كتاب مفتوح لمشرف رئيس الباكستان

[مؤمن الشامي]

بسم الله الرحمن الرحيم


كتاب مفتوح من حـزب التحرير لمشرف رئيس الباكستان


(مترجم)

السلام على من اتبع الهدى ،

أيها الرئيس،
لقد قررنا إرسال هذه الرسالة بمناسبة عقد الانتخابات الرئاسية.

تأسيا بالمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم نرسل إليك هذه النصيحة، فقد نصح المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم العديد من قادة قريش، بينما كان على علم أنهم لن يهتدوا ولن يقبلوا الدين الصحيح. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بذلك ملبيا قول الله سبحانه وتعالى :



]وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ الأعراف164


أيها الرئيس،
انك لم تنفك عن خدمة الكفر ونشر هيمنته على المسلمين خلال فترة حكمك، وخصوصا الهيمنة الأمريكية على هذه البلد الإسلامي، إمعانا في استعباد المسلمين والاستهزاء بدينهم. وهذه بعض الأمثلة من جرائمك التي اقترفتها لتمكين الكفر في بلاد المسلمين:

· فبالنسبة للحكم: فإن السيادة للشرع، والسلطان للأمة، وأنت ضربت بالشرع عرض الحائط، وخدعت الأمة، واقتحمت صرحها دون رضاها بل بكره منها وغضب. فأنت لم تلتزم بالحكم بما أنزل الله مع أن ظاهر نشوء باكستان هو لتفر من ظلم الكفار إلى الإسلام وتحكم به، ولكنك لم تحكم به فوقعت في قول الله سبحانه ]ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون[، ]ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون[، ]ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون[ وفق مقتضى هذه الآيات الكريمة.


وأنت كذلك لم تلتزم بالسلطان للأمة، فان السلطان في الإسلام للأمة، وهي صاحبة الحق الوحيد في اختيار من يحكمها، أما أنت فقد انتزعت الحكم بالقوة وبمساعدة الاستعمار، وخصوصا أمريكا. فأصبح عنصر القوة في تدعيم حكمك ليس الأمةَ بل أسيادَك المستعمرين، وصارت قوتهم أو ضعفهم ينعكس عليك، وأنت ترى كيف أنَّ ضعف أمريكا في المنطقة وحاجتها للإنجليز، قد أجبرك على اللهاث وراء خصومك الموالين للإنجليز للاتفاق معهم، أولئك الذين وَعَدت بان تبقيهم بعيدا عن الحكم ووصفتهم بالمختلسين واللصوص!

وليس ذلك فحسب، بل إن أمريكا إذا استنفذت أغراضها منك، ستلفظك كما فعلت مع غيرك، وهذا شأن كل العملاء الذين لا يستمدون سلطانهم من الأمة بل من الكفار المستعمرين.



l أما بالنسبة إلى دين المسلمين، فقد قمت بحملة عشواء على جيل الشباب لإبعادهم عن دينهم، وذلك عن طريق نشر الثقافة الغربية الفاسدة من خلال مناهج التعليم، والنشاطات الثقافية، والترويج الإعلامي. كما قطعت رقاب العجائز والنساء والأطفال في المسجد الأحمر كي تجعل منهم عبرة للمسلمين في الباكستان، ممن يتطلعون إلى تطبيق الإسلام عليهم. كما انك لجأت إلى التجسس على شباب حـزب التحرير وزججت بهم في السجون، وحظرت الحزب في البلاد ووضعت العراقيل أمام القضاء كي لا يحكم برفع الحظر، لا لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله، ويدعون الناس إلى الإسلام.

· أما بالنسبة للبلاد الإسلامية، فانك هيأت الظروف المناسبة لأمريكا كي تفرض وجودها العسكري في المنطقة، وهذا ما جعل لهم سبيلا على المسلمين في جنوب ووسط أسيا. وقد ضحيت بمئات من الجنود المسلمين لحماية الأمريكان من المقاومة في منطقة القبائل. كما انك تخليت عن المسلمين في كشمير، بل واعتبرت الجهاد ضد الاحتلال الهندوسي جريمة.

· أما بالنسبة لثروات المسلمين، فقد جعلتها نهبا وسلبا لشركات الدول الاستعمارية، وملَّكت مصادر الطاقة لشركات خاصة، مثقلا على الناس دفع أثمان باهضة للبنزين والغاز والكهرباء ، ما شلَّ إنتاج المصانع والزراعة. وانصياعا لمطالب الاستعمار قمت بفرض الضرائب الظالمة على الناس، ما أضاف عبئا أخر على الناس. كما مكَّنت الكفار من استغلال الثروات الحيوية مثل النفط والغاز. وأخذت القروض الربوية من المؤسسات الاستعمارية كي يكون لهم سبيل على المسلمين.

هذه فقط بعض من جرائمك التي اقترفتَها، والتي نعرفها ويعرفها الجميع حتى إنَّ أولئك الذين حجبت عنهم حقيقتك يعرفونها. ولم نجد حاجة ضرورية لاطلاع الناس على عقائدك المنحرفة، فأمرها معروف، وكيف تكون عقيدةٌ مستقيمة عند من يوالي اليهود والنصارى؟! يقول سبحانه وتعالى:

]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[ المائدة 51

من اجل ذلك فإننا ندعوك إلى أن تتوب عن خطاياك التي ارتكبتها في فترة حكمك، وان تطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى على أعمالك الشنيعة. وأن تضرع إلى الله مقبلاً عيله سبحانه بعمل كبير بتسليم الحكم إلى أهله، لنعلن الخلافة الراشدة في هذا البلد المسلم الطيب، فيعز الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأهله، فإن فعلتَ وتركتَ الحكم، وسلَّمته لأهله، فنحن نضرع معك أن يكفِّر الله من سيئاتك،

وإن لم تفعل، وبقيت سادراً في غيك وظلمك، فسيصعقك قوله سبحانه وتعالى:

]وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ+ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ[ [إبراهيم:42,43]

اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد! ]وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ[ يس17

23 رمضان 1428 هجري 6 تشرين أول/أكتوبر 2007
حـزب التحـرير

ولاية الباكستان

[مؤمن الشامي]

بسم الله الرحمن الرحيم

حرام أن يستمر في ولاية أمر الأمّـة
من لا يرقب فيها إلاًّ ولا ذمّـةً

لم تنقض المحكمة العليا التي اجتمعت اليوم صحة انتخاب (مشرف) رئيساً لباكستان للمرة الثانية وفق نتائج الانتخابات التي جرت في 6/10/2007، في الوقت الذي لم يُبْقِ فيه هذا الرجل خطاً أحمر من الحرمات إلا وقع فيه.

لقد فتح البلد على مصراعيه أمام أمريكا في عدوانها الوحشي على أقغانستان، وجعل باكستان موقعاً متقدماً للجيش الأمريكي في ارتكاب المجازر في أفغانستان.


ثم أمرته أمريكا بإرسال جيشه لقتال القبائل المسلمة على حدود أفغانستان، فأرسل نحو تسعين ألفاً يقاتلون إخوانهم حمايةً لأمريكا وعصاباتها في أفغانستان. لقد قتل من زعماء القبائل في بلوشستان وغيرها، ونقض اتفاقه معهم، وارتكب الموبقات في منطقة القبائل، ومع ذلك تطالبه أمريكا بالمزيد!
وترك كشمير وراء ظهره، حتى على الحياد لم يقف، بل طارد المجاهدين الكشميريين، واعتقلهم، وحظر وجودهم في بلدهم، حتى تقرير المصير الذي أقرَّه الغرباء عن كشمير، تنازل عنه مشرف، و(طـبَّع) العلاقات مع الهند مقراً لها احتلال الجزء الأكبر من كشمير!


ثم قـصـف المسـجـد الأحمـر بأسلـحـة التـدمـير، ورفض الوساطات التي كانت جاريةً، وتعَمَّدَ إذلال العلماء وطلاب المدارس الإسلامية.


ولما أصبح مكروهاً ممقوتاً من الناس، وخشي أن يسقط أشياعه في الانتخابات البرلمانية القادمة في كانون الثاني 2008، ما يجعل انتخاب الهيئة البرلمانية الجديدة له في رئاسة ثانية بعيد المنال، قَدَّمَ انتخابات الرئاسة على انتخابات البرلمان، حيث إن البرلمان القديم قد تم قبل انتشار فضائحه، ما جعل بعض الناس ينخدعون به ويصوتون لصالحه في الانتخابات السابقة. وهكذا فاز في الانتخابات التي جرت في 6/10/2007 وفق الهيئة الانتخابية البرلمانية السابقة.


وكشأن العملاء فهو يغَـيِّر جلده كلما تقلَّبتْ الأحوال مع أسياده، فلما ضعفت أسهم أمريكا في المنطقة، ووجدت نفسها بحاجة إلى صفقة مع الإنجليز لإنقاذ نفوذها في باكستان، بعدما أصبح مشرف منبوذاً مدحوراً من المسلمين في باكستان، أمرت رويبضة باكستان أن (يعفو) عن جرائم بنازير بوتو، فتصبح نقيةً نظيفةً بعد أن كان مشرف قد وصمها بالفساد والإفساد، والنفي من البلاد، أصبح يرنو إليها ليتقاسما معاً السلطة على دماء المسلمين وأشلائهم، وهكذا كان، فقد حضرت بوتو هذا اليوم إلى كراتشي كخطوة أولى من سلسلة خطوات متسارعة لتنفيذ الصفقة العتيدة!


أيها المسلمون
أيها المسلمون في باكستان
إنه لعار عليكم أن يتربع على رقابكم أمثال مشرف وبوتو الذين يحاربون الله ورسوله قبل أن يحاربوكم. سفكوا دماءكم، وأباحوا بلادكم لأعدائكم، لم يراعوا حرمة المساجد، ولا مدارس القرآن، ولا وقار العلماء، ولا عظمة المجاهدين .. قلبوا قوة باكستان ضعفاً، وثروتها فقراً، حتى مناهج التعليم عبثوا فيها ليرضوا السادة الأمريكان!


إن هـؤلاء الحـكـام هـم مـن زمرة أولئك الطـواغـيـت {أَلَـمْ تَـرَ إِلَى الَّذِيـنَ بَـدَّلُـوا نِـعْـمَـةَ اللَّهِ كُـفْـرًا وَأَحَـلُّـوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}.


أيها الجند المسلمون
أليس منكم رجل رشيد؟ كيف يحارَب الإسلام وأنتم تشهدون؟ كيف تدمَّر المساجد وأنتم تبصرون؟ كيف تؤمرون بقتال إخوانكم في مناطق القبائل وتطيعون؟ كيف تستباح بلادكم من الكفار المستعمرين ولا تغلي الدماء في عروقكم؟ كيف تكون أمريكا في بلدكم هي الآمر الناهي ولا تقذفوها بسهامكم؟



إنكم أيها الجند أبناء أولئك العظماء الذين استقبلوا محمد بن القاسم فلم يكتفوا بأن يسلموا ويقعدوا في بيوتهم، بل صحبوه في الجهاد والفتح، وكانوا حراساً أمناء للإسلام والمسلمين منذ أن أسلموا: الإسلام قضيتهم، ودولته دولتهم، نصروا الله فنصرهم، وكانوا من الصادقين.



إنكم أيها الجند أبناء أولئك الذين سَمَّوا بلدكم بالأرض الطاهرة (باكستان) تصميماً وعزماً على أن تكون موئلاً للإسلام والمسلمين، تحكم بما أنزل الله وتجاهد في سبيل الله، فكيف ترضون أن تصبح علمانيةُ أمريكا ورأسماليتُها هي نظامَ حياتكم، وكيف ترضون أن يتحول جهادكم للكفار المستعمرين إلى قتال إخوانكم المسلمين؟



أيها الجند المسلمون
إن حزب التحرير يستنهض هممكم، ويستنفر عزائمكم، ويدعوكم أن تقوموا لله مثنى وفرادى فتتفكِّروا في هؤلاء الحكام الذين نصَّبهم أعداؤكم على رقابكم، فهم قد ارتكبوا في حكمهم كل ما هو سيء، بل كل ما هو أسوأ، فخذوا على أيديهم، وغيِّروا عليهم، حتى لا يدخلكم الله معهم في العذاب، فإن المصيبة إذا وقعت فهي تصيب الظالمين بظلمهم، وكذلك تصيب الساكتين على الظلم {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. وقد أوحى الله سبحانه إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الترمذي من طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ».


ففروا إلى الله أيها المسلمون، فروا إلى الله أيها الجند المسلمون، وانتصروا لدينكم، وأعلوا راية نبيكم.


إنَّ حزب التحرير يستنصركم فانصروه، ويستعين بكم فأعينوه. أزيلوا حكم الظلم والظالمين، وأقيموا دولة الإسلام والمسلمين، الخـلافة الراشدة، وإنكم على ذلك لقادرون بإذن الله، فإن سيوفكم هي التي تُبقي قوائم الكراسي التي يجلس عليها حكامكم قائمةً، فإن تخلَّتْ عنها تلك السيوف تكسَّرتْ تلك القوائم وتناثرت، وهوى الحكام عنها إلى حيث يلعنهم الله ورسوله والمؤمنون.


أيها المسلمون
أيها الجند المسلمون
إن مشرف قد بغى وطغى، وآثر أمريكا على دينه وأمته، فحرام والله أن يبقى يعيث في الأرض فساداً وأنتم تنظرون، لا تنكرون عليه ولا تغيِّرون.


{إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}.

7 من شوال 1428هـ.
18/10/2007م.

حزب التحرير

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi...t/single/2570/