الحوارقائلة: أرجوكم الهدوء إنَّ أمرنا لعجيب حقاً, فنحن دائماً متسرِعون وهذا الأمرمن أسباب تخلفنا0
فقلت : أوافقك الرأي ,(ونظرت إلى المرأة التي تجهَّمَ وجهها بالغضب وأنا أقول )العجلة من الشَّيطان0
فقالت الفتاة: نعم بكلِّ تأكيد (فابتسمت لها وهي تتابع حديثها قائلة)أحب أن أعود إلى موضوع عمليات التجميل وأتكلَّم فيه بعد أن سمعت من بعض الموجودين ماأحزنني0
وقبل أن تكمل حديثها نادت الممرضة السَّيد الذي كان يشكو من البشاعة وصار جميلاً فغادر مقعده ودخل إلى الطَّبيب بينما علت بعض أصوات المنتظرين يستعجلون الممرضة بمقابلته0
قالت الفتاة بحزن: أريد أن أخبركم بشأن زيارتي هذه للدُّكتور عبد الباري فهل تنصتون لي بعض الوقت؟
لم تتلقَ جواباً
فسألتها أمي : كما يبدولمن يراك فإنَّك بغنى عن براعة أنامله تجميلياً0
أجابت الفتاة :صدقت ياخالة, وإنَّما أنا هنا لأخذ المال منه0
فسألتها أمي بفضول:هل تعملين في جباية الضَّرائب؟
تنهدَّت الفتاة بحرقة وهي تقول: لا فأنا مازلت طالبة في السنة الثانية في الجامعة0
سألتـُها: أتدرسين الطُّب ؟
فابتسمت وهي تقول: بل طالبة في كلية الصيدلة, جئت إلى هنا لقبض التعويض المادي من الدكتور عبد الباري الذي أخطأ أثنا إجراء عملية شفط الدهون لوالدي فلم يصحُ من البنج , فلقي حتفه0
فقالت أمي :أ لطف بنا يالطيف ,ولكن هل شفط الدهون يشكل خطراً على المشفوط منه؟
أجابت الفتاة :هذا السؤال يحتاج للإجابة عليه إلى طبيب مختص,ولكنَّ والدي مات بسبب البنج ,رحمه الله كان يخاف كثيراً من العمليات الجراحية حتَّى أنَّ أمي لم تسلَمْ من لومهِ لها عندما أُسْعِفتْ بأعجوبة واستؤصلت الزائدة الدودية من بطنها, فقال لها متهكِّماً: كيف تسلِّمين نفسك لمشرط الجراح ألاتخافين الموت؟
ولكنَّه للأسف لم يخف عندما سلَّم نفسه للدكتور عبد الباري وهو بحالة صحية جيدة,فقط من أجل شفط بعض الدهون فنام ولم يفق,والدكتور عبد الباري يتهم المخدر, والمخدِّر يتهم الدكتور لأنه كان من الواجب عليه إجراء اختبار للخمائر عند أبي قبل التخدير,ومات أبي ومازلنا نطالب بحقه,فقد قضىفي غرفة الانعاش,على كلِّ ليس هذا ماأود أن أقوله لكم, بل أريد أن أخبركم بأنَّه هناك نقطة مهمة بالنسبة لعمليات التجميل, فقد يصبح الوجه جميلا والجسم كذلك ولكن من أين لنا أن نأتي بعمر جديد لمن تخطى مرحلة الشباب, فيغضب الله, وربما يموت قبل أن يتوب, ويستغفرَه, أو كما حدث مع والدي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة ,وهو في غيبوبة البنج؟
أنا لاأنكر أ ن للأجل الدور الأول في هذا الأمر,ولكن على الإنسان أن يظل بجانب الخير, فوالدي رحمه الله لم يكن ذا كرشٍ كبير,يخجل به أمام الناس, وكان بإمكانه لو اتبع حمية خاصة أن يفقد بعضاً من وزنه دون اللجوء لشفط الدهون ,ربما كنت قد خرجت بكم عن الموضوع , ولكن كلُّ ماحدث يندرج تحت عنوان عمليات التجميل, ولولم يفكر أبي بذلك من يدري فلربما لم يكن ليمت تحت تأثير البنج بهذه السرعة المفاجئة, فهو لم يعقل قبل أن يتوكل 0
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه, أعود وأقوا إن الأعمار بيد الله ,انظروا كيف يقع الواحد منا بالذنب دون قصدٍ منه لذلك علينا أن ننتبه جيدا لكلامنا وأفعالنا فإننا مهما بلغنا من القوة نبقى ضعفاء0

وماأن غاب صوت الفتاة حتَّى سمعت أحد الشبان يقول:

يتبع

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن






التوقيع

شكرًا للأخ الكريم عصام مشعل على التوقيع
 
رد مع اقتباس
قديم 23-11-2005, 05:08 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نجوى اسماعيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







نجوى اسماعيل غير متصل


افتراضي

شكرا لك أخت زاهية
ونحن بانتظار المزيد
مع ودي







التوقيع

يا ليل انجلي ... عتمك مش الي ....

مجــرد أفــق
http://najeeah.jeeran.com/

 
رد مع اقتباس
قديم 01-12-2005, 08:10 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
رؤى إبراهيم
أقلامي
 
إحصائية العضو






رؤى إبراهيم غير متصل


افتراضي

موضوع جميل .. ومن الواقع ..
والسبب في هذا التوجه ... هو التلفاز وما يعرض به .. فأصبح ما يعرض به قدوة للبشر كبير وصغير.. عمليات التجميل .. الممثلات و الممثلين والمطربات والمطربين... وعارضات الأزياء ... الخ . وغياب الحوار والمناقشة بين أفراد الأسرة الواحدة لانشغال كل منهم بعمله وحياته ..
شكراً لكل من شارك في هذا الموضوع .
رؤى







 
رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 06:24 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
أقلامي
 
الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
 

 

 
إحصائية العضو






زاهية بنت البحر غير متصل


افتراضي

صديقتي فاطمة محمد
أشكرك جداً على كل ماتفضلت به
أستميحك عذراً إن أنا أقحمت هاتين الحلقتين من مسلسلتي في عيادة التجميل وسوف أحذفها بعد قراءتك لها لأن فيها شاهد على موضوعك وما قلته 0

النافذة الأولى2

لم تلاحظ أمي ماأصابني بل راحت تنصت باهتمام إلى الحديث الذي كان يدور بين بعض المراجعين من الموجودين في غرفة الانتظار0
اتساع المكان أضفىعلى العيادة جمالاً ملفتاً ,إضافةإلى كونها استراتيجية الموقع (في وسط العاصمة) حديثة البناء , رائعة الد يكور فخمةالمفروشات , غنية الزبائن,قد تكون أُنموذجاً مثالياً للعيادة التي يحلم بها الأطباء عندما ينهون دراستهم وتخصَّصهم العلمي0
تفحَّصت ُ الحاضرين نساءً ورجالا وكاد زمام نفسي يفلت مني فأضحك من بعضهم لا استهزاء بخلق الله والعياذ به, وإنَّما من تدافعهم من أجل الدور ومن سيسبق منهم بالدخول إلى الطبيب الذي تأخر بالوصول بحجة انشغاله بإحدى العمليات في المستشفى ,وعندما وصل أسرعتْ الممرضة إليه بأسماء المراجعين, وراحوا يدخلون غرفة المعاينة تباعاً,شيءٌ ما لفت انتباهي في أنف الممرضة إنَّه ليس فرنسياً كما تحب أمي وأراهن بأنَّ أنفي أجمل من أنفها , ومع ذلك فهي لم تجري له عملية تجميل, ولو أنَّها فعلت ذلك فلربما زاد عدد المراجعين عندما يعلمون أن الطبيب هذا قد جعلها أجمل من سابق عهدها بالمقارنة مع صورةٍ لما كان عليه من قبل وما هو فيه بعد الجراحة ,ولكن على مايبدو هناك حكاية منعتها من تغيير شكلها , فابتهلتُ إلى الله أن يكشفها لي فأُعْلِمُ أمي بها عسى أن تمتنع عن قص أنفي تجميلياً0
مازالت أمي تنصت باهتمام كبير إلى المتحاورين وكان المتحدث رجلاً ربَّما تجاوز الأربعين من العمر,أحسست بالنفور من النَّظر إلى وجهه فقد ذكَّرني بذاك المجرم الذي كانت أمي تروي لنا بعضاً من جرائمه وكيف كان يقتل الأطفال ويمتصُّ دماءهم , وجه الرجل ليس قبيحاً ولكنَّه غير مريح فأطرقت وأنا أستمع( مرغمة )مع الحاضرين لما يقول :
كما ترون أيُّها السادة لقد تبدَّل وجهي بآخر أكثر جمالاً مما كان عليه,انظروا إلى صورتي أتصدقون بأن من فيها هو أنا؟ 0
شهقت إحدى السَّيِّدات وقالت:طبعاً لا أصدق شتَّان ماهذا وأنت0
أصيب الرجل برجفة بينما راح الجميع يلومون السيدة بنظرات الاستنكار فلاذت بالصمت بينما تابع الرجل قائلاً:
أيها السادة لقدولدت كما يولد الأطفال, ولكنَّني لم أكن جميلاً مثلهم ,عشت بذلك الوجه أربعين سنة ملؤها العذاب والعقد ,عندما كنت أسير في الشارع كنت أضع يدي فوق أنفي وفمي خشية أن ألقي الرعب في قلوب المارة إذا ظهرتُ لهم فجأة في الطريق,فقد بلغ أنفي حدَّاً من البشاعة أورثتني الوحدة ,وفمي بشفتيه الضخمتين جعلني أعيش سجين الصمت عدة عقود كنت فيها محط سخرية الكثيرين من رفاقي في المدرسة والحارة وحتى من بعض الأهل والأقارب الذين كانوا يؤلِّفون النكات عن أنفي وشفتيَّ ,هل تصدقون أن أحد المستهزئين بي قال لي ذات يوم :أبعد أنفك عن طريقي أريدُ أنْ أمرَّ0 ,فوضعت سبابتي على أنفي أدفعه إلى الجهة اليسرى قائلاً للسَّائل:تفضل فالطريق سالك من الجهة اليمنى0
عشت خجولاً ومعقداً ولمَّا أصبحت في سن الزواج لم تقبل بي فتاة ولاامرأة تمتلك أيَّ جزء من الجمال ولو كان بسيطاً ,وحتى العوانس منهن والمطلقات والأرامل رفضن بشدة أن أكون زوجاً لإحداهنَّ,فوقعت فريسة بقبضة العنوسة وأصبت بمرض نفسي كاد يودي بي إلى مصحٍ للأمراض العقلية لولا أن جاء من ينصحني بإجراء عملية تجميل لوجهي وأنا في سنِّ متقدمة0
بداية ترددت في اتخاذ قرارٍ حاسمٍ في هذاالأمروالإقدام على تجربة خطيرة قد تنجح أو تفشل, ولكن الدكتور عبد الباري بينَّ لي بوضوح كل مايمكن أن ينجم من إيجابيات وسلبيات من جرَّاءهذه العملية ,وما سمعت من إيجابيات أعمى قلبي عن السلبيات ودخلت غرفة الجراحة قبيح الوجه وخرجت منها كما ترون باستطاعتكم النظر إلى وجهي دون أن تصابوا بأزمة ما,وعندما عدت إلى الحياة الإجتماعية بدأت أحس بأنَّني قد ولدت وأنا في الأربعين من العمر وأن( أنا)السابق بسنيه كلها قد مات واندثر ولم يعد أحد يعرفه بي, فذقت من الحيرة والعذاب أكثر مما تجرَّعته بوجهي الماضي ولم أستطع حتَّى الساعة التأقلم معي وانا بوجه جديد فقد تربيت وعشت وتعستُ مع وجهي الآخر الذي خلقني الله به,لقد حرمت السعادة رغم أنَّني قد تزوجت وامرأتي حامل , ولكنَّها هي الأخرى عندما علمت بحكايتي طار صوابها وطلبت مني الطلاق وتريد أن تجهض الجنين خشية أن يكون قد حمل مورثات مني وخاصة بشكل أنفي وفمي الذين شاهدتهما صدفة في إحدى صوري التي نسيت أن أحرقها 0
وقعت بمحض إرادتي في شرك الجمال المصطنع ونسيت أن المورِّثات باقية ,وأن النفس عالقة بالماضي وإن تخفـَّتْ بوجه جديد0
قد ترتكب زوجتي جريمة بقتل الجنين فهل سأسامح نفسي إذا فعلت ذلك ؟لاأظن,لقد جئت اليوم إلى الطبيب كي أستعيد وجهي الحقيقي الذي خلقت به , كرهت الحاضر لأنَّه سلب مني الماضي وإن كان أليما ربما كان آخرون غيري ممن أجريت لهم عمليات تجميلية هم الآن يعيشون بسعادة ولكنني لم أذق لها طعماً حتَّى اليوم إنَّه قدري ولكم أود أن أقابل ربي بالوجه الذي صوَّرني به ,ولكن هل يستطيع الدكتور عبد الباري إعادتي كما خـُلقت؟ سأتوسل إليه وليأخذ مايشاء من النقود ,إنَّني أخشى أن يعجزه الأمر ولا أدري حينئذ ماذا سأفعل,قد أرتكب جريمة إذا قتلتْ زوجتي طفلي القادم وإن كان شبيها بسابق وجهي وقد أسبب ضرراً للطَّبيب ,فأنتقم منه بقسوة0

يتبع





النَّافذة الأولى3

ظلَّتْ أمي تصغي باهتمام شديدٍ لكلِّ كلمة تفوَّه بها هذا الرجل المكلوم بقطع أنفه ,ومسخ شفتيه,بينما راح والدي يرشقها بنظرات الغيرة المتتالية دون أن يحظى منها بفأل خير,جلس المتألم صامتا متعباً وكأنه قد وصل تواً من ساحة معركة وجميع الحاضرين يرثون لحاله غيرأنَّني جعلته الملومَ في كلِّ ماتعرَّض له من عذاب لانصياعه لنصيحة أصدقائه الذين ربَّما أرادو له الخير فوقع فريسة للألم,ولأنه لم يعرف كيف يجعل من البشاعة جمالاً ,ومن يدري فقد يصبح مجرماً إذاما تفاقمت أزمته مع زوجته الحامل0
قطع حبل تفكيري صوتُ امرأة فنظرتُ إلى المتكلمة التي كانت تجلس بالقرب من فتاة شابة مقابل أمي وهي تقول :على كلٍّ هذه مشكلتك الخاصة ويعود ذلك لسوء حظك في الحياة وحالتك هذه ربَّما كانت فريدة من نوعها ولايؤخذ بها مقياساً لكلِّ مايُجرى من عمليات تجميلية نال معظمها نجاحاً كبيراً في بلادنا وهناك حيث الأجانب يتهافتون على العيادات التجميلية لكسب الجمال والرشاقة التي تعطي للواحد منَّا مساحة أرحب للعيش براحة وهناء ,وإليكم مثالاً يؤيّد ما أقول ويثبت عكس ما قاله الأخ الفاضل الذي لم يعرف كيف يتعايش مع الوضع الجديد الذي آل إليه بعد إجراء الجراحة التجميلية0
انظروا إلى وجهي دقِّقوا فيه جيداً (لاأدري لماذا شعرت بالتَّقزز من تلك المرأة التي تطلب من الجميع رجالاً ونساء النظر في وجهها دون حياء وهذا الطلب منها يكفي لزيادة كرهي لما أحضرتني والدتي من أجله إن كان الجمال سيفقدني الخَفر) أتحدى من يستطيعمنكم أن يكتشف ما أدخله الدكتور عبد الباري من تعديلات على معالم وجهي وأخرجني بهذا المظهر اللائق بي كزوجة لأحد الرجال البارزين في البلد( نعم لتظهر به في المناسبات فتلفت الانتباه إليها بأنف مصطنع وجسد سُلبت منه الدهون ) في الحقيقة لم أكن بشعة الوجه ولكنني أحببت أن أساير الموضة كما تفعل صديقاتي فأحضرتُ للدُّكتور عبد صورة لوجه عارضة أزياء إيطالية شهيرة وبعون الله تمَّ كلُّ شيء على خير مايرام(تقول بعون الله !!وهل يعين الله أحداً بمعصيه؟!! إنها تتجرَّأ على الله ) وأنا أعيش سعيدة بوجهي هذا منذ أكثر من ثلاث سنوات وهذه ابنتي سوسو وهي مغرمة بوجه نانسي وتريد أن تجري عملية تجميلية تكسبها وجه ننوسة فهل في ذلك مايمنع؟
لم أستطع السكوت فقلت لها بصوت عالٍ : إنك تغيرين ماخلقك الله عليه ,وهذا أكبر مانع ياسيِّدتي فبه ترتكبين إثماً0
نظرت إلي بغضب وقالت: الكل يرتكب الإثم والكل يعرف ويحرف وهذا الأمر يظلُّ أهون من غيره بكثير أمام الكم الهائل من الآثام التي نتخبَّط بها شئنا هذا أم أبينا0
فقلت لها:المؤمن الحق يجاهد بعزم كي يبتعد عمَّا يغضب ربَّه ولايحوم حول النار خشية الوقوع بها0
قالت لي :وهل أنت هنا لتقدمي لنا الدروس يافتاة ؟اهتمي بنفسك ودعي الناس وشأنهم0
فقلت :بل سأعمل بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من رأى منكم منكراً فليغيره) فقاطعتي بحدة: وهل رأيتني أفعل منكراً ؟ هذا كثير والله ولا يمكن السكوت عليه 0
فقلت لها: كل من يجري عملياتٍ تجميلية دوم عذرٍ شرعي يقترف إثماً
فقالت: لقد أجرى أحد المتدينين جراحة تجميلية لجفونه بعد أن هدَّلها الزمن
وهو في الطريق لشفطِ شحوم كرشه فهل في ذلك حرمة؟
فقلت لها : الحرام بيِّن وهو كل ماخالف أوامر الله ولو كان من ذكرته متديِّناً حقاً ماكان ليفعل ما نهى عنه الله دون ضرورة 0
فقالت :إنك تحاربين الجمال وهو مطلب من أحب المطالب للنَّفس 0
فقلت لها:ولكنَّ الجمال الروحي أهم من الجمال الجسدي وأعظم إن نحن عرفنا قيمته وبحثنا عنه 0
فقالت بغيظ: من الأفضل أن تلتزمي الصَّمت وأنت هنا فقد تجعلين الزبائن يهربون من العيادة فتقطعين رزق الدكتور 0
فقلت لها وأمي وأبي منصتان بدهشة لما أقول: إن كان ذلك يرضي الله فليكن0
فقامت إحدى السيدات وسألت محدِّثتي :كم تقدرين عمري ؟ فقالت بغضب : وما أدراني بعمرك أنت الأخرى !َ!
فقالت موجهة الخطاب لوالدتي :كم تقدرين عمري ياسيدتي ؟
فسألتها أمي : اتسألينني أنا؟!
أجابتها المرأة: نعم أنت0
يتبع

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن






التوقيع

شكرًا للأخ الكريم عصام مشعل على التوقيع
 
رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 07:01 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
أقلامي
 
الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
 

 

 
إحصائية العضو






زاهية بنت البحر غير متصل


افتراضي

أهلاً بك أختي الفاضلة نجوى
سأتابع معك هذه الحلقة من قصتي أيضاً وعسى أن أجد
شيئاً من أقوال اطب النفسي بهذا الشأن



النافذة الأولى4
أربكها السؤال فالتفتت إلى والدي الذي كان يفور غيظاً مما يجري حوله ثم ردَّت قائلة وهي تهرب من نظراته: أظنك في الثلاثين 0
ضحكت المرأة وقالت :بل فوق الأربعين بأعوامٍ كثيرة 0
فقالت والدتي بعجب: ولكنَّ وجهك لايوحي لمن يراك بما تقولين0
فعلى صوت المرأة بحدة وهي تقول :وهنا تكمن المشكلة 0
سألتها والدتي: أية مشكلة ؟
أجابت : تلك التي أعيش فيها منذ أن أجريت عملية التجميل بشدَّ وجهي وشفط الدهون من بطني و
فقاطعتها والدتي وسألتها بفضول متجاهلة غضب أبي :وماذا يضايقك مادمتِ بهذا الجمال؟
أجابت:هو الذي يضايقني وينغِّصُ عيشي0
سألتها والدتي : من هو؟
أجابت بغضب: الجمال الذي استجديته من عيادة الدكتور عبد الباري0
ضحكت أمي بصوت عال جعل أبي يشدها إليه ويهمس في إذنها كلاماً أحرجني قبل أن تعي أمي مازاد من ثورة أبي0
التزَمَتْ الصمت بينما راحت المرأة تكمل حديثها قائلة:ليس بيننا غريب الشباب منكم بمنزلة إخوتي وأخواتي والكبار في مقام والدي ووالدتي سأقص عليكم حكايتي عسى أن أجدبينكم من يخفف عني من ثقل المصيبة0
عشت حياة هادئة مع زوجي المرحوم محسن ,ظلَّت السعادة ترافقتنا ثلاثين عاماً أزعجت الأعداء وأسعدت المحبين ,وفجأة ودون سابق إنذار اختطف الموت محسن وغيَّبه عني فأحسست بالحرمان لفراقه ولكنني قمت بواجبي في تربية ابنتنا حنان خير تربية فقد أنجبتها بعد أن تجاوزت الخامسة والعشرين من العمر وعندما أنهت دراستها الجامعية تزوجها ابن عمها صادق وسافر بها إلى إحدى دول الخليج 0
وبعد مدة وجدت نفسي وحيدة بين أربعة جدران واستطاعت العزلة أن تنسج في خباياهذه النفس المتعبة هواجس الخوف من المستقبل خاصة عندما كنت أنظر في المرآة فأرى خطوط وتجاعيد الشيخوخة قد بدأت تأخذ لها متَّكأ واسعاً فوق وجهي0
كنت أسمع كثيراً عن المطربة فلانة والممثلة علاّنة وتلك الراقصة كيف استطعن إعادة الشباب إلى وجوههنَّ بعد أن فتكت بها الشيخوخة ,فزرت عيادة الدكتور عبد الباري بعد أن قرأتُ إعلاناً له في إحدى الجرائد وأثنت عليه درَّة طليقة السياسي البارز يوسف المندي0
دفعتُ مالاً كثيراً واشتريت به شبابَ وجهٍ ونضارةَ بشرة ,في بداية الأمر أحسست بالسعادة وعدت بثقة أكبر إلى لقاء صديقاتي اللواتي مالبثن أن رحن يبتعدن عني بأعذار مختلقة,وكلما كنت ألتقى بإحداهن وأسألها عن سلمى أو رحاب أو أو كانت ترتبك في رد الجواب ثم ماتلبث أن تخبرني بأنَّهن بدأن يخشين على أزواجهنَّ مني وكأنَّه لم يعد هناك امرأة في هذه الأرض الواسعة غيري 0
شعرت بالغرور يغزوني ويدعوني للشموخ برأسي فأنا مازلت شابة بينما أدركت الشيخوخة صديقاتي فبدأت نفسي تتمرد وتطلب مني رفيقاً لها في الحياة لتأخذ حظها من سعادة أوفر كما لوأنني مازلت فتاة في ريعان الصِّبا 0
تقدم لخطبتي أكثر من أرمل متقدِّم في السن وله من الأولاد مالوأنني قبلت به زوجاً لأوصلوني إلى المقبرة ,وبراعمُ أنوثتي في مجد تفتُّحها, ولكنني رفضت بشدة فأنا أريد زوجاً شاباً في الثلاثين يعرف قيمة الجمال ويقدره ويسهر على رعايته لاعجوزاً على حافة قبره هو بحاجة لممرضة لا لزوجة مثلي تطلب الحياة 0
وحدث ذات يوم أن جاءت لزيارتي بشيرة المختار زوجة عم صهري حسين الراعي,وحدثتني بشأن ابن عمها أحمد فهو شاب في الخامسة والثلاثين من العمر ويطلب الزواج مني وأمطرتني بالثناء عليه, أخلاقٌ
عالية, وتدينٌ رفيع المستوى, ولا يشكو إلا من ضيق ذات اليد,وهذا الأمر رأيته تافها أمام ماذكرت من شباب, وجمال, وكمال, وعضلاتٍ مفتولة ,وفعلاً تم زواجي منه خلال شهر ,ومنذ الليلة الأولى لزواجنا أفرغتُ في أذنيه أسرارَ حياتي كلها, وبعد يومين من الدُّ خلة بدأ عريسي المصون يرفع الستار عن مكنونات نفسه, فراح يلمِّح بفارق السن بيننا, وينتقد ملابسي وألوانها وموضتها ,ورغم أنني كنتُ أراها تناسب جمال وجهي, وتناسق جسدي إلا أنه ظلَّ يضايقني باتهامي بالتصابي, وتقليد الصغيرات, ويوماً بعد آخر بدأ يساومني مادياً, ويطلب راتباً شهرياً مقابل بقائه زوجاً لي, وقد تعرضتُ للضرب ذات يوم عندما رفضت إعطائه مبلغاً كبيراً من المال ,وهدَّدني بالطلاق, فأعطيته المبلغ خشية الفضيحة, وكلام الناس الذين لم أحسب لهم في البداية أدنى حساب0
وعلمت بعد ذلك بخطوبته من فتاة في السابعة والعشرين من العمر, وعندما واجهته بالأمر لم ينكرالخبر بل صارحني بوقاحتة المعهودة معي بأنَّه ماتزوجني إلا لأجل المال, وبأنه لايراني إلا عجوزاً متصابية, ويجب عليَّ أن أفهم ذلك جيداً, وألَّا أظنَّ بأنه سيدفن شبابه برفقتي ,فأخبرتُ ابنتي بما وصلتْ إليه حياتي مع هذا الرجل الأناني الأجوف, فحاولت لمَّ شتات نفسي المعذبة, ودعتني للسَّفر إليها, ومنذ ذلك اليوم وأنا أكرهُ وجهي المزيَّف, ولم أعد قادرة على البقاء أسيرة لشباب كاذب وهبتني إياه أنامل الدكتور عبد الباري, آه لن أدعو عليها بالكسر, فقد جئت إليه بمحض إرادتي0
فقالت لها أمي في محاولة لامتصاص غضبها:ولكنك جميلة ياسيدتي فتقبَّلي الواقع الذي أنت فيه اليوم ولو طُلِّقتِ من زوجك 0
فنهضت المرأة واقفة ويداها ترتجفان فخفت منها على أمي بينما تهيَّأ أبي للدِّفاع عنها إن أطبقت كفا المرأة الثَّائرة برقبتها, ولكنها مالبثت أنْ صرخت بصوت غاضب: لقد طلقته ,ولاأريد هذا الجمال, إنه سببُ ما أعانيه من آلام, لم يعد باستطاعتي التأقلم نفسياً مع جسدي ,كلما نظرت في المرأة رأيت امرأة شابة تخالفني فكراً وعاطفة , هي تطلب مالا يرضيني, صرتُ أخافها , لقد حطَّمتُ المرآة يوم أمس, وبتُّ أخشى الجنونَ ,صدِّقيني أنا لستُ أنا, فهذه المرأة التي هي أمامك بحاجة لنفس شابة,وقوة جسد,وأحلامٍ فتية, وقد تخطَِّيتُ مرحلة الشباب منذ زمنٍ طويل, أمَّا أنافإنّني في الحقيقية بحاجة للوقار, والهدوء ,والعودة إلى الله بقلب سليم ,إنها غلطتي يوم أن سايرت ضعفي واستسلمت لأوهام الشَّيطان فلعب بي وجعلني مهزلة أمام نفسي ومن حولي0


بقلم
بنت البحر






التوقيع

شكرًا للأخ الكريم عصام مشعل على التوقيع
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط