|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
16-11-2005, 07:00 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
"سليم " جبران و " قبيح نيتشه"
في كتابه " العواصف: يتحدث جبران خليل جبران ، عن سليم افندي " ذلك الرجل الذي قرر ذات يوم ان يطبق على نفسه فلسفة معرفة الذات التي علمها سقراط لتلميذه افلاطون.. فما كان منه الا ان دخل غرفته وانتصب كالتمثال امام مراة كبيرة ،محدقا الى وجهه متاملا لساعات وساعات ، الى ان فتح شفتيه والنور مشع في عينيه قائلا: انا قصير القامة وهكذا كان نابليون وفكتور هوغو!... انا ضيق الجبهة وهكذا كان سقراط وسبينوزا!. انا اصلع وهكذا كان شكسبير! .. انفي كبير ومنحن وهكذا كان سفنرولا وفولتير! فمي غليظ وشفتي السفلى ناتئة وهكذا كان شيشرون ولويس الرابع عشر . جسدي نحيل وهذا شأن اكثر المفكرين الذين تتعب اجسادهم في مرامي النفوس... ويتابع سليم ذكر الكثير من الصفات المعنوية والجسدية على هذا الشكل الى ان يتوقف و يلمس جبهته ويقول : هذا انا ،هذه هي حقيقتي ! انا مجموع صفات كان حائزا عليها اعاظم الرجال من بدء التاريخ الى يومنا هذا ،وفتى جامع لهذه المزايا لا بد ان يفعل شيئا عظيما في العالم ...انا لا ادري ما هو العمل العظيم الذي ساقوم به ولكن رجلا جمع في شخصه الهيولي وذاته المعنية ما انا جامع لهو من معجزات الايام ومبتكرات الليالي .. لقد عرفت نفسي ، فلتحيى نفسي ولتعش ذاتي .... لندخل الى تلك الغرفة ذاتها، لكن بعد مرور عقود طويلة وبعد تغير بطل الرواية ، ليتحول من سليم افندي ، الى فتاة تختزل بنات جنسها ،تحاول بدورها ان تعرف ذاتها من خلال فلسفة المنطق ... تتامل وجهها في مرآتها قائلة : انا قصيرة القامة ، أميل الى السمنة ، يجب أن اعترف بهذه العيوب التي تجعلني مختلفة وغير مرحب بي بين بنات جيلي، كأنني مخلوقة لزمن غير هذا الزمن .. انا لا أشبه ولا واحدة من الفنانات اللاتي اعشق... ورفيقاتي يعيرنني دائما أنني سمينة ، مع ان وزني لا يتعدى الخمسين كيلو ،ربما هن محقات فانا لا يصح ان اكون فتاة اعلانات او عارضة ازياء او مغنية .... - انفي معقوف الى اسفل ،وهو متعرج بعض الشيء ، ربما هو قصاص من الخالق ، لانه لا يليق بوجهي بل يفسده ، ويواجهني بكل وقاحة عندما أحدق في مرآتي، لم اقدر حتى اليوم ان أتقبله، وان أتأقلم معه كجزء مني ،لا يمكنني ان احبه ، ولن اغفر له وقاحته ، واتمنى لو بإمكاني استبداله ، واتمنى اكثر لو كنا بلا أنوف ! - شفتاي رقيقتان ، تشعرانني بالخجل ، لا توجد مغنية واحدة تمتلك شفتين مماثلتين ، بل على العكس من ذلك، كل الشفاه منتفخة ، وهي مثيرة ، انا خارج دائرة الجمال والاثارة لرفيقاتي الحق ان تعيرنني انني مبتلية بهكذا شفاه ! ولا اشك لحظة واحدة ، ان اول ما سيعترض عليه حبيبي المقبل، هو المبالغة في تقلص شفاهي،لا شك سيخجل بي امام رفاقه ولن الومه .... - لست انيقة ، لانني لا املك المال الكافي لاتمتع بهذه الميزة، مع انني ابتاع اشياء جميلة وعصرية، لكن الغريب انني لا أرضى ابدا، ولا اقترب من الصورة الموجودة في ذهني ، كأن الموضة لا تليق بي ،او كأنها تسير مسرعة حتى لا اقدر على اللحاق بركبها ! ألم اقل انني لا انتمي الى جيل العصرنة ولا أشبهه؟ انا مجرد فتاة سمينة ، لا تحسن عمل شيء،ولا تفهم فن الحياة وليس لديها الرأسمال الاهم ، الذي يضمن لها سعادتها الدائمة، الا وهو الجمال والجاذبية ! وتتابع هذه الفتاة ، التامل في وجهها وندب حظها ، محاولة ايجاد حل لهذه الازمة، لانها كما يبدو تشعر بالاحباط والكآبة، وربما هي مستعدة لان تهجر الناس والعالم ،من اجل ان لا يرى احد قبحها المزعوم ، فهي تتهم نفسها بالبشاعة ، والبدانة ، وتخلص الى نتيجة مفادها: لا مكان لي هنا !! وفجأة، تتوقف فتاتنا عن الكلام ، ويشع في عينيها نور وهاج وتقول بحماس: هذه انا، وهذا هو شكلي ، لا استأهل هذا الظلم ولن اقبل بهذا الغبن الذي سببته الطبيعة لي ، وهذا القبح الذي ورثته عن أجدادي .. هناك حل واحد ، علي ان اجري عددا وافرا من عمليات التجميل ، فهي خلاصي الوحيد ، كما هي خلاص كل فتاة تعيسة مثلي، انها ضمانة محبة الناس وتقبلهم لي ، وأيمانهم بجمالي ، وهي السبيل الوحيد للفت أنظار الشباب وإثارة اهتمامهم ،وبذلك استعيد ثقتي بنفسي واحصل على وجه جديد لا يشبه وجوه القرويات ، وجه تتجسد فيه ملامح الجميلتين هيفاء ونانسي ،هما ليستا افضل مني ، وانا قادرة ان اكون الاجمل ... سأطل بعد شهور ، بنيولوك جديد ، وسوف لن ينافسني احد ، ساكون مخلوقة جديدة جميلة وأنيقة ، ولا يهم بعدها شيء ، ربما سأتمكن من العمل في الإعلام او الأزياء او الغناء، كم سيكون هذا ممتعاً ، وكم سيوفر علي عناء الجد والسهر على مقررات دراسية آكل الدهر عليها وشرب !! حقيقة لا مجال للنقاش فيها، ويصعب تبديلها رغم مرارتها وقسوتها ، وقوفهن جميعا امام المرآة، وعدم رؤية إلا ملامحهن الخارجية ، وعزفهن عن التأمل بجمال الروح والنفس... والمؤسف ، قدرتهن على خداع أنفسهن ، وتباهيهن بذلك ، وإيمانهن بان من سبقهن الى إجراء عمليات التجميل ، هن اجمل واكثر إثارة وأنوثة ... كيف يمكن ان احسد فتاة على جمالها ،و أنسى ان أبارك طبيب التجميل الذي أتقن رسم وجهها ؟ كيف اثني على اناقة فتاة ما، التي اكتسبتها من قدرتها على شراء اغلى الماركات، واتجاهل انها اناقة مصطنعة ، وانها تعود الى ان الله وفقها بالمال الكافي ... وكيف احسد فتاة على جمال وجهها وعلى لون شفاهها الأحمر ، وعلى خديها الموردين ، وانا أدرك تماما ان ذلك يعود الى مهارة خبير التجميل والماكياج وان فضلها الوحيد في ذلك هو في خروجها من بيتها ودفع أجرة المواصلات واجرة الطبيب ، ليس اكثر! يبدو هذا الكلام مثالياً وغير واقعي ، كأن من تكتبه لا تعيش في هذا الزمن ، تحاول ان تعيد عبثاً ما سبق ، كأنها لا تدرك أن الأوان قد فات ، وكل طبيعي هو شواذ واستثناء .. ولا استغرب ، لان الزمن اليوم اصبح يعتمد على القشور ، لن أقول اكثر من اللب ، لان اللب أصلا لم يعد موجودا ... يسيطر على عقول الفتيات هاجس الجمال والأناقة المبالغ فيها ، فيلجان الى مخلصهن ، دكتور التجميل ، ويوفرن المال للإنفاق على مظهرهن ،وهن لا يعتبرن هذا الإنفاق في غير محله ، او مبالغ فيه ، بل هو أساسي وضروري لكي يحافظن على أنوثتهن ومكانتهن في المجتمع ، والاهم على ثقتهن بأنفسهن ، التي أصبحت رهناً للمسات يد المجمل والمزين والمصمم ... تناسينا ، جمالنا الداخلي وسماتنا الجمالية التي لو التفتنا اليها أغنتنا عن آلاف العمليات والجلسات المتعبة ، التي لا تجر سوى الآلام والعذاب ، لتتحول بعدها الى اجزاء دخيلة .. ما زلت اذكر ، جملة علقت في ذهني ، منذ طفولتي ، عندما كنت أتسمر امام جهاز التلفاز ، أتابع أفلاما أجنبية على قناة ديزني ، تلك الفتاة الوحيدة التي لا تثق بنفسها والتي تسخر منها صديقاتها ، تصر عليها أمها ألا تكف عن ترداد العبارة نفسها في ذاتها الاف المرات وهي :: انا اجمل فتاة في العالم.... العبارة التي نكررها اليوم،هي :لست جميلة ، ينقصني هذا وهذا .. وقليل من هذا والكثير من هذا ... ويا ليتنا نصل الى غاياتنا والى القناعة الكاملة .... كم كان محقا بذلك الفيلسوف الألماني نيتشه عندما قال : لا يتنكر او يتجمل الا القبيح!! اين هي الصراحة؟ واين هو الصدق ؟ واين اعتزازنا ومحبتنا لانفسنا ، واين قبولنا وترحيبنا بما وهبتنا اياه الطبيعة من خلق كامل وسليم ؟ اين هي تلك الفتاة التي لا تهتم الا بتطوير عقلها وثقافتها واكتشاف اسرار وجمال الحياة الصادق غير المزيف ؟ الجمال ليس جمال الشكل، متى نفهم هذا؟ ونكف عن فعل تلك الحماقات والتفاهات ..متى نحب انفسنا، متى نعشق أنوفنا الوقحة فقط باعتبارها جزءاً منا ،واحدى ملامحنا التي رافقتنا في كل مراحل حياتنا ، متى نعلق صور طفولتنا على جدران البيت ،ونفتخر بكل ما فينا ؟ بدل ان نحاول محو تلك الصور وإخفائها ،ونصر على انها لا تخصنا وان الفتاة التي بداخلها ليست موجودة؟ عندما نتعلم الصدق ونحب الحياة ، سنكتشف ان للبشاعة جمالاً ، وان في عكوف الانف وبروزه سحر خفي لا يشعر به الا نحن ! وان في لون العيون ونعومة الشفاه رسالة من الله يخبرنا فيها اننا مميزات ويطلعنا فيها على أسرار وجودنا ... ستفتخر كل واحدة منا ، أنها الوحيدة في كل العالم التي تملك هذا الوجه ، وهذه الصفات ، وستتحدى أهم جراح ان يرسم مثله ... كيف نقبل ان نزيل هذا التميز وان نحتقر هذا الاختلاف؟ من سيقف في وجهنا عندما نقول اننا جميلات اكثر من هيفاء واخواتها ، واذا ما سخروا منا نقول لهم، لمسات الخالق اجمل وابهى من لمسات اكبر واشهر الاطباء الجراحين !! لنحب أنفسنا إذا، ولنتوقف عن فعل تلك الحماقات ..... هل رأى احدكم ، وردة تترك الحديقة لتقف امام عيادة جراح التجميل ؟ هل راى فراشة تقصد الكوافير او مصمم الازياء ؟ شكلنا كما منحه ايانا الله هويتنا ، فلماذا نلجا الى التزوير ؟
|
|||||
17-11-2005, 02:46 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||||||||||||
|
نجوى اسماعيل
|
||||||||||||||
17-11-2005, 03:13 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
لك مني جزيل الشكر استاذ مردوك
|
|||||
17-11-2005, 07:28 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
الجمال جمال الروح
|
|||||
21-11-2005, 12:55 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
|
|||||
22-11-2005, 07:09 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
اختي زاهية
|
|||||
22-11-2005, 07:15 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
|
|||||
23-11-2005, 05:08 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
شكرا لك أخت زاهية
|
|||||
01-12-2005, 08:10 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
موضوع جميل .. ومن الواقع .. |
|||
22-11-2005, 06:24 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
|
|||||
22-11-2005, 07:01 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
|
|||||
|
|